فلا سلطان للجن ولا للساحر ولاهم يضرون أحدا من العالمين إلا إن قدر الرحمن ذلك على العبد في حياته إلا أن الرحمن جعل لنا حصنا حصينا من آيات كريمة وأدعية مباركة.. وإن فيهم ضعفا كبيرا تجاهها إما يحرقون بها فيرحلون عنك وهو كارهون أو يتوبون فيرحلون عنك وهو نادمون و لا حول لهم ولا قوة فلا ينبغي الخشية منهم فآيات الله كفيلة بإبطال سحرهم وبطردهم من جسد المؤمن شفاءا لروحه وأعضائه بفضل الله..
((إِنَّمَا ذَلِكُمُ
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
سورة آل عمران آية 175)
{
فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
سورة البقرة آية 150
.... لكن أصلح بداية أخي أختي أمرك مع ربك فنحن كل يوم قد نذنب دون دراية منا استصغارا منا للذنب ..لذلك وجب الذكر المستمر والإستغفار اليومي حتى تمحي الحسنة منا سيئة أخرى قوله تعالى"
قال فبعزتك
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود
.................................................
ماذا يقول الشيطان لرب العالمين..قال تعالى عن توعد الشيطان فقال:
لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين) [ص:82ـ 83].
إن أكثر الناس عرضة للسحر والمس والعين المهاجرين للقرآن، الذين يغفلون عن الذكر الله ..وهاهو الشيطان بنفسه قال
: (
إلا عبادك المخلصين أي الموقنين بالله الدائمي الذكر والمتصلين بربهم بكل طرفة عين هو لا يقدر عليهم لأن كلمة الله وذكره سبحانه تجعله يخر على وجهه هاربا من ذلك العبد فارا مادام العبد دائم الإتصال بربه سبحانه..
لذلك فليطمئن كل مسحور ممسوس وليؤمن بالله الشافي وحده ولا يخشى كيد الكائدين فربنا سبحانه يقول لنا
إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) [النحل99، 100]
هذا لتطمئن نفس المؤمن المريض أن ماأصابه القرين والساحر به من أذى لهو أذى ضعيف أمام قدرة الله متبعين للعلاج الذي من الله به علينا من الكتاب والسنة، يكفي أن نتوكل على الله ونستعين به ونوقن أن الله لا يعلى عليه وأن الشفاء بيده وحده، إن سبحانه يقول
مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ
إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
سورة يونس الآية 81
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ
وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) )
سورة طه آية
69
مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ (121)
سورة الأعراف .
.
أَمَّن
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ)
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
سورة يونس الآية 107
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) )
سورة النمل آية 62
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
أفبعد كل هذا لا نوقن ولا نؤمن بأنه هو الشافي المعافي سبحانه خالق الجن والإنس هو أدرى بهم وأقدر عليهم القهار فوق عباده ..فمتى ماوقع هذا الإيمان في قلب العبد كان متهيئا مقبلا لتقبل العلاج موقنا بالشفاء بإذن الله
إن الذي يطلب الهدى منه عز وجل ويسعى لفهم الكتاب وفهم هذه الآيات الكريمة حينها يشفيه يقينه بإذن الله من كل داء بحمد الله.. فالشيطان لا يقدر على الموقنين بالله والذاكرين وقد ورد في السنة عن عدم قدرة الشيطان لضر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإيمانه القوي ويقينه المتين وحزمه في الأمور:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر رضي الله عنه :
يَشْفِينِ))
سورة الشعراء آية
80
إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر ،
مسند الإمام أحمد.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" لكن
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , مَا سَلَكْتَ فَجًّا إلَّا سَلَكَ الشَّيْطَانُ فَجًّا سِوَاهُ " , يَقُولُهُ لِعُمَرَ
صحيح البخاري
إذا سمع الشيطان ذكر الله خنس أي: تأخر وابتعد. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء" رواه مسلم، وقال أيضاً: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ
الوسيط في تفسير القرآن المجيد لأنس بن مالك"
"
لذلك غالبا ما يلتقمنا ظلم الجن وسحر السحرة عندما تصيبنا غفلة عن ذكر الله وقد تمر بنا السنين دون أن نعي ذلك إلى أن يكتب الله لنا الهداية بإذنه في يوم نعي فيه أنه لابد لنا من الرجوع إليه سبحانه والتمسك بحبله الذي لا ينقطع حتى لا يقربنا سحر ساحر ولا عين حاسد ولا مس قرين بإذن الله القوي العزيز
فلا ينفع ذكر الله دون الإيمان به... فمنا من يقرأ القرآن دون أن يفهم معانيه نقرأ دون تركيز حتى إن أفرغنا من سماع القرآن أو قرائته نمر لذنوبنا وضياعنا وتوهاننا كأنه بنا صمم لا طمئنينة ولا شفاء وحينئد يكون العيب في قلوبنا التي طمست بفعل معاصينا.. يقول سبحانه
وَقَالُوا
قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)
سورة البقرة
هذه الآية موجهة للذين كفروا من بني إسرائيل لكنها تشملنا أحيانا عند غفلتنا في مجريات الدنيا والعياذ بالله والله يقول "
في سورة ق
{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } الآية 22
ويقول لنا أيضا سبحانه
فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. [الحج:46
لذلك عندما نغفل عن القرآن والذكر لزمن ما طويل ونتثاقل عن الذكر ونستسلم للمعاصي
نكون فريسة خصبةللشياطين والسحرة كما أن قلوبنا من شدة الغفلة وهجرة الذكر لا تؤثر فيها الرقية الشرعية حتى يتجدد فينا الإيمان بإعلان التوبة الصادقة لتفتح تلك القلوب المغلقة... يقول فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي (فالشكّ لا يشْفي، والظنّ لا يشْفي، والوهم لا يشْفي، والرَّيْب لا يشفي، فلا يشفي إلا اليقين)
تجديد الإيمان والعمل بحق لا إله إلا الله يقينا وقولا وفعلا لإحياء فطرتنا المسلمة التي نغفل عنها كفيلة بشفائنا بإذن الله.. الإيمان بها حق إيمان بأن الله هو الواحد الأحد الذي يرجع إليه كل شىء وبيده كل شىء مالك الملك الذي إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، الدنيا ملكه والآخرة ملكه وإليه المآب
قوله تعالى
( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَالْيَقِينِ ) سورة التكاثر
﴿
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾
سورة القصص
وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾
[
سورة الكهف: الآية 18]
(وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
{ يا قَوْمِ
قَدَرًا مَّقْدُورًا)
(38 سورة الأحزاب
إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)
(يونس : 84
إننا أثناء المرض ككثير من الناس الكثير الكثير ترانا نذهب ذات اليمين وذات الشمال ونستبدل في الشيوخ من شيخ إلى شيخ ..مع أنه لايوجد شيخ قادر على أن يشفي أحدا منا إذا كنا نحن أنفسنا في غفلة عن إيماننا ويقيننا بالله وكتابه وسنة نبيه ....لكن عندما نتدارك حالنا فبإمكاننا لوحدنا تشغيل الرقية في بيوتنا والأفضل قرائتها بأنفسنا ونستحضر في أنفسنا أن الله معنا وأن شر خلقه مجرد ضعاف لا حول لهم ولا قوة أمام عظمة الله الواحد القهار ونصبر حتى نيل الشفاء إن شاء الله
.. إنه ليس الشيخ من يشفي إن يشترط فيه أن يكون من المستقيمين على أمر الله فقط لكن الرقية لها علاقة مع قلب المخلوق... فهي تؤثر في القرين فإما تهديه ويخرج من الجسد طاعة لله أو يتكبر على آيات الله فيصعق بها ويطرد بإذن الله، لكن يبقى الأمر كله في المريض بعدها هل يلتزم بأمر الله أو يتناسى حتى يلتبس من جديد.. فإن أثرت آيات الله على الإنسان المؤمن سارعت بوادر العلاج تظهر عليه بإذن الله وكانت له الحصن الحصين على الدوام وأما إن ركن لشر نفسه وشيطانه ومسه ولم تؤثر فيه آيات الله ، لا هو خشع لكلمات ربه ولاهو أصابته الرهبة فذلك في ضلال بعيد بسبب معاصيه وعليه التضرع إلى الله لهدايته ومزاولة سماع القرآن وقرائته بشكل متواصل حتى يحصن نفسه ويطرد منه جميع الشياطين ويشفى بإذن الله.....
هذه القاعدة الأولى التي علينا تعزيزها في أنفسنا قبل المثول للعلاج كان لابد من توضيحها ... وهو شفاء قلوبنا أولا بعدها ننتقل إلى مرحلة شفاء الأعضاء والأرواح وكل ذلك شفاءا كاملا بعون الله وقدرته ومشيئته سبحانه الشافي المعافي