معركة الفِراض 12هـ...

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
250

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,545
مستوى التفاعل
9,643
النقاط
113
معركة الفِراض 12هـ...
معركة الفِراض 12هـ
............................
اندفع المسلمون كالسيل الجارف بقيادة خالد بن الوليد رضى الله عنه فانتزعوا العراقَ من الفُرس فى أشهرٍ معدودةٍ، وفزعتْ الرومُ وغضبوا وأخذتْهم الحميَّةُ عندما وصل الفاتحون إلى تخوم مملكتهم بالشام، فمنطقة الفِراض هى الحدود الجامعة للشام والعراق والجزيرة الفُراتية وكانت تُمثل حجابا يحجز بين قوّتى العالم وقتها الفُرس والروم، دقَّ ناقوسُ الخطر فأسرعت القوى العالمية بعقدِ تحالُفٍ ثلاثيٍ بين الروم والفُرس والقبائل العربية المتنصِّرة مثل إياد وتغلب والنمر وبكر وتنوخ لوقف تقدم المسلمين وإنهاء خطرهم بالعراق والشام،
أعدَّ التحالفُ الكُفرى جيشا جرّارا من 150 ألف مقاتل، ووصلت أنباء الاستعدادات إلى سيدنا خالد الذى كان معسكِرا بجيشه البالغ 20 ألفا بمنطقة الفِراض وظهره إلى الصحراء فقرر انتظارَهم والاصطدام بهم عند الفراض حيث كان مقيما هناك منذ شهر رمضان، وأرادوا أن يستدرجوا المسلمين إلى خطأٍ عسكرى فقالوا لخالد: إما أن تعبرَ إلينا الفراتَ أو نعبرَ لكم نحنُ فقال لهم: بل اعبروا أنتم (حتى لا يحاصروه فى مكانٍ ضيّق ونهر الفرات فى ظهره) قالوا له: فتنحّوا حتى نعبرَ، فقال خالد: لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منّا، فقالت الفُرسُ والروم: «احتسبوا مُلكَكم، هذا رجلٌ يقاتل على دينٍ وله عقلٌ وعِلم، والله ليُنصَرَنَّ ولنُخْذَلَنَّ!»
فى منتصف ذى القعدة 12هـ اكتمل عبورُ الجيوش المتحالفة، واغترّ الأعداءُ بجحافلهم وقالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان مِن حَسنٍ أو قبيحٍ مِن أيّنا يجيء ففعلوا، وانقضَّ عليهم المسلمون كالأُسود الجائعة فاضطربت صفوفُهم خاصة وأنهم خليطٌ من أعداء الأمس (الروم والفُرس) وأمرَ خالد بتشديد الهجوم فانفرط عِقدُ جيوش الحلفاء الثلاثة وأخذتْهم السيوف من كل مكانٍ حتى بلغ عدد قتلاهم مائة ألف،
أقام خالد بعد ذلك بالفِراض 10 أيام ثم أمر بالعودة إلى "الحِيرة" يوم 25 ذى القعدة، وأمر عاصمَ بن عمرو أن يسير فى المقدِّمة، وأمر شجرة بن الأعز أن يسير في الساقة، وأظهر خالد أنه يسير فى مؤخرة الجيش لكنه اصطحب عددا من أصحابه المقربين وسار باتجاه المسجد الحرام بمكة فى طريقٍ لم يسلكه أحدٌ قبله قط، فجعل يسير بغير دليلٍ حتى انتهى إلى مكة فأدرك الحجَّ فى هذه السنة وعاد فأدرك مؤخرة الجيش قبل أن يصلوا إلى "الحِيرة" ولم يعلمْ من جيشُ المسلمين بحجِّ خالد هذه السنة إلا القليل،
علم الخليفةُ أبو بكرٍ الصديق بذلك بعدما رجع الحُجاج إلى المدينة فبعث يعتِبُ عليه لكنه غفرها له قائلا: «فليهنِكَ أبا سليمان النيةُ والحظوة، فأَتْمِمْ يتممِ اللهُ لك، ولا يدخلنَّك عُجْب فتخسر وتُخذَل، وإياك أن تدلَّ بعمل فإن الله له المَنُّ وهو وليُ الجزاءِ» وكانت هذه المعركةُ الكبيرة التى لم تشتهر في التاريخ الإسلامى آخرَ معارك خالد بالعراق ثم انتقل بعد ذلك إلى الشام فى رحلةٍ أخرى عجيبة لم يسجّل التاريخُ مثلها لجيشٍ عبْر الصحراءِ

رياض حسن
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه