معلومات libanaise
مشاركتي في مسابقة افضل قصة قصيرة في العنف الاسري (أشلاء لعب)
أشلاء لعب
حين يبتعد العباد عن ربهم .. ويغرقون في وحل المعاصي ,يتيهون عن الصراط المستقيم يتخبطون في ملذات دنيا لن تدوم لهم فضلا عن غيرهم , فتقسو القلوب التي لا تذكر خالقها .. ولا تطمئن .
فتصبح الحياة جحيمًا .. فوا حسرتاه عليهم .. لادنيا لهم ولا آخرة
............
هذه هي حال سلمى التي نسيت ان الدنيا دار ممر لا مقر وان حظها السيئ وزوجها الخائن الذي يعود كل ليلة تفوح منه رائحة الفساد والذنوب .. ليس إلا بلاء من الله وكفارة للذنوب ..وان قست عليها الدنيا وناسها وجارت .. لا ينبغي لها ان تشبع ورداتها هدى واحلام بدورها جورا وظلما ضربا وإهمالا ..
اعتادت الطفلتين وبرغم من صغر سنهما نوبات غضب سلمى الشبه يومية .. واصبحن يعرفن من شكلها اليائس المحبط الباكي .. ان موعدهم مع الألم قد اقترب فيحضرون أجسادهم النحيلة التي حفرت عليها آثار والدة فقدت غرزيتها العطوفة الحنونة .. وتمسكت بمقولة فاقد الشيئ لا يعطيه .. هذه المقولة الشيطانية .. فحرمت بناتها من كل ما حرمها منه زوجها .. حرمتهم الاستقرار .. بضربهم على كل صغيرة او كبيرة .. بخطئ او بدونه .. منعت عنهم مباهج الطفولة من مرح ونزهات وحلويات .. شوهت اجسامهم كما شوه الزوج حياتها .. وقلبها .. تمسكت بعقدة المظلومية التي تعاني منها .. فبررت لنفسها ظلم الآخرين .. ولا شك ان فصول حكايتها تسطر كل يوم مشهد عنف جديد ..
استبقظت في يوم عطلة .. وكالعادة لم تجد زوجها في المنزل .. وقفت امام المرآة تسرح الشعر الذي غزاه الشيب بسرعة رغم انها على اعتاب الثلاثين .. امتعضت من مظهرها اليائس .. مر شريط حياتها الكئيب امام ناظريها هلت الدموع وتتدحرجت على الوجه الذي خط الألم فيه خطوطا وتعاريج .. نظرت حولها فرأت غرفة ذبلت ألوانها .. وهي ما تزال ترثي حالها سمعت صوت احلام تبكي بشدة وهدى الكبرى تصرخ عليها .. توجهت بتثاقل الى غرفة بناتها وقفت بعيدة تشاهد ما يحدث ..
أحلام تقطع اللعب.. وتمزق ثيابهم .. تفقؤ عين إحداها .. وتصرخ في دب من الفرو .. لا طعام اليوم .. هذا قصاص لأنك أيقظتني من النوم .. وتشد لعبة اخرى من أذنها .. لا ثياب جديدة للعيد .. فهمت أيتها الغبية .. كم مرة قلت لك لا تعبثي بالهاتف .. وانت ايتها القبيحة كم اكرهك وتشير الى سمكة اسفنجية معلقة على الحائط .. وتعاود ضرب اللعب في الأرض وتكسير ما أمكن تكسيره وتنهرها هدى وتحاول منعها .. فتصرخ فيها .. لست انا .. لست انا إنها امي من تفعل هكذا .. أمي تحبس لولو الباربي في الحمام .. في الظلام فتخاف وتبكي .. أمي تقص شعر "البيسي" لتصبح كالصبي .. امي من ترسل لعبتي أسمى للمدرسة بدون طعام .. امي امي امي .. هنا تسمع الفتاتان صوت قوي لشيئ وقع أرضًا مع أنة و"لاا".. فتركضان باتجاه الوالدة التي هالها المشهد التمثلي لأحلام والذي يروي كل ما فعلته معهما , فسقطت مغشيا عليها .. لم تتحمل الحقيقة .. حقيقة أنها ليست الأم التي تمكث الجنة تحت قدميها.. بل إنها المرأة التي ستساق من قدميها لترمى في النار لظلمها وجورها.. لنسيانها ان رب العباد سيحاسب الجميع في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا زوج خائن جائر .. ستسأل عن إجرامها بحق هاتين البريئتين فماذا سترى سيكون الجواب .. زوجي ظلمني ..! ومن شرع ان المظلوم يحق له ان يظلم ..
خافت الفتاتين .. وحضنتا والدتهما .. رغم كل القسوة .. فقلوب الأطفال الطاهرة النقية لا تقوى على الحقد الذي يعشش في قلوبنا نحن الكبار .. أحلام ..تناجي والدتها ارجوك لا تموتي .. انا احبك .. صدقيني لن أزعجك بعد الآن كنت أمزح كنت أمزح اانااا احبك ماما .. ماما .. وتركض هدى في هذه الأثناء لتجلب قارورة المياه وتصبها دفعة واحدة على رأس سلمى .. التي تحاول ان تقوم .. وتضم ابنتاها .. وتقول لهما .. سامحاني .. سامحاني ..سامحاني
استغفرت ربها وعاهدته .. ان تحيا لأجل الوردتين الجملتين اللتان من بهما عليها .. وتمضي بقية حياتها طلبا لمغفرته .. وسعيا لرضاه .. وان تكف عن تحويل طفلتيها إلى أشلاء
كأشلاء اللعب ...
تمت...
اسم الموضوع : مشاركتي في مسابقة افضل قصة قصيرة في العنف الاسري (أشلاء لعب)
|
المصدر : الروايات