سنشكر الله إن سلبت منّا نعمة ,, لأنّه لم يسلبها إلا لأنّها لا تناسبنا أو الوقت لا يناسبنا ,, فيا رب كيف أشكرك ؟؟
وسنشكر الله إن حرمنا نعمة ,, لأنّه أمدّنا بأخرى أكثر أهمية ,, وسيجازينا على حرماننا من الأولى ,, وسيبدلنا خيرًا منها بعد أن يجزل لنا الأجور والمدّخرات في يوم الاحتياج ..
فكيف بالله سأشكر ربي على ذلك ؟؟ و بأي لغة ؟؟ و بأي وجه ؟؟!!
اللهم لك الحمد السرمد حمدًا ,, لا يقطعه أبدًا ولا يحصيه عددًا ..
سبحان الله كانت لديّ من النعم الكثير ولم ألتفت إليها ,, لكن الآن ,, أشعر بها و أستمتع ,, حقـــــًا من تمام النعمة الشعور بها ,,, و أتمّ النعمة شكرهـــا ,,, فحتى نستمتع بها ونلحظ مدى أهميتها ,, علينا أن نشكر باريها ,,,
الحمد لله عدد ما خلق .. الحمد لله ملء ما خلق
الحمد لله عدد ما في الأرض و السماء ,, الحمد لله ملء ما في الأرض والسماء
الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ,,, الحمد لله ملء ما أحصى كتابه
الحمد لله عدد كل شيء ,, الحمد لله ملء كل شيء ,,
نقطة مهمة ,,
من شكر الله شكر عباد الله ,, أرأيتم كيف هي رحمة الله وكرمه ؟؟
لماذا ؟؟
لأنّ هذا الفعل فعلاً يستحق الزيادة ,, والله سبحانه يريد لنا الزيادة ,,
فمثلاً أهديتُ جارتي طبق من أطباقي ,, فشكرتني ,, من الطبيعي أن أفرح بشكرها و أزيدها مرةً أخرى ,,
ولكن ,, إن أعطيتها ولم تشكرني ,, لعلّي سأعطيها مرة و ثانية و أخرى ,, ولكن في الأخير سأملّ ,,
بالطبع هذه صفة سيئة ,, لأنّنا من المفترض أن نراقب الله في أعمالنا ,, فهذه جارتي ومن حقها أن أحسن إليها ,, كيف هو شعوري عندما أعلم أنها باتت لا عشاء لها لأي سببٍ كان ,, نقص من المال أو جحود زوج أو أي شيءٍ كان ,,
و من شكري لنعمة الله حينما أمدّني بالنعم أن أكرم به جارتي ,, حتى لو لم تشكرني ,,
ولكن إن شكرتني بالتأكيد سأسرّ ,, وهذا السرور سيدفعني للمزيد ,,
أمّا لو شكرتني بالعمل أيضًا و أطعمتني من أطباقها فسأفرح كثيرًا ,, أفرح لشكرها و ذلك يمدني بطاقة إيجابية تكون سببًا لفعل الخير و الاستزادة منه ,, و أفرح لتقديمها لي من طبقها الخاص ,, لعلّي وقتها أكون تعبة أو مزاجي سيء ,, ولا قوة لي أن أقوم لأعدّ طبقًا ,,
سبحان الله ,, هذه حقيقة ,,
أذكر مرة من المرّات استيقظنا في الليل متأخرين في شهر رمضان ولم يبقَ وقتًا لأطبخ ,, فهممت أن أعدّ أي شيءٍ على السريع ,, فإذا بالغاز ينتهي ,, يا ترى ما العمل ؟؟ لم تتبقّ غير ربع ساعة فقط ,, فإذا الباب يطرق ,, لتقدّم لي جارتي طبقًا من مطعم مشهور مميّز بأكلاته ,, فأيّ فرحة نعمنا بها تلك الليلة بعد أن عشنا أجواء الجوع و التعب ,, التي سنقضيهم في ذاك اليوم ,, لولا رحمة الله ,,
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟؟
مثلاً الصدقة ,,
سنشعر بأثرها في الدنيا ,, و هي في الآخرة ستظلّلنا ,, كلٌ حسب صدقته وعطائه ,, فإن أردنا أن نصنع مظلاتٍ أكبر و أجود فلنزد من عطائنا ,, و أفضل العطاء للوالدين والأقربين واليتامى و المساكين ,, و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل ,,
فلا نقل أنّنا نعيش في ترف ,, فالنعمة زوّالة ,, و سيدبّر الله أمورًا إن جحدنا نعمته ,,
فهل تعلموا أنّ بلاد الصومال في القرن الماضي كانوا يلعبون بالبرتقال كرة قدم ؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ,,
اللهم إنّا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحوّل عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ,,
ومن شكر النعمة ,, الشكر بعد الطعام و الشراب ,,
ففي الحديث عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ,, " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها " صحيح مسلم
و قبل النوم " الحمد لله الذي أطعمنا و سقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي " صحيح الجامع
سنستشعر نعمة المسكن و المأوى أيًا كان ,, حتى لو خيمة ,, فوجودها أفضل من عدمها ,, وهنا يجب علينا أن نشكر الله على أن وجد لنا مأوى ,,,
و من أدعية الصباح والمساء " اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر " من قالها في يومه فقد أدّى شكر يومـــــــه !!! يا للعجب !! شكر يومه كله !!!
إسناده صحيح أو حسن
و عند الاستيقاظ ,, " الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور " صحيح " الحمدُ للَّهِ الَّذي ردَّ عليَّ رُوحي وعافاني في جسدي وأذنَ لي بذِكرِه " إسناده صحيح .
تذكّرت موقف ,,
عندما أوقظ أبنائي ألقّنهم هذا الدعاء فسرعان ما يستيقظوا ,, جرّبوا ذلك ؟
لأنّ العبد إذا نام عقد عليه الشيطان ثلاثة عقد ,, فمفتاح أول عقدة ذكر الله ,, بعدها سيكون الاستيقاظ سهلاً ,,
وبعدها الوضوء وستنفك العقدة الثانية و في الصلاة تنفك العقدة الثالثة ,,
هكذا سيمرّ اليوم و تمر الليلة بأنواع الشكر و التحميد ,,
فلنزد من ذلك بأن نشكر الله كلّما رأينا والدينا بعافيتهم ,, أو حتى بوجودهم إن كانوا مرضى ,, و سنشكر الله عند اجتماعنا مع الأهل أو العائلة ,, فوجودهم خير وبركة ,, و وجودهم عزة ,, وراحة ,, علينا شكرها ,, لأنّنا سنحزن عند فقدهم ,,
أيّ شيء نحزن لفقده فهو يستحق الشكر لأنّه نعمة ,,
فلنشكر الله على سلامتهم في كل يوم ,, ونشكر الله عند سلامة الزوج في كل يوم وعافيته في كل مرة ,, و إن أصيب بمرضٍ فعلينا أن نشكر الله أنّه لم يصب بأكثر من ذلك ,, و نشكر الله على تعامله سواءً تعاملٍ حسن يزيد من قيمتنا ,, أو حتى نشكر الله على تعامله السيء فهو السبب الذي جعلنا نفكّر أكثر به و بقيمة النعمة ,, و هو السبب الذي سيجعلنا نلجأ إلى الله ,
ففي كل الأحوال كل الأحـــــــوال .. نستشعر نعمة الله ,,
فلعلّ نعمة ظاهرها العذاب و في باطنها الرحمة ,, لذلك سنشكر الله حتى في المحن ,, فكلّ محنة ستخرجنا بألف منحة ,,
أفلا يجب علينا أن نشكر الله على المحن من حولنا أكثر و أكثر ؟؟
بالتأكيد ,, سيكون هذا الموضوع محور اهتمامك الليلة و في الليالي المقبلة ,,
وستتغيّر نظارتك كما تغيّرت نظارتي ,,
وستزداد من حولك النعم ,, لأنّك أصبحتِ أوعى و أذكى ,,
ستشكرين الله على وجود أحبابك ,, بل وتمسكين بيد زوجك تشكريه على وجوده في حياتك ,, و أنه أكبر نعمة ,, سيستشعر هو الآخر كم أنتِ نعمة في حياته ,, وسيحاول أن يكون نعمةً في حياتك أكثر ممّا تتخيّليه ,,
هذا هو الشكر ,, و هذه نتائجه ,,
ستمسكين بيد أبنائك و تشكرينهم على وجودهم في حياتك ,,
وسيشعر الأبناء كم هم مهمين و أشخاص عظماء ,, فيحاولوا أن يكونوا كذلك و سيكونوا كذلك و أكثر بقدرة الله تعالى ,,
وستقبّلين يدي والديك قائلة " أسأل الله ألا يفجعني بكما " فأي فرحة تغمرهما ,, بل فرحتمها ستكون أعظم من فرحة زوجك وأبنائك ,, لأنّهما ينتظران كلمة جميلة تشعرهما بأهميتهما كوالدين ,, و ليطمئنا
بمحبة أبنائهم لهما ,, فيشعران بالراحة أن يكونوا قد أتمّوا الأمانة ,,,
وفي هذا العمل بر الوالدين الذي هو من أفضل الأعمال عند الله ,,
و سننال من أبنائنا ما قلناه لهما ,, و سيشكرونا كما شكرناهم ,, " بروا آبائكم تبركم أبناؤكم "