في يوم من الأيام "مذكراتي"...

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,649
مستوى التفاعل
1,708
النقاط
113
سبحان الله
والله شعرت بحب نحو صغيرك وانا اقرأ كلامك
نقلتي الحب الينا فأحببناه ❤❤
الله يجعله من عباده الصالحين والسعداء في الدارين وكل ابناء المسلمين ❤❤
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( ٥ )....

دخلت إلى بيت أهلي.. وتوجهت كل الأنظار نحوي.. كأنما كان الجميع بانتظاري....
تحلق جميع الأطفال حولي بما فيهم أطفالي يبحثون عن شيء ما.... يسألونني أين الصغير...
فأخبرتهم بأنه لازال بالمشفى...
أشارت أمي الى غرفتي.............
التي من المفترض ان أبقى فيها في السرير دون حراك.........
لمده أربعين يوم......


يااااااااه أربعين يوووم....
هذا كثير جدااااااا......
كيف سأمضي طوال هذه المده هنا.....
كم أكره بيت أهلي لكثره المشاكل فيه......
استلقيت في سريري.....
وبدأت أفكر مجددا.... هل سأبقى دون حراك طوال اليووووم.....
يجب ان أجد شيئا أفعله....


وسريعا بدون تفكير بدأت أنادي بأسماء أطفالي لأذاكر لهم فقد كان وقت دراسه.....
وعندما رأتني أمي تحدثت مع أختي سريعااا..
اذ يبدو انها اتفقت معها أن تتولى مهمه المذاكره نيابه عني......
بينما قالت أختي الأخرى ضاحكه " ماشاء الله ماهذا النشاط.. لو كنت مكانك لإنتهزت الفرصه لأتخلص من مسؤولياتي وأسترخي بالسرير دون حراك"
لم يعجبني كلامها وطلبت من أختي الأخرى أن تترك مهمه أطفالي وتذهب لأمي لتسألها ان كانت تريد أي مساعده....


قالت أختي الثالثه " أتفقت مع أمي بأنني من سيقوم بتجهيز أطفالك للمدارس كل صباح...
فأبتسمت في داخلي.... وقلت لأختي...... لا أنا من سيقوم بتجهيزهم في كل صباح.......


كان هناك خطه في عقلي رسمتها للأيام التي سأقضيها في بيت اهلي....... كنت أعلم بأن امي مريضه ومتعبه ولاتمتلك الكثير من النشاط.........
لم أكن أريد أن اكون عبئا زائدا عليها...
تكفيها مشاكلها وصراعاتها الدائمه مع الحياه....


حل المساء.....وتأخر الوقت....
وتناقصت الأعداد.....
وعاد الكل لبيته...
أصبح المكان هادئا... كنت أنتظر هذه اللحظه......
التي يذهب فيها الجميع... لم يكن لدي مزاج لأتحدث مع أي شخص.....
تناولنا العشاء....
أتى وقت النوم..... أرادت أمي أن تأخذ أطفالي معها للنوم في الغرفه الأخرى... لكني رفضت ذلك بإصرار...


وأخبرتها بأنه من الأفضل لهم النوم في نفس الغرفه التي أنا فيها....
ليشعرو بارتياح أكبر...
بدى على أمي الضيق لكنني كنت مصره على موقفي....


نام الجميع.....
كنت أشعر بتعب فضيع.....
كنت أحاول أن أنام لكن ذلك كان صعبا...
فعقلي كان مشغولا بأشياء أخرى..


أعود بذاكرتي للوراء....
فأتذكر الأيام التي كنت أجبر نفسي فيها على الطعام رغم شده الغثيان الذي أشعر به....
وأتذكر الجدول الغذائي الذي كنت أتبعه وأجبر نفسي عليه.....
أتذكر كيف كنت أحاول الصبر فيها على الغثيان والآلام دون تناول أي مسكنات ...
كنت مصره بشده على أن يكون هذا الطفل مميزا ومختلفا عن إخوته.....
كنت مصره على أن أقدم خلاصه تجاربي وخبرتي كلها في هذا الصغير....
كنت أضع فيه أحلاما كبيره.......


كنت أتذكر أحلامي الغريبه التي كنت أحلم بها....
كنت أحلم دائما بإني أرضع مولود ويكون جائع جداا وأتساءل بحيره في الحلم هل في صدري لبن ام لا... هل هو يشبع ام لا.........
كنت أحلم أحيانا بأني أواجه صعوبه في إرضاعه...
كنت أحلم بأن لدي مولود شكله جميل جداا ..أنظر له بحب كبير..... ولكنه يبكي بضيق شديد......
كانت هذه الأحلام تتكرر كثيرا طوال فتره الحمل...


كم شعرت بالصداع.......
حاولت ترتيب أفكاري مجددا....
أعود لأتذكر كيف أنني من أول الحمل أشعر بنعاس غير معقول..... مهما نمت فيه لاأزال اشعر بالارهاق وبرغبه في النوم أكثر...
وبخمول شديد لاأقوى فيه على التحرك من مكاني... وبأني كنت طوال الوقت مستلقيه على السرير وكيف أنام لساعات طويله رغما عني...


كنت ذلك الوقت استغرب وضعي كثيرا.. وأتساءل هل هذا طبيعي.... أن يكون الحمل متعبا هكذا!!!! اسأل نفسي وأستنكر الأمر مره أخرى...
لو كان كل حمل هكذا لما تمكنت كل حامل من العيش حياه طبيعيه في كل مره.....


أحاول ربط الأحداث ببعضها... أحاول تفسير وتحليل مايحدث.... أكاد أشعر بالجنون... يجب أن أفهم مايدور حولي........
وأتساءل مره أخرى " لماذا"..


كنت أنظر لمكان صغيري الفارغ... ويعاودني الشعور بالوحشه مجددا... أفكر كثيرا أتمنى ان لاتطول فتره بقائه في الحضانه..... فبعده عني صعب جداا...
كانت ليله طويله.... لاأدري كيف نمت فيها....

 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( 6 )....

في اليوم التالي.... جاءني إتصال من زوجي...
كان منفعلا بشده... قال لي : يجب ان تخرجي من البيت بسرعه الآن.....


سألته لماذا...... أخبرني أن المشفى يطلبون حضوره..... لإستلام الطفل..... فرحت كثيرا...
خرجت بسرعه كبيره...... وركبت السياره... قاد زوجي السياره بسرعه كبيره.... شعرت بصدمه... بدأت اخاف من هذه السرعه... نظرت إليه كان متوترا جداا...


عند المنعطف ظهرت سياره مفاجأه أمامنا... غير زوجي الاتجاه بسرعه أكبر... اندفعت فجأه إلى الأمام ولم يمسكني إلا " حزام الأمان" الذي كنت أرتديه..... كدنا نصاب بحادث... لولا ستر الله...


أردت ان أغضب من زوجي.. وألقي عليه الكثير من المحاضرات.. كما كان يفعل معي دائما.... لكني في نفس الوقت كنت خائفه منه.... فحالته لاتبدو طبيعيه....


نزل زوجي بسرعه ليرى إن كان قد حصل للرجل الآخر أي شيء..... والحمد لله أن كل شيء مر بسلام... عاد زوجي بسرعه ليركب السياره........


وليقود بسرعه أيضا............ كل هذه السرعه التي مرت بها الأحداث كنت أحاول إستيعابها في الطريق......


وصلنا للمشفى..... توجهنا فورا للحضانه......
ألتقينا بالدكتوره المسؤوله عنه.... مذ رأيتها شعرت براحه عجيبه كبيره معها.......
شعرت بثقه كبيره نحوها لاأدري من أين أتت؟!


سألها زوجي ماهي نتائج التحاليل ومالذي يعاني به صغيري بالضبط.......؟!
كان يسألها عن كل صغيره وكبيره.... كان دقيقا جدا... لم يترك سؤالا إلا وسأله....
أجابته بأن كل التحاليل سليمه.....
أشعه الدماغ.... وتحاليل السمع والبصر...
والقلب والأشياء الأخرى.....
ليس به أي شيء.... سوى أنه لايستطيع تحريك يده وأقدامه..... مستوى الحركه فيهما صفر بالمائه...
هذا بالإضافه إلى شكلهم الغريب.............


سألها زوجي ماذا به بالضبط...
أجابته بإن الإجابه عند طبيب العظام وليس عندها.....


طلبت منا إستلام الطفل.....
والتوجه به فورا لطبيب العظام......
وقعنا أوراق الإستلام.........
ذهبت الممرضه لتجلب صغيري...
حضرت وهي تسير بصغيري..... متوجهه نحونا... كانت نظراتنا مركزه نحوها..... إلى ان اقتربت مني...... وناولتني الصغير..........
أخذته منها..... قلبي بدأ يخفق... وشعرت بحنان كبير تجاهه... رق قلبي له كثيرا ..
بدأت أمسح على رأسه... ونظرت له نظره خاصه... مليئه بالحب.... شعرت بالفرح لوجوده بجانبي... شعر بأن الجزء المفقود مني قد عاد....


نظرت لزوجي.... لأرى رده فعله كيف ستكون... وهو يرى طفله لأول مره..... طوال الفتره الماضيه كنت أشعر بأنه لايهتم بهذا الحمل كثيرا....


ركزت نظري عليه مجددا.... لأرى ماذا سيفعل.... كان ينظر إليه.... مركزا على يده وأقدامه َََ... وبؤبؤ عينه يبدو واسعا جدااا... وعيناه تلمعان... من شده القهر...
شعرت كأنه ينظر لي بغضب كأنني أنا السبب...
أو هكذا هيأ لي.....


بالنسبه لي... لم أكن أشعر بأي شيء... كنت أشعر ببعض الحزن... لكن ليس كمشاعر المحيطين بي... لم أكن أحب استباق الأحداث......


ركبنا السياره....
متوجهين إلى مشفى آخر... إلى طبيب العظام...
كان قد أقترب وقت الظهر....
بدأت أشعه الشمس تتسلل إلى وجه صغيري...
الذي كان نائما...
كنت طوال الوقت ألمس وجهه وأمسح على رأسه.... وأنظر له نظره خاصه....
حاولت حجب أشعه الشمس عنه.... لكي ينام نوما هانئا....
أمضينا وقتا طويلا في الطريق... إلى أن وصلنا...


ويبدو أننا وصلنا متأخرين....
فعند سؤالنا عن طبيب عظام الأطفال أكتشفنا أنه قد غادر.... حاول زوجي أن يطلب السماح بإحضاره غداا... لكنهم رفضو دخوله بدون موعد....


وكان أقرب موعد بعد أسبوع....
جن جنون زوجي....
يريد ان يعرف مابه في أسرع وقت...
غادرنا بيأس عائدين للبيت.....


كان قد تسلل التعب إلى جسدي...
فقد أمضينا اليوم كله في المشفى... هذا بالإضافه الى انني كنت أحمل الصغير وأسير به بالإضافه إلى حقيبتي الكبيره طوال الوقت.....


وعندما أطلب من زوجي أن يساعدني على حمله بعض الوقت... يرفض ويقول بأنه لايعرف كيف يحمل الأطفال.....


في الطريق أخبرني زوجي بأننا سنذهب لبعض الوقت لدى أمه لترى الطفل ثم إلى بيت أهلي...
قاطعته متذمره... أخبرته بأنه لاطاقه لي حتى على الوقوف.... كنت أشعر بالإنهاك....

لكنه كان مصرا...
قال بأنها عشر دقائق فقط....




 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
سبحان الله
والله شعرت بحب نحو صغيرك وانا اقرأ كلامك
نقلتي الحب الينا فأحببناه ❤❤
الله يجعله من عباده الصالحين والسعداء في الدارين وكل ابناء المسلمين ❤❤
شكرا لك... كلامك جدااا جميل..
ولك بالمثل حبيبتي... ❤❤
❤
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( ٧ )....


دخلت إلى بيت أهل زوجي.. سرت بتثاقل..... لم أكن مستعده لأقابل أحد.... ألقيت السلام... توجهت كل الأنظار نحوي... كانت اخت زوجي جالسه فقامت لتقف فورا وتوجهت نحوي بسرعه لإلقاء السلام ولتتحمد لي بالسلامه... تبعتها أخت زوجي الأخرى بنفس الطريقه.... تبعه صوت أب زوجي ليتحمد لي بالسلامه هو الآخر...


كانت هذه الطريقه هي توصيات ام زوجي لبناتها للتعامل بإيتيكيت مع الناس...

او لتعليمهم طريقه التعامل مع الناس......



جلست بقربهم...

تناولت أم زوجي الصغير.....

أصبح الجميع يتأمله بنظرات دقيقه...

تحدثنا قليلا.... أصبح النقاش عن شكل يده وأقدامه....... قالت أم زوجي بضيق ان صغيري طبيعي جدااا و أن الأطباء دائما مايهولون الأحداث........كانت تتأمل وجهي.... كان يبدو على وجهي ملامح التعب... والشحوب...

كانت عشر دقائق...

أتصل زوجي وطلب مني الخروج... هممت بالنهوض حامله طفلي مع أغراضي فأشارت أم زوجي لإبنتها ان تسبقني في المسير لتفتح لي الباب....



عدت لبيت أهلي.... تحلق الموجودين حولي مجددا... الكل يريد رؤيه الوجه الجديد....

الوجه الذي يبدو نسخه مصغره من شكل والده..!!

أخذته أمي ونظرت إلى عينيه التي تبدو عليها الإصفرار.......وقالت بأنه بحاجه للإستحمام ليزول الإصفرار الذي بعينيه...

كوني أسكن في منطقه زراعيه فمن عاداتنا أن نجعل المولود يستحم بماء ورق الشجر ( نوع معين من الشجر).. .أول ثلاثه أيام.. فهو يمتص الإصفرار من الجسم بسرعه كبيره..........


وحصل جدال صغير بيني وبينها....

كنت أريد أن أحممه بنفسي وأهتم بأدق تفاصيله... وأن أحمل مسؤولياتي بنفسي.... وأن لاأتعب أحدا معي...

لكن أمي كانت تريد أن تفعل كل شيء بنفسها... لكي لاتشعر بتأنيب الضمير.. ولكي لاتشعر بأنها مقصره....


طلبت منها أن احمم الصغير بنفسي... لكنها رفضت بشده.... وكان يبدو انها ستغضب...

طلبت مني أن أخرج ملابس الصغير فقط....



توجهت من فوري لإخراج ماأشتريته من ملابس...

نظرت إلى القطع التي أشتريتها...... وإلى قفازات اليدين الخاصه بالمواليد بشكل خاص .........

كنت قد أشتريتها لكي لايجرح وجهه بحركات يديه العشوائيه..........

تساءلت بيني وبين نفسي......

عندما كنت حاملا وعندما كنت أشتري مثل هذه الأشياء........... هل كنت أعلم عن المستقبل....!!!

تحدث أشياء في حياتنا لانتوقعها احيانا...

بل لانحسب لها أي حساب في تفكيرنا........



حل الليل مره أخرى.. كان يوما طويلا.... كنت أشعر بتعب فضيع... وبألم في كل عظام جسمي... وبأني منهكه للغايه... بالكاد نام أبنائي.. وبالكاد نام الصغير بعد جهد.... أستسلمت للنوم بدون شعور.... بعد ساعه أو ساعتين أستيقظ الصغير مجددا... وبدأ في البكاء... بدأت في إرضاعه فنام.... ثم نمت من فوري... ثم بعد نصف ساعه بدأ في البكاء... وهكذا الحال لوقت طويل.. بدأت أشعر بألم في رأسي من النوم المتقطع بهذا الشكل... في المره الأخيره... حاولت إرضاعه وتهدئته ولم يستجب... ولم يكف عن البكاء.. بدأت أقف به مع التربيت عليه وهز جسمه بشكل خفيف وأسير به في الغرفه... عله يسكت وينام.....



لكن لافائده... أستمر في البكاء أكثر...

جلست على الأريكه التي كانت موجوده بالغرفه... وأحاول أن أجعل عيني مفتوحه قدر المستطاع.. لكي لاأنام بدون أن أشعر....

اغلق عيناي وأفتحها بسرعه..

أشعر أني سأدخل في إغماء من سيطره النوم.....

بدأت أشعر بالضجر والضيق... مابه لايسكت....


عم الهدؤوووووء.... وأختفت الأصواات.... استيقظت فجأه على صوت إرتطام شيء ما...

نهضت مفزوعه لأرى أني نمت دون أن أشعر.. وسقط صغيري من يدي... حتى إني نمت وأنا جالسه... نظرت إليه بسرعه وكان سيبدأ في البكاء... التقطته من على الأرض بسرعه كبيره.......رفعته ونظرت إليه مذهوله..شعرت بألم في قلبي عليه.. أحتضنته بسرعه قائله بسم الله عليك.. بسم الله الرحمن الرحيم... قبلته واحتضنته كثيراا فسكت...


جلست على الاريكه مره أخرى... شعرت برغبه قويه في البكاء.... أردت أن أبكي فقد كنت متضايقه منذ أيام...



كان منتصف الليل....

قاومت دموعي كثيرا لكني استسلمت للبكاء...

بكيت لمده قصيره وسارعت بمسح دموعي بسرعه قبل أن تراني أمي... فمن عادتها أن تستيقظ كل ليله لتصلي صلاه الليل.....

وكانت قبلها تلقي نظره على غرفتي ثم ترحل لاأدري لماذا.... وهي تعلم بأننا سنكون حتما نائمين....





مر الأسبوع أخيرا.. وحان الموعد.. كنا ننتظره بفارغ الصبر.... كنت متواجده بالمشفى منذ وقت باكرا جداااا....

دخلنا إلى دكتور عظام الأطفال...

بدأ بفتح ملف جديد...

سألني أسئله كثيره...

هل كانت الولاده طبيعيه... نعم

هل واجهتي أي مشاكل أثناء الولاده... لا

كنت أفكر... كانت ولاده سريعه سهله ميسره بفضل الله..

هل تعرضتي لأي أشعه.. لا...

هل تناولت أدويه معينه أثناء الحمل؟! لا..

هل لديكم مثل هذه الحاله في العائله.. لا...

هل تعانين من أي خلل في الهرمونات
أو في هرمون الغده.. لا..

وأسئله كثيره كثييييره....



كان كل شيء يبدو طبيعيا...

لم يكن هناك سبب واضح...

طلب الطبيب أشعه للعظام.. والذي ظهر بأنها سليمه...

طلب وضعه على السرير.....

كان يبكي بشده.... ولكنه لايتحرك....

كان الطبيب يتأمله بصمت....

ويهز رأسه بثقه كأنه يعلم مابه...

كنا نراقبه بتركيز شديد منتظرين منه أن يتحدث......


قال بأن لديه تصلب بالمفاصل...
نظرنا إليه منتظرين أن يشرح أكثر... لم نفهم شيئا بعد..
قال بأنه عندما تكون حركه الجنين في الرحم ضعيفه او محدوده للغايه لأي سبب من الأسباب لمده تزيد عن ٣ أسابيع تسبب ذلك في نمو المفاصل لدى الجنين بطريقه خاطئه في الجسم... وهذا النمو الخاطئ يسبب الألم ومحدوديه الحركه او عدم القدره على الحركه اطلاقا.....


كهذه الصور.......

سأله زوجي ان كان لهذا الشيء أي علاج...... ركزنا أنظارنا نحوه بدقه... محاولين ان نلتقط مايقوله بسرعه شديده.... متأملين ان يقول نعم.. يمكن علاجه.....

لكن دكتور العظام بقي صامتا لفتره..يفكر..... ثم قال..... لنجرب ولنرى................


20177-dff7cfe94a2540098f3db8018b2a347f (1).jpg


20178-9d5ef1325297021bb80db91382a7a8b8 (1).jpg




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113

( 8 )......

قال الطبيب.... بالنسبه لليدين... سنجرب العلاج الطبيعي مع مواعيد المتابعه لنرى ونحكم... هل هناك تطور ام لا....

وإن لم نلقى أي تجاوب... ستكون العمليات الجراحيه آخر الحلول.....

أما الأقدام فسيوضع عليها الجبس وسيتم تغييره كل أسبوع وفي كل مره سنحاول تغيير اتجاه القدم بواسطه الجبس إلى ان تعود في اتجاهها الطبيعي....


فقد كانت أقدامه متجهه إلى اليمين بدلا من اتجاهها إلى الأمام..... كما الأشخاص الطبيعيين..


سألنا الطبيب إن كان سيعود طبيعيا بعد ذلك.... قال لاأعلم...... لاأستطيع أن أقدم لكم إجابه أكيده....

قلت في نفسي ومن سيعلم إذن... إن كنت أنت الطبيب لاتستطيع تقديم إجابه دقيقه لنا.....!!!
مالذي كان سيخسره..... لو أنه أعطانا قليلا من الأمل!!


توجهنا إلى الغرفه المخصصه للجبس.... كان ممرا طويلا...... نظرت حولي فرأيت الكثير ممن يضعون الجبس على أيديهم أو أقدامهم.... كان عددا لابأس به.... قلت في نفسي... كل هؤلاء الأشخاص مصابين بالكسور!!!!!
وكلما سرت أكثر في الممر ازداد ظهور أعداد الأشخاص المصابين بالكسور......
حتى تخيلت أنه لم يبقى من سكان هذه المنطقه أحد صحيح!..


ووصلنا إلى الغرفه.... طلبت مني الممرضه وضعه على سرير الفحص... كان عمره أسبوعا واحداا.....
وبينما كانت الممرضه تضع الجبس لصغيري وسط بكاءه...... لاحظت بأن امرأه هناك كأنما تراقبني.......
التفت ورائي لأراها تنظر لنااااا بصمت وبتفكير عميق.....
اقتربت مني تلك المرأه أكثر لتشير إلى الجبس في أقدام الصغير وتقول بأسى لماذا الجبس؟؟؟؟!...


لم يكن بكاء صغيري يسمح لي بالرد عليها أو الإلتفات لها....
فقد كان عقلي مشوشا... التفت لآرى صغيري متناسيه أن تلك المرأه كانت تحدثني من الأساس....!


لكن ذلك الموقف.... بقي في ذهني... قلت لأبنه خالتي عن ماحدث.... فضحكت وقالت.... لعلها كانت تظن أنك من آذيت الصغير..!!!
او أنك قمت بتعنيفه حتى أصيب بكسر ما...
نظرت لها متفاجأه... ماذا كيف تفكر بهذا التفكير.... وهل هناك أشخاص يفكرون في أذيه من هم في هذا العمر!...


قالت ابنه خالتي... نعم.. النساء اللاتي لديهن اكتئاب مابعد الولاده.. قد تصل بهم الأذيه لهذا الحد... وهناك قصص أحيانا نسمعها... عن هذا الموضوع.....


نظرت لأبنه خالتي بذهول.... لأتساءل... هل الأمر خطر لهذا الحد!!!!


في اليوم التالي ذهبنا إلى مشفى آخر....
إلى قسم العلاج الطبيعي....
التقينا بالدكتوره المسؤوله عنه في أول جلسه... كانت نفسها تلك الدكتوره المسؤوله عنه في الحضانه.....
تلك التي شعر قلبي اتجاهها بارتياح كبير... شكلها يذكرني بشخصيه ظريفه لطيفه في حياتي....


أخبرتنا ان الموعد الأَول سيكون عباره عن تقييم لحالته...... ثم بعدها ستقرر مالذي سيحتاجه من علاج...


وضع على سرير الفحص مجددا... بدأت تلك الطبيبه بفحص يديه وأقدامه... وقامت بتسجيل المعلومات الدقيقه عنه....


تنهدت تلك الطبيبه بيأس....
وبسلبيه كبيره قالت..... لاأظن أن العلاج الطبيعي سينفع معه أو أنه سيقدم أي نتيجه... لكننا سنجرب على كل حال...
وبيأس أكبر قالت : لعله يفيد...


نظرت إليها كان وجهها سلبيا.. مكفهرا.. اسودا... شعرت بأن اليأس التي كانت تشعر به قد انتقل إلي....


لم يكن لدينا انا وزوجي أي رده فعل سوى الصمت... وترقب الأحداث.. وإنتظار الأيام...
لانعلم كيف سيكون المستقبل..... ومالذي سيحدث في الغد... وكيف ستكون الأمور... وكيف ستصبح حياتنا مع هذا الصغير بعد عام على الأقل....!!


المستقبل!!! ياللغرابه... منذ متى بدأت أفكر بالمستقبل... طوال حياتي كنت أفكر باللحظه الحاليه فقط... والآن......
لكن التفكير في المستقبل....
لم يكن يخطر في عقلي أبداااا....
ولم أكن في حياتي أفكر بهذه الكلمه.....


في حياتي التي عشتها... طوال حياتي عندما أرى أشخاص معاقين... أو أشخاص من هذا النوع....
أفكر..... كيف تقبل أهاليهم فكره إعاقتهم... وأنهم لن يكونوا كالأشخاص الطبيعيين...
ولن يعيشو حياه طبيعيه..... ولن يتزوجو... ولن ينجبو الأطفال... ستبقى نظرات الحسره تملأ قلوبهم وهم يرون غيرهم من الأطفال... كيف يستمتعون بالحياه.. بل سيرون كل الأطفال قادرين... على المشي.. والتحرك... والقيام بأبسط احتياجاتهم... بمفردهم.. دون مساعده أحد...
بينما هم عاجزون.....


عندما أرى صورا للمعاقين....
أشعر بأن هذه الفئه من الناس غير موجوده في حياتنا الحقيقيه... بل هم موجودين في الصور فحسب... اذ ان عقلي لايكاد يستوعب هذه الحقيقه... حقيقه ان هناك أشخاص من هذا النوع!!!!!


كنت أقول في نفسي في الماضي .. لو أصبح لي ابن معاق.... في عالم الخيال طبعا اذ لايمكن ان يحدث ذلك...... ذلك بعيد جدا عني انا... في عالم الخيال.... لو كان لي ابن معاق... هل كنت سأتقبله... هل سأكن له مشاعر الحب دائما... هل سأبقى إلى جانبه وأقول له بأني سأبقى أحبه مهما حدث... وأنه سيستطيع ان يعيش حياه طبيعيه كما يفعل كل شخص يمتلك ابن معاق.....


أتساءل مره أخرى..
كيف أمكن أهاليهم من الصبر على كل ذلك..
وعلى السيطره على مشاعرهم.... وعلى تقبل هذه الصدمه.... ثم محاوله تكريس حياتهم لخدمه هذا المعاق...... لم أكن أتخيل ولاواحد بالمئه ولاحتى في عالم الخيال... بأنني سأكون واحده منهم....


هل هو معاق لاأعلم.... هل هو شخص طبيعي لاأعلم.... لكن كل ماأعلمه بأن كل مشاعر الحزن واليأس والإحباط أجدها مجتمعه في قلبي....


أريد أن أنعزل عن العالم....
أريد أن أبتعد إلى أبعد مكان لايراني فيه أحد....
أريد أن أبكي لأفرغ مافي داخلي فلم أعد قادره على التواصل مع أحد....... ولا الإستماع إلى أي أحد.......


أريد أن ألملم الشتات والفوضى التي في عقلي....
أريد أن أستوعب كل مايحدث.... اريد أن أصدق أنني في عالم الواقع فعلا وأن كل مايحدث هو أمر حقيقي......!


في إحدى الزيارات جاءتني خالتي..... كانت عائده للتو من سفرها..... وقبل أن تنام أو ترتاح من تعب السفر....... أتت لزيارتي فورا متلهفه لرؤيتي ولرؤيه الصغير.... هذا الصغير الذي قلب حياتي رأسا على عقب كما يقولون.....


أتذكر ذلك الموقف جيدااااا...
حينما كانت خالتي تلاعب الصغير.....
قالت لي أن الله أحيانا يبتلي الإنسان ليجعله يرى الأشخاص الذين يعانون في الحياه.... ويجعله يدرك حجم النعم والرفاهيه التي كان يتمتع بها مقارنه بغيره... وليتذكر تلك النعم التي وهبه الله إياها غير أنه كان غافلا عنها.. معتادا عليها.....


أستمعت لكلامها في صمت..... لكن في عقلي كانت تدور آلاف التساؤلات.... كنت أفكر في كثير من الأشياء... في الكثير الكثير.....


كلما زارني أحد ما في فتره النفاس....
كان يعطيني الكثير من النصائح... والكثير من الكلام والقصص التي تجعل الإنسان يتفاءل في الحياه......


كانت أم زوجي تلح بشده وتقول : لما لاتبدأين في قراءه سوره البقره..... أو مارأيك في الإستغفار بشكل يومي لتجدي نتيجه حول صغيرك......
او هل لك أن تدعي له بشكل يومي فدعاء الأم مستجاب.... لما لاتجربين؟!!
كانت تلح على ذلك في كل مره تراني فيها......


غير إني كنت أشعر باستياء كبير... وحزن عميق... وتعب جسدي شديد.... ولازلت أشعر بالتعب فلا زلت في أول اسبوعين من النفاس.... كنت أشعر بآلام تشبه التقلصات وبخمول شديد.....
هذا بالاضافه إلى مواعيد المشفى التي اذهب اليها في كل صباح.....
لم يسنح لي الوقت لأختلي بنفسي... ولألملم أفكاري..... وأستوعب مشاعري جيدااااا....


أكاد أعجز عن العمل... وعن التحرك وعن فعل أي شيء... أشعر بالعجز وعدم القدره على ان اخطو أي خطوه للأمام.....
يجب أن أتخلص من مشاعري.... وأتأمل كل مايحدث وأجيب عن التساؤلات التي في عقلي....
أحتاج إلى أن أمضي وقتا طويلا بمفردي....
لأستعيد قوتي... أشعر بالضعف... أنا فعلا احتاج لذلك.....


كانت أم زوجي تصر على أن افعل شيئا ما...
وان أتحرك الآن.... غير انها لم تجد اي رده فعل مني.......


كانت خالتي الأخرى تقول لي : يجب أن لايفقد الإنسان الأمل في حياته....
كانت تخبرني عن قصص بعض من أصيبو بأمراض مستعصيه وصعبه ثم بقدره الله تم شفاؤهم من هذا المرض......

كنت أفكر في داخلي...
هل تحاول خالتي مواساتي..؟! هل تحاول خداعي..؟!



 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113

( 8 )......

قال الطبيب.... بالنسبه لليدين... سنجرب العلاج الطبيعي مع مواعيد المتابعه لنرى ونحكم... هل هناك تطور ام لا....

وإن لم نلقى أي تجاوب... ستكون العمليات الجراحيه آخر الحلول.....

أما الأقدام فسيوضع عليها الجبس وسيتم تغييره كل أسبوع وفي كل مره سنحاول تغيير اتجاه القدم بواسطه الجبس إلى ان تعود في اتجاهها الطبيعي....


فقد كانت أقدامه متجهه إلى اليمين بدلا من اتجاهها إلى الأمام..... كما الأشخاص الطبيعيين..


سألنا الطبيب إن كان سيعود طبيعيا بعد ذلك.... قال لاأعلم...... لاأستطيع أن أقدم لكم إجابه أكيده....

قلت في نفسي ومن سيعلم إذن... إن كنت أنت الطبيب لاتستطيع تقديم إجابه دقيقه لنا.....!!!
مالذي كان سيخسره..... لو أنه أعطانا قليلا من الأمل!!


توجهنا إلى الغرفه المخصصه للجبس.... كان ممرا طويلا...... نظرت حولي فرأيت الكثير ممن يضعون الجبس على أيديهم أو أقدامهم.... كان عددا لابأس به.... قلت في نفسي... كل هؤلاء الأشخاص مصابين بالكسور!!!!!
وكلما سرت أكثر في الممر ازداد ظهور أعداد الأشخاص المصابين بالكسور......
حتى تخيلت أنه لم يبقى من سكان هذه المنطقه أحد صحيح!..


ووصلنا إلى الغرفه.... طلبت مني الممرضه وضعه على سرير الفحص... كان عمره أسبوعا واحداا.....
وبينما كانت الممرضه تضع الجبس لصغيري وسط بكاءه...... لاحظت بأن امرأه هناك كأنما تراقبني.......
التفت ورائي لأراها تنظر لنااااا بصمت وبتفكير عميق.....
اقتربت مني تلك المرأه أكثر لتشير إلى الجبس في أقدام الصغير وتقول بأسى لماذا الجبس؟؟؟؟!...


لم يكن بكاء صغيري يسمح لي بالرد عليها أو الإلتفات لها....
فقد كان عقلي مشوشا... التفت لآرى صغيري متناسيه أن تلك المرأه كانت تحدثني من الأساس....!


لكن ذلك الموقف.... بقي في ذهني... قلت لأبنه خالتي عن ماحدث.... فضحكت وقالت.... لعلها كانت تظن أنك من آذيت الصغير..!!!
او أنك قمت بتعنيفه حتى أصيب بكسر ما...
نظرت لها متفاجأه... ماذا كيف تفكر بهذا التفكير.... وهل هناك أشخاص يفكرون في أذيه من هم في هذا العمر!...


قالت ابنه خالتي... نعم.. النساء اللاتي لديهن اكتئاب مابعد الولاده.. قد تصل بهم الأذيه لهذا الحد... وهناك قصص أحيانا نسمعها... عن هذا الموضوع.....


نظرت لأبنه خالتي بذهول.... لأتساءل... هل الأمر خطر لهذا الحد!!!!


في اليوم التالي ذهبنا إلى مشفى آخر....
إلى قسم العلاج الطبيعي....
التقينا بالدكتوره المسؤوله عنه في أول جلسه... كانت نفسها تلك الدكتوره المسؤوله عنه في الحضانه.....
تلك التي شعر قلبي اتجاهها بارتياح كبير... شكلها يذكرني بشخصيه ظريفه لطيفه في حياتي....


أخبرتنا ان الموعد الأَول سيكون عباره عن تقييم لحالته...... ثم بعدها ستقرر مالذي سيحتاجه من علاج...


وضع على سرير الفحص مجددا... بدأت تلك الطبيبه بفحص يديه وأقدامه... وقامت بتسجيل المعلومات الدقيقه عنه....


تنهدت تلك الطبيبه بيأس....
وبسلبيه كبيره قالت..... لاأظن أن العلاج الطبيعي سينفع معه أو أنه سيقدم أي نتيجه... لكننا سنجرب على كل حال...
وبيأس أكبر قالت : لعله يفيد...


نظرت إليها كان وجهها سلبيا.. مكفهرا.. اسودا... شعرت بأن اليأس التي كانت تشعر به قد انتقل إلي....


لم يكن لدينا انا وزوجي أي رده فعل سوى الصمت... وترقب الأحداث.. وإنتظار الأيام...
لانعلم كيف سيكون المستقبل..... ومالذي سيحدث في الغد... وكيف ستكون الأمور... وكيف ستصبح حياتنا مع هذا الصغير بعد عام على الأقل....!!


المستقبل!!! ياللغرابه... منذ متى بدأت أفكر بالمستقبل... طوال حياتي كنت أفكر باللحظه الحاليه فقط... والآن......
لكن التفكير في المستقبل....
لم يكن يخطر في عقلي أبداااا....
ولم أكن في حياتي أفكر بهذه الكلمه.....


في حياتي التي عشتها... طوال حياتي عندما أرى أشخاص معاقين... أو أشخاص من هذا النوع....
أفكر..... كيف تقبل أهاليهم فكره إعاقتهم... وأنهم لن يكونوا كالأشخاص الطبيعيين...
ولن يعيشو حياه طبيعيه..... ولن يتزوجو... ولن ينجبو الأطفال... ستبقى نظرات الحسره تملأ قلوبهم وهم يرون غيرهم من الأطفال... كيف يستمتعون بالحياه.. بل سيرون كل الأطفال قادرين... على المشي.. والتحرك... والقيام بأبسط احتياجاتهم... بمفردهم.. دون مساعده أحد...
بينما هم عاجزون.....


عندما أرى صورا للمعاقين....
أشعر بأن هذه الفئه من الناس غير موجوده في حياتنا الحقيقيه... بل هم موجودين في الصور فحسب... اذ ان عقلي لايكاد يستوعب هذه الحقيقه... حقيقه ان هناك أشخاص من هذا النوع!!!!!


كنت أقول في نفسي في الماضي .. لو أصبح لي ابن معاق.... في عالم الخيال طبعا اذ لايمكن ان يحدث ذلك...... ذلك بعيد جدا عني انا... في عالم الخيال.... لو كان لي ابن معاق... هل كنت سأتقبله... هل سأكن له مشاعر الحب دائما... هل سأبقى إلى جانبه وأقول له بأني سأبقى أحبه مهما حدث... وأنه سيستطيع ان يعيش حياه طبيعيه كما يفعل كل شخص يمتلك ابن معاق.....


أتساءل مره أخرى..
كيف أمكن أهاليهم من الصبر على كل ذلك..
وعلى السيطره على مشاعرهم.... وعلى تقبل هذه الصدمه.... ثم محاوله تكريس حياتهم لخدمه هذا المعاق...... لم أكن أتخيل ولاواحد بالمئه ولاحتى في عالم الخيال... بأنني سأكون واحده منهم....


هل هو معاق لاأعلم.... هل هو شخص طبيعي لاأعلم.... لكن كل ماأعلمه بأن كل مشاعر الحزن واليأس والإحباط أجدها مجتمعه في قلبي....


أريد أن أنعزل عن العالم....
أريد أن أبتعد إلى أبعد مكان لايراني فيه أحد....
أريد أن أبكي لأفرغ مافي داخلي فلم أعد قادره على التواصل مع أحد....... ولا الإستماع إلى أي أحد.......


أريد أن ألملم الشتات والفوضى التي في عقلي....
أريد أن أستوعب كل مايحدث.... اريد أن أصدق أنني في عالم الواقع فعلا وأن كل مايحدث هو أمر حقيقي......!


في إحدى الزيارات جاءتني خالتي..... كانت عائده للتو من سفرها..... وقبل أن تنام أو ترتاح من تعب السفر....... أتت لزيارتي فورا متلهفه لرؤيتي ولرؤيه الصغير.... هذا الصغير الذي قلب حياتي رأسا على عقب كما يقولون.....


أتذكر ذلك الموقف جيدااااا...
حينما كانت خالتي تلاعب الصغير.....
قالت لي أن الله أحيانا يبتلي الإنسان ليجعله يرى الأشخاص الذين يعانون في الحياه.... ويجعله يدرك حجم النعم والرفاهيه التي كان يتمتع بها مقارنه بغيره... وليتذكر تلك النعم التي وهبه الله إياها غير أنه كان غافلا عنها.. معتادا عليها.....


أستمعت لكلامها في صمت..... لكن في عقلي كانت تدور آلاف التساؤلات.... كنت أفكر في كثير من الأشياء... في الكثير الكثير.....


كلما زارني أحد ما في فتره النفاس....
كان يعطيني الكثير من النصائح... والكثير من الكلام والقصص التي تجعل الإنسان يتفاءل في الحياه......


كانت أم زوجي تلح بشده وتقول : لما لاتبدأين في قراءه سوره البقره..... أو مارأيك في الإستغفار بشكل يومي لتجدي نتيجه حول صغيرك......
او هل لك أن تدعي له بشكل يومي فدعاء الأم مستجاب.... لما لاتجربين؟!!
كانت تلح على ذلك في كل مره تراني فيها......


غير إني كنت أشعر باستياء كبير... وحزن عميق... وتعب جسدي شديد.... ولازلت أشعر بالتعب فلا زلت في أول اسبوعين من النفاس.... كنت أشعر بآلام تشبه التقلصات وبخمول شديد.....
هذا بالاضافه إلى مواعيد المشفى التي اذهب اليها في كل صباح.....
لم يسنح لي الوقت لأختلي بنفسي... ولألملم أفكاري..... وأستوعب مشاعري جيدااااا....


أكاد أعجز عن العمل... وعن التحرك وعن فعل أي شيء... أشعر بالعجز وعدم القدره على ان اخطو أي خطوه للأمام.....
يجب أن أتخلص من مشاعري.... وأتأمل كل مايحدث وأجيب عن التساؤلات التي في عقلي....
أحتاج إلى أن أمضي وقتا طويلا بمفردي....
لأستعيد قوتي... أشعر بالضعف... أنا فعلا احتاج لذلك.....


كانت أم زوجي تصر على أن افعل شيئا ما...
وان أتحرك الآن.... غير انها لم تجد اي رده فعل مني.......


كانت خالتي الأخرى تقول لي : يجب أن لايفقد الإنسان الأمل في حياته....
كانت تخبرني عن قصص بعض من أصيبو بأمراض مستعصيه وصعبه ثم بقدره الله تم شفاؤهم من هذا المرض......

كنت أفكر في داخلي...
هل تحاول خالتي مواساتي..؟! هل تحاول خداعي..؟!







ليس خداعا ..لكن لابد من المواساة شد الأزر

واهم من ذلك كله التاكيد على حسن الظن بالله ويا حظ من وحد بجانبه في تلك الظروف من يذكره بالله تعالى.

نحن جميعا تقرييا نختاج للنظر لقلوبنا وعقولنا من جديد لنعلم كيف ننظر للحياة. وما مفهومنا لرحلتها وما مفهوم الابتلاء


لابد ان نفهم.ان الابتلاء جاء بقدر ولحكمة والصبر بالتصبر وبالدعاء والتحمل ليس بايدينا

ثم الامل الحياة على امل الشفاء لها مذاق اخر وتبث قوة في النفس

ثم العلم بحقيقة الدنيا وزوالها

هذه نقاط لابد ان نسعى اليها ونجاهد انفسنا
رحمة الله سابقة ولكن القلوب تحتا ان تزال عنها غشاوات وغشاوات حتى تبصر النور
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,649
مستوى التفاعل
1,708
النقاط
113
استوقفني كلام قريبتك عن ان الله يبتلي الناس ليجعله يدرك حجم النعم والرفاهية التي كان يتمتع بها مقارنة بغيره
وجدت اني اقرأ كلامها وفي اعماقي معارضة نسيبة له .. نعلم جميعا ان الله اذا أحب عبدا ابتلاه .. ورغم الابتلاء ورغم عظم بعض الابتلاءات وحجمها الا ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه العزيز : ( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) لم يقل سبحانه و تعالى ان قبل العسر يسرا .. ولم يقل عز وجل ان بعد العسر يسرا .. لكنه أكد وأعاد ان العسر يكون معه يسر..
رغم الابتلاءات وما اكثر الناس المبتلين .. بل اننا لا نكاد نرى شخصا دون ابتلاء .. رغم الابتلاءات ورغم حجمها وثقلها الا ان الله الكريم الرزاق الوهاب يمتعنا بنعم أخرى .. نعم جزيلة عظيمة .. كلنا مبتلون رغم درجات الابتلاء وكلنا نرفل في نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصى
الله يبتلي العبد ليرفعه درجات .. الله الرحيم الذي هو ارحم بعباده من الام على وليدها يبتلينا ويعطينا القوة والاستطاعة و النعم و البركة لتخطي ابتلاءاتنا .. يعطينا نعما جزيلة عظيمة تجعل من الابتلاء يبدو هينا امام الكم الهائل من النعم .. حتى صغيرك صديقتي .. حتى صغيرك يرفل بفضل الله في نعم جزيلة .. والدين واخوة وعائلة وصحة وعافية في جوانب اخرى .. الحمد لله ليس اعمى ليس اصما لا يعاني أمراض نادرة .. دوما أتأمل رحمة الله بنا كيف ينجينا من أكثر الامراض صعوبة وخطورة .. قد يبتلي بعضنا وفي المقابل يهدينا الكثييير الكثيييييير من النعم الضرورية و المهمة التي ان فقدنا أحدها لكانت الحياة بابتلااءاتها اكثر صعوبة وعسر
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
ليس خداعا ..لكن لابد من المواساة شد الأزر

واهم من ذلك كله التاكيد على حسن الظن بالله ويا حظ من وحد بجانبه في تلك الظروف من يذكره بالله تعالى.

نحن جميعا تقرييا نختاج للنظر لقلوبنا وعقولنا من جديد لنعلم كيف ننظر للحياة. وما مفهومنا لرحلتها وما مفهوم الابتلاء


لابد ان نفهم.ان الابتلاء جاء بقدر ولحكمة والصبر بالتصبر وبالدعاء والتحمل ليس بايدينا

ثم الامل الحياة على امل الشفاء لها مذاق اخر وتبث قوة في النفس

ثم العلم بحقيقة الدنيا وزوالها

هذه نقاط لابد ان نسعى اليها ونجاهد انفسنا
رحمة الله سابقة ولكن القلوب تحتا ان تزال عنها غشاوات وغشاوات حتى تبصر النور
كنت أعلم نيه خالتي الصافيه ولكنني في داخلي كنت أقول دائما... يجب ان نكون أشخاص واقعيين... أردتها ان تحدثني من باب الواقع وليس من باب حدوث المعجزات أو حدوث الأشياء التي تكاد تكون صعبه الحدوث او قريبه من شبه المستحيل.........


كنت عندما أستمع لحكاياتها أسأل نفسي هل هذا واقعي... هل هذا حقيقي... يبدو انها تحاول التخفيف عني لاأكثر....


لكني فعلا في نفس الوقت كنت في تلك اللحظه أتمنى لو يحدثني جميع الأشخاص مثلما تحدثني خالتي... كنت أتمنى أن أحصل على جرعات تشجيع تعطيني الدافع لأن أخرج من جو الصدمه الذي كنت فيه....


طبعا وأكيد يأتي في المقدمه حسن الظن بالله ولولاه لم نكن لنمتلك أي أمل في الحياه...

 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
استوقفني كلام قريبتك عن ان الله يبتلي الناس ليجعله يدرك حجم النعم والرفاهية التي كان يتمتع بها مقارنة بغيره
وجدت اني اقرأ كلامها وفي اعماقي معارضة نسيبة له .. نعلم جميعا ان الله اذا أحب عبدا ابتلاه .. ورغم الابتلاء ورغم عظم بعض الابتلاءات وحجمها الا ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه العزيز : ( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) لم يقل سبحانه و تعالى ان قبل العسر يسرا .. ولم يقل عز وجل ان بعد العسر يسرا .. لكنه أكد وأعاد ان العسر يكون معه يسر..
رغم الابتلاءات وما اكثر الناس المبتلين .. بل اننا لا نكاد نرى شخصا دون ابتلاء .. رغم الابتلاءات ورغم حجمها وثقلها الا ان الله الكريم الرزاق الوهاب يمتعنا بنعم أخرى .. نعم جزيلة عظيمة .. كلنا مبتلون رغم درجات الابتلاء وكلنا نرفل في نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصى
الله يبتلي العبد ليرفعه درجات .. الله الرحيم الذي هو ارحم بعباده من الام على وليدها يبتلينا ويعطينا القوة والاستطاعة و النعم و البركة لتخطي ابتلاءاتنا .. يعطينا نعما جزيلة عظيمة تجعل من الابتلاء يبدو هينا امام الكم الهائل من النعم .. حتى صغيرك صديقتي .. حتى صغيرك يرفل بفضل الله في نعم جزيلة .. والدين واخوة وعائلة وصحة وعافية في جوانب اخرى .. الحمد لله ليس اعمى ليس اصما لا يعاني أمراض نادرة .. دوما أتأمل رحمة الله بنا كيف ينجينا من أكثر الامراض صعوبة وخطورة .. قد يبتلي بعضنا وفي المقابل يهدينا الكثييير الكثيييييير من النعم الضرورية و المهمة التي ان فقدنا أحدها لكانت الحياة بابتلااءاتها اكثر صعوبة وعسر
في رأيي كلام خالتي كان فيه بعض من الصحه... بل أبدو في داخلي مقتنعه به تماما.... مررت بتجربه طويله وبأيام كثيره رأيت فيها فعلا كيف يعاني الكثير من الأشخاص في الحياه...
في الماضي لم أكن منتبهه لكل هذه الأشياء...
لم أكن أستشعر أي من هذه النعم... كأنني لم أكن منتبهه لها... أحيانا لانفقد النعم بشكل كلي... أحيانا نفقدها بشكل مؤقت ثم نعود لما كنا فيه من راحه البال......


لكن هل شخصياتنا تعود كالسابق؟!..
هل نظرتنا لهذه الأشياء التي فقدناها كما كانت في الماضي؟!..
بالنسبه لي تغير جزء من شخصيتي عندما مررت بهذه الحادثه..... لايمكن ان أكون كما كنت سابقا..


أليس من يمرض او يكون له شخص عزيز مريض ويخوض في رحلات طويله من العلاج والتعب ويزور الأماكن التي يرى فيها الأشخاص الذين يواجهون المعاناه في الحياه يتفتح عقله على النعم التي كان غافلا عنها سابقا...؟!


للإبتلاء أسباب كثيره بعضها كما قلت رفع درجات للمؤمن.. وبعضها تكفير للذنوب....
هناك ابتلاءات تنزل على الإنسان بسبب ماأرتكبه من ذنوب....


لاأحب الحكم على نفسي أو على غيري من هذه الناحيه.....

الحمد لله رب العالمين دائما وأبدا.....
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,513
النقاط
113
الإقامة
مع الله

العلاج يبدو مؤلمًا جدًا ، أشبه بجلسات تعذيب ، لا بدّ أنّ هذا صعب جدًا عليك ، أسأل الله أن يثبت قلبك حبيبتي ويعينك ، استعيني بالله دائمًا ولا تعجزي .الصّدمة الأولى لربما لازلت تعانين منها ، كما تهتمين بصغيرك اهتمي بنفسك أيضًا ، الحمد لله أجد أن لديك من يساعدك فعلًا.


لما أقرأ لك عن فورة مشاعرك و لقاءك الأول بطفلك الأول وصغيرك أفكر يااااه ، هذه هي الأمومة إذن. لم أسمع أبدًا من تحكي عن هكذا لحظات. شكرًا ،، شكرًا لك ، أشعر بأنني فعلًا عشت هذه اللحظات الجميلة معك.

لربما العائلة تعبر عن حبها وقلقها لكن أجد ردود أفعالهم مبالغ فيها ، لكن الحمدلله الوضع لم يتجاوز المعقول. ولدت لنا بنت بحالة خاصة قبل سنوات ، وصلت الدرجة إلى البكاء والدراما ونشر الأقاويل ، صحيح الأمر كان صادمًا جدًا ، و لم نرى أو نسمع بحالتها قط فقد ولدت بفم وأنف متصل ، وعين واحدة لكن أصابني الغيظ جدًا من هؤلاء ، لو انهاروا ماذا ستفعل الأم إذن ؟! وأيضًا صدمة البعض ووصفهم جعلني أتخيل وحشًا. لما رحت المشفى وجدت ملاكًا صغيرًا ، وصلت متأخرة وماتت قبل أن أراها . كانت أول مرة أشوف جثة لكن الهدوء والسكينة التي تغطي ملامحها ورائحة حديثي الولادة المحببة جعلتني للآن أراها بصورة جميلة لا تُنسى ، والأم كانت أكثرنا تجلدا وصبرا بحمد الله ، وهي التي تحاضر لنا ، طبعا قريبتي حالة خاصةً ، الحمدلله منّ الله عليها بالكثير من الإيمان والتعلق بالله ومن أهل الخير.



أحببت جدًا ردة فعلك بعدم تهويل الأمر ، وعدم استباق الأحداث ، أراك أيضًا كنت أكثر العائلة تجلداً . صغيرك ليس مريضًا لكن مختلف فقط . لا أقلل أبدًا من صدمتك ولا المعاناة حبيبتي لكن إن شاء الله كل شئ سيكون بخير ، والخير هو في اختيار الله كما تقولين دائما. سواء استجاب للعلاج أم لا ، ستجدين عونًا من الله ، فمع كل عسر يسر ، ستجدين نظام حياة جديد ، مختلف ، وستعادين عليه.


أنا كنت أعمل في رعاية مراهقة لسنتين تقريبًا ، بدايةً كنت أشعر بالدّوار لما أراقب الأم ، وجدولها اليومي الطويل الذي لا ينتهي ، مع بنتين باحتياجات خاصة ، وصغير لم يبلغ الثلاث سنوات ، واثنين آخرين ، وزوج ، وفوقها كانت طموحة وتدرس وعندها بيزنس ، خخخخ . البنات كانوا يمرضون كثيرا ومواعيد لا نهاية لها ، وأحيانًا لازمهم عمليات يقعدوا شهر بالمشفى وتقريبًا سنة ليتعافوا تمامًا بحكم جسمهم ضعيف. كنت أشعر بالشفقة نحوها بداية لكن مع مرور الوقت رأيت كم تعودت على نظام حياتها ، دائما جاهزة للذهاب للمشفى ، مستعدة لأي طوارئ . صرت أحترمها جدًا وكلما تعبت من مطاردة أحلامي أنظر إليها ليتجدد عزمي. أحيانًا الحياة لا تمنحنا الكثير من الخيارات لكن مع الوقت نتعود ويصبح أسهل وأسهل بعون الله.


أنت أيضًا لا تستلمي أبدًا ، رغم الظروف الصّعبة ، والتي تختلف تماما عن تصوراتك ، أكملي الطريق نحو هدفك ، امنحي صغيرك الاهتمام ، الرّعاية ، وكل ما يلزم ليصبح إنسانًا ناجحًا بإذن الله.

الابتلاء له أسباب كثيرة بالطبع ، لكن بالنهاية أظن السبب الأكبر هو أن الدنيا كلها دار ابتلاء واختبار.

عمومًا ،، متابعة لك ، أكملي
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
أتمنى أن يتحقق هذا الشيء بداخلي..
أتمنى أن أنجز هذا الهدف بأي ثمن..
أشعر انه بوابه دخولي لعالم السعاده.. والراحه النفسيه... والتوفيق في الحياه...
هل أنا قادره....... هل أكون متأخره....



ياترى هل هناك وقت؟!
أفكاري مشوشه.... من أين ابدأ...
الفوضى حولي كثيره جدااا......
لاأستطيع ان أكون شخصيه منظمه.... ولاأن أكون شخصيه مرتبه...


كل يوم لدي أفكار كثيره ومتنوعه لإنجاز هذا الهدف....
لاأستطيع الثبات على شيء واحد.......
أبدو منطلقه بقووووووه نحو الحياه...
أبدو مستعده بقوه لإكتشاف العالم بكل مافيه من مباهج........


العالم في الخارج أكبر من أن يكون كئيبا او تعيسا....
إنه يحتاج إلى من يجرب الخروج فقط...


لكني عشوائيه... لاأملك اي مخطط إلى أين سأذهب.....
الخرائط في طريقي كثيره.....
كلها تبدو مغريه......منظمه ومرتبه.... تجعلني أصل إلى هدفي بنظام دقيق....
أستطيع معرفه متى سيمكنني الوصول إلى هدفي... وكم من الوقت سأستغرق...
وماهي كميه الجهد الذي سأبذله....
فيها كل المعلومات التي أحتاجها....
معها أمتلك الضمان للوصول للهدف....
.. لكن ذلك ممل للغايه ....


كم أحببت أن أسير في الطريق بشكل عشوائي......
المفاجآت في الطريق تبدو ممتعه...
وتوقع وإكتشاف ماسيأتي يبدو أمرا مغريا...

الصدف والأشياء الغير متوقعه التي أجدها بالطريق تعطيني دافع للمواصله وإكتشاف المزيد.....


تجربه كل جديد يعطيني نشاط كبير.. وطاقه هائله...
لكن هذه الطاقه تهدر في اللاشيء...
تهدر غالبا في السير في الطريق الخاطئ..
او التأخر في الوصول بسبب العقبات والحواجز الغير متوقعه.....


ليتني شخصيه ممله تحب التنظيم والترتيب والروتين والملل....
لكان ذلك سيسهل علي الأمر...





 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
العلاج يبدو مؤلمًا جدًا ، أشبه بجلسات تعذيب ، لا بدّ أنّ هذا صعب جدًا عليك ، أسأل الله أن يثبت قلبك حبيبتي ويعينك ، استعيني بالله دائمًا ولا تعجزي .الصّدمة الأولى لربما لازلت تعانين منها ، كما تهتمين بصغيرك اهتمي بنفسك أيضًا ، الحمد لله أجد أن لديك من يساعدك فعلًا.


لما أقرأ لك عن فورة مشاعرك و لقاءك الأول بطفلك الأول وصغيرك أفكر يااااه ، هذه هي الأمومة إذن. لم أسمع أبدًا من تحكي عن هكذا لحظات. شكرًا ،، شكرًا لك ، أشعر بأنني فعلًا عشت هذه اللحظات الجميلة معك.

لربما العائلة تعبر عن حبها وقلقها لكن أجد ردود أفعالهم مبالغ فيها ، لكن الحمدلله الوضع لم يتجاوز المعقول. ولدت لنا بنت بحالة خاصة قبل سنوات ، وصلت الدرجة إلى البكاء والدراما ونشر الأقاويل ، صحيح الأمر كان صادمًا جدًا ، و لم نرى أو نسمع بحالتها قط فقد ولدت بفم وأنف متصل ، وعين واحدة لكن أصابني الغيظ جدًا من هؤلاء ، لو انهاروا ماذا ستفعل الأم إذن ؟! وأيضًا صدمة البعض ووصفهم جعلني أتخيل وحشًا. لما رحت المشفى وجدت ملاكًا صغيرًا ، وصلت متأخرة وماتت قبل أن أراها . كانت أول مرة أشوف جثة لكن الهدوء والسكينة التي تغطي ملامحها ورائحة حديثي الولادة المحببة جعلتني للآن أراها بصورة جميلة لا تُنسى ، والأم كانت أكثرنا تجلدا وصبرا بحمد الله ، وهي التي تحاضر لنا ، طبعا قريبتي حالة خاصةً ، الحمدلله منّ الله عليها بالكثير من الإيمان والتعلق بالله ومن أهل الخير.



أحببت جدًا ردة فعلك بعدم تهويل الأمر ، وعدم استباق الأحداث ، أراك أيضًا كنت أكثر العائلة تجلداً . صغيرك ليس مريضًا لكن مختلف فقط . لا أقلل أبدًا من صدمتك ولا المعاناة حبيبتي لكن إن شاء الله كل شئ سيكون بخير ، والخير هو في اختيار الله كما تقولين دائما. سواء استجاب للعلاج أم لا ، ستجدين عونًا من الله ، فمع كل عسر يسر ، ستجدين نظام حياة جديد ، مختلف ، وستعادين عليه.


أنا كنت أعمل في رعاية مراهقة لسنتين تقريبًا ، بدايةً كنت أشعر بالدّوار لما أراقب الأم ، وجدولها اليومي الطويل الذي لا ينتهي ، مع بنتين باحتياجات خاصة ، وصغير لم يبلغ الثلاث سنوات ، واثنين آخرين ، وزوج ، وفوقها كانت طموحة وتدرس وعندها بيزنس ، خخخخ . البنات كانوا يمرضون كثيرا ومواعيد لا نهاية لها ، وأحيانًا لازمهم عمليات يقعدوا شهر بالمشفى وتقريبًا سنة ليتعافوا تمامًا بحكم جسمهم ضعيف. كنت أشعر بالشفقة نحوها بداية لكن مع مرور الوقت رأيت كم تعودت على نظام حياتها ، دائما جاهزة للذهاب للمشفى ، مستعدة لأي طوارئ . صرت أحترمها جدًا وكلما تعبت من مطاردة أحلامي أنظر إليها ليتجدد عزمي. أحيانًا الحياة لا تمنحنا الكثير من الخيارات لكن مع الوقت نتعود ويصبح أسهل وأسهل بعون الله.


أنت أيضًا لا تستلمي أبدًا ، رغم الظروف الصّعبة ، والتي تختلف تماما عن تصوراتك ، أكملي الطريق نحو هدفك ، امنحي صغيرك الاهتمام ، الرّعاية ، وكل ما يلزم ليصبح إنسانًا ناجحًا بإذن الله.

الابتلاء له أسباب كثيرة بالطبع ، لكن بالنهاية أظن السبب الأكبر هو أن الدنيا كلها دار ابتلاء واختبار.


عمومًا ،، متابعة لك ، أكملي
يبدو أن لديك خلفيه عن العلاج الطبيعي...
نعم هو مؤلم للغايه.... لكنه الحل الوحيد الذي رأيناه امامنا..... كان الخيار الوحيد...... لم يكن أمامنا الا الدخول من هذا الباب.....


تمنيت أن تكون هناك حلول اخرى... وأن يكون لدي خيارات كثيره... لأفكر وأقرر وأختار....
لكن الحمد على كل حال...
في النهايه فكرت بأنه لو كان هناك باب واحد لحل المشكله... فذلك خير..... أفضل من أن اكون في مكان مظلم مغلق لاأعرف الخروج منه.....


الأمومه رائعه وبقدر ماهي رائعه....
هي غير رائعه أيضا...
هي متعبه... وتستهلك كل صحتك النفسيه والجسديه...
كل يفسرها من وجهه نظره ومن رأيه الشخصي...
أيام أرى نفسي أتمنى أن أبقى عازبه وأعيش حياتي بمطلق الحريه...
وأيام أرى أن من لايجرب الأمومه قد حرم من سعاده كبيره وخير كبير في حياته.............
الأمر يستحق التجربه... لعل كل ذلك التعب يستحق....... ليس شيئا عاديا....بالنسبه لي... أن يهبك الله شخصاا تشعرين نحوه بحب هائل...... مشاعر الحب القويه لوحدها كافيه أن.. تحيي قلبك.. كافيه لأن تجعل حياتك لها قيمه..... كافيه لأن تمدك بالسعاده...... نحن نحب الحياه عندما يكثر حولنا الأشخاص الذين نحبهم... الأشخاص الآعزاء على قلوبنا....
أن أعيش يوميا وأنا ارى احبابي حولي....
وأنظر لهم بحب وتعلق هو نعمه كبيره احمد الله عليها دائما..
أليست النتيجه في النهايه تستحق.. ؟!


بالنسبه لنظرتي بعدم تهويل الأحداث...
بصراحه هذه هي شخصيتي دائما...
دائما أجد أنني أقل الأشخاص انفعالا في كل الأحداث....
كنت أشعر بحزن عميق في قلبي... حتى أن شخصيتي تغيرت بشهاده البعض....
الجميع يصفني بالشخصيه البارده.....
لكنني دائما ماأقول أن مااحدث حدث ولن يغير الحزن ولاالفرح من الأمر شيء....



 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( ٩ )...


كانت أم زوجي دائما ماتقول لي... عودي إلى بيتك.. فأطفالك بالمدارس ومن يدخل ابناءها المدرسه.. من المفترض أن تقضي نفاسها في بيتها....



كانت تردد هذا الكلام دائما من قبل حتى أن أنجب... ولاأعلم لماذا تصر على ذلك... هناك سر ما..... هناك شيء ما.... مالذي تفكر به بالضبط... رغم أنني متأكده بأن أبنتها لو أنجبت فإنها ستقضي نفاسها في بيت اهلها......



خالتي أيضا كانت تقول لي.... عودي لبيتك.. أمك متعبه ويكفيها مابها... تكفيها وظيفتها ورعايه إخوتك ومسؤولياتها التي لاتنتهي....


أمي فعلا مريضه... وطاقتها محدوده...
كنت اسأل نفسي دائما هل أنا أنانيه كوني لم أذهب لبيتي؟!..

أو هل فضلت راحتي على راحه أمي...؟!

كنت في نفسي حائره...

في داخلي كنت أنا أيضا أريد أن أبقى في بيتي...

ولكني لم أجرؤ على طلب ذلك... وانا أعلم بأن أمي... سترفض الأمر بشده..... وربما ستغضب...



فهي ستشعر بإنها مقصره... وسيأتيها تأنيب الضمير.. كالعاده...

أو أنها ستفكر بكم الإنتقادات التي ستحصل عليه.. وماذا سيقول عنها الناس.... أمها لم تهتم بها... تركت إبنتها لوحدها......

أمي تهتم كثيرا لمكانتها وسمعتها بين الناس... وكيف هي صوره الناس عنها......



أو إنها ستشعر بحساسيه من هذا الأمر... وستسألني ان كنت لاأشعر بالراحه بوجودي قربهم....



كما انني لازلت أشعر بالتردد... فخبرتي عن الأطفال تكاد تكون صفرا...


في الماضي.. كنت صغيره... لم أكن أستوعب الكثير وكان أطفالي أول الأحفاد... ثم إنني كنت أدرس وكنت أغيب لأكثر من نصف اليوم.... كانت أم زوجي هي من تتولى جميع شؤونهم...


وتتولى رعايتهم... بخبرتها تلك..... فأصبحت انا لاأملك من الخبره أي شيء...

كنت حائره مع هذا الصغير.... فرغم أنه ثالث طفل الا أنني فعلا لم أتعلم الكثير...


عندما أستغرب كثره بكاءه وعدم إنتظام نومه كانت تقول لي أختي.... مابك..هذه طبيعتهم.... أشعر انك فقدت الذاكره...

وو عندما أنسى اي من الأشياء الصغيره في العنايه بحديثي الولاده... تقول أمي ساخره... هذه نتيجه التوقف عن الإنجاب لفتره طويله..........


الكثير من الأشياء لم أتعلمها ولم أصبح خبيره بها الا مع هذا الصغير....
وليس مع ابني الأول.. وليس مع الثاني....


كنت أفتش بين ملابسه التي أشتريتها... لاشيء منها يستطيع أن يرتديه... مع الجبس أصبح الأمر صعبا..... أصبح يحتاج إلى ملابس بمواصفات خاصه... يستطيع ارتداءها بوجود الجبس في أقدامه.....


كنت أفكر مالذي سأفعله بكل هذه الملابس... هل سأرميها كلها... إنها جديده....
شعرت أم زوجي بحيرتي... وقالت لي... دعيها مستقبلا للطفل الرابع.... أما الآن فلا يمكنك استخدامها.....


فكرت في داخلي إنها تتحدث عن الطفل الرابع.. في وسط هذه الظروووف!!!
تتحدث عن الطفل الرابع....
يبدو انها لاتعرف ابنها جيدا......
هي لاتعلم بأن هذا الطفل قد جاء بمعجزه..
بالكاد وافق زوجي عليه.....


يبدو أنها فعلا لاتعرف بان زوجي يكره الأطفال....
فالطفل الأول هو الوحيد الذي كان مخططا له.....

اما الثاني فأبطلت المانع دون علم زوجي... لأخبره بأن الحمل على مايبدو قد حدث خطئا ودون تخطيط...

أما الثالث فقد كنت ألح عليه لسنووات وسنواات....
ولست لوحدي فقد كانت أمه التي لايكاد يرفض لها طلبا تلح عليه بإصرار في كل يوووم.....
ولسسنا وحدنا فقد كان المجتمع في الخارج يهاجمه بشراسه ويذكره دائما كلما دخل وخرج بأنه تأخر في الإنجاب...


تساءلت في داخلي....
ماذا عن هذه الملابس...

هل ستكون هناك مره قادمه....؟!
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
(10)..

أما زوجي فهو لوحده قصه أخرى... فقد كان منفعلا بشده... بركان هائج.. عصبي غاضب... كانت كل كلمه لي معه تتحول إلى شجار من طرفه.. أتفه المواقف معه تكبر فجأه بسبب لاشيء....


لم يكن غضبه يطالني فقط.. بل كان يطال الجميع.....
بدايه من المشفى الذي قررو تأجيل موعد ابني للعلاج الطبيعي لأن الدكتوره طالبت ب " إجازه" في ذلك الوقت....
كان توقيتا سيئا...
كان قد اتصل عليهم وتشاجر معهم شجار قوي إلى أن أعطوه موعد آخر قريب........


ثم كان شجاره الآخر مع زملاء ومدراء عمله..
الذين رفضو فكره إستئذان زوجي من عمله بشكل يومي... ليذهب به لمواعيد العلاج.....
التي أصبحت بشكل يومي... ولوقت طويل من النهار...


ذهبنا إلى المشفى لختان صغيري...
كان الطبيب رجل كبير في السن... يرتدي نظارات طبيه... يغزو شعره اللون الأبيض... لديه شهره واسعه في المنطقه... كان مسؤولا عن ختان الأطفال وفي نفس الوقت كان طبيب عظام..


عندما كان يكتب الوصفه الطبيه سلمنا ورقه الدواء.. ثم رفع رأسه وبنظره حاده من تحت النظاره..... قال بنبره فيها من اللوم الكثير : لماذا لاتذهبون به إلى جلسات العلاج الطبيعي.... ثم ازدادت نظراته حده وغضب وهو ينظر الينا...


أما نحن فكنا متفاجئين... كيف علم عن وضعه بدون أن يخبره أحد....
تغيرت ملامحنا وبدى عليها الإحراج...
قلنا له بتلعثم وباضطراب... اننا نذهب به للجلسات نعم........


استمر الطبيب ينظر إلينا نظرات طويله عميقه...... ثم طغى الصمت ملامحه...... ثم خرجنا.......

نظرت إلى زوجي الذي بدى عليه الغضب مره أخرى... قلت في نفسي هل يعلم هذا الطبيب أنه أعاد إشعال النار مره أخرى...


فضلت الصمت في الطريق إذ لارغبه لي للدخول في المزيد من الشجارات....
شعرت كأن زوجي ينتظر مني أن أتحدث ليبدأ في محاضراته التي لاتنتهي.... ولكن لن أعطيه الفرصه...
كان الطريق طويل..... وصمتي كان أطول....


بدأ هو بالحديث.... كان كمن يحاول ترتيب أفكاره وكمن يحاول البدء في شجار جديد في نفس الوقت...
قال... أدخلي الإنترنت.. إفتحي اليوتيوب.. راقبي كيف يقومون بجلسات العلاج الطبيعي... تعلمي وطبقيها على إبنك..


يجب ان لاتنتظري أي شخص.. يجب ان نتحرك الآن...
قال بغيظ وبنبره صوت منفعله: ضاع من وقتنا الكثير..
قلت محاوله كتم غضبي : ماذا تريدني ان افعل... إني أنتظر.. أقوم بجلسات العلاج له.. كيف انا لاأعرف.. لايكفي النظر للطريقه احتاج لتعليم... دائما تتحدث كأني شخص مذنب او مهمل..

قال زوجي بانفعال مره اخرى : تنتظرين....
مرت ثلاث أسابيع لم نبدأ فيها جلسه علاج واحده.... رغم شجاري معهم وإتصالاتي ومطارداتي لهم.... لم نحظى إلى الآن... بجلسه علاج واحده..... ولاواحده....

إلى متى سننتظر.. الوقت يمر بسرعه دون ان نشعر به... لاتقولي ان الوقت لازال مبكر.. الايام تمر بسرعه عاليه... أغمضي عينيك وأفتحيها لتري أن ست أشهر ستكون قد مضت من عمره دون ان نشعر...

الوقت مهم جداااا... لماذا نقف منتظرين لماذا... ان لم نتحرك نحن فلن يهتم أحد به ولن يبالي.... كل الأشخاص لايهمهم أمره كل شخص يفكر بمصلحته.....
انظري كيف يرفض الأطباء استقباله دون حدود عملهم... انظري كيف يطالب كل منهم بإجازته دون تنازل دون ان يهمهم اي شخص وراءهم... بل انظري إلى عملي... همهم حضوري وعملي كل يَوم ولايهمهم ان كان لدي ابن يحتاج لعلاج او مراعاه او لايحتاج... لااحد يهتم... لااحد يهتم....


كل شخص في هذه الدنيا يفكر بمصلحته الشخصيه... وبراحته فقط.....
لاأحد سيفكر بإبنك او سيهتم بأمره ان تفعلي ذلك بنفسك...


قال بغضب.: ان كان هناك أمل وفرصه أراها لما لاأستغلها... لما لاأقوم بإستغلالها والإستفاده منها.... ان كان هناك أمل... ففرصتي أفضل من غيري...
قال بانفعال أكبر : يجب ان تعلمي شيئا واحدا فقط... وهو حينما يكبر ابنك ويصبح رجلا.. ويعي ويستوعب مايدور حوله.. ويعلم أنك أنت أمه كان باستطاعتك علاجه وإنقاذه من وضعه وأنك لم تفعلي ذلك... فلن يسامحك أبدااااااااااااا...

ماذا تنتظرين بالضبط... ان لم تتحركي الان فمتى ستتحركين.... لم أرك يوما تسألين اي شخص عن حالته.. لم أرك تقترحين علي إحضاره لأي طبيب وإلى أي مكان... انت لاتفعلين اي شيء....
سوى مراقبه مايحدث دون حراك.....


كنت صامته أفكر بكلامه : فعلا... لما الناس هكذا.... لماذا هم أنانيون.... كان كلامه صحيحا... ولكن انا فعلا لاأعرف ماذا أفعل الآن.... لازال يتحدث وكأن باستطاعتي فعل شي ما ولكنني قررت أن أرمي بابني دون ان اهتم بأمره....


أشعر أن بالأمر حكما ظالما...
نعم....
فوضعي ليس كوضعه.....
انا من يحمل الطفل وأغراضه طوال النهار للمستشفى ويعتني به ويتأذى ببكاءه طوال الوقت.... ثم أعود لأكمل بقيه يومي مع مشاغل اخوته...


أنا من يسهر معه بالليل ويسهر مع إخوته طوال الوقت....
وانا من عانى من تعب الحمل والولاده وتعب الارضاع طوال الوقت....
أكاد أجن لما يتحدث كأنني لاافعل اي شيء...
أردت الدفاع عن نفسي : أردت أن أنبهه إلى أنني انا أيضا أتعب معه....قلت له : نعم أنت تنام بارتياح طوال الليل... وتذهب لعملك وتعود لتنام وترتاح.... وان كنت تشعر بالملل يمكنك الخروج لوحدك برفقه أصدقاءك دون ارتباطات... لديك الكثير من الحريه لترتاح اَو لتتخلص من ضغَوطاتك متى ماأردت... ثم تعود لتهتم بابنك... فيما انا لااملك كل ذلك...
نعم سيكون من السهل عليك البحث والتفكير عن حلول...

أردت أن أكمل لكنه قاطعني بسرعه بانفعال وبصوت عالي وقال : كوني على علم أنني أخرج من عملي سريعا لأبني لأذهب به للمشفى دون أن أفكر حتى بشرب الماء...
وأني دفعت مبالغ لعلاجه وسأدفع حتى مستقبلا وان اضطررت لأن أضع الديون فوق رأسي وسأبقى أحاول إلى أن أجد نفسي قد فعلت كل ماأستطيع وأقصى مااستطيع... لأشعر اني فعلا قد أديت كل ماكان يجب علي فعله....


هل تظنين أني انام بارتياح... لاأجد طعما ولاراحه للنوم بسبب الهم الذي أفكر فيه طوال اليوم....

كان نقاشا طويلا...... فضلت فيه الإستماع والصمت مره أخرى....
إذ يبدو انني كنت الطرف الخاسر في النقاش...

 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( ١١ )..

كانت أمي تقول لي دائما عن مركز مشهور بالمنطقه للتدريب وللعلاج الطبيعي... ....

وبأن هناك أطفال مقعدين لجئووا إليه وبفضل الله و علاج هذا المركز تمكنو من المشي كالأشخاص الطبيعيين تماما...


كنت صامته ولم أرد على أمي بأي شيء..
لم أبدو متفاعله مع أمي كثيرا...
فلست مستعده بعد ان أفعل أي شيء....
احتاج الى ان احظى بخلوه طويله مع نفسي....
عندما أكون في مزاج سيء او في حزن كبير افقد القدره على العمل...،،،


بعد عده أيام أخبرني زوجي أن أكون مستعده في الغد للذهاب... سألته للذهاب إلى اين...
أخبرني أنه بحث كثيرا وسأل وأخبروه بوجود مركز للتدريب ويفكر بأن يذهب بصغيري فيه لعلنا نحصل على فائده منه..... كان نفس المركز الذي أخبرتني أمي عنه....


وصلنا إلى المكان المقصود.. تأملت المكان كثيرا وانا أدخله.... كانت له رائحه خاصه لاتتغير في كل مره.... وصلنا إلى الإستقبال الرئيسي... أخبرتنا المسؤوله باسم الدكتور الذي سيقيم حالته أولا ثم سيقرر ان كان سيقبل بعلاجه أم لا...


جلسنا على كراسي الإنتظار... كنت متضايقه بشده ولارغبه لي بالذهاب لهذا المكان......
جلسنا انا وزوجي بتوتر وخوف واضطراب وكأننا طفلان يذهبان للمدرسه لأول مره...


مر من أمامنا رجلان يرتديان اللباس الأزرق مثل لباس الممرضين...
كانا ممسكين بشاب مراهق يبدو ببدايه العشرين................
نظرت مباشره إلى يديه نفس شكل يد صغيري المقوسه.. توسعت عيناي و ركزت نظري عليه بتعمق كبير وخوف كانت يدا صغيري المقوسه صغيره للغايه.. لهذا كان شكلها مقبولاااا جدا....


أما هذا الشاب فيبدو شكله مخيفا غريبا...... كان من الواضح عليه انه لايستطيع الوقوف...
كان المدرب الاول يقف من أمامه والمدرب الثاني يقف من خلفه... لكي لايسقط.... كانا ممسكين بالشاب ويأمرانه بأن يحاول المشي ولو لخطوات بسيطه....


لكن هذا الشاب كان خائفااا يرتجف... أخبرهم بأنه يعجز عن التحرك وسيسقط... كان يبدو على المدربين بعض القسوه فكانا يضربان يده بحده ويأمرانه بالتحرك مره اخرى....
نظرت مباشره إلى والد هذا الشاب لأرى رده فعله هل سيسمح بمعامله ابنه هكذا...!!!!
لكن والده لم يفعل اي شيء.......


كان الشاب الذي يبدو انه يهتز بمكانه ويواجه صعوبه بالوقوف والثبات يحاول التحرك بيأس ....


كان يبدو على الرجلين انهما مستعدان ومتأهبان لإمساك هذا الشاب في حال شعرا انه سيسقط من مكانه... بصعوبه يحاول الشاب المشي لخطوات بسيطه... ثم يبدو مستسلما ضعيفا يائسا.... ويقول لهم بعجز وضعف واستسلام لااستطيع... لكن المدربين يصران على ان يكمل..... يمشي لخطوات بسيطه وجسمه يهتز ثم يترنح على إحدى المدربين.....


انتهت فتره التدريب واحضر له والده الكرسي المتحرك... ثم غادرو المكان.....


بعد لحظات قليله.....
يحضر رجل يرتدي نفس اللباس الأزرق الخاص بالمدربين.... وبرفقته طفله تبدو بالعاشره من عمرهااااا..
كان جسمها مقيد بإحكام وكانت واقفه على لوح خشبي ........
ركزت نظري بشده إليها.... وتسارعت نبضات قلبي.. نفس شكل اليد المقوسه....... تساءلت بخوف... هل سيبقى شكل صغيري هكذا عندما يكبر؟؟!


بقيت تلك الطفله واقفه مايقارب النصف ساعه ولم يأتي اي أحد ليفك الرباط عنها ويطلب منها الجلوس لترتاح.....
بقيت انظر حولي بترقب.... متى سيأتون إليها؟! ........


نظرت إلى زوجي.. كان يبدو هو الآخر مذهولا متأثرا..
سمعنا نداء المعالج المسؤول عن ابني.. جاء دورنا.....
دخلنا وبدأ بفتح ملف جديد وفعل كما يفعل البقيه... الكثير من الأسئله التي إجاباتها تبدو كلها طبيعيه ولاتنبأ بوجود أي مشكله.....


سألناه كما نسأل أي شخص نذهب إليه....
هل لهذا الشيء أي علاج؟! هل يمكن أن يعود كالشخص العادي..؟!


نظر المعالج إلينا وبتردد كبير قال لنا... لاأعرف تختلف الإستجابه من شخص إلى آخر....
شعرت بانفعال كبير بداخلي... كلهم يجيبَون بنفس الإجابه.... دائما مترددون ويستحيل ان يعطو أي إجابه أكيده... إما نعم او لا... هل هذا صعب...!!!!!


أخبرنا المعالج بالذهاب للإستقبال من جديد... لعمل جدول مواعيد لجلسات العلاج الطبيعي.....
ذهبنا للإستقبال... دفع زوجي المبلغ... كان مبلغا كبيرا..... يبدو أن ميزانيتنا ستتأثر كثيرا..!!
في السابق غالبا كنا نقتصر على الاساسيات بسبب ديون زوجي...
فكيف الآن..!


طلبت منا المنسقه في الإستقبال الإنتظار قليلا ريثما تنسق الجدول الخاص بنا وتقدم لنا تقريرا كاملا...


عدنا لكراسي الإنتظار..... شعرت بالملل وفكرت بالتجول في أرجاء هذا المركز لأكتشفه....


أسير بتركيز وتأمل وانا اقرأ اللافتات المكتوبه لكل غرفه.....
غرفه العلاج الطبيعي....
بجانبها غرفه العلاج الوظيفي.....
أسير قليلا وأقرأ غرفه النطق والتخاطب...
ثم غرفه علاج ضعف السمع........
ثم اخيرا غرفه مكتوب فيها العياده النفسيه.....


طال الإنتظار... عدت أدراجي إلى نفس ذلك الكرسي من جديد.....
أشعر بنعاس شديد.... وبرغبه في الهروب من هذا المكان لم أتقبله إطلاقا.....


استند للوراء وأغمض عيناي لدقيقتان ثم أفتحها لأرى أمامي طفل شكله غريب.... كأنني أرى ركبتيه منحنيه عن بقيه جسده.... أي مثل الذي يركع في الصلاه ولكنه كان واقفا....


اقوم بفرك عيناي لعلي من قله النوم لاأرى أمامي جيدا... فعلا أشعر بنعاس فضيع.....
لاأدري حتى اليوم ان كان هذا المنظر الذي رأيته هو حقيقه او هو هلوسات شعرت بها في ذلك الَوقت...........


ثم مر من أمامنا رجل برفقه ابنه الصغير الذي يعرج وهو يحاول ان يمشي كأنما يسحب أقدامه بتثاقل كبير..........
المكان مزدحم كثيرا....
بدأت أشعر بالضيق والأنفعال........... كل هذه المناظر دفعه واحده......
أنهم يشبهون المعاقين.... بل هم معاقين فعلاااا...!!!!!


أسمع أصوات بكاء أطفال لاتتوقف صادره من مكان ما.... ركزت على مصدر الصوت وعلمت أنه صادر من غرفه العلاج الطبيعي.....
شعرت بتوتر وحزن..... لاأدري مالذي يفعلونه بالأطفال في الداخل......


لكنني بكل تأكيد أشعر بنفور من هذا المكان وبرغبه قويه في الهروب منه...
سمعنا نداء المسؤوله لإستلام الورقه...


ذهبنا إليها بسرعه... ونظرت مره أخرى لزوجي ورأيت على ملامحه الضيق وبعض القرف مثلما أشعر انا... فعلا شعرت بالاختناق...... وبسرعه كبيره كنت أسير حامله صغيري لأضغط زر المصعد.....
أرغب بالخروج بسرعه بسرعه أحتاج لنفس طويل في الخارج......


بدأ باب المصعد يفتح وبسرعه هممت لأدخل ولكني تراجعت بسرعه إلى الوراء أيضا عندما رأيت رجلا يخرج منه يتنفس بسرعه كبيره ويشهق ويحاول أخذ نفس كبير من التعب وهو يحمل ابنه الذي يبدو بالعاشره من عمره......


نظرت نظره خاطفه سريعه إلى الطفل كانت يداه وأقدامه مرتخيتان وساقطتان بالأرض....
جسده مرتخي بالكامل.... كان يبدَو كالطفل عندما يكون نائما لاشيء فيه يتحرك سوى عينيه........


خرجت بسرعه كبيره وركبت السياره بسرعه عاليه أيضا........
في الطريق كنت أحاول إستيعاب كل مارأيته من مشاهد... كنت مذهوله للغايه.... أفكر وأفكر وأفكر..... كان يبدو على الرجل المسكين شده التعب وهو يحمل ابنه ذا الوزن الثقيل........


أفكر وأفكر مره أخرى.... لما لم يضعه على كرسي متحرك.........!!!!!!!
لماذا.... لماذا..... طوال بقيه يومي وأنا أفكر........ فأستوعبت أخيرا أن الطفل لايستطيع حتى الجلوس....!!!!!!


عدت إلى بيت أهلي.......
المكان ممتلئ لايخلو من أحد.....
نظرت إلى صغيري فقبلته و أحتضنته بشده..
أشعر بحب كبير نحوه.....
متعلقه به كثيرا......

تمنيت أن أبقى لوحدي لبعض الوقت....
مشاعري كانت في درجات عاليه من الثوران الإنفعالي.....
انا بحاجه إلى خلوه كبيره لأستعيد صحتي النفسيه من جديد...ولأتخلص من حزني ولأتمكن من النهَوض والعمل. .!!!!!

















 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
وما أدراك لعل الله ارسلك هناك لتجدي حالات أشد من حالة ابنك.

فتهدا نفسك.قليلا

لا اعلم معلومات كثيرة عن المرض لكن ربما هؤلاءاصيبوا به بسن كبير وبدرجة أسوء

ربما ظهور حالة ابنك صغيرا افضل فعلا ليس لدي معلومات ولكن لماذا لا نراها هكذا

تلك القسوة التي ترينها من المعالجين ربما سببها انهم لو أنهم تركوه لنفسه ومخاوفه لتوقف نعم أميل للمعاملة الحسنة للمريض وبث الأمل في نفسه ولكن ربما هناك نماذج.لا تتخرك إلا هكذا وتستسلم للمرض مهما كان التشجيع والحنو

كما انهم اعتادوا رؤية المرض وأعراضه فقلوبهم لن تكون مرهفة كمثل من رأى ذلك لأول مرة

أهالي المرضى غالبا يصمتون لأنهم يريدون بالنهاية مصلحة أولادهم .

بالتأكيد معاملة ابنك ستختلف.


احتمالية شفاء ابنك.لا يحددها بشر بل رب العالمين تعالى


حتى لو مرض الانفلونزا المعتاد الشفاء منه بأمر الله تعالى
الأمل في الله تعالى اولا وأخيرا
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,649
مستوى التفاعل
1,708
النقاط
113
أفكر كم نحن غافلون عن نعم الله تعالى علينا التي لا تعد ولا تحصى .. كم نحن غافلين عن حمده وشكره عزوجل
الله يشفي ابنك شفاء لا يغادر سقما ويكحل عينك برؤيته سليما معافى
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
( ١٢ )...


أجد صعوبه كبيره بالكتابه....
صراع دائم بيني وبين نفسي..... نفسي التي تريد ان تغلق الماضي الأسود إلى الأبد... وتنساه...


بل وتحرقه حتى لايبقى له أثر.....
لاأريد أن أبقى أتذكر الماضي... اريد ان امحوه من ذاكرتي تماما...


لماذا أكتب مذكراتي..؟! لاأعلم.....
انا أكتب وحسب.... بدون سبب واضح.....
ربما هي مجرد فضفضه وربما لا......
ربما أنا أقول للآخرين... تعالو لترو مارأيته انا..
وربما لا...
... ليس لدي أي هدف...



أتمنى أن أكتب كل حدث وأبكي عليه لآخر مره.... ثم أغلق صفحته إلى الأبد.......
كنت قد قررت أن أجعل قصتي هذه هي آخر ماسأكتبه من مذكرات وأحداث.....


لهذا.....
سأسمح لنفسي للمره الأخيره بحريه التعبير بكل صدق.... ..........
أعوووود للماضي....


وأنا أقوم بتجهيز حقيبتي.... حامله صغيري... متوجهه إلى مركز التدريب والتأهيل من جديد...
وصلنا...


أدخل وانا أتأمل المكان من جديد بكل تفاصيله.....
اتأمل الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون بكل تركيز... ........
أفعل ذلك لاإرادياا...
بدون شعور ولاأي قصد مني.....
بعضهم يشعر بأني أراقبه وينظر لي بشك أو إستغراب...
بل أحيانا أنسى نفسي وأنا أنظر إلى أشخاص معينين....



تدخل عائله إلى المركز... أنظر وأحلل من أتى مع هذا الطفل... ماذا به... ماقصته... كيف شكله.... هل هو عادي.. هل هو طبيعي ومقبول... كيف يفعلون معه... كيف تعاملهم بالنسبه لابنهم.... انظر إلى ردات أفعال أهله هل هم متقبلين وجود هذا الطفل نفسيا أم لا...


هل هم متذمرين من الذهاب مرارا وتكرارا لهذا المركز وللعلاج.....
هل هم هادئين ومطمئنين...؟!



كيف علاقه الأم والأب..؟!.
كيف نظامهم....؟! اووووه... أنظر إلى تفاصيل أخرى............ أتوه إلى عالم آخر...... أنسى نفسي..


أنظر إلى تفاصيل مظهر الطفل.... هل هو جميل؟! هل هو قبيح؟! هل هو هادئ؟! هل هو مزعج..؟! هل يتعب والديه؟!...


ان شعرت بان مظهر الطفل جميل أبحث عن السبب على الفور.... لماذا هو جميل...؟!

أركز على ملابسه... لربما ملابسه أنيقه ومرتبه.... شعره... ربما هو مرتب للغايه ويوحي بالجمال والنظافه.... تفاصيل ملامحه.... أنظر إلى عينيه.... إلى أنفه... وإلى فمه... وإلى تعابيره.... أجمع المعلوماااااات...........
( فضوليه مهووسه بالإستكشاف ماذا أفعل بنفسي!!)


لاأكاد أتوقف حتى يذهب هذا الشخص من أمامي.......!!!!!!
انسى نفسي وأغوص إلى عالم تفاصيل التفاصيل...


ضغطت على زرالمصعد...
المكان هادئ جدااا...لايوجد أي صوت...
أصل إلى الدور الخامس...... وأدخل مركز التدريب الذي أشعر بالنفور منه..... نفس الرائحه التي أشمها في كل مره بالمكان.... لاتتغير ابدا.....


اسأل المرأه التي في الإستقبال أين أذهب....
فتشير إلى غرفه العلاج الطبيعي..... أقترب من هذه الغرفه أكثر فأكثر.... الهدوء بدأ يختفي وبدأت تظهر أصوات ما ولكنها مشوشه....


أقترب اكثر..... أسمع صوت بكاء... الصوت يزداد وضوحا كلما أقتربت........ إنه بكاء الأطفال المتواصل....!!
أشعر بأسى وأتخيل أن المدربين يقومون بتعذيب الأطفال في الداخل........ الله يعينهم......

المثل يقول :

( ماأجبرك على تحمل المر؟! قال الذي هو أمر منه...!!!)


كنت قد اخذت موقف من الاسبوع الماضي.. موقف الرجل الذي يتعامل معه المدربين بحده.....


كنت أخاف أن يلاقي صغيري نفس المصير...
كنت متأهبه ومستعده لأن أوقفهم عند حدهم عندما أرى منهم أي قسوه وأي حده في التعامل...... لن أسمح لهم بمعامله صغيري هكذا........!!!!


أقتربت من الباب الزجاجي..... وفتحته......
دخلت ومثلما كنت أنظر للجميع.... شعرت بأن الجميع ينظر إلي...
كنت أحمل أصغر طفل يتلقى العلاج...


كان عمره ثلاثه أسابيع.... بينما بقيه الأطفال مابين الثالثه والثانيه عشر سنه.........
بقيت متسمره في مكاني لدقائق معدوده... أنظر بذهول إلى المكان...


كانت الأرضيه باللون الخشبي البني الفاتح....
المكان عباره عن أركان أرضيه مقسمه ووسائد من الجلد الملون بالأزرق والأحمر....
توجد وسائد فوقها من الجلد أيضا ذات أشكال هندسيه...
كره مطاطيه باللون الأحمر بأحجام مختلفه...
الكثير من الأجهزه مثل النوادي الرياضيه...
أثقال للأيدي والأقدام ذات اوزان مختلفه...
أحذيه غريبه الشكل...
يوجد درج صغير للتدريب وفي الوسط مربعات خشبيه رفيعه مقسمه للتدريب على المشي والتوازن...
يوجد ألعاب بسيطه للأطفال أيضا....
ولكن هل وجودها لغرض اللعب..!!!! لاأعتقد...


المدربين كلهم يرتدون اللون الأزرق...
أتساءل لماذا كلهم من جنس الرجال...؟!
أنظر إلى يميني فأرى مدرب ومعه طفل بعمر الثالثه يحاول المشي بصعوبه معتمدا على المشايه وواضعا كل ثقله عليها.....
مدرب آخر ومعه طفل يحاول تدريبه على صعود ونزول الدرج الصغير....


المدرب الرابع معه طفل ويحاول تدريبه على المشي في جهاز السير الكهربائي ويقوم بزياده السرعه بالتدريج...
المدرب الخامس يسند طفله على الجدار ويقوم بتثبيت أقدامها بيديه لوقت طويل...


المدرب السادس يلبس أحد الأطفال حذاء ولباس للايدي شكلهم غريب ويقوم بتمارين غريبه ولكنها أشبه بالتمارين الرياضيه الإعتياديه...
والمدرب السابع يقوَم بوضع جسم أحد الأطفال على تلك الكره المطاطيه... ذلك الطفل لايستطيع حتى الوقوف او الجلوس مثل الأشخاص العادين...
عندما أجلسه المدرب انحنى رأسه فورا إلى أقدامه.... جسده كان مرتخي بشكل كبير...


كان هناك طفل قريب منه بعمر السابعه يزحف على ركبتيه ويحاول الوصول إلى المدرب...
بعد قليل أتى رجل ويحمل طفله تشبه ذلك الطفل الذي رأيته في المصعد الأسبوع الماضي......


جسدها كله مرتخي ويداها وأقدامها ساقطتان بالارض......
لاتستطيع تحريك اي شيء بجسمها.....
سلم ذلك الرجل والد الطفله.... طفلته للمدرب....
حملها المدرب ثم وضعها مستلقيه على الوساده الجلديه...
لايستطيع حتى أن يجعلها في وضعيه الجلوس..
وبدأ معها بتمارين معينه...


فوضى..........إزعاج... وصراخ وبكاء....
عالم كبير من الأشخاص..... .... المختلفين!!!!!!
كنت في داخلي اشعر بإنهيار فضيع..
لكن عندما كنت أرى مثل هذه النماذج.....
أشعر بالذهوووول....!!!!!
وبأن مصيبتي لاتكاد تساوي شيئا.... مقارنه بهم...


كان كل شيء يبدو طبيعيا.....
كانت التدريبات أشبه بالتمارين الرياضيه المألوفه... لاشيء يبدو غير مألوف.....
إذا لماذا يبكي هؤلاء الأطفال بهذا الشكل....!!!!!


بدأت بالبحث عن المدرب المسؤول عن تدريب صغيري.... أخبرني أن عمره صغير جدا لهذا لايستطيع أن يعطيه الكثير من التدريبات...
قال بأنه كلما كبر ستزداد كميه التدريبات المعطاه له...
فمثلا هناك أجهزه وأعصاب لاتعمل في جسمه الا في عمر اربعه او سته اشهر أو حتى سنه....


مجرد تدريب واحد هو مايحتاجه في ذلك الوقت...
كنت أراقب ذلك المدرب بتَمعن كبير....
كان لطيفا وودودا مع صغيري..... ويعامله برفق....
شعرت بإرتياح... كنت خائفه من معاملتهم القاسيه..







 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه