معلومات ظبية الإسلام
(((((((( .... وداد.....))))))))
بسم الله الرحمن الرحيم
(((((((( .... وداد.....))))))))
من مذكراتي الخاصة
كل ما هنالك كان يبدو ميتاً كعادته .. أصبحت لا أشتم سوى رائحة الموت وهي تنبعث من وراء تلك المجسمات البيضاء .. لتعلن بأن ثمة طيفٍ للحياة يقبع فوقها ..
وفي ذات الممر الذي بقيت أرتاده لأشهر بعد دخول صغيرتي إلى المشفى .. ظل شعورٌ بالهذيان يتقافز في أعماقي .. فطفلةٌ بجمال صغيرتي لم يعرف الألم طريقاً إلى فؤادها يومـا ً .. وها هي اليوم تقبع أسيرة انهاك الفؤاد
بداءٍ لم نجد له دواءً سوى أنين دعاءٍ لرب العباد
دخلت غرفتها ..
وإذا بها كعادتها تستلقي على جنبها الأيمن .. طفلة لم تتجاوز ربيع عمرها الخامس ..
اشتعلت أشواقي وأنا أتأمل ملامح الجمال في وجه صغيرتي ..
شعرها .. وكأني به عين الليل الأسود .. وبغزارة نجومه .. ونعومة سكونه ..
عيناها بحر من العسل المصفى .. وددت لو أغرق في ذلك البحر .. فلا أنجو منه أبداً ..
وجهها القمري الناصع البياض كبياض اللبن الخالص .. وثغرها الأرجواني الباسم .. حيث تنهار كل معاني اللغة في وصف جماله وحسنه وبهاءه ..
جلست بين يديها .. وهي ترقب مني كل نفس .. بدت مضطربةً ثمرة فؤادي ..
وفي ذات اللحظة .. اهتزت جوانحي .. وأنا أرى حروفاً ضائعة في فمها توشك أن تنطلق لكنها تُلجَم بلجام التردد ..
هتفت بها ..
روح قلبي ..وداد
فداكِ نفسي وأنفاسي ..
مالي أرى بسمتكِ حزينةً اليوم ..
هل قصرت في شيءٍ حبيبتي ..
اقتربت منها .. احتضنتها وأنا أعبث بخصلات شعرها الناعم ..
وأغوص في بحار عيناها الساحرتان ..
وداد
أنا ماما
ما بك يا فؤاد ماما
حدثيني .. لا تشعلي في نفس الماما قلقاً يوشك أن يحيل كل كياني إلى الإحتضار ..
حبيبتي ..
أنا أستمع
ضاعت عيناها في قسمات وجهي .. وبرقة وعذوبة .. وجدت كفيها تستقران عند وجنتي ..
رأيت في عيني ودادي ألماً .. ودمعةً توشك على الإنطلاق .. لينهار كل ما تبقى في نفسي من فرحة ..
قالت ببراءة الطفولة ..
" ماما.. أنا أحبك "
هل حقاً سأموت ؟
تزلزت جوانحي وأنا أستمع إلى مفردات صغيرتي ..
اشتعلت أنفاس الخوف في أعماقي .. ضاعت حروفي .. وارتجت قواميسي ..
احتضنتها بعنف وجنون .. وودت لو تنهار حواجز الجسد لتلتصق روحي بروح صغيرتي الوحيدة ..
خنقتني العبرة تماماً .. لم أسعف نفسي بأي فكرة .. سوى سؤالٍ عبث بشموخ ثباتي .. وأحال ربيع سعادتي إلى خريف أبدي ..
وداد قلبي .. من قال لك بأنك ستموتين ..
حبيبتي ..
أنت حياة ماما .. وروح ماما
بإذن الله ستدخلين المدرسة .. وستعيشين بإذن الرحمن إلى عمرٍ مديد .. وستتخرجين من الجامعة .. وستتزوجين .. وستنجبين كتاكيت رااائعة كمثل جمالك
وساكون أنا جدتهم ..
نظرت إليها .. ومن شدة الألم الذي عصف بفؤادي .. استحالت دموعي إلى ضحكااات ..
ضحكت وأنا أرى في عينيها سعاادة غامرة .. وفرحاً يتقافز .. وكأني أحييت كائناً ميتاً في أعماق وداد روح الماما ..
ارتسمت بسمة ساحرة على ثغر ثمرة روحي وقلب فؤادي وداد
قالت بعدما عادت إلى عينيها السعادة ..
هل حقاً سأكون أماً يا ماما ؟؟
أنـا ؟؟
أمسكت يمين صغيرتي وارتشفت عبق عطرها .. قبلتها مرارًا بين عينيها .. وطبعت أخريات على خديها الموردين ..
ووالله تمنيت أن يتوقف الزمان وأنا أحتضن صغيرتي حتى أرتوي من عناقها ..
قلت لها .. ودادي .. بإذن الله ستكونين أماً رااائعه وستعشقين أبنائك كما أنا أعشقك اليوم .. وستشعرين بما أشعر به الآن نحوك يا روح الماما وأنفاس الماما ..
ابتسمت .. ودادي ..
لكن بسمتها اكتست باللون الرمادي .. كانت تبدو مضطربة متوترة ..
أغمضت عينيها .. كمن يتألم بعنف .. ووضعت كفها الصغير على صدرها ..
إنـــــــه الألم ,, لقد عاد ..
صغيرتي ..
وداد ..
.. ماما
حبيبتي ..
لم أشعر بشيء سوى أصوات أناس تركض بسرعة .. وباب الغرفة يُفتح بعنفٍ .. وكادر طبي كامل يحتشد حول صغيرتي .. وأنا ..
ضائعةٌ في سرب زحام ..
وداد
..
لم أعد أشعر بالزمان ..
أظلمت دنياي .. سوى من صورتك الأخيرة ..
عندما غابت شمس عيناك ..
واعتصر الألم فؤادك الصغير ..
ولم يزل يرن في أذني صوت استنجادك الأخير ..
مــــــامـــــا
لحظتها تمنيت أن يخير للإنسان تسليم روحـه ..
أموت أنا لتعيشي أنتي يا وداد ..
وداد ..
أيا شمساً قد غابت عن حياتي
تمنيت أن يطول بك العمر .. لكن أقدار الحكيم العليم .. سبقت اكتمال ملامحك ..
بقلمي المغترب
2008
(((((((( .... وداد.....))))))))
من مذكراتي الخاصة
كل ما هنالك كان يبدو ميتاً كعادته .. أصبحت لا أشتم سوى رائحة الموت وهي تنبعث من وراء تلك المجسمات البيضاء .. لتعلن بأن ثمة طيفٍ للحياة يقبع فوقها ..
وفي ذات الممر الذي بقيت أرتاده لأشهر بعد دخول صغيرتي إلى المشفى .. ظل شعورٌ بالهذيان يتقافز في أعماقي .. فطفلةٌ بجمال صغيرتي لم يعرف الألم طريقاً إلى فؤادها يومـا ً .. وها هي اليوم تقبع أسيرة انهاك الفؤاد
بداءٍ لم نجد له دواءً سوى أنين دعاءٍ لرب العباد
دخلت غرفتها ..
وإذا بها كعادتها تستلقي على جنبها الأيمن .. طفلة لم تتجاوز ربيع عمرها الخامس ..
اشتعلت أشواقي وأنا أتأمل ملامح الجمال في وجه صغيرتي ..
شعرها .. وكأني به عين الليل الأسود .. وبغزارة نجومه .. ونعومة سكونه ..
عيناها بحر من العسل المصفى .. وددت لو أغرق في ذلك البحر .. فلا أنجو منه أبداً ..
وجهها القمري الناصع البياض كبياض اللبن الخالص .. وثغرها الأرجواني الباسم .. حيث تنهار كل معاني اللغة في وصف جماله وحسنه وبهاءه ..
جلست بين يديها .. وهي ترقب مني كل نفس .. بدت مضطربةً ثمرة فؤادي ..
وفي ذات اللحظة .. اهتزت جوانحي .. وأنا أرى حروفاً ضائعة في فمها توشك أن تنطلق لكنها تُلجَم بلجام التردد ..
هتفت بها ..
روح قلبي ..وداد
فداكِ نفسي وأنفاسي ..
مالي أرى بسمتكِ حزينةً اليوم ..
هل قصرت في شيءٍ حبيبتي ..
اقتربت منها .. احتضنتها وأنا أعبث بخصلات شعرها الناعم ..
وأغوص في بحار عيناها الساحرتان ..
وداد
أنا ماما
ما بك يا فؤاد ماما
حدثيني .. لا تشعلي في نفس الماما قلقاً يوشك أن يحيل كل كياني إلى الإحتضار ..
حبيبتي ..
أنا أستمع
ضاعت عيناها في قسمات وجهي .. وبرقة وعذوبة .. وجدت كفيها تستقران عند وجنتي ..
رأيت في عيني ودادي ألماً .. ودمعةً توشك على الإنطلاق .. لينهار كل ما تبقى في نفسي من فرحة ..
قالت ببراءة الطفولة ..
" ماما.. أنا أحبك "
هل حقاً سأموت ؟
تزلزت جوانحي وأنا أستمع إلى مفردات صغيرتي ..
اشتعلت أنفاس الخوف في أعماقي .. ضاعت حروفي .. وارتجت قواميسي ..
احتضنتها بعنف وجنون .. وودت لو تنهار حواجز الجسد لتلتصق روحي بروح صغيرتي الوحيدة ..
خنقتني العبرة تماماً .. لم أسعف نفسي بأي فكرة .. سوى سؤالٍ عبث بشموخ ثباتي .. وأحال ربيع سعادتي إلى خريف أبدي ..
وداد قلبي .. من قال لك بأنك ستموتين ..
حبيبتي ..
أنت حياة ماما .. وروح ماما
بإذن الله ستدخلين المدرسة .. وستعيشين بإذن الرحمن إلى عمرٍ مديد .. وستتخرجين من الجامعة .. وستتزوجين .. وستنجبين كتاكيت رااائعة كمثل جمالك
وساكون أنا جدتهم ..
نظرت إليها .. ومن شدة الألم الذي عصف بفؤادي .. استحالت دموعي إلى ضحكااات ..
ضحكت وأنا أرى في عينيها سعاادة غامرة .. وفرحاً يتقافز .. وكأني أحييت كائناً ميتاً في أعماق وداد روح الماما ..
ارتسمت بسمة ساحرة على ثغر ثمرة روحي وقلب فؤادي وداد
قالت بعدما عادت إلى عينيها السعادة ..
هل حقاً سأكون أماً يا ماما ؟؟
أنـا ؟؟
أمسكت يمين صغيرتي وارتشفت عبق عطرها .. قبلتها مرارًا بين عينيها .. وطبعت أخريات على خديها الموردين ..
ووالله تمنيت أن يتوقف الزمان وأنا أحتضن صغيرتي حتى أرتوي من عناقها ..
قلت لها .. ودادي .. بإذن الله ستكونين أماً رااائعه وستعشقين أبنائك كما أنا أعشقك اليوم .. وستشعرين بما أشعر به الآن نحوك يا روح الماما وأنفاس الماما ..
ابتسمت .. ودادي ..
لكن بسمتها اكتست باللون الرمادي .. كانت تبدو مضطربة متوترة ..
أغمضت عينيها .. كمن يتألم بعنف .. ووضعت كفها الصغير على صدرها ..
إنـــــــه الألم ,, لقد عاد ..
صغيرتي ..
وداد ..
.. ماما
حبيبتي ..
لم أشعر بشيء سوى أصوات أناس تركض بسرعة .. وباب الغرفة يُفتح بعنفٍ .. وكادر طبي كامل يحتشد حول صغيرتي .. وأنا ..
ضائعةٌ في سرب زحام ..
وداد
..
لم أعد أشعر بالزمان ..
أظلمت دنياي .. سوى من صورتك الأخيرة ..
عندما غابت شمس عيناك ..
واعتصر الألم فؤادك الصغير ..
ولم يزل يرن في أذني صوت استنجادك الأخير ..
مــــــامـــــا
لحظتها تمنيت أن يخير للإنسان تسليم روحـه ..
أموت أنا لتعيشي أنتي يا وداد ..
وداد ..
أيا شمساً قد غابت عن حياتي
تمنيت أن يطول بك العمر .. لكن أقدار الحكيم العليم .. سبقت اكتمال ملامحك ..
بقلمي المغترب
2008
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : (((((((( .... وداد.....))))))))
|
المصدر : الروايات