معلومات الأمنية
يوميات عابرة[you] كلنا سنمر بها
يوميات عابرة
كثيرة هي اللحظات التي تمر على الإنسان بحلوها ومرها
ودوام الحال من المحال، والكل لا محالة مفارق لدنياه وقادم على حياته الأخرى السرمدية الأبدية
ومن هُنا أحببت سرد يوميات (أبو محمد) العابرة
أبو محمد شاب لم يجاوز الأربعين سنة لديه زوجه ولنسميها(صابرة) وابناء(مجد,شموخ,انبهار,براء,رحمة,وعزاً)
(الأسماء غير حقيقية للحفاظ على الخصوصية)
كان يعيش حياته بكل بساطة وهناء,
حتى جاء ذلك اليوم الذي قرر فيه السفر الى احد المناطق في بلدته
ومكث هناك الى ان شاء الله ثم عاد
نعم عاد ولكنه لم يكن كسابق عهده
أعياه مرض شديد فدخل على إثره المستشفى وأحتار الأطباء في تشخيصه
وبعد فترة وجيزه من دخوله المستشفى تضع زوجته مولودا اسموه (عزا)
خرج الأب فترة نقاهة ورأى مولوده الأخير
وعاد الى ادراجه
حتى اشتد المرض واشتد واشتد واصبح غير قادر على الكلام لقد ضعف جسمه ولم يقوى على فعل أي شيء
زوجته النفساء على مابها من الآم إلا انها تداوم على زيارته فحالته يرثى لها
جاوز (عزا) الشهر بيوم او يومين والزوجة مازالت على مداومتها في زيارة زوجها
وبينما كانت صابرة عند زوجها ترقيه دار بينهما حديث مضمونه أن صابرة أرادت تغيير اسم عزا لكن الأب أصر عليه وأخبر أنه معجب به وحرص على تسجيله ببطاقة العائلة أمسك الأب يد زوجته وأوصها على نفسها وعلى أولادها ووعدها بتغيير أشياء في حياته بعد خروجه من المستشفى
هذا اليوم كانت زيارة صابرة لزوجها مطوله حيث مكثت عنده أكثر من ست ساعات
وعادت الى بيتها.......وبعد فترة وجيزة ادخل الزوج العناية المركزة
واجهشت الزوجه بالبكاء حيث اعتصر قلبها على زوجها
وبكت ليلتها كاملة
ومن الغد فارق الزوج الحياة..................بلاعودة
ليخلف ورائه عزا ابن الشهر وبضعة ايام
و رحمة ابنة العام
وبراء ابن الأربع سنين
وانبهار ابنة العشر سنين
ومحمد ابن الثلاث عشر سنة
وشموخ ابنة السبعة عشر سنة
كم كنت شهما يا محمد حينما شيعت جثمان ابيك ونزلت عند قبره لتودعه الوداع الأخير
وقد اثقل كاهلك وصية ابيك فأنت رجل البيت اعتني بأمك وأخواتك حتى مكثت طيلة ايام العزاء رافعا رأسك تفكر وتفكر بالمصير....فلا تقلق فلك رب سيرعاك
عزا لم تبصر بعيني قلبك ابيك فلعل يوما ما تروى اسطورة ابيك وانه مات وانت في مهدك
وجعلك الله عزا لأهلك
رحمة ابنة العام فقد اجهشتي خلفك العشرات من النساء بالبكاء حينما نطقت وتفوهت بأول كلمة (بابا) ترددينها ذهابا وإيابا فأين ابيك ليسمعها منك؟؟؟
براء أثق ثقة تامة أن عقلك لم يعقل معنى أن اباك مات
يعني أنك تيتمت منذ ثلاث ليال مضن
وموقفك لاينسى حينما صرخت باكيا أريد أن اذهب لبيت جدي لأرى أبي هناك وهو مجندل بالتراب
انبهار حقا انبهار حينما ذهبت للمدرسة صباحا كأي صباح مضى وعندما عدت حتى حار الأهل كيف يخبروك وقام براء وقال أنا لها أقول لها بصوت منخفض أبووووك مااااااااات وش فيها؟وليش خايفين؟
فقد فقدت أغلى ماتملكين
شموخ سنك حساس فأنت في طور المراهقة ولكن يحمد لك صبرك
الزوجه الصابرة(نحسبها كذلك والله حسيبها) التي حبست دموعها وجزعها طيلة أيام العزاء فهي تريد الأجر من الله
وقد حمدته على قضائه فموت زوجها خير له وراحة بإذن الله مما أصابه
حجرت دموعها في مقلتيها وهي تروي قصة وفاته وأحداث الليلة السابقة لها ولكن هيهات هيهات إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع.........
وكأنني أرى فكها السفلي يرتعش وهي تضم شفتاها وتتجرع غصة وألم الفراق والعبرة التي تغرغر في حلقها وتحاول دفعها ما استطاعت
تلك الزوجة الصابرة حينما تقص وصية زوجها تنظر للأفق وينظر المستمع لها إلى الأرض خشية أن تتلاقى العيون وتنهمر الدموع ويعلو النشيج
تلك هي اليوميات العابرة التي تمر بنا كثيرا وما أن نلبث الى نسيانها وطوي صفحاتها
فليتنا نعتبر...........
وندرك أن الموت قادم بلا محالة ولو كنتم في بروج مشيدة
أسأل الله بكرمه ومنه أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين وينير قبورهم ويوسع مدخلهم ويغسلهم بالماء والثلج والبرد
اللهم آميـــــــــــــــــــن.
كثيرة هي اللحظات التي تمر على الإنسان بحلوها ومرها
ودوام الحال من المحال، والكل لا محالة مفارق لدنياه وقادم على حياته الأخرى السرمدية الأبدية
ومن هُنا أحببت سرد يوميات (أبو محمد) العابرة
أبو محمد شاب لم يجاوز الأربعين سنة لديه زوجه ولنسميها(صابرة) وابناء(مجد,شموخ,انبهار,براء,رحمة,وعزاً)
(الأسماء غير حقيقية للحفاظ على الخصوصية)
كان يعيش حياته بكل بساطة وهناء,
حتى جاء ذلك اليوم الذي قرر فيه السفر الى احد المناطق في بلدته
ومكث هناك الى ان شاء الله ثم عاد
نعم عاد ولكنه لم يكن كسابق عهده
أعياه مرض شديد فدخل على إثره المستشفى وأحتار الأطباء في تشخيصه
وبعد فترة وجيزه من دخوله المستشفى تضع زوجته مولودا اسموه (عزا)
خرج الأب فترة نقاهة ورأى مولوده الأخير
وعاد الى ادراجه
حتى اشتد المرض واشتد واشتد واصبح غير قادر على الكلام لقد ضعف جسمه ولم يقوى على فعل أي شيء
زوجته النفساء على مابها من الآم إلا انها تداوم على زيارته فحالته يرثى لها
جاوز (عزا) الشهر بيوم او يومين والزوجة مازالت على مداومتها في زيارة زوجها
وبينما كانت صابرة عند زوجها ترقيه دار بينهما حديث مضمونه أن صابرة أرادت تغيير اسم عزا لكن الأب أصر عليه وأخبر أنه معجب به وحرص على تسجيله ببطاقة العائلة أمسك الأب يد زوجته وأوصها على نفسها وعلى أولادها ووعدها بتغيير أشياء في حياته بعد خروجه من المستشفى
هذا اليوم كانت زيارة صابرة لزوجها مطوله حيث مكثت عنده أكثر من ست ساعات
وعادت الى بيتها.......وبعد فترة وجيزة ادخل الزوج العناية المركزة
واجهشت الزوجه بالبكاء حيث اعتصر قلبها على زوجها
وبكت ليلتها كاملة
ومن الغد فارق الزوج الحياة..................بلاعودة
ليخلف ورائه عزا ابن الشهر وبضعة ايام
و رحمة ابنة العام
وبراء ابن الأربع سنين
وانبهار ابنة العشر سنين
ومحمد ابن الثلاث عشر سنة
وشموخ ابنة السبعة عشر سنة
كم كنت شهما يا محمد حينما شيعت جثمان ابيك ونزلت عند قبره لتودعه الوداع الأخير
وقد اثقل كاهلك وصية ابيك فأنت رجل البيت اعتني بأمك وأخواتك حتى مكثت طيلة ايام العزاء رافعا رأسك تفكر وتفكر بالمصير....فلا تقلق فلك رب سيرعاك
عزا لم تبصر بعيني قلبك ابيك فلعل يوما ما تروى اسطورة ابيك وانه مات وانت في مهدك
وجعلك الله عزا لأهلك
رحمة ابنة العام فقد اجهشتي خلفك العشرات من النساء بالبكاء حينما نطقت وتفوهت بأول كلمة (بابا) ترددينها ذهابا وإيابا فأين ابيك ليسمعها منك؟؟؟
براء أثق ثقة تامة أن عقلك لم يعقل معنى أن اباك مات
يعني أنك تيتمت منذ ثلاث ليال مضن
وموقفك لاينسى حينما صرخت باكيا أريد أن اذهب لبيت جدي لأرى أبي هناك وهو مجندل بالتراب
انبهار حقا انبهار حينما ذهبت للمدرسة صباحا كأي صباح مضى وعندما عدت حتى حار الأهل كيف يخبروك وقام براء وقال أنا لها أقول لها بصوت منخفض أبووووك مااااااااات وش فيها؟وليش خايفين؟
فقد فقدت أغلى ماتملكين
شموخ سنك حساس فأنت في طور المراهقة ولكن يحمد لك صبرك
الزوجه الصابرة(نحسبها كذلك والله حسيبها) التي حبست دموعها وجزعها طيلة أيام العزاء فهي تريد الأجر من الله
وقد حمدته على قضائه فموت زوجها خير له وراحة بإذن الله مما أصابه
حجرت دموعها في مقلتيها وهي تروي قصة وفاته وأحداث الليلة السابقة لها ولكن هيهات هيهات إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع.........
وكأنني أرى فكها السفلي يرتعش وهي تضم شفتاها وتتجرع غصة وألم الفراق والعبرة التي تغرغر في حلقها وتحاول دفعها ما استطاعت
تلك الزوجة الصابرة حينما تقص وصية زوجها تنظر للأفق وينظر المستمع لها إلى الأرض خشية أن تتلاقى العيون وتنهمر الدموع ويعلو النشيج
تلك هي اليوميات العابرة التي تمر بنا كثيرا وما أن نلبث الى نسيانها وطوي صفحاتها
فليتنا نعتبر...........
وندرك أن الموت قادم بلا محالة ولو كنتم في بروج مشيدة
أسأل الله بكرمه ومنه أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين وينير قبورهم ويوسع مدخلهم ويغسلهم بالماء والثلج والبرد
اللهم آميـــــــــــــــــــن.
اسم الموضوع : يوميات عابرة[you] كلنا سنمر بها
|
المصدر : دفاتر اليوميات