أنا و [ السّراب ]

وردة الكرز

Well-known member
معلومات وردة الكرز
إنضم
15 يوليو 2018
المشاركات
654
مستوى التفاعل
587
النقاط
93
خضرا كم انتي مبدعة كم انتي عميقة .جميعنا يوما ما عشنا ما وصفته .بحثنا عن ذواتنا و انتشلناها ....اعتذرنا منها عن اهمالنا و عالجنا جراحها .ما تكتبين يلامس أعماق روحي بقوة تابعي حبيبتي اتمنى ان تحققي احلامك و تسعدي ذاتك فهي تستحق كل الخير كل السعادة كل الحب .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


مالذي كنت أفعله حتى ذلك اليوم ؟ لا شئ ، كنت أمتلك الأفكار والقناعات والطريق إلى التغيير ، لكني كنت أكثر ضعفا من أن أتغير ، كانت لدي أهدافي المهمة لكن أيا منها لم تمنحني القوة الكافية لأتغير ، منحتني القوة لأن أبدأ وحسب . أي طريق هذا ؟ الشائك ، الوعر ، المظلم ، لم أكن لأدخله بملئ إرادتي وبكامل قواي العقلية . لتقل الناعمة ما تشاء ، لتأتي ألف ناعمة ، ليتلن علي ما يشئن صباحا ومساء ، لأنفق ألف بل آلاف ، مليون أو اثنين . لا شئ يستطيع أن يدفعني لأدخل هذا الطريق . من يرغب في أن يحيا أسوأ كوابيسه كلها مجتمعة ؟ ليس أنا . أحببت دوما الحياة بهدوء وسلام ، باسترخاء على أريكتي ، أشرب الشاي باستمتاع . لا يهم إن كان عالمي الوهمي وهمي أو حقيقة مادام سيوفر لي باب الهروب حتى اللحظة القادمة . التغيير ؟ أنا لن أتغير ، لأنني لا أستطيع ، حتى ولو أردت . أنا إحدى أولئك الذين لا يتغيرون إلا أن تحل فوق رأسهم كارثة خخخ . أذكر مرة قال لي فيها بأنني " حجر " ، انفعلت ، شعرت بالإهانة ، لكنه كم كان محقا . أنا أشبه الصخور ، شديدة الصلابة لدرجة لا تصدق . أيا كانت تقوله الناعمة رغم قوة تأثيره لم يكن له تأثير سوى التأثير الذي يحدثه المطر الغزيرعلى الصخور . كنت أحتاج لإعصار داخلي وخارجي والمطر لتتفتت صخوري .


كنت بحاجة لإعصار بشري مثله يطيح بي عاليا جدا ثم يفلتني لتتبعثر أشلائي فلا أستطيع جمعها أبدا ، وكنت بحاجة لإعصار داخلي يماثله قوة يحطم كل أسواري ، كان الإعصار هو نيران الانتقام التي أحرقت كل شئ . لم أرفع السماعة للاتصال به ، لم أرفع يدي للدعاء عليه ، صمتت . حولت كل طاقتي الجبارة آنذاك لإزالة الأسوار وتحطيم كل عالمي السابق وتسويته بالأرض . سخرت كل طاقتي لبناء عالم جديد ، وشخصية جديدة ، انتقامي كان أن أصبح أروع نسخه مني ، ليس لأجله ، غير مهم هو ، أن يسمع عني أو لا يسمع ، كنت بحاجة لأن أنتقم لأجلي . أن أنجح ، أن أتفوق ، أن لا أنهض وحسب بل أصبح أفضل مما كنت عليه سابقا ، أن أثبت لنفسي أنني أستطيع تجاوزه .


من يريد التغيير بالقدر الكافي يتغير ، ولا يستطيع أي شيء إيقافه . كنت سخرت كل طاقتي لأجل ذلك ، بدأت بنبش قبوري السابقة ، الجراح التي أهملتها ، التي لم أطببها ، لم أطهرها . عدت للماضي ، ليس بسفينة الزمن بل من خلال الطريق الوعر الشائك الذي لم تكن توجد قوة تدفعني للسير عليه ، لكن الآن لا توجد قوة تمنعني من ذلك . عدت لأبي ، لطفلة أبي التي كنت ، لذكريات الطفولة والمراهقة حيث بدأ كل شئ . التعلق لا يبدأ هكذا بلا جذور ، في كل مرة كنت أحارب بها تعلقي بهذا الرجل كنت أتعب نفسي لا أكثر ، هو لم يكن سوى غصنا من شجرة . تعلقي بأطفال أختي أيضا ، بيتنا الذي كدت أجر من بوابته جرا ، تلك الخردة الحديدية التي كدت أبكي عندما قرروا بيعها ، تعلقي بالأميرة صاحبة الشتائم واللسان الطويل ، صندوق ذكرياتي ، التعلق بكل ذاك لم يكن سوى أغصان لشجرة عتيقة من الماضي . كانت كل تلك الجذور تلتقي عند أبي ، أول رجل في حياتي ، وأحبهم إلى قلبي . أبي الذي تركني صغيرة ، وأنا لم أشبع منه بعد ، لم أشبع من حبه واهتمامه . كبرت ، لم أعد طفلة ، لكن هذا الجزء مني توقف عن النضج هناك ، الجوع والحاجة والتعلق سريعا بات سمتي . التعلق ، الرغبة بإرضاء الآخرين بأي ثمن كانا لحمايتي من التعرض لألم الهجر مجددا . هذا البرنامج الذي وضعه عقل طفلة كان يسيرني طوال حياتي ، تعرضت لألم الهجر أكثر فأكثر كلما حاولت أكثر ، نبذني الآخرين كلما أردت إرضائهم . لم أفهم أبدا لماذا ؟ مالخطأ؟ كيف يمكن للآخرين أن يكونوا قساة هكذا ؟ لم أعد أثق بأحد ، بدأ يخيل إلي أنني آخر فتاة طيبة على وجه الأرض ، بدأت أبتعد وأنعزل . كنت أسامح سريعا ، أسوق للجميع ألف عذر وعذر . لم أكن أمتلك سوى تكرار أخطائي مرة بعد مرة بعد مرة . اعتدت الألم ، بدأت أتوقعه ، وربما أتمناه . أحبك أبي ، لكنك دمرت حياتي ، دمرتها تماما . أنا لم أعد طفلة ، لم أعد . حبك واهتمامك لا يعنني اليوم بشئ ، أبي ، أريد أن أنجو ، أنا آسفة ، لن يعود أي شيء كما سبق . لن يعود .


أبي الذي كان عالمي يدور حوله لم أعد أراه بالصورة ذاتها ، تارة كرهته وتارة أحببته ، تارة صرخت عليه بيني وبين نفسي ولمته وحاكمته ، وتارة عذرته وتفهمته . مرت الشهور ، شهور طويلة ، أو سنة وزيادة حتى استطعت بشكل تام أن أتحرر من مشاعري السلبية تجاه أبي . بتحرري من التعلق بأبي حررت نفسي من التعلق بأي أحد وبأي شئ . تخلصت من صداقات عالقة ، من دفاتر ذكريات كئيبة ، من صندوق الذكريات ، من كل شئ له صلة بالماضي . أعدت تقييم كل علاقاتي ، نبذت الكثيرين من حياتي بلا أسف .


في عهد الثورة لم أكن لطيفة أبدا ، كان شعاري " إلى الجحيم بكل شئ " ، كنت مستعدة لإحراق أي شيء يعيق طريقي ، أي شئ أو أي أحد . حتى ذلك الوقت كنت أكتفي بالمسامحة السريعة بيني وبين نفسي للجميع ، في عهد الثورة لم تكن هناك مسامحة بل جرد حسابات . بدأت بصب غضبي على الجميع حتى بات الكل يخشاني . أي شيطان تلبس هذه ؟ خخخ ، لم أكن اتعمد إيذاء أحد لكن كثيرا ما كانت الأمور تخرج من سيطرتي . لم تكن عطآء بخير ، خضرة التي نبذتها ودفنتها على قيد الحياة كانت تملأ عروقها رغبة في الثأر والانتقام . كنت ممزقة بين الطرفين ، بينها ، أنا التي خذلتها وشوهتها وأسأت إليها ، والآخرين ، أحبتي . كنت أعتذر بلطف بعدها لكن هذا كل شئ . لم أكن لأقف بجانب أي أحد ضدها ، ولا حتى أقف في الحياد . أنا التي أوصلتها هنا ، تخيلتها في سجن مظلم بارد بلا طعام أو شراب أو نور ، كيف لا تتحول إلى هذه النسخة المشوهة خصوصا إن كانت ألقيت بذلك السجن بلا ذنب ارتكتبته ، وهي برئية . غمرتها بحبي ، بدفئي ، بلطفي ، هي دون غيرها ، هي فقط . الآخرين ؟ ليهتموا بأنفسهم ، هذا ليس من شأني ، ليس لدي لاجلهم اليوم سوى اعتذار بارد . أخرست ضميري لأجلها ، اصمت ، أنت لا تعلم كم عانت هذه المسكينة بسببي أنا وأنت ، أنت لا تعلم شيئا . أصمت كل أحد وكل شئ ، كنت أعلم بأنني قد أخسر الآخرين هكذا ، لكن هذا لم يهم ، لم يكن يهمني من سأخسر ، لأجلها أنا أكثر من مستعدة لخسارة الجميع ، كنت دائما أواسيها وأواسي نفسي " المحب الحقيقي سيبقى ، أما غير المحب فسيذهب ليفسح المجال لمحب آخر ، هذا كل شئ " .


لم أعد طفلة ، أنا لست طفلة ، سأفعل ما يتوجب علي فعله ، لن أجعل الماضي يحكم حاضري ومستقبلي . سأتخلص من كل أعذاري وسأفعل اللازم . أبي أنت أبي ، أبي أنت لست عالمي .


أعدت بناء عالمي بفترة قصيرة ، تغيرت ، وتغير كل شئ حولي . بدأت بتغيير مظهري سواء خارج المنزل أو داخله . ستآر لم يكن يوسوس إلي ، بل كانت نفسي المحرومة . غروري وكبريائي تركتهما جانبا ، سآخذ أي نقد ونصيحة بعين الاعتبار ، حتى من أفواه الصغار أو المجانين . لم تعد المسألة مسألة غرور ، بل الوصول إلى القمة ، لن يقف في طريقي أي شيء ، حتى أنا .

كنت أحرم على نفسي الكثير مما أحله الله ، بدأت أنظر لكل ما يعجبني في الفتيات وفورا أشتريه لنفسي وأرتديه لأجلي ، إلى متى سأنتظر ؟ انتظار يوك ! بدأت أهتم بكل شئ يتعلق بي سواء طعام صحي ورياضة أو مظهر . لم أخلع حجابي لكن بدأت أرتدي ألوانا أحبها وتفصيلات تناسبني ، أهتم حتى بما ارتديه تحت الحجاب ، حتى وأنا أتعجل صباحا لا أهمل زينتي ، من سيرى ؟ أذكر أن كيوي أجابت على هذا السؤال يوما ، كنت أنا وهي معا في المول لأشتري أقراطا جديدة ، أنا مهووسة خخخ ، سألتنا البائعة الأجنبية بأدب لكن بفضول عن الفائدة في شراء أقراط لن يراها أحد ، أجابت عليها بعفوية بديهية " أنا سأراها ، أرتديها لأجلي " ، أعجبني ردها ، وعلق في ذهني . هناك فارق بالفعل . لم أعد أشعر بالنقص على الإطلاق ، كنت أرى الجميلات من حولي وأراني الأجمل بحجابي وبزينتي التي لا يراها سوى أنا . انتهى عهد الطفولة وبدأ عهد الأنوثة . تصالحت معها ، أحييتها ، شكرت نعمة الباري عليها . وشكرته أيضا ، إعصاري البشري الذي غير حياتي للأبد . وصلت لنوع من التسامح والسلام معه ، أتى رمضان ، دعوت لأجل قلبي كثيرا ، ودعوت لأجله أيضا ، دعوت له بالتوفيق في زواجه . الحب الحقيقي ليس تملك ولا أنانية ، بعد أن تخلصت من كثير من التعلق به علمت أن جزء مني يحبه بالفعل ويتمنى له الأفضل . بالتوفيق لك ستآر .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


انتهى رمضان ، انتهى بعد أن احترق قلبي الأول في حممه وتحول لرماد ، لطالما دعوت الله بأن يمنحني قلبا جديدا ، وهكذا استجيبت دعوتي . ما أحلمك ربي .. ما ألطفك . استيقظت من غفلتي ، جددت العهد بالعودة إلى الله . لم أعد تائهة ، أنا اليوم أعلم من أنا ومن أين أتيت وإلى أين أسير . حمدا لك إلهي .. حمدا وشكرا .

ودعت رمضان واستقبلت العيد ، كنت سعيدة بعيدي ، وبعدها أتى موعد العرس . ما يزال هناك شئ من الألم والحمى ، هل هذا الرجل هو سرطاني ؟ وكيف السبيل إلى الشفاء منه ؟ بقيت صريعة الحمى ليومين متتاليين . كنت أظن أنني بخير ، لكن ليس تماما ، هكذا أخبرني قلبي ، الأمر ليس بهذه السهولة . نعم ، حبه كالسرطان لا شفاء منه ، أقبلت هذه الحقيقة . عدت بخير بعد أن انتهى الزفاف ، لا بكاء ولا انهيارات ولا شئ آخر ، استنفذت كل هذا سابقا .


انتهى العرس ، عرس القرن ، الذي لم يبقى أحد لم يتحدث عنه قبل وقوعه وبعده ، العرس الفخم والكبير الذي بات حديث المدينة ، أذكر أن أمه عزمتنا ، لم نرفض ولم نقبل ، عندما رأيت أمه تحدثت عن العرس ، كان في عينيها عتب وألم أحيانا ، كنت أرى فيهما تباعدا عندما أضطر لرؤيتها على غير عادتها ، فهي تحبني كثيرا . ابنها ، من حقها أن تحزن لأجله ، أشك بأنه أخبرها شيئا ، لكن أكيد علمت أنني التي طردته ومرتين خخخ . حسنا ، لقد أحسنا العقاب بما يكفي ، هلا تركتماني وشأني الآن. توقفوا عن الحديث عن هذا العرس ، رباه ، ألا يوجد حقا شيئا آخر نستطيع الحديث عنه . كان كل شئ يعاندني ، أريد أن أفرح ، أريد أن أنسى ، لكن سيرة العرس السخيف باتت تطاردني في كل مكان .


تزوج سريعا هكذا ، مما جعلني في موقف محرج أمام الآخرين ، الكل بات يتحدث بأنه كان معها بداية وأنني كنت مجرد ... مجرد ماذا ؟ لا أدري ، مجرد صورة . ألم أقل بأنه كان دائما بارعا في العقاب ، لقد وجد الأسلوب الأمثل للانتقام مني ، جزء مني كان يقول بأنه فعل كل ذلك ليعاقبني ، متى أراد الزواج ؟ هل حقا تخلص من الفوبيا التي كانت تلازمه . لم أستطع أبدا إجراء محادثة عادية معه حول ترتيبات الزواج . هل شفي الآن ؟ هل نضج الفتى وأصبح رجلا ؟ هل علم التائه ما يريده حقا ؟ . الجزء الآخر مني كان يقول : كفى غرورا ، ألا تستطيعين ؟ ولو للحظة ؟ هل يذكرك هذا الرجل ؟ هل يأبه لامرك ؟ لم تكوني سوى مجرد .. مجرد صورة . لم يعد لأي من هذا معنى الآن ، غروري وكبريائي احترقا في جهنم ، صورة .. عائق .. لا فارق حقا . كنت حية ، لكن ذلك الجزء الشديد الحساسية ، شديد الغرور ، شديد الكبرياء مات . ربما أنا الآن بلا إحساس ؟ رائع ، مالذي جنيته حقا من أحاسيسي ، لا شئ سوى الشقاء . ربما لم أكن أكثر من صورة ، ربما لم أكن أكثر من عائق بالنسبة له ، لكن بالنسبة لي أنا مركز عالمي اليوم ، هذا يكفيني ، بت قانعة بقيمتي أمام عيني فقط ، ليقل كل ما يريد ، أنا لا آبه .


بحثت طويلا عن صورة لهما ، كان لابد أن أراها ، اممممم ، لماذا ؟ كان لابد ، وكفى خخخ ، لنقل أنه الفضول ، أو ذلك الصوت الخافت الذي يقول مالذي وجده فيها ؟ مالذي افتقده في وبحث عنه في أخرى ؟ لم يكن الجمال ، بالطبع لا ، لم أكن أحتاج لصورتها لأعرف الجواب ، أنا أعلم تماما مالذي أفتقده . وجدتها ، وآه منها ، آه . لكم هي رائعة ، مررت عيني سريعا على ملامحها وفستان زفافها الجميل ، توقفت أمام الأيدي المتشابكة ، نهشني شعور غريب ، لعله الغيرة أو التملك خخخخ ، لا أدري ما هو ، لكنه الرجل الأول بعد أبي الذي شعرت برغبة في تملكه هكذا . أليس هذا مكان أصابعي ؟ سألت صورته ، كيف تسمح لنفسك بأن تأخذ بين يديك يدي أخرى غيري ؟ عاتبته خخخ ، لكن استيقظت على نفسي ، هل هذا السؤال من حقي ؟ ياري .. ياري . هي صاحبة الحق المطلق وليس أنا . عدت إليها ، الفاتنة ، توقفت أمام عينيها ، نعم .. هناك ، هناك وجدت ما أفقده . كانت تنظر للكاميرا بعيني ملكة ، رأيت في عينيها القوة والسلطة خلف النعومة الدافئة . هذا ما كنت أفتقده . أحببتها ، احترمتها ، وكيف لا لا أفعل ؟ هل أشوه جمالها فقط لأنها سرقت حبيبي ، خخخخ ، ياللقصة البائسة ، هي لم تسرق شيئا ، وهو لم يكن ملكي يوما ، وبالطبع يحلم أن يكون حبيبي ! من أين له هذا الشرف ؟ احم .. احم ، عدنا للغرور ، لكن لا بأس ، أخبرتني صديقتي يوما أن غروري جميل . لم أكن لأنغمس في رواية بائسة ، بدت امرأة رائعة ، واحترمتها لأجل ذلك ، كنت أصب جام غضبي وحنقي عليه لأنه هو من سمح لكل هذا أن يحدث ، لكن هي .. الفاتنة بقيت علاقتي بها جميلة وخفية . كنت أستمد القوة من عينيها ، أراها قدوة أتعلم منها ، للحظات أيضا شعرت بشئ من الأسف عليها . الجزء الواعي في أعماقي كان يأسف عليها بشدة ، هذا الإعصار البشري تأثيره مدمر على كل من يمر بحياته ، كانت تستحق أفضل ، مازالت صغيرة وشابة وهذا أول زواج لها ، أتمنى أن تكون بخير ، أتمنى أن لا يحدث لها شئ . باتت الفاتنة صديقتي الخفية ، لا غريمتي . لا يمكن أن أدخل في منافسة ، لا أسمح ، خصوصا لأجل رجل مثله ، نو وي .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


هل أردت كسري ؟ إذن فقد فشلت ، لقد اتبعت الأسلوب الخاطئ . أنا لا أكسر هكذا . أذكر أنك سألتني ذات يوم : لماذا أنت ضعيفة ؟ أعذرك حقا ، أنا ضعيفة بالفعل ، إلى أن تأتي الكوارث . عندها أتجلى على حقيقتي . لست ضعيفة ، بل ودودة . لست ضعيفة ، بل لطيفة . لست ضعيفة ، بل محبة . ليس خطئي أنك لم تفهم هذا . تزوج بفاتنة ، بل مئة فاتنة ، لن أشبع غرورك بأن تعلم أنك حركت في شعرة . كنت مميزة ، وكنت أعلم ذلك ، عميقا.. عميقا ، ساعدني أنت في رؤية نفسي بشكل أفضل ، لم تكن رجلا عاديا ، بل أنت صائد لؤلؤ ، لا يعجبك سوى الثمين والنفيس .

لم أتوقف للحظة ، تابعت حياتي ، تابعت بناء عالمي الجديد ، كان دائما يخطر ببالي ، لكن لم أتوقف للحظة لأنزعج ، قبلت أن ذكراه هي سرطاني الذي لا مفر منه . كانت صديقتي الجديدة تمدني بالقوة . لكم هي رائعة ! لماذا لا نستخدم كل شئ لصالحنا ، تعلمت في هذه المحنة فن تحويل الكوارث لفوائد ، حتى زواجه بهذه الأنثى أفادني ، أمدتني بالقوة لأظهر قوتي ، تخلصت من مخاوفي وأعذاري ، بت أنا كما أنا ، لم أعد أختبأ ، لم أعد أهرب ، لم أعد أتمنى أن اتلاشى . الأضواء لا تخيفني ، النجاح لم يعد يخيفني .

عندما تركت الكبرياء والغرور جانبا ، وجدت أنني الرابحة . حطمني هذا الرجل ، لا ، ليس أنا ، بل حطم عالمي القديم الهش المتداعي ، حطمته ليمنحني فرصة أخرى لأبدأ من جديد ، بوضع أسس قوية ، لعالم ينتمي إلي . أنا الحقيقية لا المزيفة . رفضه لتقبلي كما أنا ، إهاناته ، نقده ، كل هذا أذاب الخنوع والضعف ليفسح المجال لقوتي بأن تظهر . لم يشككني في مبادئي للحظة ، لم يفعل ، بل كان يهزها فقط لتأكد من سلامة وقوة جذورها . كان لا بد أن أتغير ، كان لا بد ، كان لابد أن أتعالج من الماضي ، أن أترك الدلال ، أن أتخلى عن الصلابة ، أن أخضع للواقع والحقيقة ، أن أتوقف عن الحساسية والغرور والكبرياء . كان هو الذي مد يديه لأجلي ليساعدني على اجتياز الطريق الصعب . لم أكن لأفعلها لوحدي ، لم أكن لأستطيع ، لم نكن معا دوما ، لكن كان هو كالصديق الذي لا يتركني أبدا . ألا أناقض نفسي خخخ ؟ تارة أحبه وتارة أكرهه ، تارة أشعر بالامتنان ، وتارة أتمنى لو لم تقع عيناي عليه . صدقا نفضت يدي عن تحليل مشاعري تجاه هذا الرجل ، أصدق تعبير أقوله أنني أدين لهذا الرجل بحياتي المزهرة اليوم ، أنا ممتنة ، ممتنة لأجله . لكن هذا ليس كل شئ .


مرت الأيام والشهور ، وأنا أشرق وأزدهر ، من قال بأنك تحتاج لأحد ؟ أنت لا تحتاج سوى الله ، منه الهواء ، والمطر ، والشمس . بلغت أوج إشراقي في الربيع الأول ، بعد مرور سنة كاملة على خير زواجه في ذلك اليوم الربيعي . فتحت أجمل مدوناتي على الإطلاق ، وأحبهن إلي ، كنت حتى ذلك الوقت أسطر طريق رحلتي ، كانت تأتي علي لحظات لا تنفعني فيها كلمات أي أحد ، كنت وقتها أذهب لأقرأ لي ، أفتح بعشوائية أي مدونة وأي صفحة ، هناك كنت أجد ما أحتاج أن أسمعه . كلماتي لي لي ، هل هناك أروع ؟ هل هناك أصدق ؟ . فتحت مدونتي هذه ولم أستطع أن أنام . هجرني النوم ، هجرني الجوع ، وكذلك العطش . كنت أحلق بسعادة ، بحرية ، بلا توقف . كنت أحتفل بالفرصة الأخرى التي من الله علي بها في الحياة . حتى ذلك الوقت لم يكن لدي تصور حقيقي للحياة التي أتمناها ، الحياة بسعادة ، بسلام ، بحب . عرفت هذه المعاني وقتها . لم يكن هذا عشوائيا ، بل إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، أولا من الله علي أولا بأن أحدد هدفي ، ومن علي ثانية بالوصول هناك . بات السراب ماضيا بعيدا ، كنت قد رسبت في فصولي الدراسية خخخخ لكن هذا لم يكن يمنعني من الاحتفال المتواصل . عادي ..عادي ، أيها النكد عليك أن تنتظرني . أنا أحتفل بخلاصي ، أنا مشغولة . قدمت لنفسي فرصة أخرى ، وحصلت عليها . لماذا يجب أن ننتظر حتى يمنحنا أحد ما أو شئ ما هذه الفرصة ؟ لماذا لا نكون نحن من نمنح أنفسنا هذا الحق بكل كرم ؟ الانتظار .. الانتظار ، لم أعد من هواة الانتظار ، سأقرر مصيري . حتى ذلك الوقت لم أكن مستعدة بعد لفتح الباب للعرسان ، لكن بما أن قلبي بات حرا طليقا ، بدأت أفكر ، امممم ولم لا ؟ لن أكون راهبة في معبد أحد . حلمي الجميل بأن أكون زوجة رجل رائع وإما لشلة مشاغبين عاد ينبض بقوة . لن أتخلى عنك حلمي الجميل .


لم عطآء ، بل خضراء ...
لم أعد أكتب مدونات سوداء ..
بل أخرى تشبهني ...


في هذه الفترة وصلنا خبر طلاقه ، لم أصدم ، كان ذلك متوقعا بشكل غريب ، صديقتي ، هل هي بخير ؟! لكم أنا آسفة لأجلك ، توقفت عن رثائها ، بما أن هذا كان اختيار الله لها فهو الأفضل ، لست اليوم أبعثر طاقتي الثمينة هنا وهناك بالحزن والرثاء ، تعلمت التوكل والثقة بالله ، تعلمت الرضا ، القبول ، والدعاء ، دعوت لها ، و دعوت . خفق قلبي بقوة للحظات ، هل هذا حقيقة أم خيال ؟ ياري .. ياري !
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله

لأسبوع لا أستطيع الكتابة هنا
واليوم أكاد أسقط من الإعياء من شدة الثرثرة
قلمي المزاجي .. آه منك
معذرة ممكن حبيباتي
شكرا لتفهمكن
بقيت الجولة الأخيرة
والله صارت مسلسل تركي خخخ
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله

وردة الكرز
يالله ... أحبك الذي أحببتني فيه يا حبيبة ، وأنا أحبك في الله ، لا حرمت أختا رائعة مثلك ، تسعدينني دوما بكلماتك وبهداياك . شكرا لأنك هنا ، شكرا لأنك تقرأين ، شكرا لأنك سمحت لي بمعرفتك ، شكرا لأنك أحببتني .



روزي
سأكتب إلى ما لانهاية
لتبقي فقط
واشوفك
خخخ
بجد وحشتيييييني
بززززززاف


رهوفة
ثانكس بيب
ثرثراتي أنت من تمنحينها الألق
لا حرمتك
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


قلبي ، هل أنت معتوه ؟ إلى أين تجرني ؟ أين تذهب بي ؟ كيف انتهى بي الأمر هكذا ، البدايات دائما سهلة ، مالذي يمكن أن يحدث ؟ هكذا نرمي أنفسنا في المخاطر ، بثقة مفرطة أو غباء مفرط بأن كل شئ سيكون كما نريد ، لكن النهايات .. النهايات ليست بالسهولة ذاتها . ربما شفيت من التعلق به ، لكن هذا لا يعني بأن قلبي مستعد لوضع خط النهاية معي . عارضني ، أخبرته : انتهينا ، وأخبرني : لم ننتهي ، انتهينا .. لم ننتهي ، انتهيناااا ، لم ننتهيييي . عادت الحرب مجددا ، ياري .. ياري . كنت محتدة ، مضطربة ، خائفة . ماذا لو عاد ؟ وأنا هكذا ، في شقاق مع قلبي ، بالطبع لن تكون النتيجة لصالحي .  محاربة وسأبقى ، كنت أرى الحياة كمعركة ، لا مكان فيها سوى للفوز أو الخسارة . الهزيمة أو النصر ، يا لشقائي ! من أحارب ؟ وماذا ؟ ولأجل ماذا ؟ غير معلوم . هكذا وجدت نفسي في ساحات القتال ، استللت سيفي لأنني سمعت الآخرين يستلون سيوفهم ، أو هكذا خيل لي ، بدأت أحارب لأنني سمعت الآخرين يفعلون ، أو هكذا خيل لي ، لم يكن هناك أي شيء واضح في تلك الساحات ، الأعداء والأصدقاء ، الحقائق والأوهام ، لم يكن هناك شئ واضح فكل شئ يغطيه الضباب . وجدت نفسي هكذا ، محاربة ، بيدي سيف ، فحاربت . هكذا بكل بساطة .


لكنني تعبت ، تعبت من ساحات الحروب ، تعبت من القتال ، تعبت من كوني محاربة ، من أحارب ؟ قلبي .. أنا لن أفعل بعد اليوم . الرجل الذي أحب ؟ كلا لن أفعلها بعد اليوم . أفعل ما تشاء قلبي ، أطلق سراحك . حلق سعيدا في سمائك . العاصفة قادمة ؟ إذن لتأتي .. أنا لن أحارب بعد اليوم . انتزعت الخوف من قلبي ، سيعود ، سيقتلع جذوري ، سيرميني عاليا ثم يتركني لأهوي مجددا ، سأحبه أكثر ، لن أستطيع الانفصال عنه أبدا ،  هلا فكرت قليلا ؟ المنطق ، عالمي .. عالمي سينهار  .  تبا ! هل هناك داع لكل هذه الهستيريا ! عالمي سينهار ؟!! من قال هذا ، آن الأوان .. نعم آن .. آن الأوان لأثق بكل ما بنيته ، كم استغرقت من الوقت ؟ كم بذلت من جهد ؟ كم بنيت وبنيت ؟ هل أنا التي لا تثق بي ، لماذا نبحث عن المذنب في وجوه الآخرين ، أنا هي .. نعم أنا التي لا تثق بي . كيف يمكن أن ينهار عالمي ؟ وهل بنيته من الرمال ؟ تذكرت رحلتي الطويلة ، عالمي القديم الرمادي الذي سوي بالتراب ، ثم مظهري وأنا أودع كل قطرة من الدماء ، كل جزء من روحي وأنا أبني وأبني وأبني ، ليلا ونهارا ، صيفا وشتاء . من يمكنه أن يهز عالمي ؟ أي عاصفة تستطيع أن تقتلعه ؟ لا يوجد أحد ، لا أحد سوى من سواه ، من له الأمر بداية ونهاية . لتهبي متى شئت أيتها العاصفة ، أنا لا أخشاك . أراهن بكل ما أملك . كل شئ سيكون بخير . كل شئ .. كل شئ . لتأتي ستآر .. لتأتي إن شئت .


وقد أتى ، ذات يوم ، لم يكن الطريق إلي سهلا ، عندما رحلت آخر مرة كنت مصممة على أن أقطع كل الجسور ،   لكن هل يقف هذا في طريق من يريد ؟ كلا . ليس هو بالتحديد ، أظن أن هذا زاد من إصراره ليس إلا . لم أفهم أبدا ، كيف يفعلها وهو الطاعن في الكبرياء ، يعود مرة تلو الأخرى ، هكذا . كنت بريئة أكثر مما ينبغي لأفهم أن الكبرياء ليس عائقا أمام رجل مثله ، الوصول للهدف كان أهم . لم يكن رفضي له جارحا لدرجة أن لا يرغب بالعودة ، كنت مهذبة بما يكفي وكان هو الذي يضع النهاية في كل مرة بتصرفاته ، مع السلامة تلك ربما رآها تمنعا وتدللا لا أكثر . لم يعلم يوما مقدار الألم الذي كان يسببه لي ، لم يعلم لأنني لم أخبره ، كنت أكتفي بالصمت أياما أو قول مع السلامة باختصار . كان شديد الحساسية ، بقلب مرهف ، لكن في الوقت ذاته أعمى ، أعمى ، أعمى .

هل حقا أريد التورط مجددا ؟ لم أكن أدري ، لكن كنت أريد أن أمنحه وأمنح نفسي فرصة ، فرصة حقيقية ، بعيدا عن الصراعات ، فرصة أفتح فيها قلبي للمرة الأولى وبشكل حقيقي ، ليس له بالتحديد ، بل للحياة . ماذا يمكن أن يحدث ؟ الكثير ، فليحدث إذا ، أنا أثق بكل ما بنيت ، هل سيتحطم قلبي مجددا ؟ حسنا ، الأمر يستحق . سأخرج من هذه التجربة بغض النظر عن النتيجة بالربح . سأعرف هذه المرة إن كان هناك أمل حقيقي أم محض سراب . لم أكن الأولى ، بل أخرى . الأولى لا تمنح فرصا ، والأخرى تفعل . الكبرياء ؟ أين أنت كبريائي ؟ لم يعد له صوت . تشاجرت معه ذات صباح ، ذلك الوحش الذي غذيته حتى كبر بات يريد ابتلاعي . يئن ويصرخ ويجلد طوال الوقت ، لماذا فعلت هذا ؟ لماذا سمحت بهذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ غرق في مرارته وكاد أن يغرقني . مرة أخرى كان يجب أن أتخذ قرارا . هل أريد السعادة أم الكبرياء ؟ الماضي أم الحاضر والمستقبل ؟ . هاك ورثك أمي ، أعيده إليك . شكرا لك ، شكرا ، شكرا . لم أكن لأكون هنا بدونه ، لكن لا أريد أن تتوقف الحياة بي هنا . أمي .. أنا أختار الحياة بسعادة . منذ هذه اللحظة سأكون بلا كبرياء . هنا نفترق صديقي ، إلى هنا وحسب ، شكرا لك على كل شئ ، الوداع . بت امرأة أخرى ، بلا غرور ، ولا كبرياء ، يزنيني تاج الاحترام والحب لذاتي ، لكن لا غرور ولا كبرياء . يسيرني قلبي ، لا المنطق . أؤيد الانفتاح ، التواصل العميق ، الاقتراب ، العفوية ، والانطلاق . بدأ عهد جديد . عهد لم أتخيل يوما أن يبدأ . لكنه بدأ .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله



حدسي كان يقف متكأ باسترخاء يبعث على الاستغراب ، أخبرني يا هذا هل كل شئ بخير ؟ لم يحرك ساكنا ، فقط ينظر إلي باستمتاع ، لا صفارات إنذار ، لا " اهربي " ، مالذي يحدث ، أجبني ؟ لكن لا شئ ، سوى الابتسامة المستمتعة . كأنه .. كأنه يتحداني ويقول " لنرى ما تفعلين هذه المرة ، لنرى إن كنت ستهربين مجددا " ، تهربين ؟ نعم أريد ، أريد وبشدة . عالمي المشرق أظلمت سمائه معلنة قدومه ، ألم يكن الجو ربيعيا ؟ إذن لماذا أرتجف من البرد ؟ العاصفة أكاد أشعر بها تقتلعني ، أقدامي تترتجف ، كل شئ فيني يرتجف ، وكأنني مقدمة على النهاية . نعم ، أريد .. أريد أن أهرب ، لكني لن أفعل ، كلا لن أفعل . سأواجه قدري أيا كان ، هربت مرة ، ومرتين ، لن أهرب هذه المرة ، سأواجه قلبي ، ومشاعري ، وهو ، لن أخرج من هنا إلا وأنا أمتلك الأجوبة . شاهد وحسب ، شاهد عزيزي ، سأدهشك ، سأنتزع ابتسامة التحدي على وجهك .


عاد ، لكنه لم يعد في الوقت ذاته ، عاد ستآر وليس ستآر ، من هذا الرجل ؟ لا أعرفه . الاستماع إليه كان مؤلما . هل كنت أجد الفتى المرح العابث غير محتمل ، إذن هذا الكهل الذي طحنته الحياة حتى بات شديد المرارة لا يحتمل بشكل أكبر . مالذي حدث له ؟ لم أكن أدري بالضبط ، لكن السنة التي غاب فيها لم تكن ودودة معه ، بل علمته الكثير بالطريقة الصعبة . لم أكن أنا التي تألمت وحسب ، بل هو أيضا ، لم أكن الوحيدة التي كانت تحفر في الصخر لتنجو ، بل هو أيضا . كسب تعاطفي منذ أول مكالمة ، هل كنت أود أن أقف في الحياد ، لم أكن لأستطيع . أذابت مرارته وحزنه كل الخيارات . تحدث طويلا ، طويلا جدا ، قال كل تلك الأشياء التي أردت سماعها ، والتي تمنيت سماعها ، والتي حلمت بها . لا أدري من كنت أنا بالنسبة له في تلك اللحظة بالضبط ، لكني أستطيع القول بأنني كنت طوق نجاته . الطوق الذي أراد التمسك به بكل قوة لينجو . كان أكثر من جاهز ، أكثر من مستعد ، أكثر من متمسك . للمرة الأولى أثق به ، أثق بكلامه ، أثق بدوافعه ، أثق بأن لدينا أهدافا مشتركة . ولأول مرة أرى أنه يحبني ، يريديني ، يتقبلني كما أنا . حلمي المستحيل يكاد يصبح حقيقة .


لم يكن ليهملني للحظة ، لأنني أحتل الصدارة في قائمة اهتماماته ، لم يقلها ولم أحتج لأن أسمعها ، كان يجد الوقت لأجلي ، يختلقه لأجلي ، صدقته ، لأنه كان صادقا . حتى عقلي المتشكك وافقني ، لم نكن نتشاجر ، لم نكن نقف في ساحات القتال ، لم يكن هناك فوز أو خسارة . كنت طبيعيين بشكل غريب خخخ . المحادثات تجري بشكل انسيابي ، نخطط لمستقبلنا سوية ، لم يعد أنا وهو ، بل نحن . كنت أكثر انفتاحا معه ، أخبره عن أفكاري ، أشاركه بعض من اهتماماتي ، حتى أني كنت أتحدث معه عن رحلة العلاج الطويلة التي اضطررت لخوضها ، استشارية ؟ وهل أنت مجنونة ! لم يقل أيا من ذلك أبدا ، قال لي أنه فخور بي ، فخور بقوتي ، فخور بشجاعتي ، والكثير من الأشياء . لم يكن صاحب تفكير رجعي ، كان يشجع أي نجاح لي ، يريدني متألقة ومبهرة ، ليس لأجله وحسب ، بل لأجلي . كان يهتم .. بي ، كشخص وكإنسانة . كانت لديه اهتماماته أيضا في هذا المجال ، تعلم الكثير في خلال وقت قصير ، كانت الحياة سخية معه مؤخرا . بدا أقل غرورا ، وأكثر نضجا وحكمة ، تخلى عن الكثير من عناده واستبدل به مرونة وتواضعا . لطالما علمت بالفطرة بأنه يمتلك جانبا آخر ، أكثر لطفا ، رقة ، دفئا ، عمقا لكن عندما لم أرى أي أثر له توقفت عن الإيمان بوجوده ، لكنه كان بالفعل موجودا ، وظهر الآن . لم أكن التقيت حتى الآن سوى بالفتى المرح ورجل الإعصار ، لكن كان هناك هذا الجانب أيضا . لم يكن الطريق إلى هذا الجانب سهلا ، بل محفوفا بالأفخاخ ، محميا بأسوار شديدة الحساسية . امتلك قلبا كالذهب ، تجري فيه الأنهار ، أنهار من الكراميل .



انهمرت من بين شفتيه الكثير من الاعترافات الصادمة ، بأنه لم يكن يحبني بالفعل سابقا ، حسنا أنا لم أصدقك خخخ ، بأنه لم يكن جادا تماما ، بأنه كان فتى لا أكثر ، بأنه احتاج لأن ينضج، بأنه احتاج للكثير من الوقت لوحده حتى اكتشف حقيقة مشاعره نحوي ، بأنه منذ أول مرة رأيته فيها لفت نظره ، وأنه تمنى في تلك اللحظة لو أنني كنت له ، ماذا !!! أخبرني أيضا بعشقه للدراما ، بأن هذه هي قصة الحب التي يريد أن يعيشيها ، اثنان يتعاركان ويخوضان الكثير من الحروب ثم بالنهاية ترفع راية السلام ، ويعيشان من بعدها في سعادة أبدية . أخبرني بأنه سيروي لأبنائنا قصتنا . لم تكن نظريته عن الحب مفاجئة ، لطالما عرفت عنه هذا الجانب الجامح للرومانسية والأحلام كما في الروايات . لم يكن مفاجئا أيضا فبعد أن عكفت ليلا ونهارا على دراسة كل تفصيلة من تفاصيله حصلت على الدكتوراه بامتياز . الذي صدمني هو أنني أنا ، خضرة ، التي تعيش هذا اليوم ، ليست فتاة غريبة في رواية لا أدري عن اسمها ، بل أنا خضراء التي لا تمت لهذا العالم بصلة . تفكيري عن الحب لم يكن يحتمل كل هذه التعقيدات ، رباه ، أشعر بالإرهاق من مجرد الاستماع إلى هذا . لم أكن رومانسية ، لا أدري أصلا ماهي الرومانسية ، أذكر بأنه سألني ذات يوم إن كنت رومانسية أم لا ؟ صمت في المرة الأولى ، لكن في هذه المرة كنت أكثر صدقا معه لأنه كان كذلك ، أخبرته انظر يا رجل ، أنا لا أدري عما تتحدث ، حضر نفسك لمفاجئة ، أنا لا أمتلك ذرة من الرومانسية التي تتحدث عنها ، لا تطالبني بشئ . تفهم بشكل طبيعي ، لحظة ! هل يعرف هذا الرجل التفهم ؟ ، كنت مع رجل آخر لا أعرفه ، لا أعرفه . تفهم وقال لا بأس ، سأعلمك .
 

وردة الكرز

Well-known member
معلومات وردة الكرز
إنضم
15 يوليو 2018
المشاركات
654
مستوى التفاعل
587
النقاط
93
خضرا سلمت أناملك حبيبتي اتمنى ان تكون النهاية سعيدة مثل المسلسلات التركيه هههههه. انسجام مفاجئ بينكما و ستار أصبح متفهما ودودا لا بأس ساعلمك !!! لقد انتهت الحرب فعلا و يبدو أن التجربة التي من المفترض أن تكسر خضرا قد كسرت ستار و صنعت من خضرا نسخة جديدة أكثر قوة ونضجا . التجربة كسرت ستار فعاد هادئا مسالما قد عرف قيمة خضرا في قلبه و حياته عاد رافعا الراية البيضاء .مبروك خضرا ربما أتت هذه التجربة ليعرف قيمتك و يتمسك بك اكثر أتمنى لك كل الخير و كل السعادة.
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


كل شئ كان بخير ، إلى أن أتى الوقت . الوقت الذي كان لا بد أن نتوقف فيه عن الكلام وندخل في الأفعال . كان مستعدا ، لكن هل هو مستعد بالقدر الكافي ؟ لم يكن الطريق سهلا ، فكلا العائلتين لم تكن سعيدة جدا . عائلتي لم تكن تراه رجلا يستطيع إسعادي بسبب الماضي الأسود ، أما عائلته فلم تكن تريد أن تفسد الروابط الجميلة بيننا . لم أكن مهتمة في الحقيقة خخخ ، التردد والخوف والقلق تركته وراء ظهري . أما هو .. هو كان أكثر هشاشة مني . كان شديد القلق حول ردة فعل أمه ، كان يقول بأنها ستلتهمه حيا عندما تقبض عليه بعد عودته من سفره . كنت ممتنة لها في الحقيقة ، جدا ، فهي ستقتص لي منه ، وستفعل مالم أستطيع . نعم لتؤدبيه عمتي الحبيبة ، لتفعلي ، بأكثر قدر ممكن . كان هناك جزء مني يتمنى أن ينال ما يستحق خخخ . كان أمه امرأة رقيقة ورهيبة في الوقت ذاته ، لم أكن أتمنى أن أواجهها يوميا ، الجيد أنها كانت تحبني وتراني ملاكا يمشي على الأرض ، لم أكن لتتسامح معه فقط لأنه ابنها ، كانت تتمنى له الأفضل لكن ليس على حسابي . أما شقيقته فقد كانت تعلن بأنها تتمنى لي أفضل منه ، كانت تلمح دائما لعريس جديد ، في كل مرة أراها كان لديها عريس لأجلي ، كثر العرسان حتى بدأت أشكك أنهم موجودون في مخيلتها ليس إلا ، غير معقول ، كانت هي امرأة المهمات الصعبة ، وكنت أحتل أعلى قائمة مهماتها . كانت عزوبيتي تؤرقها ، أكثر مما ينبغي ، ربما الحب في الله ، لكن أنا لم أستطع سوى أن أهرب . أنا عالقة مع شقيقك ، ألا ترين ؟ ثم لماذا تحملين هم عزوبيتي ، أنا بخير ، أرجوك . العمر يمضي ؟ مالذي يعنيه هذا ؟ سيتوقف عندما أجد فارسي المغوار ، ها ها ها ، العمر يمضي دائما ، أنا أفعل كل ما بوسعي لكي لا ينساب من بين يدي بلا معنى ، بوجود المغوار أو بعدم وجوده . العائلة ، الزوج المحب ، الأطفال ، كل هذا يعني لي الكثير ، لكن أو تعلمين ؟ اكتشفت بعد مضي وقت طويل أن هناك ما يعني لي أكثر . خضرة ، ابتسامة خضرة ، فرحة خضرة ، سعادة خضرة ، سلام خضرة . لن أتورط في زواج آخر فقط لأن الوقت يمضي ، فقط لأنجب عفاريت صغيرة . هناك عفاريت في كل مكان ، سأتبنى عدة منهم إن فات الأوان ، سأعيش سعيدة بما أملك ، هذا كل شئ .


أخبرته ذات يوم بأن الطريق ان يكون سهلا ، أنا لن أتزوج بدون رضا عائلتي ، لا بأس إن وافقوا على مضض ، لن يعترضوا في النهاية ، لكن أمي .. أمي عائلتي .. لابد أن نحصل على رضاها ومباركتها من القلب . ماذا ؟!! وكأنني أتيت ببدعة ، هل الموضوع غريب حقا . يالله ، أين كان يعيش هذا الرجل ؟ كان قلقا من موقف أمه ، وموقف عائلتي الذي أوصلته له بصريح العبارة زاد عليه . تحشرج صوته ، ماذا لو رفضوني في النهاية ؟ ماذا لو لم تقبل أمك ؟ حتى ذلك الوقت كانت عائلتي تعلم بعودته فقط ، لكن الكل يتأمل، سيتشاجران مجددا وبعدين باي خخخ ، لم يكن تقابل مع أحد مجددا فقط حديث بالهاتف وسلام . تحشرج صوته وقال : مشاعري .. كبريائي ! انتقلت المرارة في صوته إلي لكن بشكل أعمق ، تبا لأحاسيسك ، تبا لكبريائك . كن رجلا أو لا . أمي تخبرني صباحا ومساء أنني غدوت بلا كبرياء ، لا أقابل كلامها سوى بضحكة . تخبرني عن أن نهايتي معك لن تختلف عن نهاية الفاتنة معك ، أصمت بلا تعليق . كل يخبرني شيئا ، لكن لا أنفعل ولا أغضب ، مشاعري .. أحاسيسي .. كبريائي تعاملت معهم . وأنت .. أنت ماذا تخبرني ؟ قلق من توبيخ أمك ! هل أنت حقا جاد ؟! سألتك بشكل مباشر قبل إجراء هذه المحادثات ، ماذا لو خيرت ؟ بيني وبين كبريائك ، من تختار ؟ قلت : أختارك أنت . ياللكلام الفارغ . غضبت لكن فيما بعد تسائلت هل يحق لي ؟ تنازلت عن كبريائي لأجلي ، هل حقا يحق لي مطالبته بأن يفعل المثل ؟ لا أستطيع ، وأنا التي أعلم مالذي قد يعنيه الكبرياء . انتهت المحادثات ، اتفقنا ، لكن بقيت أتساءل هل حقا أستطيع الثقة به ؟ بوعوده ؟ هل سيتركني في منتصف الطريق ويقول لي : لا أستطيع ، لم تكن هذه تساؤلاتي لوحدي ، سألني أيضا هل يستطيع الثقة بي أم هل ساتركه في منتصف الطريق بعد كل التضحيات ؟ لم أحتج للتفكير بإجابة ، أخبرته " أنا معك مادمت لم تترك يدي ، لكن إن فعلت كل شئ سيختلف ، كل شئ " . وعدني أنه لن يفعل ، ووعدته بالمثل ، لكن هل نفعل حقا ؟! كلانا كان أضعف من الوفاء بالوعد . كانت هناك مشكلة ثقة .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


أتى موعد قدومه لمقابلة أمي ، حاولت استعادة ثقتي الأولية به ، نجح في كل اختباراتي ، كيف له بأن يفشل الآن ! أخبرته بأنني فشلت في دراستي ، كنت أمر بوقت صعب ، توقعت أن يعايرني بفشلي ، أردت إخباره بشدة لأرى كيف ينظر إلي ، ونظرته لي كانت مفاجئة . كان يراني بأفضل مما أرى نفسي ، أخبرني بأنني أمتلك من العلم ما يكفي ، وأنه لا بأس ، وأنه سيكون مطمئنا لأنني سأنشأ أبنائنا بهذا العلم . لا أحتاج لدراسة ولا عمل إن كنت لا أريد ، فهو سيتكفل بكل شئ لأجلي . عندما أخبرته في يوم آخر بأنني مستعدة للزواج الآن ، عندما كنت قررت أن لا داعي للمماطلة أكثر ، لم يتنفس الصعداء ويختفي كما المرة السابقة ، بل ثبت في مكانه ، عبر عن سعادته الشديدة ، وفورا بدأ بالتخطيط لكل شئ . حتى آخر لحظة توقعت الأسوأ ، حتى آخر لحظة كنت أقول في نفسي سيتلاشى كل هذا في غمضة عين ، حلم .. مجرد حلم جميل سأستيقظ منه ، لكنه كان أكثر من حلم ، كان كل شئ يتحول لحقيقة . كيف له أن يخذلني ؟ الرجل الذي عاد لأجلي مرة بعد مرة ، الذي يثبت لي في كل يوم أن تخوفاتي لا معنى لها ، الرجل الذي مسح بيديه على جراحي وآلامي حتى باتت نسيا منسيا . لن يخذلني .. لن يفعل .. سأثق به .


أتى موعد قدومه لمقابلة أمي ، أمي هي رجل العائلة الأول ، إن قالت نعم ، فنعم ، وإن قالت لا ، فلا . أتى الموعد ومضى ولم يأت ، مالذي يحدث ؟ أرسلت له رسالة ، لكن لا إجابة ، بعد ساعات أخر ى اتصلت ، ولا إجابة . مضى الوقت حتى أتى الليل ، اتصل قرابة الثامنة ليخبرني كم كان مشغولا !! اضطر للسفر إلى مدينة قريبة لإنهاء بعض المعاملات . أخبرني بأنه كان على موعد أيضا مع مدرسة ابنه اليوم ، اتصل بها واعتذر . وأمي ؟! وأنا ؟! ألا نستحق حتى رسالة اعتذار ! لم أستطع منع نفسي من سؤاله بكل ألم ، الغريبة تعتذر لها ، وأنا تتجاهل حتى اتصالي ! آسف ، اعذريني ، لو تعلمين عن حالتي .. بدأ باعتذاراته الباردة التي بلا طعم ولا نكهة ، أخبرني بأنه حتى لم يتناول وجبة اليوم ، لتمت جوعا ، هل هذا شأني ؟ هل بت أمك لأقلق حول تناولك وجباتك أو لا . حافظت على برودي الظاهري وسألته إن كان سيأتي أم لا ؟ لم يمنحني إجابة واضحة ، بل قال هل تريدينني أن آتي ، أخبرته نعم ، كان بودي أن لا يأتي ، الليلة وغدا وحتى السنة المقبلة ، رؤيته كانت آخر شئ أتمناه في تلك اللحظات ، لكن كنت أعلم بأنني لن أغفر له إن لم يأتي وأن كان متأخرا ، أمي لا يمكن أجعلها في موقف كهذا . لم أنتبه بأنني أسيء إليها هكذا أكثر وأسئ لنفسي ، كنت كأنني أتوسله بأن يأتي . لم أنتبه سوى فيما بعد بأن الأدوار عادت تنقلب ، وأنه بدأ بالانسحاب والتقهقر رويدا رويدا مما دفعني لمطاردته . قبل حتى عودته من السفر بدأ حديثه يقل ، بدأ أكثر اضطرابا ، كثيرا ما غير موعد عودته من السفر ، لا يتصل وعندما أتصل يبدأ بالتهرب . بدأت بممارسة الضغوطات عليه لكي يحدد موعدا لقدومه ، بدأ الصداع يصيبني من سآتي وبعدها اضطررت للعمل . من ناحية أنا ، ومن ناحية أخرى اضطرابه من لقاء أمه وأمي . كانت هناك الكثير من الضغوطات ، وهو لم يكن جيدا يوما بالتعامل معها . كان يتعامل مع الضغوط بالانفجار ، بدأت الانفجارات الصغيرة هنا وهناك ، عدنا للشجار مجددا وبلا أسباب واضحة ، لم أعد لفهمه ، كنت أرى الآخرين يشبهونني ، كنت قررت أن أمضي في هذا الطريق حتى النهاية وبأي ثمن ، لم يكن هناك شئ سيوقفني ، ليس بعد هذا القرار الواضح والقطعي . توقعته هكذا ، لكنه لم يكن ، كان له قرار جديد ، وطريق جديد مع كل مزاج . وكانت لديه مخاوفه ، تعقيداته التي لم يتعامل معها فكبرت ونضجت حتى استحالت وحشا على وشك افتراسه ، لم أفهم أيا من هذا وقتها لأنني كنت في وسط المعمعة . لم يكن أمامي سوى محاولة إنقاذ ما أستطيع إنقاذه ، أخذت موقع السيطرة منه ، رأيته طفلا لا يعتمد عليه ، لا يعرف ما يريد ، كان علي أنا أن أقوم بكل ما يتوجب .


أتى ، تلاشى كل غضبي وحنقي ، لم يتلاشى لكني قررت أن أتعامل مع ذلك لاحقا ، لم أكن رأيته لمدة عام ونصف ، قررت أن أعيش اللحظة فقط . بدا مختلفا جدا ، أو ربما كنت أنا التي بت أنظر إليه بعينين مختلفتين . للحظة خطر ببالي خاطر طردته سريعا ، هل حقا أريد هذا الرجل ؟ لم يكن هذا أول مرة يخطر بها هذا الخاطر بل المرة الثانية ، في أول بداياتنا في اللقاء الثاني والآن ، شعرت بالذنب لمجرد التفكير هكذا ، لا أدري لماذا ، طردت الخاطر سريعا . ذكرت نفسي هو الآن في بيت أهلك ، سيقابل والدتك ، مر بالكثير لأجلك ، الكل مر بالكثير بسبب إصرارك عليه ، والآن ماذا تقولين ؟ لا يعجبك ، لا تملئ رجولته عينيك ! تنكرت لمشاعري الحقيقية ولم أنصت لها ، تنكرت لغضبي وحنقي ، وتنكرت لعدم إعجابي به . ومالذي جنيت في النهاية ؟! أن يتنكر هو لي . هذا ما حدث دائما لي ، ينبذني من نبذت نفسي لأجلهم . ما أصدق ما يقال عن أن الجزاء من جنس العمل .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله

مر اللقاء بشكل لطيف ، كنا طبعيين بشكل يبعث على الاستغراب ، أشبه بصديقين يعرفان بعضهما معرفة جيدة . سألني إن كنت سأسمح له بتولي القيادة منذ هذه اللحظة ، قلت نعم فورا ، وقلت من أعماقي لااااااا ، تتولى القيادة ! أي هاوية تريد أن ترمينا فيها ، م س ت ح ي ل ، أنت لا يعتمد عليك ، انضج أولا ! لاحقا أذكر بأنني قلت شيئا ما ، أخبرني فورا بأنني كاذبة . انزعجت من كلمته ، لكن عندما فكرت بيني وبين نفسي قلت نعم ، أنا كاذبة . لم يكن غافلا عن تناقضاتي ، ولا عن نعم التي تعني لا . لم أتعامل يوما مع شخص يكشفني هكذا ، يقرأني ككتاب مفتوح ، ماعدا أمي وهو . جزء مني لم يستطع أن يكون صادقا ، لا معي ولا معه ، هذا الجزء الذي يحاول حمايتي من خسارته بأي ثمن . لم يكن هو عالمي ، لكن كان الرجل الأوحد الذي يستطيع فهمي ، والاوحد الذي يليق بي ، والأوحد الذي باستطاعته تحملي . مع خسارته كنت سأخسر فرصتي الوحيدة في السعادة مع رجل . لم تذهب محاولاته في أول الشهور ببرمجتي هباء ، نجحت جهوده وآتت ثمارها . ألم أقل بأنه كان مروجا بارعا ؟!


لقائه مع أمي كان مختصرا ، شديد السهولة ، سألت أمي عن الأسئلة الكثيرة التي حضرتها ، الامتحانات والاختبارات ، لكنها قالت بأنها رحمته ، مسافر ومتعب ، آه يا أمي ، ليت لي قلبك الطيب . كان اللقاء مختصرا ، أخبرته فيه بأنها ستكون معنا إن اتفقنا على كل شئ ، عاتبته قليلا ، اعتذر واستخدم كل سحره الأسود للإيقاع بأمي . أمييي ، ليس هذا ما كنت أرجوه ، كنت أتمنى لو تقسو عليه خخخ ، لكني كنت أعرف أنها رغم ظاهرها المتباعد رقيقة جدا من الأعماق . كنت أعتمد على أمه أكثر ، ولم تخيب ظني ، سألته عن لقائه معها ، ولم يخبرني ، كنت أقرأ من ملامحه المتشنجة والرافضة لقول كلمة بأنها لم تقصر معه أبدا . للحظة تلاشى شعوري بالغضب والرغبة في أن يؤذيه أحد ، رق قلبي لأجله ، يالله ، هو لا يستحق .


قبل ذهابه خطرت بباله فجأة فكرة مجنونة ، أخبرني " لنتزوج في السر " ، لطالما وجدت جانبه هذا جذابا ، خصوصا لشخص مثلي ، تفكر ألف مرة ، تتأكد من موضع قدميها قبل كل خطوة ، أحببت هذا الجانب ، اعترف لنفسي بذلك . تعلمت كيف أجاريه أيضا لكن ليس بالأفعال بل بالردود ، لم أغضب ، لم أنفعل ، بل ضحكت في سري ، وسألته لقد فكرت في هذا للتو واللحظة ، صحيح ؟ اعترف سريعا أجل ، خخخخ . لا أدري ما لذي جعله يقترح هذه الفكرة المجنونة ، اتفقنا على كل شئ ، كان موعد الملكة سيكون بعد أربعة أشهر ، أمي موافقة وأمه رغم تقريعها الشديد له كانت تتمناني له بشدة ، هي أسعد الجميع . لكن أربعة أشهر فترة طويلة لكن لا يمتلك من الصبر ذرة ، كان يريد أن يرى وجهي في كل مرة يأتي بها ، لم يكن هذا من حقه ، لكنه لم يفهم ذلك يوما ، أنا زوجك ،الرجل الذي له كل الحق ، عاد للحديث هكذا . ركع على ركبتيه أمامي ووضع يديه أمام وجهه في علامة للترجي ، مجنون ، ألم أقل أنه مجنون . شعرت بالخجل الشديد ، رباه ، انهض أرجوك ، لم أستطع سوى الغرق في دوامة من الضحك المكبوت بصعوبة ، هل انتقلت إلى أحد الأفلام وهو يركع أمامي ليخرج خاتما ألماسيا يذهب بالأبصار ويقول لي " هل تتزوجنني ؟ ! " . عادت له عافيته ، وعاد الفتى المرح العابث فيه ، تقبلتها كمزحة ، فكرة مجنونة لا أكثر .
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,547
مستوى التفاعل
9,646
النقاط
113
هههههههههه هههههههههه هههههههههه ما هذا حضوره ماذا فعل وماذا قال بليز
ترانسليت
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


فكرة مجنونة ، مزحة سخيفة ، لكن هذا لم يكن كل شئ . اختمرت الفكرة في ذهنه واختمرت إلى أن اتصل بي في اليوم التالي ليخبرني بصراحة بأنه لا يقصد أي شيء سئ ، لكن لنتزوج في السر ، مالذي تخافينه ؟ أنها حرام ، ليست كذلك ، بإمكانك الزواج بدون ولي ، سأتصل الآن بشيخ ! سألته مالداعي ؟ قال لا أريد أن أنتظر أربعة أشهر ، لا أستطيع حتى رؤية وجهك ، لا أستطيع حتى الخروج معك ، كل شئ تعترضين عليه ، هذا هو الحل . حاول وحاول وحاول ، وبعد أن سئمت شرح أسباب رفضي ، قلت " لا " ، لاتي القاطعة الباردة التي تعني مستحيل وفي أحلامك . علم عندها أنه لا فائدة ، بات يحفظني كما بت أحفظه ، كنت أعاني من خيبة أمل شديدة ، الرجل الذي أهتم به لا يهتم بي مثقال ذرة مجددا ، لا يهتم بسعادتي ، لا يهم إن تنكرت لأهلي الطيبين الذين استضافوه وتقبلوه رغم كل شئ ، لا يهم إن ضحيت بالمزيد من نفسي لأجله ، لا يهم .. لا يهم ، المهم هو ما يريد هو اللحظة والساعة وإن كلفني هذا سعادتي واستقراري وسلامي . كانت رؤيته هكذا مؤلمة ، مؤلمة بحق . لكن هل يكفيه هذا ؟ كلا لم يكتفي ، بدأ بالانفعال والصراخ كالمجانين ، كل سيطرته على نفسه ذابت ، رأيت منه مجددا الجانب الذي نسيته في غضون أيام قليلة ، عاد ذلك الرجل القاسي الذي لا يرحم . لم يكن قد قال الكثير عندما كنت طلبت منه أن نتحدث في وقت لاحق ، كنت أعلم أنه سيقول الكثير والجارح والذي قد لا أستطيع غفرانه له أبدا . وكأنه انتظر كلامي هذا ليجد عذرا ليقول كل ما يشاء بلا تأنيب ضمير ، قال الكثير ، وفي النهاية سألني إن كنت نظرت إلى وجهي في المرآة ؟ وبأنني أمتلك وجها قبيحا أو ما شابه خخخ ، وأخبرني بأنه سيتوقف عن إزعاجي بعد الآن ، ومع السلامة ، وأغلق الهاتف في وجهي .


بقيت هكذا أحدق في هاتفي بذهول ، لم يحدث هذا ، لم يحدث ، لم يخبرني بأنني قبيحة ، لم يصرخ في أذني ، لم يغلق الهاتف في وجهي ، لم يعد لإخباري بأنه لن يزعجني مرة أخرى رغم أنني أخبرته وأخبرته أن لا يفعلها ، رغم أنني أخبرته بأن هذا ينتزع طمأنينتي وثقتي به . بدأت بالنشيج عاليا ، ربما مات أحد خخخ ، لكن لم يمت أحد ، اقتلعني إعصاره مجددا ، رفعني عاليا ، ثم تركني لأهوي ، لا أدري أين أنا ، أتألم وحسب ، كل شئ مر سريعا بحيث لم أستطع استيعابه ، لا شئ سوى الألم في قلبي الذي يخبرني بأن ما حدث حقيقة . السؤال الأصعب لم أستطع أن أجعل نفسي أسئله . قبعت في غرفتي أنظر بذهول للهاتف أنتظر اتصال منه يخبرني بأنه آسف ، بأنه لم يكن يقصد ، بأنه لم يكن هو بل شخص آخر ، أي شيء .. أي شيء . كنت على استعداد لتقبل أي شيء في تلك اللحظات ، كنت مستعدة لتصديق أي شيء . مرت اللحظات والدقائق لأعود من حالة الذهول والصدمة التي دخلتها ، نظرت لآخر مرة إلى هاتفي ، لا شئ ، قد فات الأوان . لن أنتظر شيئا ، أغلقت هاتفي . انشغلت بيومي ، ابتلعت في المساء الكثير من الحلوى ، شاهدت الأنمي بلا توقف ، سرت الدموع أنهارا جارية لم أحاول منعها ، فعلت كل شئ لأستعيد توازني . قبل أن أغمض عيني فتحت هاتفي ، لأجد منه تسجيلا ، خخخ ، أخبرني دائما أنه يكره ذلك ، لكن لم يكن هناك بد هذه المرة . استمعت لصوته المنكسر المتحشرج يعتذر ولا يعتذر ، يالله ، غلطت بحقك ، أنا آسف ، هل هذا صعب . أتفهم ذلك ، كنت هكذا في الماضي ، لم يكن هناك أي شيء يدفعني للاعتذار ، ليس تكبرا ، لكن كانت هناك شوكة تسد حلقي فأتأتأ ولا تخرج حروف الاعتذار . كان هو هكذا أيضا ، ماعدا أول مرة عاد فيها ، كانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي تلقيت فيها اعتذارا حقيقيا صادقا . تغير ؟ ولأجلي ؟ آه لا تضحكني ، لم أكن سوى طوق النجاة . . لا أكثر . بوفائي اللامتناهي ، بقلبي المحب ، بتفهمي الدائم كنت كل ما يحتاجه في تلك الأيام الصعبة ليستعيد ذاته المبعثرة ، وعندما استعاد لم يعد هناك شئ خاص ، ربما تغير ، لكن ليس كثيرا ، وليس لأجلي بالتحديد . كان لديه ذلك الجانب الطيب والمنير الذي تجري فيه أنهار الكراميل ، لكنه دائما كان أضعف من أن يبقى . أخبرني آسف بصدق ، لكنه أضاف سريعا بأن الخطأ لم يكن خطئه بشكل كلي ، بل خطئي أيضا . هل المهم خطأ من ؟ ألا تعلم كم جرحتني ؟ ألا أستحق حتى اعتذارا حقيقيا . أخبرني بأنه لم يستطع النوم ؟ يا حرام ! أنا متفاجئة ، لديك شعور ، ضمير ، واو . لتتعذب إذن ، أتمنى لك ليالي طويلة بلا نوم ، مع خالص حبي .
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه