معلومات تومة الامورة
من مذكرات عروس
1/4/2008
لازلت اتذكر هذا اليوم بكل تفاصيله ..ربما لانه مازال حديثا..وربما لانني مازلت اتشبت بكل جزء منه وارفض ان يغادر ذاكرتي..كنت سعيدة جدا يومها..سعيدة لدرجة لم اعهدها يوما..استيقظت مبكرا بعد نوم قصير ولكنه عميق..فقد كانت الليلة السابقة حافلة جدا..كانت ليلة حنتي ..وقد عدت منهكة من القاعة التي اقيمت بها حفلة الحنة ..عدت الي بيتنا الملئ بضجيج الاقارب ورائحة الحنة والبخور..
اتذكر اني ليلتها سهرت الي ما بعد الفجر وانا اتكلم مع زوجي على الهاتف..كان لتلك المكالمة طعم آخر..مع انني اعتدت ان اتكلم معه كل ليلة طوال سنوات خطبتنا..لكن تلك الليلة كان كل شيء مختلفا...فغدا سانتقل لبيته وسنحيا معا ماقدر لنا الله ان نحياه..
نمت وانا في قمة النشوة والسعادة تملأ كل ثنايا قلبي..
استيقظت صباحا بكل نشاط ..فاليوم هو اليوم المنتظر..لم اسمح لآي شيء ان ينغص عليا فرحتي..لم اكترث كثيرا لتفاصيل الحفل ولم اهتم بأي شيء سوي انني اخيرا ساكون معه ..تركت كل شيء لامي وذهبت الي المكان الذي سيتم تجهيزي فيه..
مرت الساعات والدقائق وانا قلبي يكاد يطير من بين اضلعي لا ادري أكان توترا ام قلقا..لكنني حتما كنت سعيدة لابعد حد..
حانت اللحظة الحاسمة وانطلقت بيا السيارة الي قاعة الحفل..كانت هذه القاعة هي الشيء الوحيد من اختياري من بين كل تفاصيل العرس..لانني اردت مكانا افرح بتذكر نفسي فيه ..وسبحان الله كانت هذه القاعة تجسيدا لكل ما حلمت به..كانت فخمة وكلاسكية ..ليست مبهرجة بل ان كل مافيها كان ينم عن الرقي ..
دخلت الي القاعة على انغام اغنية ماجدة الرومي التي لا اتذكر اسمها الآن .دخلت وحدي في المرة الاولي..وانا اكاد اذوب خجلا واعين الحضور تتأملني ..احسست بأن الممر يزداد طولا كلما مشيت فيه..
واخيرا وصلت والكل يتابع في صمت على الشاشة التي تظهر كل تحركاتي وقد زاد كل هذا من ارتباكي..
وصلت اخيرا الي الكوشة وانطلقت الزغاريد ..ولمحت امي وهي تبكي وتحاول ان تبتعد عني كي لا اراها وابكي بدوري..لكنني رايتها وقاومت دموعي بشدة ..فأنا ابنتها البكر واول فرحتها ومن الصعب عليا وعليها ان اغادرها الي بيت آخر..
جلست على الكوشة وانطلق فريق التصوير في عمله منهمرا عليا بوابل من الصور لدرجة اني فقدت الاحساس بالوقت..
جلست وانا اعد الثواني منتظرة زوجي ..كنت اريده ان يراني ..وارغب بشدة في رؤيته فلم اره منذ عدة اشهر وانا التي تعودت رؤيته كل اسبوع ..
فاتت فقرات الحفل بسرعة ..قاومت دموعي خلالها باستماتة خصوصا حين تم عرض الفيلم الذي تم اعداده عن حياتي ..
واخيرا حانت اللحظة ..اتصل عريسي واخبرني انه ينتظرني في الخارج ..خرجت بسرعة وفي هذه المرة كان الممر اقصر بكثير..رأيت عريسي في الغرفة المخصصة لنا في القاعة..كان وسيما جدا ..لدرجة اني كنت سأبكي من الفرح..هو ايضا ابدي اعجابه بي..اخبرني انه لم يميزني الا بفستان الفرح لكثرة التغيير الذي طرأ علي..اتذكر اننا ضحكنا كثيرا ونحن نخضع لجلسة اخري مبرحة من التصوير..لكنها حقا كانت لحظات مرحة جدا ..
خرجنا من القاعة وسط دموع اهلي واقاربي..حتي اطفال العائلة لم يتمكنو من مقاومة دموعهم فقد كنت محبوبة العائلة ..لكنني صمدت ..كلما تذكرت اني اخيرا سأبقي مع حبيبي وزوجي افرح واقاوم البكاء..
ركبت بجانبه في السيارة وانا ارتجف توترا..ورائحة عطره لم تفارق ذاكرتي الي الآن..
ركبنا من الخلف وكان ممسكا بيدي طوال الطريق..
من عادات بلدي في الافراح ان نتجه الي بيت اهله بعد انتهاء حفلتي..ليتم زفه اليا مرة اخري..
وهكذا تمت الامور..دخلت الي بيت اهله وسط ضجيج ابواق السيارات واصوات الزغاريد ..وابتعد عني ليذهب الي زفة الرجال..دخلت وحدي والتوتر يتآكلني..اكتشفت الآن انني دخلت الي عالم آخر والي عائلة جديدة..
غربة عارمة اجتحاتني لدرجة ان دموعي انهارت وحاولت اخفائها بصعوبة..
كنت اري اناسا لم اراهم من قبل ..لم اميز منهم سوي ام زوجي واخواته وهم ايضاغرب بالنسبة لي..حسب تقاليدنا فامي لم تذهب معي الي بيت اهل زوجي..بل ذهبت معي بضع من نساء عائلتنا..لكنني حينها كنت حقا احتاج لامي واخواتي..
كنت اري هذا العالم الجديد الذي دخلته ..ويزداد خوفي شيئا فشيئا..فقد صرت امراة الآن وودعت عالم البنات الي الابد..صرت مسؤلة اكثر عن تصرفاتي..
احسست بأني تحت المجهر وكل هذه الوجوه تتأملني ..وانا اكاد انفجر في بكاء طويل..
واخيرا دخل زوجي احسست بدخوله بالامان مرة اخري ..جلس بجانبي واخذ يعرفني الي اهله..وامسك بيدي بقوة حتي صرت احس باني في مكاني وفي وطني وباني لست غريبة بينهم اطلاقا..
واخيرا انتهي الحفل واوصلونا الي عش الزوجية..وقد كنت قد اتفقت مع زوجي بأن ليلة البناء ستكون في بيتنا وليس في احد الفنادق..
وللحديث بقية..
لازلت اتذكر هذا اليوم بكل تفاصيله ..ربما لانه مازال حديثا..وربما لانني مازلت اتشبت بكل جزء منه وارفض ان يغادر ذاكرتي..كنت سعيدة جدا يومها..سعيدة لدرجة لم اعهدها يوما..استيقظت مبكرا بعد نوم قصير ولكنه عميق..فقد كانت الليلة السابقة حافلة جدا..كانت ليلة حنتي ..وقد عدت منهكة من القاعة التي اقيمت بها حفلة الحنة ..عدت الي بيتنا الملئ بضجيج الاقارب ورائحة الحنة والبخور..
اتذكر اني ليلتها سهرت الي ما بعد الفجر وانا اتكلم مع زوجي على الهاتف..كان لتلك المكالمة طعم آخر..مع انني اعتدت ان اتكلم معه كل ليلة طوال سنوات خطبتنا..لكن تلك الليلة كان كل شيء مختلفا...فغدا سانتقل لبيته وسنحيا معا ماقدر لنا الله ان نحياه..
نمت وانا في قمة النشوة والسعادة تملأ كل ثنايا قلبي..
استيقظت صباحا بكل نشاط ..فاليوم هو اليوم المنتظر..لم اسمح لآي شيء ان ينغص عليا فرحتي..لم اكترث كثيرا لتفاصيل الحفل ولم اهتم بأي شيء سوي انني اخيرا ساكون معه ..تركت كل شيء لامي وذهبت الي المكان الذي سيتم تجهيزي فيه..
مرت الساعات والدقائق وانا قلبي يكاد يطير من بين اضلعي لا ادري أكان توترا ام قلقا..لكنني حتما كنت سعيدة لابعد حد..
حانت اللحظة الحاسمة وانطلقت بيا السيارة الي قاعة الحفل..كانت هذه القاعة هي الشيء الوحيد من اختياري من بين كل تفاصيل العرس..لانني اردت مكانا افرح بتذكر نفسي فيه ..وسبحان الله كانت هذه القاعة تجسيدا لكل ما حلمت به..كانت فخمة وكلاسكية ..ليست مبهرجة بل ان كل مافيها كان ينم عن الرقي ..
دخلت الي القاعة على انغام اغنية ماجدة الرومي التي لا اتذكر اسمها الآن .دخلت وحدي في المرة الاولي..وانا اكاد اذوب خجلا واعين الحضور تتأملني ..احسست بأن الممر يزداد طولا كلما مشيت فيه..
واخيرا وصلت والكل يتابع في صمت على الشاشة التي تظهر كل تحركاتي وقد زاد كل هذا من ارتباكي..
وصلت اخيرا الي الكوشة وانطلقت الزغاريد ..ولمحت امي وهي تبكي وتحاول ان تبتعد عني كي لا اراها وابكي بدوري..لكنني رايتها وقاومت دموعي بشدة ..فأنا ابنتها البكر واول فرحتها ومن الصعب عليا وعليها ان اغادرها الي بيت آخر..
جلست على الكوشة وانطلق فريق التصوير في عمله منهمرا عليا بوابل من الصور لدرجة اني فقدت الاحساس بالوقت..
جلست وانا اعد الثواني منتظرة زوجي ..كنت اريده ان يراني ..وارغب بشدة في رؤيته فلم اره منذ عدة اشهر وانا التي تعودت رؤيته كل اسبوع ..
فاتت فقرات الحفل بسرعة ..قاومت دموعي خلالها باستماتة خصوصا حين تم عرض الفيلم الذي تم اعداده عن حياتي ..
واخيرا حانت اللحظة ..اتصل عريسي واخبرني انه ينتظرني في الخارج ..خرجت بسرعة وفي هذه المرة كان الممر اقصر بكثير..رأيت عريسي في الغرفة المخصصة لنا في القاعة..كان وسيما جدا ..لدرجة اني كنت سأبكي من الفرح..هو ايضا ابدي اعجابه بي..اخبرني انه لم يميزني الا بفستان الفرح لكثرة التغيير الذي طرأ علي..اتذكر اننا ضحكنا كثيرا ونحن نخضع لجلسة اخري مبرحة من التصوير..لكنها حقا كانت لحظات مرحة جدا ..
خرجنا من القاعة وسط دموع اهلي واقاربي..حتي اطفال العائلة لم يتمكنو من مقاومة دموعهم فقد كنت محبوبة العائلة ..لكنني صمدت ..كلما تذكرت اني اخيرا سأبقي مع حبيبي وزوجي افرح واقاوم البكاء..
ركبت بجانبه في السيارة وانا ارتجف توترا..ورائحة عطره لم تفارق ذاكرتي الي الآن..
ركبنا من الخلف وكان ممسكا بيدي طوال الطريق..
من عادات بلدي في الافراح ان نتجه الي بيت اهله بعد انتهاء حفلتي..ليتم زفه اليا مرة اخري..
وهكذا تمت الامور..دخلت الي بيت اهله وسط ضجيج ابواق السيارات واصوات الزغاريد ..وابتعد عني ليذهب الي زفة الرجال..دخلت وحدي والتوتر يتآكلني..اكتشفت الآن انني دخلت الي عالم آخر والي عائلة جديدة..
غربة عارمة اجتحاتني لدرجة ان دموعي انهارت وحاولت اخفائها بصعوبة..
كنت اري اناسا لم اراهم من قبل ..لم اميز منهم سوي ام زوجي واخواته وهم ايضاغرب بالنسبة لي..حسب تقاليدنا فامي لم تذهب معي الي بيت اهل زوجي..بل ذهبت معي بضع من نساء عائلتنا..لكنني حينها كنت حقا احتاج لامي واخواتي..
كنت اري هذا العالم الجديد الذي دخلته ..ويزداد خوفي شيئا فشيئا..فقد صرت امراة الآن وودعت عالم البنات الي الابد..صرت مسؤلة اكثر عن تصرفاتي..
احسست بأني تحت المجهر وكل هذه الوجوه تتأملني ..وانا اكاد انفجر في بكاء طويل..
واخيرا دخل زوجي احسست بدخوله بالامان مرة اخري ..جلس بجانبي واخذ يعرفني الي اهله..وامسك بيدي بقوة حتي صرت احس باني في مكاني وفي وطني وباني لست غريبة بينهم اطلاقا..
واخيرا انتهي الحفل واوصلونا الي عش الزوجية..وقد كنت قد اتفقت مع زوجي بأن ليلة البناء ستكون في بيتنا وليس في احد الفنادق..
وللحديث بقية..
اسم الموضوع : من مذكرات عروس
|
المصدر : دفاتر اليوميات