ياسمين ونعمان
يسيران بخيلاء كطائرين نشوانين يحلقان في سماء السعادة بوجوه تنبض بالحياة ...
فغرور الشباب بدا واضحا على فتاها الوسيم الذي يترجل في مشيته ممسكا بيدها وكأنة يخاف أن تختطف خطيبته منه أو تضيع منه ابنه السابعة عشر في ذلك المكان.
يقبع العاشقان بمشهدهما الرومانسي في كرسيهما ذو السطح المقشر من طول ما استكانت عليه الرطوبة , تفترش أرضهما الأزهار والرياحين المبللة بقطر الندى لتجود بعطرها مع نسمة الهواء المنعشة فتملأ روحهما صفاء وعذوبة .
تتأمل ياسمين عصفورا صغيرا يرنو من النافورة ليرتشف من مائها الرقراق , يتصدى لها نعمان بنظرته حين ارتطمت نظرتها المستلطفة بنظرته الجريئة الضاحكة قال :
-أغار عليك من هذا العصفور
وهي تضحك:
-إذن فلنذهب
دخلت مملكتها...اختفت عنها كل المرئيات فهي لاتسمع إلا صوته تتراءى لها صورته سابحة في خيالها فهو يعيش في حنايا القلب .. وفي أعماقها يتردد صدى همساته فما هي إلا أيام قلائل ويمتطيان جواد يهما إلى قصر الحب والسعادة.
في إحدى خلوتها اللذيذة دخلت أختها المقربة وهي تتوجس خيفة بشفاه مرتعشة:
-خطيبك يحادث إحدى الفتيات
-من؟؟
-أختك لمياء
-لا أصدقك ,أكيد تمزحين
-أنها الحقيقة وهي الآن تحادثه تأكدي بنفسك
هرولت مسرعة إلى غرفه أختها دخلت متنمرة, بكل ما أوتت من قوة انتزعت الجوال من يدها بودها لو كان شخص آخر...
ولكن أوتاره الصوتية أبت إلا أن تتسلل إلى صيوان أّذنها,أضحت عيناها جمرتان متوقدتان أحست بالشر يدنوا منها بودها لو أوجعته ضربا وخربشت أظافرها في وجهه .
بعيون ندية ألتفتت إلى أختها :
-لماذا؟؟ألم تجدي شخصا آخر غير خطيبي
قالت ببرود:
-قبل أن يخطبك ونحن نتحادث ما الجديد؟!
بقلب ينبض بشده بعث في عروقها الدم دفعه واحدة,حدجتها طويلا :
-أكرهك أنت لست أخت يا....ويا......
خرجت وهي تجر قلبا مطعونا.. رشقتها أختها بسهم الغدر والخيانة أصاب روحها بمقتل
وما أن دخلت غرفتها انفجرت باكية , هل تبكي نفسها؟؟ أم تبكي القيم والإنسانية التي حكم عليها الزمن بالفناء؟أختها قبل ساعات هي الآن عدو ملتهب مرآه يوقد جراحها .
عاشت ليلا طويلا تفكر بضيقها....
- هل تتراجع من درب هي سالكته؟هل تعفي نفسها من هذا الذل والهوان ؟أم تتحدى أختها وتتزوجه ؟
علقت نظرها بالنافذة كان الجو غائما في تلك ألليله وكأنه يتضامن مع غيوم الحزن والكآبة التي تكاثفت على قلبها ...نظرتها التي امتزجت بها مشاعر الألم والحسرة ترجمت هما يصطرم به فؤادها
بكتفين أحنتهما الهموم الثقيلة جلست على مكتبها... يلفها شجن غامض , الحصان الجامح في عينها تهاوى واندحر إلى فأر صغير, طيفه الحالم بدأ يتداعى ويكتسي بشيء من السواد.
نعمان.....هو صديق أخوها المقرب فالحصول على رقمه ليس بالأمر الصعب على لمياء التي تكبرها بعام, قال للمياء أن أهله لم يوافقوا على خطبتها فالحل المبدئي أن يخطب أختها ليبقى قريب من عشيقته!
في اليوم التالي بعد أن تربعت الشمس في كبد السماء استيقظت ياسمين على رنين هاتفها لترى أسمة ظاهرا على الشاشة , كتبت له رسالة "فلتذهبا إلى الجحيم أنتما الاثنان"وأغفلت جوالها ,وكأنها تغلق علية باب قلبها إلى الأبد .
بعد مضي أسبوع على الحادثة تقدم خاطب يطلب لمياء وأبدت هي الموافقة المبدئية ,أمام هذه المفاجأة قررت ياسمين أن تسمع تبريراته,قالت ثائرة:
-ما ذنبي لأكون طرف في مؤامرتكم القذرة
-أريدك أنتي ...أنا لست معتوها لأتزوج من تخون نفسها,فهي ستخون الجميع ببساطه.
.
ويا للعجب لعاطفة المرأة فأسلوبه الساحر في الحديث والإقناع جعلها تتعامى عن النذر الأليمة التي لاحت في الأفق لقد انهارت مقاومتها فجأة .
*******
بعد مرور سنه على الزواج تجلس ياسمين على نفس المقعد مع زوجها ويرنو عصفور دون أن تلقي بالا إلية ,فشتان بين مشاعرها اليوم ومشاعرها بالأمس وقد اجتاحتها موجة ندم عاتية, أذ كيف لها أن ترفض نداء العقل وعمرها يسعفها أن تنتظر فرصة أخرى غير زوجها الذي بدأ حياته معها بقصة مؤلمة.
تمت
فغرور الشباب بدا واضحا على فتاها الوسيم الذي يترجل في مشيته ممسكا بيدها وكأنة يخاف أن تختطف خطيبته منه أو تضيع منه ابنه السابعة عشر في ذلك المكان.
يقبع العاشقان بمشهدهما الرومانسي في كرسيهما ذو السطح المقشر من طول ما استكانت عليه الرطوبة , تفترش أرضهما الأزهار والرياحين المبللة بقطر الندى لتجود بعطرها مع نسمة الهواء المنعشة فتملأ روحهما صفاء وعذوبة .
تتأمل ياسمين عصفورا صغيرا يرنو من النافورة ليرتشف من مائها الرقراق , يتصدى لها نعمان بنظرته حين ارتطمت نظرتها المستلطفة بنظرته الجريئة الضاحكة قال :
-أغار عليك من هذا العصفور
وهي تضحك:
-إذن فلنذهب
دخلت مملكتها...اختفت عنها كل المرئيات فهي لاتسمع إلا صوته تتراءى لها صورته سابحة في خيالها فهو يعيش في حنايا القلب .. وفي أعماقها يتردد صدى همساته فما هي إلا أيام قلائل ويمتطيان جواد يهما إلى قصر الحب والسعادة.
في إحدى خلوتها اللذيذة دخلت أختها المقربة وهي تتوجس خيفة بشفاه مرتعشة:
-خطيبك يحادث إحدى الفتيات
-من؟؟
-أختك لمياء
-لا أصدقك ,أكيد تمزحين
-أنها الحقيقة وهي الآن تحادثه تأكدي بنفسك
هرولت مسرعة إلى غرفه أختها دخلت متنمرة, بكل ما أوتت من قوة انتزعت الجوال من يدها بودها لو كان شخص آخر...
ولكن أوتاره الصوتية أبت إلا أن تتسلل إلى صيوان أّذنها,أضحت عيناها جمرتان متوقدتان أحست بالشر يدنوا منها بودها لو أوجعته ضربا وخربشت أظافرها في وجهه .
بعيون ندية ألتفتت إلى أختها :
-لماذا؟؟ألم تجدي شخصا آخر غير خطيبي
قالت ببرود:
-قبل أن يخطبك ونحن نتحادث ما الجديد؟!
بقلب ينبض بشده بعث في عروقها الدم دفعه واحدة,حدجتها طويلا :
-أكرهك أنت لست أخت يا....ويا......
خرجت وهي تجر قلبا مطعونا.. رشقتها أختها بسهم الغدر والخيانة أصاب روحها بمقتل
وما أن دخلت غرفتها انفجرت باكية , هل تبكي نفسها؟؟ أم تبكي القيم والإنسانية التي حكم عليها الزمن بالفناء؟أختها قبل ساعات هي الآن عدو ملتهب مرآه يوقد جراحها .
عاشت ليلا طويلا تفكر بضيقها....
- هل تتراجع من درب هي سالكته؟هل تعفي نفسها من هذا الذل والهوان ؟أم تتحدى أختها وتتزوجه ؟
علقت نظرها بالنافذة كان الجو غائما في تلك ألليله وكأنه يتضامن مع غيوم الحزن والكآبة التي تكاثفت على قلبها ...نظرتها التي امتزجت بها مشاعر الألم والحسرة ترجمت هما يصطرم به فؤادها
بكتفين أحنتهما الهموم الثقيلة جلست على مكتبها... يلفها شجن غامض , الحصان الجامح في عينها تهاوى واندحر إلى فأر صغير, طيفه الحالم بدأ يتداعى ويكتسي بشيء من السواد.
نعمان.....هو صديق أخوها المقرب فالحصول على رقمه ليس بالأمر الصعب على لمياء التي تكبرها بعام, قال للمياء أن أهله لم يوافقوا على خطبتها فالحل المبدئي أن يخطب أختها ليبقى قريب من عشيقته!
في اليوم التالي بعد أن تربعت الشمس في كبد السماء استيقظت ياسمين على رنين هاتفها لترى أسمة ظاهرا على الشاشة , كتبت له رسالة "فلتذهبا إلى الجحيم أنتما الاثنان"وأغفلت جوالها ,وكأنها تغلق علية باب قلبها إلى الأبد .
بعد مضي أسبوع على الحادثة تقدم خاطب يطلب لمياء وأبدت هي الموافقة المبدئية ,أمام هذه المفاجأة قررت ياسمين أن تسمع تبريراته,قالت ثائرة:
-ما ذنبي لأكون طرف في مؤامرتكم القذرة
-أريدك أنتي ...أنا لست معتوها لأتزوج من تخون نفسها,فهي ستخون الجميع ببساطه.
.
ويا للعجب لعاطفة المرأة فأسلوبه الساحر في الحديث والإقناع جعلها تتعامى عن النذر الأليمة التي لاحت في الأفق لقد انهارت مقاومتها فجأة .
*******
بعد مرور سنه على الزواج تجلس ياسمين على نفس المقعد مع زوجها ويرنو عصفور دون أن تلقي بالا إلية ,فشتان بين مشاعرها اليوم ومشاعرها بالأمس وقد اجتاحتها موجة ندم عاتية, أذ كيف لها أن ترفض نداء العقل وعمرها يسعفها أن تنتظر فرصة أخرى غير زوجها الذي بدأ حياته معها بقصة مؤلمة.
تمت
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : ياسمين ونعمان
|
المصدر : الروايات