رومانسيات شرقية
(((بين رتابة الشرق... والشرقيات الحالمة)))
الشرق بهدوئه الجميل... بروعة إشراقته البهية... بأصالة الطبيعة النقية... بالحكمة فيه... خجله الليلكي... حبه النرجسي... أناقته المتزنة... وعقله الحكيم ... تقدير متزن لكل المكاييل...
فهل يلتقي الشرق بالشرق ويصنع شروقا مبدعا فيغلب كل الموازين ويغير كل المقادير!!.. ويعيد تصنيف الحياة لتزهر بلون ممزوج بكل الألوان؟؟؟ وتعزف به الأهازيج والألحان؟؟؟
أو يصطدم الشرق ببعضه البعض فيخلق الفوارق من نقاط التواصل!!.. فتنقلب الحياة سرمدية بلونها القاتم المشؤوم؟؟؟ وبقرع طبولها المذموم؟؟؟
أم يكون كما يجب أن يكون... لا مخاطرة ولا تغيير... فالميزان هو الميزان والمكاييل وضعت وحددت... والأمر قد حسب وقدر.... فالشرق هو الشرق؟؟؟
"محمد" رجل شرقي... تسير حياته بخطى ثابته... لا جديد ولا مخاطرة بالتغيير... عدم التفكير به هو الأفضل لأن التغيير يولد المغامرات بحلوها ومرها... فالشرقي أبعد ما يكون عن هذا... لدرجة أن محمد بشرقيته لم يخاطر في الزواج... واتخذ شرقية رفيقة دربه بدلا من الأخريات... حتى لا يخل بالتوازن الذي صنعه في حياته ككل... فهي كما يجب أن تكون... فها هي هند تتنافس بشرقيتها مع محمد....
لقد تزوج محمد من هند بزواج تقليدي... وكلا الطرفين راضي بما كان... لم يحب السفر ولم يكن عندها اعتراض... قضوا شهر عسلهما أو بالأحرى أول أسبوعين فقط... بالتجول في مدن الدولة... يمشيان بجانب بعضهما والحديث بينهما مقتضب... لا تلامس.. لا إظهار للحب..لا رومانسية تذكر... ولا حتى نظرات ساخنه... إذا تلاقت عيناهما بالخطأ... أشاحا بعينيهما بعيدا إلى الأفق...
كلاهما لهما أحاسيس مرهفة... ومشاعر مكتومة... وقلب رقيق... وروح عطوفة... إلا أن أصعب ما في الحياة بالنسبة لهما التعبير عما يجول بداخلهما... بل التعبير برومانسية وبحبهما للآخر باعتقادهما يقتصر على القيام بواجباتهما على أكمل وجه...
انتهى شهر العسل القصير وهما على هذا الوضع... الكل يقوم بدوره... لا ضرر ولا ضرار... ويومياتهم متماثلة... والروتين سيد المواقف... الرتابه تقف على رأسيهما... والحياة مملة بكل المقاييس...
ترن ساعة المنبه معلنه عن بداية يوم جديد....
محمد وهند يستيقظان في نفس الوقت...
هند: صباح الخير
محمد: صباح النور
يقومان من الفراش...
تذهب هند – بملابسها القطنية المريحة- إلى المطبخ تعد طعام الإفطار... بينما يقوم محمد بالاستحمام وارتداء ملابسه متهيئا للذهاب إلى العمل... (وهو أول يوم عمل له بعد زواجه)...
يجلسان بصمت على المائدة... تضع الفطور في صحنه وتسكب الشاي بالحليب في كوبه.... يتناول محمد إفطاره بهدوء... وعند إنهائه لفطوره... يسأل هند؟!!
محمد: أنا طالع الحين... بروح الدوام محتاجه شئ؟!.
هند: لأ.. ما أحتاج شئ
محمد: أشوفج الظهر
هند: إنشاء الله _ مودعه له عند باب المنزل-... الله يحفظك.. مع السلامة
(يخرج محمد من البيت... ويركب سيارته)... يفكر متنهدا... اتمنى محد يكون خرب شئ في مكتبي... ولا ضيع أوراقي... الله يعين بعد هالعطلة كم بيكون الشغل متراكم وغير مرتب!!!
(بعد برهة من الزمن يصل محمد الدوام في موعده المحدد)...
فيصل (رفيق محمد وصاحبه في المكتب يستقبله عند وصوله)
فيصل: مرحبا الساع... مرحبا مليون ولا يسدن... هلا بالمعرس... من طول الغيبة جاب الغنايم... يبتلي شئ معاك؟؟؟!!! (ممازحا لمحمد)
محمد: هلا بفيصل والله... أخبارك وشو العلوم عندك؟!
فيصل: بخير سرك الحال..
محمد: والله اسمحلي عاد... ما رحنا بعيد... كله نحوط فالبلاد... عشان جذيه ما يبتلك شئ...
فيصل (مبتسما): عادي يا ريال كنت أمزح معاك...
عاد خبرني عن سوالف شهرك هههههه... شو سويت... وين رحت... ووين ييت...
محمد: كل شئ تمام...
فيصل: يا خوفي من هالتمام... ليكون كل شيء على الصراط المستقيم..
الله يعينها... شكلك حقرتها... لا قلت لها أااا........
يقاطعه محمد: وبعدين وياك... يوز عن هالسوالف
فيصل: خلاص إنزين يا الجدي... بس أقول شو رايك نجتمع يوم الخميس مع الربع... وتسلم عليهم مره وحدة... وتقضي وقت غير..
محمد: شوعليه... مرة تم...
(يقوم محمد بتنظيم وترتيب ملفاته كالعاده... قبل البدء بالعمل... ويترك مساحة من الطاولة لوضع الملفات التي تم إنهائها...) يعمل محمد إلى نهاية الدوام... بينما صاحبه فيصل الجنوبي يقوم بالدوران على المكاتب... محادثا هذا ومداعبا ذاك... ومن ثم يجلس قليلا في مكتبه... ويعيد دورته مرة أخرى ومثلما يقول لمحمد دائما (الحياة حلوة)....
"هند وفي أثناء تنظيفها وترتيبها للمنزل تسمع رنين الهاتف"
هند: ألو مرحبا
رهف: مرحبا مليون بالعروس... أخبارج يا الدبه "مداعبه هند"؟
هند الحمدالله بخير... وإنتي أخبارج؟
رهف: طيبه دامج طيبه... وين أيامج... حي اللي سمع هالصوت...
هند: شو أسوي... مشغولة بترتيب هالبيت... تعرفين... محمد يحب كل شئ مرتب...
رهف: حشا ما عندج شغله غير الترتيب... يا ميه ريحي شوي... خذي ريلكسيشن... توج عروس... ما مدالج إلا ودخلتي في الحياة جد... ما علينا
عاد خبرينا السوالف "ضاحكة"...
هند: شو أخبرج.... عاااااااااادي... كل شئ عادي...
رهف "مستهجنه من رد هند": بسم الله عليج... شو اللي عادي؟!!!
هند: أتخبرج مب عيب عليج تسألين الناس عن شو اللي صار من بينهم؟؟
رهف: يالله منج... ما قلت شئ... يعني خبرتج بعض الاشياء قبل العرس "تحيدين"... لأني أعرف أنج تستحين... وغير جذيه ما كنت تعرفين أشياء وايد عن العرس... عاد أسأل عن العلوم... طبقتي شئ "ساخره"؟؟؟
هند: بصراحة... لأ؟؟؟
رهف تشهق: وييييييييه ليييش يا الدبه...
هند: ما قدرت... استحيت... وبعدين هو ما يساعد بصراحة أكون مرتاحة... أخاف أغلط ويعصب علي...
رهف: أقولج شئ... شو رايج أجي نهاية الأسبوع عندج البيت وتخبريني سوالفج البارده... إلا أبا أعرف كل شئ...
هند: خلاص بشوفه... وبرد عليج...
رهف: أوكيه لا تتأخرين بالرد... يالله مع السلامه
هند: مع السلامة
(تقفل سماعة الهاتف.. وتكمل ترتيب المنزل....)
بعد برهة من الزمن...يعود محمد إلى بيته... تستقبله زوجته هند عند الباب...
محمد: السلام عليكم
هند: هلا.. وعليكم السلام
محمد: الغداء زاهب
هند: أكيد... روح بدل ملابسك... وبتحصل الغداء عالسفرة...
(على طاولة الغداء....)
يبدأ الطعام.... وكالعادة لا يحب الكلام على الطعام أو مناقشة المواضيع... وهند تحترم ذلك... وتظل صامته...
"يسود بينهما صمت غريب
وكأن الحياة بينهما لقطات مخفيه
هدوء ما بعده هدوء
والحياة تمشي برويه"
"محمد يحمد الله معلنا عن إنتهائه من طعامه... ويقف ليذهب لغسل يده... ومن ثم لغرفته ليريح رأسه قليلا حتى آذان العصر"
"فترة العصر".... تحضر هند الشاي والقهوة وتضعه على طاولة الحديقة... يجلس محمد ومن ثم هند في حديقة منزلهما... وتسكب هند القهوة ومن ثم الشاي لمحمد...
أكبر متعة لهما هي بالاستمتاع بالهواء العليل الذي يلفح وجهيهما ويداعب خديهما برقته... ورؤيه أوراق الشجر وهي تتراقص بتناغم مع نسمات الهواء الخفيف... وقطرات الماء التي تنهمر برقة على صفحات الورق الخضراء وعلى بتلات الزهور متناغمة مع هدوء وقت ما قبل المغيب.... في هذه الأثناء يهم محمد بالتحدث قائلا...
محمد: اليوم التقيت بربيعي (صديقي) في الشغل... سولفت معاه شوي... والا وشوي قام وعزمني في نهاية هالأسبوع على عشاء.. ووافقت طبعا ما حبيت أرده...وقلت منها اسلم على الربع... ومنها نقضي وقت...
هند: حلو... أممم إنزين ممكن أعزم ربيعيتي (صديقتي) تجيني هنيه البيت؟؟
محمد: أكيد... عشان ما تجلسين بروحج (لوحدك)... ولو ما جت ربيعتج خبريني... بوديج عند أهلج... ولا شو رايج؟؟
هند: شوري من شورك...
مرت هذه الأيام كالعادة متبعة الروتين المعهود... وتتابع الأحداث فيها يكاد لا يختلف فيما بينها... معلنه بنهايتها وصولها لعطلة نهاية الأسبوع النتظرة لكلا الزوجين... فيتحظر كلا الطرفين لاستقبال أصدقائه...
محمد: تراني طالع... فخاطرج شئ؟!!
هند: لأ... ربي يحفظك
يخرج محمد من البيت راكبا سيارته ومتجها لبيت صديقه فيصل... حيث تجمعوا رفاقه جميعا وآخرون لا يعرفهم...
عند باب المجلس يستقبله فيصل وأصدقائه متعاليا هتافهم بالمعرس الجديد...
فيصل: مرحبا الساع بالمعرس... شحالك... ربك بخير...
محمد: هلا بفيصل بخير وسهالة
فيصل: اتفضل...
"يدخل محمد ويسلم على الجميع ويجلس بجانب أصاحبه... وبقربه فيصل"
مضى الوقت فيما بين العشاء والضحك والسوالف وغيرها...
محمد مستمعا للآخرين ومغامراتهم مع البنات... يفكر... هم غير متزوجين... وأنا اللي عندي زوجتي ما دلعتها ولا بكلمة... بس لو يعطوني شوي من جرأتهم....
فيصل يرى محمد مستغرقا بالتفكير: ها وين رحت بأفكارك؟
محمد: ها ماشئ... بس جالس اسمع كلام الشباب ومغامراتهم الطايشة.. الله يصلحهم إنشاء الله...
فيصل: يابوي خلك جرئ شوي؟؟
محمد غاضبا: شو قصدك؟؟؟
فيصل: حشا ما قصدي شئ... أخذ فيصل محمد من يده... وقاله تعال نتمشى بره شوي..
محمد: شو عليه..
فيصل يحاول انتقاء الكلام حتى لا يفهمه محمد خطئا: اللي كنت اقصده من شوي... ان... (يسكت)... اعرف انك شاب ما تحب المغامرات.. لكن أنت الحين عندك زوجة... وإذا تميت مثل الحين... يعني بارد ووو غيره... حياتك بتكون مملة وروتينيه... وفيها رتابه غير شكل... ويمكن هالسبب يقلب حياتك... ويخرب الموازين... وأنت تراك صديقي وما تهون علي...
وأنا ما قلت هالكلام إلا لأني أعزك وحاطنك مثل أخوي...
محمد: فهمت قصدك... بس أنا وهي راضين
فيصل: صدقني الحين راضين... لكن بعدين... كم سنه بتعيش معاها... وإذا ظليت على هالحال... الله يعلم شو بيستوي
محمد: أقولك بصراحة... ما أحس تغير شئ... وأنا ما أعرف كيف أتغير أو أغير من طبعي... كل شئ ممل... أدري ... بس....
(يكمل محمد وفيصل الحديث فيما بينهما )
في حين هنا نرى هند تجلس مع رفيقتها رهف محادثة إياها...
رهف: عاد عطيني تقرير مفصل عن اللي ....
هند مقاطعه لرهف: أي تقرير الله يهداج... ماشئ صار... كل شئ عادي
رهف وهي تقلب في القنوات لتضع قناة خليجية للأغاني: أفففف... ابا أعرف كيف تكلمين زوجج... كيف تتعاملين معاه... شو تلبسين له...
هند: كل اللي بيننا عادي... حياة زوجين عادية...شو تبيني أقولج بعد....
رهف: يعني يوم تنادينه... تقولين له حبيبي... يا بعد عمري... يا قلبي
أمممم تلبسين ملابس مثيرة مثلا... كل يوم بتسريحه... ويعني من هالسوالف...
هند تصمت قليلا: لأ... بصراحة استحي اسوي كل هذا...اسمع البنات واقرا في المنتديات عن حركاتهم مع ازواجهن... بصراجه جريئات وااااايد
رهف حانقه: شو جريئات... هذا زوجج... ترومين تسوين كل شئ معاه....أفففف منج
هند: وإذا هو ما يساعد... ما أقدر أتجرأ وأبدا أنا...
رهف: لازم أعطيج نصايح... وببدالج من البسيط لين ما نوصل للعيار الثقيل "تضحك وتضحك هند معاها"
هند: حشا معركة
رهف: لو حطيتي في بالج أن الحياة الزوجية معركة... بتكون جذيه... وما بتعرفين تتصرفين ولا تتحكمين في الأمور
هند: معاج حق.. هه هاتي اللي عندج خلينا نسمع
رهف: بس تسمعين (تتنهد)... لازم تطبقين اللي بقولج عليه....
(تقاطع مسامعهم أغنيه تحبها رهف كثيرا... مملوؤة بكلمات العشق والغزل... فتعلي على صوت التلفاز...)
رهف: اسمعي وعيشي أيامج... اسمعي الحب كيف يكون... مش مثل ما تظنين... ترتيب وتنظيم.. وحاضر وبس...
هند مستمعه لكلمات الأغنية بتمعن:
الحب خالد وحبـــــي خالد وباقي
للي احبـــه واحب دار ســــكن فيها
شلته فعيني وشلت الحـــب باعماقي
والروح بالـــشوق غنتـــله اغانيها
راقي بذوقه وقلبــه بالـــــوفا راقي
لو وزع الطيب بيـــن الناس يكفيها
ربي متوج وفاه بحــــسن الاخلاقي
واغلى الجـواهر باوصافه يحــليها
لوحه غرامي وزهر الحب باوراقي
تظماه عيني وشوفه بـــــس يسقيها
احمل خفوقي واسافر لـــــه باشواقي
واغلف اجمل مشاعر الحب واهديه
الله يكمل بشوفه فرحــــــــه احداقي
وتقر عينــي بوصل إللي مهنيــها
يا حبي خالد في قلبي راسخ وباقــي
واحلى واغلى من الدنيا وما فيــــها
رهف: ها أشوف دشيتي عالخط!!!
هند: كلمات قويه... وكلها عشق وغرام... يا ليته يقولي حبيبتي... أو أحبج
ولو مرة وحدة...
رهف: جان تبينه يقولج جذيه.... خذي هذي النصايح مني.... واستمر الحديث فيما بينهما... حتى رنت الساعة معلنه بوصولها لوقت متأخر من الليل
تنهض رهف قائله: لا تنسين تتطبقين اللي قلتلج عليه... حاولي ما بتخسرين شئ
هند: إنشاء الله...
رهف: عاد أخليج الحين... مع السلامه... وإنشاء الله أشوفج قريب... أبا أعرف آخر التطورات (وتغمز لهند)...
هند: الله يحفظج يا رب...
تخرج رهف.... وبعد برهة من الزمن يدخل محمد إلى المنزل .....
ترتبك هند لدخوله حيث كانت تضع قناة الأغاني مستمعه لكلمات كل أغنية مرت على مسامعها... وحركات الغنج والدلال التي يقومون بها في الفيديو كليب... (فقامت بتغيير القناة)... ووضعت قناة الجزيرة الإخبارية...
محمد: السلام عليكم
هند: وعليكم السلام... اممممممم أتعشيت؟؟؟
محمد: هيه الحمدالله... والشباب ما قصروا بالسوالف بعد... كل واحد يفتح سالفه... وبالغصب رمت أطلع من هناك.... الحبايب للحين مساهرين...(يسكت)... وأنتي؟؟؟
هند (مرتبكة): هيه... توها من شوي طالعة ربيعتي... خذتنا السوالف... من زمان ما شفتها... ووايد فرحت لما زارتني.... يعني غيرنا جو...
محمد متكئا على الكرسي –ومختلسا نظرات لعيني هند- ويقول مفكرا: أهه والله صدق... بس أبا أعرف أنا أظلمها بشئ؟؟؟ يعني أنا أسوي كل شئ... بيت وسويته... وراتب كل شهر وأعطيها... وطلبات وألبيها بعد شو تبا.. شو دخل المشاعر... المشاعر ما تأكل عيش... ولا تخلي الحياة تمشي... ونقول بغينا نعبر عن حبنا... وين نحن ووين الرومانسية....آآآآآآه... والله ما أدري شو الصح... بس هي لو تقول لي إذا ناقصها شئ...
هند وهي غارقه بالتفكير مثله: لازم يكون الريال هو اللي يسبق المرأة في التعبير عن شعوره... لأن لو سوينا جذيه... بنكون وقحات... أممممم.. لكن هو زوجي الحين... يعني عادي أبدأ أنا... ويمكن انتظر العمر كله وما يستوي شئ...أوكيه...
رهف قالت لي أبدي بتغير بسيط في اللبس والشعر... وبعدين ......( وتستغرق بالتفكير فيما أخبرتها بها رهف).....
محمد مقاطعا تفكيرها: أنا تعبان الحين... بروح بنام... بتنامين ولا بعدج؟؟...
هند: بلحقك بعد شوي...
محمد: عيل تصبحين على خير
هند: وإنت من أهل الخير
(يذهب محمد لفراشه مجرجرا الأفكار التي ملأ بها رأسه صديقه فيصل... ظل يفكر بها حتى ناااام)... في هذه الأثناء تقلب هند القنوات لتصل لإحدى البرامج... ويكون موضوعها بالصدفة عن الزواج... فتحاول هند متابعته والاستماع لكل كلمة منه... وخاصة إنه برنامج إسلامي... ويقر بأنه يجب أن يكون هناك مودة ورحمة بين الأزواج بالإضافة إلى الأمور المادية وووووو........ تستمع هند للبرنامج حتى تصل لنهايته... ومن ثم تغلق التلفاز وتذهب لتأوي إلى الفراش... مفكرة بكل كلمة سمعتها في هذا اليوم...
حل صباح يوم جميل... وهو يوم عطلة... تسبق هند زوجها بالاستيقاظ... وتقوم بترتيب شعرها بطريقة مختلفة... وتلبس لباسا متواضعا لكنه مختلف عن ملابسها المعهودة... وتهرع للمطبخ لكي تقوم بتحضير طعام الإفطار... وسيكون هذه المرة في ساحة حديقتهما المتواضعه...
في هذه الاثناء ينهض محمد... ويلحق بها للمطبخ....
هند مبادره: صباح الخير (والابتسامة على محياها)
محمد (ويراها مختلفه وجميله): صباح الورد
هند (وقد لاحظت كلمة جديدة (صباح الورد)... ولكم أطربت مسامعها هذه الكلمة البسيطة
هند: هاااا... شو رايك يكون فطورنا اليوم في حديقة بيتنا... نجلس برى على البساط بدل طاولة الطعام... يعني نغير جو...
محمد: شو عليه... يالله نطلع....
يفرش محمد البساط مساعدا هند على ترتيب المكان ناظرا لها ومبتسما... فقال:
اليوم متغيره...الله على ربيعتج... كله من زياره وحده
هند: ههههه لااااااا (بدلع بسيط والهواء العليل يداعب شعرها)... بس اليوم الجو حلو... وما أدري أحس بأني غير....
محمد (يقرر في قرارة نفسه... بفتح الموضوع معاها وبتناقش في إذا أنا ظلمتها بتصرفاتي شوي ولا... تراني والله أحبها ومشكلتي طريقة تعبيري عن حبي لها)
هند ومحمد يستمتعان بتناول طعام الإفطار وكل منهما يشعران بسعادة غريبة... وتصرفاتهما بدءا من هذا اليوم تغيرت تلقائيا... فهما حقا يحبان بعضهما حبا جما... ويقدران ما يفعل كل منهما للآخر لإرضاءه....
فيا ترى ما هو هذا الشعور الذي يتسلل بين ثنايا قلبي...
أهو الشعور بحبك المجنون... أم الشعور بفرحة المكتوم...
كيف أعبر لك عن الشعور الذي يعتيرني...
واللهفة التي تستهويني...
بل عن تضارب دقات قلبي وشراييني...
يرمق محمد هند بنظرة... يحب هذا الاختلاف البسيط ويريد أن يراه دوما... حيث يجعل بعض من أمور حياتهم غير رويتينة ولا ممله... وينظر نظرة ما بين الاشجار والزهور والحشائش والورود... ومن ثم قرر محمد أن يعلن عما يجول في خاطره... حتى ولو أنه لم يستطع أن يزن كلامه... وأن يرتب حروفه وكلماته... سيقول وسيرى ردة الفعل....
محمد: أمس ....أااااه جلسة أمس مع الشباب خلتني أفكر في أشياء كثييرة...
(تنظر هند إليه منتظرة بشغف إتمام كلامه... فهي تشعر بأن هناك شئ مختلف... صوته ... عيناه... تشعر بدغدغة مخفيه بداخلها... وكأن أمرا ما سيحدث... ولكنه حدث جميل... فهي تشعر بالسرور...
محمد (يكمل): شفت الناس والشباب كيف يعيشون حياتهم... كيف تكون المرأة بالنسبة لهم... أمممم ما أعرف كيف أقولج أو أعبر بالكلام... بس عندي سؤال لج (ويتنهد خوفا من الأجابه)... أناااا ظلمتج بشئ... يييعني قصرت معاج بشئ؟....
هند: أبدا والعالم الله...ما قصرت بشئ... ليش هالسؤال الحين؟
محمد مترددا: أقصد من الناحية المعنوية؟؟؟؟!!!!!
هند (باسمه بخجل): ااااه فهمت الحين عليك.... (وقد أحمرت وجنتيها خجلا... وارتبكت الكلمات في فمها): تباني أقول الصدق
محمد: هيه
هند (تحاول بجرأة متردده): ااااه شوي... أقصد أنا وأنت لازم نغير من نفسنا شوي... يعني –شو أقولك- ينقصنا بعض الرومانسية والحميمية في علاقتنا... بصراحة (وتستطرد بالكلام فهي قد حصلت على فرصة للكلام ولا تريد تفويتها) علاقتنا جافة شوي... وأنا ما أقول هذا ذنبك... لأ الخطا مني أنا بعد.... يعني شو رايك نتغير شوي... شوي عشان تكون حياتنا أحلى من جذيه؟؟؟
محمد (باسما من جرأتها المتواضعه وكلامها المتلعثم وقد أدرك ارتباكها): والله أنتي الجنه... والحمدالله إن الله رزقني بزوجة ما سمتني نكدي من أول يوم... (يضحك وتضحك هند)
محمد: الله لا يحرمني منج...ويقبلها على راسها...
هند (مستغربه بخجل وفرحه في آن معا): آآآآآآآمين
تبدو الحياة سعيدة
وقد عزفت أهزوجة
وتلألأت وتفتحت
وأضاءت عرش بتولها
أنهيا الحديث بجولة في حديقتهم المتواضعة... وقد أمسكا لأول مرة يدي بعضهما البعض... كانت الابتسامة تعلو محياهما... والفرحة تظهر بتلألأ عينيهما...
ها قد التقي الشرق بالشرق وصنع شروقا مبدعا... أنار ما بين المشرقين... وأضاء حياة زوجين... حياة متواضعة بكل المقاييس.. إلا إنها حياة شخصين هما محمد وهند...
النهاية...