الملكة
New member
- إنضم
- 30 سبتمبر 2006
- المشاركات
- 300
مرحلة المراهقة:
فترة المراهقة مقرونة بالعديد من المعاني السلبية, إذ أنها وصفت بالمرحلة الصعبة, العاصفة, مرحلة التمرد, مرحلة الأزمات المتتالية.... وهذه النظرة الشائعة في معظم المجتمعات تعود إلى القرن الثامن عشر, حيث نرى في كتابات الفلاسفة آنذاك, وأشهرهم "جان جاك رو سو", وصفاً حاداً جداً لمرحلة المراهقة ولشخصية المراهق, وعلى سبيل المثال نذكر بعض التعابير الواردة على لسان "روسو" في هذا الإطار:
-مثل هدير الأمواج الذي يسبق العاصفة, هكذا تأتي همسات العواصف المتصاعدة لتنذرنا بالخطر الآتي. التغيرات المزاجية, نوبات الغضب المتكاثرة, التقلبات الذهنية المستمرة تجعل الولد خارج سيطرتنا, لذلك يجب أن تضع يدك على الحزام قبل أن تفقد كل شيء.
هذا الوصف نفسه امتدَّ حتى القرن العشرين حيث نقرأ مثلاً في بعض الكتابات حول الموضوع, أن المراهقة هي فترة تدفق العواطف الغريزية, وأنها تتميز بتقلبات حادة, ولكن أيضاً عجّ القرن العشرين بالدراسات العلمية التي أقيمت على أعداد هائلة من المراهقين, والتي برهنت أن النظريات التي طرحت آنفاً فيها الكثير من المبالغة, إذ أنها لا تأخذ العوامل البيئية والاجتماعية بعين الاعتبار, مركزة فقط على العوامل الشخصية والبيولوجية والنفسية.
هذا وقد أتت " مارغريت ميد", وهي باحثة أميركية شهيرة في علم الأنـتـروبولوجيا, باستنتاج يؤكد أهمية المحيط الذي يتفاعل معه المراهق, فرأت "ميد" انه كلما كان المجتمع منفتحاً وأقل تشنجاً, كانت فترة المراهقة خالية من الضغوطات والتقلبات المزعجة.
إن الفترة الزمنية التي تسمى بالمراهقة تختلف من حضارة إلى حضارة, ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة جداً, ولكن في معظم البلدان تكون طويلة جداً لدرجة أن الخبراء قسموها إلى مراحل هي :
- مرحلة المراهقة الأولى, من عمر 11 سنة إلى 14 سنة, وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
- مرحلة المراهقة الوسطى, من عمر 14 سنة إلى 18 سنة, وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
- مرحلة المراهقة المتأخرة, من عمر 18 سنة إلى 21 سنة, حيث يصبح الشاب أو الصبية إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
بالإضافة إلى التحولات البيولوجية خلال المراهقة والنضوج الجنسي هناك تأثير البلوغ على النفسية فإن التحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية.
وهناك دراسات كثيرة تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين, فالمستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة مرتبطة بتفاعلات مزاجية كبيرة على شكل الغضب والإثارة وحدة الطبع عند الصبيان, والغضب والاكتئاب عند البنات, بين أعمار التسعة والأربع عشرة سنة.
إن لهذه التقلبات المزاجية عند المراهقين علاقة وطيدة مع الظرف الاجتماعي الذي يتواجد فيه الإنسان, فمثلا ً نلاحظ أن المزاج الإيجابي مرتبط مع الأصدقاء, وممارسة الهوايات المحببة والنشاطـات الترفيهية اللامنهجية. أما المزاج السلبي فنلاحظه عندما يكون المراهق ضمن أطر منتظمة مغلقة مثل الصف, وموقع العمل, والزيارات إلى الأقرباء.......
الكل يعلم أن فترة المراهقة تشهد ازدياداً في الاحتكاكات المتشنجة والمشحونة بين الأولاد والوالدين مرفقة بشعور بالبعد عند كل من الفريقين. هذا التباعد العاطفي الذي يشعر به المراهق حيال أهله قد يكون بديلا ً للتباعد أو الانفصال الجسدي عن الأهل الذي لا يستطيع المراهق تنفيذه, لأنه – بالرغم من نضوجه الجنسي – لا يزال يتكل عليهم مادياً واقتصادياً.
هذا وتلعب القدرات الفكرية الجديدة عند المراهقين دوراً مهماً في تزايد التوتر داخل الأسرة.
من خلال هذا العرض السريع عن التغيرات والتبدلات التي يعيشها كل ولد في سن المراهقة سأدخل في صلب الحديث عن علاقة الأهل مع الأخ المجروح عقلياً في سن المراهقة.
هذا ولا نستطيع فصل علاقة الأهل مع ولدهم في سن المراهقة عن السنين السابقة والعلاقة هي هي وتبدأ منذ تكوين الولد في بطن أمِّه. هناك أمهات كثر يتكلمن مع طفلهم وهو في أحشائهم وحتى الأب عند المساء يقترب ويلمس نبض المولود الجديد والتحدث عنه مع زوجته, وهذه العلاقة تنجرح وتصطدم بمحنة كبيرة عند الولادة ومعرفة بأن الولد عنده جرح في ذكائه أو عنده إعاقة عقلية ومن هنا المسيرة تبدأ:
- مسيرة القبول لهذا الوضع وقبول الطفل مثلما هو.
- مسيرة التكيف مع وضعه, والتعرف على مسيرة تطوراته البيولوجية والجسدية والنفسية.
فترة المراهقة مقرونة بالعديد من المعاني السلبية, إذ أنها وصفت بالمرحلة الصعبة, العاصفة, مرحلة التمرد, مرحلة الأزمات المتتالية.... وهذه النظرة الشائعة في معظم المجتمعات تعود إلى القرن الثامن عشر, حيث نرى في كتابات الفلاسفة آنذاك, وأشهرهم "جان جاك رو سو", وصفاً حاداً جداً لمرحلة المراهقة ولشخصية المراهق, وعلى سبيل المثال نذكر بعض التعابير الواردة على لسان "روسو" في هذا الإطار:
-مثل هدير الأمواج الذي يسبق العاصفة, هكذا تأتي همسات العواصف المتصاعدة لتنذرنا بالخطر الآتي. التغيرات المزاجية, نوبات الغضب المتكاثرة, التقلبات الذهنية المستمرة تجعل الولد خارج سيطرتنا, لذلك يجب أن تضع يدك على الحزام قبل أن تفقد كل شيء.
هذا الوصف نفسه امتدَّ حتى القرن العشرين حيث نقرأ مثلاً في بعض الكتابات حول الموضوع, أن المراهقة هي فترة تدفق العواطف الغريزية, وأنها تتميز بتقلبات حادة, ولكن أيضاً عجّ القرن العشرين بالدراسات العلمية التي أقيمت على أعداد هائلة من المراهقين, والتي برهنت أن النظريات التي طرحت آنفاً فيها الكثير من المبالغة, إذ أنها لا تأخذ العوامل البيئية والاجتماعية بعين الاعتبار, مركزة فقط على العوامل الشخصية والبيولوجية والنفسية.
هذا وقد أتت " مارغريت ميد", وهي باحثة أميركية شهيرة في علم الأنـتـروبولوجيا, باستنتاج يؤكد أهمية المحيط الذي يتفاعل معه المراهق, فرأت "ميد" انه كلما كان المجتمع منفتحاً وأقل تشنجاً, كانت فترة المراهقة خالية من الضغوطات والتقلبات المزعجة.
إن الفترة الزمنية التي تسمى بالمراهقة تختلف من حضارة إلى حضارة, ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة جداً, ولكن في معظم البلدان تكون طويلة جداً لدرجة أن الخبراء قسموها إلى مراحل هي :
- مرحلة المراهقة الأولى, من عمر 11 سنة إلى 14 سنة, وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
- مرحلة المراهقة الوسطى, من عمر 14 سنة إلى 18 سنة, وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
- مرحلة المراهقة المتأخرة, من عمر 18 سنة إلى 21 سنة, حيث يصبح الشاب أو الصبية إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
بالإضافة إلى التحولات البيولوجية خلال المراهقة والنضوج الجنسي هناك تأثير البلوغ على النفسية فإن التحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية.
وهناك دراسات كثيرة تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين, فالمستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة مرتبطة بتفاعلات مزاجية كبيرة على شكل الغضب والإثارة وحدة الطبع عند الصبيان, والغضب والاكتئاب عند البنات, بين أعمار التسعة والأربع عشرة سنة.
إن لهذه التقلبات المزاجية عند المراهقين علاقة وطيدة مع الظرف الاجتماعي الذي يتواجد فيه الإنسان, فمثلا ً نلاحظ أن المزاج الإيجابي مرتبط مع الأصدقاء, وممارسة الهوايات المحببة والنشاطـات الترفيهية اللامنهجية. أما المزاج السلبي فنلاحظه عندما يكون المراهق ضمن أطر منتظمة مغلقة مثل الصف, وموقع العمل, والزيارات إلى الأقرباء.......
الكل يعلم أن فترة المراهقة تشهد ازدياداً في الاحتكاكات المتشنجة والمشحونة بين الأولاد والوالدين مرفقة بشعور بالبعد عند كل من الفريقين. هذا التباعد العاطفي الذي يشعر به المراهق حيال أهله قد يكون بديلا ً للتباعد أو الانفصال الجسدي عن الأهل الذي لا يستطيع المراهق تنفيذه, لأنه – بالرغم من نضوجه الجنسي – لا يزال يتكل عليهم مادياً واقتصادياً.
هذا وتلعب القدرات الفكرية الجديدة عند المراهقين دوراً مهماً في تزايد التوتر داخل الأسرة.
من خلال هذا العرض السريع عن التغيرات والتبدلات التي يعيشها كل ولد في سن المراهقة سأدخل في صلب الحديث عن علاقة الأهل مع الأخ المجروح عقلياً في سن المراهقة.
هذا ولا نستطيع فصل علاقة الأهل مع ولدهم في سن المراهقة عن السنين السابقة والعلاقة هي هي وتبدأ منذ تكوين الولد في بطن أمِّه. هناك أمهات كثر يتكلمن مع طفلهم وهو في أحشائهم وحتى الأب عند المساء يقترب ويلمس نبض المولود الجديد والتحدث عنه مع زوجته, وهذه العلاقة تنجرح وتصطدم بمحنة كبيرة عند الولادة ومعرفة بأن الولد عنده جرح في ذكائه أو عنده إعاقة عقلية ومن هنا المسيرة تبدأ:
- مسيرة القبول لهذا الوضع وقبول الطفل مثلما هو.
- مسيرة التكيف مع وضعه, والتعرف على مسيرة تطوراته البيولوجية والجسدية والنفسية.