يا بخت اللي في حياته هيثم .

[راجيه الرضا]

• (يا بخت اللى فى حياته فلان!).. من كذا سنة كتير فاتوا "هيثم" أخويا كان عنده صاحب إسمه "مصطفى همام".. "مصطفى" فجأة وبدون مقدمات و كـ خبر نزل زى الصاعقة على دماغ أصحابه جاله سرطان!.. جزء ضخم من صدمة المحيطين كانت فى صغر سن "مصطفى" اللى لسه فى أول حياته عود أخضر بيلعب ويروح وييجى!.. ليه وإشمعنى هو بالذات بس!.. دى كانت أول مرة أشوف تأثر غير محدود فى عين "هيثم" رغم إن "مصطفى" ماكنش الصديق المقرب منه لكنه واحد من الشلة كمجموعة بس مش أنتيم.. فاكر إنى ظبطت "هيثم" بعد الخبر ودموعه غالباه وحاول يدارى ده بس كان الموضوع باين يعنى.. بعدها بيومين تلاتة "هيثم" سخّر كل وقته إنه يعمل سيرش على علاج للسرطان فى جوجل!.. بنتكلم عن حاجة قديمة وقت ما كان السيرش على جوجل مش مضمون يجيب لك ربع نتيجة موثوق فيها حتى.. ورغم عبثية الموقف وسذاجة الفكرة؛ كتمت غصب عنى كلام كنت عايز أقوله لـ "هيثم" من نوعية: ( سرطان إيه بس اللى بتدور على علاجه فى النت؟!).. سيبته وطنشت على أساس إنه بيحاول يعمل أى حاجة عشان صاحبه وعشان يريح ضميره إنه ماقصرش.. حياة أخويا مابقاش فيها غير حاجتين: كل يوم زيارة لـ "مصطفى" فى مستشفى القصر العينى بعد بدء جلسات الكيماوي + قعدة بالأربع خمس ساعات يومياً وقراية عشرات الأبحاث والمعلومات من كل حتة فى العالم فى رحلة البحث عن علاج صاحبه!.. مانكرش إنى كتير كنت بشفق عليه من السحلة اللى ماكنش باين ليها آخر دى.. خرج فى مرة فى الصالة وكنت قاعد أنا وأبويا الله يرحمه وهو بيقول بحماس: ( بيقولوا إن مسحوق "بذر العنب الأحمر اليمنى" جاب نتايج إيجابية فى علاج الكانسر).. بصيت أنا وأبويا لبعض ولا إرادياً رديت عليه: ( عنب إيه وبذور إيه يا إبنى ده دجل وشعوذة وعبط!).. قال بـ عِند: ( إنت هتفهم أكتر من دكاترة متخصصين!.. ملكش دعوة).. قلت بـ عصبية أكتر: ( اللى بتحكى فيه ده هتش وكلام فارغ ونصب علنى).. بصيت لـ أبويا الله يرحمه على أساس إنه يتدخل برأيه فى الحوار ويمنع الهبل اللى هيثم ناوى عليه؛ بس عمل كإنه مش سامع وكمل قراية الجورنال اللى فى إيده!.. (أنا هبعت أجيب البذور دى لـ "مصطفى" من بره مادام فيه أمل).. يسيبنا "هيثم" بعد ما يقولها وكأنه كان بيرمى معلومة مش بياخد رأينا اللى حتى لو كنّا قولناه ماكنش هيمنعه عن اللى فى باله.. بمنتهى الحماس بدأ يبحث إزاى يجيب عبوة مسحوق البذور دى من بره.. حدد سعرها اللى ماكنش بسيط وفضل يحوش فيها فترة مش قليلة وكونهم.. إتصرف فى فيزا كارد بتاعت واحد صاحبه لأن الشراء كان أون لاين.. وبعت يجيبها فعلاً.. "مصطفى" حالته كانت بدأت تتدهور وتسوء ويتوفى فعلاً قبل وصول البذور بيومين!.. كنت فاكر إن أخويا هينهار بسبب وفاة صاحبه اللى بانت محبته له من اللى عمله عشانه؛ لكنه حوّل حزنه لدعاء وصلاة.. واحد صاحبهم إسمه "محمد" كان شايف ومتابع اللى "هيثم" عمله خطوة بخطوة من الأول وإنتهاءاً بوفاة "مصطفى" كان واقف بيحكى فى العزاء لباقى أصحابهم عن اللى إتعمل وماكانوش عارفينه وفى آخر كلامه قال: ( والله يا بخت اللى صاحبه "هيثم").. الواحد فعلاً يبقى محظوظ وربنا بيحبه لو كان فى حياته حد يكون متأكد إنه هيفضل ساند للنهاية.. مصدق وقت ما يكدبك الكل.. شايفك فى أحسن حالاتك حتى لو الأصل غير كده.. مؤمن بيك وقت ما يكفروا بيك الباقيين.. حتى لو إتشاف تصرفه هبل وجنان وملوش أساس ولا منطق.. مش مهم؛ المهم إنى مقتنع!.. مش هيفلت إيدك طول ما فيه نفس وفيه أمل.. الكاتب "مولود بن زادى" بيقول: (يتساقط الأصدقاء كأوراق الشجر فى الخريف، ولا يبقى منهم إلا الصادق، المخلص، العفيف).. كل واحد فينا عنده واحد يقدر يقول عنه بالفُم المليان: (يا بخت اللى فى حياته فلان).

 

[راجيه الرضا]

وانا عن تجربة اقول ما اطيب رزق من كان في حياته من احبه لله تعالي فإنه

لا يتخلي عنك ابدا لانه علم انه "المؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله"

سيبذل جهده كي يكون في ظهرك المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص"

يري نصرتك فرضا عليه "إنما المؤمنون إخوة"

قد يفضلك علي نفسه وقت الحاجة "ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "

لا يتركك تسقط.للهاوية "يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر


ما اجمل طعم الأخوة في الله تعالى ???