الغرباء
لكم أحبهم
لكم أحب الحديث معهم
لكم أحب الانفتاح أمامهم
هناك الكثير من الأشياء
التي لا تقال إلا للغرباء
الكثير من الأشياء
التي يمكنك فعلها
مع الغرباء فقط
الكثير من الأمور
لم أقل حتى الكثير
كنت مترددة هذه المرة
فلا تصيبني تلك الذكرى
سوى بالحرج ، والرغبة في الاختفاء
توقفت عن سردها
وتوقفت عن تذكرها
لكن مرة أخرى
اضطررت لذلك
ومهما حاولت الابتعاد
وجدتها تلاحقني
حاولت الحديث
ببرود ،،
وكأن الأمر لم يعنيني
وكأني لم أعايش تلك الأحداث
وكأنني لم أكن تلك البعيدة
لكنني كنت أنا
البرود كان صعباً
كان الأمر يعنيني
وتلك كانت هي أنا
مشاعري هي ذاتها
الحرج ،،
والرغبة في الاختفاء ،،
والغضب القديم ،،
نزلت دموعي
ليس من الحدث
ولا الحرج
ولا حتى الغضب
بل من الكلمات التي قالها الغرباء
كلمات طبطت على روحي
لم أكن أبحث
عن مواساة
ولا عن طبطبة
لم أكن رغب في الحديث
لكن جائت هكذا
الكلمات
كالمطر
لتنزل كالبرد
فتطفئ النيران
في كل مرة يتوقف فيها شخص ما
للحظة ، أو لحظات
لدقيقة ، أو دقائق
بدون تعجل
بدون تشتت
كلما يتوقف شخص آخر
هكذا أمامي
وينظر إلى روحي
بهذه الطريقة
بهكذا نظرات
أشعر بدموعي
تريد أن تتحرر
هل أنا لوحدي هكذا ؟؟
الجميع يبدو مشغولاً
يحث الخطى
لمكان ما
عندما يتوقف أحدهم
ويستدير
وينظر لأعماقي
ويخبرني هكذا كلمات
أشعر بأنني حيّة
بأنني أعيش بين أحياء
ولا أملك سوى دموعي
لتعبر عن فرحي
أتمنى لو يعود الزمن
لأشكرهم
وأتمنى لو يعود
لأخبرهم
كم كانت تعني لي هذه الكلمات
في هكذا لحظات
أتمنى لو يسكت قلمي
وينطلق لساني
فيعبر
ويحكي
ويبوح
شكراً لكم ،،