الحلقه السادسه
وصلنا الطائف ...أنزلنا الحقائب ودخلنا الشقة...
سألت موظف الشقق عن بيتزا قريبة....؟؟
أخبرني عن بتزا هت خلف الشقق...
اتصلت بخدمة التوصيل...وبعد نصف ساعة
جاء طلبنا.......
أكلنا أقصد أكلتُ وحدي... سألتها...
هل أكلتِ الحبة....؟
أخرجتْ شريط الحبوب وتناولت واحدةً بتثاقل عجيب
وكأنها تتذوقُ مرارةً فيه...!!
هنا سأتكلم...عن العلاقة الخاصة بين الزوجين..
وكيفية فهم الزوجين لهذه العلاقة..مفهوماً عملياً ونظرياً....
وعليكم أن تفهموا نوعية العلاقة التي بيني وبينها
نأتي أولا لمفهوم الزوجة..؟
الزوجة تعتقد بأن مفهوم العلاقة الخاصة يتمثل في أن
تلبس قميص نوم بالإضافة لقليل
من الماكياج وكفى...!!
هذا هو أقصى مفهومها للعلاقة الخاصة...!!
والزوج مفهومه لهذه العلاقة بأن يؤدي دورهُ
بأسرع وقت ممكن... وبأقل جهد ممكن....
وأيضا بأقل إحساس ممكن....!!
طبعاً لن أدخل في تجسيد هذه العلاقة...
ولكن سيفهم قصدي من خلال الإيحاء لذلك...
فأي واحد منا عندما يستيقظ صباحاً...
فلا يصح بأن يأكل وجبة ثقيلة دفعة واحدة...
بل لابد أن يبدأ قبل ذلك بمقبلات خفيفة....
لكن الغالبية منا قد أسقطوا من حسابهم هذه المقبلات....
وهذا ما يحصل لي معها... !!
والمرأة لدينا عندما تريد أن تتزوج....
وأثناء تجهيزها لشراء ما تحتاجه من أغراض لإتمام زواجها...
تستغرق الكثير من الوقت والجهد لشراء الملابس الداخلية.....
وتستنجد بأخواتها وصديقاتها...
لكي يزودوها بأفضل الماركات والمحال التي تبيع
هذه النوعية من الملابس (اللانجري)
فيزودونها بأفضل...الماركات..والأسماء...
ولا يزودنها بالمعلومات الصحيحة عن طبيعة
هذه العلاقة...ولا عجب ففاقد الشيء لا يعطيه..!!
أيضا لا تكلف نفسها بشراء
كتاب معلوماتي موثوق....
لكي تخرج بفكرة..صحية عن طبيعة وكيفية
التعامل مع هذه العلاقة الخاصة...!!
فالنجاح في هذه العلاقة بين الزوجين
هو نجاح في التعامل اليومي لكامل اليوم الذي يليه....
ودليل على انسجامهما معا في كل شيء.. والعكس صحيح.......
وزوجتي لم تكن ناجحة لا في الليل ولا في النهار...!!
ولا عجب ..فهي نتاج..لتربية سلبية
في كثير من جوانب حياتها...!!
تناولنا إفطاراً خفيفاً...
اقترحت عليها..الذهاب لأداء مناسك العمرة..
(لأني لم أعد أحتمل البقاء معها أكثر)...
لم تمانع...بشرط أن نذهب إلى مدينة جدة
لكي تمارس هوايتها في التسوق والشراء....
ومراقبة خلق الله...!!
أتممنا مناسك العمرة والحمد لله..وبأقل قدر من الخسائر
إذ يبدو أني بدأت أعرف كيفية أساليب التعامل مع هذه المرأة....
أو أن هذا ما خُيل إليَّ...
ذهبنا إلى مدينة جدة..وسكنا في شقة على شارع صاري
حيث أني أعشق سوبر ماركت مرحبا...
فذكرياتي مع والدتي كبيرة السن واكتشافها
للمنتجات الجديدة عليها هي فقط في هذا السوبر ماركت
فأمي لم تلوثها المدينة ولله الحمد فمازالت عفويتها وطبيعتها متماسكة....
اليوم الأول كان الجو مشبعاً بالرطوبة والحرارة
وزد على ذلك ارتفاع درجة حرارتي النفسية والانسجامية...
لم استطع تحمل هذه العزلة النفسية و....
قررت الرجوع وعلى هذا لابد أن أقطع عليها
برنامجها في ممارسة هذه الهواية..!!
قلت لها زواج ابنة أخي قبل نهاية الشهر
ولابد أن نكون متواجدين..
كي نشارك العائلة في الاستعداد لزواجها....
بعد صمت لم يكن أمامها إلا القبول بالأمر الواقع..
عصر اليوم الثاني......
طلبت منها..فتح الدٌرج وإخراج
الخارطة الخاصة بمدينة وأحياء جدة....
طلبت منها أن تحدد موقع شارع صاري...
هدفي أن أجعلها تتصرف بشكل جدي ولو قليلاً..
أردتُ منها أن تمارس ولو شيئاواحداً يكون مشتركا بيننا...
بدأت تنظر للخارطة وكأنها أحدى دارسات محو الأمية..!!
خرجنا من مدينة جدة..باتجاه الطائف..ثم الرياض
كنت طوال الطريق أحاول قدر الإمكان أن أجاريها
في أحاديثها محتسبا الأجر على الله...!!
وصلنا والحمدلله...
صحونا باكراً في اليوم التالي وطبعاً...قامت بطقوسها
اليومية المعتادة...
اتصلتْ بي خالتي....
(أخت أمي وهي أرملة وتمر بظروف صعبة)....
خالتي : عمرة مقبولة والحمدلله على السلامة
قلت : الله يسلمك أخبارك يا خالة كم أنا مقصر
بحقكِ كثيرا فأرجو المعذرة....
خالتي :أحببت أن أسلم عليك وأتحمد لك بالسلامة..
انتهت المكالمة وودعتها على أمل اللقاء القريب بها...
فخالتي هذه مع أنها تكبرني بعشر سنوات فقط
إلا أن لها لها منزلة لدي مثل منزلة الأم ....
فقد عاشت أكثر حياتها معنا فكانت تذاكر لي
وتساعدني في حل واجباتي المدرسية وكنت أرجع إليها في كثير من أموري..
فهي امرأة تساوي قبيلة بأكملها....
أثناء زواجي تذكرت كم أهملت خالتي هذه وانشغلت عنها وعن أطفالها...فقد كنت لهم بمنزلة الأب..
كنا على أبواب المدرسة...
والمدرسة تحتاج إلى أدوات ومستلزمات لابد منها...
اتصلتُ بخالتي..طلبت منها أن تجهز نفسها
لكي تذهب معي...لمشوار قريب...
على الموعد جئتُ خالتي حيث كانت تنتظرني..
ركبت معي واتجهنا إلى شارع العطايف المليء بالمكتبات
التي تبيع أسعار الجملة...حيث الأسعار الرخيصة
سألتني خالتي إلى أين نتجه..؟؟
قلت لها إلى مكان قريب سأشتري لأولادي(أولادها)
لوازم المدرسة فلم يبقى عليها إلا أيام قلائل..
انهمرت الدموع منها بغزاره وكأني أراها
من خلف غطاء وجهها.....
(فرق بين هذه الدموع وذلك الماكياج من تحت الغطاء)..!!
بكت خالتي وأخذت تدعو لي... أسأل الله أن يتقبله منها
كدت أن أبكي معها...طيبت خاطرها
وقلت لها أنا خادم عندك وعند أولادك..
وأنت عليك الأمر وعلي السمع والطاعة...
وصلنا المكتبات...تَسَوَّقْنَا وابتعنا..كل ما يلزم..لأولادها...
برهومي الصغير... ونورة...وجواهر
كان جوالي يكاد ينفجر من كثر اتصالات
(حرمنا المصون)...
حملنا ما اشتريناه..وركبنا السيارة..ورجعنا,,,
توقفت عند باب بيت خالتي..
ودعتها بعد أن حاولت استضافتي ولو بفنجان قهوة...
شكرتها مودعاً..على أمل زيارتها أنا وحرمنا المصون..
حيث أصرت على أن تعطيها
(حفالتها) هدية زواجها...
وليت خالتي كانت تستطيع قراءة المستقبل...ولكن هيهات...هيهات....!!
رجعت إلى بيتي..
وعشي عش الزوجية (قصدي عش الحية)!!
دخلتُ على الحيَّة...
(الحيّة :نوع من أنواع الثعابين لدغتها تؤدي إلى الموت..
وفي أقل الأحوال إلى الشلل..أو كما هو حاصل معي
الشلل الاجتماعي فأنا أُصبت بسبب
لدغتها بإعاقة اجتماعية)....!!