فلسفة التعايش السلمى
قد يبدو عنوان الفقرة معقدا بعض الشىء ولكن ما اقصده هنا هو طريقة الحياة السلمية مع الطرف الاخر.. قد يكون زوج او اخ او اخت او حتى الوالدين..
دائما ما نحاول ان نحيا فى سلام مع الاخرين.. ولكن تأتى المشاحنات والمشاجرات لتفرض نفسها بين الناس بسبب اختلاف طبائعهم.. وعاداتهم التى غرست فيهم منذ الصغر..
وينطبق هذا تماما على الزوج والزوجة فى بداية حياتهم.. فكثيرا ما تواجه الزوجة مشكلات بسبب تغير طباع زوجها عما الفت عليه فى بيت اهلها.. والزوج كذلك .. يكون متأثرا غالبا بطبع والدته ويسعى ان تكون زوجته صورة مصغرة منها.. وتبدأ المصادمات..
فى بداية حياتى واجهت مشكلات كبيرة مع زوجى سببها اختلاف الطباع.. ولكن فى اصلها هى مشكلات على اشياء تبدو فى غاية التفاهه.. فمثلا اول رمضان يمر علينا.. كنت فى بيت اهلى معتادة على السحور الجماعى قبل الفجر بساعه.. اما هو فيبدأ فى النوم قبل الفجر ببضع ساعات وحينما اوقظه يبدأ فى التأفف وكنت اظن انه لا يريد ان يجلس او يأكل معى او انه يفعل كل ذلك كى يضايقنى ويثير غضبى.. ولكن بعد مرور السنوات اكتشفت ان هذه هى عاداته التى تربى عليها.. وانى ينبغى الا افرض عليه طباعى فى الحياة..
واذا طبقنا هذا المثل الصغير على اشياء كثيرة فى الحياة يمكن لنا حينئذ ان نتعايش سلميا مع الطرف الاخر..
ونترك منغصات الحياة التافهه ونلتفت لما هو اهم من هذا بكثير..
ويتطلب هذا مجهود شديد من كل منا .. وبالذات من المرأة سواء ان التعامل مع زوج او اخ او والد..
يجب الحرص الشديد فى التعامل .. ومحاولة عدم فرض اى عادات جديدة على الطرف الاخر.. ومحاولة قبوله كما هو.. وتقبله بكل عيوبه وميزاته..
ففى رأى الشخصى التقبل هو اول الطريق الى التعايش السلمى..
اقبل الاخر.. حاول ان تحبه كما هو.. لا تحاول تغييره.. ولكن غير نفسك.. فاذا اردنا التغيير فلنبدأ بانفسنا اولا.. واخيرا هناك مقولة جميلة تقول : عامل الاخرين كما يحبوا ان يعاملوك..
وصدقونى لابد من هذا التعايش السلمى .. فالانسان كائن اجتماعى بطبعه.. ولا يستطيع ابدا ان يعيش بمفرده..
فهو حينئذ سيكون اتعس حالا..
هذه الخواطر كلها من مكنونات نفسى وليست منقولة من اى كتاب..
اتمنى لكن جميعا تعايش سلمى نقى من اى شوائب او ضغائن او خلافات .. :bye1: