[ ماذا عن الغيرة ؟ ]
سألتني صديقتي
شرحت لي
تذكرت الخاطرة
وفهمت أنها تقصدها
الطفلة التي كنت
العام الماضي
..
طفلة ؟!!
لم أكن يوما
حتى في طفولتي
كنت ناضجة أكثر مما ينبغي
أفكر بأشياء أكثر تعقيدا
لم ألعب ، لم ألهو ، لم أمرح
كنت أكتفي بمشاهدة الأطفال
وهم يلعبون ، ويلهون
لكن ليس أنا ،،
كنت أخجل ،،
وأستحي ،،
من أن أرى
مع الأطفال
وألعاب الأطفال
..
هكذا ،،
إلى أن أثقل الخوف كاهلي
آثرت الهروب إلى طفولة باهتة
لا تمت إلي بصلة
هكذا ،،
بدأت ألعب
وألهو
وأتظاهر ببراءة
وسذاجة
لا تمت لي بصلة
هكذا ،،
بدأت
بالتمسك بعبائة أبي
وأتشبث بثوب أمي
هكذا ،،
بدأت أختبئ
خلف كل من أتوهم
فيه القوة والأمان
هكذا ،،
بدأت أصاب
بالهوس بكل من حولي
وهكذا ،،
بدأت الغيرة
والتملك
والجنون
..
لم أكن يوما [ طفلة ]
ولم أكون ،،
لكنه [ الخوف ]
و[ الضياع ]
و[ الشتات ]
لم أكن يوما [ طفلة ]
لكنني كنت أبحث عن
[ الأمان ]
وظننت أنني سأجده
بحضن أبي
البعيد
جدا
..
أشعرتني
ذكرى الخاطرة البائسة
التي أرسلتها لها
بشئ من الخزي
والحرج
أخبرتها بأنني
[ نضجت ]
لربما لم أشفى
من الغيرة على أبي
لكن باستطاعتي التعامل مع مشاعري الطفولية
بكل يسر
...
لم تعد لدي رغبة
بالاختباء خلف أحد
لم أعد أخشاك عالمي
بل أنت تثير فضولي
ولدي رغبة في التعرف عليك
ورغبة في اكتشافك
لا يزايلني الخوف تماما
وهل يفعل ؟
لا بأس ،،
فالخوف صديق حميم
يضئ لي الطريق
وإن أخافني
فالله هنا
يحيط بي
أمنه
وتحفني من كل الجهات
ملائكته
معي الأمن
والأمان
فكيف تخيفني
أيها الخوف ؟
..
لم أعد تلك [ الطفلة ]
ولم أكن ،،
لم يكن أكثر من
[ ثوب ]
و [ قناع ] آخر
سقط بسقوط أسبابه
..
سآتيك أبي
سآتيك والعالم
بين [ جنبي ]
سآتيك كما وعدتك
[ غنية ]
و [ مشبعة ]
بقلب محب
ودافئ
أنت [ أبي ]
لست مطالبا أن تكون
قمرا يدور حول [ فلكي ]
ولا أنا أبي ،،
قمر يدور
في [ فلك ] أحد
..
لست طفلة ،،
بل [ امرأة ]
أود أن أصرخ بها
فوق الجبال العالية
لتتردد مرارا
وتكرارا
لتطربني
..
FrEedom
~ At LaSt