100جريمة اغتصاب بسبب زوجته!
فلماذا يرفض بعض الزوجات تلبية دعوة أزواجهن لهن إلى المعاشرة؟!
وما هي الأعذار التي يبدينها؟ أم إنهن يرفضن دون أن يبدين أي عذر؟
وهل يحق لهن شرعاً الامتناع عن أزواجهن إذا لم يكن هناك مانع صحي؟
أسئلة كثيرة كنت أتمنى أن يجيب عنها من يكتبون في العلاقات الزوجية من المسلمين، وأن يفصلوا الحديث حولها في جرأة لا يخرجون بها عن أدب الإسلام في معالجة المشكلات الزوجية.
وطال انتظاري، وزاد معه عجبي من تأجيل البحث في هذه القضية المهمة، التي سبق الإسلام إلى الحديث عنها ومعالجتها، في أحاديث صحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيراً تحقق ما تمنيته، فقد صدر قبل أيام كتاب جديد لمحمد رشيد العويد، يحمل عنوان" إلى الممتنعة من زوجها"، يجيب فيه عن تلك الأسئلة في جرأة أدبية، خالية من أي إسفاف أو ابتذال.
لقد تناول العويد عدداً غير قليل من الأعذار التي تبديها الزوجات مبررات بها امتناعهن، ورد عليها مفنداً لها، كما تناول بعض الصوارف النفسية لهن عن تلبية أزواجهن مما قد لا يصرحن به، فعالجها في أسلوب هادئ حكيم مقنع.
ومن الأعذار التي قد تبديها الزوجة أن استجابتها المتكررة لزوجها كلما دعاها إلى المعاشرة تذهب بكرامتها، وتناول من إنسانيتها، وقد عالج العويد هذا التوهم من خلال ثلاثة إيضاحات أذكر هنا اثنين منها:
1- الجنس دافع مثل غيره من الدوافع، مثل دافع الجوع والعطش، وتلبية أي دافع من هذه الدوافع عن طريق شرعي لا ينافي الكرامة ولا يذهب بها.
2- وكما يأمر الإسلام الزوجة أن تلبي دعوة زوجها، فإنه يأمر الزوج بتلبية رغبات زوجته وإعفافها، حتى إن الدين منحها الحق بأن ترفع أمرها إلى القاضي وتحصل على الطلاق إذا لم يعفها زوجها.
ويقف المؤلف عند قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور"، ويقول في هذا كلاماً جميلاً منه:
التنور هو الفرن الذي تخبز فيه المرأة الخبز وغيره، وهي صورة قوية للتعبير عن حال يصعب فيها على المرأة ترك عملها لتلبية حاجة زوجها، فالعجين إذا تأخر خبزه زاد تخمره، وقد لا يكون صالحاً بعد ذلك، وترك الخبز في التنور سيحرقه إذا لم تخرجه بعد نضجه، والنار إذا تُركت بعد أن أشعلت ستخمد وتنطفئ.
كل هذا يعني أن التوقف عن عملية الخبز عمل غير مفضل، ويحسن أن لا يؤجله أو ينصرف عنه من يقوم به، ومع هذا فالنبي العظيم يأمر الزوجة أن توقف هذا كله لتلبية أمر أهم وأخطر: " حاجة زوجها"، حاجة قد لا يصبر على تأجيلها كما قد يصبر على تأخير حاجة أخرى مثل الجوع الذي يلبيه ذاك الخبز الذي يخبز، أو الطعام الذي يُطهى في التنور، لتنتظر هذه النار التي في " التنور"، فهي نار محصورة فيه ولن يصل شررها إلى الخارج إن تُركت قليلاً.. لكن النار التي في صدر الزوج قد تُخرجه إلى فعل محرم هو الزنا، وعلى أقل تقدير: تفقده هدوءه وصبره وحلمه، فيضرب طفله، أو يثور على زوجته... أو .. أو .. ويمضي المؤلف في إزالة بعض التصورات الخاطئة في أذهان بعض الزوجات من مثل أن المعاشرة الزوجية تقف وراء بدانة الزوجة، حيث يوضح أنها على العكس من ذلك، أي إنها تخفض الوزن ولا تزيده، ويؤيد ذلك بإيراد دراسة علمية طبية قام بها عالمان أميركيان أكدا فيها أن الجسم يفقد أربعة آلاف وحدة حرارية خلال المعاشرة.
ولا يكتفي العويد بالدراسات العلمية الحديثة، بل يرجع بقرائه وقارئاته إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فينقل ما جاء في صحيح البخاري عن وفاة ولد لأبي طلحة رضي الله عنه حينما كان خارج البيت، ولما عاد إليه سأل زوجته أم سليم عن ابنه المريض فقالت له: هو أسكن ما كان ( لم تصرح بموته)، ثم قربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها ( نال ما ينال الزوج من زوجته، أي عاشرها)، ويعلق العويد على هذا فيقول:
أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها مبررة بها امتناعها عنه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات- أليس في عمل هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات؟! لتتذكر كل زوجة تمتنع عن زوجها، أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع عن زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولده، فلذة كبدها، بل لعلها هي التي تقربت منه وعرضت نفسها عليه.
ويختم المؤلف كتابه برسالة يوجهها إلى الزوج يبدؤها بقوله:
لقد وجّهنا الرسائل السابقة جميعها إلى الزوجة: نحثها على تلبيتك، والاستجابة إلى دعوتك، ونحذرها من عدم طاعتك واحتقار رغبتك، واسمح لنا الآن أن نوجه الرسالة الأخيرة إليك، فبعض أسباب انصراف زوجتك عنك.. وراءها أنت.
ثم ينقل دراسة مهمة جاء فيها: إن أي شجار صغير أو سوء تفاهم، أو كلمة ليست في مكانها.. كافية لإطفاء شعلة الرغبة في الزوجة، وما أكثر المشاجرات الزوجية، والكلمات الطائشة، والمواقف العدائية التي تحدث بين الزوجين.
وتضيف الدراسة: إن على الرجل، إذا أراد تجاوب زوجته، أن يُظهر لها حبه وحنانه قبل الاقتراب منها.
وحبذا لو عمل على إصلاح الأمور بعد كل مشاجرة تفادياً لتراكم النفور فيما بعد.
وبعد فإني أعلم أن هاتين الصفحتين لا تكفيان لعرض كل ما جاء في هذا الكتاب المهم.. لكنني أرجو أنني نجحت في نقل بعض ما يحول دون تواصل الزوجين في غرفتهما.. غرفة النوم.
وما هي الأعذار التي يبدينها؟ أم إنهن يرفضن دون أن يبدين أي عذر؟
وهل يحق لهن شرعاً الامتناع عن أزواجهن إذا لم يكن هناك مانع صحي؟
أسئلة كثيرة كنت أتمنى أن يجيب عنها من يكتبون في العلاقات الزوجية من المسلمين، وأن يفصلوا الحديث حولها في جرأة لا يخرجون بها عن أدب الإسلام في معالجة المشكلات الزوجية.
وطال انتظاري، وزاد معه عجبي من تأجيل البحث في هذه القضية المهمة، التي سبق الإسلام إلى الحديث عنها ومعالجتها، في أحاديث صحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيراً تحقق ما تمنيته، فقد صدر قبل أيام كتاب جديد لمحمد رشيد العويد، يحمل عنوان" إلى الممتنعة من زوجها"، يجيب فيه عن تلك الأسئلة في جرأة أدبية، خالية من أي إسفاف أو ابتذال.
لقد تناول العويد عدداً غير قليل من الأعذار التي تبديها الزوجات مبررات بها امتناعهن، ورد عليها مفنداً لها، كما تناول بعض الصوارف النفسية لهن عن تلبية أزواجهن مما قد لا يصرحن به، فعالجها في أسلوب هادئ حكيم مقنع.
ومن الأعذار التي قد تبديها الزوجة أن استجابتها المتكررة لزوجها كلما دعاها إلى المعاشرة تذهب بكرامتها، وتناول من إنسانيتها، وقد عالج العويد هذا التوهم من خلال ثلاثة إيضاحات أذكر هنا اثنين منها:
1- الجنس دافع مثل غيره من الدوافع، مثل دافع الجوع والعطش، وتلبية أي دافع من هذه الدوافع عن طريق شرعي لا ينافي الكرامة ولا يذهب بها.
2- وكما يأمر الإسلام الزوجة أن تلبي دعوة زوجها، فإنه يأمر الزوج بتلبية رغبات زوجته وإعفافها، حتى إن الدين منحها الحق بأن ترفع أمرها إلى القاضي وتحصل على الطلاق إذا لم يعفها زوجها.
ويقف المؤلف عند قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور"، ويقول في هذا كلاماً جميلاً منه:
التنور هو الفرن الذي تخبز فيه المرأة الخبز وغيره، وهي صورة قوية للتعبير عن حال يصعب فيها على المرأة ترك عملها لتلبية حاجة زوجها، فالعجين إذا تأخر خبزه زاد تخمره، وقد لا يكون صالحاً بعد ذلك، وترك الخبز في التنور سيحرقه إذا لم تخرجه بعد نضجه، والنار إذا تُركت بعد أن أشعلت ستخمد وتنطفئ.
كل هذا يعني أن التوقف عن عملية الخبز عمل غير مفضل، ويحسن أن لا يؤجله أو ينصرف عنه من يقوم به، ومع هذا فالنبي العظيم يأمر الزوجة أن توقف هذا كله لتلبية أمر أهم وأخطر: " حاجة زوجها"، حاجة قد لا يصبر على تأجيلها كما قد يصبر على تأخير حاجة أخرى مثل الجوع الذي يلبيه ذاك الخبز الذي يخبز، أو الطعام الذي يُطهى في التنور، لتنتظر هذه النار التي في " التنور"، فهي نار محصورة فيه ولن يصل شررها إلى الخارج إن تُركت قليلاً.. لكن النار التي في صدر الزوج قد تُخرجه إلى فعل محرم هو الزنا، وعلى أقل تقدير: تفقده هدوءه وصبره وحلمه، فيضرب طفله، أو يثور على زوجته... أو .. أو .. ويمضي المؤلف في إزالة بعض التصورات الخاطئة في أذهان بعض الزوجات من مثل أن المعاشرة الزوجية تقف وراء بدانة الزوجة، حيث يوضح أنها على العكس من ذلك، أي إنها تخفض الوزن ولا تزيده، ويؤيد ذلك بإيراد دراسة علمية طبية قام بها عالمان أميركيان أكدا فيها أن الجسم يفقد أربعة آلاف وحدة حرارية خلال المعاشرة.
ولا يكتفي العويد بالدراسات العلمية الحديثة، بل يرجع بقرائه وقارئاته إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فينقل ما جاء في صحيح البخاري عن وفاة ولد لأبي طلحة رضي الله عنه حينما كان خارج البيت، ولما عاد إليه سأل زوجته أم سليم عن ابنه المريض فقالت له: هو أسكن ما كان ( لم تصرح بموته)، ثم قربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها ( نال ما ينال الزوج من زوجته، أي عاشرها)، ويعلق العويد على هذا فيقول:
أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها مبررة بها امتناعها عنه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات- أليس في عمل هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات؟! لتتذكر كل زوجة تمتنع عن زوجها، أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع عن زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولده، فلذة كبدها، بل لعلها هي التي تقربت منه وعرضت نفسها عليه.
ويختم المؤلف كتابه برسالة يوجهها إلى الزوج يبدؤها بقوله:
لقد وجّهنا الرسائل السابقة جميعها إلى الزوجة: نحثها على تلبيتك، والاستجابة إلى دعوتك، ونحذرها من عدم طاعتك واحتقار رغبتك، واسمح لنا الآن أن نوجه الرسالة الأخيرة إليك، فبعض أسباب انصراف زوجتك عنك.. وراءها أنت.
ثم ينقل دراسة مهمة جاء فيها: إن أي شجار صغير أو سوء تفاهم، أو كلمة ليست في مكانها.. كافية لإطفاء شعلة الرغبة في الزوجة، وما أكثر المشاجرات الزوجية، والكلمات الطائشة، والمواقف العدائية التي تحدث بين الزوجين.
وتضيف الدراسة: إن على الرجل، إذا أراد تجاوب زوجته، أن يُظهر لها حبه وحنانه قبل الاقتراب منها.
وحبذا لو عمل على إصلاح الأمور بعد كل مشاجرة تفادياً لتراكم النفور فيما بعد.
وبعد فإني أعلم أن هاتين الصفحتين لا تكفيان لعرض كل ما جاء في هذا الكتاب المهم.. لكنني أرجو أنني نجحت في نقل بعض ما يحول دون تواصل الزوجين في غرفتهما.. غرفة النوم.
اسم الموضوع : 100جريمة اغتصاب بسبب زوجته!
|
المصدر : الزوج والزواج
