هام ...حقيقة الحب بين الزوجين وليس صورته

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
261

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
هام ...حقيقة الحب بين الزوجين وليس صورته
جزء كبير من الشعور بالفراغ العاطفي لدى الزوجين أو أحدهما سببه الرئيسي عدم إدراك طبيعة المرحلة التي يمران بها في زواجهما
قد يكون ذلك لطبيعته كشخص رومانسي جدا أو طبيعتها العاطفية المفرطة التي يؤدي وجودهما أو وجود إحداهما إلى حالة من توقف الزمن عند مرحلة معينة..
مرحلة البدايات
اشتعال الشوق وتوهج المشاعر وتألق الكلمات المعبرة عن مضامين العشق والهيام والتي تزينها الهمسات والنظرات وتؤججها الإشارات ولإيماءات

يظل هو، أو تظل هي في حالة من الاحتياج الدائم لهذه الحالة الأولية ويرفض المصاب منهما بهذا النوع من توقف الزمن أن يعترف بأن مفردات الحب ووسائل التعبير عن المشاعر تتغير من زمن إلى آخر وتختلف باختلاف طبائع الناس وشخصياتهم وهمومهم وظروف حياتهم
قد لا يستطيع أحدهما التعبير عن مشاعره بشكل واضح وقد يكون من الإنهاك بمكان يحول بينه وبين إظهارها في كل حال؛ لكن هل يعني ذلك أن تلك المشاعر غير موجودة؟
الإجابة = لا
قطعا لا يشترط التعبير لإثبات الوجود
قد تبدو تلك الإجابة غريبة في زمان جعلت وسائل التواصل كل شيء لابد أن يُنشر ويعبر عنه باستمرار على الملأ
لكنها الحقيقة
التعبير والإظهار والنشر ليس شرطا
ما يشترط حقا لإثبات الوجود هو أمر آخر يختلف عن الكلام الجميل والإيماءات والإشارات والنظرات التي أسرفت الأغاني والأفلام في ربطها بالصورة المثالية المنتظرة للعلاقة بين الزوجين

عند المواقف و المحكات تظهر المشاعر الحقيقية

يظهر الاشتياق عند الابتعاد
وتظهر اللهفة عند وقوع المفارقة أو احتمال وقوعها
مرضت زوجه فلم يترك سببا من أسباب الطب إلا طرقه وصار جل دعائه ومناجاته لربه بتعجيل شفاءها
ألمَّت بزوجها ضائقة مالية فلم تنتظر أن يطلب وإنما سارعت بالوقوف إلى جواره وإعانته بكل ما تملك
أهما حقا ليسا متحابين؟
أيحتاج كل منهما لكثير من الكلام والصور المتكلفة لبيان حقيقة مشاعرهما أم أن مثل هذه المواقف كافية لإثبات وجود ذلك الحب
هل سيكون أحدهما سعيدا بطرف آخر رومانسي لا يترك مناسبة للتسبيل ودبج الكلام الجميل إلا سارع إليها لكنه لا يجده جواره عند الاحتياج الحقيقي ولا يشعر أنه سند له
بالطبع وجود الأمرين معا = حسن
والكلام الطيب مهم جدا
لكن لابد من اعتبار تباين المراحل والقدرات
بل حتى تباين المشاعر وقدرها

"إن أقل البيوت الذي يبنى على الحب"

هكذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهكذا يحطم بكلماته العاقلة الواعية تلك الأسطورة التي يصرون على حبس الزواج في سجنها الذهبي البراق
أسطورة تصلح فقط لكلمات أشعار ومنشورات مزينة أو سيناريوهات درامية مفتعلة
أما البيوت فإنما تبنى على ذلك الذي يكمل بيانه الفاروق رضي الله عنه:

"ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان"

الإسلام وحقوقه وواجباته
والإحسان الذي كتبه الله على كل شيء

حتى إن لم تكن جذوة الحب دائمة الاشتعال
بل حتى إن خبت
بل لو زالت بالكلية
هي في النهاية رزق
"إني قد رُزِقْتُ حُبَّها"
قال تلك العبارة نبيكم صلى الله عليه وسلم عن زوجه وأمِّنا؛ السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.
قالها مبينا حقيقة كون الحب رزق من الرزاق
ولا حيلة في الرزق كما لا شفاعة في الموت

لأجل ذلك لم يكن هو عماد قيام البيوت وحده
"فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" [سورة النساء 19]
تأمل اللفظ جيدا
كَرِهْتُمُوهُنَّ
ليس فقط غاب الحب ولكن حضر نقيضه
رغم ذلك أكد خالق يعلم من خلق أن الخير لم يغب
بل الخير الكثير
وعماد ذلك جملة سبقت
بل أمر إلهي حاسم
أمر بالمعروف
" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
على ذلك تقوم البيوت وتتكامل منظومتها

ومن هنا تأتي المشاركة

تلك الصفة التي هي من أفضل الصفات التي يمكن أن يجدها زوج في زوجه بعد دينها وخلقها
والعكس
الشعور بالمشاركة
الكيان الواحد
المنظومة المتكاملة التي يقيمانها سويا

أن تشعر المرأة أنها فعلا جزء من تلك الحياة الزوجية، وأنها مسؤولة مع زوجها عن كل تفاصيل تلك الحياة وحريصة على كل جزئياتها

جزء لا يستهان به مما شهدت من بيوت تهدمت أركانها كان بسبب غياب ذلك الشعور واختفاء تلك القيمة واستبدالها بشعور الزوجة أنها ضيفة وينبغي أن تعامل معاملة الضيف مما يشكل نوعا من العبء الدائم على الزوج ماديا ومعنويا وذلك الأخير أشق وأقسى
أو أن يصر هو في المقابل على المنِّ والأذى والإشعار المستمر قولا وفعلا أنه يتفضل ويتكرم أو أنه مضطر مكره
وأن يحرص كل منهما على إظهار تقصير الآخر في جانب التعبير أو يتحسر على تلك المرحلة التي ذهبت أدراج الرياح
مرحلة البدايات
وفي نفس كل منهما حسرة ألا يجد في صحراء ما كان يسمى يوما بيتا = تلك الصورة زاهية الألوان التي يحرص البعض على تلقينها الناس

صورة الحب
وليست حقيقته

د.محمد علي يوسف
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه