معلومات o0o البنوتةo0o
- إنضم
- 20 يناير 2009
- المشاركات
- 60
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
هذا الموضوع مقسم إلى 5 اجزاء هذا الجزء الثالث منه
الاستاذة / ناعمة الهاشمي
استشارية العلاقات الزوجية والعناية بالحياة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزنبق
استاذتنا الغاليه سؤالي هل معنا حديثك ان التي تصلح
للشمالي هي الشماليه لانها تعرف تفكيره وليست الجنوبيه وفي
سؤال اخر هل ممكن ان يوجد شخصيه ماسيه بالفطره ولقد سالتكي
احد الاخوات عن شخصيتك وذكرتي لها عن الشخصيه الماسيه ان
الشخص العارف بالشخصيات ياخذ من كل شخصيه اجمل الصفات
ليكتسبها لكن ما هي شخصيتك قبل ان تكون ماسيه اذا ما في
تتطفل لاني اعتقد والله اعلم انها شماليه شرقيه وهذا بفضل
الله والذي ساعدك في تحقيق في ما وصلتي اليه من نجاح باهر
حفضك الله به ودمتي لنا نبراس للعلم النافع والمضئ لحيتنا
أجابتي على السؤال الأول:
لا بالطبع، ليست الشمالية للشمالي دائما، بل تنجح الجنوبية مع الشمالي
إن شاءت ذلك، وتنجح الغربية مع الشرقي، والشرقية مع الجنوبي، وكل مع
كل،
لكني أردت بالمثال السابق اختصار عدة قصص في قصة واحدة، ففي الكتاب
ستقرئين قصة حياة الشمالي على عدة مراحل، أولا عندما يتزوج جنوبية
ويستمر وسنجح معها، ثم شمالية ثم شرقية وهكذا،
ستجدين قصة نجاح كل النماذج، وما أردته في المثال السابق أن أشرح من
خلاله كيف أن الجنوبية التي تتخلى عن الشمالي كيف تتخلى عن ماسة نادرة
مستعد للتضحية بحياته من أجلها، وهي لا تعلم،
أردتها أن ترى الحب الذي يحمله الشمالي لها، وأن تبدأ في التجاوب معه
بشكل أفضل.
نعم توجد شخصية ماسية بالفطرة، لكن نادرة، غالبا الشخصية الماسية تكتسف
في سن الطفولة، عبر التربية، كأن يكون الطفل شماليا على سبيل المثال،
أبواه جنوبي وآخر مثلا شرقي، ثم له شقيقة غربية، وهو إنسان يحب الجميل،
فيقتني الأفضل من كل شخصية،
أو أن يكتسبها عبر الدراسة والمعرفة والتدريب، لكن الشخصية الماسية لا
يمكن اكتسابها بلا قناعة وقلب محب،
أي أنها لا تكون بالتظاهر، عليك أولا الإقتناع بأن الناس تسحق الأفضل
منك.
أعتقد والله أعلم أني في الأساس كنت شمالية متوسطة، فأنا شمالية بنسبة
60% فقط، لكني استطعت عبر دراستي للبوصلة أن أنظم سلوكياتي، وبت أدرك
أهمية التواصل مع الآخرين، وأدرك أهمية نشر العلم، كما يدرك الجنوبي
أهمية نشر السلام،
وأنا أطبق شماليتي، حينما أنصح الآخرين إن لاحظت، فيهمني أن أعلم
النساء الكثير من العلوم التي ستحميهن من الوقوع في المشاكل،
شماليتي أيضا تعمل عبر سني قوانين صارمة، لا رجعة فيها، حفاظا على
النظام والحقوق،
وتجدين شماليتي أيضا في قيامي بأكثر من عمل في وقت واحد،
جنوبيتي، أني أريد أن تعيش كل الأسر في سلام، وأتمنى لو أني أوفر الألم
على النساء عبر دوراتي واستشاراتي،
التواصل مع الآخرين بقدر ما أستطيع،
الإهتمام باحتياجاتي الخاصة أيضا بقدر اهتمامي بالآخرين،
أن أحب نفسي بما يكفي لأحب الغير،
الإستمتاع بلحظات حياتي،
وبالتالي استطعت الموازنة بين شماليتي ( الأصلية) التي تدعوني إلى
الإنجاز والعمل المتواصل
وبين جنوبيتي المكتسبة التي تدعوني إلى الإسترخاء، والإستمتاع ببعض
اللحظات في حياتي،
أما من شرقيتي فقط اكتسبت التركيز، فقد استطعت أخيرا وبعد صراع مرير أن
أتنازل عن وظيفتي كمحرر اقتصادي في تلفزيون أبوظبي، وكمعد برامج أسرية
في الإمارات للإعلام.
تنازلت عن وظيفتي لكي أصبح أكثر تركيزا على عملي الحالي في مملكة
بلقيس، وبالفعل ولله الحمد فقد وجدت أن استقالتي من عملي السابق جعلتني
أكثر عطاء في عملي كاستشارية، فقد تفرغت تماما، وها أنا أسافر إليكم
وأكتب لكم بعقل أكثر تركيزا.
من غربيتي أجدني صاحبة أفكار سابقة لزمانها وأصر على أن أنفذ أفكاري
مادمت مقتنعة بها، مثل مجلة أسرار، كانت فكرتي، ورغم أنها لاقت الكثير
من الإنتقادات في البداية، لكنها في النهاية حققت النجاح،
وغربيتي تجعلني أبتكر أفكارا جديدة كل يوم،
هذا باختصار نمطي، وهكذا بدوت شخصة ماسية،
كل واحدة منكن قادرة على فعل ذلك،
فكل الأنماط في داخلك، لكن أصقليها،
نحن كلنا لدينا ذات الجينات، بعضها موقد والبعض مطفأ
أشعلي جميع أنماطك، ثم انتقي منها الإيجابي من الصفات
فتصبحين ماسية،
أتمنى أن أكون قد أجبت على سؤالك.
قصة حياة الجنوبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم بأنكم تنتظرون،
ولذلك سنبدأ فورا في سرد قصة حياة الجنوبي، هذا الكائن
الرقيق المفعم بالعواطف،
لكي تفهمين الجنوبي عليك أن تعلمي أين يعيش،....؟؟؟
فمكان عيش كل نمط تحدد ملامح شخصيته، فكما رأينا بأن الشمالي يعيش في
غابة، جعلته يصبح متوترا حذرا قليل التواصل مع الآخرين، ... سنرى الآن
أن الجنوبي أيضا يعيش في مكان مختلف، يشكل جوانب شخصيته،
يعيش الجنوبي في قطب متجمد، فهل شاهدت ذات يوم قطب متجمد حيث الثلوج
تغطي كل شيء والليل يستمر طوال اليوم، والبرد القارس يسيطر على
الأجواء،
إن الجنوبي بجهازه العصبي والهرموني، يعيش في صقيع كهذا الصقيع، تماما
كما الشمالي بجهازه الهرموني والعصبي يعيش في أجواء الغابة التي تستدعي
الحذر طوال الوقت،
الجسد وعاء الأنسان، وبيته، وبيئته أيضا،
والجنوبي بكل ما لديه يعيش في صقيع وعالم من الثلج،
لا يد للجنوبي في ما هو عليه، لقد وجد نفسه بشكل مفاجئ في هذه الأرض،
وكان عليه أن يخوض صراعا مريرا من أجل البقاء،
نظر الجنوبي الذي يتجمد من شدة البرد حوله بحثا عمن بهبه الدفيء تلفت
عبر الظلمة هنا وهناك، فلم يرى شيئ ثم نظر من جديد، لكنه لم يرى أحدا،
وبقي طوال تلك الأيام يبحث، حتى بات يشعر باليأس، فقرر أن يبدأ في
المشي إلى الأمام قليلا، لكن السير على هذه الثلوج خطر آخر، فقد يسقط
في هوة عميقة مخفية تحت الثلج، ولهذا يلزم مكانه ولا يغامر، ولا يحرك
ساكنا،
وبينما هو على هذا الحال، سمع صوت ضحكات أطفال في الجوار، فمد بصره
قليلا، ليكتشف أن ثمة قبيلة قد أتت لتقيم إلى جواره، فجن جنونه من شدة
الفرح،
وأخيرا وجد أشخاصا يأنس إليهم، فسارع إليهم بابتسامة طيبة مرحبة، فارعا
يديه على مصراعيهما، وراغبا في ضمهم إلى صدره، إنه سعيد جدا بهم، سعيد
حتى الإستغراق، كم هو سعيد، فقد شعر أخيرا بالأمان والإستئناس
عليه أن يتمسك بهذه القبيلة، وأن ينضم إليهم مهما كان الثمن، إنه
بحاجتهم، فهو قد يموت إن بقي وحيدا، بعيدا عنهم، وبشكل خاص في هذه
البقعة المتجمدة من الدنيا،
وما أن بات بينهم حتى بدأت الدماء تتحرك في عروقه، وشعر بالحياة تسري
في جسده، وبات يضحك ويقهقه، ويتحدث معهم بمودة ومحبة،
وهم أيضا حينما لمسوا طيبة قلبه، وصفاء سريرته، أحبوه، وقبلوا ضمه
إليهم،
كان على الجنوبي أن يقوم ببعض الأعمال لهذه الجماعة،
لكي يقبلوا به على الدوام، فهو يعلم قانون العالم المتجمد، كل شخص عليه
أن يؤدي خدمة ما للجماعة،
ولهذا تطوع كغيره من الجنوبيين في خدمة كل فرد من أفراد الجماعة، إنهم
يتبادلون الخدمات بشكل مستمر،
لكنه لا يفعل أي شيء لنفسه وحده، كل ما لديه ملك للكل، وكل ما لدى
الآخرين ملكه،
هذا أمر يشعره بالراحة، والإسترخاء،
يستطيع الإسترخاء حقيقة فعمل الواحد منهم كعملهم جميعا،
مع هذه الجماعة بات أكثر قدرة على النوم
ثمة من يحرسه، وثمة من يغسل ملابسه وثمة من يهتم بطعامه
إن عمله لا يتجاوز الساعتين
فأفراد القبيلة كثر، ويتناوبون، ياااااااه ما أجمل التعاون
كم هو مريح كم هو جميل، كم هو مبدع هذا التعاون
لكن،
لا توجد خصوصية هناك، لا شيء لك وحدك، لا يمكنك غلق باب بيتك ففي أية
لحظة قد يحتاج أحدهم للمبيت عندك، فكوارث تلك البقعة من الأرض كثيرة،
ومفاجأة،
إن الجماعة تهبه الدفيء والأمن والإستقرار بطريقة جيدة، فمعهم أصبح
أكثر أمنا، إنهم كجماعة بمقدورهم مساندة بعضهم والدفاع عن بعضهم.
في البقع الثلجية من العالم، كل شيء ممل، وكل شيء بارد وقارس، والحياة
هناك لا تساوي شيئا بلا صديق وونيس،
إن ما يجعل الحياة وساعات اليوم تمر بسلام،
هما شيئين فقط :
1- المجموعة ( الأصدقاء والزوجة ).
2- النوم.
عليه أن ينام قدر استطاعته، لكي يتجاوز ساعات اليوم الكئيبة الباردة،
وفيما عدا ذلك فإنه سيقضي باقي اليوم في العناية بأصدقائه الجدد
والتحدث معهم،
الجنوبي لا يبني المستقبل، لأنه مع الإنهيارات الثلجية، ومع التنقل
المستمر للجماعة لا يوجد مستقبل، ولا توجد طرق راسخة للبناء،
وكما ترون، فإن الجنوبي الذي أصبح سعيدا بجماعته الجديدة، بدأ يتنقل
معهم، وكان يحدث نفسه لو أنه يلتقي بفتاة أحلامه الدافئة المشرقة،
كانت في القبيلة التي بات ينتمي إليها مجموعة كبيرة من الفتيات وكلهن
معجبات، وهو يميل إلى استلطافهن والتودد إليهن بشكل مستمر،
فكثيرا ما يخبرهن كم هن جميلات، وكثيرا ما يهدي إحداهن تمثالا جميلا من
الثلج، فيما يرفقهن جميعا بنظرة فاحصة بين وقت وآخر، لكنه يتوق إلى أمر
آخر،
أمر يفتقده،
إنه كالشمالي الذي يقع في حب الجنوبية لأنها تمتلك ما يفتقده، حيث
تمتلك الحب والحنان الظاهر والغامر.
وهكذا فإن الجنوبي سيقع ذات يوم في حب امرأة تفيض دفئا، ونشاطا، امرأة
تحمل ما ينقصه، تحمل النار المتأججة، التي ستسري في أوصاله وتعيد إليه
الدفء
كان الجنوبي حتى ذلك الحين، قد حقق مكانة كبيرة بين أفراد القبيلة، وقد
استطاع بحكمته وسديد رأيه أن يتبوأ مركزا طيبا لدى رئيس القبيلة فأصبح
مستشاره الخاص،
وبينما هو يتنقل عبر الثلوج، عثر على فتاة قد تاهت من قبيلة ربيعية
بينما كانوا يعبرون القطب، سقطت بين الثلوج، أسرع إلى نجدتها، وكانت
باردة حد الموت،
حاول الجنوبيون إنقاذها، وبالفعل تمكنوا من ذلك، ورحبوا بها في
القبيلة،
بدأ الجنوبي يراقب هذه الضيفة القادمة من المجهول، والتي تختلف عنهم في
كل شيء، وكأنها كائن مختلف، إنها نشطة، ولا تعير العواطف الكثير من
الإهتمام،
تعمل صامتة، وتعمل بجدية، وتنهي الكثير من الأعمال في وقت واحد، ولا
تكاد تشعر بالبرد، كما أنها لا تهتم كثيرا لعينيه الفضوليتين ولا
لتوددات أفراد القبيلة المستمرة،
ينظر لها الجنوبي، المستشار والقائد الجديد،
وتعتمل مشاعر الحب والإعجاب في قلبه نحوها، ولا يكاد يرى سواها، وفجأة
يصبح مخلصا، فيتوقف عن ممازحة بنات القبيلة، ويخصص كل مشاعره للتفكير
بفتاته الشمالية،
عندما ينظر الجنوبي للشمالية، يرى كم هي منهكة متعبة، وكم هي باردة من
الخارج، فيعتقد أنه المنقذ لها، وأن عليه أن يسرع إلى تلبية احتياجاتها
من الحب والإحتضان،
الجنوبي كغيره من الناس يرى العالم بمنظوره الخاص، ويعتقد أن كل الناس
مثله تشبه في احتياجاته، وأن الشمالية لا تحتاج حاليا إلى أكثر من الحب
والدفيء والإنتماء الذي كان قد احتاج إليه سابقا، عندما كان وحيدا،
الشمالية حركت لديه بعض المشاعر لأنها خاطبت الإختلاف،
والجنوبي يشعر بانجذاب، ويرغب لو أنه يستطيع أن يبث ذلك الحب الكبير
والود إليها،
لكنه خائف متردد ويشعر بالخجل بعض الشيء،
لكن الشمالية الجريئة شعرت به، وأدركت أنه يراقبها، فاقتربت منه وسألته
إن كان يرغب في قول شيء،
لكن الجنوبي أصيب بالتوتر والتردد من جديد، وبدأ يحدث نفسه عن قوتها
وجرأتها، ورأى أن بامكانه البوح،
فباح لها، بما في قلبه، وأنه يرغب في الزواج،
طلبت الشمالية مهلة قصيرة للتفكير،
إنها متسرعة ولهذا وافقت بعد هنيهة،
لكنها سألته عن مهرها فماذا قال.....؟؟؟
قال لها: أعدك أن لا أتركك وحيدة أبدا وأن أمدك كل لحظة من حياتك بالحب
الذي تحتاجين إليه، وأن أجلعك تعيشين مدى عمرك دافئة.
فكيف فهمت الشمالية الكلام.....؟؟؟
أعدك أن لا أتركك وحيدة: أن يلازمها حتى حينما تقرر الإنفصال عن
الجماعة، والرحيل إلى بقعة أكثر أمنا.
أجعلك تعيشين في دفيء: أي أبني لك بيتا في مكان دافئ وحميم.
ومرت الأيام والشمالية تنتظر والجنوبي طيب القلب المسالم، لا يفعل شيء
أكثر من احتضانها بالحب والعطف كل ليلة،
ويداعبها طوال اليوم، ويتباها بها أمام أفراد قبيلته، كم هو فخور
بزوجته
منصرفا بذلك عن مغازلة جميع نساء القبيلة،
وكانت الشمالية في بداية الأمر مثله، منغمسة بطبيعتها كأنثى في أحضان
حبه ووده، وسعيدة به، ... لكن...
في أحدى الأيام، استيقظت الشمالية فوجدت أن بيت الجيران قد انهار، بسبب
انهيار ثلجي أثناء الليل، فشعرت بالرعب، وفكرت أن ذات الشيء سيحدث لهما
لو أنهما بقيا هنا....
فسارعت إلى زوجها الجنوبي تخبره ما حدث، لكن الجنوبي لم يحرك ساكنا، كل
ما فعله أنه ساهم مع أفراد القبيلة في دفن الموتى،
بقيت الشمالية تفكر،
والجنوبي عاد إليها أكثر شوقا، يملأه الحب، والود،
وهو يفكر في أعماقه، ها قد حصلت على امرأة هي كل كياني، امرأة تختلف عن
كل نساء القبيلة، يحسدني عليها الكل،
كم أحبها، سأعوضها عن كل أيام البرد التي عانتها، وسأخذها في قلبي أبد
الدهر، لا تساويها امرأة أخرى،
سأحتضنها كلما كانت بقربي، ولن أسمح لمكروه يمسها،
بينما الشمالية تفكر في الوعود التي قطعها الجنوبي على نفسه ولم ينفذها
حتى الأن، فأين الأمن الذي وعدها به، ..........؟؟؟
الجنوبي مثله مثل الشمالي يحب الأمن والسلامة لكن الشمالي يرى تحقيق
الأمن عبر الإنجازات الشخصية،
فيما يرى الجنوبي الأمن عبر العلاقات الإجتماعية، أتمنى أن تتضح الصورة
أكثر،
كل إنسان بحاجة للإحساس بالأمن والسلامة لكنها لدى الشمالي هاجس في
الحقيقة،
وكل إنسان يحب المودة والألفة والتواصل مع الآخرين، لكنها لدى الجنوبي
هاجس خاص،
وكل إنسان يحب النظام والترتيب والتنسيق لكنها لدى الشرقي هاجس حقيقي،
وكل إنسان يحب التجديد والإستمتاع والإنطلاق لكنها لدى الغربي هاجس
مستمر.
وهكذا نقول:
الشمالي : هاجسه الأمن والسلامة.
الجنوبي : هاجسه الحب والمودة.
الشرقي: هاجسه الأنظمة والتطبيق.
الغربي: هاجسه الحرية والإستمتاع.
ونكمل حكاية الجنوبي،
عندما عاد الجنوبي الرجل الرقيق المشاعر إلى حبيبته الشمالية، وجدها
غاضبة متجهمة، فحاول أن يعرف سبب غضبها، فانفجرت به لأول مرة وبصوت عال
ٍ
تصرخ : لقد كذبت علي، لقد أخبرتني أنك ستشعرني بالأمن، لكن لا شيء حدث،
بالعكس إني أعاني الخوف كل يوم، لم تعد لدي الرغبة في الإنجاب، ولست
أرغب في البقاء معك، إنك لا تفعل أي شيء لتحميني....
لكن الجنوبي يسمع: إنك لا تحتضنني كفاية، إنك لا تقبلني كفاية، إني
بحاجة إلى المزيد من الدفء.
فيبادر إلى الإقتراب واحتضانها، لكنها بكل قسوة تدفعه بعيدا، فهي تعاني
ضغطا رهيبا، فهي تعيش في غابة والخيارات غير متوفرة، وهو يعيش في قطب
متجمد ولا خيار،
عندما تدفعه عنها يصاب الجنوبي بالصدمة والخوف معا، وينظر لها كأنه
لأول مرة يراها، إنها كالوحش الهائج، لا يمكنه الإقتراب أكثر،
لأول مرة يرى وجها قاسيا باردا كهذا،
لم يكن يعرف أن عدم الأمان هو كرباج الضغط الذي يسلط الشماليين،
والذي يحولهم إلى متسلطين،
كانت الشمالية تفكر طوال الوقت في الإنهيار الذي أودى بحياة جارتها،
وتنظر للقبيلة الجبانة التي ما حاولت يوما أن تجعل حياتها أكثر أمنا،
وتساءلت أمام كل أفراد القبيلة: لماذا لا تتركون المكان، لماذا لا
ترحلون، ........؟؟؟
لكن أفراد القبيلة الجنوبيين: يخشون الرحيل في هذا الفصل من السنة،
يتأنون كثيرا، ولا يستطيعون السير إلى مسافة بعيدة، إنهم يعرفون حدود
إمكانياتهم ....
لكن الشمالية لا تعلم....
ثم تقرر الرحيل مع زوجها وحدهما.........
كان الجنوبي يستمع إلى حديثها، ويحدث نفسه بأن كلامها صحيح، فقط لو أنه
يستطيع إقناعها بالتريث، حتى يهدأ الجو،
لكنها مصرة،
فيحايلها التريث،
لكنها مصرة،
إنها عنيدة، ومتسرعة،
فيقول لها: لا أستطيع ترك قبيلتي بهذه السهولة، إنهم يعلقون علي
الأمال، أصبحت قائدهم لا أستطيع التخلي عن مكانتي ومنصبي بسهولة،
افهميني، تريثي قليلا، لعلنا نجد حلا آخر،
لكن الشمالية تعلم أنه ما أن يحل الربيع وتهدأ الأوضاع سيعود جميع
أفراد القبيلة إلى اللهو واللعب، ولن تتمكن من السيطرة بعد ذلك على
زوجها، لن تتمكن من إقناعه بالرحيل،
عليها أن تفعل ذلك الآن، بما أن المكان ينبأ بالكوارث،
إنه أفضل توقيت للتأثير على زوجها،
الجنوبي هذا الرجل المحب، لا يكاد يرفض لها طلبا، لكنه لا يستطيع
الإنفصال عن الجماعة،
إنه يعرف ماذا يحدث للإنسان حينما يبقى وحيدا،
وقد جرب ماذا تعني الوحدة في الصقيع،
لكن الشمالية لا ترى أنها وحيدة مادام هو معها، فهو كل حياتها،
والقبيلة لا تهمها كثيرا،
لكن الجنوبي يرى أن كل القبيلة هو، إن القبيلة هي زاده في هذه الحياة،
وهي أساس سعادته وراحة باله،
لكن الشمالية لا تكاد تفهم،
إنها تصر على اقتلاعه من جذوره،
إنها تصر على فصله عن رحم الراحة،
فيحاول الضغط عليها فيقول: لكني لن أرحل معك ستضطرين للرحيل وحدك،
فتصاب الشمالية بالرعب، فهي لا تكاد تعيش بدونه،
فتحاول من جديد بكل الطرق لإقناعه،
ولأنه طيب القلب محب ودود
يقبل أخيرا.
وهكذا ترحل الشمالية ويتبعها الجنوبي غير مقتنع،
وفي قلبه حزن عميق على تركه أحبته في القبيلة،
وبمجرد أن تركا القبيلة، بات كل أفراد القبيلة يفكرون في الرحيل،
فالشمالية حركت لديهن الأمل، والحماس لذلك،
لكن الشمالية وزوجها المحب قد غادروا مبكرا،
وتجاوزوا مسافة كبيرة،
كان الجنوبي قد بدأ يشعر بالإرهاق والتعب،
وكانت الشمالية تقوده،
وكان يتمنى لو أنها تتوقف قليلا ليتبادلا القبل والإحتضان، فهو يشعر
بالبرودة تكاد تقتلع روحه،
لكن الشمالية الغابة، لا تشعر سوى بالخوف والوحشة من المكان، وترغب في
الوصول سريعا إلى وجهتها،
وفجأة وبينما هي تسير،
إلتفتت للخلف لترى جنوبيها ( زوجها ) وقد سقط أرضا،
أسرعت إليه وبدأت تحتضنه وتبكي،
لكنه بقي في غيبوبته،
فشعرت وبشكل مفاجئ أي فاجعة أصابتها،
كانت طوال الوقت تؤذي صاحبها،
حملته بين ذراعيها، وضمته بشدة، وهي تبكي وترجوه أن يفيق، وتعده أنها
ستتوقف في المرة التالية ولن تتركه يموت بردا،
وبينما هي على حالها، سمعته يهمهم،
ففتح عينيه وطلب منها أن تضمه أكثر،
ففعلت،
وفي اليوم التالي بات الجنوبي أفضل، وصارت صحته بخير،
لكنه لا زال منهكا،
فطلب منها الإسترخاء لبعض الوقت،
لكن الشمالية نظرت حولها فرأت أن المكان لا يشجع على البقاء،
وقالت: لم يبقى الكثير، الغابة في الجوار،
وصارت تفكر: لم كل هذا ، لماذا يتعب الجنوبي سريعا، أليس هو الرجل
وعليه أن يكون أكثر نشاطا مني....
وكان الجنوبي يفكر: ما هذه المرأة القاسية، كيف لها أن تفعل بي هذا،
ألا تشعر بالبرد، ألا ترغب في الدفء، لماذا لا تقترب مني أثناء السفر،
لماذا تصر على المشي أمامي، وغرس الغصن الناشف في الأرض،
فسألها: لماذا تغرسين غصنا ناشفا في الأرض أمامك كلما سرت.....؟؟
قالت: لكي أتأكد بأن الأرض أمامي صلبة، فلا أقع في هوة، وأتركك ورائي،
لأني وجدتك متردد وخائف،....
شعر الجنوبي بالإعجاب بها أكثر، لكنه لم يعد يحبها كما السابق،
فهي في نظره شيء مختلف، هي ليست امرأة بمعنى المرأة التي كان يعرفها،
فنساء القبيلة مختلفات، إنهن دافئات، ملتصقات، فاتنات، أمهات الحب
فعلا،
لكن هذه المرأة ليست سوى عقل يسير على الأرض...... إنها
كرجل.......!!!!
وبينما هما مستغرقان في التفكير،
شاهدا القبيلة تقترب منهما، فشعرت الشمالية بالخوف، والضيق، إنها تخشى
أن تؤثر القبيلة على زوجها، فتمنعه من السفر، أو أن يعطلون الرحلة
بكثرة الإسترخاء،
لكن الجنوبي ما أن رآهم حتى شعر بالفرح، شعر بالسعادة الغامرة، وكأن
الحياة عادت إليه من جديد،
إنه بحاجة إليهم، فقد شعر بالوحدة والبرد القارص عندما تركهم، الشمالية
التي علق عليها الآمال لم تعوضه شيئا فقط عذبته، وتركته يتألم بردا،
إنها قاسية لا تشعر به، إنها جونكر لا تكاد تتعب،
إنها مخيفة في الوحشة، فهي لا تقترب ولا تحب ولا تود،
إنها لا تفكر سوى في نفسها،
تريد العودة إلى موطنها، إلى عالمها، حتى ولو كان على حساب حياتي أنا
الجنوبي المسكين،
إنها مجرد وحش كاسر يختبئ تحت هذا المظهر الأنيق،
وعندما التقى بالقبيلة حياهم، وسألهم: كيف وصلتم إلى هنا....؟؟
قالوا: لقد فكرنا في كلام الشمالية، ورأينا أن كلامها صحيح، علينا أن
نتحرك، فلحقنا بكم، ...؟؟
أين هي كي نشكرها...
فكر الجنوبي في كلامهم، وقال في نفسه: نعم هي خير من يفكر، لكنها لا
تكاد تشعر بالآخرين إننا على لحم بطننا منذ الأمس وإني أستغرب قدرتها
على مواصلة العمل بلا طعام،
ثم قال لهم: إنها تعمل هناك، إنها تصعد الجبل، لترى الطريق الذي سنسلكه
غدا،
فقالت القبيلة: ياه، تلك امرأة جسورة، هنيئا لك بها،
فقال الجنوبي في نفسه ليتكم تعلمون ما أنا فيه من هم،
لكن أحد أفراد القبيلة الحكماء سأله: مابالك تبدو متعبا، ولونك أزرق،
وكأنك تموت، ..
فأجابه: إني أعاني البرد القارس بحق يا جدي، إني متعب،
فقال له الحكيم: تزوج من أخرى، أنت بحاجة إلى هذا الزواج، ....
الجنوبي: نعم أنا بحاجة، لكني لا أرغب في جرح مشاعرها فهي حساسة، وأقل
أمر يجرحها، لست أعرف كيف أتصرف لألبي احتياجاتي بدون أن أجرحها، ليتها
تفهمني ليتها تعرف احتياجاتي..
فقال الحكيم: تزوج سرا.....
لكن الجنوبي فكر كثيرا، إنه رقيق القلب، لا يحب أن يجرح أحدا،
وفي نفس الوقت يحبها، ولا تهون عليه،
لكنه يكاد يموت من برود مشاعرها،
يكاد يقتله البرود
وكان الجنوبي المحب الجميل الطيب القلب الشهم يقاوم كل الألم الذي
يعتريه من شدة البرد،
ويتظاهر أمام القبيلة بأنه دافء وبخير،
حتى أوهنته البرودة، وصار يتحرك بتعب شديد،
وبات مريضا،
وكانت إحدى فتيات القبيلة الطيبات الجنوبيات تعتني به
كانت ترمقه بإعجاب،
وكان يتجاهلها احتراما لزوجته،
لكنها تعود لتثير حاجته عبر كلمات طيبة،
وكان يقاوم،
وكان يحاول التقرب من شماليته الحسناء،
التي لم تكن تفكر سوى في كيفية طي الطريق للوصول إلى الغابة، ....
حاول الجنوبي أن يلفت انتباه الشمالية إلي حاجته الأساسية لكنها لم
تفهم،
إنها لا تفهم سر هذه الرغبة في الحب، والمودة،
إنها ذات جهاز عصبي ساخن، إنها فرن متحرك، لا تشعر بالبرد ولا تحتمل
الإلتصاق ولا الحب بشكل متواصل،
فماذا يفعل الجنوبي المسكين...؟؟
كان الجنوبي ينهار يوما بعد يوم، حتى سقط في غيبوبة بينما الشمالية
كانت تعمل كعادتها،
ففرزع كل أهل القبيلة إلى نجدته، وبما فيهم تلك الجنوبية الطيبة، التي
سارعت إلى احتضانه،
وصارت تغمره بعطفها وحبها المكنون
حتى عادت له الروح،
فقرر أخيرا الجنوبي الزواج للحفاظ على حياته، في هذا الصقيع،
فيلجأ أخيرا إلى الزواج سرا،
وما أن يتزوج حتى يغرق في قلب الجنوبية، التي تضمه بشوق يشبه شوقه، فهي
أيضا لا تستطيع العيش بلا هذا الحضن،
إنها دافئة جدا، محبة، وودودة،
إنها لصيقة طوال الوقت،
وكلما غابت الشمالية، كلما هرب الجنوبي إلى زوجته الجنوبية،
ليعوض على نفسه البرد،
باتت الشمالية تلاحظ أن زوجها بات بصحة جيدة، وأكثر نشاطا،
وتفتح للعمل والإنتاج،
وصارت لديه الطاقة للعمل معها أيضا،
إنها لا تعلم من أين اكتسب تلك الطاقة،
لكنها فرحت به أكثر، ........!!!!
وبعد فترة وصل الجميع إلى الغابة، حيث الأشجار، والأنهار، والحياة أكثر
أمنا بقليل من الصقيع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفرتاري
الصراحة .. الجنوبي صعب جداً في التعامل
يبينا نكون مكانك سر .. لا نستطيع
كون الشمالية تتولى زمام القيادة .. لأن هو من يدفعها لذلك
لا يمكن ان يجلسوا هم الاثنين .. ويخلون العالم كله من
حولهم يتحرك .. وهم كالتماثيل
اذا كان هو عاجبة .. خليه لحالة
بس هي ما يعجبها
هالإنسانة تعجبه .. لأنها تمهد له الطريق .. بس ما يحبها
.. لا حول ولا قوة إلا بالله
شيبي .. ينام على حب ويصحى على احتضان .. بس هاي الدنيا
بالنسبة له .. لا حول ولا قوة إلا بالله
طيب حبينا واحتضنا وتعانقنا .. وبعدين ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
الحياة ما تسير بهاي الصورة
لا الشمالية يعجبها هالصنف
ولا الجنوبية اللي اتمنى هالنوع .. يجيها وقت .. وتشبع ..
وتمرض من كثرة الكلام .. وتتمنى لو في يوم خذت شمالي
عزيزتي الشمالية نفرتاري،
سعدت بمشاركتك كيف حالك غاليتي، اشتقت إليك، عسى أن تكوني أنت وأخواتك
بخير، سلمي عليهن رجاء،
أختي الغالية،
كلامك عن الشمالية والجنوبي صحيح،
لكن ما لا تعرفه الكثيرات، أن الجنوبي يصبح شعلة نشاط بعد أن يشرب ما
يكفي من الحب،
يصبح منفذا بارعا،
يمكنك أن تجعليه ساعدك الأيمن إن تبرعت بالحب والحب الكبير الظاهر،
حاولي احتضانه كثيرا، أحبيه لا تنتقديه،
غازليه دائما، قبليه كثيرا،
داعبي المناطق الحساسة لديه بشكل مستمر،
ثم بعد أن تكسبيه، قدمي طلباتك كمقترحات، واطلبي منه سرعة التنفيذ إن
كان يحبك
قولي له إن كنت تحبني افعل كذا،
وإن نسي أو استرخى، ازعلي بدلع،
وأعيدي الطلب،
لكن أبدا لا تنتقديه ولا تجرحيه، لأنك ستخسريه،
عندما وصل الجنوبيين إلى الغابة،
شعروا بمتعة الإنجاز لأول مرة في حياتهم،
وفرحوا كثيرا، وشكروا الشمالية التي قادتهم إلى هذا المكان،
بينما سارع كل فرد منهم إلى اتخاذ إحدى الخمائل بيتا، وكل جنوبي أخذ
زوجته تحت شجرة يقبلها،
إلا الشمالية، بقيت وحيدة،
أرادت الشمالية بعد كل هذا التعب أن تكافئ نفسها،
أرادت أن تهنأ هي الأخرى أخيرا بحضن زوجها،
لكنها بحثت عنه ولم تجده،
سألت عنه كل فرد في القبيلة،
لكن أحدا لم يخبرها أنه يختبئ تحت الأيكة، حيث يقبل زوجته الجنوبية
سرا،
الكل يعلم ولا أحد يخبرها،
إنها الوحيدة التي ما كانت تعلم،
وبينما هي تبحث سمعت صوته،
ثم أطلت برأسها عبر الأيكة لتراه يقبل امرأة يانعة،
تضج وجنتيها بالحياة، وتمتلأ أوردتها بالصحة والعافية،
فأصيبت بالصدمة، وبدأت تصرخ عليه بغضب: أيها الحقير، أيها الدنيء أيها
المخادع القذر، أيها الدون، كيف تجرأ، كيف... تخونني وأنا التي ضحيت من
أجلك أبعد كل ما فعلته لك، أبعد كل ما عانيته معك، ألا يكفي أني تحملت
مسؤوليتنا معا، بينما آثرت أنت النوم والإسترخاء، ألا يكفي أني كنت
أعمل ليل ونهار في الوقت الذي لم تفكر فيه إلا في نفسك، أيها الأناني،
كم أكرهك، كم أمقتك،
وتركض الشمالية عبر الأدغال، وهي جريحة متعبة، منهكة، حتى بعد كل ما
قدمته من تضحية لم تجني سوى الخيانة،
لكن الجنوبي شعر بالأسى لأجلها، وفي الوقت ذاته، لم يعد يفكر في أن
يعود إليها، فهي رغم كل شي جميل فيها، تبقى باردة متعبة، وزوجته
الجنوبية توفر له الكثير من احتياجاته عليه أن يختار،
لكن أفراد القبيلة يقولون له: لا بأس عليك أن تعيدها فهي مهمة، وذات
فضل علينا جميعا، أعدها واتركها، مجرد زوجة، هي لن تكلفك الكثير، إنها
تعتني بنفسها، وتحد مؤونتها بنفسها، إنها لا تشكل عبئا عليك، أعدها
لأجلنا مسكينة،
ويبادر الجنوبي إلى إرضائها إنها طيبة وتقبل، لكنها في أعماقها تعتقد
بأنها أفضل حالا من أن تصبح زوجة أولى، فتقرر أن تدفعه إلى طلاق
الثانية،
وهكذا تعمل الشمالية بكل قوة لكي تستعيده، لكنها لا تعرف كيف....؟؟
فتسقط من جديد، إنها تعتقد أنها لو بنت بيتا فسوف تغريه ويعود، فتنهك
نفسها في بناء البيت الجديد، لكنه يستمتع طوال ذلك الوقت مع الجنوبية،
وعندما تفرغ الشمالية من بناء البيت ، تطلب أن يقاسمها البيت، لكنه
يشترط أن تستمع الجنوبية معه بالبيت، فيصيب الشمالية القهر وتموت،
وهكذا ينتصر الجنوبي ويفوز وزوجته الجنوبية بالبيت، ببساطة، وبلا تعب،
فالحياة أرزاق، أمر لم يتيسر فهمه على الشمالية،
لو أن كل شمالية أدركت أن الله هو وحده الأمن لارتاحت،
لو أن كل شمالية توازنت لصانت بيتها، وزوجها ونفسها،
ترى فيما فكرت الشمالية لحظة الموت...؟؟ عندما بدأت روحها تغرغر....؟؟؟
فكرت أن الحياة بكل ما فيها لم تكن تساوي شيئا، وأن الموت سيداهمها في
وقته وفي حينه سواء كانت في الصقيع أو في الغابة أو في البيت،
الموت يأتي للإنسان في كل مكان، لا يثنيه شيء،
فكرت كم أنها أهدرت حياتها على أمور غير مهمة، في الواقع، فكرت أن
الدنيا لم تكن تستحق كل تلك الجدية،
فكرت لو أن الزمن يعود إلى الوراء لو أن الله يمد في عمرها فتعوض على
زوجها الألم،
تريد أن يعود الزمن إلى الوراء فتهتم بمشاعرها أكثر، وبزوجها أكثر،
وتنجب أطفالا يملؤون عليها الدنيا،
وتحب أطفالها ولا تعصب عليهم،
ياه الحياة تافهة، تافهة،
الحياة لاشيء
إن الجنوبي وحده يدرك أن الحياة لا شيء،
ولهذا فقد وصفه عليه الصلاة والسلام بخير الأنماط.
هذا الموضوع مقسم إلى 5 اجزاء هذا الجزء الثالث منه
انتظروا الاجزاء الاخرى
يتبع ...................
بقي جزئين بكرة بإذن الله .............. خلاص بروح انام بكرة جامعة عندي .........
اشوفكم بكرة ............ واعذروني
انا ما احب اماطل بس ................................... مافيني انسق وازبط الحين بكرة وخير
انتظركم وتنتظروني ..........