أنا و [ السّراب ]

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
الكبرياء كما ذكرت سابقا أما صديقا ينقذك من المهانه أو عدو يبني حولك اسوار ا حصينه حولك ويدفعك الي خساره من تحبين
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
وفي حالتك الكبرياء تأرجح بك بين هذا وذاك.كبرياؤك مع خطيبك السابق ربما انقذك من واقع مؤلم كان سيحطم كثيرا فيك
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
أما الجزء الصعب هو إظهار الضعف نعم لن تظهر الضعف امام كل عابر سبيل.ولكن قد يغلبنا الالم احيانا فيظهر الحزن والضعف ولو لم يكن أمام امك فأمام من اذن ؟مالمشكله في البكاء ؟
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
حتي لو أمام زوجك.الفكره انك لن تبكي ليل نهار ولكن قد تضعفين مره فتفعلينها.
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
لكن اشعر انك تجاوزتي هذا كله .واصبحت وسطا .بل امتدت اثقةبذلك خضرائي ...لي عوده
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله

هل سيطلع الصباح ؟ هل يطلع ؟ وأنا على قيد الحياة ؟ لم أكن واثقة أبدا . في كل ليلة كنت أستعد للموت والكفن ، لكنه لم يأتي ، فقط يخبرني بأنه قريب بهذه الحمى والألم الذي ينهشني ، يخبرني أنه قريب ، وقريب جدا ، لكن لا يأتي  . فقط عندما تريد شيئا لا يحدث . كانت هذه المرة الأولى منذ مراهقتي التي أتمنى فيها الموت . لماذا كل شئ يبدو بلا معنى وسخيفا لدرجة غير معقولة ! أخذت أتذكر كل تلك المرات التي تمنيت فيها الموت في مراهقتي ، كنت شديدة الدلال ، أفهم ذلك الآن . منذ أن تجاوزت المراهقة لم أتمنى الموت أبدا ، في كل سنة أكبر فيها كان يكبر فيها حبي للحياة . كنت ميتة ! هراااااااء ، كنت حية ، وأتمسك بالحياة بشدة . أردت الانتحار ! هرااااااء ، أردت النجاة . عندما كان الموت يقترب كنت أهرب للجهة المقابلة . حب الحياة الغريزي كان يقودني لأن أنجو .


آخر ما يهمني هو هذا الرجل ، أنا أريد أن تعود الحياة ، حياتي . كانت لي حياة ، حياة حقيقية ، وإن لم تكن كما أتمنى وأحلم لكني كنت أمتلكها ، الحياة . كنت أبتسم وأضحك وآكل ، كنت أتنفس الهواء بعمق فأشعر به ، كنت أمر بالأشجار والأزهار فأحييها فترد تحيتي ، كنت أفرح لمرأى طفل ، وأسعد لرؤية الطيور ، وأتلذذ بطعم الشوكولا والآيس كريم ، وأغرق في عالم الكتب فأنسى همومي . لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء ، ولم أكن الفتاة الأولى في العائلة ، لكني كنت أقضي وقتا سعيدا مع عائلتي ، ذهبت شقيقتي وأطفالها وأطفالي كما كنت أسميهم لكن بقي هناك الدلوع العسلي وسكرة البيضاء ، هناك ابني الأكبر أيضا ، وشبيهتي فراولة ، والفتى الغامض . لم أكن أمتلك أحلاما كبيرة كما تتمنى أمي ، لكني كنت أمتلك أحلاما تناسبني ، كوخ صغير حميمي ودافئ في جزيرة سرية أمام المحيط ، أنا فقط هناك ، أكتب بلا توقف أو أسير على طول الشاطئ ، أو أنام . كنت أحلم بعائلة ، بزوج محب يتفهمني ، شلة كبيرة من المشاغبين الذين أعاقبهم وأفرحهم بمزاجي . 


كانت لدي أحلام  ، هوايات ، عائلة ، وأصدقاء ، وأكلات أفضلها . كانت لدي أشيائي التي تسعدني ، كانت ، أقول كانت . الآن لم أعد أمتلك أيا من هذا ، لا ، أنا أمتلكه لكن لا أستطيع التفاعل معه ، أشعر بالشلل والاحتضار طوال الوقت . لا شئ سوى الخواء كمنزل قديم تخلى عنه أصحابه فبات مرتعا للرياح والأشباح ، لا شئ سوى الخواء ، لا شئ . كانت لدي حياة ، عرفت هذا بعد أن خسرتها ، كم من الأشياء يجب أن نخسر لنعرف قيمة ما بين أيدينا ؟! كم من الأشياء سنخسر أيضا بتركيزنا على ما نفتقد لا ما نملك ؟ علمت أيضا بأنني حتى ذلك الوقت لم أكن قابلت سوى رجال لطفاء ، كانوا يستحقون مني الأفضل . كنت طفلة حتى ذلك الوقت ، طفلة يدللها الآخرون ، ولأن الدلال لم يزدني سوى دلالا ، كان لا بد أن أتعلم قيمة ما أملك .


كنت أكثر كبرياء من أطلب العون من الآخرين ، وكنت أكثر خجلا من تقبل العون . كنت خجلى من نفسي ، خجلى منها بدرجة لا تصدق ، أردت أن أتلاشى ، كيف وقعت في هكذا أخطاء ؟ لطالما قسوت على نفسي ، وهذه المرة لم تكن استثناء ، جزء مني رآني أستحق كل ما أوصلت نفسي إليه .

كل يبكي على ليلاه ، لكم هذا صحيح!  غروري بكى على غروره ، وكبريائي رثى نفسه ، وضميري ولول على حالته ، عقلي أيضا وقلبي ، كل وقف على قبره ، وأعلن الحداد على نفسه . وأنا ؟ وأنا ؟!! وأنا بقيت لوحدي ، لم يكن مسموحا لي حتى بأن أعلن الحداد فأنا من أوصلت الجميع إلى نهايته ، الجميع قاضاني وحكم علي ونظر إلي بشراسة .


الرحمة ...

 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
الفكره هناك خضرائي والتساؤل...هل فعلا التعلق بهذا الرجل لأنه مثالي هو من ستسعدين معه؟
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
ام انه اخترق اسوارك العتيده بذكاء وباسلوب يتناسب مع شخصيتك؟ حاملا أثناء اختراقه صفاتا خفيه لخفتها عنك مراه الاعجاب
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


لم ينجح بجعلي أخلع النقاب ، انتصرت ، أو هكذا ظننت . لا أدري مالذي كان يفكر به ؟ هل حقا كان سينظر إلى وجهي مرتين لو خلعته ؟! أشك ! أشك فعلا ! لم يكن فارس زمانه وأوانه سيتنازل للزواج بي في أية حال ، هل شكرته يوما على خدمته هذه ؟ امممم ، لا أظن . سأفعل الآن إذن . شكرا .. شكرا من الأعماق ، خدمة العمر . أظنه بالفعل كان يتمتع برؤية أفضل مني ، لم تكن لننجح ، أسبوع واحد وينتهي الحال بواحد منا تحت الأرض والآخر  فوق الأرض لكن في زنزانة ضيقة بقبضان حديدية . لا أريد أن ينتهي الحال بي هكذا . أين كنت ؟ آه ، لم يكن ليشكل قبولي أو رفضي لخلع النقاب شيئا . الفارق فقط أنني احتفظت بشئ من الاحترام لنفسي ، وهو لم يملك سوى أن يحترم احترامي لمبادئي . بالطبع لم يقلها ، لا شئ يمكن أن يدفعه للاعتراف بهذا . عدو أو صديق ، محب أو كاره ، لا فارق ، الكل يحترم من يحترم مبادئه .


خسرت الكثير ، لكن ليس كل شئ ، على الأقل امتلكت من الاحترام ما يكفي لكي أنظر لوجهي في المرآة ولا أشيحه عنها . كان هذا عزائي ، وسلواي ، وقرة عيني ، مازلت أحترم نفسي كفاية بحيث لا أضطر لتحطيم المرآيا لكي لا أنظر لتشوهاتي . لو تركت جانبا ضميري المضطرب وقلبي الخائن وعقلي الخارج عن السيطرة وكبريائي الأهوج وغروري المعتوه مازلت بخير . أفتقد الحياة ، لكني أمتلك من الاحترام ما يكفي لأواصل الحياة . رباه ! لو أنني فقط أنصت إليه أي أرض كانت ستؤيني اليوم ؟ وأي سماء كانت ستظلني ؟ المسألة كانت مسألة مبدأ ، ودين . لم أكن لأرمي نقابي لأجل إرضائه ، وإن كنت سافرة لم أكن لأرتدي حجابا لإرضائه ، لم تكن إجابتي لتختلف ، كنت سأقول مجددا وبكل لطف :  هلا ذهبت إلى اللامكان رجاء !  هكذا كنت وهكذا أبقى . الدين ليس لإرضاء أحد ، إما لله ، وإما لا شئ ، لا شئ . أذكر آخر مرة أعلن فيها استسلامه قال بامتعاض شديد " حسنا .. حسنا ، سأتركك ونقابك " ، ليس تكرما عزيزي ، أنت مضطرررررر ، هل فهمت ؟ مضطر . لكنه سرعان ما أكمل قبل حتى أن أفرح بانتصاري " لكنك لن تعاندينني بعدها ، صحيح ؟ لن ترفضي أي طلب ؟ " أخبرته بتحدي صريح " لا أدري " ، ماذا الآن ؟سيجبرني على ارتداء نوع معين من الأحذية ؟!! حتى هذه لن أقبل ، مسألة مبدأ أيضا :) 


هل قلت بأنه خسر وأنني ربحت  ، هذا غير صحيح ، ليس تماما . وجدت نفسي يوما بعد يوم أنظر لفتيات الجامعة ، وأقارن بيني وبينهن ، بدأت أشعر بأن حجابي ثقيل ، بأن نقابي سميك ، رباه مالذي يحدث لي ؟!! كنت أنظر وأنظر ،أتذكر تشبيهه لي بشقيقته الكبرى التي كان يراها بلا ذوق وشعبية فقط لأنها تريدي الحجاب الشرعي ، أذكره وأذكر حديثه عن العالم الآخر ، البريق ، الأضواء ، الزخرفة ، البهجة . لم أعد راضية عن نفسي ، بدأت وسوساته تطن في أذني ، أنت معقدة ، من البادية ، أين تعيشين ؟ بدأت أتساءل عن الحياة بلا نقاب ، ومالمانع ؟ سنة !  متى سأظهر زينتي ، سأتعفن في المنزل . أشبه بالفعل عجوزا في التسعين هكذا ، لا ينقصني سوى عكاز !!

كنت أمشي برأس مرفوع ، أمشي بخفة ، يتطاير نسيم الهواء ليتغلغل في أعماقي ، لم يكن حجابي يوما عائقا ، بل كنت أشعر فيه بأنني الأجمل بلا منازع . الجمال أنواع ، الجمال الذي كنت أستشعره في حجابي كان الأكثر قيمة . نعم ، لطالما رأيت النظرات وربما سمعت همسات لكن كانت تزيديني غرورا ، حتى مشيتي كانت تتغير ، أنا بالفعل أجيد إغاظة الناس خخخخ ، هل كانوا يريدون كسري ، مساكين ! أنا وبكل فخر أعمل بالعكس ، باستثنائه هو . بكيت طويلا على نفسي  ، أعلنت الحداد ، فتنة في الدين ! الدنيا بما فيها ساعة ، لكن الدين ! لكن ربي ! لم أحتمل هذا الألم . علمت بأنني أخطأت ، لأول مرة أستوعب خطورة ما أنا فيه ، كيف كانت البداية ؟  وكيف هي النهاية التي وصلت إليها ؟ لم يعد هذا الرجل موجودا في حياتي لكنه نجح في كثير مما كان يصبو إليه ، نجح وبكل جدارة .


كنت أحلم بالزواج يوما ما ، بعائلة ، بأطفال ، لكن حتى هذا الحلم ناله التشويه على يديه . صرت أخشى الزواج ، بت أنفعل بشدة كلما تحدث أحد عن عريس محتمل . لن أرمي نفسي في الجحيم مجددا ، كلا . بلغت شدة فزعي من الفكرة أنني استيقظت ذات ليلة من كابوس مريع ، كان الكابوس غير عاديا بالمرة ، رأيت نفسي متزوجة برجل ما ، هذا لوحده جعلني أهب من النوم بفزع ، بكيت طويلا ليلتها ، طويلا جدا ، استغرقت مني محاولة تهدئة نفسي وقتا طويلا ، كنت أردد في نفسي " لست متزوجة ، لست متزوجة " ، اضطررت لأن أتفحص بدقة كل زاوية من غرفتي وفراشي الصغير إلى أن شعرت بالأمان . مالذي فعله بي هذا الرجل ؟ مالذي فعله ؟ كيف نجح فيما فشل فيه الكثيرون ؟ كيف ؟


أنا أعلم ، أنا من منحته مفاتيحي كلها ، لم أفتح قلبي يوما لأحد ، لا صديقة ولا قريبة . أردت أن أجرب الحياة بقلب مفتوح ، قررت أن أبدأ مع أول شخص قابلني ، وحدث ما حدث .


كففت عن النواح وقررت أن هذا القدر يكفييييي ، نقطة انتهى ، سأعود للحياة ، سأنجو ، سأعيش ، سيمر كل هذا البلاء .

سيمضي ..
كله سيمضي ...


أول ما فعلت أن بدأت بالتوبة ، والاستغفار ، من أين تأتي الابتلاءات ؟ من ذنب ، كيف تبدأ ؟ بذنب ، وكيف تنتهي ؟ بتوبة نصوح . تبت إلى الله من ذنوبي وخطاياي وآثامي ، وفتح لي باب العودة ، منّ الله علي أولا بأن أعود لأرى جمال حجابي ، منّ الله علي بعودة بصيرتي .

ومنّ علي بأن أفهم الكثير من مشاكلي ، مما فتح لي باب العلاج. هروب ؟ لا مزيد منه ، ألم ؟ يا مرحبا بالألم ، لا شئ يقارن بما عشته في شهور قليلة ، أيها الألم مرحبا بك ، حللت أهلا ووطئت سهلا ، مرحبا بك صديقا عزيزا إن كنت ستفتح لي باب الخروج مما أنا فيه .


لم ينتهي الخريف السرمدي ، لكنه امتزج بشتاء بارد ، تطايرت أوراق حياتي القديمة في كل مكان ، ونزل الثلج والبرد ، في هذا الجو الشديد البرودة وجدت شيئا من السلام من الحمى والألم . فتحت أولى مدوناتي وبدأت أكتب فيها ، الغرور والكبرياء والخجل إلى الجحيم . أنا [ سأنجو ] ، أنا [ سأتشبث بالحياة ] بأي طريقة أو وسيلة . نقطة انتهى .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


لكنه عاد ، عاد بعد مضي ستة أشهر ، صحوت آخر يوم من عيد الأضحى على اتصال ، ثم حتى قبل أن أستوعب سيل من الرسائل ، عيد مبارك ! بأي حق ؟ بأي حق يعايدني ؟ من سمح له ؟ لم تبرد آلامي في قبرها ، لم يهدأ غضبي بعد ، بأي حق ؟ ثم بعد المعايدة قال لي بأنه " يحبني " وأنني " الوحيدة " التي أحبها بهذا القدر . هل هو سادي أم مريض ؟ لا أفهم .. أنا حقا لا أفهم . أحبك تلك أذابت الثلج والبرد الذين نعمت بهما لبعض الوقت ، الحقد والمرارة والغضب والألم عادوا للحياة . تبا لحبك المريض ، تبا ، تبا . هل يستهزئ بي هذا الرجل ؟ كما يقول المثل يقتل القتيل ويمشي في جنازته . كنت لأصدقك .. لو أنني بقيت طفلة ..  لكني لم أعد .. بفضلك . لا أدري من أكون اليوم ، لكنني أعلم شيئا واحدا ، لم أعد طفلة بريئة .


بعد أن هدأت موجة الثورة ، بدأت تصلني همسات قلبي ،  بمجرد أن سمحت له بأن يعبر عن ما في نفسه بدأ بالتعبير عن سعادته لعودة الرجل الضال ، أحبك تلك استقبلها قلبي بشكر ، نزلت عليه بالبرد والسلام ، وصلت وقاحته لأن يخبرني ألم أقل لك ؟ ألم أقل ؟ يحبني ، يحبني . ربما لم أعد طفلة ، لكن قلبي ، قلبي ما يزال عالقا بين يديه . نلت على يديه الكثير في الشهور التي مضت ، عاتبني ، حاكمني ، جلدني ، صرخ في وجهي ، تحملت من هذا الأعمى الكثيييير ، تقبلت كل شئ بصمت ، لكن ليس بعد الآن ، ليس بعد الآن . قلبي ، أتريد العودة ؟ نعم ، إذن لنعد . عدني شيئا واحدا فقط . ماهو ؟ أن ترى الحقائق كما هي .


مقامرة أم مخاطرة ؟ لا هذا ولا ذاك ، لم يكن قلبي غبيا ولا أعمى ، تشوش فقط ، والشهور الست كانت أكثر من كافية له ، أكثر من كافية ليعود مبصرا . في كل ليلة كان يحترق فيها بألم الخيبة من الانتظار كان يستعيد فيها جزءا من بصيرته . خائن ؟ لم يكن قلبي خائنا ، كان طفلا بريئا ، والآن نضج واشتد عوده . الأفراح والبهجة كانت لا شئ . لا شئ . فور أن مرت لحظات التأثر الأولى عاد إليه حزنه . قد ينسى للحظة ، أو لساعة أو حتى بعض الوقت لكنه لا يستطيع أن ينسى تماما .

كان قلبي يعلم أنني على حق ، لكن هذا لم يكن يكفي . كان يحتاج لأن يرى بنفسه ، وأنا سمحت له بذلك . لم أكن أرمي نفسي في الجحيم مجددا ، كنت أحتاج لأن يقف قلبي بصفي ، أحتاج لأن يفهمني ، وبدلا من أن يجلدني صباح مساء يشكرني أنني أنقذته . لم أكن لأخاطر لو أنه ما يزال متوعكا ، مستحيييييل . لم أكن لأسمح له ولا لنفسي  بأن نسقط مرة أخرى . كنت أثق بي وبه ،  وبكل ما تعلمناه ،  ما حدث سابقا ، لن يتكرر  . 

هدفي كان أن أحرر قلبي ، أما هو فهدفه كان مجهولا ، لم يكن لأنه يحبني بالطبع خخخ ، ولا أنه فعلا يريد الزواج بي كما كان يحاول إقناعي . لم يكن هذا ولا ذاك . بدا مجروحا وبانتظار اعتذاري ، انتظر قليلا سيدي حتى أشعر بالذنب ، لا يمكنني أن أكذب وأقول أنني نادمة أبدا ، مالذي فعلته أصلا ؟! كنت مجروحة أيضا وبانتظار اعتذاراته ، اعتذر فعلا ، آسف اعذريني ذاتها الباردة التي بلا طعم ولا نكهة ، لم يكن آسفا ولم يكن يطلب صفحا . أذكر أنني طلبت منه هدية بكل عجرفة ، كأنني أخبره " يا هذا ،  أسمح لك بمحاولة إرضائي ، كن ممتنا لهذا الشرف  " . لطالما كنت لطيفة ، احم ظاهريا على الأقل مع أي ذكر ، لكن عميقا جدا كانت لدي سلسلة من العقد . لطالما رأيتهم أداة لإشباع غروري لا أكثر . المرادفات لكلمة رجل في قاموسي كانت تدور حول أناني ، طفل ، غير مسئول ، غير جدير بالثقة ، استغلالي . غروري لم يكن سوى لحمايتي من الشعور بالضعف أمام أي رجل . الحياة والحب و الرجال كانوا خطرا علي أن أحمي نفسي منهم بأي ثمن . الثمن كان دائما أن أتقوقع على نفسي وأن أحبسها في زنزانة ضيقة .


ستآر كان يمثل ثلاثتهم الحياة والحب والرجال ، كان لديه الحظ الأوفر من غروري وكبريائي أقوى أسوار حمايتي . لم يكن حدسي من أخبرني " اهربييييي " أول ما وقعت عيناي عليه ، بل كان عقلي ، عقلي الذي تبرمج أن العالم الخارجي خطر . عقلي الذي وجد الأمان في تلك الزنزانة الضيقة لم يكن ليتساهل أبدا مع أي شخص أو شئ يهدد أمانه .


أخبرته بأنني أريد هدية ، أخبرني بأنه سيحضرها لأجلي . لم يقل أبدا " لا " ، كانت إجابته الفورية لكل شئ " نعم " ، لكن " نعم " بلغته لا تعني " نعم " . بعضها تعني ذلك لكنها كثيرا " لا " مهذبة ولطيفة . لم أرى أثرا لهدية ، طعنني في عمق غروري . أكاد أقسم أن هذا الرجل جاء فقط ليكسر غروري ، هل بينهما عداوة قديمة  ؟ جاء هذا الرجل ليكسر غروري  وليحطم كبريائي ، لم أغفر له طويلا لكني الآن أفهم عظم الخدمة التي أسداها لي ، لقد حررني .


بقيت عدة أيام أتقلب بين الغضب والمرارة ، لماذا وضعت نفسي في هذا الموقف ؟ لم أطلب يوما هدية ، أي فكرة سخيفة تلبستني يومها ؟ هل لكي أكسر ظهره خخخ ، الآن هو من كسر ظهري ؟ في كل يوم يمر كانت مشاعري تزداد عمقا . لم أسئله قط عن هديتي ، لن أفعل حتى ولو قطع لساني ، وهو لم يأتي على ذكرها . ألم أقل أن بينهما عداوة وثأر !!


ذات يوم تفاقم غضبي ، لكن ليس منه بل من نفسي ، جلست لأتأمل الأقراط الذهبية المزينة بحجر بنفسجي أخاذ ، أنا فعلا أريدها خخخخ ، بعيدا عن الغرور والرغبة في تخسيره أنا أريدها ، سأشتريها لنفسي يسسس . لكن سرعان ما تراجعت ، غالية ، لا أستطيع . عندها كل الغضب الذي كان موجها ضده أفرغته على نفسي ، إلى متى ستنتظرين خضرة ؟ إلى متى ؟ ألا نهاية لصبرك وطولة بالك ؟ لم أعد أراه هو فقط بل أرى الجميع ، لم أعد أحسب فقط الأسبوع الذي كنت انتظرت فيها هديتي منه بل كل تلك السنوات التي انتظرت بها الآخرين ، لم يعد الموضوع أقراط بل كل شئ انتظرته من أحد يوما . تلاشى كل غضبي منه وغضبي مني بعدها ، غالية !!! يالله ، يالله . كيف نتوقع من الآخرين ما لا نتوقعه من أنفسنا ، لم أعد أتعجب من أنه لم يكن يرغب بإحضار هدية لي ، بل بت أتعجب مني يوم طلبتها ويوم توقعتها . لطالما تعاملت مع رغباتي وأمنياتي الصغيرة قبل الكبيرة بأنها شئ غير مهم ، غير مهم ، غير مهم . أنا أتفهمه ، أتفهم الآخرين أيضا . عندما أقول أنا لأمنياتي " أنت غير مهمة " ، فلا عتب على الآخرين ، لا عتب ، لا عتب .


قمت من فوري ، أحضرت الأموال التي كنت أختزنها للكوارث التي لم تحدث يوما ولا تحدث سوى في خيالي واشتريت لنفسي الأقراط . تغير شئ ما يومها ، انتهى يومها عهد الانتظار وبدأ عهد اللانتظار . دفعت ثروة صغيرة بالنسبة لي في هذه الأقراط ، لم أشتري لنفسي شيئا بهذه القيمة ، دورات أوك ، كتب أوك ، لكن زينة وما شابه لاااااا ، كنت أراها خسارة وغير مهمة لكن في نفس الوقت أنتظرها من آخرين . لكن ليس بعد اليوم . اشتريتها وارتديتها ووقعت في غرامها أكثر فأكثر ، كلما ارتديتها تسري في عروقي القوة . أقراطي الأسطورية باتت رمزا لعهدي الجديد ، وهكذا بدأت في كل يوم أفتش عن أمنياتي الصغيرة المخبئة هنا وهناك لأسرع في تحقيقها . أنا بطلة نفسي ، التي أقدم لها العالم بين يديها . أمنياتي الصغيرة أنت مهمة ، مهمة ، مهمة ، أنا مهمة ، مهمة ، مهمة .

حدث كل هذا بصمت ، لم أخبره ، لماذا أفعل ؟ كلما علم هذا الرجل أقل عني ، كلما كان أفضل . أنا لا أثق به . هكذا عاملته دائما ، باستثناء الأيام التي كنت أراها فيه جنوبيا رقيقا لم أكن أقول له أكثر مما ينبغي . مرت الأيام وقلبي يرى الحقيقة يوما بعد يوم ، ويغرق في كآبته يوما بعد يوم . لم أهرع لإنقاذه ، أنا آسفة ، لن أتحرك قبل أن يقول " يكفي " ، إلى أن ينقطع آخر حبل للأمل بلا عودة . الألم واليأس لماذا نهرب منهما ؟ أحيانا الذي نهرب منه هو بالضبط ما نحتاجه ، بالضبط . تعلمت درسي ، سأثبت ولن أهرب .




 

 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله




انتهت المسرحية ذات يوم ، كان تليفوني معطلا ،  ربما اتصل وأنا لا أدري ، بعد مرور أسبوع تقريبا اتصلت به من تليفون آخر ، سألني مالذي حدث ؟ أخبرته ، لكنه بدأ يقول بأنني أنا خخخخ " الخربانة " كلي على بعضي خربانة ، ياري .. ياري . حتى ذلك اليوم لم يشتمني بشكل مباشر لكن الآن الأمر مختلف . كل شئ يبدأ بشكل بسيط جدا لكنه يتضاعف و يتضاعف  . من يقول بأن الرجال أغبياء ؟ كل شئ يبدأ بجسة نبض صغيرة ، ثم بحجر صغير ثم بآخر أكبر قليلا ، هكذا بتدرج وببطء . لم أكن أقبل امرأة تتقبل الإهانات لكنني أصبحت هكذا دون أن أدري . لم أكن غبية ولا عمياء ، كنت أرفض وبقوة ، لكن عندما عاد لطرق الباب عدت لفتحه مرة ومرتين وأكثر . لا يهم أنني طردته ، المهم هو أنني سمحت له بالعودة في كل مرة متأملة بأنه تعلم الدرس ، كنت بريئة أكثر مما ينبغي لأفهم أن هناك فئة لا تتعلم أبدا ، وفتحي الباب لم يكن بالنسبة لهم سوى دعوة مفتوحة ليواصلوا عملهم من حيث تركوه .

لم أكن امرأة تتقبل الإهانات لكنني أصبحت هكذا ، عندما أخبرني أنني أنا " كلي على بعضي الخربانة " وليس هاتفي فقط ، لم أجد سوى الجمود والخواء ، أذهلني هذا ؟ منذ متى توقفت عن التأثر ؟ منذ متى اعتدت الإهانات ؟ منذ متى بدأت أتوقع الإهانات ؟ هذا البرود والجمود والانحدار كان بسبب الإهانات المتواصلة بالتلميح والتعريض والمقارنات ، بت أرى نفسي بعينيه . أنا لا شئ ، لا شئ . لم أكن أمتلك الكثير من الثقة لكن كان لدي القليل منها ، لم أكن أحب نفسي كثيرا لكني كنت أمتلك القليل من الحب لها ، لم أكن أحترم نفسي كثيرا لكني كنت أحترمها بما يكفي لكي لا أرضى لها بالإهانة والذل .  تحولت لشبه إنسانة ، للاشيء ، بلا قيمة .

طوال الشهرين لم يجرؤ على قول شئ ، لا بالتلميح ولا بالتعريض ، لكنه انفجر في النهاية مع هذا الكم من البرود واللامبالاة به ، كثيرا ما كان يشك بوجود شخص آخر في حياتي ، المسكين ، لم يكن يعلم بأنني عالقة حتى النخاع ، ليتني كنت أستطيع التفكير بآخر ، كنت سأقيم احتفالات سرورا بخلاصي . أخبرني بأنني خربانة ، صمت كعادتي لكن ليس طويلا ، اتصلت به فيما بعد وأخبرته  " الوداع "  ، لم أكن متسرعة يوما ، فكرت ، أخذت قراري ، استخرت ، ثم بعدها اتصلت لأخبره ، لم أكن لأنهي الأمر برسالة هذه المرة ، لم أكن لأكون لطيفة بهذا القدر ، رميت كلماتي في وجهه ، استمتعت بلحظة الصمت التي تلت ، استمتعت باختناقه بغروره وكبريائه ، أصبحت سادية بشكل مريع ، أخبرني ذات يوم بأنني " مختلفة " كان صوته مكسورا حين قالها ، لم أكن لأهتم ، فرحت كثيرا بكلماته ، اعتبرتها إطراءا ، أجمل إطراء سمعته منه . نعم ، بت مختلفة ، تلك الفتاة الطبية ذات القلب الأبيض لم يعد لها وجود ، ويلومني بكل وقاحة ؟!  ألم يكن كل هذا بفضلك !!  . رضاك ، تقبلك ، حبك آخر ما يهمني الآن ، إلى اللامكان يا هذا . جد لك أخرى تستغلها وأحكامها وتكسرها وتسامحك بقلبها الكبير . بالرفاه والبنين ، بعيدا عني .




 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
راااائعة انت خضرة .. رائعة بشموخك .. سراب كان امتحانا حقيقيا قد ترسب فيه الكثيرات .. رجل يجمع كل تلك المميزات ( الجذابة ) يغري الكثيرات للسقوط صريعات حبه لكنك (مختلفة ) .. مهما احب القلب ومهما تعلق ومهما ضعف الا انك ابدا لم تسمحي لنفسك بالانحدار .. هكذا أراك .. شامخة لا ترضخ ولا تخنع ولا تضعف حتى ل (ستار ) نفسه
كسرتي غروره بكل ما تعنيه كلمة كسر من معنى .. لطيفة ومهذبة لكن الاعتداء على حدودك او حتى الاقتراب منها يجعل منك ملكة صارمة جدا .. ملكة تحمي مملكتها و لا تتنازل مهما كانت الميزات مغرية .. لا اعتقد ان ستار قد صادف في حياته كلها فتاة مثلك او على الأقل تشبهك
انتي حالة خاصة في حياته جمعت بين الضعف والقوة .. بين الحب العميق و(البصيرة ) .. الوحيدة التي لديها تلك القدرة الفريدة على وضع مشاعرها المتأججة جانبا والتفكير بعقلانية في كيفية سير العلاقة والى اين تتجه ..
 

رهف 88

Well-known member
معلومات رهف 88
إنضم
15 يناير 2017
المشاركات
2,650
مستوى التفاعل
1,703
النقاط
113
أحببتيه بكل ذرة فيك ومع ذلك لم ( يُخضعك ) حبه
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,555
مستوى التفاعل
9,653
النقاط
113
فكثير من الناس لا يتعلمون بل يستهينون بالحليم وما يعلمون أن حلمه قد يتحول الى بركان هائل
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله

مرة أخرى ، هل أنا أعود ، مثخنة بالجراح ، خسرت ، نعم ، لكن ربحت أيضا . قلبي ، بات يتفهمني اليوم ، عاد صديقي . و عادت شمس حياتي تنير عالمي على استحياء ، عادت الضحكات تزورني بخجل ، عاد اللون إلى بشرتي ، أنا حية . كنت أتألم ، لكني كنت حية ، أي سعيدة . أي جرح وأي ألم قادر على انتزاع سعادتي مني ؟! أعلم تماما الآن قيمة الحياة ومعناها .

انتهينا ، أو هكذا كنت أظن ، كنت متلهفة لقلب هذه الصفحة التي تثير مواجعي ، كنت أتعجل ، بودي لو أستخرج قلبي الذي يئن لأغسله وأطهره من ذكراه لأعيش بسلام . كنت أتعجل لكن القدر قال : مهلا . لم أكن تخرجت من مدرسته بعد ، أستاذي اللامع كان لديه المزيد من الدروس التي لابد أن أتعلمها على يديه ، لم أكن انتهيت بعد .


في صباح ربيعي مشمس ، وأنا أتناول إفطاري اللذيذ بشهية مفتوحة ، جلست أناناس إلى جانبي ، تبادلنا الأحاديث ، ثم صمتت ، كان لديها خبر ، لكن لسبب ما مترددة في إخباري ، أثار ترددها فضولي ، أي خبر هذا ؟ الذي يجعل سي إن إن العائلة مترددة ؟ فكرت للحظة ، ليس خبر وفاة أو مرض أحد ، لا شئ قادر على إزعاجي في هذا الصباح الربيعي ، لا شئ . لم تكن تحتاج سوى دفعة صغيرة لإخباري ، نظرت إلى ، تفحصت ملامحي ، ثم أدارت عينيها بعيدا لتخبرني " سيتزوج " . عادة ما أصاب بالشلل ، لكن هذه الصدمة كان لها تأثير مختلف ، بدأت أبربر " غير معقول " و " مستحيل " و " هذا خبر كاذب " وهل أنت متأكدة ؟ " ولا أدري ماذا أيضا .


 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله





كنت مخطئة ، هناك خبر يستطيع بالفعل إزعاجي ، قلبي ربما بات يتفهمني اليوم لكن هذا لا يغير من الحقيقة شئ ، مايزال عالق ، عالق ، عالق . بات يتفهمني ، لكنه لا يزال يحلم بالسراب . بغد جميل يجمعنا ، أنا وهو . عندما استعدت وعيي ، كانت شقيقتي ماتزال تشيح بعينيها عني ، تشعر بالارتباك قليلا ، لا تدري أتواسيني أو تهزني ، رحمتها ، لطالما أبقيت الجميع بعيدا عني ، لطالما أبقيت نفسي بمسافة آمنة عن كل أحد . والآن أنا في هذا الوضع لأنني عملت العكس ومع آخر شخص ممكن . كم هذا مثير للسخرية ؟ !

عدت لبرودي سريعا ، لحسن الحظ لم يشهد انهياري سواها ، لكن هل يعني هذا أن كبريائي سيغفر لي ؟ بالطبع ، كلا خخخ ، المختلف هذه المرة أنني أنا التي لم أستطع الغفران . لنفسي ، له ، ولكل شئ . أكملت افطاري ، تشاغلت قليلا لكي لا يقال أنني متأثرة ، كم تضحكني أنا الأمس ، مالمشكلة لو أظهرت تأثرا ؟! ألست بشرا ؟ كنت أنكر بشريتي ، أراها ضعفا ، أمقتها . أتأثر لأجل رجل تركني لأخرى ؟ هذه كانت جريمة في عرفي . حتى أمام عائلتي ، أمام صديقاتي ، لم يكن مسموحا لي أن أظهر أي لحظة ضعف .

هربت لغرفتي بعد وقت مناسب ، استندت للباب ، جلست هناك ، وبدأت بالبكاء . بكيت طويلا على نفسي ، طويلا جدا ، كان نحيبي عميقا لدرجة أنني بدأت أخشى على نفسي . لم تكن هناك قطرة دمع واحدة لأجله ، كنت أبكي على قلبي ، أبكي على نفسي ، أبكي خيبتي ، ضعفي ، قهري ، والحال التي أوصلت نفسي إليه . ومن بين دموعي تلك تولدت نيران الانتقام ، أقسمت يومها أنني سأصل للقمة . لم أكن بين خياري الحياة أو الموت ، ليس كما قال الحمداني لنا الصدر دون العالمين أو القبر ، لا . كنت أمام خيارين سأعيش الحياة التي أريد ، أو سأعيشها . الموت لم يكن خيارا ، لست أنا التي تنتهي هكذا ، مسألة مبدأ ، وكبرياء . إن كان الموت قادم فسأموت وأنا أعيش الحياة التي أريد . سأموت على قمتي .

ماهي الحياة التي أريد ؟ ما هي قمتي ؟ لم أكن أمتلك الأجوبة بعد ، ليس كلها ، لكن هذا لم يجعلني أتوقف أو أتردد ، سأجد الأجوبة في طريقي .
 

Ƙհɑժɾɑ

Well-known member
معلومات Ƙհɑժɾɑ
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
2,727
مستوى التفاعل
2,511
النقاط
113
الإقامة
مع الله


الحياة التي أريد كانت تبدأ بمواجهة الحقائق ، ومواجهة نفسي ، كما لم أفعل من قبل . أخبرت نفسي يومها الكثير ، كل تلك الحقائق التى كنت أتهرب منها . بأنني طفلة ، غبية ، ضعيفة ، بشعة . بأنني لا أستحق سوى ما نالني . كان الغضب هو ما يحركني يومها ، قسوتي التي بلا حدود ، كبريائي الأعمى ، لكن كان هناك شئ آخر كان يحركني أيضا ، بشكل أكثر خفية ، وأكثر عمقا ، الحب .



لم يكن الموضوع هو ، في تلك اللحظات لكأنما استجيبت أمنيتي وانسلخ عن قلبي ، لم يكن الموضوع تزوج أو انتحر ، كان الموضوع " خضرة " ، ومستقبل " خضرة " . لم يكن ليكون لي مستقبل قبل أن أحرق كل أقنعتي البشعة . لم أكن طفلة ، لكنني اخترت أن أعيش هذا الدور ، وأدت أنوثتي قبل حتى أن تتفتح ، الأنوثة كانت تحمل تعقيدات لم أتمناها ، الأنوثة تعني أن تكوني ضحية رجل ، وهذا ما لم أكن لاسمح به ، عشت ، فكرت ، تصرفت دائما كطفلة ، تزوجت رجلين ، هذا الذي حدث لكن كثيرا ما أنسى هذه الحقيقة ، كثيرا ما يصدم الآخرون بذلك ، لم ينجح أيا من كليهما بترك بصمة ، ماهو الزواج ؟ ما معنى أن تكوني متزوجة ؟ لا يسئلني أحد ، كنت في غيبوبة من صنعي .


وكنت بشعة ، بشعة لدرجة لا تصدق ، بقناعي القبيح ذاك ، الذي ارتديته بكامل إراداتي . خجلا ، أو خوفا ، ثقة مهزوزة ، أو المقارنات ، لا أدري لماذا فعلت ذلك بنفسي ، لا أدري . الذي أدريه أنني دفنت جمالي واستبدلت به البشاعة . لم أكن غبية ولا ضعيفة أيضا ، لكن تلك النسخة الباهتة التي لا أدري من أين اشتريتها كانت شديدة الغباوة والضعف .

كل هذا لأحصل على شئ من القبول ، قطرة من الحب ، لحظة من الانتماء ، بعتها ، بعت نفسي لأجل ذلك ، بثمن بخس زهيد ، ولم أقبض حتى ذلك الثمن . كنت جوعى ، أغالب سكرة الموت من شدة الجوع ، ولا أجد سوى الفتات . فتات يقدم إلي بأكثر الطرق إهانة.


في ذلك اليوم أعدت للحياة خضرة التي دفنتها ، نبشت القبر بيدي ، بقوة الغضب الذي يضخ في عروقي ، أخرجتها وضممتها إلي بكل قوة . وأقسمت أن لا أتخلى عنها مجددا . لم تكن خضرة التي أخرجتها من القبر تشبه التي أودعتها قبل أمد بعيد . تغيرت وتشوهت ، لكن هذا غير مهم ، هي الأغلى . إلى اللامكان بكل الآخرين ، وهكذا بدأ عهد الثورة كما أسميته .


بدأت أكتب بانطلاق في مدوناتي ، لم أكن أكتب لأجل أحد ، بل لأجلي . أكتب لأشفى . أزلت عني قناع الغموض ، لا يهم من يراني ، من يعرفني ، كل هذا بات لا يعني شيئا . كنت مازلت أخجل من نفسي ، لدرجة أن الكلمات تتعثر قبل خروجها ، لكن حتى هذا لم يكن ليوقفني . بات لدي هدف الآن ، ولا شئ يستطيع إيقافي من تحقيقه . لم أفتقد الإرادة أبدا ، كنت أفتقد الهدف ، وها أنا أخيرا وجدت هدفا يستحق أن أعيش لأجله. نبذت شروق ومعه جانبي اللطيف ، وولدت عطآء .




 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه