احلام ورديه
New member
- إنضم
- 29 أكتوبر 2006
- المشاركات
- 852
[grade="FF1493 FF1493 FF1493 FF1493"]عن بعض الصالحين قال : بينما انا اطوف بالكعبه ،اذا بجاريه على كتفها طفل صغير ، وهي تنادي ياكريم ياكريم عهدك القديم ، فقلت لها : ماهذا العهد الذي بينك وبيه؟
قالت : ركبت في السفينه ومعنا قوم من التجار ،فعصفت بنا ريح فغرقت السفيه وجميع من فيها ، ولم ينج أحد منهم غيري وهذا الطفل في حجري على لوح ، ورجل أسود على لوح آخر ، فلما أضاء الصبح نظر الاسود الي وجعل يدفع الماء بيده حتى لصق بي واستوى معنا على اللوح ، وجعل يراودني عن نفسي ، فقلت يا عبد الله اما تخاف الله تعالى ، نحن في بليه لا نرجو الخلاص منها بطاعته ، فكيف بمعصيته؟
فقال : دعي عني هذا ، فوالله لابد لي من هذا الأمر، قالت : وكان هذا الطفل نائماً في حجري ، فقرصته قرصه فاستيقظ وبكى ، فقلت له : يا عبد الله دعني أنوم هذا ويكون من الامر ماقدره الله علينا، فمد الأسود يده الى الطفل ورمى به في البحر فرمقت السماء بطرفي ، وقلت : يامن يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا الأسود بحولك وقوتك انك على كل شيئ قدير ، فو الله ماستوعبت الكلمات حتى ظهرت دابه من دواب البحر ، ففتحت فاها والتقمت الأسود وغاصت به في البحر ، وعصمني الله منه بحوله وقوته ، وهو القادر على ما يشاء سبحانه وتعالى.
قالت : ومازالت الأمواج تدفعني حتى رمتني الى جزيره من جزائر البحر
فقلت في نفسي : آكل من بقلها ، وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره
فلا فرج لي الا منه ، فمكثت أربعه أيام ، فلما كان في اليوم الخامس لاحت لي سفينه في البحر على بعد ، فعلوت على تل وأشرت اليهم بثوب كان علي ، فخرج الاي منهم ثلاثة نفر في زورق ، فركبت معهم ، فلما دخلت السفينه الكبرى اذا بالطفل الذي رمى به الأسود في البحر عند رجل منهم ، فلما ان اتمالك أن رميت نفسي عليه ، وقبلت بين عينيه ، وقلت هذا والله ولدي وقطعه من كبدي ، فقال لي اهل السفينه : مجنونة أم أختل عقلك؟
فقلت والله ماأنا بمجنونه ولا أختل عقلي ، ولكن جرى من الأمر ما هو كذا وكذا ، وذكرت لهم القصه الى آخرها ، فلما سمعو مني ذلك أطرقوا رؤوسهم وقالو : ياجاريه قد أخبرتنا بأمر تعجبنا منه ، ونحن أيضاً نخبرك بأمر تتعجبين منه : بينما نحن نجري بريح طيبه اذا بدابه قد اعترضتنا ووقعت أمامنا ، وهذا الطفل على ظهرها ، واذا مناد ينادي ان لم تأخذوا هذا الطفل من ظهرها وألاهلكتم ، فصعد واحد منا على ظهرها وأخذ الطفل فلما دخل به السفينه غاصت الدابه في البحر ، وقد اعجبتنا من هذا ومما أخبرتنا به ، وقد عاهدنا الله تعالى أن لايرانا على معصيه بعد هذا اليوم.
قالت : فتابو عن آخرهم ، فسبحان الله اللطيف ، جميل العوائد ، سبحن مدرك الملهوف عند الشدائد.[/grade]