و جاء اليوم ..
الذي حققت فيه أرقى ما أمّلت !
و انقشع غيم الأسى ..
***
كانت أمنية الطفولة
و حنين الشباب ..
و إذ بي أرى الحلم واقعاً بإذن ربي
***
في تلك الليلة ..
كنت حزينة ..
كنت أبكي ...
أبكي و أدعو أن يحقق لي الله لي ما أردت .. بفضله لا بجهدي..
و أن يعوضني خيراً ..
كان اليقين يملأني رغم أن لاشئ حولي يوحي بتفاؤل ..
و نمت .. لأرى رؤيااااا
كانت بشرى ..
***
استيقظت و أنا أردد قول ربي :
{ و إذا ما أنزلت سورة فمنكم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون }
و هم يستبشرون
و هم يستبشرون !
ظل لساني يعبق بها .. و استبشرت ..
لأعلم في نفس اليوم الأمر الذي لم يخطر ببالي لحظة..
أنه تمَّ قبولي في دورة حفظ القرآن الكريم المكثفة بالحرم ..!!!!!
و لأني في منطقة أخرى .. فقد تيسر الأمر ليكون الدورة في المكان الذي أنا فيه ..
و لا أدري كيف تيسَّر !
و لا أدري كيف سارت أموري بسلاسة غير معهودة ..
و لا كيف تذللت لي السبل !
حقاً .. لا أدري ..!!
***
حفظ القرآن الكريم كاملاً في شهرين ..
حلم ..
و يا له من حلم !!
***
ستين يوماً عشتها مع كلام الله ..
رأيت أشياء لم أكن أرها يوماً ..
و في كل تلاوة يتكشف لي معنى لم يظهر لي في مرة تسبقها ..
و كأني في كل كرّة أقرؤه لأول مرّة !!!
***
عزيمة استثنائية ملأت قلبي ..
و كل جوارحي ..
و صدق ابن باز إذ يحكى عنه
إذا تحركت الروح ، فإن الجوارح لا تملّ !!!
***
يبدأ دوامنا من الثامنة صباحاً إلى الخامسة عصراً بشكل متصل .. عدا زمن الغداء !
و يشمل أيام الأسبوع كلها عدا الجمعة ..!
و كان مقرراً أن يتم حفظ 12 وجهاً في اليوم و يتم مراجعتها كلها بشكل كامل في مطلع اليوم الذي يليه ..
و في أول أيام الأسبوع يتم مراجعة حفظ الأسبوع السابق كاملاً .. ثم البدء مجدداً ..
ليكون الختم أخيراً في شهرين ..
كان هذا نظام الجميع .... عداي !!!
***
كنت وحدي ..
لي نظامي الخاص!
فقد ذهلت بأن لدي _من فضل ربي_ قدرة لم أعهدها مني من ذي قبل .. بأن أتجاوز الجميع ..
و أمضي ...
***
كنت على يقين بأن ربي يسر القرآن للذكر .. فلم يتملكني خوف مطلقاً ..
أتأمل الوجه الذي سأحفظ ..
ثم أقرؤه بصوتي ..
أغمض عيني و أسترجع بصمت ..
و بعد تأكدي من سلامة مراجعتي له ..
أقرؤه عن ظهر قلب بصوت مسموع ..
بعدها أتلوه على الأستاذة لترصد درجتي .. الكاملة !
***
عشت أياااااااااااماً ..
أيااااااااااااااااااااماً ..
هي عندي كل عمري!!
ذقت فيها طعماً ما ذقته في حياتي ..
لذيذاً ..
لذييييييييييييييييييييييييذاً ..
حلاوة أغنتني عن الدنيا بأسرها ..
حلاوة جعلتني أتعلّق بربي أكثر ..
و أحب هذه النفس التي اصطفاها ويسر لها الخير من حيث لا تحتسب .. من حيث لا تحتسب!
في تلك اللحظات فقط أدركت معنى قول ابن تيمية :
ما يفعل أعدائي بي .. أنا جنتي في صدري !!!
أنا جنتي
في صدري ....
***
غمرتني سكينة لا تضاهى .. و حكمة في التعامل ما عهدتها من طباعي ..
كنت أشعر بسعادة رغم كل العوائق التي اعترضت طريقي ..
و التي ما فتئت تتلاشى أمام عزمي ..
عزمي الذي جعلني أتخذ قراراً ..
أن أفعل الخير لنفسي ، و لنفسي فحسب :
( احرص على ما ينفعك ، و استعن بالله ، و لا تعجز )
و البقية _لأجلها_ تأتي .....
***
و بعد شهر واحد ..
و سبعة أيام ...
أتممت حفظ كتاب الله !!!
كاااااااااملاً !
***
الشئ الذي ما زلت إلى لحظتي هذه أعجب منه !
أن حفظي كان متقناً لدرجة تفوق قدراتي ..
لدرجة أني تخرجت من تلك الدورة بنسبة أذهلت الجميع ..
100% !!!!
***
حينها فحسب علمت ...
أن كل ذلك بفضل الله وحده ..
ولو توقفت على جهدي فقط ما وصلت شيئاً .....
***
والآن أقف ..
عند سقف عـَـليّ ..
ليس مثلي من يرضى دوناً منه !
لم يزل ربي علي ذو فضل ..
و لم تزل دفة حياتي _التي وهبني_ في يدي ..
وبإذنه أقودها لما هي له أهل..
فهي تستحق ..
و ظني بربي حسنٌ حسن ....
***
بحفظ الله و رعايته
إلى القمم..!