الجزء العاشر والاخير
صعدت شهد لمنزلها ودخلت غرفتها وأوصدت باب الغرفة جيداً
فالان ستختلي بصديقها وخازن اسرارها
ذاك الدفتر الصغير ,, دفتر مذكراتها
وبدأت تكتب ماتشعر به
’’ صديقي الحنون ::
اقطف الحروف كما لو كنتُ اقطف ازهارا
اليوم وفي تاريخ / / 2007
خطوت خطوة نحو المجهول ودفعني ذاك السم القاتل
( الحب بلا
والعشق سم قاتل )
,, طرقت باب قلبه الليلة
هل كانت كلماتي طرقات ؟ أم صفعات ؟!
هل كان يظن انني سأبقى معه مقابل لاشيء !
لا أود سوى أن أكون معه ,,
منال الحمقاء
يبدو انني سأشاركك زوجك
كوني باانتظاري ’’
اغلقت الدفتر وهي متوترة
خلعت ثيابها واخذت حمام دافىء
ويبدو انها نسيت كل ما يتعلق بغزل وعمتها
القت بنفسها على السرير
وحينما كادت أن تغمض عينيها
صعد رنين الهاتف النقال
ولكنها كانت غزل
شهد : الو
غزل : هيه وينك؟
شهد : بالغرفة ... وين بااكون يعني !
غزل : رديتي البيت؟؟ وليه ماعطيتيني خبر
الحين بااجيك
باي
واقفلت الخط
طرقت غزل الباب طرقات متتالية
شهد بصوت مرتفع : انا نااااايمة
غزل : ايه عشان كذا تردين علي الحين؟!
افتحي بااقولك شي !
شهد بدلع : لولو باانام نعسانه .. تبين شي ضروري ؟؟
غزل : تعالي تعشي معاي ...
شهد : ماابي
قطع حديثها رنين ’’ الجوال ’’ مجدداً
ولكن هذه المرة ,, ظهر الاسم في الشاشة
** احبك **
انه ابو عبد الرحمن !
شهد : لولو حبيبتي .. الحين بااجيك
روحي وباالحقك
غزل : زين بس لا تتأخرين !
شهد : ok
فتحت شهد خط الهاتف
شهد بنعومة : مرحبا
ابو عبد الرحمن : السلام عليكم
شهد : وعليكم السلام
ابو عبد الرحمن : نمتي ؟
شهد بلطف : لا لسا
ابو عبد الرحمن : زين ..
صمت للحظة ثم قال : بغيت اقولك تصبحين على خير قبل ماتنامين
شهد : كنت انتظرها منك
ابو عبد الرحمن : تنتظرين اقولك هالكلمة
شهد : ايه كنت بااشوف بتتصل فيني الليلة ولا بتفكر بالموضوع وتكلمني بعدين
ابو عبد الرحمن بهدوء وذهنه شارد : ان شاء الله شهد بنتزوج
بس خلني ارتب اموري وافاتح المرة وبيصير كل خير ان شاء الله
بعد لحظة صمت أكمل بلطف :
ان شاء الله مابيجي رمضان الجاي الا وانتي حامل بعد هههههه
شهد : هههههههه اوكي
وهي تمازحه : تدري عاد ؟ باجرب احط مخدة فبطني واشوف شكلي وانا حامل هههه
ضحك ابو عبد الرحمن : انتي ودك تصيرين ام ؟
شهد بفرح كبير يظهر في صوتها : وااااي لو صار هالشي وصرت ام
تدري .. رح احبه وبموت فيه بعد !
كاف انو يشبهك
تدري يوم تروح الشغل احطه قدامي لين ترد من الشغل
ضحك ابو عبد الرحمن وشعر بثقة كبيرة : الله يرزقنا ان شاء الله
شهد : امين يارب
ثم ابتسمت شهد بااعتزاز
ابو عبد الرحمن : على فكرة شهد مافي شغل لو تزوجنا
ضحكت شهد بنعومة : هههه ليه ؟
ابو عبد الرحمن : ابيك بالبيت
شهد : طيب اشتغل بمدرسة ممكن ؟
ابو عبد الرحمن : اذا كذا ممكن
تنهدت شهد بسعادة
ابو عبد الرحمن : وصلت البيت ؟
شهد بضحكة عذبة : بيت اي فيهم ؟
ضحك ابو عبد الرحمن : بيت مرتي الاولى
توصيني شي ؟
شهد وهي تمازحه : لا ابي سلامتك .. بس بكرا يومي لا تاخر علي هههههه
ضحك ابو عبد الرحمن ضحكة خفيفة وأكمل : تصبحين على خير
شهد بهمس : وانت من اهله
سلامي
أغلقت شهد الخط
وغطت في نوم عميق
مع الصباح الباكر استيقظت شهد بكسل على صوت رنين الساعة المزعجة اصلحت من شأنها وارتدت بنطال و قميص ’’ بلوزة ’’ باللون البنفسجي القاتم والابيضوضعت قليل من المكياج الخفيف المعتاد وارتدت ساعة عريضة من الجلد البنفسجي القاتم مع طلاء على الاظافر باللون الاحمر
ارتدت عبائتها وتجولت في انحاء المنزل ,, غزل والعمة في نوم عميق فااتجهت للمشفى في وقت مبكر دخلت مكتبها ,,وجلست على الكرسي المتحرك في المكتب وظلت تدور
كتبت رسالة
’’ ما أباح الورد سرا للفراشات كي تُقبّله صباحاً ومساء ,,إنما في الورد شيئاً يجذب الاشياءدون جهد أو عناء ,,أيها الورد الأنيق لك أحلى صباح ومساء لأحلى وأغلى وأرجل وأحن ,, ماجد في الحياه ,, s ’’
وأرسلتها لابو عبد الرحمن ,,
ماهي دقائق الا وصلتها رسالة منه’’ بيكون ورد مثلك ؟ ’’
فأرسلت اليه ’’ ايه بحلاوتي ’’
جلست قليلا فإذا به يأتي اليها ,,كان ظهرها للباب ولكنها حينما لمحته دارت بالكرسي المتحرك ,, وقبل أن تقف ادخلت رجلها اليمنى في الحذاء ومشت اليه كان ينظر اليها من بعيد بااعجاب ,,
وحينما اقتربت اليه ,,نظرت اليه بعينين بملأهما الشوق وابتسمت وقالت بمرح :صباح الخير
ابو عبد الرحمن:صباح النورر
فعت شهد يدها اليسرى ونظرت للساعة :: متاخرخمس دقايق بااقاضيك
ابتسم : على خمس دقايق
ابتسمت وهي تنظر اليه بحب : على كل دقيقة مو معاي
ثم اخفضت عينيها وهي تبتسم ابو عبد الرحمن : زين بااروح مكتبي وخليكي تكملين شغلك
شهد : اوكي ,, بس بغيت اقولك ودي اخذ اجازة من غير مرتب لاني ماعرف مدتها ..!
ابو عبد الرحمن وهو يسرح بتفكيره وبانزعاج : ليه ؟شهد : بنروح نسافر عشان تجهيز فرح اختي غزل
ابو عبد الرحمن بشكل محايد : ايه
أكمل بعد لحظة صمت ,, وهو يشير بيديه ,,بااروح مكتبي وتعالي اخر دوام نشوف موضوع الاجازة
اشارت شهد برأسها بالايجاب
وحينما ذهب ,,عادت لمكتبها وهي سعيدة برغم مشاعر الخوف التي تجتاحها من حين لآخر ,,
تصاعد رنين الهاتف النقال ’’ الجوال ’’وبعدما نظرت للشاشة عنفت نفسها’’ فهد مرة ثانية ! وش يبي هالنشبة !!! اففف ’’
اغلقت الموبايل وحاولت ان تعصر تفكيرها مجددا في عملها ,,
مر اليوم وهي في العمل
ولم يكن هناك جديد ,,
وفي نهاية الدوام مرت على مكتب ابو عبد الرحمن
ولكنها لم تجده في المكتب !!!
تضايقت كثيراً
عادت لمنزلها وهي في حيرة شديدة ,,
خلعت ثيابها وارتدت شيئاً ناعم الملمس بعدما اخذت حمام دافيء ,,رن الهاتف النقال ’’ الجوال ’’
كانت سوسن في الخط المقابل سوسن : السلام عليكم
شهد : وعليكم السلام
سوسن : اشلونك ؟ وش اخبارك
شهد : الحمد لله مااعلينا
سوسن : وش فيه صوتك ؟؟
شهد بانفعال : متضايقة مضايقة سووسن بااموت من القهررر
سوسن : ليه ؟؟ وش فيه عسى ماشرانا ماوراي شي وباسمعك للاخر,,
شهد : تعرفت على زميل لي بالعمل
قاطعتها سوسن ببرود مستفز : ايه عشان كذااااا مانشوفك ابد
وين شهد الي كانت تتصل وتسأل وتدور على الناس و
قاطعتها شهد : اسمعيني بالاول
تعرفت عليه , حبيته وهو بعد احس انه يحبني
سوسن بهدوء : ايه يحبك بس بيتزوجك ؟ هذا هو السؤال
شهد بااندفاع : ايه بتزوجني !
هذا غير !
هذا بيخطط لزواجي منه !
سوسن بتردد : ماادري شهد انا ماعدت افهمك
بس انتبهي
هالمرة احسك اتغيرتي كثير
واخاف حبيتيه صدق
غرورقت عينين شهد وأكملت بصوت مبحوح :ايه صح حبيته
انا تغيرت كثير من يوم عرفته
قمت اهتم بنفسي
قمت اهتم بثقافتي
قمت اهتم بمشاعر الناس
تدرين كل يوم يمر علي اتخيل نفسي وياه
نسافر وناكل ونشرب ونضحك ونسولف ونلعب ... كل كل شي !
تدرين؟
يوم عرفته كنت اظنه عملي وقاسي
ماحبيته من اول يوم ! لكن اعجبت فيه
عجبتني شخصيته , سلطته , مركزه , صوته , وسامته
كنت احسه عملي ماعنده سوالف الحب وهالخرابيط
لكن لما قربت منه
شي ثاااااااااااااااني
غير غير !!
هذا الشخص المثقف عنده قلب حنون
يضحك ويسولف من قلبه
وصرت احسه يشتاق لي ووده يسعدني
يثق برأيي ويعجب بتعاملي مع الي حولي
لما اتكلم مع احد اشوف في عيونه نظرة الغيرة والفضول مهتم فيني اشوفها بعيونه مايحتاج يتكلميوم من الايام
رحت عنده وبكيت عشان استاذ فيصل كان بيطردني
حسيت وده يضمني لصدره
عطف علي وماكان يقدر يسوي شي غير انه يمد لي كاسة الماي لكن
طيّب خاطري بنفس اليوم
صمتت لحظات صمتسوسن بااندهاش : واضح التغيير
زين خل بالك منه
وش صار مع فهد
قاطعتها شهد : افف يلاحقني للحين ! سوسن كلميه والي يعافيكقولين له اني تزوجت ,, مت,, انتحرت اي شي !
ضحكت سوسن : ارسلي له مسج بانك بتتزوجين وريحي راسك !
شهد : هذا الي بااسويه ابي افتك
زين اسمعي انا بااقفل الحين واكلمك بعدين
سوسن : اوك باي
شهد : باي
وخطرت ببالها ان ترسل رسالةولكن لابو عبد الرحمن وبدات بالكتابة ,,
في مكان آخر دخل ابو عبد الرحمن بيت اختهواستقبلته العائلة بحفاوةولكن مها الاخت الكبرى طلبت ان تنفرد به لتتحدث اليهدخلت الصالون واغلقت الباب خلفها وبعدما جلسا بدأت حديثها مها : وش الي صار بينك وبين منال؟
ابو عبد الرحمن وهو منزعج : مافي شي ..
ظلت مها صامته تنظر اليهابو عبد الرحمن بنفاد صبر أكمل : وش الي صار ؟ وش قالت لك ؟
مها بهدوء : تقول متغيريا ابو عبد الرحمن هاذي مرتك طيبة وتحط على الجرح يبرى لو تشوفها وهي تكلمني تبكي وتصيح
قاطعها ابو عبد الرحمن : كل شي مو عاجباهاتحن على راسي طول الوقت كل شي تبي تغيره ماتبي حصة وماتبي وماتبيانا مو قادر اتحمل بصراحة بااقولها من الآخرصمت للحظة ثم أكمل :انا بااتزوج !
مها وهي مصعوقة من الخبر : وش تقول ؟؟ تتزوج !!!اشلون ؟!وليش ؟؟منال مو مقصرة !!!
ابو عبد الرحمن : اشلون مو مقصرة !
ثم قطع حديثه فجأهوأكمل : استغفر الله العظيم مها هاذي حياتي انتي لما طلقتي المرة الاولى وتزوجتي بعده شخص ماكنا مقتنعين فيه كلنا احترمنا قرارك !مها بهدوء : منو هاذي الي تبي تزوجها؟ دكتورة معك بالمستشفى؟
ابو عبد الرحمن وهو يستعيد هدوءه : لا بنية طيبة ومالها احد بالدنيا
قاطعته مها : قلت لمنال انك ناوي تتزوج ؟
ابو عبد الرحمن بهدوء : لا لسا انتظر الوقت المناسب الي افاتحها فيه بهالموضوع ..
مها وهي تستنتج : تقصد تبي تفاجئها؟
ابو عبد الرحمن : لا كنت بااقولها قبل ماتزوج
أكمل بعد لحظة : كنت بااقولها بس قبل مااتزوج بيومين!
مها و هي تشير على باقة الورد الموضوعة على الطاولة : شايف هالورد؟
نظر ابو عبد الرحمن الى الورد ثم اليها باهتمامأكملت مها : هذا شريته لك عشان تقدمه لمنال وتراضيها فيه تململ ابو عبد الرحمن في جلسته
ثم قال : لكن قاطعته مها : عطها فرصة حسسها بالاهتمام وهي بتلين وبتتغير لانها تحبك
ابو عبد الرحمن : مها منال مو متغيرة والناس عطيتهم كلمة ! بااتزوج! انتهى الموضوع !
مها : زين تزوج بس صلح علاقتك بمنالالعدل بين الزوجتين منال تحبكعطها الورد
ثم رفعته اليه اخذها من يديها وشكرها بامتعاض مها : روح قدمه لها
ابو عبد الرحمن باابتسامة مجاملة : مشكورة يلا فمان الله
مها : مع السلامة
خرج من بيت اخته متجهاً لمنزله ..اتصل ابو عبد الرحمن وهو في طريقه للذهاب للمنزلعلى شهد وحكى لها كل ماحدث بينه وبين اخته مهااما ردة فعل شهد فكانت صامته طوال المكالمة ..
اغلق الخط من شهدونظر لباقة الورد مطولاً ثم أخذها ودخل لمنزلهبحث عن منال وجدها تتحدث بالهاتف .. اغلقت الهاتف ووقفت ثم نظرت اليه باهتمام وحينما رأت ما في يديه افتعلت اللامبالاه اقترب منها وقال بتوتر : اتفضلي
نظرت اليه ثم أكمل بصوت هاديء : اقصد...حبيبتي هاذي لك
ناولها الباقةاخذتها وبمزاح قالت : الناس تراضي بطقم ذهب خاتم الاقل
بمزاح يشوبه الاستخفاف اكملت : ورد ؟!!! يومين تذبل
فقد ابو عبد الرحمن اعصابه وسحب منها الباقة بعنف وصرخ قائل : ماتبيها قطيها !
والقى بالباقة في سلة المهملاتواراد ان يكمل حديثه ولكنه حينما لمح دموع عينيهاخرج من المنزل هارباًوعاد في آخر الليل وجدها قد تركت له ورقة محتواها انها فضلت الذهاب لمنزل اهلها لفترة قد تطول وقد تقصر !تضايق كثيرادخل غرفة النوم والقى بنفسه على السرير وغط في نوم عميق
استيقظ ابو عبد الرحمن مع الصباح الباكرومزاجه معكر قليلاتجهز للذهاب لعمله و بحث عن ابنتيه ولكن يبدو انهم رافقوا والدتهم وهو في طريقه لغرفته وجد باقة الورد وهي ملقية في سلة لمهملاتنظر اليها ااستياء خطرت بباله فكرة وهو يتناول افطاره لما لم يقدم لشهد هدية الى الان ؟؟؟؟قطع تفكيره وغادر المكانوهو في طريقة للعمل اتصل بشهد ابو عبد الرحمن : السلام عليكم
شهد : وعليكم السلامابو عبد الرحمن : صباح الخير ..
شهد بترحيب : صباح النور والفل والرود والياسمين
ابتسم ابو عبد الرحمن وسألها : متى صحيتي؟
شهد : اهووو من الفجر .. انت متى صحيت ؟
ابو عبد الرحمن: من ساعة
شهد بدلع : وحلمت فيني صح؟
ابو عبد الرحمن وهو يبتسم : المرة الجاية ان شاء الله
ضحكت شهد بدلع : زين وانا بعد باحلم فيك المرة الجاية ان شاء الله
أكملت بعد لحظة : وصلت المستشفى ؟ابو عبدد الرحمن : بالطريق .... قربت
شهد : وانا نازلة الحين .. السيارة تنتظرني
ابو عبد الرحمن : لا تأخرين عندي اجتماع وابي اشوفك قبله
شهد باابتسامة خجل : اوكي .
.ابو عبد الرحمن : سلام
شهد : سلامي
كادت شهد تطير من الفرح وكأنما لاحظت أنه اتصل بها في وقت مبكر جدا على غير عادتهانه لم نتظر وصولها للمشفى !هذه فرصتهالان تقترب منه أكثر ,, ولن تضيع هذه الفرصة من يدها ..وبدأت تفكر وتفكرماذا عليه ان تفعل ؟؟؟؟؟خطرت ببالها فكرة ولكن لابد من أن ترتب تفاصيلها جيداًارتدت شيء مميز ,, واردت عبائتهاالعدسات الخضراء والماسكرا ولون لخدود ولون للشفاه كان مكياجها لافت ,,هذه المرة ارتدت ساعة سخيفة ,,,واسرعت بالذهاب للعمل ..يبدو ان هذه الايام هي منشغلة عن اهلها وهي تدرك ذلك جيداًولكنها وبخت نفسها أن ستكف عن ذلك وستهتم بهم أكثر ! ,,,
دخلت شهد المشفى وهي تمشي بخطوات سريعة محاولة الوصول قبل بدء الاجتماعفهي لا تود أن يستاء من تأخرها ,,وفعلاً وصلت لمكتبها ثم تأكدت من حسن مظهرها وذهبت اليه طرقت الباب وسمح لها بالدخولدخلت مبتسمة : مرحبا
يبدو انه منشغل بالكتابة بعد ثواني معدودة ترك الاوراق من بين يديه ونظر اليها وهو يقول: مرحبا
اقتربت شهد حتى وصلت المكتب وضعت يديها وأمالت برأسها : كيف صباحك ؟
وقف ابو عبد الرحمن وهو يستدير حول المكتب : الحمد لله
شهد استدارت هي الاخرى لتكون مواجهه له شعرت شهد ان ابو عبد الرحمن منزعج من أمر ما سألته : فطرت ؟
ابو عبد الرحمن : لا شهد بااهتمام : تبيني اطلب لك فطور ؟
ابو عبد الرحمن : لا مالي نفس ,, ابي قهوة بس
وفعلا اتجهت شهد للهاتف وطلبت له مايرغب به ثم عادت اليه كان قد جلس في احد المقاعد المواجهه للمكتب جلست شهد على احدى تلك المقاعد ايضاً شهد : سهرت بالليل وصاحي اليوم مبكر .. ؟
ابو عبد الرحمن : ايه سهرت ماقدرت انام ,,
وبجدية أكمل حديثه : شهد اول ماينتهي الاجتماع ودي اجلس وياك ؟؟
شهد : اوكي
وحينما كادت ان تقف لتذهب سألها : وين بتروحين ؟ا
رتبكت قليلا وعادت لتجلس في المقعدابو عبد الرحمن : اذا وراك شي اتفضلي
شهد : لا ماوراي شي
غيرت دفة الحديث : جهزت الاوراق للاجتماع ؟
ابو عبد الرحمن : ايه من قبل اسبوع كل شي تمام
شهد : الحمد لله
كانت تنظر اليه بااهتماموهو ينظر في ارجاء المكان ويبدو أن فكره شارداً وصل كوب القهوة اخيرا معلناص عن نهاية هذا السكوت الطويل ,,وهو يتناول القهوة سألها : كيف اختك وعمتك ؟
شهد باابتسامة حيوية : الحمد لله ,, غزل طاير عقلها من الفرح زواجها مابقي عليهيمكن نسوي ملكة وزواج بنفس الوقت
ابو عبد الرحمن : ما شاء الله الله يتمم على خير
شهد : امين
نظر للساعة ,, اقترب موعد الاجتماع وقفت شهد : خلص بااخليك تتجهز وانا بااقوم اشوف شغلي
ابو عبد الرحمن : تمام
خرجت من المكتب وهي تشعر بقلق ,, ولكن ’’ ياخبر النهاردة بفلوس بكرا يبقى بلاش ’’هذا ماقالته لنفسها ,, لتستجمع هدوئهاعادت للمكتب وبدأت في العمل
استغرقت في العمل حتى اقترب موعد انتهاء الدوام الصباحي فااستعدت للخروج ,,سمعت صوت طرق باب المكتب رفعت نظرها الى الباب كان هناك رجل يحمل باقة زهوروحينما وقعت عيناها على الزهور الحمراءبدأ قلبها يدق تركت مافي يديها ووقفت وسألته وصوتها لايكاد يُسمع لمن هذه الباقة ؟أخبرها ان هذه الورود للموظفة شهد ,, وقد أخبره حارس الامن بطريقه لمكتبهافهل هي شهد ؟؟اماءات شهد برأسها وطلبت منه ان يضعها على الطاولة التي تقع في وسط الغرفة وضعها هناك ,, وذهب اقتربت شهد من الباقة على الطاولة حاولت ان تجد كرت مكتوب عليه اسم المرسل ولكنها لم تجد !!توترت قليلا ولكن حينما شعرت بوجود شخص معها في غرفة المكتباستدارات وجدت ابو عبد الرحمن ينظر اليها والى الباقة ويبتسم نظرت اليه ببراءة ,, وهي تمسك بباقة الورد ثم نظرت اليه بتسائل وابتسامة خفيفةاماء برأسه ايماءة خفيفة وهو مبتسم فأدركت انه هو المرسل ولكن ارسلها بطريقة غير مباشرة !رفعت الباقة الى حضنها ’’ وكأنها تمسك بطفل رضيع ’’تلألأت عينيها وابتسمت بسعادة حتى ظهرت اسنانها البيضاء قربت منها الزهور اكثر و اقتربت منه ,,وقد خفت ابتسامتها وهي تحدق في عينيه بعاطفة كان ينظر اليها وهو مأخوذ بسحرها نظر اليها بعاطفة عميقة ,,همست شهد : شكراً
ثم ابتسمت شهد من جديد ابتسامتها الساحرة وكأنما انتبه للوقت والمكان فقال لها : الله يديم هالسعادة
اخفضت عينيها وابتسمت بخجل ابو عبد الرحمن : باكلمك على الجوال ونتفق على اشيا كثيرة اوكي؟
اماءات شهد برأسها بالايجاب بهدوء ذهب ابو عبد الرحمن وغادر المكان تدحرجت دموع الفرحة في عينيها وهي تبتسم باامتنان وحباخذت حقيبتها بسعادة وغادرت المشفى بما أن الدوام الصباحي قد انتهى
عادت شهد للمنزل وهي تكاد تطير من الفرحدخلت غرفتها فتحت صوت التسجيل عالياوبدأت ترقض وتدور وتنكش شعرها الناعم وتضحكحتى شعرت بتعب وارهاقالقت بنفسها على السرير وسحبت من الدرج دفتر مذكرتهاوبدأت تكتب
’’ هذه اللحظات التي اعيشها بجنونهي اجمل لحظات حياتياليوم في تاريخ / / 2007اول هدية يستلمها قلبي من حبيبي ’’
اقفلت الدفتر فهذه اللحظات تكون الكتابة فيها شيئاً مملاً !ولكن ماذا تفعل ؟؟قطع تفكيرها رنين الهاتف النقال ينبيء عن وصول رسالة فتحت الرسالة انها من ابو عبد الرحمن ,, وبدأت تقرأ ,,’’ في كل باقة زهور تبرز واحدة هي أنتِ’’
نظرت للباقة مجدداً فلمحت من بين الزهور الحمراء هناك وردة بيضاء واحدة مختبئة بينهم رفعتها و ابتسمت بصدق وامتنانثم كتبت رسالة’’ احبك يا زوجي ’’و ارسلتها له وضعت الهاتف النقال جانباً ودخلت تلعب بالماء الدافي وفاقيع الصابون ,,
وبعد حمامها الدافيء ارتدت شيئاً ناعم الملمس وذهبت لعمتها واختها غزل التي بدت حزينة من اهمال شهد لهاحاولت شهد ان تشاركهم احاديثهم ثم اخبرتهم برغبتها بأخذ غفوة قبل الذهاب للعمل في الدوام المسائيوخرجت من الغرفة ,,
لحقت بها غزل وهي غاضبة منها التفت شهد لاختها ولم تترك فرصة لها للحديث وقالت بهدوء وحب:
غزل حبيبتياحنا بنسافر الاسبوع الجاي وبيكون كل وقتي لك بنجهز جهازك وملابسك وكل كل شي للعرسوبنعيش احلى ايام ادري اني انشغلت بالعمل لكن بس هذا الاسبوعبيكون اخر اسبوع بعدين باافترغ لك تماماوبنكون مع بعضاتحمليني لاني اختك اوكي؟
ابتسمت غزل ابتسامة خفيفة بشيء من الاحباط : يعني بنسولف وتقولين لي وش اسوي وتكونين معاي بكل شي صح؟
شهد : اوعدك
ابتسمت غزل بصدق : زين روحي ارتاحي نامي شوي ولما تردين من المستشفى صحيني احطلك عشا زين؟
شهد : اوكي
لمست شهد خدود اختها بلطفوذهبت لغرفتهاحاولت ان تنام وحينما لم تستطع بقيت متمددة تعيش احلام اليقظة حتى قطع تفكيرها رنين المنبهقامت بكل نشاط ارتدت شيئاً مميزاً وضعت مكياجها الخفيفماسكرا واحمر خدود واحمر شفاه باللون البرتقالي ,,
وهذه المرة حملت في يديها حقيبة كبيرةوضعت بداخلها ’’ مزهرية ’’ صغيرة وباقة الورد واغراضها الشخصية وذهبت للعمل ,,,
وفور وصولها وضعت ’’ المزهرية ’’ على الطاولة الخشبية التي تقع وسط غرفة المكتب ,,وبدأت تقطف الورود من الباقة وتضعها في ’’ المزهرية ’’أتى ابو عبد الرحمن فوجدها ترفع وردة حمراء وتشم رائحتها وهي تبتسم نظرت اليه وابتسمت له برقةوضعت الوردة مع باقي الورود وأبرزت تلك الوردة البيضاء بيديهاثم تحركتفنظر اليها بهدوء ولاحت ابتسامة على وجهه و ذهب لمكتبهوعادت هي لمكتبها واستغرقت بالعمل من جديد ,,
انتهت من عملهاذهبت اليه اقتربت منه وقالت : يلا انا بااروح ,, تآمرني بشي؟
ابو عبد الرحمن : لا تسلمين
شهد : الله يسلمك
وحينما اقتربت من الباب لوحت بيديها :: باي
وفتحت الباب باليد الاخرىابتسم لها ثم غادرت المكان ,,,وصلت للمنزل كانت تشعر بسعادة كبيرة بدلت ثيابها وارتدت شيئاً مريحاًكتبت الرسالة التي ارسلتها اليه ( أقدارنا هدايا مغلفة ماندري وش جواهاوانت احلى هدية ,, القدر اهداها لي)
وضعت الهاتف النقال جانبا ذهبت عند عمتها وغزل تناولت معهم وجبة العشاء وعندما عادت لغرفتها وجدت مايقارب خمس اتصالات من ابو عبد الرحمن ابتسمت وهاهو يتصل مرة اخرى شهد : مرحبا
ابو عبد الرحمن : السلام عليكمشهد : وعليكم السلام
ابو عبد الرحمن : بدينا نتغلى ؟؟ وينك على الجوال ؟
شهد : لا بس بعيد عنيا
بو عبد الرحمن : وانتي ماتدرين اني بااتصل فيك؟
شهد بدلع : الااااا بس
وبجدية وحماس ودلع أكملت :زين قولي بتسهر معاي الليلة ؟؟ا
بو عبد الرحمن : ايه بااسهر معاكانتي مشغولة ؟
شهد بصوت خافت: وقتي كله لك ,,
ابتسم ابو عبد الرحمن شهد : ماجد ليه ماتسافر يومين اتغير جو ؟
ابو عبد الرحمن : ليه تبي تفتكين مني ؟
شهد بصوت ناعم يفتعل المفاجأة : اوه ليش تقول كذا ؟ معقول ؟ انا اقصد عشان اتغير جواحسك مرهق و تعبان
وبصوت اكثر حيوية واصطنعت الغيرة : ومن قالك اني بااخليك تروح لوحدك ؟؟؟؟ بااسافر معاك طبعا !
ابتسم ابو عبد الرحمن شهد استفسرت بهدوء : انت وينك الحين ؟
ابو عبد الرحمن : بالبيت متمدد على الكنبةانت بغرفتك صح ؟
شهد باابتسامة : ايه و متمددة على السرير
أكمت بااهتمام : ماجد قولي تقتنع بتوأم الروح ؟يعني مثلا انو شخصين بينهم حب يكون تفكيرهم زي بعضويحبون الاشياء نفسها وحتى اكلهم متشابه ويسوون احيانا الاشياء بوقت واحد وهم مايدرون عن بعض
لحظة تفكير وصمت : ثم بحماس قال :شوفي هو مو مسألة ان بالحياة لازم يكون شخص مثلك بكل شي عشان يكون توأم روحلكن تقدري تقولين نطلق اسم توأم الروح على الي يفهمك ويفهم وش فيك من نظرة مادري عموما كل شخص يختلف اختلاف عن الثاني مهما كان هالاختلاف بسيط
شهد : صحيح كلامكبس ساعات احس اني مقتنعة بتوأم الروح
ابو عبد الرحمن : مااقتنع بهالشي ,, مو شرط يعني اي اثنين لو ماكانو توأم روح مابيتفقون ؟
شهد : لا اكيديعني مثل ماقلتانو ممكن اتفق مع شخص بدون مايكون توأم روحي عندي صديقات كثير احبهم ومانتشابه بااشيا كثيرة
قاطعها ابو عبد الرحمن : ايه بالضبط وتقدري تستمرين بحياتك معاهم وانتي تحبينهم
شهد : ايه صح
ابو عبد الرحمن : الا صحيح انتي متى بتسافرين
شهد : الاسبوع الجاي
ابو عبد الرحمن : ومتى بترجعين ؟
شهد : يمكن بعد اسبوعين او اكثر ,, ماادري
ابو عبد الرحمن : اول ماترجعين بااكلم عمك هو المفترض اني اخطبك من مين ؟
شهد بخجل : من عمي
ابو عبد الرحمن : انا اشوف اني اخطبك قبل ماتسافرين واول ماترجعين تكون الملكة بالمرة تجهزين نفسك مع اختك
شهد وهي تضحك بسعادة وخجل : كلها اسبوعين وارجع وبعدين كلم عمي
ابو عبد الرحمن : في مكان ودك تسكنين فيه ؟
شهد وهي تفكر ثم قالت : الشي الي يعجبك ويعجبني لما تملك علينروح وندور على شقة حلوة تدري ؟ وش رايك يكون بيتنا قريب من المستشفى ؟
ابو عبد الرحمن : ايه احسنشهد : انت كم المسافة بين المستشفى وبين بيتك الحين ؟
ابو عبد الرحمن : عشرين ميلشهد : يعني كم الوقت الي تاخذه على ماتوصل ؟
ابو عبد الرحمن : تقريبا نص ساعة ,,
وهو يحاول ان يتذكر ويحسبها بدقة:اكثر اكثر من ربع ساعة ,,
عاد الهدوء مخيماً عليهما من جديدابو عبد الرحمن : فيه مؤتمر اجتماع فيه اطباء وكذا
وببطء : في المانيا
ثم بصوت اكثر سرعة : ويمكن اسافر له بعد اقل من شهر
شهد بهدوء ووبطء : كم يوم ؟
ابو عبد الرحمن : اسبوع ونص
شهد بصوت حنون : ترجعلي بالسلامة ان شاء الله
ابو عبد الرحمن : ودي اصير اخذك معي بكل رحلاتي
شهد صوت خافت وحنون : ودك اكون معاك ؟انا احتاجك بحياتي انت تحتاجني بحياتك ؟
ابتسم ابو عبد الرحمن وبصوت مؤثر : كثيييرابتسمت شهد بعاطفة عميقة
ابتسمت شهد بعاطفة عميقة شهد : وش نفسك نسمي اول ولد او بنت ؟؟
ابو عبد الرحمن ضحك : بااسميه اممم وانت ليه مستعجلة ؟!مانبي نجيب عيال
ضحكت شهد: بس انا نفسي اكون ام ..ليه ماتبي عيال؟
ابو عبد الرحمن بصوت اكثر هدوء : تدري الرجال اول مايجي طفل بحياتهيحس بخوف او قلق يحس انه مقبل على حياة جديدة تختلف كثير عن حياته بالاول وحتى اهتمام زوجته مابيصير لهبيصير للعيال والعائلة
تركته شهد يتحدث عن نفسه ,,اكمل ابو عبد الرحمن بصوت مؤثر ويتصنع الامبالاه :الحين منال احسها ماتحتاجنيماتحتاجني بحياتها تحتاج اعطي مصروف كل شهرتحتاج اجلس مع العيال واشوفهم ناقصهم شي ولا لامافكرت بيوم انا وش ناقصني ؟كل شي كل شي المفروض انه عندي ولازم احس فيه تتكشخ ولازم اكون سعيد بهالشي وهو بالاخير عائد هالشي لها تربي وتكبر العيال وكأنها قدمت لي معروفرغم انه واجب عليها تربيهم مثل ماانا ابوهم هي امهمو معطيهم الي يكفيهم وزيادة تبي اسأل عن اهلها .. اشوف اهلنا ومعارفنا وازورهم بكل مناسبة واحسها مشغولة بفلانه وعلانه احس اني مو قادر اقرب لها حاولت حاولتلما اتكلم ترد علي ببرود اندم اني تكلمت لما اناقشها بشي ماعطي اي اهمية طالما مايخصها هي ولا العيالوش له تسمعني لما اتكلم عن الدكتور فلان او غيره !ولما اناقشها بشي يزعلني تنفعل وتصارخ او تنهار وتبكيابعد بوقتها اقول يمكن ترتاح لو خليتها تهدى وتفكر شوي مع نفسها معليش شهد ادري اني المفروض مااتكلم عنها معك
قاطعته شهد : بس انت تدري اني ابي اسمعك وابيك ترتاح انت ليه ماتقولها كل الي بقلبك عشان ترتاح ؟
ابو عبد الرحمن : حاولت مرةولكن كان ردة فعلها اني انا انتقد كل شي ومو عاجبني شي و و و
شهد : هدي اعصابك وارتاح ,, بيوم بترجع
خيم عليهما الصمت والهدوء من جديدواصبحت اصواتهما اقرب للهمس ابو عبد الرحمن : احس اني الي حبيتها زمانغير الي الي انا عايش معاها الحين
شهد بهمس : حبيتها كثير؟
ابو عبد الرحمن : طبع
اشهد : اقصد حبيتها الحب العادي الي بين اي زوجين ؟ او يعني حسيت انك تحبها يعني مثل العشق ؟
ابو عبد الرحمن : الحين احبها الحب العادي الي بين اي زوجين تدرين ؟ الانسان الي يعرف وش يبي ,, يكون مرتاح
شهد : الحمد لله ,, وانت تعرف وش تبي اكيد
شهد : الحمد لله ,, وانت تعرف وش تبي اكيد
ابو عبد الرحمن : ايه بااتزوج واعيش الشي الي اتمناهومابقصر وياهاتبي شي يجيها لعندها
شهد : انا خايفة لو درت انك بتتزوج تطلب الطلاق ؟
بعد لحظة صمت بصوت مؤثر وهمس : وقتها بتتركني ؟
ابو عبد الرحمن بجدية : لا مابتركك بااتزوجك مو كيفها ولو بتطلب الطلاق عشان بااتزوج ! انا مااجي بالتهديد !!خلص تكون هي اللي اختارت ,,
ابتسمت شهد وشعرت براحة كبيرة ثم بهدوء قالت :بس ترا طبيعي انها اول ماتعرف انك بتتزوج بتقول مثل هالكلام انها تبي الطلاق وكرامتها و و بس انت لا تستعجل وطلقها !استنى شوي ,, عطها فرصة ترتاح وبترجع من نفسها عشان العيالبس طبيعي بالاول ترفض وتنهار زين؟
ابو عبد الرحمن بتردد : ايه اكيد يمكن انا شايل هم من ناحية اهلي شوي
شهد بجدية ونعومة : اذا حطهم امام الامر الواقع؟ انت كبير مو صغيرومسؤول وواعي بالشي الي تسويه
ابو عبد الرحمن : هذا هو الي بااسويه ,,بااحطهم قدام الامر الواقعانا معك شهد لا تخافين ,,
شهد بااتسامة وتفائل :الايام بتمر وبنعيش احلى ايام ان شاء اللهوبنسوي كل شي نحلم فيه وبنسافر وكل كل شي ان شاء الله
ابو عبد الرحمن بااتسامة : ونسافر كل مكانبااخذك رحلة في اورباشهد بحماس : جد ؟ ,, نفسي اركب سفينه ؟
ابو عبد الرحمن : نركب ليش لا
وشهد بدلع وسعادة : ونسبح ؟ا
بو عبد الرحمن : تعرفين تسبحين ؟
شهد وهي تضحك : لا بس بااغرقك ههههه
ضحك ابو عبد الرحمن : نشوف مين يغرق الثاني اول
شهد بنعومة : يمى لا تخوفني مابي خلص
ابو عبد الرحمن: تخافين منيعلى فكرة تخافين من الظلام ؟
شهد : ايه ,, ليه ؟
ابو عبد الرحمن : لا بس كنت اسأل ,, عيب تخافين وانا وياك
ابتسمت شهد : اذا انت معاي لا مابخاف من الظلام
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,سهروا مع بعض تلك الليلة على الهاتف النقالحتى انتهت المكالمة و اقفلت الخط شهد واستغرقت في نوم عميق
مع صباح يوم جديد كانت شهد قد استيقظت بكسل قامت بتمارين رياضية لتشعر بالنشاط اكثروضعت قليل من مستحضرات التجميل كالعادة ارتدت شيئاً جميلاً وذهبت للعمل وصلت للعمل وذهبت اليه ,,ابتسمت له بصمت ثم عادت لمكتبها وماهي الا دقائق حتى أتى اليها اخبرها بانه يود الاشراف على اعمالها ويرى آخر ماقامت به من أعمال وطلب منه أن تلحق به لمكتبه مع الملفات رحبت بذلك ,,وذهبت إليهجلسا على اريكة من الجلد امام طاولة منخفضة في الناحية الاخرى من غرفة المكتبوتناقشا طويلا باامور العمل ,,وحينما انتهوا
ابو عبد الرحمن : مابقى على السفر الا يومين ؟ا
ماءت شهد برأسها : ايه
ابو عبد الرحمن : بتسافرون مع عمك ؟
شهد بتردد ثم اصطنعت الثقة : لامع ولد عمتي
ابو عبد الرحمن لم يرد وظل صامتاً ,,تحدثت شهد بثقة : بس نجهز غزل عروستنا ونرجع ان شاء الله
وقف ابو عبد الرحمن فوقفت شهد ايضاًثم أخرج أبو عبد الرحمن ’’ محفظته ’’ من جيبه فتحها,,, بدأ قلب شهد يضرب بقوة ,, ومثلما توقعت سوف يمد اليها شيئاً أبو عبد الرحمن وهو يمد اليها مبلغ كبير من المال وبجدية : خذي هذا معك لو احتجتي شي وحبيتي تشترين شي اشتريه
شهد بهدوء : شكرا مااحتاج ,, ماناقصني شي
ابتسم وقال لها : هذا مصروفك لهالشهر
نظرت مطولا للمال ثم سحبت المال بيديها الناعمتين ووضعته في جيب ثوبه الامامي ابتسمت ونظرت لعينيه وهمست بهدوء : لما نتزوج بااخذ ان شاء الله ضحكت بخجل وأكملت بدلع : وبتدلعني وادلع عليك ,,
صمت قليلا ثم قال لها : عطيني رقم عمك ,,
ابتسمت شهد : كلها اسبوعين وبنرجع واعطيك رقمه ,, اوكي ؟
ابتسم واماء برأسه بالايجاب التفت شهد للاوراق على الطاولة اخذتها واستأذنت لتكملة المتبقي من العمل ,,
استغرقت شهد في العمل
كانت مشاعرها تتصارع بين منتهى السعادة وبين شيء من الالم
هل اعطاها النقود لأنه يشفق عليها ويتعاطف معها أم حباً فيها ؟!
تمتمت قائلة أنها فعلت ماينبغي فعله ,,,
وحينما حان وقت العودة للمنزل ذهبت اليه بخطى واثقة
وجدته يكتب في اوراق بين يديه وظلت تتأمله لـ لحظات
وحينما رآها خلع نظارته الخاصة بالقراءة وابتسم وقال : تعالي شهد
ابتسمت شهد واقتربت منه
وهمست : اشوفك تعبان ؟
ابو عبد الرحمن ابتسم ابتسامة خفيفة واشار بيديه : لا عادي بس يمكن ارهاق
ابتسمت شهد : زين
بغيت اودعك قبل مااروح
ابو عبد الرحمن : انتبهي لتلفونك بااتصل فيك
ابتسمت شهد : sure > ’’ أكيد ’’
وذهبت شهد لمكتبها لتأخذ حقيبتها
ولكنها خرجت واتجهت لإحدى العيادات في نفس المشفى
أخذت ورقة فارغة ( خاصة بوصف علاجي )
وذهبت لمكتبها وظلت تفكر وتكتب
كتبت كلمات معدودة
وقبل ان تغادر المشفى
فاجئت ابو عبد الرحمن بذهابها اليه
تفاجأ وابتسم : انتي هني ؟
ابتسمت بمكر طفولي لطيف واقتربت منه مدت اليه الورقة
ابتسم ابو عبد الرحمن
اخذ الورقة من بين يديها
وهي تغادر غرفة المكتب باابتسامة : سلامي
ابو عبد الرحمن : سلام
وحينما أراد ان يفتح الورقة
تفاجأ أن الورقة عبارة عن ورقة عليها علامة المشفى واسمه ,, اذا هي وصفة علاجية ؟!
برغم الفضول لديه لكنه تراجع عن قراءتها الان
وضعها في جيبه وقرر أن يفتحها في سيارته حينما لن يزعجه مجيء شخص
عادت شهد للمنزل وهي تفكر بردة فعل ابو عبد الرحمن ؟؟
أما ابو عبد الرحمن ففتح الورقة الخاصة بالوصفة العلاجية وهو في سيارته
وبدأ يقرأ
’’’ يرجى تناول فيتامينات لكسر الروتين
يمنع منعاً باتاً السهر بغير رفقة شهد
لا يسمح بتناول اي طبق الا من صنع ايدي شهد
وكل ليلة .. قـُبلة على الجبين قبل النوم
الدكتورة الخاصة بك وحبيبتك وزوجتك ان شاء الله
شهد ’’’
ضحك كثيراً ابو عبد الرحمن وهو يقرأها
ابتهج وتأثر كثيراً وشعر بأنه ’’ مُتيم ’’ بـ شهد
هل كل يوم سيكون مختلف عن اليوم الذي يسبقه مع شهد ؟
إنه يود أن يعيش حياته معها ,,,
كتب رسالة على الهاتف النقال وارسلها اليها :
’’ احبك
الله يجمعنا قريب ’’
ولازالت شهد تبذل جهداً أكثر لتسرق قلب أبو عبد الرحمن ..وحينما عادت للمنزل واتجهت لغرفتها استرخت على سريرها الدافيءرفعت شعرها المموج لأعلى فتحت دفترها الصغيرو بدأت بالكتاية :أتوق لأن اكون معه ,,
وأقفلت الدفتر قاومت رغبتها بالاتصال ...حتى اتصل هو ,,,
ابو عبد الرحمن : هلا شهد : هلا فيك
ابو عبد الرحمن : صوتك .... أكمل : انتي نايمة ؟
شهد بابتسامة : أبد .. كنت ساكته بس
ابو عبد الرحمن : شهد كان ودي اتكلم وياك بموضوع
شهد بهدوء وترقب : اتفضل
ابو عبد الرحمن : شهد .. بعد مانتزوج ان شاء اللهحتى لو كنا نحب بعض ونموت على بعضشوي شوي بيخف العشق والحب وبيتم فيه الحب و العشرة شهد : ايه ؟
ابو عبد الرحمن : بتبقى العشرة اقصد يعني مو بعد كم سنة
قاطعته شهد : ايه ؟
وبصعوبه اكمل : اخاف تقولين نطلق او تتركيني عشان ماعاد في حبمو كل الايام بنعيشها حب وعشق اكيد بيكون
قاطعته شهد : انا معاك في الحلوة والمرةانا احبك ...
صمت ابو عبد الرحمن .... وقال بصوت أجش : إنتي الي بقيتي لي الحين ...
تحدثوا قليلا و حينما أقفلت الخطارسلت له : هاذي أول مرة أحس إني كلي عشق ..
ومع الصباح بعدما التقت شهد بأختهاكانت غزل متذمرة كثيرا من إنشغال شهد عنهااهمالها لهم أصبح ملحوظ ...تجملت كالعادة ..بدت هذه المرة أجمل مع توهج أحمر الشفاه وردي اللون ..والساعة السوداء ...والحذاء الاسود ...
ذهبت للمشفى واتجهت لمكتب ابو عبد الرحمن وضعت شيء في الدرج السفلي لمكتبه ...ثماتجهت لمكتبها بحزنوهي تدرك ان هذا آخر يوم لها في العمل قبل السفر ...كما أنها تشعر بقلق ,, ستكون مع ابن عمتها ؟!هل سترى زوجته ؟ .. هل صحيح أنه طلقها ؟وحينما بدت تثور مشاعرها والاسئلة حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتغرق في كتابة مابين يديها ...
وحينما جاء وقت الافطار ...كانت تشارك ابو عبد الرحمن إفطاره ..ورغم انها لم تأكل الى انها بقيت برفقته ..تحدثوا عن خطط كل منهم في السفر ...وعادت لمكتبها واستمرت في العمل ..
وحينما حان وقت انتهاء العمل ...ذهبت لمكتب ابو عبد الرحمن ... نظرت اليه بحنين ثم ابتسمت ..
قاطعهم دخول موظفة غرفة المكتب ...وبعدما انتهت مما قدمت لأجله وذهبت ...
نظرت شهد لابو عبد الرحمن نظرة خاطفة اسدلت جفنيها وابتسمت ثم عادت ونظرت اليه وقالت بهمس : حشتاقلك
شعر أنه لربما اخطأ فيما سمعه : فقال لها : وش قلتي ؟
قالت بضحكة : قلت اشوفك على خير ان شاء الله
ضحك ابو عبد الرحمن لأنه أدرك مراوغتها ...وقف ابو عبد الرحمن واقترب منها ... ابو عبد الرحمن بحب : خلي بالك من نفسك
شهد بامتنان : اكيد .. وانت بعد ..
ورفعت يدها بدلع : يلا سلامي
وحينما وصلت للباب ... عادت اليه .. وأقتربت منه جداً وأسرّت إليه بشيء.. ثم ذهبت مسرعة ...
قام ابو عبد الرحمن واتجه نحو مكتبهوفتح الدرج ..وجد برواز صورة كتبت بداخله ورقة ’’ أريد صورة لك وانت في مؤتمر الأطباء حتى أضعها هنا ثم أطبعها في قلبي ’’ابتسم بحب ..أدرك أن هذه المرأة لمست شيء بداخله لم تلمسه امرأة من قبل ؟!
ذهبت شهد للمنزل وهي تشعر بسعادة كبيرة ..بدأت بتجهيز حقيبتها ...رن الهاتف المحمول ...شهد بهدوء : هلا
ابو عبد الرحمن : هلا بك شهد اشلونك ؟
شهد بنعومة : الحمد لله بخير دامك بخير
ابو عبد الرحمن بقلق : شهد انتي ليه تأجلين ؟
شهد بتعجب : اشلون ؟
ابو عبد الرحمن : ليه تأجلين الزواج ؟
قلتلك اكلم عمك اخطبك قلتي بعد ماترجعين من السفر .. وأكمل بهدوء :انتي في شي تبي تعرفينه بالاول ؟أو في شي تبي تتأكدين منه ؟
شهد : لا بس انا قلت اول ما نرجع من السفر عشان ..
.قاطعها ابو عبد الرحمن : قوليلي السبب وبتفهم !
شهد بهدوء : ابد .. مافي شي .. تبي رقم عمي عادي اعطيك ..
ابو عبد الرحمن بحسم : ايه عطيني رقم عمك ...
شهد بجدية : زين بارسله لك مسج ...
ابو عبد الرحمن : زين ... شوي بااكلمك .. بس اوصل البيت
شهد : انتظرك .. سلامي
ابو عبد الرحمن : سلام
ظلت شهد تنظر للهاتف المحمول بشرودماالذي جعله يفكر بهذه الطريقة ؟!قطع تفكيرها صوت غزل وهي تتذمر من حملها الحقائب غزل بتذمر : يا شهد .. تعالي ساعديني اففف انكسر ظهري هذا مو شغلي ... ياثقلهم
شهد بعصبية : خففي الي شايلته .. تراك بترجعين بملابس ماخليتي مكان للملابس الجديدة ؟!
غزل : اتصلو على مازن خله يجي ينزلهم بالسيارة لم ترد شهد ..
.امسكت هاتفها المحمول وارسلت رقم عمها الى ابو عبد الرحمنوهي قلقة ...
ماهي الا ساعات قليلة وكانوا في طريقهم للسفر شهد وغزل والعمة برفقة ابنها مازن في السيارة ..
غزل كانت تشعر بااثارة من وجود اختها شهد مع مازن بعد طول هذه السنوات ... العمة سعيدة بااجتماعهم .... وتحاول كثيراً ان تفتح مواضيع وحوارات بينما كانت ردود شهد مقتضبة .. وحاولت ان تبدو طبيعية وباردة ...
توقفت السيارة في احدى محطات البنزين ...بجانب دورات المياه ..نزلو جميعهم لدورات المياة ... عادت غزل مسرعة بحسب توصيات شهد ...أخرجت شهد الكاميرا من حقيبتها .. وناولتها لأختها ..وطلبت منها صورة مقربة لوجهها ...دخلت شهد السيارة بينما اختها بقيت خارجا ..و فتحت نافذة السيارة ..وأسقطت حجابها على أكتافها ...مررت أصابع يديها بين خصلات شعرها المموج بإغراء ..ليبدو أكثر كثافة ..ووضعت يديها الصغيرتين على حافة النافذة الزجاجية المفتوحة ...أسندت ذقنها على يديها .. وابتسمتبدت ابتسامتها المشرقة مع احمر الشفاء ذا اللون الاحمر ونظرة عينيها الدافئة ... ... مثيرة ومشرقة ...
التقطت اختها الصورة بسرعة خوفا من قدوم مازن ... وفعلا كان مازن يراقب الوضع منذ بدايته من بعيد ..خشي أن يراهما احد وكاد أن يذهب اليهما ليُحذرهما ولما علم أن السيارة بعيدة عن مستوى نظر الآخرين ..كانت هذه الفرصة الوحيدة التي عليه استغلالها ليرى الفتاة التي من المفترض أن تكون خطيبته قريباً .. !!
كانت الصورة الثانية في الفندق الذي مكثوا فيه هذه الفترة ارتدت ’’ بلوزة ’’ ضيقة ذات لون أزرق قاتم من الدانتيل...وتركت شعرها منسدلا .. فتحت النافذة ... وهي تميل بتجاه النافذة ...وضعت يديها خلفها وتقدمت بالقسم العلوي من جسمها وابتسمت ابتسامة خفيفة ... كانت شفتيها متوهجة باللون الوردي الصارخ ...
الصورة التي تليها وهي تجلس على أريكة ذات لون أحمر قانيتميل برأسها للخلف حتى ظهرت الأقراط على أذنيها ..كانت تضع ساق فوق الأخرى شبكت يديها على ركبتيها .. كما أنها كانت ترتدي حذاء أسود ذا كعب عالي ..وقد التقطت غزل الصورة من الجنب ...
والتقطت لها صورة أخرى وهي تجلس على السرير مرتدية ’’ بيجامة ’’ بلون الشمس شعرها الاسود المموج كان منسدلاً ..ابتسمت بعفوية كان مكياجها هادئاً ..لم تنال الصورة على إعجابها ..كانت صورة طبيعية وجميلة ولكن لم ترضي ذوقها ...
الصورة الاخيرة ..
كانت تميل شهد برأسها مع ابتسامة دافئة وعينين لامعتينفقد نظرت للصورة ببراءة مفتعلة ...بيديها اليمنى تمسك كوب أحمر اللون وبأصابع يدها الاخرى تلمس خصل شعرها المموج ...ابتسامتها الرقيقة .. طغت هذه المرة على الصورة ...
استقرت اخيراً على الصورة الثانية والثالثة والاخيرة ...أرسلتها إلى البريد الإلكتروني لأبو عبد الرحمن بعنوان الرسالة ( اشتقت اليك)أرفقت في الرسالة ...عبارات تحمل أمنياتها بأن يكونا معاً مستقبلاًوأن هذه الصور القطتها خصيصاً له ليشعر أنه معها في هذه الرحلة
انتهىـــــــــــــــــــــى