لـ : علي الطنطاوي

احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
446
معلومات طمووحه بقووه
إنضم
26 سبتمبر 2007
المشاركات
142
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لـ : علي الطنطاوي
السلام عليكم .. =)


مقالة لعلي الطنطاوي .. عنوانها ..
[font=arial, helvetica, sans-serif]ما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني


ولكني عَنونتها لـ : علي الطنطاوي .. لأن الإسم هنا جاذب لكم .. فكم أحببنا الطنطاوي رحمه الله كثيراً هنا ..

واشتركنا في حبه .. !

..

عبرة خنقتني بعد قرائتها .. فقلت : لا أنام إلا وقد وضعتها لكم =")

- ضاربة بعرض الحائط بعض القرارات الثورية - !!
=/


..

فاستمتعوا بحديث شيخنا =")

..







[font=arial, helvetica, sans-serif]الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :[/font]


[font=arial, helvetica, sans-serif]نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع
أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا
تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو
منه أو أطلب زيادة عليه
فقلت الحمد لله
أخرجتها من قرارة قلبي
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]ثم فكرت فرأيت أن ' الحمد ' ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن
الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء
وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين
فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في
الجوع والبرد ؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]وسألتني زوجتي فيمَ تفكر ؟ فاخبرتها[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]قالت صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء
لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]قلت لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير
تغدو خماصا ًوتروح بطاناً ؟
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية
أنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة
وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي
لا مورد لها ولا مال في يدها ، وصاحب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس
في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم
لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو
أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن ' مجدّرة ' تستطيعين
أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا
والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا
تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير
والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا وكانت
زوجتي تقول لي دائما يا رجل ، وفر واتخذ لبناتك دارا على الأقل
فأقول خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية
قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ}
وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ}
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]أرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء
آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه
المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ،
ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد
عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق
ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟
وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]وأسوق لكم مثلا واحدا
قصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام
وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى
قال ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ،
فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر
أمامي فيخلصني منه ويقول لقمة بلقمة ، ولم أفهم مراده.
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]فسألته امه عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير
نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ،
وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء
والمنع وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وأنا أخاطب السيدات واقول لكل واحدة
ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه
من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها
فرحة الشهر .
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له )
خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع
[/font]

[font=arial, helvetica, sans-serif]ولقد رأيت ابنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان
قلت تعالي يا بنيتي ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا
إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه
وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة
والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز
[/font]


..





منقول
[/font]​
 
اسم الموضوع : لـ : علي الطنطاوي | المصدر : المنتدى العام

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه