وكم من معصية بدأت ب...فضول

[راجيه الرضا]

الفُضولُ:
كم من فاحشةٍ ومنكرٍ عظيمٍ بدأ ب(فُضول)
والقويُّ من لم يُطع خاطرة السُّوء، فإنها أول خطوة من خطوات الشيطان.
ومنعُ الفُضُول أيسرُ من تجنُّب تبِعاتِه...
وعلى وجه آخر:
شخصٌ كتبَ على صفحته أن فضولَه دفعَه إلى مشاهدة فيديو لرجلٍ يفعل أمرًا مُنكَرا في بنت صغيرة!
فقال: هموت من الغيظ وعايز أقطّع الراجل دا بأسناني وأخترِع له عذاب ليس له مثيل..
وقال: ياريتني ما شوفت المقطع دا
ياريتني ما شوفته!
**
قلتُ: لا تسمح لفضولك أن يدفعك لرؤية مثل ذلك [ألا يكفي ما تسمعه من تلك الأخبار مُجملًا، حتى تبحث عن التفاصيل ]؟! ولا تقُل :أريد أن أعرف الشرَّ
ليس هذا من معرفة الشرّ
معرفةُ الشرّ: أن تعرف أن الفعل المعين شر وحرامٌ، وتعرف أسبابه. لا أن تتجوَّل في صفحات الحوادث وقنوات الأخبار التي لا تنقل لك إلا الخبائث والفواحش والجرائم، وتُفصّل لك فيها وتبالغ وتزيد (وهي نفسُها تُداري على أعظم الجرائم والمنكرات أو تُخرجها لك تحت مُسمّى الفنّ أو الحضارة أو الحريّة) وتجعلُك تشاهدها وتُصفّق لها!
واعتبرْ بكل ما يمرُ عليك من هذه الأخبار[فهذه من نُذُر الله لعباده، يعتبر بها المؤمنون، ويتسلَّى بها الجاهلون ويعملون عليها حفلة ويُزايدون فيها من الكذب والفَتْي ..ولا يتوبون وهم لا يتذكرون]
واعلمْ رحمة الله بعباده فهو الذي أحاط بكل شيء علما ويرى كل ما يُفعل من محارمه، ويطّلع عليك ويسترك
وتعوّذ بالله من شرور نفسك وسيئات أعمالك
﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (٤٥) ﴾
ولو يعاقب الله الناس ويكافئهم بما عملوا من الذنوب والمعاصي واجترحوا من الآثام ما ترك على ظهرها من دابة تدب عليها
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا


حسين عبد الرازق