وخلال هذه الفترة....
قررت شذى قبل أن يعود زوجها أن تغير بشكلها
ليجد زوجته في حلة أخرى...
كانت مستعدة أتم الإستعداد لتفاجئ زوجها عند عودته ..
بعروس جديدة ...تبهره بجمالها وأنوثتها
فشذى تتمتع بقدر من الجمال والرشاقة والجاذبية
ذات بشرة بيضاء وعيون واسعة سوداء
وشعر أسودٍ طويل منسدل على وجنتيها الوردياتان
تتمتع بشكل طفولي
فلا يبدو عليها أنها أم لإطفال أبداً ...
فهي ذات قوام جميل ...وممشوق
وتتمتع بروح الشباب كون
أنها تزوجت في سن مبكرة جداً ...
بدأت بالتغيير من مظهرها ...
وأقتنت ملابس جديدة ومثيرة
وغيرت أماكن أثاث منزلها ...
وأضافت عليه من لمساتها الإبداعية
التي أضفت على المنزل جمالاً وراحة...
وقبل عودة نادر بيومين اتصل على شذى وكان سعيدا جدا ...
وقال لها أنه أحضر لها هدية....
وكان حديثه معها جميل .....
وقال
ماذا تريدين وماذا أحضر لك ...
يالها من لحظات جملية ....
حيث إمتجزت تلك المشاعر الملتهبة ببعضها
المتعطشة لترتوي من أنهار الحب وينابيع الشوق
تلامست الأحاسيس الجياشة وبَرَقَ نُورها ...
ليضيء قلوب العاشقين ...
لم تصدق شذى ....
وفوراً سجدت لله شكراً له أن سخر لها زوجها.,,
وهتفت بصدق الحمد لك يارب!!
كان ليوم عودة نادر .... نكهة خاصة...
فهذه أول مرة يسافر فيها للخارج
وأول مره يغيب عن البيت كل هذه المدة..
شعرت شذى بشعور جميل ...
وأحست بأن هذا اليوم شبيه بيوم زواجها ...
وشعرت أنها عروس بكامل حلتها وجمالها وحيائها ..!!
إقتربت لحظات اللقاء ...
دقت الساعة العاشرة مساء..
وصل نادر ...وعندما دخل البيت ..كان جميع عائلته باستقباله والسعادة تغمرهم
واستقبلته شذى بباقة رائعة من الورد الطبيعي
بداخلها كرت يحكي مشاعرها الصادقة وحبها الكبير
سلمت عليه و قبلت رأسه وجبينه
ثم عانقته عناقا حار
ففي تلك اللحظة تعانقت الأرواح قبل الأجساد
وتناغمت المشاعر وغنت أجمل الألحان
شعرت شذى بدفء حضنه وأرتوت من حنانه
الذي بدد كل الآلام والهوم ولوعة الفراق
أحضرت شذى لنادر هدية ثمينة وغلفتها بتغليف مميز
وكتبت عليها بيت من الشعر الخاص ...
كما جهزت حفلة عشاء عائلية في البيت ..
يالها من لحظات راآآآآئعه جدا
رأيت زوجها ...
وقد تغير وأصبح شكله أجمل وبشرته صافية والسعادة تغمره
عندما ذهب كان منهكا ويعلو وجهه علامات الخوف والإرهاق
وعندما عاد أصبح ذلك الوجه مشرقاً ومليء بالحيوية والسعادة!!
جاء نادر وقد أحضر معه الهدايا ...
وشعرت شذى أنه مشتاق لها مثل شوقها له ...
وقضوا ليلة سعيدة ومميزه ابتداء من وصولة إلى البيت
وحتى وقت خلودهم إلى النوم ...
مرت الأيام ....
وكان كل حديث نادر عن تلك الدولة
وعن جمالها وجمال بناتها وعن أكلها وعن أجوائها وعن ...وعن ...
كلما تحدث عن جمال تلك الدوله وعن نسائها و أجوائها ..و...و..
تمتليء شذى غيظا ,,
لكنها كانت تحاول قدر المستطاع عدم اظهار ذلك لزوجها ..
هي تعلم أنه يبالغ ... فهي تعرف تلك الدولة تمام المعرفة ...
فقالت له بإبتسامة|:لابد أن نسافر معك لهذه الدولة لنر ما رأيت!!
كان نادر شديد الوضوح مع شذى,,,
وعلاقتهما تجللها الشفافيه والصراحه,,
فهو يتحدث مع شذى بكل مايجول في نفسه
فهي بمثابة الصديقة والزوجة
وهو لايستطيع أن يكتم أسراره عنها...
ويحب أن يحدثها بكل صغيرة وكبيرة في حياته ...
لأنه يجد منها الإنصات له
والدعم المعنوي لأرائه وتطلعاته
والتغاضي عن أخطاءه ...
فهي تتجنب التدقيق على تصرفاته ...
لذلك يأنس بها ويحدثها بكل شيء ...
ومن أمثلة ذلك أخبرها أنه عندما كان هناك أحضر صاحبه قاسم أحضر عدة خادمات نساء!!!
لتطبخ وتنظف لهم,,, وتؤنسهم ...!!!!!!
........
كما أخبرها أن قاسم ضغط عليه وقال لابد من تزويجك !!!!!!
وقال ورفضت ذلك العرض....
لكن قاسم أصر وذهب به إلى مكان ما,
وبالتحديد مكتب خاص للزيجات,,
وكانت فيه مجموعة من الفتيات الجميلات وكلهن أبكار!!
وقد خيرني في احداهن
وقد رفضت الزواج بحجة عدم رغبتي في الارتباط ,,
لكنه قال لي .... انه زواج عرفي
وفي أي وقت تستطيع تركها ,,,وأن مهرها قليل جداً!!!
ولن يكلفك هذا الزواج أي شيء .!!!
طبعاً أنهى ذلك الحديث دون التصريح لشذى بشئ ...
وكأنه يريد الإخبار بالشئ ليس إلا..!
ولم تستطع شذى تحديد غايته من إخبارها بتلك التفاصيل ...!!!!!
وذات يوم افضى نادر لشذى باعتراف ولكن سرعان ما أنكر كل كلامه
فقد كانت شذى جالسه مع نادر يحتسون الشاي فقال لها :
سوف أخبرك بموضوع مهم ....!!!!
ولابد أن تعرفي سواء أكان اليوم أو بعد حين...
قالت شذى بقلق :ماذا هناك لقد أشغلتني ...؟؟
فقال " لقد تزوجت من تلك الدولة ....
ذهلت شذى من كلامه ...
وسرعان ما تساقطت دموعها...
وصمتت قليلا ...
نظرت له بنظرةٍ حزينة ...ودموعها تملأ عينيها ,,
وقالت له بصوت متقطع باك ..غير معقول .!!!!!لاأصدق ..!!!
فقال لها وبسرعه: ...لا ...لا..... أنا أمزح معك ...
هذه مجرد مزحه .. مستحيل أتزوج عليك ...
في الحقيقة أنا لاأريد الزواج ...
ولو أردت الزواج سوف أخبرك قبل ذلك...!!
نادر لايحتمل قلبه أن يرى دموع شذى أبداً ....
فهو يحب أن يراها سعيدة دائماً
لذلك تراجع بسرعة عن كلامه ....
لكن شذى شعرت بأنه صادق عندما قال لها ذلك!!!
وبدا لها بأن كلامه صحيح ...
فانتاب شذى شعور بالخوف والقلق مما قد يخفيه زوجها عنها...
فما كان منها إلا أخذت بالبحث في خفايا زوجها ...
ومايحاول أن يتوارى به عنها ...
ففتحت جواله لأول مره في حياتها ,,
وفعلا لاحظت رقم دولي (وبالتحديد من تلك الدولة)
يكرر الاتصال عليه بشكل مستمر ويومي
وأيضا رسائل يوميه
وأطلق على هذا الرقم أسم(الحبيب)
دق قلبها دقات متسارعة ....
لكن قالت لابد من التأكد وعدم العجله
سجلت الرقم و اتصلت....ووجدت امرأة ...
وأنهت المكالمة بحجة أنها أخطأت الرقم..؟؟؟
لاحظت أيضا أوراق تحويلات مالية في سيارته باسم امرأة
شكت أن هناك أمر ما ...
لكن مازالت تكذب نفسها ...
ولم تصدق أن نادر يمكن أن يكون .....؟؟؟؟؟
كانت تتساء بحرقه ترى هل فتن زوجي......؟؟؟!
وهل تعلق قلبه وعقله بإمرأة غيري .....؟؟؟؟؟؟؟!
إلتزمت الصمت ...لأنها لم تصدق ...
ولأنها لاتريد أن تخوض في مشاكل مع زوجها ...
فهي لاتحب أن تنغص عليه ...
بل تحاول قدر المستطاع الإبتعاد المشاكل ...
دعت الله أن يثبت قلبها,,ويريح بالها وعقلها,,
ولكن لم يمض على عودة نادر من السفر سوى عدة أسابيع
حتى قرر السفر مجدداً لتلك الدولة وكان جاد في قراره ...
الأمر بالنسبة لشذى عجيب جداً!!!!!!!
فنادر لايمكن أن يترك عمله ...
وسفرته الأولى كانت بشق الأنفس وبطلب من مديره ؟؟؟؟
تأكدت شذى أن في الموضوع أمراً ما..؟؟؟؟
حاولت منعه بطريقه غير مباشره فقالت له أنت تخاف من الطائرة!!
قال لها هذا الإحساس كان في الماضي ....
أما الآن فلا أخاف أبداً...بل أصبحت أشعر بمتعه!!
!!!!!!
فقالت شذى بإصرار سوف أذهب معك ...
وكان جل همها وغايتها تحصينه وابعاده عن أصحاب السوء
ولعله يتراجع عن السفر ...
لأنها تعلم مبدأه في سفر النساء ...!
رفض في البداية رفضا شديدا ...
وقال هذا أمر مستحيل ....!!!
وفي تلك الفتره..
كان صاحبه قاسم مع زوجته في تلك الدولة ....!!!!
فنادر أصبح يقتدي بقاسم دونما تفكير ....
كما كان هناك عدد من الأقارب مسافرون ...
وهذا ساعدها في إقناعه ...
قال لها أنا موافق.....لكن بشرط :
إذا وجدت لكم حجز ذهاب وعوده معي في نفس الرحلة وإلا لا..!!!
كانت جميع الرحلات في تلك الفترة مقفلة...!!!!
في البداية لم يكن هناك حجز وكان شبه مستحيل أن يجد لهم أماكن شاغره...
وعلمت شذى فيما بعد...
أن نادراً كان يعلم أنه مستحيل أن توجد حجوزات في ذلك الوقت,,
ويريد أن يكون الموضوع خارج عن إرادته ....وأنه يرغب بمرافقتهم له..
ولكن لاتوجد حجوزات....هكذا خطط ودبر::
وهو في الحقيقة هو من أراد منعهم...
قالت شذى لنادر لابد من إخراج جوازات لأنه لم يبق على موعد السفر سوى اسبوع تقريبا
وافق على مضض ...
ولم يخطر ببال نادر أن الأمور سوف تسير بعكس توقعاته وآماله..
فهو متأكد تماما بأنه مستحيل أن يتأكد الحجز
لأن هذه الأيام بالذات تكون ذروة السفر والسياحة....
لكن أراد أن لايغضب شذى ويسايرها ...
أخذ نادر الصور ...
ولكن...
من تولى مهمة إخراج الجوازت ؟؟
؟؟؟؟؟
إنه صاحبه قاسم !!!!!!!
لما علمت شذى بذلك ...أصيبت بصدمة ...ولم تصدق !!!!
فقالت لنادر ...: لِمَ لمْ تذهب أنت ؟؟؟؟!!!!!
فقال ...إنه صاحبي وأنا أثق به
ويعرف اناس كثيرين ولن يستغرق الموضوع سوى وقت بسيط جدا
ثم قال لها أنه مستحيل ينظر إلى الصور
إنني أثق به جداً
وإبتسم قائلا (وبعدين أنت وين عايشه...الناس تتطور..
وإني مازلت جالسه في مكانك)
!!!!!!!!!!
حزنت شذى كثيراً ...وتسائلت بألم..أين زوجي الغيور..؟؟؟
نادر شديد الغيره على شذى
فلا تخرج إلا بحجاب كامل يسترها من رأسها إلى أخمص قدميها
ولايرضى أبداً أن تخرج إلى أي مكان إلا برفقته ...
ويمنعها من الذهاب إلى الأماكن التي يوجد بها رجال
ولو كان ذلك المكان هو بيت أهله أو أهلها...
آآآآآآآه يا له من موقف محزن جدا على قلبها ...
لكن ماذا عساها أن تفعل...فقد إعطاه الصور وإنتهى الأمر..
شعرت أن زوجها تغير ,,,
لم يكن في الحسبان أن زوجها يوافق أن يخرج لها جوازا
..............
لأنه رجل ملتزم جداً ...
كان دئماً ينتقد الذين يسافرون للخارج مع زوجاتهم وبناتهم !!!
ويقول: كيف يرضون أن يرى الأغراب صور زوجاتهم وبناتهم ؟؟؟!!!
وكيف يسمحون لزوجاتهم وبناتهم بالذهاب إلى أماكن الفتن؟؟!!!
ألايخافون عليهن ...و...و...!!!!
وكلام كثير ...إلى أن رسخت في ذهنها هذه الأفكار
ولم تفكر في يوم من الأيام أن تسافر إلى الخارج أبداً..!!!
كانت تتساءل أين غيرته ...أين مبادئه ...أين كلامه ...أين ...؟؟؟
لم تستطيع أن تميز هل هي على حق وصواب
ام أنها على خطأ حينما عرضت عليه فكرة السفر ....؟
وهل هو أخطأ عندما وافق.....؟
أم هذا هو التصرف الصحيح......؟
لكنها أخيرا قالت لعل في الأمر خير
ولعلني إذا ذهبت معه يستمتع ويستأنس ...وأكون محصنة له ..
وأكون أيضاً بذلك قد عودته على إن لا يذهب بمفرده...!!!
بقي أقل من اسبوع على السفر ...وتحديدا خمسة أيام...
وفي ذلك اليوم كان نادر يتصل ليعرف هل هناك تأكيد للحجوزات ...
جاءت المفاجأة....لقد تم تأكيد الحجز ...!!!!!!!!!
كان الخبر مثل الصاعقة على نادر!!!!!!!
وشذى كانت مذهوووله ايضا..
وقالت :غير معقووول أبدا أن نجد جحز بهذه السهوله
وفي هذا الوقت المحدود والمزدحم بالسياح!!!
أما نادر فقد تفاجا جدا بالخبر..!!!!
وكان الخبر مثل الصاعقه عليه ....
لم يكن يتوقع نهائياً أن يتأكد الحجز ...!!
فقد كان مذهولا ولا يدري كيف يتصرف ....
خرج ثم عاد وأجرى عدة إتصالات ...
وإستشار أصحابه فشجعوه على التجربه...
لكن لم يكن مقتنعاً بما يقولون ..
لانه لا يريد لشذى وأبنائها أن يذهبوا معه ...
فقال لها : ليس عندي مانع أن تسافروا بمفردكم إلى خارج الوطن أو داخله
المهم أن تتركوني أسافر بمفردي!!!
ذهلت شذى من كلام زوجها ....
وهمست لنفسها:ياإلهي هل هذا زوجي أم أنه شخص أخر لاأعرفه !!
لكنها أصرت على الذهاب معه ومرافقته ورفضت السفر لأي مكان بدونه ...
لم يكن نادر سعيدا أبدا بقرار شذى...
بل إستاءت نفسيته جدا عندما تأكدت الرحلة ...!!
وكاد أن يلغي السفر عدة مرات ..
لكنه لم يجد مبرراً لذلك ..!!
وأيضاً لو ألغى الحجز سوف يلغى حجزه أيضاً
وكونه يريد السفر ومتعلق به جدا ...
كان من الصعب عليه إلغاء الحجز ..
كان القرار صعب عليه جداً ...
لكن والده قال: إذا أردت أن تسافر بزوجتك
فكل تكاليف السفر علي (((لأن والد نادر يحب شذى جداً ويعتبرها مثل بناته )
وقال له: ولو إحتجتم لشئ فلا تتردد في إخباري ...
وافق نادر على مضض ...
فلم يكن له خيار أخر ...
وقد كان محرجا جدا من والده..!!
لكن في داخله كل الإستياء والضجر ...!!!!
وقال لشذى:سوف أسمح لكم هذه المرة فقط أن تذهبوا معي ,,
لكن فيما بعد ..لا وألف لا ..
*********************
إثنى عشر يوماً...
هي عدد أيام قصة (عــذراً ... خــاب أمــلــي فــيــك ...!)
دعونا نبحر سوياً مع شذى وهي تروى قصتها ...
لتحكي لنا ماذا حدث معها في تلك الأيام ...
وتقول مافي قلبها بكل شفافية ...