لكل من يقرأ و يبهجني برده .... وممن يقرأ ويحرمني رؤية رأيه
عذرا لتأخرى ...
تمر الأعوام سراعا ... هكذا فكرت اورميلا و هي تحمل صغيرتها نهال بين يديها و ابنتها الكبرى هدى ذات الثمان سنوات , تركض في المطار ببهجة فهي تحب كثيرا أن تذهب لجدتها هدى خلال عيد الفطر المبارك فقد كانت هذه عادته منذ أن تزوج سامر بأورميلا قبل عشر سنين..
مسحت أورميلا دمعتها بسرعة إلا أن سامر كان قد انتبه لها , همس لها قائلا:
-[FONT="] [/FONT]حبيبتي .. لم تبكين ..
ابتسمت له , و بصوتها المخملي أجابت :
-[FONT="] [/FONT]لا شيء ..
-[FONT="] [/FONT]هل تريدين حضور زواج أخيك ؟؟
-[FONT="] [/FONT]لقد قلت لك من قبل بإمكاننا أن نؤجل سفرنا قليلا
هزت رأسها بعنف و قالت :
-[FONT="] [/FONT]كلا .. لا أريد ..
لقدأخبرتك اني لن أحضر زواجه ما لم تعتذر خطيبته عن إساءتها ..
ثم إني أمي هدى أولى بقضاء العيد معها من تلك ال..
-[FONT="] [/FONT]حبيبتي ... لا تتكلمي هكذا .. إنها زوجة أخيك مهما يكن
-[FONT="] [/FONT]انظر إليها كيف تعاندني .. تستهزأ بي , حتى أنها تحرض أكشاي ليسخر منا حين نصلي ..
-[FONT="] [/FONT]حبيبتي ... هوني الأمر عليك .. هي لا تستحق حتى أن تفكري بها ...
زفرت بحرارة , أغمضت عينيها بألم كانت والدتها قد بدأت تميل للإسلام وهذا من أكثر ما يدخل البهجة غلى قلبها , ابتسمت أمها هي أكثر ن يقف معها وسامر , رغم أنه والدها يفترض أنه مسلم إلا أنه و منذ قدوم راشيل خطيبة أشكاي بدأ يكثر من السخرية منها و بدأ يصغى لتفاهات راشيل , هو أقرب للإلحاد منه للإسلام ولكنه لم يبدأ في السخرية منها ومن حجابها إلا حين تعرف أخوها على راشيل صديقته اليهوديه , وهاهي تعاني منها طوال ثلاث سنين , ولولا تمسكها بالدين بعد زواجها لكان انقطعت عن بر أبيها ووصل أخيها , لكنها عاهدت ربها أولا أن تعكس صورة المسلم بحسن خلقه ..
-[FONT="] [/FONT]ماما ... هيا لنصعد إلى الطائرة ....
-[FONT="] [/FONT]هيا بنا حبيبتي ...
*_*
أمسكت نهال بيد هدى و قالت لها :
-[FONT="] [/FONT]خالتي أرجوك ... ارتاحي قليلا ... سيصلون بعد قليل ..
-[FONT="] [/FONT]آآآه يا نهال لا تعرفين كم تعلقت بأورميلا وهدى و نهال , حين تزوج سامر في البداية خفت كثيرا , ولكن ما أن رايتها وقد ارتدت الحجاب بعد شهرين من زواجها , و سؤالها الدائم عن الدين و اساسياته , تعلها الصادق بنا , حتى احببتها ..
-[FONT="] [/FONT]أنت محقة يا خالتى ,, إنها حبوبة جدا ,, ولكني لا حظت نبرة حزن في صوتها في مكالماتي الأخيرة ..
-[FONT="] [/FONT]أتظنين انها صديقة أخوها اليهودية ؟
-[FONT="] [/FONT]قد يكون ولكن لأورميلا صديقتين يهوديتين تحترمانها و لم تأذياها من قبل , بل تتعاطفان كثيرا ع قضايا الملسلمين و بخاص الفلسطينين و هما ضد الضهاينة
-[FONT="] [/FONT]فعلا ... أصابع اليد ليست واحدة
كانت تولين تنزل من الدرج و هي ترتدي فستانا تحت الركبة بقليل وردي اللون , متناثرة فيه ورود روز بلون وردي غامق , ابتسمت لها نهال بحب و قالت لها :
-[FONT="] [/FONT]حصنتٍ نفسك .. أليس كذلك ...
حضنتها تولين بحب ثم وضعت رأسها على حجر نهال و أغمضت عينيها بدلال , لم تهنأ بعدة ثوان حتى هبت بفزع حين سمعت صوت طارق
-[FONT="] [/FONT]تولـــــــــــــــــــــــــــــــــــين
كفاكِ دلال ...
ثم التفت لأم و قبلها سريعا و ثم بجوار هدى و قال لها شاكيا
-[FONT="] [/FONT]جدتي ... انظري إليها كيف تدلل تولين ؟؟
إنها لم تعد صغيرة , إنها في حضن والدتى طوال الوقت
منذ أن نأتي من المدرسة , تركض بحثا عن امي
بعد ان تستبدل ثيابها... ( يقول مقلدا لتولين)
ماما لا أعرف كيف حياتي بدونك ..
لا أريد أن أذهب إلى المدرسة حتى لا افتقدك
قاطعته تولين وهي تمسك بيد نهال و قالت له بغنج متعمد
-[FONT="] [/FONT]طارق حبيبي .. ألازلت تغار مني ..
لقد كبرت على هذه الحركات ..
ضحكت هدى بسعادة و هي ترى تولين و تعلقها الشديد بنهال فقد كانت تخشى أن تتغير معاملة تولين لنهال بعد أن اصر والدها أن يخبرها قبل ثلاث سنين أن نهال زوجته و أمها من الرضاع و أعطاها صورة لآمال وطلب منها أن تحتفظ بها .. لقد اعتادت هدى على مشاجرة طارق و تولين التي لا تنتهي وربما لن تنتهي ..
نظرت تولين لجدتها وقالت:
-[FONT="] [/FONT]جدتي ألم يتأخر عمي سامر ...
وما أن انهت كلمتها حتى فتح نادر الباب و أسرعت توليت ترمي بنفسها في أحضان عمها الذي يقف بجوار أبيها, ثم التفت إلى أورميلا .. وقالت لها:
-[FONT="] [/FONT]أنا غاضبة منك ... لم لم تسمي الصغيرة باسمي ؟؟؟
اطلق الجميع ضحكة مرحة و قال طارق بتهكم
-[FONT="] [/FONT]يكفي وجود تولين واحدة في العائلة .... و إلا سنخنق من الدلال ..
نظر إليه فراس بضيق و أسرع باحتضان أخته و تقبيل جبهتها و قال :
-[FONT="] [/FONT]هي بهجة حياتنا .. و الفرحة التى ترسم البسمة على وجوهنا .. أليس كذلك ابي
-[FONT="] [/FONT]بالتأكيد فراس .... (ثم نظر إلى طارق و قال)
بدلا من مكوثك في البيت مع جدتك لم لم تأتي معنا
أجاب ضاحكا وهو يقبل جدته :
-[FONT="] [/FONT]أردت أن آخذا حنانا من جدتي .. فأنت و أمي أغرقت تولين و لم تبقيا لي شيئا
ضربه فراس على ظهره وضحك الجميع بمرح ...
تناولوا العشاء اللذيذ , و كانت هدى مصاحبة لجدتها طوال الوقت , ووجدت تولين متنفسا لها من سخرية طارق الذي بدأ يضايق هدى فهو يرى أن الأحق بجدته ..
*_*
آمل أن تنال استحسانكم ...
وتسعدني أراؤكم و انتقاداتكم على سواء :cupidarrow: