حكايا من دهاليز الحياه

[راجيه الرضا]

الحياه طريق يجمع البشر قد يطول بالبعض وقد يقصر كل حسبما قدر الله تعالي له .

في تلك الحياه دهاليز ضيقه يسكنها البعض والبعض الآخر لا يعلم.عنها شيئا إلا أن يقدر الله تعالي له يوما أن يدخلها ويعيش أحد قصصها ويتعلم منها .



ومن هنا لماذا كانت تلك الحكايات بقسم ملاذ الأرواح.


الأمر له اسباب ...

اولها ان الله تعالي في كتابه الكريم قد أولي القصص بفتح القاف اهميه وتكررت غير مره في القران ربما اشهرها علي الاطلاق قصه سيدنا يوسف عليه السلام والتي اوضح الله تعالي لنا فيها الفائده من القصص حينما قال تعالي ...لقد كان في قصصهم عبره لاولي الألباب ..



وتكررت القصص قصه سيدنا موسي عليه السلام وقصص انبياء آخرين وهكذا

ثانيا..الحكايات هي ترجمه لاحداث الحياه التي ما أوجدها الله واوجدنا فيها الا لتعبئه تعالي "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" وما هذه الأحداث كلها ألا رسائل يرسلها المولي تبارك وتعالي أما تذكير أما ترهيب أما دعوه للصبر علي بلاء ولذا كان لابد من تديرها جيدا
لان حكمه الله تقتضي أن كل شيء بقدر وهو تعالي لا يرسل رسلا ولا يقضي قضاءا عبثا حاشا وكلا بل كل حدث يحمل رساله
ومن هنا ستدرك خطوه بخطوه أن علاقتنا بالله تعالي لن تتعلق فقط بصلاه أو زكاه أو حج كشعائر أو خطوات خاويه من غير روح نقوم بها ثم ننصرف دون اثر لها يذكر أو نستخدمها كمسكنات لآلام الروح ثم نبعد الامر اكبر من ذلك إنما هي الوقود الذي يساعدك علي عبوديتك لله تعالي .

بل قربك من المولي تعالي درعك الواقي من الفتنه حينما يحل البلاء

نسال الله تعالي العفو والعافيه

نبدا علي بركه الله تعالي

 

[راجيه الرضا]

الحكايه الاولي
....................
امي وحكايات من داخل الصندوق الانيق
........................................

المشهد اول
........

بنات متزوجات يزرن امهمهن المسنه ليطمينن عليها

الام...اشعر بشيء متكتل بصدري

احداهن .أن شاء الله خير لا شيء ولكن نزور الطبيب ونطمئن
♦♦♦الام ..أن شاء الله خيرا
المشهد متكرر في أكثر من ببت ونفس الكلام والاطمئنان الرهيب إذ أن المسنات لا يصبهن ابدا الداء الخبيث بالصدر
تمر الايام والأمر يمر بعقولهن جميعا ثم ينسونه في زحمه أحداث الحياه الي أن تقرر الام ان تستشير طبيبا فيامرها بعمل اشعه الماموجرام للاطمئنان علي نفسها ثم تذهب مع احدي بناتها لعمل الاشعه وهناك كان .


المشهد الثاني
.......
اخصائيه الاشعه بجانب ابنه المراه متغيره الوجه ثم تخبر ابنتها بالحقيقه أنه ورم خبيث.فتنهار ابنتها داخليا وترتعب ولكن تتماسك حتي لا تعرف الام ثم ينصرفن.
وقد نصحهم الطبيب بالتوجه الي احدي المستشفيات المتخصصه.
ولنترك ابنتها "م"لتحكي لنا الحكايه

منذ معرفتنا بالخبر نزل الأمر علي رؤوسنا كالصاعقه تهنا عن الدنيا تماما .انا نفسي لم اعد ادري بمن حولي.ايقنا أنها النهايه ولم نكن نتخيل انها قريبه لذلك الحد اابدا.وقلنا ا انها هالكه لا محاله فانا الاستئصال في عمليه ستنهي عليها وأما علاج كيماوي يقتلها وأما استفحال للمرض ينعي حياتها في رحله عذاب بطيئه مؤلمه مدمره

ولكن في ظل هذه الدوامه المؤلمه كانت لنا رحله نفسيه اخذت أتوجه فيها كالغربق ادعو الله تعالي بياس. ولهفه ان يرحمنا ربما لا ادري كيف سيكون المخرج ولا متي ولكني ادعو عسي الله ان يرحمنا ويتولانا لأننا كنا في حاله يرثى لها.


رغم أن امي مسنه قد وهن عزمها الا انني كنت بوهن عزمها احتمي كنت أشفق عليها من العذاب الذي ينتظرها كنت أشفق علي شعورها الذي ينتظر النهايه.ولكني بدايه
تصبرت بصبرها وهدأ من روعي استيعابها للأمر وهدوءها ورايتها حامده لله تعالي متقبله ولكن الأمر كان يؤلمني .

ذهبت اليها لاكون بجانبها واستئنست بجوارها رغم أن هناك بصدري حاله من الالم تسكنه حاله مؤلمه حقا صبغت الدنيا بصبغه موجعه. لا يسكن وجعها الا جوار امي
من اكثر المشاعر المسيطره علي انني لم اكن استوعب قيمه تلك النعمه جيدا وها هي ربما ترحل وكان ذلك مؤلما وهذا يدعو الوقفه مع النفس عند نقطه اعتياد النعم فكم من نعمه اعتاد الإنسان وجودها في حياته فتصبح من المسلمات لا يشكر المولي عليها ولا يلتفت لها وحين ترحل يشعر بها
ثم اني أدركت ههنا أن هذا موعد أحد الاختبارات ....نعم فالاختبارات لا تنتهي إلا بانتهاء الحياه.

تحدثنا كثيرا عن الصبر وها هي قد جاءت ورقه الامتحان باسئله صعبه فهل ساجيب عليها؟

في هذه المواقف العصبيه حري بالإنسان الا يعطي لنفسه العذر بسوء حالته فيبعد عن كتاب ربه بحجه أن الله غفور رحيم وعالم بسوء حالته بل

يعلم أن الله قد أنزل هذا الكتاب شفاء لأمراض النفوس وآلامها ..كتاب انزل لا لنقرأ. آياته مجرد قراءه .ولكن ...ليتدبروا آياته...وأن لم تكن الاحزان واوقاتها هي المحل الزماني لفتح كتاب الله والارتواء منه فتخاوطك آياته بحنان بالغ لتهدهد قلبك وتربت عليه برفق فتحل السكينه مكان الجزع والرعب

وينشرح الصدر بعد انقباضه...فمتي اذن؟

واذا كانت تلك أحد الوقفات مع القران ألا يجدر بي ان اغير نظرتي للقران بل لعلاقتي مع ربي كليه واعيد ترتيب اوراقي من جديد
مرت تلك الأفكار براسي لأعود المواقع لاجدني فعلا قد هدا قلبي فالدعاء سلاح لا يستهان به ابدا ثم انام لا اصحو لنبدأ رحله العلاج
المشهد الرابع....الصندوق الانيق

ذهبنا الي تلك المستشفي المتخصصه لعلاج سرطان الثدي

مكان من الخارج انيق جدا يغلفه زجاج فخم يغطي النوافذ ويعطي انطباعا برقي المكان.لذا أطلقت عليه"الصندوق الانيق" نعم هو صندوق انيق مغلف برباط وردي فحينما تدخل المكان عابرا البوابه الالكترونيه تلاحظ وجود اللون الوردي علي درجات اول سلم تراه يتخلله كلمه hope في كل درجه وذلك باللون الوردي هم يحاولون زرع الامل في نفوس المريضات لعلمهم بصعوبه الامر علي نفوسهن والآلام المصاحبه له عند العلاج...إذ أن معظم الحالات ربما لا تشعر بألم بالبدايه

منذ أن تعبر قدماك البوابه الالكترونيه تشعر بالأناقة والترتيب والنظام في كل مكان

ارضيات رخاميه به كذلك الحوائط. الوان مريحه للنظر .موظفات انيقات هادئات يتكلمن بأدب .ربما لا يبتسمن ربما لجديه العمل ودقته واركيزهن الشديد بشاشات الكمبيوتر حيث بيانات المريضات .كل شيء يمشي بنظام ودقه

التصميم الداخلي جميلا وفريدا ربما بالنسبه لمشفي .فالمشفي كله يعلوه سقفا لماده ربما تشبه الزجاج تدخل الي المكان كله ضوء النهار. .طوابق الكشفي تستطيع من كل طابق أن تري أسفله من خلال ما يشبه الشرفه المحاطه بسور .

لوحات تحث النساء علي الاكتشاف المبكر. للمرض .و تحث المريضات علي محاربته..
اللون الوردي هو شعار المكان فاللوجو الخاص بالمشفي كان لونه ورديا..كما أنك تجد اللون الوردي منتشرا في أكثر من مكان.

ولكن علي الرغم من ذلك كله. الا ان بداخل هذا الصندوق الانيق. كانت بدايه لرحلات مؤلمه لكثير من المريضات بدايه من لحظه معرفه المرض مرورا لمرحله العلاج وبداخله كنت علي موعد مع حمايتهم.

....يتبع....

 

[Lena Dareen]

رائع راجيه ياله من موضوع جميل

بوركتي على مجهودك و موضوعك القيم

متابعاتك ..

 

[راجيه الرضا]

وبوركت انت ايضا يا ليناتي .لا حرمنا الله منك يا حبيبه

 

[وردة الكرز]

لا حرمنا منك و من مواضيعك الجميلة يا حكيمة المنتدى. موضوع جميل و مليء بالحكم و العبر سلمت يداك راجية.

 

[راجيه الرضا]

المشهد الخامس..
...................


لا أنكر أن السكينه كانت قد غمرت جزءا من قلوبنا وما ذلك إلا بفضل الله تعالي بعد أن دعوناه ورجوناه أن يتولانا فما كان ليخيب رجاءنا سبحانه ودود.وما كنا نملك الا التسليم .فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ثم إن الله تعالي لما يطلع علي قلبك فيراه كذلك يريد الرضا ويقاوم الجزع يتولي قلبك وينزل فيه الرضا.

لا أنكر كل ذلك ولكن بعد دخولي الي ذلك الصندوق الانيق ذي الرباط الوردي كما اسميته انا .زادت السكينه وغمرنا الرضا بعد أن رأينا حكايات وقابلنا محاربات فتلك هي رحمه الله ان ندخل الي هذا المكان لنتعلم ولنتصبر فإنما الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر ومن الأشياء المعيشه علي الصبر ام تري من هو اعلي منك بلاءا او حتي مثلك


منذ أول زياره لي للمكان والذي تعددت الزيارات له بدأت اتعرف اشكالهن .هؤلاء اللائي يتلقين الكيماوي عافانا الله جميعا. ...نعم مهما حاولت تعرفتهن بسهوله ...شحوب بالوجه خفه بشعر الحاجبين حتي ولو حاولت محاولات بسيطه لإخفاء اثاره ....افلا نشكر الله تعالي علي نعمه والاءه وندرك قيمه الصحه والعافيه.

ولكن السؤال الذي شغل ذهني لفتره هو كيف استقبل هؤلاء النسوة رساله الله تعالي لهن بالمرض؟

الله حكيم وحين ارسل هذه الرساله فلابد وأن لها معني فكان ما استغربت له كيف أن بعض النساء بعد اكتشاف هذا المرض الذي يرعب اسمه الجميع لا زلن يعشن الحياه كالسابق اري تبرجا عند بعضهن اري ملابسا تحدد الجسد اري بعض الوجوه متزينه بميكب ؟؟؟؟
أو هكذا ارسل الله تعالي الرساله لكي تعبر كالطيف من أمامنا تراها العين ولا يستقبل القلب منها إلا أنها الم سيعبر وينتهي....لا انها مظروف كبير مليء بالرسائل أن ارجعي ايتها النفوس فالموت ممكن أن يكون قريبا جدا.ىساله اخري أن الله تعالي هو من بيده أن يرسل المرض ثم يكشفه وما كل هذا الكشفي بتجهيزاته إلا اسباب والا فهناك سيدات اثبت بورم شرس وتخرب غير شرس انها اراده الله.

ثم كانت الرسائل لي انا .. أن احمدي الله انك.فهمتي الرساله هذه نعمه فالله تعالي هو من عليك بالفهم .رساله أن انظري الي أنواع البلاء المجتمعه ههنا .

اسئله ورسائل يتلقاها عقلي قد اجد اجابه في حينها أو تتاجل وتظهر فيما بعد .

سؤال هام ...كيف تحمل هؤلاء هذا البلاء كيف يا الهي؟ هذا السؤال ربنا اتضحت إجابته تدريجيا مع نماذج وحكايات كنت اقابلها

 

[راجيه الرضا]

لا حرمنا منك و من مواضيعك الجميلة يا حكيمة المنتدى. موضوع جميل و مليء بالحكم و العبر سلمت يداك راجية.

ولا حرمتك وردتي .نفعني الله به واياك حبيبتي

 

[راجيه الرضا]

المشهد السادس
.....................

رايتها من بعيد تتحرك ذهابا وايابا كانت أول من رأيت من المحاربات .وكان حواري معها وكاني مع امراه صحيحه نعم فهناك داخل الصندوق الانيق وبين دهاليزه قد تقابل قصصا عجيبه ليست في احداثها ولكن في نفسيه أصحابها.

قالت إنها جربت أنواعا من الكيماوي خفيفه نوعا ولكنها لم تفلح لسوء نفسيتها لمشاكل عائليه....نعم الحاله النفسيه عامل فارق في العلاج بل إنها قد تكون سببا للمرض بالأساس .نعم فالفكره هي أن المرض قد يصيب الجسد والجهاز المناعي يتصدي له فإذا انهار الجهاز المناعي دخل المرض بقدر الله تعالي والجهاز المناعي ينهار أما لانهيار الحاله النفسيه أو لانهيار ه نتيجه لعدم تغذيه أو تقويه له تساعده علي التصدي للأمراض

يا الهي النفسيه وما ادراك ما نفسيه النساء بالوطن العربي.....ولكن اين نحن من علاقتنا بالله تعالي حين تمحو فينا تلك الآلام ..لا ابريء نفسي ولكن هذا السؤال موجه لنفسي قبل الجميع؟

وهذا السؤال لا يزال يلازمني .....كيف يتقبلون الأمر هكذا ويعيشون الحياه؟

ازيد ك نفسي من الشعر بيتا ....هنا من يحمدون الله بنفس راضيه ويرون أنه حكم الله ولابد من التقبل ..انها الطاف الله تتنزل علي القلوب فيالرحمه الله تعالى.
حاله اخري مستقبله الأمر نوعا ما بعدما حضرت محاضره للدعم النفسي بل انها ربما ستدعم اخري


لا انسي تلك الذاهله التي لم تخبرها أسرتها بالأمر التقبل يومين من عمليه الاستئصال ...نعم هناك حالات استئصال كلي وهناك حالات استئصال جزئي حسب الحاله وهناك حالات لا تصلح لاجراء عمليه اصلا....

هذه المذاهب تعاطفت معها لا زلت اذكرها وكان من لطف الله ان اقابل ابنتها بعد عده شهور لتعبرني أن أمها قد استئصلت وعلي وشك إنهاء جلسات الكيماوي

يا الهي ...فرحت حين قالت عند سؤالي عن العمليه ...هذا من زمان . .اذن فقد تجاوزوا الأمر واسال الله ان تتجاوز امها الأمر ايضا.

كنت اشاهد من تبكي في ركن وآخري تواسيها... ما اجمل التكاتف ما اجمل الرحمه ...بل كان من رحمه الله ان ادخل هذا المكان. كي أدرك رحمه الله بنا وبامي ...لكي نخفف عن متالمات.

نعم من اجمل الاشياء أن تخفف عن غيرك وتحتسب الاجر في ذلك لله تعالي.

لا انسي تلك المتهالكة علي سرير نقال
فذهبت فقط لاقول سلامتك ربما لن يخفف عنها الما ولكن يكفي أن تشعر بلمسه حانيه.




ولن انسي التي بكت مللا من امتداد فتره العلاج الهرموني لأنه يهد قواها وهي بلا زوج تريد أن تعمل لتنفق علي نفسها فجلست اخفف عنها واضحكها والقصص بدهاليز الصندوق الانيق كثيره تتجدد كل يوم ...

ينبع

 

[راجيه الرضا]

المشهد السابع
..................

من اكثر الحكايات الملتصقه بذهني حكايه تلك الراضيه الباسمه التي رغم تمكن المرض من عظمها. بعد زحفه من صدرها ورغم الالم الذي تلقاه الا أنها باسمه راضيه ذات وجه صبوح لا تظن ابدا ان صاحبته مريضه..فاسال قريباتها فأخبرني انها راضيه تصلي الليل
أنه الايمان حين تخالط بشاشته القلوب
فيتسرب الرضا الي القلب .حتي يغمره وتصير. جنه المصاب في قلبه وذلك من لطف الله تعالي

نعم هذه ومضه. تسير بي الي تدبر اسم الله اللطيف

اللطيف في اللغة: صفة مشبهة للموصوف باللطف، فعله: لطف يلطف لطفًا، ولطف الشيء رقته واستحسانه وخفته على النفس، ويطلق على الشيء الخفي المحجوب، ويقال اللطف: "الرقة والحنان والرفق"، فاللطيف من أسماء الجمال لله سبحانه وتعالى. ورود الاسم في القرآن الكريم: ورد اسم الله تعالى اللطيـــف سبع مرات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103]، وقوله جلَّ وعلا: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، وقوله تعالى: {..إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:100].. وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج:63]. معنى الاسم ودلالته في حق الله تعالى: المعنى الأول: اللطيف سبحانه هو الذي اجْتَمع له العلمُ بدَقائق المصَالح وإيصَالها إلى مَن قدرها له مِن خَلقهِ مع الرفق في الفِعْل والتنفيذ، قال تعالى: {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ..} [الشورى:19]، فالله لطيفٌ بعباده رفيقٌ بهم قريبٌ منهم، يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان، ويدعو المخالفين إلى التوبة والغفران مهما بلغ بهم العصيان، فهو لطيف بعباده يعلم دقائق أحوالهم.. ولا يخفى عليه شيء مما في صدورهم، قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، وقال لقمان لابنه وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان:16]، ولم يقترن اسم الله اللطيف إلا باسمه الخبير، فالله تعالى يطلِّع على بواطن الأمور ويلطف بعباده، فلا يُقدِر لهم إلا ما فيه الخير، وقد يخفى على العبد هذا الخير، فيُقابل قضاء الله بالاعتراض، والله تعالى يقول: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. يقول ابن القيم "ما يَبْتَلِي الله بهِ عبادَهُ من المصائبِ، وَيَأْمُرُهُم بهِ من المكارهِ، وَيَنْهَاهُم عنهُ من الشَّهَوَاتِ، هيَ طُرُقٌ يُوصِلُهُم بها إلى سعادتِهِم في العاجلِ والآجلِ، وقدْ حُفَّت الجنَّةُ بالمكارهِ، وَحُفَّت النارُ بالشهواتِ. وقدْ قَالَ : "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" (صحيح مسلم)، فالقضاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ لِمَنْ أُعْطِيَ الشكرَ والصبرَ جَالِبًا ما جَلَبَ، وكذلكَ ما فَعَلَهُ بآدَمَ وإبراهيمَ وموسَى وعيسَى ومحمَّدٍ من الأمورِ التي هيَ في الظاهرِ مِحَنٌ وابتلاءٌ، وهيَ في الباطنِ طُرُقٌ خَفِيَّةٌ أَدْخَلَهُم بها إلى غايَةِ كَمَالِهِم وَسَعَادَتِهِم" (شفاء العليل:1:104) المعنى الثاني: اللطيف هو الذي ييسر للعباد أمورهم ويستجيب منهم دعائهم، فهو المحسن إليهم في خفـــاء وستر من حيث لا يعلمون، فنعم الله تعالى عليهم سابغة ظاهرة لا يحصيها العادُّون ولا ينكرها إلا الجاحدون، وهو الذي يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج:63]، وقال سبحانه: {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:19]، كما أنه يحاسب المؤمنين حسابًا يسيرًا بفضله ورحمته، ويحاسب غيرهم من المخالفين وفق عدله وحكمته. المعنى الثالث: اللطيف الذي لطف عن أن يُدرك، وهو لطف الحجاب لكمال الله وجلاله.. فإن الله لا يُرى في الدنيا لطفًا وحكمة، ويُرى في الآخرة إكرامًا ومحبة.. ولذلك قال عن رؤية الناس له في الدنيا: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ..} [الشورى:51]، وقال سبحانه: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103]، يقول الإمام ابن القيم في (القصيدة النونية:244) وهوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ *** واللطفُ في أوصافِهِ نَوْعَانِ إدراكُ أسرارِ الأمورِ بِخِبْرَةٍ *** واللطفُ عندَ مَوَاقِعِ الإحسانِ فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدِي لُطْفَهُ *** والعبدُ في الغَفَلاتِ عنْ ذا الشَّانِ حظ المؤمن من اسم الله تعالى اللطيــــف: 1- أن يتلطف بالمسلمين ويحنو على اليتامى والمساكين والضعفاء.. ويسعى للوفاق بين المتخاصمين، وينتقي لطائف القول في حديثه مع الآخرين، ويَبَش في وجوههم، ويحمل قولهم على ما يتمناه من المستمعين؛ فإن الظن أكذب الحديث، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» (صحيح مسلم)، فلا بد على العبد أن يكون هينًا لينًا، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار ومن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل» (رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب:1744)، وعن عبد الله بن الحارث بن حزم قال: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله" (رواه الترمذي وصححه الألباني) 2- السعي في طلب العلم والفهم عن الله تعالى.. فإذا عَلِمَ العبد أن الله سبحانه وتعالى لا يفوته من العلم شيء وإن دق وصَغُر، أو خفي وكان في مكانٍ سحيـــق.. فعليه أن يؤمن بكمال علم الله وإحاطته، وأنه لن يُحيط بشيءٍ من علمه إلا بما شاء سبحانه وتعالى، فينبغي عليه أن يسعى في طلب العلم؛ لمحاولة فهم أسرار الحيــاة حتى يزداد إيمانًا ويقينًا.. وحين يشعر المؤمن بالعجز عن معرفة بعض الأمور أو الحكمة منها، يزداد تعبدًا وذلاً لله تعالى، وحين يطلعه الله تعالى على بعض المعرفة، يزداد يقينًا وشكرًا لله سبحانه وتعالى. 3- المحــــــاسبة والمراقبة.. وإذا عَلِمَ العبد أن ربَّه متصفٌ بدقة العلم، وإحاطته بكل صغيرة وكبيرة، حــــاسب نفسه على أقواله وأفعاله، وحركاته وسكناته؛ لإنه يعلم في كل وقتٍ وحين أنه بين يدي اللطيـــف الخبيــر: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]، والله سبحانه يجازي الناس على أفعالهم يوم الدين، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.. قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47]. وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْر يره ومن يعمل مثقال ذره شر يره.

هذه الفوائد عن اسم الله منقوله

يتبع

 

[نمو222]

سلمت يداك راجيه موضوع رائع
اللهم اشفي كل مبتلئ بهذا المرض الخبيث والمخيف فعلا

 

[راجيه الرضا]

اعاذنا الله واياك نمو منه ونفعنا الله واياك بالموضوع. شكرا نمو العزيزه علي المرور الكربم

 

[نمو222]

آمين وجميع المسلمين يارب

 

[راجيه الرضا]

........

 

[راجيه الرضا]

يتبع لاحقا

 

[راجيه الرضا]

المشهد الثامن
.........................

في ظل زحام هذه الحكايات طبعا تجدونني بعدت عن حكايتي الاساسيه ...حكايه امي ...نعم فاحتكاكك بهذه النماذج يجعلك ربما تنسي او تبعد قليلا عن مشكلتك الاساسيه وهذا من رحمه الله ولطفه فلو انشغل الانسان بهمه دائما لتعب.

بعد متابعات تم تحديد ميععاد العمليه وكان الامر مؤلما لامي نعم فالانثي تعتز بجسدها مهما بلغ بها السن هكذا بعض النساء .كما ان الخوف من اثارها وتبعاتها كان مسيطرا.

ورغم الخوف ورغم عدم رغبتها باجراءها ....سرنا في اجراءاتها ا حتي جاء يومهاةالفاصل .

ذهبنا لنصحبها وكاننا ذاهبون لتنفيذ حكما بالاعدام لكن رحمه الله ولطفه سبقتناةالي المشفي خيث وجدنا رغم تخاذل البعض من ينتظرنا ممن كنا لا نتوقعووجودهم يوما.

حدثت احداث لهتنا عن العمليه واجواءها من اضطراب المواغيد . وخلافه ..ثم جاء طبيب. قذف الله في قلبه الرحمه فتعامل بطريقهزازالت الخوف عن قلبها وهكذا يرسل الله لك الرحمه في اشكال ومواقف ولشخاص بصور مختلفه لم تطن تتصورها ...ثم انزل السكينه علي قلوبنا جميعا........ومرت العمليه. بسلام .



بانتهاءها لم تنته زياراتنا للمكان ولم تنته. الحكايات بالعكس اعلم انني ربما. اقابل احداثا وحكايات ربما اكثر عجبا. .ولكن الفكره كلها في استقبتل القلب للاحداث واستيعاب الرسائل


نعم اهم رساله جاءت مع الصدمه الاولي حينما علمنا بالمرض...ان الدنيا كلها خدعه وما من شيء سيستمر وقد تاتي النهايه بلحظه

كاشف الضر هو الله تعالي هذه الابتلاءات عالم تعيش فيه تلك الحقيقهزبقلبك وكل كيانك لا ان تقراها بعينك ويقرها عقلك فقط

سياتيك لطف الله. تعالي من حيث لا تدري لكن لا تحدد الشكل الذي سياتيك به


لا يهمك من خذلك ابدا طالما انت في معيه ا الله تعالي

في. غمار ازمتك حالول ان تخفف عن غيرك ولا تستصغرن ذلك ابدا ...انما هي هدايا ارسلت اليك لتهون عليك .


الله تعالي يرسل اليك الابتلاء بحكمه وبميعاد. فلا تجلسن لتقولن لماذا انا


هو ابتلاك فعلاةربما هذا هو ااخير الذي سيطهرك سيبعد قلبك عن الانخداع بالدنيا ليرتقي نحو الا خره.


انتهت الحكايه. هنا ع الورق وربما لها بقيه في ارض الواقع. لكن الاهم ان تكون الحكايه. درجه. جديده في سلم الارتقاء نحو النضج والفهم الحقيقي لحياتنا والغرض من خلقنا. واعجبتني مقوله قراتها....وبعض الطرق نهايتها بحر عميق من الفهم والتدبر في الحياه والامها ..تعلم من الامك.

 

[راجيه الرضا]

الي لقاء مع الحكايه الثانيه

 

[راجيه الرضا]

[الحكايه الثانيه
............................
ما اسوء طعم لسانك يا امي
.....................................
هي من حكايا جدتي.ولا اعلم ان كانت حقيقيه ام تراثيه حقيقه ولكنها لها أثر في حياتي حتي اني اذكرها رغم مرور ما يقرب من عشرين عاما علي وفاتها.

بل انها تحضرني كل فتره.

المكان...بيت بسيط فقير

الزمان ...لا اعلم ولا يهم بل إنها فصه قابله الحدوث في اي زمن ...

الحدث...ميلاد طفل جميل يشق صياحه يكون ذلك البيت .ولكنه ولد من دون اب فقد مات أبوه بينما يسعي للسفر لقريه مجاوره لطلب الرزق في حادثه كبيره نالت عنها الام تعويضا بسيطا ساعدها لفتره من الزمن.

الام بعد ولادتها بساعات اخذت تفكر وافكر ...ماذا عساي ان افعل واموال التعويض أوشكت علي النفاد. ولا مصدر رزق لدي.وانا حديثه عهد بولاده لا استطيع. حتي ا ن اعمل.


هيييه حسنا ساقترض بعض المال يساعدني حتي استرد صحتي وعافيتي.

تك تك تك ..يطرق الباب لتتحامل علي نفسها لتفتح فلا أحد معها يعاونها فإذا بجارتها ام حسن الطيبه قد اتت ومعها بعض الطعام .

هي...شكرا لك يا ام حسن شكرا لك لا حرمنا الله منك.اتعبتي نفسك.
ام حسن ..لا تعب يا ابنتي هذا شيء بسيط ولو استطعت تقديم المزيد أقدمت ولكن تعلمين الحال.


هي...بتأثر نعم اعلم الحال كان الله في عيوننا قليلون هم ميسورو الحال بقريتنا والباقي يعيش حياه الكد. هيه يا ليتنا كنا منهم .

ام حسن في شفقه..يا ابنتي الحمد لله علي كل حال نحن مستمرون وفي عافيه وافضل من غيرنا .ولنا رب لا ينسانا

قالت نعم نعم ... الحمد الله


هل قالتها من قلبها ام قالتها فقط مجامله ...هذا ما ستظهره احداث حياتها فيما بعد

يتبع



[/COLOR][/COLOR]

 

[راجيه الرضا]

.................... ....

[ط

 

[راجيه الرضا]

المشهد الثاني
........... ..

اعتادت الجاره الطيبه طوال أيام النفاس أن تمدها بما تيسر لها من الطعام والمعونه حتي انقضت ايام النفاس علي خير.

ثم عجزت الحاره الطيبه عن الاستمرار علي نفس المنوال لضيق ذات اليد ولكنها لم تتوقف عن مدها بين فتره واخرى بما تيسر لها

وطبعا كان لا بد من البحث عن بديل ...وكان البديل أن تبحث عن عمل ولو بسيط. .وبالفعل وجدت عملا في احدي بيوت الأثرياء حيث كانت تقوم بالتنظيف وإعداد الطعام مقابل دخل مادي معقول كما وكانت تترك ابنها لدي الجاره الطيبه

لتعود إليه وقد انهكها الشوق إليه واللهفه.

ثم توفيت الحاره الطيبه بعد أن أتم عامه الأول ولكنها كثيرا وما لبثت أن استئذنت أصحاب المنزل لتصطحب ابنها معها فسمحوا لها. شريطه الا يعطلها عن العمل ففعلت

وتمر الايام ويكبر الولد وتزداد حركته وتقل كفاءتها رغم شبابها .

ومع قله كفاءات الجسديه وازدياد حركه ابنها قلت السيطره عليه وكثرت مشاكله فاستغنوا عن خدماتها مع إعطاؤها مبلغا من المال كمكافاه نهايه الخدمه

فعادت الي بيتها تجر أذيال الخيبه مضطره الي البحث عن عمل جديد قبل أن ينفد ما معها من المال.

ولكنها لم تجد ولم تنجح إلا في الحصول علي عمل لابنها الذي بلغ الثمانيه أعوام لدي بعض تجار الحبوب

وهنا بدأ فصل جديد من حياتهما معا

......يتبع....[/COLOR][/COLOR][/COLOR][/COLOR][/SIZE]

 

[راجيه الرضا]

المشهد الثالث.


بدأ ابنها في العمل عند احد تجار الحبوب ..نعم إنه تاجر كبير ثري ..تظهر اثار النعمه عليه ويغدق علي من حوله الكثير والكثير وكان من شكر نعمه الله عليه أن الله أعطاه واعطاه .وهو مستمر في شكر النعمه.

وكان من اغداقه أن أغدق علي ذلك الولد بالمال والملبس والحنان بعد أن علم ظروفه .وكان الولد يسعد بالعطاء ايما سعاده .ولكن.

وآه من لكن...عندما كان يعود لأمه كانت بالبدايه انبهر بالعطاء وتفرح ولكنها ما لبثت بعد أن قص عليها ابنها حكايات عن ثراء الرجل أن تغيرت شيئا فشيئا فكيف كان ذلك وما أثره علي ابنها؟

يتبع.