مسابقة أحلى قصة لزوجين ( الرجل الشرقي ) القصص المشاركة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
احصائياتى
الردود
11
المشاهدات
9K

روعة أنثى

مراقبة سابقة
معلومات روعة أنثى
إنضم
21 يونيو 2007
المشاركات
2,635
مستوى التفاعل
10
النقاط
0
العمر
43
الإقامة
طيبة
مسابقة أحلى قصة لزوجين ( الرجل الشرقي ) القصص المشاركة


1


2


3


يعلن قسم الزوج والزواج


عن انطلاق المرحلة الثالثة من


مسابقة أحلى قصة لزوجين


وهذه المرحلة سوف تكون خاصة بالرجل الشرقي


رجل الأصالة والحكمة


ملك الهدوء والرزانة


المتيم بالأصالة


التقليدي والمنظم والمرتب


و


و


و


الحقيقة كلي شوق ولهفة .......لقصصكن الجميلة


مرحبا بكن


ولكل من ترغب في المشاركة لك حرية الإختيار



أن تكتبي



قصة الشرقي مع الشمالية


قصة الشرقي مع الجنوبية


قصة الشرقي مع الشرقية


قصة االشرقي مع الغربية



وتتناولي ما ترينه مناسبا من حيث نظرتهم للحياة وقضايا الحياة



الزوجية والجنسية



وسوف يطرح بعد ذلك استطلاع ويتم عمل تصويت لإختيار أجمل قصة


وسوف تمنح صاحبة القصةوسام الفائزة بمسابقة أحلى قصة لزوجين


والجميع سوف يستفيد من القصص الشيقة



وسوف نستمتع بها


ملاحظات :



أقصى موعد لإستلام المشاركات ثلاثة أسابيع



بعدها سوف يبدأ التصويت من خلال إستلاع



يتضمن أفضل القصص المطروحة


والحد الأقصى للقصص 10


فإذا وصلنا إلى هذا العدد قبل المدة الزمنية المفترضة
سوف نكتفي بها ويغلق الموضوع ويبدأ الترشيح


وشكــــــــــــــــــــرا لكن

 

لحن حياة

New member
معلومات لحن حياة
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
1,105
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
my own utopia
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...

إهداء لرائدات ملف الشرقي رجل النظام و التطبيق ...

و إليكم ...

قصتي في مسابقة " الرجل الشرقي "

آمل أن تنال إعجابكم ....


>@< لا خاسر في الحب>@<





وقف بدر يراقب الغروب وقد تجانس احمرار الشفق مع احمرار وجنتيه , يشعر بأنه بركان ملتهب , لا يعرف لم يشعر بأنه تعجل كثيرا في توديع العزوبية و دخول القفص الذهبي , لقد تعلم منذ صغره كيف يتحكم بأعصابه , فهو لا يفقد أعصابه بسهولة ,


تنهد بحنق ..





صدق من أسماه قفص .. فهو يحد من حركاتي ... يضع حواجز زائدة عن حدها ...

روتين حياتى ما عاد كالسابق ...


وشريكة حياتي التى اختارتها بعد تردد كبير ..


وأرهقت والدتي و أختي بسيل من أسئلة لا تنتهي


لا تفهمني !!!!


كانت فترة خطوبتنا طويلة نسبيا ...


تسعة أشهر بين عقد قراننا و حفل زفافنا ..


متزوجان من ستة أشهر..


ومازالت لا تفهمني !!!!


لازلت بحاجة لاخبرها ما أريد!!!


متى ستفهم ما أريد دون حاجة مني للكلام!!!!!


نظر إلى الامواج الهادئة أمامه كم تمني أن يذهب هناك يتأمل البحر , كم هوآسر منظر البحر حيث الخضرة من وراءه , و جمال البحر أمامه ..


نظر إلي دانا و هي لازلت تبكي .. بهدوء ربما الهدوء هي أجمل صفة تميزها .. حتى في غضبها هادئة ..




-دانا سأنزل إلى الشاطيء .. هل تأتين معي ؟؟


اشاحت بعينيها , بهمس قالت :


-لا ..


-ماذا لم أسمعك


وهي تمسح أنفها برقة بالغة :


-شكرا لا أريد ..


-كما تشائين


ما أن أغلق باب الحجرة , وسمعت خطواته تتباعد , حتى تعالت شهقاتها ...


لا أعرف كيف خلق قلبه ..


لا أفهمه هذا الرجل أبدا ؟؟


لم لم يأخذ بيدي ..


يطلب مني الذهاب مرة أخرى ..


بحنان يخاطبني ..


يقبلني .. فأنا ايضا .. أعشق البحر .. و الغروب ..


لكنه ..


لكنه أغضبني ...


يدقق على أمور تافهة .. تافهة جدا !!!!!


يريد مني أن أفهمه دون أن يتكلم !!!


فقط لأني تأخرت عليه في الصباح لعدة دقائق ..


جففت دموعها بحنق.. نعم هي مخطئة لم ينتظرها عدة دقائق بل انتظرها ثلاثين دقيقة , وحين صعد ليراها .. ابتسمت ببراءة وهي تتذكر ,


كانت تخاطب والدته على الهاتف , وتضحك بمرح , كانت تحب حماتها كثيرا فقد كانتا تتشابهان في روحمها المرحة , كل شيء تأخذانه ببساطة , بطيبة و أريحية ..

-دانا !!!! ماذا تفعلين ؟؟


-أكلم خالتي .. والدتك ...


أخذ الهاتف من يدها و قال لها بصوت جاف منخفض , واضعا يده على ساعة الهاتف :


-البسي حجابك الآن !!!!!!


-حسنا .. ولكني أريد أن ....


قاطعها بحنق :


-تريدين ماذا !!! إني انتظرك منذ نصف ساعة . أمامك دقيقة واحدة فقط ..


ثم خاطب أمه على الهاتف في حاولة جاهدة ليكون صوته طبيعيا , فهو يعرف مدى حب والدته لدانا و مدى تشابه شخصياتهما , هو يحب والدته لكنه كثيرا ما عانى معها في المواعيد.. دقتها .. لا ينكر كونه محظوظا فدانا لا تحب الخروج كثيرا كوالدته التى لا تستطيع البقاء في منزلها ليومين متتالين .. ولكنه مغتاظ منها أيعقل أنها كانت تكلم والدته لثلاثين دقيقة و لم تنتبه لجوالها ؟؟




هي لا تستحق جوالا , رغم أن جوالها مميز وجديد لكنه لا يؤدي وظيفته فهو إما على الصامت او صوته منخفض بنغمة رومانسية حالمة برأيه أنها لا تنفع أن تكون نغمة هاتف!!!!


فقد كان ويبدو أنه لا يزال يعاني في الوصول إليها متى ما ابتعد عنها







يتبع قريبا بإذن الله

همسة لروعة : سأكلف عليك بإضافة بقية الأجزاء :)
مني مودة

لبست حجابها تأكدت من تناسق ألوانه , تعشق الجمال , وبدر يقدره , يحب أن يراها و قد غطت شعرها الجميل بحجاب


[FONT=&quot]يتناغم مع لون حقيبتها الأنيقة [/FONT]



[FONT=&quot]و حذائها [/FONT]






أمسكت بيده بعد أن وضع ساعة الهاتف, وقبلته بنعومة , وقد استخدمت مرطب البشرة الذي جلبه لها من سفرته الأخيرة :
-بدر حبيبي ,, لا تغضب علي ,,, صدقني كنت أريد أن أنزل في الموعد إلا أني سمعت الهاتف , وكما تعلم فإني لا أستطيع أن أسمع الهاتف يرن دون أن أجيب , وقد حذرتني مرارا من تجاهلي للهاتف فظننت أنك قد نسيت أمرا ... صدقني الأمر بسيط ولا يحتاج لهذا العبوس ...
,, و ابتسمت بعذوبة ,, ثم اردفت قائلة ...
-ولكنها كانت خالتى وقد سررت لسماعي صوتها .. وكما تعلم فإني حين أكلم خالتى لا أحس بالوقت مطلقا..
نظر إليها معاتبا :
-إنت لا تحسين بالوقت أبدا !!!!
إنها ليست المرة الاولى .... تعلمين ذلك دانا... ألم يتبادر إلى ذهنك سؤال أين بدر ؟؟
فلو أنك نظرت إلى الامر بعقلانية لانتبهت أن والدتي ربما أرادت مني أمرا .. ولتذكرتي أني بالأسفل أنتظرك , دائما لديك ما تبررين به أخطائك ...
-أعدك بدر .. لن أكررها ,, هيا بنا لنستمتع فالجو جميل و هناك الكثير لنفعله ..
نظرت إليه خلسة فرأته يبتسم ,, محظوظة هي .. كم هو صبور , لو أن رجلا غيره لربما منعها من الخروج أو رفع صوته بقسوة عليها , لكنه حنون ..





*_*






مسحت عينيها و هي تتذكر الأحداث , لا تعرف لمَ لم توفق بعد في فهمه , هي تحبه بكل مايعنيه الحب , هو نور أضاء حياتها , تعلمت معه كيف الحب يكون , هو لا يعبر كثيرا بالكلام لكنه يقدم لها الكثير , و الكثير جدا ..





قدم لها الأمان وهو أقصى ما تريد ..




لكن يبدو أن تصرفاتها العفوية , انطلاقها المرح للحياة تصادم مع بدر ونظرته للحياة , أغمضت عينيها بقسوة, يبدوانها تمادت كثيرا ... كثيرا ... تذكرت تحذير أخته :




-لا تغضبيه فهو لا يغفر بسهولة ...




ترددت العبارة مرارا في أذنها , خيل لها أنها أضحت كطنين نحل يدوي في أذنيها , أمسكت صدغها بقوة , و انهمرت دموع .. نظرت إلى الشرفة , لقد حرمت نفسها من صحبته , ومن التمتع بمنظر الغروب ..




بعد أن خرجا صباحا بعد تأخير زاد عن نصف ساعة , خرجا يتزهان و يمضيان نهارا رائعا , , ذهبا إلى المقهى , وكانا في غاية السعادة , طلبت موكا خالية من السكر ومعها قطعة " جالكسي" ,










مدت بيدها قطعة قائلة:




-حبيبي بدر .. تفضل ..




-شكرا ...





اقترب منها هامسا ...




اخفضي صوتك ...




-لم؟؟ هل يوجد أحد من أصدقائك هنا ؟؟




لم تلتفت لأنها تعلم كم سيغضب إن فعلت .. وقد فعلتها في السابق كثيرا ... وحين غضب منها عاهدت نفسها ألا تعيدا , وهاهي قد أوفت بالعهد ابتمست لنفسها بنعومة , تلاشت ابتسامتها حين رأته ينهض و قد أنهي ما تبقى من "الكابتشينو " في جرعة واحدة :




-بدر ... إلى أين تذهب ...




حــبــيــ ... (قطعت الكلمة وقد أحمرت وجنتيها..) ..




لم أنتهِ بعد ..




مشي دون أن يجيبها فأسرعت , تركت كوبها ولم تكن قد ارتشفت منه إلا القليل , لكنها عادت مسرعة لتأخذ الجالكسي , حين وصلت إلى السيارة , ركبت كان الصمت سيد الموقف ...



أمسك بموقد السيارة , كان ساهما يفكر .....






لم ابتسمت ..



أتراها تهزأ مني؟ تسخر من غيرتي عليها ؟؟؟


هي طيبة القلب تظن انها تحيا في عالم مثالي , لا زالت متأثرة بأحلام المراهقة و مدينتها الفاضلة؟؟


لطالما حدثتني عن رغبتها في العيش فيدينة أفلاطونية ..




حيث الكل يتسم بالمثالية !!


لم تنتبه لعيني ذلك الشاب تراقبانها مذ دخلنا المقهي .. توزع ابتساماتها .. وتتكلم زكأنها في المنزل!!!


كنت أريد أن نمضي وقتا سعيدا .. لكنها ابتسمت !!!


وذاك الشاب المتبجح يظن أنها تبتسم له , ففغر فاه بابتسامة بلهاء ..


كن دانا .. ماذنبها ..


لقد كانت تبتسم بي ..


أراهن أنها لم تكن ترى غيري !!


ألا يكفيني أنها حتى لم تلتفت كعادتها ..


يا إلهي ..
[FONT=&quot]أتراني قسوت عليها ؟؟[/FONT]


اختلس نظرة من طرف عينه , رآها تمسح دمعة يتيمة , تتظاهر بالقوة , فقد علمت أنه لا يحب البكاء.. كثرته , فكانت تحرص على المحافظة على هدوئها .. على الأقل أمامه .. وهذا الحال دام بينهما طوال إلى أن خرج بدر ليرى الغروب .. وبقيت دانا ,, تفكر في خطأها ؟؟ ترى أي موقف هو القشة ؟؟
التى أغضبته حتى أنه أنزوي إلى كهفه ولم يحادثها ؟
هي لا تعرف أن تلزم الصمت طويلا ؟؟
إن أغضبها أمر صرحت مباشرة ..
لا تحب المورابة أو المدارة!!!
هو صعبٌ عليها أن تفهم ما الذي يغضبه!!
لن يقول ما يغضبه في الوقت ذاته
هو يراعي رقة مشاعرها .. لذا يدقق في اختيار العبارات
ويرى إن كان خطأها يستلزم الحديث حوله
أو أنها ستفهمه من تلقاء ذاتها ..



غابت الشمس .. ولم يعد .. أمسكت بجوالها , ترددت تتصل به لتطمئن أم لا , فبدر لا يحبها أن تتصل به كثيرا دون سبب كما يرى , ولا يحب أن تتصل إذا كان غاضبا منها , ولكنها كانت قلقة , قطع ترددها اتصال وارد من والدتها:
-مرحبا امي
-دانا .. حبيبتي .. كيف حالك ؟؟
-بخير ...
-ما بك ؟؟ هل أنت على ما يرام ؟؟
-نعم امي .. إنني بخير
-هل بدر قريب منك ,,.
-
هنا دخل بدر ولكن دانا لم تنتبه لدخوله , أخذ يبحث عنها رآها أمام الشرفة بيدها جوالها تكلم يرى في عينيها الحزن .. تراها أتخبر من تحادث بحالنا ؟؟ اقترب بدر ليسمع حديثها , ليختبر مدى حبها له , فهو قد أختبر مدى حبه لها ..
-كلا أمي .. إنه بالخارج ,,, ولكني بخير أؤكد لك !!
كل ما في الأمر إني كنت نائمة حين اتصلت ..
اعلم أنها ليست عادتي أن أنام وقت الغروب ولكن داهمني النوم و أنا أشاهد التلفاز ..
(تضحك) حسنا سأخبره
وداعا ..
نظر إلى التلفاز رآه مغلقا , تأكد من أنها كانت تبكي منذ رحيله , رآها تزفر بحرارة , همس باسمها , انتفضت و أسرعت إليه و أرتمت بين أحضانه , لتنهمر الدموع من عينيها ,لم تنتبه لدخوله , لكنها كانت بحاجة ماسة لتشعر بحبه و حنانه ..
قبلها بحنان وقال:
-احزري ماذا جلبت لك ؟؟
نظرت وقالت ضاحكة :
-جالكسي
ضحكا بمرح , حملها بين ذراعيه إلى الردهة
-أغمضي عينيك ..
بوداعة أغمضتها .. شمت رائحة موكا
-افتحي عينيك ..
فتحتها رأت كوبي موكا و جالكسي .. اقترب منها وقدم لها هدية مغلفة ..
-تفضلي حبيبتي ..


دمعة فرح نزلت من عينها مسحتها برقة , فتحت هديتها .. صاحت بفرح
-بدر ... إنها رائعة جدا ...
-هل أعجبتك ؟؟
-إنها ساعة رائعة جدا ..



أسكت بيده قبلته ث سارا ليشربا الموكا ..
قال لها بدر :
-لقد حجزت لنا طاولة في المطعم الذي على الشاطيء بعد ساعتين ..
ابتسمت دانا و أغمضت عينيها براحة , هي لا تحتاج منه كلمة اعتذار فهو يعتذر بطريقته , كل ما عليها هو أن تقرب المسافة بينهما فقد علمت كم هو الحب جميل , و أن الاختلاف في الحب يقويه و يعززه ..
و أنه :


~!!~لا خاسر في الحب ~!!~
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

البشاير

New member
معلومات البشاير
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
616
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
36
الإقامة
المدينة الفاضلة
ღ™تَجٌدِيٌف الٌغَرٌبٌ والَشٌرٌق ...بَيٌنٌ العَوٌمٌ والغَرَقٌ™ღ

ღ™تَجٌدِيٌف الٌغَرٌبٌ و الَشٌرٌق ...بَيٌنٌ العَوٌمٌ و الغَرَقٌ™ღ






التقاء الشرق والغرب هل هو محال ...؟؟
عندما يلتقيا ويحاولا جاهدان الاندماج ...
مع محاولات يائسة للتلاحم ....
بين الثبات ...والترنح ... بين القمة ..والسقوط منها ...
بين التعب والاستمرار ...
اليأس والتفائل ...
هنا ...في محاولة لتجديف ناجح ..
بين الغرب والشرق...



أسمهان تهوى الحياة بكل ما فيها من منغصات ..
متفوقة دراسياً .. محبوبة اجتماعياً ...
لا تلبث بشكل معين ..كل يوم في حله جديدة ..تمقت الروتين وأهله..
محط إعجاب الجميع .. حاضرة في المناسبات ... فرفوشة البنات ...تعشق المغامرات
تهوى الحرية بكل أشكالها ... وحياتها مغامرة تحياها بكل روحها ...



في غرفتها ... عندما تهم بالخروج .. وكأن بركانً انفجر للتو .. أو زلزالً حصل..
تُخرج كل ما يقبع في دولابها ...لتختار ما يروق لها ...
ناهيك عن اكسسواراتها المتناثرة هنا وهناك ...
اليوم حفل تخرجها ...إذن البركان مضاعف ...
بعد أن انتهت من المعركة بينها وبين ما يروق لها ...
وقفت أمام مرآتها ... أدخلت أصابعها بين شعرها الأشقر الغجري المتطاير لتزيده تطايراً ...هكذا تعشقه..
نظرت لنفسها وبغرور أطلقت قبلة لمرأتها بشفتيها المكتنزة ذات اللون الفوشي
تراقصت أمامها بحركات عفوية ...ثم أعادت لنفسها قبلة وداعية ...




خرجت في أبهى حلة ..فنجاحها ليس عادياً ...بل تفوقت وأرضت غرورها وغرور من حولها
ولم ترضى بأقل من العشر الأوائل على منطقتها...


اجتمعت العائلة وسط الزغاريد والتبريكات ... خرجت أسمهان تتمايل في زهو ...وكأنها في حفلة استعراضية ...
توجهت عمتها نحوها...تهرول مسرعة ...رغم ألامها التي تعتريها بمفاصلها ... واحتضنتها .... مبروووك يا بنتي ..
الله يبارك فيك يا أحلى عمة ...
أسمه : عمتها الكبيرة ...سُميت أسمهان على اسمها ... ولمواكبة التطور أضيفت الـ ان حتى يصبح عصرياً هكذا اقترحت والدتها ...



أسمهان تربية عمتها ... في غرورها وأفكارها المجنونة ... وعنجهيتها ...
كانت مشهورة العمة بالرقص الشرقي ...ظلت ترقص بالعصا سنوات شبابها ...
والآن هي تركض لتحتضن ابنة أخيها ...وفي يدها العصا التي طالما تراقصت بها ...لتتكئ عليها خوفاً من السقوط ...


رن الهاتف ... وقامت بالرد والدة أسمهان ... وفي لحظة عم الهدوء المكان ...بعد أن أشارت لهم بالسكوت ...فسكت الجميع لإستراق السمع



- نتشرف بكم
- - الله يبارك بعمرك
- نعم حمد الله رفعت رأسنا..أنا فخورة بها ...
- حياكن الله متى أردتن
- إن شاء الله ...يوم الأربعاء بعد المغرب ..
- حسناً في إنتظاركن...مع السلامة ...





وبصوت واحد صرخن البنات عريس ...ابتسمت والدتها بخجل وأغمضت عينيها مع إيمائه بسيطة ..
الفرحة فرحتان اللهم اختار ما به خير وصلاح لها...
عكسها تماماً أسمهان ...التي تراقصت فرحاً بعصا عمتها وهي تردد ( حآقوووز حآآقووز)
وسط تصفيق البنات وضحكهن..وصدمة عمتها
بدت العمة متوترة لكنها بقيت مكانها ...زفرت زفرة قوية ...مع نظرة غضب جامحة ..
انتهى الحفل بمنزل أسمهان ..
وبدء حفل من نوع آخر بمنزل العمة أسمه..
فقد أقامت الدنيا ولم تُجلسها ...وعقدت اجتماع فوري و عاجل للعائلة ...
هكذا هي دائما إن أرادت شيئاً أعدت له العدة حتى يكون ...
أرادت زوجها وابنائها في الاجتماع ... والبنات كعادتهن لحب الاستطلاع كن أول الجالسين ...




أبو صالح : خير يا أم صالح..؟؟
أسمه( أم صالح): خير خير إن شاء الله ...
ثم أردفت بغضب ... كنت أعلم .. أسمهان جميلة ... ولن تنتظر أبنائك العلل ...
وها هو أتاها عريسها ...
ابو صالح : مبروك ... اللهم تمم ما فيه خير...ولماذا الزعل..؟؟
أسمه: لماذا؟ البنت ستذهب من يدي ...وتقول لماذا ...لم أربيها كي يأتي غريب ليأخذها ..
أسمهان ملكي ولن يأخذها أحد مني
نواف (الابن الأصغر) : يغمز لها ...أمي أتغارين منها..؟
أبو صالح: لا بل عليها ..
أسمه ..لم أجمعكم لسماع تلك التفاهات ...أسمهان لن يأخذها إلا أحدكم ...
نواف أشار بإصبعه لأبيه ... هنيئاً لك يا أبي ..مبروك ...
رفست نواف بقدمها ...جعلته يبلع لسانه ..
وبغضب قالت :إما صالح أو نواف سوف يأخذ أسمهان ...ولن يأخذها الغريب ...
نظرا لها وعلامات التعجب والاستفهام تعلوان رأسيهما
صالح عقد حواجبه ...نظر من فوق نظارته ...ثم حركها ليثبتها على عينيه ... ليرى وجه والدته العابس بوضوح ...


أراد أن يتكلم ...ولكن تفكيره يطول حيث يرتب الكلمات قبل الحروف ... لينطق بكلام موزون ...وكأنه يلقي إحدى محاضراته على طلابه ...ويحضر درسه ...


نظر نواف لأخيه ... وقبل أن ينطق صالح بكلمة ...
تكلم نواف : أمي ...لازلت أدرس ...ولم أكون نفسي بعد ...ولا تريدين حياة تعيسة لأسمهان ..من سيسعدها هو صالح ..
مُعيد جامعي.يتكفل بمصاريفها اللامعقولة بما يخبئه من أموال...
ويحتمل ثرثرتها بصبره المعهود ...
نظر الجميع لصالح ...لكنه مازال يفكر...ولم ينطق بكلمة ..!!!


وانتهى الاجتماع على ذلك ...بعد أن قررت العائلة أن صالح سيأخذ أسمهان ...
ورفعت الجلسة ... وانصرف الجميع دون أن يسمعوا رأي صالح بأمر الخطوبة...




آخر ما سمعه من حديثهم أثناء خروجهم ...


- نواف : يُقبل يديه إذا وافقت عليه ...أين سيجد أجمل منها ..
- ريم: حرام تظلم أسمهان مع صالح المعقد ..
- أبرار: أقُص يداي إن وافقت ...أسمهان وأنا أعرفها ...





كانت أسمه سيدة الموقف ... قررت ...عقدت الاجتماع .. طرحت الفكرة .. ثم وافقت عليها ... وأيدتها ... دون أن تسمح للطرف الآخر ... بإبداء رأيه .. سريعة متهورة في قراراتها ... والجميع يكون ضحية هذه القرارات ...
وانتهى الاجتماع...
صالح..فكر....وهاهو قرر لكن ...أين البقية.؟؟
(غادروا منذ زمن ...وأنت غارق بدوامة تفكيرك )




صالح شرقي تقليدي ..يراه البعض معقد ...ويراه نواف(الغربي ) مريض نفسي
لا يتفق مع أخاه ...تكاد تكون علاقتهم مقطوعة ...فلا يتحدثان
انفصلا حتى بالغرف ...
صالح ينتقد نواف في كل صغيرة وكبيرة ...لا يُطيق الفوضى والازعاج
نواف لا يحتمل الانتقاد فيرد الصاع صاعين ..
يغضب صالح ..كيف لأخيه الصغير لا يحترمه ...
ترتفع الأصوات.. فتصل لوالديهم ...يأتوا لحل عراك يومي ...نتيجته
أن يتأسف نواف لصالح ..رغماً عنه ... فصالح الكبير العاقل ... الذي لم يخطئ يوماً ..
و نواف المتهور ... ذو اللسان الطويل... الذي يجب عليه أن يحترم أخاه ...
هكذا تباعدت العلاقة بينهم حتى انقطعت ... وانفصلا في كل شيء ...وعندما يُسأل عن السبب ..
.تشار الأصابع باتجاه نواف ويبقى صالح الرجل الشرقي ذو الصفحة البيضاء...




. ماذا فكر..صالح ..؟؟
أو ما هو قراره ..؟؟ المتأخر نوعاً ما..!!
أسمهان ...أينما توجهها عمتها ...تقبل وتنفذ...
هل سترضخ هذه المرة لصالح المعقد..؟؟
عريس الأربعاء ..؟؟ من يكون .؟؟ وما هو مصيره..؟؟


 

البشاير

New member
معلومات البشاير
إنضم
9 يونيو 2008
المشاركات
616
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
36
الإقامة
المدينة الفاضلة


الجزء الثاني ,,,,



انتهى حوار العائلة الكريمة ..
بين شد وجذب من جميع الأطراف..
باستثناء صاحب الشأن


أصدرعليه الحكم غيابياً ...فهو شارد ذهنياً ...ورفعت الجلسة ..
وقتها فقط ...أراد الشرقي طرح فكرته بعد أن درس أبعادها ...
لكن ...لا يوجد أحد ..!!!
القاضي والمحامي غادروا القاعة ... وبقي المجني عليه وحده..




من الصباح الباكر ... وقبل أن يذهب لعمله ...بَكًر عن موعده المعتاد ساعة كاملة ...
لمحاولة بائسة مع القاضي ... لإعادة الجلسة والنظر في المحكوم عليه ...
انتظر والدته في صالة المعيشة ..
كعادته يرشف قهوته بصمت مطبق ... وقناة الجزيرة تردح بالأخبار المشئومة


كــــل صوت عالي يزعجه ...باستثناء القنوات الإخبارية تطربه ...

استيقظت والدته ...بعد أن انتظر صالح طويلا
( لا يهم ..إنه أمر مصيري يستحق التأخير ولو لبضع دقائق )

أسمه: أهلاً بالغالي ... زوج الغالية ..
صالح يتمتم : لم أصبح غالياً إلا عندما زوجتني إياها ..
صالح:أمي أردت التحدث معك في الموضوع... ألا تلاحظي أنك قررتِ تزويجي ...دون أن تسألينني عن رأيي.؟؟؟

أسمه : وما هو رأيك..؟؟ أين ستجد أفضل من أسمهان..؟؟
صالح: تعلمين أنها لا تروق لي ... ما زالت صبية ...وإن أردت الزواج أريد امرأة ناضجة على الأقل ..

أسمه: لن تجد أجمل منها ...
صالح: أنا لا أتحدث عن الجمال ..آخر اهتماماتي شكلها ...لا تعجبني أفكارها أسلوبها طريقة تربيتها ...

أسمه: إلى هنا قف لن أسمح لك بالتمادي أكثر .....أسمهان تربيتي ومن يعيبها يعيبني ...
صالح : لا أريد أن أعيبها ..ليست آخر البنات كي تزوجيني إياها ...
لا تروق لي ولا تناسبني ...هذا كل ما في الأمر ...

تعالت أصواتهم ...ولأول مرة يرتفع صوت صالح على والدته ...أتى من خلفه نواف يصفق ( برافو برافو )
نواف: لقد نبت شاربك ..وأصبحت رجلاً... وتُجيد فن الصراخ على والدتك ( برافو) ويكمل تصفيقه ...

التفت إليه صالح: ليس لك شأن ..اخرج من فضلك ...
نواف : لا لن اخرج ...كي اترك لك المجال لتمادي أكثر...
صالح: إننا نتناقش ليس أكثر ...رجاءً اخرج كي نكمل حديثنا ..
نواف: الآن تصرخ بوجهها ...من يدريني إن خرجت تصل لضربها ...

أسمه تمثل التعب الشديد : تعال يا بني أعطني دوائي ...
نواف يصطاد في الماء العكر ...ورأت والدته أن تجاريه ..هي تعلم خوف صالح الشديد عليها وعلى صحتها ...

إذن سوف ينسحب من الحوار العقيم الذي لن يجدي نفعاً ...(هكذا فكرت) ...


وفعلاً انسحب عندما رأى تشبت والدته بفكرتها ... خاف على صحتها ..وأيضا تأخر على دوامه ...



بعد أن استرقت أخته (ريم) لأطراف الحديث
خرجت بحجج واهية من المنزل ..واتجهت لمنزل أسمهان ..
أيقظتها من نومها وهي فزعة ...
أسمهان: ماذا هناك..؟؟ أرعبتني ....ولِمَ أنتِ لدينا في هذا الوقت..

ريم: مصيبة ... تخيلي أمي تريد تزويجك لصالح ..
رمت عليها المخدة : سخيفة ...وعادت للنوم...

ريم: ألم تستوعبي ما قلت..؟؟ صرخت :أمي تريد تزويجك صالح..!!
أتعلمين ما يعني ذاك..؟؟ يعني دفنك بالحياة ...
سرحت أسمهان بأفكارها ...وتذكرت صالح ...لطالما استهزؤوا به ..أيعقل أن يكون نصيبي ...وينطبق عليَ من عاب ابتلى ..

هزتها من كتفها ...أين ذهبتِ أحدثك ..!!
أسمهان: ولِمَ أنت غاضبة ...؟؟ أهو سيء لهذه الدرجة ..؟؟

ريم: أكثر مما تتخيلين ..
أسمهان: إذن احكي لي عنه ...
وانطلقت ريم بالحديث وكأنها كانت تنتظر إشارة من أحدهم

لا يتحدث إلا فينا ندر ...وإذا تحدث تمنيتي لو بقي صامتاً ...
حديثه ممل ...حقائق و وقائع ..وأحداث ...
عينه لا ترى سوى القبيح ...ينتقد لمَ هذا ..ولمَ ذاك..؟؟
لم يوفقه عند حده سوى أمي عندما أمرته ألا يتدخل في شؤوننا ..

أغمضت أسمهان عيناها ...لطالما حلمت بمغامرة فريدة من نوعها ...
و ها هو صالح سيكون أروع مغامراتي ...
وريم مازالت تُمطر عليها بأسوأ صفات صالح
أسمهان: كــــــــــــفـــــــــــــــى ...!! ألا يوجد به حسنة واحدة ...حسنة واحدة تكفيني

فكرت ريم: اممم مرتب ...لا... بل جداً مرتب ...
أسمهان: غيرها ..؟؟

ريم: أحياناً بخيل وأحياناً كريم ...
في الحقيقة هداياه نادرة لكنها ثمينة جداً ...

أسمهان: إذن بدت تظهر روائعه ...ماذا أيضاً..؟؟
ريم: ليس له سوابق مع الجنس اللطيف ...أو هكذا أعتقد ...فصفحته بيضاء بعكس نواف..

أسمهان: إذن هذه وحدها تكفيني ....
ريم: هل أفهم أنك موافقة ..؟؟

أسمهان رفعت حاجبها ..عضت شفتيها .... ولِمَ لا..؟؟!!!
( أسمهان دائماً تردد ... إذا انهيت الثانوية ..وخُطبت ..سأوافق على الفور ...حتى لو قدر الله وطُلقت ..أستطيع الزواج مرة ثانية ...فأكون مازلت صغيرة ومطلوبة .)

هكذا أفكارها مجنونة ومتهورة ...



و حصل ما لم يتوقعه الجميع ... موافقة أسمهان الفورية ...
ومماطلة صالح ورفضه ...

ذهب صالح لعمله ...وكان بانتظاره زميله ..على أحر من الجمر ...
زميله: ما بك يا رجل ..تأخرت على غير عادتك ...
صالح: أهناك شيء يستلزم حضوري.؟؟
زميله: أردت أن أسألك ... والدتك من بيت الـ ............؟؟
صالح: نعم لِمَ السؤال ...؟؟
زميله : هل تعرف أسمهان الـ........؟
صالح: نعم ابنة خالي ..!! ما الموضوع..؟؟
زميله: اوووو سوف نصبح أرحام ....تقدمت لخطبتها ...و مبدئياً العائلة موافقة ...
صالح: تمتم بصدمة إذن أنت عريس الأربعاء ...آخ لو رأتك الوالدة لطبختك على الغداء ...
:على بركة الله ...
زميله:لا تعلم مدى حماسي للخطبة فهذا مطلبي ... فتاة على قدر من الجمال ...ومن عائلة مرموقة ...و أهم من ذلك ....أنها صغيرة ...سأخبزها على طريقتي ...
كعادة صالح لم يعبر عن رأيه ...فكر بصمت ..إذن أنت العريس المنتظر ...
لا يدري لماذا شعر بغصة من وصف زميله لأسمهان ...وكأنها شيئاً ملكه ....
الغيرة تسللت لقلبه ... وحب التملك راوده ...
وهمس أسمهان لي ...
(حليت) بعينه بين ليلة وضحاها ...


عند عودته أخبر والدته بأمر زميله ...وأنه الخاطب جُنَ جنونها عندما علمت أنه التزم الصمت ولم يخبره بخطبته لها ...
أخذت تثرثر بكلام غير مفهوم ...وتوعدت أنها ستكون بمنزل أخيها يوم الأربعاء لتنسفهم نسفاً ...
صالح أمسك يد أمه بقوة ...


أرجوك لقد فكرت في الموضوع ..أسمهان ابنة خالي وحقاً أرغب بها ..
لكن..!! أريد أن أعرف من ستختار ..أنا أم زميلي..؟؟
أرجوكِ أريدها أن تقرر دون أي ضغوط ...حقاً أريد أن أعرف قرارها ...
مثلما اقتنعت بها ...أريدها أن تقتنع بي وحدها ...


لم يكن صالح مقتنعاً بها مئة بالمائة .... لكنه اضطر للبوح بتلك الكلمات ...حتى لا يكون عاراً عليه ...أنه تزوج رغماً عنه ...ويتحاشى تعليقات إخوته المستفزة ...



الجميع يرى أسمهان ( لقطة) لن يجد أفضل منها صالح ...


وصالح يرى أنه ( لقطة ) لـ أسمهان لن تجد أفضل منه ...غرور مبطن ... لم يظهر بعد ...كان من حوله كفيل بدفنه عمداً ...



أسمهان ...تأخرت كثيراً قبل أن تعلن موافقتها .... رغم أنها أخذت قرارها ... لكنها رأت في التأني ...فلينتظر ردي على مهل...


وأخيراً يوم الخطوبة ...



لكن أن تتخيلن فرحة العائلة ...و فرحة العمة بابنها وابنتها ...
أسمهان في قمة سعادتها ... اليوم أنا زوجة صالح ...سأبدأ مغامرتي أخيراً ...
أنا متشوقة لكل لحظة أقضيها لفك رموزك ...أنا أنثى أعشق الألغاز ...ولم أجد لغزاً يحيرني مثلك ...


.
على العكس تماماً صالح ... بين رغبة ورهبة ...
يرغب في رؤيتها عندما نضجت وحلوت .... ويخشى عدم تقبلها ...
يوم الخطوبة ...لم تتكلف أسمهان في لبسها ومكياجها ...فزواجها بعد شهر من يوم الخطوبة ...
حتى لا تفقد هيبتها ...

ارتدت جنزاً ضيق فصل مفاتن جسدها ...مع قميص سماوي ...وجكيت بيج ... مطرز بالأخضر والسماي ...وبروش فضي ... (أرادت أن تبدو رسمية )
جعدت شعرها الأشقر بطريقة مرتبة ... وضعت مكياج خفيف ..كحل أزرق مع عدساتها الزرقاء ...
وأحمر الشفاه ذو اللون الفوشي ... كما تعشقه دائماً..

بعد أن تمت الملكة ...خرجت أسمهان للسلام على زوج المستقبل ...
صافحته ... وتوقعت أن يسلم على خديها ...لكنه لم يفعل ... كانت نقطة سيئة بالنسبة لها ...
نظر إليها ...ورأى كم هيَ جميلة ... لكن ...لا تعرف كيف تظهر جمالها ...
فلم يعجبه الأشقر ولا العدسات الزرقاء ...إنها تخفي جمالها بتلك البهرجة ..
ظل ينظر لعينيها ... ويتأمل جمالها ...يتخيلها من دون تلك الأصباغ ...
جميلة يا أسمهان ..


http://www.gulfup.com/
وسط الزغاريد والتبريكات ...ألبسها طقم ألماس ...أشادت على ذوقه ...
ثم ألبسته ساعة فخمة ....عجبته ... فشكرها ...( ليه كلفتي على نفسك..؟؟)
وتركهم الجميع ليتعارفوا ...جلست بجواره بدلال ... بعد السلام وكيف الحال ..التزم الصمت طويلاً ...ثم بارك لها بالنجاح ...كانت تلك النقطة الثانية التي تدونها أسمهان ...


تأكدت أنه ليس لديه سوابق ... وهو خجول ...إذاً فلأتجرأ أنا ...
وأخذت راحتها ...بالحديث والضحك ... وبدئت بالأسئلة ...حتى تكشف خباياه ...
هذا ما لم يتوقعه صالح ...إنها جريئة كعادتها لم تتغير ... ولم تخجل مني ...
إذا تحدثت تنظر لعينيه مباشرة ... تلعب بشعيراتها .... تعض على شفاها ...تتحرك يمنة ويسرة ...



ازداد خجلاً من جرأتها ...فلم يتوقع ذلك .... لم يحسن التصرف ...
تثرثر عن صويحباتها وأيام المدرسة ... وكم اشتاقت لتلك الأيام ..



ظنت أنها بحديثها ... سوف تجذبه ... وتجعله يرتاح أكثر ...ويفك عن خجله ...
لكنه ازداد امتعاضاَ وصمتاً ..... !!!


وأخيراً ملت من الحديث وحدها ... وردات فعله السلبية تجاهها ...فهو لا يقهقه على نكاتها وهي اعتادت أن تكون سيدة الجلسة بحسن حديثها ...
ضاقت ذرعاً بالجلسة المملة ...وأخيراً فضلت الصمت ...




جلسا طويلاً ...هو يسجل في ذاكرته ما لم يعجبه فيها ....
وهي تدون كل لغز ...وكل شفرة ... لـلبحث عن فكها..


تركت له المجال ...عندها فقط ...تحدث الشرقي من تلقاء نفسه ...
وليته لم يتحدث ... <<< تمتمت في سرها ...
انتظرت أن يخبرها بسعادته بالخطوبة ... بمدى جمالها ...أو جمال جسمها ...أو أناقتها ...لكنه لم يفعل ...
بدا وكأنه يلقي محاضرة مملة ...كيف يحب أن تكون حياته منظمة ...
لا يحب العشوائية ...وكلمات كثيرة لم تلقي لها بالاً ...


وأخيراً أحست بالاختناق ...فاقترحت عليه الجلوس مع العائلة ...
رحب باقتراحها ...وسجلها نقطة ايجابية ...
(لم تتصرف من تلقاء ...عادت لمشورته ...) فأيدها ... وذهبا سويا ...


قامت بلباقة ....مشت أمامه بتمخطر ...كعارضة أزياء ... تتفنن في إغراء المعجبين ...
تنهد في سره ...يا لك من آسرة ...


http://www.gulfup.com/..
عند العائلة كانت أسمهان سيدة الجلسة .. وأخذت تحكي وتحكي .. والجميع من حولها يضحك ...
أحس بأن أسمهان ليست أنثى عادية ...إنها استثنائية ...وهي له ... إذن (يا حظه) ...


أصرت عمتها عليها بأن ترقص لهم...رغم خجلها لكنها حاولت
ورقصت بنعومة و دلع ...مع رشة خجل ورشة جرأة ...
عضت على شفتها وحركت أكتافها ثم ضحكت خلاص يا عمة أستحي ...:blush-anim-cl:


بلع ريقه ... وضحك في سره ...ستأسرني من أول رقصة تلك المجنونة ....


بعد أن انقضى الليل في السهر مع العائلة ...
استأذنوا بالخروج ...و لم يأخذ رقم جوالها ...
كانت تلك النقطة الثالثة التي تسجلها ...( وبعدين معاك يا صالح..؟؟)



ظل طوال الليل يفكر ...لا بأس بها ... مع قليل من التغييرات ستروق لي ...
اعترف بدأت انشد تجاهها ...
وحضور الجميع حولها ...يجعلني أغار عليها ....ظن أنها جريئة جداً في بادئ الأمر ...لكن عرف أنها طبيعتها ...ثم نام والابتسامة على محياه ...




الجزء القادم ... ليلة الزفاف ... وما بعدها من أيام العسل والبصل ....
عندما يُغلق عليهما الباب ...
وتظهر جليا تناقضات الغرب والشرق ...
من سيغرق ..؟؟
ومن سيعوم وحده ..؟؟
ومحاولات تجديف بائسة ...للإنقاذ ما يمكن إنقاذه ... :bye1:



احتفل صالح وأسمهان بحفل زفافهم بفناء المنزل ...
في الهواء الطلق ..وسط الأشجار ...وبجوار المسبح ...كان حفلاً مميزاً....
تراقصت أسمهان على نغمات الموسيقى ...وأمسكت يداه كي يرقص معها .....
حركته يمنة ويسرة ..ضحك لها ..لكن لم يجاريها ..
ثم تجرأت و وضعت يداه على خصرها .. ليرقصا معاً ( slow)...
جاراها فيما تريد ...رغماً عنه ...وخجلاً ...
وبداخله غضب جامح ...
يا إلهي أتراهم ينظرون ... ماذا سيقولون..؟؟
تباً لك ..ألا تخجلين..!!!
توقفت بعد أن رمقها بنظرات مرعبة .. ..
في طريقهم للفندق ..
ألقى لها محاضرة عن الأخلاق ...وطاعة الزوجة ...
ضحكت: أهذا وقته ..
رد بعصبية : يجب عليك معرفة مالكِ ولغيرك ...
أمسكت يده : حبيبي كفاك محاضرات ...اليوم أجمل أيامنا أستقضيه في تلك المواضيع ..؟؟
سحب يده : هذه أهم المواضيع .. رجاءً اكبري و أعقلي..
و أوزني الأمور في الميزان الصحيح ...
بعد أن انتهى من كلامه...
أخذت تبتعد شيئاً فشيئاً ...اتكأت على زجاج السيارة ...
أتراها بدأت معاناتي معك.. ظننتك سهلاً سأقلبك كيفما أشاء ...
هذه بدايتي ..وأخشى فتح عيناي لأرى النهاية ...
من الجانب الآخر ... صالح: ما بالي تسرعت..؟؟
قتلت فرحتها في المهد ؟؟أيوجد شخص مثلي ..؟؟
وضع يده على يديها ...مبروك علينا ...فلم تلتفت له ...



أسمهان لو تتركي لي المجال ...لو تجعلينني البادئ في كل شيء ...
أريد أن أعوض ما أفتقده أمام الملأ معك ...ليتك تفهمين ...


(وكيف ستفهم ...؟ وكيف ستعي ..طالما أنت تتحدث لنفسك فقط ..ولا تحدثها بما تريد.؟؟؟!!!)




أول أيام شهر العسل ... وضع جدولاً على الثلاجة ...
ما إن رأته أسمهان ... حتى قهقهت ضاحكة ... (أكيد إنك تمزح)
لكن بعد غضبه الشديد ...عرفت انه لا يمزح...و تعلمت احترام الجداول التي يضعها ... وإن كانت لا تطيقها ...
مع الأيام أول ما تشتاق إليه عند صحوتها ذاك الجدول...
وإن كان غاضباً لا يعلقه... لا إن الجدول ارحم من غضبك...


أسمهان حجابك لا يعجبني ... وقد أخبرتك بذلك ...ولكن لا حياة لمن تنادي
لن تخرجي من المنزل إن لم تغيريه ..
أسمهان أخذت تصرخ وتبكي ..لا لن أغيره ..وبعد مشادة كلامية ...انتهى بهم الموضوع إلى عمتها ..
أخذت أسمهان تبكي وتشكي لها كالأطفال ...انتهت من شكواها ...فاحتضنتها عمتها ...
ماذا بك يا صالح ..أرفق عليها .. لم لا تترك البنت على راحتها ...
- أمي لا تتحدثين عن أي بنت إنها زوجتي ...
دعها تتحجب كيفما تشاء ...
وعندما حاول الاعتراض انهالت عليه بقذائف من الشتائم ..
جعلته يسكت ليحافظ على ماء وجهه أمام زوجته ..
خرجت أسمهان فرحة بانتصارها على صالح ...فقد أخذت بنصيحة أخته ...
كان صالح هادئاً لكن أنفاسه توحي بعكس ذلك ...
(فاتقي شر الحليم إذا غضب ..).
لها ما أرادت ..ولم تُغير حجابها ...وظلت رافعة أنفها ..وتنظر باستعلاء لما حولها ..
ظنت أنها وضعت له حداً ..بحركاتها وشكواها ...
اليوم يغضب وغداً ينسى ...
لم تعلم أن صالح لا ينسى الإساءة ... وإن كان سهلاً عليها التسامح ..والمضي قدماً بحياتها ...
فهو أصعب من الصعب لصالح..
سيذكرها بتصرفاتها الحمقاء ...وبكائها الذي بلا داعي ..
شكواها لوالدته...وكأنها تلوي ذراعه ...
وأخيراً كان لها ما أرادت رغماً عن أنفه ..
كل ذلك لن ينساه ..وسيظل نقطة سوداء بصفحة حياتهم ..
تلك الصفحة التي نوت أن تلونها بأجمل الألوان ...


ظل صالح على حاله ...يوم ...يومين ...ثلاث ...أسبوع ....تمضي الأيام ومازال غاضباً ...أرجووووك كفى ..
إنه يتجاهل وجودها ...وكأنها لا شي في حياته ...
إن سألته سؤالاً ...أرفع صوت التلفاز ..
وإن أعادت السؤال ..أعاد رفع الصوت ..
وأخيراً انفجرت أسمهان..أمسكت يده وأخذت تصرخ
- أنا لست جماداً لمَ لا تعير لوجودي أهمية ..
أفلت يده ونظر إليها باحتقار ...هز كتفها بأصابعه ...ورمى كلماته القاسية عليها ... فهزت كيانها ..
أنت الآن لاشي ..حقاً لاشي ...
هز رأسها بقوة ..إن كنت تريدين تنفيذ ما برأسك الفارغ .. دون طوعي وشوري ...فلك ما أردتِ ...
إن كنت تظني أنك تلوي ذراعي بأمي ...فخسئت ...
فأنا احترمها ...لكن لن تجبريني على احترامك ...
لك ما أردت يا أسمهان ...
لا تطيعي الأوامر ..تمردي واستنجدي بعمتك ...
أردت امرأة ناضجة ...تشاركني حياتي ...
وكنت طفلة مزعجة ...تثرثر بفمها الفارغ ..
لن ائتمنك على شي بعد الآن ...
لن يكون بيننا حوار ..أو نقاش ... وحتى الحب سيتلاشى ...
صفع الباب وخرج ... وتركها تتخبط في دوامة تفكير...
حقاً إنني حمقاء ...حسبته أخي ...الذي سألوي ذراعه بشكواه لأبي ...
لكنه زوجي ... جرحته وأهنته ...جعلته صغيراً أمام عائلته ..
اعتذرت كثيراً ... ولم يلقي بالاً لاعتذاراتها ...
عندما غيرت حجابها كما يريد ...وبعد اقتناعها ...
كان ذاك أبلغ اعتذار ..توصله ... لصالح ..الذي بادرها بالابتسام عندما اعتذرت فعلاً ليس قولاً...


ذهبت أسمهان لتخلد للنوم ... كانت تنوي المبيت في صالة المعيشة ...فقد ملت تجاهله لها ...
لكن شيئاً حثها على الذهاب لغرفة النوم .. مازال الوقت مبكراً على تلك الحركات ...
اختبأت تحت اللحاف بهدوء أمسكت يده ...غرست أصابعها بين أصابعه ...ثم قبلتها ..
ووضعتها على قلبها ...
( لعلك يا صالح تشعر به ...ثم نامت )
استيقظ صالح كعادته قبل أن يدق المنبه ..هم بالنهوض ...وشعر بيده العالقة على الطرف الآخر ...
وجد يد أسمهان( متشبته) بيده اقترب منها ...ونظر إليها ...كم أنتي جميلة ...
عيناها متورمتان من كثرة البكاء ...اقترب منها بخفة وقبلها قبلة خفيفة ...ثم أخذ ينظر لها عن قرب ..
أحست أسمهان بقبلته وأنفاسه الحارة ...
لكنها لم تحرك ساكناً ... ظلت صامدة ...ولسان حالها يقول ...
اشتقت إليك أرغب بالمزيد ...
وعندما طال انتظارها وهو لم يحرك ساكناً ..
فتحت عينيها لتجد عاشقاً متيمناً ينظر لها بكل شوق ...فقط ليتأملها ...!!
بادرها الابتسام ...فابتسمت له ...
ثم وضع رأسه على صدرها ...وقال : احتويني ...


حبيبتي أنا آسف سامحيني ...
قد نهرتك و زجرتك ...لكنك نور عيني ...
لا أقوى فراقك ...ولا أطيق بعدك ..
لكني غريب فاعذريني ...
لا أملك فن الكلمات ...ولا تنسيق العبارات ...
لكن..!!
إحساسي بالذنب يكويني ....
أحبك يا أميرتي فهل ستسامحينني..؟؟


احتضنته بكل قواها ...مسحت على رأسه وظهره ...سامحتك حبيبي ...
ظلا على وضعهما طويلاً ... فالأفعال أبلغ من الأقوال أحياناً ...
ثم دق المنبه ...
- اوه حبيبي سوف تتأخر على دوامك ...
- لا دوام أو محاضرات ..اليوم أسمهان وبس
ابتسمت ..وتذكرت فرحتها بغياب أحد أساتذتها ...(يا بختهم الطلاب اليوم ...)
اليوم أسمهان على غير عادتها ...
هي رائعة ...هادئة مسالمة ...هكذا هي الأنثى عندما تشعر أن عاشقاً بالجوار ...
تفرز هرموناً يجعلها أرق وأهدأ وأجمل في عين عشيقها ... ( تأليفي:nosweat:)
لم تكن أسمهان المجنونة التي تتحرك يمنة ويسرة ...
مرهقة عينا صالح عندما ينظر إليها ...
الآن تكتفي بالابتسام ..لكل ما يعجبها ...
أما صالح على غير عادته يمزح ويضحك ...
يقص عليها مواقف الطلاب ... وتدمع عيناه من كثرة الضحك ...
أول مره أراك يا صالح ثرثار ...
تبتسم ثم تبتسم أكثر ...حتى بدت نواجذها بالظهور ..
تضحك بهدوء ...تعض برقة على شفتيها ...تغمض عينيها ...لتضحك أكثر ....
ثم تعود لتبتسم ...
ينظر إليها صالح ...كم أنتي مغرية في هدوئك ...
مالت عليه برأسها ...وضعت يدها على صدره ...
- صالح أرجوك ..قلبي تمزق من كثرة الضحك
- أحبك والله أحـــبـــك
تتنفس الصعداء ...يا لمتعة مغامرتي ..


كانت في المطبخ تجهز المعكرونة التي يعشقها
سمعت صوت الباب و(خرمشة) المفاتيح دخل كعادته ..وهو يقول ( آلو) بصوت جهوري
كما كان في منزل والده ...كي لا يصادف أحداً من بنات العائلة في طريقه ...


نادته أسمهان من مكانها ...
(تلوحي) أنا هنا ...
دخل بعد السلام ..تنادينني..؟؟
حبيبي أيوجد غيرك بالمنزل..؟؟
شوهتي الاسم ناديني صالح أصرف
أمسكت شفتها بنعومة :لا حبيبي حرام عليك ..الشفة الحلوة ..لا يخرج منها سوى الكلام الحلو ..
قبلته على خده ...ثم انصرفت للمعكرونة قبل أن تحترق ..
خرج من المطبخ يحدث نفسه : ثقتها تأبى عليها الانكسار ..
كلما حاولت تكسير مجدافها أراها شامخة تأبى الانحناء ..
ثم تَذَكر: إنها لا تنحني إلا لتنفل شعرها ...ضحك ...ثم فتح التلفاز كعادته ...



لم يكن صالح رجلاً (بصباصاً) .. هذا ما طمأن أسمهان ...
إذن هو هكذا معي أو مع غيري ...لكن أنا غــــيـــــر ...أنا زوجته ...
لماذا الجميع يراني جذابة ومغرية ...باستثناء صالح ...
ينظر إليً نظرات باردة تستفزني ...
لمَ لا يتبعني بنظراته ...ويبلع ريقه كلما رآني ..؟؟!!
فتحت باب المطبخ لتسأله متى يريد العشاء ...فالويل لها إن وضعته دون سؤاله ...


و وجدته مبحلق عيناه ...على إحدى الفنانات ...
- لا لا يا صالح ... لم تمضي دقائق إلا وأنت تبصبص ..هل حسدتك..؟؟
- دار القناة مسرعاً ..ما هي عشر ثواني إلا وأعادها ...ليكمل بحلقة ...

على العشاء ...
أشاد على طبخها ...فنظرت له وابتسمت ...
ثم عاد وكرر فشكرته بهدوء ..
تَذكر أسمهان ...التي إن طبخت العائلة كلها تعلم بذلك ...وإن قال لها :تسلم يدك..
تحركت نحوه وربتت على كتفه ...
(من جد من جد ....عجبك ولا تجامل ...يلا عااااد قول الحقيقة )
ما بها اليوم على غير عادتها ...تُرى هل غضبت عندما قلت لها (شوهتي الاسم)
بعد العشاء وهي في المطبخ ...ناداها
- هلا تلوحي ...
- ابتسم لا لم تغضب ...مازالت مصممة تلك العنيدة ...
ثم فتح جهازه المحمول كما هي عادته ...
جلست مقابله له معها محمولها ...
بعد كل دقيقة ينظر لها ...ليرى عيناها تغص في الشاشة ..وكأنه غير موجود ...
(ما بالها على غير عادتها اليوم؟)
أسمهان قررت خوض الحرب ...والدخول لقريته المحصنة ...
- أريد أن أريك شيئاً استقبل الملف به لعبة رائعة ...
- أهذا ما يشغلك ويأخذ تفكيرك تلك اللعبة ..
رفعت حاجبها ..وابتسمت بنصر... وأخيراً ستكون دفتراً أمامي أقلبك كيفما أشاء ...
وداعاً لغموضك البغيض ...
الآن جهازه مفتوح أمامها ..بعد أن أتقنت دروس (قراصنة الهكر) ...
أخذت تقلب فيه ...ولم تبذل جهداً في التنقيب والبحث ..كل شي مرتب ..
مجلد للعمل ...وللجامعة ...وأخيراً الخواطر ... وهذا مطلبي ...
قرأت

أعشقها...هدوئها يغريني ...ابتسامتها تسليني ...
شعرها الأسود ينسدل بسلاسة ..رقة عينيها ...
كحلها عند اختلاطه بدمعها يرويني ..
حتى وقت بكائها ...البسمة على محياها ...
أنثى ...تعجز الكلمات عن وصف مرآها ...



أيعقل هذه الكلمات لـ صالح ...وأنا من كنت أظن أنه لا يتقن سوى التجريح ...
تترك لسانك هنا ...لتجلس معي بلا لسان ...
إذن بحلقتك لم تكن عبثاً ..
سأكون تلك الأنثى التي تتغزل بها ....
حس مرهف.. مشاعر جياشة ..لا أسمعها ...
لكني أراها مختبئة هنا ...
فلتظهري أيتها الكلمات وتلوحي لي .. أنا تواقة لسماعك...


عندما قررت أن تكون تلك الأنثى ...
جعلته يراها في منزل العائلة ... لينطق أمام الجميع وتُحل العقدة ...
جُن الجميع لمنظر أسمهان الجديد ...سألوها عن السبب ...وقالت فقط تغيير ...
ارتدت فستاناً أسود اللون ...قصير يصل لركبتها ... ضيق فسر مفاتنها ...
ودعت الأشقر أخيراً .... وصبغت شعرها بالسواد ...
وكان للكحل الأسود تناغماً جميلاً مع عيناها العسليتان ...
حقاً كانت جذابة ولا تقاوم ...
صرخ صالح عندما رآها ...وااااااااااااااااااااو ... كم أنتي رااااااااائعة ...
فابتسمت و أغمضت عيناها :شكراً ...
أمسك يديها ... وجعلها تدور حول نفسها ...ليتأملها ويتأملها ...
سُرت جداً لردة فعله ...لكنها لم تغالي مثله واكتفت بالابتسام ...
صالح الذي لا يُمسك يداها أمام عائلته ...وضع يده على خصرها ...وقبلها على خدها ...
وقمن البنات بالتصفيق والتصفير ...فقهقه صالح متفاخراً بفعلته ...
جلسا مع العائلة ... وكان يرمقها بنظرات الإعجاب ...فتبتسم ولا تبالي ....
أكلها والتهمها بنظراته ... ينتظر منها نظرة ليشير لها بالذهاب للمنزل ...
وعندما يأس ...قام أخيراً ونطق .:نستأذنكم ....إننا تعبون ....
ردت بدلع ولكني لست تعبة ...
أمسكها من يديها ....لا الإرهاق بادي عليكِ ...هيا نذهب سوية ...
ذهبا ...وكانت ليلة من أروع الليالي الحمراء :msn-wink:.... كتب فيها الخواطر والأشعار ....
ونالت اللقب الذي تريده ...


أحبه بغموضه ... وغروره وعنجهيته ... أحبه كما هو..
لم أجد أرقى في الحب ..من صالح ...
صالح (البيتوتي ) ...أروع قرار اتخذه ... عمله المسائي في مؤسسة والده ...
حلت الكثير من المشاكل ... لكن عليها أن تكون في المنزل .. قبل وصوله لاستقباله ...
تعلمت أسمهان أن تثرثر مع صويحباتها ...ومعه تبقى هادئة ... لكنها مبتسمة ...
فيمطر عليها أسئلته .... لا تجاريه إلا عند سماعها ( هــــيّـــــا حكيني ) ...
عندها تبتسم ...وتحكي له القليل معتذرة أن الباقي مشفر ...


لم تكن حياتهم مثالية .....بل تتخللها العديد من المشاكل ... التي تعلمت أن تُخفيها أسمهان ... مما يُشعر صالح بالرضي ...
أضفت أسمهان على حياته بريقاً خاص من نوعه ... الجميع يلاحظ ابتسامته ... ويرددون (سحرتيه)
وترد بل (سحرني ).... دائماً تتفاخر به بين أهله ... فينظر لها ممتناً ...
لا يعبر عن رأيه ... لكن نظراته تكفي ... إن انتقدها ..عضته بنعومة ( حبووو أسومة )
وإن مدح ... أشادت على لسانه الذي يقطر عسلاً ...رغم أنها كانت قطرة واحدة ...
لكن كلماتها وتشجيعها له كانت كفيلة بزيادة القطرة تلو القطرة ...
وأخيراً أسمهان ...راعت مشاعره ...قدرت دقته ....عرفت ضعفه ... وقوته ...( لم تكن سهلاً ... وما أروع الصعب ...)
أنجبت التوأم ( يزن و ياسمين ) ....كان نمطهم الغربي كفيل بجنون أبيهم... فهما يعوما على سطح الماء...
والشرقي يجدف بـ كلتا يديه ... ليبقى معهما دون غرق
فاختلافهم ... أدى لتمازجهم... لم ينصهر أحدٌ منهم للأخر... كلاً ظل على بريقه...
لإلتقاء الشرق والغرب ... طعم راقي ...مشاعر رائعة ... أيام جميلة ...علاقة جذابة ومغرية ... تمازج سحري بين كلاهما ...

تمت...


مع حبي ...أتمنى أن تروق لكن ...
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

هيلين

New member
معلومات هيلين
إنضم
15 ديسمبر 2008
المشاركات
1,023
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وعصفت بي رياح الشرق..!

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
هأنا معكم من جديد.. أخط لكم قصة جديدة..
و لكن هذه المره..هي قصة أستلهمتها من قصة واقعية..
و سمحت لمخيلتي ان تنسج التفاصيل كيف تشاء..
فادعوا العلي القدير ان تلقى إستحسانكم..

وعصفت بي رياح الشرق......
تبعثرت خصال شعرها الفضية..على الطاولة..
وهي تلقي بثقل رأسها على صدرها.....
على الرغم..من إنها قطعة خشبيه..إلا إنها كانت حنونه..
أحن من قلب ذاك المارد الشرقي الذي أفنت سني عمرها..
تفرك ظهر إبريقه بيد من عطف..
غرست أصابعها في شعرها..و أبعدته ببطئ عن وجهها الجميل..
الذي رسمت على صفحته..... أنامل الزمان....
تستمع بأذن مشوشة..لضحكات صغار أخيها المنبعثة من الحديقة..
يقهرون النضج بطفولتهم..و يغيضون العقل ببرائتهم..
هي تلك ذات الضحكات التي تستفيق على أصدائها ليلاً..
و تتلفت برعب من حولها..تبحث عن ذاك الطفل الضاحك..
لتحاسبه حساباً عسيراً..على راحة لها سلبت..!
اسندت ظهرها المحني على المقعد..
و نظرت في اللاشيء لدقائق..حتى أخذت عجلة شريط حياتها
تدور كفيلمٌ سينمائي يعرض أمامها للمرة المليون..

هاهي تقف خجلى..أمام ذلك المارد الضخم..الذي تلمح إبتسامته
الوقور مرسومة على شفتيه..من بين ثنايات
طرحتها البيضاء.. عادت ببصرها للأرض بوجل..
عانق وجهها ضوءاً واضح..ينبأها بإبعاد الطرحة عن وجهها..
تلك اللحظة لكم تمنتها..
حتى تقرأ تأثيرها على وجه "فلاح"..لكنها للأسف.. بخجلها أضاعتها..
و لم تلحق إلا ببقايا الآثار..
أرتعد جسدها النحيل على إثر رعشة لقاء الأعين لاول مرة..
كاد قلبها يخترق صدرها..ليرتمي في حضن فارسها الأسطوري..
جلست " مرام " على مقعدها في الكوشة.. وجلس بجانبها "فلاح"..
انشغلت مرام بمصارعة خجلها..لتسرق نظرات خاطفه متقطعة على
وجه شريك حياتها..
الذي بدى متحجراً كالتمثال ..عيناه مغروستان بالأرض..تتخلهما
نظرات سريعة على من حوله بثبات..و بجدية واضحة
ثم يبعدهما إلى مكانهما..في حين "مرام" لم يكن لها مكاناً بين تلك النظرات..
كادت مرام أن ينسفها الإحباط من تجاهل فلاح لوجودها..
لكنها طردت الفكرة من ذهنها بسرعة.. و رددت في نفسها:
" لا يجب أن يشوب ليلتي المميزة هذه أي منغص..حتى و إن فر منها العريس!"
على الرغم من جسد مرام النحيل..ووجهها الجميل و منظرها الطفولي..
إلا إنها كانت ناضجة جداً..
و قوية..لدرجة إن أختها ما تفتئ تعيرها بقسوة القلب..
في حين إنها تنزعج من ذلك النعت.. فهي رقيقة جداً و حساسه..
و لكنها تصر على إن للمشاعر وقت وزمان..
أنتبهت من شرودها على حركة فلاح بجانبها..
وهو يومئ برأسه إلى والدته للنهوض..بعدما..
ألقى نظرة على ساعته الفضية..المطوقة لمعصمة..
نهض عن المقعد.. وما ان استوى واقفاً ..حتى وقفت "مرام" بسرعة
قبل ان يلتفت إليها..
و على شفتاها إبتسامه عريضة للحضور.. و كإنها ملكة تحيي شعبها !

طوال الطريق المؤدية للمنزل..إنشغل فلاح بالحديث مع "أحمد"أخ مرام
بينما مرام لم يكن لوجودها اهميه تذكر في هذا اللقاء..
كان حديثه هادئاً..وقوراً..و كأنه يلقي "خطبة " على أحد المنابر..
إبتسمت مرام بينها وبين نفسها..
و تأملت وجهه الرجولي خلسةً..و تسألت..لو كانت سمعت صوته قبلاً..
فهل كانت ستعطيه سنينه الثلاثين أم إنها ستجزل عليه بالعطاء في العمر!
توقفت السيارة أمام مدخل أحد المنازل وترجل منها فلاح بينما فتح أحمد لمرام
باب السيارة..و ساعدها على النزول..
ودع أحمد أخته..و أوصى فلاح بمرام خيراً..ثم مضى في طريقه..
وعندها فقط..وجه فلاح خطابه لمرام
بإبتسامته الهادئة قائلاً.. تفضلي.. نوري بيتك !



مضت ثلاثة أشهر على زواج مرام من فلاح.. و في تلك الأشهر..
لم تذق طعم العسل..
كان فلاح في أغلب وقته صامت.. وقته مقسوم بين العمل والبرامج الوثائقية..
و إرتشاف متمهل للقهوة مع مطالعة الجريدة..
و الحورات التي تجاهد مرام لفتحها.. تنتهي بنصيحة من " المعلم" للتلميذ..
لم تحبذ مرام تلك العيشة..و ليست هي تلك الحياة التي كانت تحلم بها..
ليس إنتقاد تصرفاتها.. وتوجيه النصح لها من ضمن بنود أحلامها..
كانت تحلم بزوج ..يعجب بها..و يبهر بها..و ينتبه لأدق تفاصيلها..
حتى و إن غيرت لون أحمر شفاهها..
بينما فلاح تشك في إنه يرآها أصلاً..فكل ما يراه.. تلك النقطة الصفراء العالقة
على طرف ثوبه..
و يلمح الدقائق التي تأخرت بها عن وضع العشاء..
في حين لحظات مرام الرومانسية مع فلاح تتجلى بإبتسامة هادئة...
و نظره عميقة تشعر بمعناها و لكن الترجمة تظل مفقودة..
ليالي مرام مؤرقة..و أفكارها متضاربه..حوار حفظته عن ظهر قلب مع نفسها..
و لكنها لا تزال تعيدة ليلة بعد أخرى..
ماذا؟
أهذه حياتي..؟
أهكذا سأمضي بقية أيامي.. مجندة في معسكر.. و علي أن أنفذ واجباتي بدقة..
أهكذا سأبقى.. أتسابق مع عقارب الساعة..حتى لا أرى إنعقاد حاجبيه..
أو لا أسمع موعظة..تصغرني في قدر نفسي..ما هكذا يجب لي أن أعيش..!
و لا هكذا يجب ان يقدر لي!!
يجب ان أضع حداً لكل تلك المهزلة.. و إن كلفني هذا الأمر "ورقة الطلاق"!

صباح اليوم التالي تمردت مرام.. و غرست وجهها في الوسادة..
حتى تجبر نفسها على عدم النهوض..في حين صوت منبه فلاح يرن بجنون..
نهض فلاح من فراشة..و ألقى نظرة سريعة على مرام ..
تبادر إلى ذهنه إنها لم تقوى على النهوض بسبب سهرها المعتاد..
تمتم مع نفسه:
"عليها أن تتخلص من تلك العادة السيئة..!"
أيقظ فلاح مرام ..بينما تململت مرام في الفراش و لم تجبه..
دخل فلاح ليستحم..على أمل إنه سيخرج ليرى مرام تنتظره
بإبتسامة مشرقة كإشراق الصباح..
و أدخنه كوب الحليب الساخنه تتصاعد.. مشوبة نقاء منظر أرغفة الخبز من خلفه..!
تصنعت مرام النوم.. في حين إن النوم جافى جفناها..
فهي تعلم أي الجرائر تقترف..و أي العواقب تترقب!
خرج فلاح من الحمام..و ما أن رأى مرام على الفراش حتى عقد حاجبيه..
ونادى بصوتٍ جهور:
"مرام..ألازلتِ نائمة..........؟! إنهضي بسرعة..و اعدي لي شراباً ساخناً..
لا تأخريني!"
نظرت مرام إلى فلاح بعين شبه مفتوحة..و قالت:
"أعده أنت بنفسك.....!"
صمت فلاح..بينما عيناه الغاضبتان تنطقان بأقسى الكلااام..
و طفق خارجاً.. يضرب الأرض بخطواتٍ من حديد..

عاد فلاح من العمل..عابساً..صامتاً..يصدر تأففات متقطعة..
في حين مرام تعمدت ان تاخر موعد الغذاء نصف ساعه..
بينما فلاح ..لا زال صامداً..و لم يعلق هذه المرة بكلمه !
إنتهى الغذاء.. وفلاح ..لا زال صامتاً.. لكن عيناه تكاد تفور بركاناً..
إستسلمت مرام أخيراً..و بدأت بالنقاش..
مرام بثبات:
فلاح..بإستثناء يومنا هذا..هل قصرت معك في شيء؟!
صالح بإقتضاب و عقود حاجبياه ينطقان قبل لسانه:
لا........
مرام..
و اليوم.. هل تشعر بإختلافه عن سائر الأيام التي مضت؟!
فلاح بصبر نافذ:
ما رأيك أنتِ؟
مرام :
خذني بحلمك يا فلاح..و اجبني..
هل تشعر بإختلاف يومك هذا عن سائر الأيام التي مضت؟
فلاح..
طبعاً ..نعم
مرام بقوة و آلم..
إذا لماذا يومي هذا و أيامي الماضية معك سواء؟!
لماذا..مكافأتك لي عند الرضا.. كعقابك لي عند السخط؟!
غصت مرام بدمعه حبيسة.. بينما فُكت عقدة حاجبا فلاح..و ظل ينظر لها بصمت..
تمالكت مرام نفسها و أكملت من جديد..
أنا أعتذر عن ما بدر مني هذا اليوم.. و اعيّ حقيقة إنزعاجك من تصرفي..
وهذا حقك..
و لكن..
أليس من حقي ان أنزعج من تصرفات تجرحني.. وتهمشني!
أين انا من جدولك المحسوب بالثانيه..أين الدقائق التي هي من حقي؟!
نظر فلاح بتأثر لمرام..و قال بهدوء..
كيف تتهميني بكل ذلك..فأنا معك في كل الدقائق التي أقضيها في المنزل..
أجابت مرام ..
بل انا التي معك في كل الدقائق التي تقضيها في المنزل..بينما انت..
مع برنامجك الوثائقي.. ومع البقعة الصفراء التي لم أحسن إزالتها..!
أنت مع كل شي عداي!
ظل فلاح صامتاً..يستمع بصمت مطبق..
بينما مرام ..تتابع
كنت لك يا فلاح خير زوجة.. و ان قصرت في أمور ..فهو تقصير غير مقصود..
فأنا لست مثلك يا فلاح.. والدقائق لا تعني لي الشيء الكثير..
و لا يهمني أن طويت ملابسي أم صنعت بها كرة و ألقيت بها في الدولاب..
ما دامت ستكوى في الأخير!
لكني جاهدت لتسير الأمور كما تشتهي..حرصاً مني على راحتك..
و للأسف فقدت بها راحتي!
هذه شكواي يا فلاح.. فهل تدرك ما اعني ..أم إن عليّ أن أعيد؟!
لم ينطق فلاح بكلمة تذكر..
غير إنه نهض من مكانه..و ضمها إلى صدره بقوة..



يتبع..
 

هيلين

New member
معلومات هيلين
إنضم
15 ديسمبر 2008
المشاركات
1,023
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وعصفت بي رياح الشرق..!

مضت أيام فلاح ومرام سلسة..و جميلة..
لم يتغير بها الكثير "فالطبع يغلب التطبع"..
و لكن هناك بوادر تحسن..
مرام لا زالت تتأخر في موعد الغذاء..و لازال فلاح يتصبر..
و فلاح لا زال صامتاً ما دام لا يوجد سبباً للكلام!
و يتحول إلى محقق..ما أن تزور مرام أقاربها او تتصل بهم!
كان يسأل بفضول أولاً.. و ليشعر مرام بإهتمامه بها ثانياً..
حتى إن مرام دائماً ما تشاكسه و تقول مازحة:
" توقيت الكلام لديك متضارب.. عندما أنتظر منك كلمة تصمت..
وعندما أريدك أن تصمت تتحدث..أرجووووك..أضبط التوقيت! "
كان فلاح يبتسم..و في أحيان إن لم تكن أذنا مرام تخونها..
فهي تسمع قهقهات هادئة تصدر من حنجرته..
أحبته بصدق.. و عشقت رجولته..أدمنت دقته.. وتكيفت معها..
في حين عشق فلاح قوة مرام.. و حيويتها.. و تقبل على مضض عشوائيتها..!
أدمن كل منهما الاخر.. وعزفا معاً..لحناً..شمالياً..شرقياً..!
و تحديا الصعاب.. ليغدو عزفهما اعذب الألحان..
و لكن..
لم تكن الصعاب كلها سهلة..فهناك صخرة تقبع في طريقهما.. ترفض أن تتزحزح..

السنوات تجر السنوات..
و مرام و فلاح.. وحيدان..
و محاولتهما المستمرة للإنجاب ما تفتأ تبوء بالفشل..!
كانت تلك المشكلة تؤرق مرام.. لكنها بالنسبة لفلاح..
عقبة دخيلة..لم تكن من ضمن حساباته..ولا من مخطاطاته..
لا زال ذكرى تلك الليلة أليمة..
تلك الليلة التي أرقت فلاح..و حرمت جفناه النوم..
بل وتغيب عن عمله بسببها..............
أستيقظت مرام على صوت حركة فلاح في الغرفة..
و فتحت عيناها بتثاقل..
نظرت لفلاح و قالت:
خير إن شاء الله..أهناك خطبٌ ما؟!
نظرفلاح إليها مطولاً.. وعيناه تهذيان بثرثرات لم تفقه منها مرام حرفاً..
إنها المرة الاولى من سنين طوال تعجز مرام عن فهم طلاسمه..
قال..
خير إن شاء الله..
أغسلي وجهك ووافيني للصالة..أود أن أحدثك على أمراً ما!
قبض قلب مرام في صدرها.. و قفزت من فورها لتغسل وجهها حيثما اتفق..
و عادت إلى فلاح مسرعة..
خير إن شاء الله..
صمت فلاح..يقلب الأفكار في ذهنه..و بعد إنتظار مرير..أجاب:
بالأمس كنت في عيادة الطبيب..و حصلت على نتائج التحاليل..
ظلت مرام تلوذ بالصمت..لكن يدها التي أرتفعت إلى صدرها..تفسر وضعها..
و قالت..و ما هي النتيجة؟!
قال فلاح..بهدوء كسير و مؤلم..
الحمد لله أنتِ سليمة.. ولكن..
أنا اعاني من نقص في عدد الحيوانات المنوية..وفرص الإنجاب بالنسبة لي
ضعيفة جداً..
شعرت مرام أن الأرض لا تهدأ من تحت قدميها..لكنها حاولت الثبات ..
حتى تتمكن من إنتشال حبيبها فلاح من آلمه..
قالت:
حبيبي فلاح..تلك مشيئة الله و لا أعتراض على حكمه..
الحمدلله على كل حال..
أجابها فلاح..
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه..
مرام..بما إنك على علم بالمشكلة التي أمر فيها..
فأنا أود أن أترك لك حرية القرار في ..........
في البقاء معي..أو إكمال حياتك مع شخص أخر..يعوضك عما حرمتك منه..!
عند هذه الجملة فقط.. خارت قوى مرام.. و ألقت بجسدها على المقعد..
عله يعينها على الثبات..
لكنها لم تثبت..أندفع فلاح إليها..
يمسك بذراعها.. ويسألها هل أنت بخير؟
طفرت من عينها دمعه..وهي تقول:
أتريدني أن أتركك..و تسألني أن كنت بخير؟!
بدى وجه فلاح متألماً جداً..و عيناه متعلقه بعيني عشقه مرام..
و قال..هذا من أجلك عزيزتي..
قاطعته مرام بسرعة:
من أجلي ان اكون بجانبك.. و إن كان ثمن بقائي معك أمومتي..
أتعي من هو أنت بالنسبة لي ؟!
أنت فـــــــــــــــــ.....لاح
ترقرت في عيني فلاح دمعة..
دمعة أسعدت مرام.. و آلمتها في آناً معاً..
لكنها لم تشأ ان تتجرا تلك الدمعة على ملامسة خدي حبها فلاح
قالت مازحة..
أريد ان اكون بقربك عندما تشيخ..أريد ان أعد معك أضراسك الباقيه في فمك..!
أريد أن أعايرك بالشيب و إن كان وقارُ!
ضحك فلاح..ضحك لاول مرة بصوتٍ مسموع..قهقات دغدغت قلب مرام..
فضحكت على إثرها..
بينما الدمعة لازالت تبرق في مقلتي فلاح..

العمر يمضي.. يمضي دونما تمهل..و حلم فلاح في الإنجاب متحطم..
بينما أمال مرام..تتجدد..
دعواتها.. صلواتها للعلي القدير..تعطيها جرعات كبيره من الأمل..
و ثقتها بالله العلي القدير تجعلها تردد على مسامع فلاح:
"لا معجز على قدرة الله!"
مرت سنوات جديدة كغيرها..و روتين حياة مرام ممل قاتل..لكنها أعتادته..
و أصبحت تنجز مهامها بآليه تامه..
وحدتها في المنزل تشعرها بالموت.. ومنزلها الباهت يذكرها بالقبر..
لا زالت عيناها تتعلق بأطفال الحي..رغماً عنها في الطرقات..
و تشيح بنظرها بسرعة حتى لا يتنبه فلاح للهفتها عليهم..
في حين فلاح كانت عيناه ترصدان مرام..
ويراقب احداقها المتعلقة بكل طفلٍ تراه..
و يكتم ألمه في صدره.. ويشخص بعينه للسماء..
راجياً الله العلي القدير ان يرزقهم..

في أحد الأيام الرتيبة دخل فلاح على مرام في المنزل.. وبيده صحيفة..
و على شفتاه إبتسامة عريضة..
فتح الصحيفة على أحدى الصفحات.. و قدمها لمرام..
قرات مرام المقال.. و ضحكت من أعماقها وهي تقول..
كنت على يقين ان الله سيكون معنا يا فلاح...
ألم أقل لك؟
قال فلاح الحمدلله..
قالت مرام..
دعنا لا نهدر وقتاً...
عجل بإتخاذ الإجراءات اللازمة.. ودعنا نغادر البلاد فوراً
قال فلاح و إبتسامته على شفتيه..
رويدك..رويدك يا مرام..
دعيني أنظر في الأمر أولاً..و أرتب أوضاعنا قبل السفر..
قالت مرام بصبر نافذ..
ما الذي سترتبه يا فلاح..؟!
كل ما نحتاجه هو حقيبة ملابسنا.. و تقاريرنا الصحية..
لا أجد ذلك يستحق الترتيب و التنسيق..
فرك فلاح جبينه بكفه..وهو يقول:
مرام أرجوك..لا تعجليني..أنت بذلك تشتتي تفكيري..
دعيني أخطط للأمر برويه
قالت مرام..
أمري لله..خطط و رتب..و لكن أرجوك حاول أن تسرع في تخطيطك..
نظر فلاح إلى مرام بعين محذرة..فهمتها مرام فوراً...فقالت مسرعة...
حسناً..حسناً...خذ وقتك..ولا تتعجل..!

يتبع..
 

هيلين

New member
معلومات هيلين
إنضم
15 ديسمبر 2008
المشاركات
1,023
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وعصفت بي رياح الشرق..!

مضى على وجود مرام وفلاح في الغربة أسبوعان..
قضيا معظمة في المستشفى..ما بين تحاليل و فحوصات.. وعينات..
و هذا الصباح..هو صباح حاسم..ففيه سيحدد مصيرهما معاً..
جلس فلاح في غرفة الإنتظار..بينما كانت مرام تقطع الغرفة جيئة و ذهابا..
وذهنها شارد..
أقبلت الممرضة..تنادي بإسمه..فنظر لمرام و كأنه يستمد منها القوة..
تبسمت مرام.. و أقبلت نحوه..
أحكمت قبضتها في كفه.. و توجها معاً إلى الطبيب الذي كان ينتظرهما..

جلس فلاح على الكرسي..يتناقل بناظريه ما بين زوجته و الطبيب..
و أبتسم الطبيب أخيراً..بإبتسامة..شرحت صدر فلاح .. و جعلته يخمن النتائج..
اتسعت شفتا فلاح.. و برقت عينا مرام بسعادة..كانت تود لو
تطوق ذراعيها على عنقه..و ترمي برأسها على كتفه..
و لكن.. بقيت رغبتها تلك ..أمنيه ..عزمت على تحقيقها أجلا.عندما
يلفهما السكون معا..بلا دخلاء..
قال الطبيب..
بناءاً على نتائج تحليلاتك..فالعمليه.. بلا أدنى شك ستثمر إن شاء الله..و لكن...
تجمدت البسمات على شفاه الزوجين المحبين..و هما يترقبا سهم اللكن..
الذي مزق روعة لحظتهما..
اكمل الطبيب..
لكن..أودت أن أتأكد من عمرك أخت مرام........أهو 47 عاماً..؟
أزدردت مرام ريقة واجابت..
بل 46 عاماً..
يبدو ان تلك السنه الفارقة لم تشكل اهميه للطبيب الذي بدا على وجهه
الإستياء ..وقال:
للأسف .. عملية أطفال الأنابيب تستلزم عمر صغير للزوجة..
وعمرك أخت مرام في هذه الحاله يعد..كبيراً
أخذ قلب مرام بالخفقان وتسألت ..
لما..؟
أنا لا اعاني من أي مشاكل..و عمري لم يصل بعد لسن اليأس..!
أجاب الطبيب..نعم..معك حق..
لكن هذه العمليه مع عمرك.. نسبة نجاحها ضعيفة جداً..!
فالمبيض في هذه السن يصبح ضعيفا، وأيضا البويضات فقد
تكون مصابة بتشوهات لذلك نركز كثيرا على عامل السن للزوجة عند إجراء التخصيب الخارجي..
صمتت مرام..و أخفضت رأسها بحزن شديد..بينما فلاح لازال يترنح
من وقع هذه المشكلة عليه..
ساد السكون المكتب..و طال مسلسله..حتى نطقت مرام ووضعت نقطة النهاية..
أنا مستعدة للمجازفة..!
نظر فلاح لها و أعقب الطبيب:
أختي انا لا أنصحك..فنتائج نجاحها شبه معدومة..
أجابت مرام بعناد لا يعرفه إلا من عاشرها..و أعادت :
أنا مستعدة..لا عسير على رب العالمين..!
همس فلاح في حنو..
مرام..لا تخاطري بنفسك ارجوكِ..!
الأمر لا يستحق هذا العنــاء
قالت مرام..
لا تخدع نفسك يا فلاح..بل يستحق..
قال فلاح..
و لــــكن...
قاطعته مرام... فلاح ..حسم الأمر!
و أستسلم فلاح لرغبة مرام..عندما لمعت عينا مرام بدمعة ..
و بات امر تجربة الإخصاب لبويضة مرام فرضاً..
وليس إختياري..

أجرى الطبيب عملية الإخصاب على بويضة مرام..مرة وثلاث.. واربع..
وفي كل مرة تبوء التجربة بالفشل..
و لا تجني منها مرام فائدة غير التعب و الذبول..
و في أخر مرة كان نزيفها حاداً ..حاداً ..جداًً..أستدعى بقائها
تحت الملاحظة الطبيه..!
لكنها لا زالت تصر..على المحاولة من جديد..لكن فلاح نفذ صبره..
وقال بحزم لمرام..
لن أسمح لك بتجربة جديدة..!
يكفي ما أصابك.. ودعينا نعود للبلاد!
قالت مرام بصوت متهدرج..ولكن..!
قاطعها فلاح قائلاً..
من غير لكن.. لا أريد ان اعود بك جثه هامدة !
منذ البدء و نحن على علم..أن تلك المغامرة لا طائل منها..
و رضخت للأمر من أجلك..و هأنا أنهيه من أجلك أيضاً..
صمتت مرام..بينما تبعثرت دموعها على خديها بصمت...

عادت مرام مع فلاح مرغمة.. وذبول جسدها هو ما حصدته من رحلتها العلاجيه..
في حين فلاح بدا شارداً..يفكر و يفكر فقط..
صمته بات سياطاً موجعه.. تجلد مرام بصمت!
تكتم أهاتها عنه...و في صدرها صرخات موجعه..!
أصبحت خجلى من حبيبها..شح كلامها.. و فقدت شهيتها..
بينما أصبح هو ساهماً..بعيداً عنها!
لم يعد فلاح..كما كان ..
جافاها حتى في الفراش..و إبتسامته شاحبه..
شحوب الموت..
تتلمس حنوه عليها تارة..و بروده معها تارة أخرى..
كانت تعلم إنه جريح.. و إبتعاده في سبيل مداواة جراحة..
لكنها لم تتوقع ذاك الترياق الذي أختاره لجراحه..
دخل فلاح على مرام ذات ليله في الغرفة..في حين مرام كانت مستلقية..
و على وجهه ترتسم ملامح الجد و التردد..ولكنه قال حازماً:
مرام.. لقد فكرت بحل لتلك المشكلة.. وتوصلت إلى أن حلها الوحيد هو..........
صمت قليلاً..و كإنه يستحث تلك الجملة لتعلن عن نفسها..و عاد يكمل..
هو.................أن أتزوج من جديد!
فغرت مرام فاهها.. و لاذت بصمت مرير.. و لم تجبه..
انتظر فلاح أن تجيبه.. وقلبه يعتصر في صدره..و أكمل..
ما رأيك؟
لازالت مرام مذهوله من حل فلاح..ومصدومة.. و لكنها قالت:
ما دمت قد أجريت حساباتك..وقررت.. فلا رأي لي في حياتك بعد!
قال فلاح مستبشراً:
ايعني انك موافقه؟....
حبيبتي مرام..كنت أعلم أنك لن ترضين لي إلا كل ما هو خير..
شكراً..شكراً..عزيزتي ..و تأكدي إنك لن ترين مني إلا كل عدل وحب..
لن يتغير في حياتنا شي..
صدقيني..!
أجابت ببرود..يصاحبه رجفة في جسدها النحيل..و على شفتيها إبتسامة كسيرة..
نعم..لن ارى منك شي..!
اسمعني يا فلاح جيداً..
إنها حياتك..و أنت حر في أختيار مصيرك فيها و...............
تنهدت مرام بصوت مرتجف...
و أنا لي الحق في إختيار مصير حياتي..!
عقد فلاح حاجبيه و سألها بصوت ضعيف..
ماذا تعنين؟
أجابت مرام بثبات..
أضعت على نفسي فرصة الإختيار الصحيح عندما عرضت علي ان اختار
حياتي معك أم مع غيرك..و اخترتك انت!
لكن هذه المرة لن أضيع الفرصة...
فمن هو مثلك..لا يعي معنى الحب.. ولا التضحيه..!
و الأنا في عينه ..تعميه عن رؤية من حوله..
قال فلاح..
أبعد هذا العمر..تطلبين الفراق..
ما بقي من العمر ليس كما مضى..
دعينا ننهي مشوارنا الذي بدأناه معاً..
قالت مرام بألم..لا يخفيه إصفرارها:
لأنه لم يبقى من العمر..الشيء الكثير..
أطلب منك ان تدعني أقضيه كما أشتهي..
قال فلاح بتأثر..
عزيزتي..قدري وضعي..أنا بحاجة للأطفال.. و شغفي لهم لا يهدأ..
كنت أحسبك تفهمينني..فحبي لك..لا يتعارض مع رغبتي في أن أكون أباً..
هذا منفذي الوحيد..أرجوك.. لا تعاقبيني على حلمي في أن أكون أباً..
صرخت مرام في وجه فلاح قائلة..
أنا لا أعاقبك على حلمك.. لكن أعاقب نفسي على تخليها عن حلمها..
أعاقب نفسي على تضحياتي لك..في حين إنك..لا زلت تلهث وراء أحلامك...
بكت مرام..بكت بحرقة..وأقترب منها فلاح..و أبعدته عنها و هي تقول:
إبتعد عني...
لا تضع يدك علي..فكل ما تضع عليه يداك تسلبه..
وضعت يدك على شبابي و نضارتي ..فسلبتها
وضعت يدك على حلمي وأمومتي..فسلبتها..
وضعت يدك على صحتي و عافيتي فسلبتها..
وضعت يدك على قلبي و روحي..فسلبتها..
فدع لي ما تبقى من جسدي.. أستند عليه في عمري الباقي..
دعني ابتعد عن طريقك بسلاااام..

و مضت مرام تشق طريقها..بعيداً..عن حب حياتها فلاح
أنفصلت لحمة الحياة التي جمعتهما...و أنهيا معركتهما فيها
و غادر كل منهما بغنائمة............
فلاح بغصة..و زوجة جديدة وشابة.. أجرت العمليه .. و أهدته إبنان رائعان..
إبن أسماه خالد..و أخر اسماه سعود
و غادرت مرام..
بغصة..وجسد منهوك..وشباب ذابل..و أهدتها الحياة سهمان موجعان..
سهم حب ضائع...و حلمٌ ضائع ومسلوووب...........

النهــــــاية..

رابط القصة والردود..

 
معلومات دموع الحراير
إنضم
25 مارس 2008
المشاركات
408
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

رومانسيات شرقية


(((بين رتابة الشرق... والشرقيات الحالمة)))




الشرق بهدوئه الجميل... بروعة إشراقته البهية... بأصالة الطبيعة النقية... بالحكمة فيه... خجله الليلكي... حبه النرجسي... أناقته المتزنة... وعقله الحكيم ... تقدير متزن لكل المكاييل...


فهل يلتقي الشرق بالشرق ويصنع شروقا مبدعا فيغلب كل الموازين ويغير كل المقادير!!.. ويعيد تصنيف الحياة لتزهر بلون ممزوج بكل الألوان؟؟؟ وتعزف به الأهازيج والألحان؟؟؟


أو يصطدم الشرق ببعضه البعض فيخلق الفوارق من نقاط التواصل!!.. فتنقلب الحياة سرمدية بلونها القاتم المشؤوم؟؟؟ وبقرع طبولها المذموم؟؟؟

أم يكون كما يجب أن يكون... لا مخاطرة ولا تغيير... فالميزان هو الميزان والمكاييل وضعت وحددت... والأمر قد حسب وقدر.... فالشرق هو الشرق؟؟؟




"محمد" رجل شرقي... تسير حياته بخطى ثابته... لا جديد ولا مخاطرة بالتغيير... عدم التفكير به هو الأفضل لأن التغيير يولد المغامرات بحلوها ومرها... فالشرقي أبعد ما يكون عن هذا... لدرجة أن محمد بشرقيته لم يخاطر في الزواج... واتخذ شرقية رفيقة دربه بدلا من الأخريات... حتى لا يخل بالتوازن الذي صنعه في حياته ككل... فهي كما يجب أن تكون... فها هي هند تتنافس بشرقيتها مع محمد....



لقد تزوج محمد من هند بزواج تقليدي... وكلا الطرفين راضي بما كان... لم يحب السفر ولم يكن عندها اعتراض... قضوا شهر عسلهما أو بالأحرى أول أسبوعين فقط... بالتجول في مدن الدولة... يمشيان بجانب بعضهما والحديث بينهما مقتضب... لا تلامس.. لا إظهار للحب..لا رومانسية تذكر... ولا حتى نظرات ساخنه... إذا تلاقت عيناهما بالخطأ... أشاحا بعينيهما بعيدا إلى الأفق...

كلاهما لهما أحاسيس مرهفة... ومشاعر مكتومة... وقلب رقيق... وروح عطوفة... إلا أن أصعب ما في الحياة بالنسبة لهما التعبير عما يجول بداخلهما... بل التعبير برومانسية وبحبهما للآخر باعتقادهما يقتصر على القيام بواجباتهما على أكمل وجه...

انتهى شهر العسل القصير وهما على هذا الوضع... الكل يقوم بدوره... لا ضرر ولا ضرار... ويومياتهم متماثلة... والروتين سيد المواقف... الرتابه تقف على رأسيهما... والحياة مملة بكل المقاييس...


ترن ساعة المنبه معلنه عن بداية يوم جديد....
محمد وهند يستيقظان في نفس الوقت...

هند: صباح الخير
محمد: صباح النور

يقومان من الفراش...
تذهب هند – بملابسها القطنية المريحة- إلى المطبخ تعد طعام الإفطار... بينما يقوم محمد بالاستحمام وارتداء ملابسه متهيئا للذهاب إلى العمل... (وهو أول يوم عمل له بعد زواجه)...
يجلسان بصمت على المائدة... تضع الفطور في صحنه وتسكب الشاي بالحليب في كوبه.... يتناول محمد إفطاره بهدوء... وعند إنهائه لفطوره... يسأل هند؟!!

محمد: أنا طالع الحين... بروح الدوام محتاجه شئ؟!.
هند: لأ.. ما أحتاج شئ
محمد: أشوفج الظهر
هند: إنشاء الله _ مودعه له عند باب المنزل-... الله يحفظك.. مع السلامة

(يخرج محمد من البيت... ويركب سيارته)... يفكر متنهدا... اتمنى محد يكون خرب شئ في مكتبي... ولا ضيع أوراقي... الله يعين بعد هالعطلة كم بيكون الشغل متراكم وغير مرتب!!!
(بعد برهة من الزمن يصل محمد الدوام في موعده المحدد)...


فيصل (رفيق محمد وصاحبه في المكتب يستقبله عند وصوله)

فيصل: مرحبا الساع... مرحبا مليون ولا يسدن... هلا بالمعرس... من طول الغيبة جاب الغنايم... يبتلي شئ معاك؟؟؟!!! (ممازحا لمحمد)

محمد: هلا بفيصل والله... أخبارك وشو العلوم عندك؟!
فيصل: بخير سرك الحال..

محمد: والله اسمحلي عاد... ما رحنا بعيد... كله نحوط فالبلاد... عشان جذيه ما يبتلك شئ...

فيصل (مبتسما): عادي يا ريال كنت أمزح معاك...
عاد خبرني عن سوالف شهرك هههههه... شو سويت... وين رحت... ووين ييت...

محمد: كل شئ تمام...

فيصل: يا خوفي من هالتمام... ليكون كل شيء على الصراط المستقيم..
الله يعينها... شكلك حقرتها... لا قلت لها أااا........

يقاطعه محمد: وبعدين وياك... يوز عن هالسوالف

فيصل: خلاص إنزين يا الجدي... بس أقول شو رايك نجتمع يوم الخميس مع الربع... وتسلم عليهم مره وحدة... وتقضي وقت غير..

محمد: شوعليه... مرة تم...

(يقوم محمد بتنظيم وترتيب ملفاته كالعاده... قبل البدء بالعمل... ويترك مساحة من الطاولة لوضع الملفات التي تم إنهائها...) يعمل محمد إلى نهاية الدوام... بينما صاحبه فيصل الجنوبي يقوم بالدوران على المكاتب... محادثا هذا ومداعبا ذاك... ومن ثم يجلس قليلا في مكتبه... ويعيد دورته مرة أخرى ومثلما يقول لمحمد دائما (الحياة حلوة)....





"هند وفي أثناء تنظيفها وترتيبها للمنزل تسمع رنين الهاتف"



هند: ألو مرحبا
رهف: مرحبا مليون بالعروس... أخبارج يا الدبه "مداعبه هند"؟
هند الحمدالله بخير... وإنتي أخبارج؟

رهف: طيبه دامج طيبه... وين أيامج... حي اللي سمع هالصوت...
هند: شو أسوي... مشغولة بترتيب هالبيت... تعرفين... محمد يحب كل شئ مرتب...

رهف: حشا ما عندج شغله غير الترتيب... يا ميه ريحي شوي... خذي ريلكسيشن... توج عروس... ما مدالج إلا ودخلتي في الحياة جد... ما علينا
عاد خبرينا السوالف "ضاحكة"...
هند: شو أخبرج.... عاااااااااادي... كل شئ عادي...

رهف "مستهجنه من رد هند": بسم الله عليج... شو اللي عادي؟!!!
هند: أتخبرج مب عيب عليج تسألين الناس عن شو اللي صار من بينهم؟؟

رهف: يالله منج... ما قلت شئ... يعني خبرتج بعض الاشياء قبل العرس "تحيدين"... لأني أعرف أنج تستحين... وغير جذيه ما كنت تعرفين أشياء وايد عن العرس... عاد أسأل عن العلوم... طبقتي شئ "ساخره"؟؟؟

هند: بصراحة... لأ؟؟؟

رهف تشهق: وييييييييه ليييش يا الدبه...
هند: ما قدرت... استحيت... وبعدين هو ما يساعد بصراحة أكون مرتاحة... أخاف أغلط ويعصب علي...

رهف: أقولج شئ... شو رايج أجي نهاية الأسبوع عندج البيت وتخبريني سوالفج البارده... إلا أبا أعرف كل شئ...

هند: خلاص بشوفه... وبرد عليج...
رهف: أوكيه لا تتأخرين بالرد... يالله مع السلامه
هند: مع السلامة

(تقفل سماعة الهاتف.. وتكمل ترتيب المنزل....)


بعد برهة من الزمن...يعود محمد إلى بيته... تستقبله زوجته هند عند الباب...

محمد: السلام عليكم
هند: هلا.. وعليكم السلام

محمد: الغداء زاهب
هند: أكيد... روح بدل ملابسك... وبتحصل الغداء عالسفرة...

(على طاولة الغداء....)


يبدأ الطعام.... وكالعادة لا يحب الكلام على الطعام أو مناقشة المواضيع... وهند تحترم ذلك... وتظل صامته...

"يسود بينهما صمت غريب
وكأن الحياة بينهما لقطات مخفيه
هدوء ما بعده هدوء
والحياة تمشي برويه"

"محمد يحمد الله معلنا عن إنتهائه من طعامه... ويقف ليذهب لغسل يده... ومن ثم لغرفته ليريح رأسه قليلا حتى آذان العصر"


"فترة العصر".... تحضر هند الشاي والقهوة وتضعه على طاولة الحديقة... يجلس محمد ومن ثم هند في حديقة منزلهما... وتسكب هند القهوة ومن ثم الشاي لمحمد...
أكبر متعة لهما هي بالاستمتاع بالهواء العليل الذي يلفح وجهيهما ويداعب خديهما برقته... ورؤيه أوراق الشجر وهي تتراقص بتناغم مع نسمات الهواء الخفيف... وقطرات الماء التي تنهمر برقة على صفحات الورق الخضراء وعلى بتلات الزهور متناغمة مع هدوء وقت ما قبل المغيب.... في هذه الأثناء يهم محمد بالتحدث قائلا...


محمد: اليوم التقيت بربيعي (صديقي) في الشغل... سولفت معاه شوي... والا وشوي قام وعزمني في نهاية هالأسبوع على عشاء.. ووافقت طبعا ما حبيت أرده...وقلت منها اسلم على الربع... ومنها نقضي وقت...

هند: حلو... أممم إنزين ممكن أعزم ربيعيتي (صديقتي) تجيني هنيه البيت؟؟

محمد: أكيد... عشان ما تجلسين بروحج (لوحدك)... ولو ما جت ربيعتج خبريني... بوديج عند أهلج... ولا شو رايج؟؟

هند: شوري من شورك...

مرت هذه الأيام كالعادة متبعة الروتين المعهود... وتتابع الأحداث فيها يكاد لا يختلف فيما بينها... معلنه بنهايتها وصولها لعطلة نهاية الأسبوع النتظرة لكلا الزوجين... فيتحظر كلا الطرفين لاستقبال أصدقائه...

محمد: تراني طالع... فخاطرج شئ؟!!
هند: لأ... ربي يحفظك


يخرج محمد من البيت راكبا سيارته ومتجها لبيت صديقه فيصل... حيث تجمعوا رفاقه جميعا وآخرون لا يعرفهم...
عند باب المجلس يستقبله فيصل وأصدقائه متعاليا هتافهم بالمعرس الجديد...

فيصل: مرحبا الساع بالمعرس... شحالك... ربك بخير...
محمد: هلا بفيصل بخير وسهالة
فيصل: اتفضل...

"يدخل محمد ويسلم على الجميع ويجلس بجانب أصاحبه... وبقربه فيصل"
مضى الوقت فيما بين العشاء والضحك والسوالف وغيرها...

محمد مستمعا للآخرين ومغامراتهم مع البنات... يفكر... هم غير متزوجين... وأنا اللي عندي زوجتي ما دلعتها ولا بكلمة... بس لو يعطوني شوي من جرأتهم....

فيصل يرى محمد مستغرقا بالتفكير: ها وين رحت بأفكارك؟
محمد: ها ماشئ... بس جالس اسمع كلام الشباب ومغامراتهم الطايشة.. الله يصلحهم إنشاء الله...

فيصل: يابوي خلك جرئ شوي؟؟
محمد غاضبا: شو قصدك؟؟؟

فيصل: حشا ما قصدي شئ... أخذ فيصل محمد من يده... وقاله تعال نتمشى بره شوي..
محمد: شو عليه..

فيصل يحاول انتقاء الكلام حتى لا يفهمه محمد خطئا: اللي كنت اقصده من شوي... ان... (يسكت)... اعرف انك شاب ما تحب المغامرات.. لكن أنت الحين عندك زوجة... وإذا تميت مثل الحين... يعني بارد ووو غيره... حياتك بتكون مملة وروتينيه... وفيها رتابه غير شكل... ويمكن هالسبب يقلب حياتك... ويخرب الموازين... وأنت تراك صديقي وما تهون علي...
وأنا ما قلت هالكلام إلا لأني أعزك وحاطنك مثل أخوي...

محمد: فهمت قصدك... بس أنا وهي راضين

فيصل: صدقني الحين راضين... لكن بعدين... كم سنه بتعيش معاها... وإذا ظليت على هالحال... الله يعلم شو بيستوي

محمد: أقولك بصراحة... ما أحس تغير شئ... وأنا ما أعرف كيف أتغير أو أغير من طبعي... كل شئ ممل... أدري ... بس....
(يكمل محمد وفيصل الحديث فيما بينهما )


في حين هنا نرى هند تجلس مع رفيقتها رهف محادثة إياها...

رهف: عاد عطيني تقرير مفصل عن اللي ....
هند مقاطعه لرهف: أي تقرير الله يهداج... ماشئ صار... كل شئ عادي

رهف وهي تقلب في القنوات لتضع قناة خليجية للأغاني: أفففف... ابا أعرف كيف تكلمين زوجج... كيف تتعاملين معاه... شو تلبسين له...
هند: كل اللي بيننا عادي... حياة زوجين عادية...شو تبيني أقولج بعد....

رهف: يعني يوم تنادينه... تقولين له حبيبي... يا بعد عمري... يا قلبي
أمممم تلبسين ملابس مثيرة مثلا... كل يوم بتسريحه... ويعني من هالسوالف...
هند تصمت قليلا: لأ... بصراحة استحي اسوي كل هذا...اسمع البنات واقرا في المنتديات عن حركاتهم مع ازواجهن... بصراجه جريئات وااااايد

رهف حانقه: شو جريئات... هذا زوجج... ترومين تسوين كل شئ معاه....أفففف منج
هند: وإذا هو ما يساعد... ما أقدر أتجرأ وأبدا أنا...

رهف: لازم أعطيج نصايح... وببدالج من البسيط لين ما نوصل للعيار الثقيل "تضحك وتضحك هند معاها"
هند: حشا معركة


رهف: لو حطيتي في بالج أن الحياة الزوجية معركة... بتكون جذيه... وما بتعرفين تتصرفين ولا تتحكمين في الأمور
هند: معاج حق.. هه هاتي اللي عندج خلينا نسمع

رهف: بس تسمعين (تتنهد)... لازم تطبقين اللي بقولج عليه....

(تقاطع مسامعهم أغنيه تحبها رهف كثيرا... مملوؤة بكلمات العشق والغزل... فتعلي على صوت التلفاز...)

رهف: اسمعي وعيشي أيامج... اسمعي الحب كيف يكون... مش مثل ما تظنين... ترتيب وتنظيم.. وحاضر وبس...

هند مستمعه لكلمات الأغنية بتمعن:


الحب خالد وحبـــــي خالد وباقي

للي احبـــه واحب دار ســــكن فيها
شلته فعيني وشلت الحـــب باعماقي
والروح بالـــشوق غنتـــله اغانيها

راقي بذوقه وقلبــه بالـــــوفا راقي
لو وزع الطيب بيـــن الناس يكفيها
ربي متوج وفاه بحــــسن الاخلاقي
واغلى الجـواهر باوصافه يحــليها

لوحه غرامي وزهر الحب باوراقي
تظماه عيني وشوفه بـــــس يسقيها
احمل خفوقي واسافر لـــــه باشواقي
واغلف اجمل مشاعر الحب واهديه

الله يكمل بشوفه فرحــــــــه احداقي
وتقر عينــي بوصل إللي مهنيــها
يا حبي خالد في قلبي راسخ وباقــي

واحلى واغلى من الدنيا وما فيــــها


رهف: ها أشوف دشيتي عالخط!!!
هند: كلمات قويه... وكلها عشق وغرام... يا ليته يقولي حبيبتي... أو أحبج
ولو مرة وحدة...

رهف: جان تبينه يقولج جذيه.... خذي هذي النصايح مني.... واستمر الحديث فيما بينهما... حتى رنت الساعة معلنه بوصولها لوقت متأخر من الليل

تنهض رهف قائله: لا تنسين تتطبقين اللي قلتلج عليه... حاولي ما بتخسرين شئ
هند: إنشاء الله...

رهف: عاد أخليج الحين... مع السلامه... وإنشاء الله أشوفج قريب... أبا أعرف آخر التطورات (وتغمز لهند)...
هند: الله يحفظج يا رب...


تخرج رهف.... وبعد برهة من الزمن يدخل محمد إلى المنزل .....

ترتبك هند لدخوله حيث كانت تضع قناة الأغاني مستمعه لكلمات كل أغنية مرت على مسامعها... وحركات الغنج والدلال التي يقومون بها في الفيديو كليب... (فقامت بتغيير القناة)... ووضعت قناة الجزيرة الإخبارية...

محمد: السلام عليكم
هند: وعليكم السلام... اممممممم أتعشيت؟؟؟

محمد: هيه الحمدالله... والشباب ما قصروا بالسوالف بعد... كل واحد يفتح سالفه... وبالغصب رمت أطلع من هناك.... الحبايب للحين مساهرين...(يسكت)... وأنتي؟؟؟

هند (مرتبكة): هيه... توها من شوي طالعة ربيعتي... خذتنا السوالف... من زمان ما شفتها... ووايد فرحت لما زارتني.... يعني غيرنا جو...

محمد متكئا على الكرسي –ومختلسا نظرات لعيني هند- ويقول مفكرا: أهه والله صدق... بس أبا أعرف أنا أظلمها بشئ؟؟؟ يعني أنا أسوي كل شئ... بيت وسويته... وراتب كل شهر وأعطيها... وطلبات وألبيها بعد شو تبا.. شو دخل المشاعر... المشاعر ما تأكل عيش... ولا تخلي الحياة تمشي... ونقول بغينا نعبر عن حبنا... وين نحن ووين الرومانسية....آآآآآآه... والله ما أدري شو الصح... بس هي لو تقول لي إذا ناقصها شئ...

هند وهي غارقه بالتفكير مثله: لازم يكون الريال هو اللي يسبق المرأة في التعبير عن شعوره... لأن لو سوينا جذيه... بنكون وقحات... أممممم.. لكن هو زوجي الحين... يعني عادي أبدأ أنا... ويمكن انتظر العمر كله وما يستوي شئ...أوكيه...
رهف قالت لي أبدي بتغير بسيط في اللبس والشعر... وبعدين ......( وتستغرق بالتفكير فيما أخبرتها بها رهف).....

محمد مقاطعا تفكيرها: أنا تعبان الحين... بروح بنام... بتنامين ولا بعدج؟؟...
هند: بلحقك بعد شوي...

محمد: عيل تصبحين على خير
هند: وإنت من أهل الخير

(يذهب محمد لفراشه مجرجرا الأفكار التي ملأ بها رأسه صديقه فيصل... ظل يفكر بها حتى ناااام)... في هذه الأثناء تقلب هند القنوات لتصل لإحدى البرامج... ويكون موضوعها بالصدفة عن الزواج... فتحاول هند متابعته والاستماع لكل كلمة منه... وخاصة إنه برنامج إسلامي... ويقر بأنه يجب أن يكون هناك مودة ورحمة بين الأزواج بالإضافة إلى الأمور المادية وووووو........ تستمع هند للبرنامج حتى تصل لنهايته... ومن ثم تغلق التلفاز وتذهب لتأوي إلى الفراش... مفكرة بكل كلمة سمعتها في هذا اليوم...


حل صباح يوم جميل... وهو يوم عطلة... تسبق هند زوجها بالاستيقاظ... وتقوم بترتيب شعرها بطريقة مختلفة... وتلبس لباسا متواضعا لكنه مختلف عن ملابسها المعهودة... وتهرع للمطبخ لكي تقوم بتحضير طعام الإفطار... وسيكون هذه المرة في ساحة حديقتهما المتواضعه...



في هذه الاثناء ينهض محمد... ويلحق بها للمطبخ....

هند مبادره: صباح الخير (والابتسامة على محياها)
محمد (ويراها مختلفه وجميله): صباح الورد

هند (وقد لاحظت كلمة جديدة (صباح الورد)... ولكم أطربت مسامعها هذه الكلمة البسيطة
هند: هاااا... شو رايك يكون فطورنا اليوم في حديقة بيتنا... نجلس برى على البساط بدل طاولة الطعام... يعني نغير جو...

محمد: شو عليه... يالله نطلع....
يفرش محمد البساط مساعدا هند على ترتيب المكان ناظرا لها ومبتسما... فقال:
اليوم متغيره...الله على ربيعتج... كله من زياره وحده

هند: ههههه لااااااا (بدلع بسيط والهواء العليل يداعب شعرها)... بس اليوم الجو حلو... وما أدري أحس بأني غير....



محمد (يقرر في قرارة نفسه... بفتح الموضوع معاها وبتناقش في إذا أنا ظلمتها بتصرفاتي شوي ولا... تراني والله أحبها ومشكلتي طريقة تعبيري عن حبي لها)


هند ومحمد يستمتعان بتناول طعام الإفطار وكل منهما يشعران بسعادة غريبة... وتصرفاتهما بدءا من هذا اليوم تغيرت تلقائيا... فهما حقا يحبان بعضهما حبا جما... ويقدران ما يفعل كل منهما للآخر لإرضاءه....

فيا ترى ما هو هذا الشعور الذي يتسلل بين ثنايا قلبي...
أهو الشعور بحبك المجنون... أم الشعور بفرحة المكتوم...
كيف أعبر لك عن الشعور الذي يعتيرني...
واللهفة التي تستهويني...
بل عن تضارب دقات قلبي وشراييني...


يرمق محمد هند بنظرة... يحب هذا الاختلاف البسيط ويريد أن يراه دوما... حيث يجعل بعض من أمور حياتهم غير رويتينة ولا ممله... وينظر نظرة ما بين الاشجار والزهور والحشائش والورود... ومن ثم قرر محمد أن يعلن عما يجول في خاطره... حتى ولو أنه لم يستطع أن يزن كلامه... وأن يرتب حروفه وكلماته... سيقول وسيرى ردة الفعل....

محمد: أمس ....أااااه جلسة أمس مع الشباب خلتني أفكر في أشياء كثييرة...

(تنظر هند إليه منتظرة بشغف إتمام كلامه... فهي تشعر بأن هناك شئ مختلف... صوته ... عيناه... تشعر بدغدغة مخفيه بداخلها... وكأن أمرا ما سيحدث... ولكنه حدث جميل... فهي تشعر بالسرور...

محمد (يكمل): شفت الناس والشباب كيف يعيشون حياتهم... كيف تكون المرأة بالنسبة لهم... أمممم ما أعرف كيف أقولج أو أعبر بالكلام... بس عندي سؤال لج (ويتنهد خوفا من الأجابه)... أناااا ظلمتج بشئ... يييعني قصرت معاج بشئ؟....

هند: أبدا والعالم الله...ما قصرت بشئ... ليش هالسؤال الحين؟
محمد مترددا: أقصد من الناحية المعنوية؟؟؟؟!!!!!

هند (باسمه بخجل): ااااه فهمت الحين عليك.... (وقد أحمرت وجنتيها خجلا... وارتبكت الكلمات في فمها): تباني أقول الصدق
محمد: هيه

هند (تحاول بجرأة متردده): ااااه شوي... أقصد أنا وأنت لازم نغير من نفسنا شوي... يعني –شو أقولك- ينقصنا بعض الرومانسية والحميمية في علاقتنا... بصراحة (وتستطرد بالكلام فهي قد حصلت على فرصة للكلام ولا تريد تفويتها) علاقتنا جافة شوي... وأنا ما أقول هذا ذنبك... لأ الخطا مني أنا بعد.... يعني شو رايك نتغير شوي... شوي عشان تكون حياتنا أحلى من جذيه؟؟؟

محمد (باسما من جرأتها المتواضعه وكلامها المتلعثم وقد أدرك ارتباكها): والله أنتي الجنه... والحمدالله إن الله رزقني بزوجة ما سمتني نكدي من أول يوم... (يضحك وتضحك هند)
محمد: الله لا يحرمني منج...ويقبلها على راسها...

هند (مستغربه بخجل وفرحه في آن معا): آآآآآآآمين

تبدو الحياة سعيدة
وقد عزفت أهزوجة
وتلألأت وتفتحت
وأضاءت عرش بتولها

أنهيا الحديث بجولة في حديقتهم المتواضعة... وقد أمسكا لأول مرة يدي بعضهما البعض... كانت الابتسامة تعلو محياهما... والفرحة تظهر بتلألأ عينيهما...



ها قد التقي الشرق بالشرق وصنع شروقا مبدعا... أنار ما بين المشرقين... وأضاء حياة زوجين... حياة متواضعة بكل المقاييس.. إلا إنها حياة شخصين هما محمد وهند...

النهاية...
 

أم سمسومة

New member
معلومات أم سمسومة
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
قصة أكثر من رائعة
جذبتني كثيراً
وانتظرت بلا ملل أن تكتمل
واستطاعت كاتبتها المبدعه من خلالها ان توضح صفات الرجل الشرقي
وتدلنا على الطريق الأمثل للتعامل معه
تمنياتي القلبية لك اختي البشاير بالتوفيق والتقدم
 

chocochocola

New member
معلومات chocochocola
إنضم
19 مارس 2009
المشاركات
111
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مصر بلد النيل
قصص اكثر من رائعة و خاصة الشرقى و الشرقية ، اصلى شمالية شرقية و الباشا جنوبى شرقى :cupidarrow:
و اجمل ما فيها البساطة :icon31: .
شكرا لكل من كتبت على المجهود الرائع.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه