أجد نفسي
عاجزة عن النوم
عاجزة عن فصل نفسي
عن النافذة الصغيرة
هواء الليل البارد
المحمل برائحة
الربيع والصيف
ينعشني
باستطاعتي
شم رائحة البحر
الذي لا أراه
باستطاعتي
تذوق طعم الصيف
الذي لم يأتي بعد
ورائحة الأزهار
تأخذني لمكان
بعيد ،، بعيد
جدا
عن كل ما حولي
تعيد لي شيئا
من الهدوء
بعضا من التوازن
شيئا من أنا القديمة
الحالمة ،، الشاعرية
التي يبكيها كل شئ
حتى رؤية جمال
كهذا ،،
قبل أيام
لم يكن هناك بحر
ولم تكن تصلني
رائحة زهر أو ورد
لم أكن أجد
سوى طعم الموت
لم أكن أبكي
سوى الموتى
لم أكن أشم
سوى الموت
ليس هذا وحسب
بل وقفت ذات يوم
أمام الأزهار الصفراء
أمام عتبة منزلنا
التي لم أزرعها
ولم أسقها
وقفت أمامها
وأنا أشعر بالاستفزاز
أمام ضحكها وحيويتها
نظرت إليها ،، وإلى أزهار الكرز
التي تعدني بتفتح زاهٍ قريب
وشعرت برغبة في الصراخ
وصرخت بالفعل عليهن
صرخت بصمت
عاتبت لامبالاتهن
عاتبت الطبيعة
اتهمتها بالقسوة
عاتبت صديقتي
حبيبتي
وجدت فرحها لايحتمل
أخبرتهن :
ليس لأجلي ،،
لن أتوقع الحداد لأجلي
فأنا مجرد فرد واحد
لكن من يموت يومياً
هم بالملايين
ألا يستحق الملايين
لحظة حداد
لا أدري
مالذي أصابني
لحظة جنون ربما
بسبب الأخبار الشنيعة
عدة أيام مع الأخبار
التي يصر الجميع
بلا استثناء
عن إمدادي بها
أفقدني صوابي
أو لربما ،،
ذلك المذيع
بوجهه الحزين
الذي أخبرنا بحزن
عن قصة حزينة
لمرأة مريضة بالسرطان
ثم شفاها الله
فرحت عائلتها
ليفاجؤوا بها
تصاب بالفيروس
وتموت بعد عدة أيام
سريعاً ،، سريعاً
وهي في الحجز
تحدث ابنها
أمام الشاشة
شعرت بكل شئ
على مضى عدة أيام
تضخم الحزن
والأسى
والكآبة
تضاعف مذاق الموت
الذي أتذوقه
تضاعف كل شئ
وتضخم
حتى فجرتني
الزهور الصفراء
شعرت بكل مافيها
يستفزني
الحياة والحيوية
التي تنبض بها
مقابل الموت
الصمت
والخوف
الذي ينتشر كالهشيم
الضحكة الكبيرة على وجهها
مقابل الحزن والأسى
على وجه الابن
الذي فقد والدته
مرتين
أردت أن أقتلع الزهور
من جذورها
لتتوقف
عن الضحك
لعلها تشعر
لعلها ،،
ثم عدت لرشدي
هكذا فجأة خخخ
استغفرت من عدم الرضا
على قضاء الله
لم تقم الطبيعة
الحداد على أحد
حتى عندما مات هو
عندما مات النبي
صلى الله عليه وسلم
لم تبكي الزهور
ولم يمتعض
وجه السماء
فهل تفعل الآن ؟
ومع من ؟ معنا !
ألا فليغفر الله
تقصيرنا
تأملت
الأزهار الضاحكة
وجه السماء المشرق
فوجدته النور
في عمق الظلام
النور في هذه
المحنة
وكأن كل شىء
من حولي يخبرني
حتى في أحلك
الليالي والأحوال ظلمة
هناك بصيص أمل
هناك ما يدعو
للتجلد والابتسام
هناك ما يدعو
للتفائل
كأن السماء
تقول لي :
سحابة صيف
وكأن الأزهار الصفراء تخبرني :
ابتسمي تبتسم لك الحياة
وكأن أزهار الكرز
تعدني بأن الربيع قادم
ربيعي المنتظر
سيمضي كل هذا
وسيأتي ،،
نعم سيأتي ،،
الربيع ،،،
لولاك [ رب ]
لما كنا
ولولاك
لا نكون
فحمداً ،، وشكراً
رب اجعل هذا
كفارات للذنوب
مطهراً ومغتسلاً
رب اغفر ،، وارحم
وتب ،، واعفو
واصفح
... I am breathing
It feels nice