هل أردت كسري ؟ إذن فقد فشلت ، لقد اتبعت الأسلوب الخاطئ . أنا لا أكسر هكذا . أذكر أنك سألتني ذات يوم : لماذا أنت ضعيفة ؟ أعذرك حقا ، أنا ضعيفة بالفعل ، إلى أن تأتي الكوارث . عندها أتجلى على حقيقتي . لست ضعيفة ، بل ودودة . لست ضعيفة ، بل لطيفة . لست ضعيفة ، بل محبة . ليس خطئي أنك لم تفهم هذا . تزوج بفاتنة ، بل مئة فاتنة ، لن أشبع غرورك بأن تعلم أنك حركت في شعرة . كنت مميزة ، وكنت أعلم ذلك ، عميقا.. عميقا ، ساعدني أنت في رؤية نفسي بشكل أفضل ، لم تكن رجلا عاديا ، بل أنت صائد لؤلؤ ، لا يعجبك سوى الثمين والنفيس .
لم أتوقف للحظة ، تابعت حياتي ، تابعت بناء عالمي الجديد ، كان دائما يخطر ببالي ، لكن لم أتوقف للحظة لأنزعج ، قبلت أن ذكراه هي سرطاني الذي لا مفر منه . كانت صديقتي الجديدة تمدني بالقوة . لكم هي رائعة ! لماذا لا نستخدم كل شئ لصالحنا ، تعلمت في هذه المحنة فن تحويل الكوارث لفوائد ، حتى زواجه بهذه الأنثى أفادني ، أمدتني بالقوة لأظهر قوتي ، تخلصت من مخاوفي وأعذاري ، بت أنا كما أنا ، لم أعد أختبأ ، لم أعد أهرب ، لم أعد أتمنى أن اتلاشى . الأضواء لا تخيفني ، النجاح لم يعد يخيفني .
عندما تركت الكبرياء والغرور جانبا ، وجدت أنني الرابحة . حطمني هذا الرجل ، لا ، ليس أنا ، بل حطم عالمي القديم الهش المتداعي ، حطمته ليمنحني فرصة أخرى لأبدأ من جديد ، بوضع أسس قوية ، لعالم ينتمي إلي . أنا الحقيقية لا المزيفة . رفضه لتقبلي كما أنا ، إهاناته ، نقده ، كل هذا أذاب الخنوع والضعف ليفسح المجال لقوتي بأن تظهر . لم يشككني في مبادئي للحظة ، لم يفعل ، بل كان يهزها فقط لتأكد من سلامة وقوة جذورها . كان لا بد أن أتغير ، كان لا بد ، كان لابد أن أتعالج من الماضي ، أن أترك الدلال ، أن أتخلى عن الصلابة ، أن أخضع للواقع والحقيقة ، أن أتوقف عن الحساسية والغرور والكبرياء . كان هو الذي مد يديه لأجلي ليساعدني على اجتياز الطريق الصعب . لم أكن لأفعلها لوحدي ، لم أكن لأستطيع ، لم نكن معا دوما ، لكن كان هو كالصديق الذي لا يتركني أبدا . ألا أناقض نفسي خخخ ؟ تارة أحبه وتارة أكرهه ، تارة أشعر بالامتنان ، وتارة أتمنى لو لم تقع عيناي عليه . صدقا نفضت يدي عن تحليل مشاعري تجاه هذا الرجل ، أصدق تعبير أقوله أنني أدين لهذا الرجل بحياتي المزهرة اليوم ، أنا ممتنة ، ممتنة لأجله . لكن هذا ليس كل شئ .
مرت الأيام والشهور ، وأنا أشرق وأزدهر ، من قال بأنك تحتاج لأحد ؟ أنت لا تحتاج سوى الله ، منه الهواء ، والمطر ، والشمس . بلغت أوج إشراقي في الربيع الأول ، بعد مرور سنة كاملة على خير زواجه في ذلك اليوم الربيعي . فتحت أجمل مدوناتي على الإطلاق ، وأحبهن إلي ، كنت حتى ذلك الوقت أسطر طريق رحلتي ، كانت تأتي علي لحظات لا تنفعني فيها كلمات أي أحد ، كنت وقتها أذهب لأقرأ لي ، أفتح بعشوائية أي مدونة وأي صفحة ، هناك كنت أجد ما أحتاج أن أسمعه . كلماتي لي لي ، هل هناك أروع ؟ هل هناك أصدق ؟ . فتحت مدونتي هذه ولم أستطع أن أنام . هجرني النوم ، هجرني الجوع ، وكذلك العطش . كنت أحلق بسعادة ، بحرية ، بلا توقف . كنت أحتفل بالفرصة الأخرى التي من الله علي بها في الحياة . حتى ذلك الوقت لم يكن لدي تصور حقيقي للحياة التي أتمناها ، الحياة بسعادة ، بسلام ، بحب . عرفت هذه المعاني وقتها . لم يكن هذا عشوائيا ، بل إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، أولا من الله علي أولا بأن أحدد هدفي ، ومن علي ثانية بالوصول هناك . بات السراب ماضيا بعيدا ، كنت قد رسبت في فصولي الدراسية خخخخ لكن هذا لم يكن يمنعني من الاحتفال المتواصل . عادي ..عادي ، أيها النكد عليك أن تنتظرني . أنا أحتفل بخلاصي ، أنا مشغولة . قدمت لنفسي فرصة أخرى ، وحصلت عليها . لماذا يجب أن ننتظر حتى يمنحنا أحد ما أو شئ ما هذه الفرصة ؟ لماذا لا نكون نحن من نمنح أنفسنا هذا الحق بكل كرم ؟ الانتظار .. الانتظار ، لم أعد من هواة الانتظار ، سأقرر مصيري . حتى ذلك الوقت لم أكن مستعدة بعد لفتح الباب للعرسان ، لكن بما أن قلبي بات حرا طليقا ، بدأت أفكر ، امممم ولم لا ؟ لن أكون راهبة في معبد أحد . حلمي الجميل بأن أكون زوجة رجل رائع وإما لشلة مشاغبين عاد ينبض بقوة . لن أتخلى عنك حلمي الجميل .
لم عطآء ، بل خضراء ...
لم أعد أكتب مدونات سوداء ..
بل أخرى تشبهني ...
في هذه الفترة وصلنا خبر طلاقه ، لم أصدم ، كان ذلك متوقعا بشكل غريب ، صديقتي ، هل هي بخير ؟! لكم أنا آسفة لأجلك ، توقفت عن رثائها ، بما أن هذا كان اختيار الله لها فهو الأفضل ، لست اليوم أبعثر طاقتي الثمينة هنا وهناك بالحزن والرثاء ، تعلمت التوكل والثقة بالله ، تعلمت الرضا ، القبول ، والدعاء ، دعوت لها ، و دعوت . خفق قلبي بقوة للحظات ، هل هذا حقيقة أم خيال ؟ ياري .. ياري !