----
موضوع طويل نوعا ما لكنه أكثر من راائع ويستحق القراءة بتمعن فاقرئيه عزيزتى بمهل و تركيز وصبر لأنه فعلا مهم جدا وإقرإيه بقلبك وعقلك قبل عينيك
قلها ولا تخف
ان كلا الزوجين مطالب بذلك وليست الزوجة مطالبة وحدها ولا الزوج كذلك مطالب وحده، وانما اعتماد كل منهما للمصطلحات والجمل والعبارات ذات المعاني العاطفية التي يمكن ان تساهم في مد جسور المودة بين احدهما تجاه الآخر، وقد تكون هذه كلمة او جملة او بيت شعر يردده او تردده على مسمع من زوجها فلا بأس بكلمات الحب ومصطلحات الغزل تكون هي المراسيل وشيفرا المودة بين الزوج وزوجته لما لها من آثار ايجابية في ترسيخ معاني المودة والحب بينهما، وان هذه العبارات يجب ان لا تكون في اجواء ومقدمات علاقة الفراش والعلاقة الجنسية بين الزوجين فقط بل انها التي يمكن ان تكون ويجب ان تكون حتى في الأوقات العادية وليست هي ضريبة علاقة الفراش ، فقلها ولا تخف ...
اكذب ولك الجنة!!
ان الكذب شر كله وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وان المؤمن يمكن ان يكون بخيلا ويمكن ان يكون جبانا ولكن لا يمكن ان يكون المؤمن كذابا ، واذا كان الكذب ممقوتا ومرفوضا في العلاقة بين الناس بعضهم ببعض، فمن باب اولى ان يكون كذلك بين الأقارب، ولكن الغريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص بالكذب في ثلاث حالات واحداها كذب الرجل على زوجته مجاملة وترضية والعكس كذلك صحيح فقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا يحل الكذب الا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته يرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس".
وفي رواية ام كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في شيء من الكذب الا في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الاصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها".
والمقصود بالكذب بين الزوجين هو ترضية احدهما للآخر، ومجاملته بالكلمات والعبارات ليشعر كل منهما الآخر انه افضل زوج وانها اجمل زوجة.
اياك والنكد :dunno: : :dunno: :dunno:
يقول صاحب كتاب ( فن صناعة الحب):" ان من الحقائق الثابتة ان الرجل يحب من زوجته ان تغار عليه لأن هذا يشعره بحبها له، ويجعلها دائما تتفنن في اظهار ما عندها من الجمال والحسن والقدرات، ولكن الرجل يكره ان يزيد هذا الأمر الى القدر الذي ينغص عليه حياته ويفسد عليه سعادته".
ان المرأة الطبيعية هي التي تغار والتي لا تغار فهي بليدة!!! اما من كانت غيرتها معتدلة فهي حكيمة، ومن افرطت في الغيرة فهي حمقاء.
ان المبالغة في الغيرة قد تحول البيت الى جحيم ونكد لا يطاق، وكما يقول الدكتور رمزي الحسامي:" ان لدغة الغيرة كلدغة الكوبرا لا شفاء منها". انها تصور غيرتها المفرطة تلك انها من اجل ان تحافظ على سعادتها وهي تعبير عن حبها لزوجها واسرتها، وهي في الحقيقة كمن يسرق ليتصدق.
ان الزوجة التي تثير عواصف النكد في بيتها لأتفه الأسباب فإنها سرعان ما تجعل رياح الخصومة والهجران تعصف في بيتها، انها كلما خرجت مع زوجها ومرا على امرأة فإنها تنبهه لئلا ينظر اليها، او انها تذمها او تسأله عما اذا نظر اليها. ولعل هذه الغيرة ستجعله يرجع سببها الى صفات نقص في زوجته وان ذلك يفتح عليهما باب شر عظيم.
وها هو نابليون الذي جعل زوجته امبراطورة فرنسا اما هي فجعلته اتعس انسان في فرنسا لأن زوجته كانت بارعة في النكد حتى انه كان يتسلل من البيت ينفس عن صدره كابوس زوجته، وكذلك تولستوي- روائي وكاتب روسيا الشهير- الذي دفعه نكد زوجته وتفننها فيه للخروج من البيت في ليلة شديدة البرد، وقد عثر عليه بعد عشرة ايام ميتا من شدة البرد قريبا من محطة القطارات وفي جيبه ورقة اوصى فيها الا تراه زوجته بعد موته وأن لا تشارك في جنازته.
فانزعي قناع النكد واخلعيه عن وجهك، وكذلك انت ايها الزوج فإن الغيرة المبالغ فيها تقودك الى سوء الظن والتضييق على زوجتك اذا تكلمت بالهاتف او وقفت لتنظف شباك البيت او ذهبت الى الدكان. ان رفض هذا ليس معناه التفريط والتهاون ولكن في الوسطية خيرا ، فما دامت المرأة مستقيمة وتصرفاتها منضبطة بالضوابط الشرعية، فيجب على الرجل منحها الثقة فلا يفرط في غيرته على عرضه فيحول الغيرة من المحمودة الى المذمومة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على اهله من غير ريبة".
ان الثقة وحسن الظن والتودد من عناصر شحن مخزون الحب بينكما فلا تترددا في شحنه واياكما من تفريغه وافساده.
كل يوم هي عروس :in_love: :in_love:
ان مما يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين استمرار ظهور كلا الزوجين للآخر في اجمل صورة وأبهى طلة. فإن حسن المظهر يريح النفس، وان شم الرائحة الطيبة يساعد على استقرارها. ولقد قال ابن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اني لأحب ان اتزين لامرأتي كما احب ان تتزين لي".
وكان عليه الصلاة والسلام يرشد اصحابه لأفضل الطيب فيقول:"اطيب الطيب، المسك".
قال ابو الأسود الدؤلي ينصح ابنته:" اياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة فإن ازين الزينة الكحل، وعليك بالطيب فإن اطيب الطيب اسباغ الوضوء".
ولكي يزداد الحب بين الزوجين ويظل مخزونه في ازدياد فينبغي المحافظة على جمالهما وزينتهما كل للآخر، بالنظافة والتعطر والزينة المباحة ولو كانت بسيطة مثل تصفيف الشعر والكحل وغيرها.
يقول الأستاذ فتحي محمد الطاهر صاحب كتاب ( هكذا يبلغ الحب بينهما):" فجمال العين وزينتها من الأهمية بمكان ويجب الاعتناء به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر" والاثمد هو الكحل الأسود. والعيون تصور جميع المشاهد قبل تخزينها في الذاكرة وتستعاد بالتذكير بعد ذلك. ومن المهم جدا حرص كل زوج على تصوير اجمل المشاهد وابدعها فلا يدع عيني زوجته تقع الا على الجمال والنظام في المأكل والملبس والمسكن، كما قال ابن حزم في كتاب ( طوق الحمامة) :
اشارت بطرف العين ضيفة اهلهـــا
اشارة محزون ولم تـــــــــتكلم
فأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيم
الهاتف والهدية، مراسيل للقلب :icon26: :icon26:
ان مما يمكن ان يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين اشعار كل منهما للآخر بأنه يحبه وبأنه لا ينساه ابدا، وان كل المشاكل والهموم ليست سببا في الا يظل في مخيلته وعلى لسانه فيعبر عن ذلك اما من خلال مكالمة هاتفية قصيرة يسأل فيها عن احوال البيت اذا خرج هو الى العمل ويطمئن الى راحتها، ويصبح هذا لزاما اذا كانت الزوجة مريضة او في وضع نفسي غير عادي، فهي احوج ما تكون الى مثل هذا الاتصال. وكذلك الحال من الزوجة حيث ان اتصالا هاتفيا منها للاطمئنان عليه سيساهم في توثيق عرى المودة والمحبة بينهما.
انه الفارق الكبير بين الاتصال للطمأنينة وليكون الهاتف رسالة حب وبين ان يكون الاتصال لملاحقته بالشكوى عن الأولاد وشقاوتهم.
ولا اقصد - وهنا احذر من ان الهاتف في ظرف كالذي نعيشه يجب الا يكون وسيلة للغزل وبث الأشواق بين الزوجين فكل ما يقال يمكن ان يسمعه طرف ثالث اذا اراد ذلك !!! ولهذا فلكل مقام مقال.
ومثل الاتصال الهاتفي في تأثيره تكون الهدية سواء كانت في المناسبات او عند العودة من سفر او من غير سبب لتكون مفاجأة سارة، فهي تكون وسيلة تعبير عن الحب والتقدير وتساهم في رفد مخزون الحب بين الزوجين. وليست الهدية بقيمتها المادية فيكفي ان تكون رمزية ولكنها تكون ذات تأثير عاطفي لا يستهان به ، واسمعوا الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تهادوا تحابوا" فتهاتفوا وتهادوا فإنها شيفرا القلوب.
لا انام حتى ترضى :icon30: :icon30:
ان مشوار الحياة الزوجية لا بد وان تعصف به العواصف الهوجاء او تعترضه بعض العثرات والعقبات ولكن الزوج الناجح والزوجة الحصيفة هي التي تستطيع ان تتجاوز تلك الصعاب والعثرات لا بل انها وانه نعم، ان كليهما قادران على تحويل المحنة الى منحة والشر الى خير وان تتحول اسباب الخصام الى مودة ووئام.
ما اجمل ان يتسامح الزوجان ويغفر كل منهما زلة الآخر عبر التراضي والترضية، خاصة اذا وقع سوء تفاهم وليس كما يقال :" ان يذهبا راس براس" اي ان كل منهما يتحدى الآخر انه سيقهره ويرغم انفه ويجبره على تغيير موقف او رأي . قال ابو الدرداء- رضي الله عنه- لزوجته:" اذا رأيتني غضبت فرضني واذا رأيتك غضبى رضيتك والا لم نصطحب". لا بل ان سيد ابي داود وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:" الا اخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:" النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور اخاه في ناحية المصر لا يزوره الا لله في الجنة... الا اخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله،قال:" ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب زوجها قالت: هذي يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
ان الزوجين العاقلين المتحابين هما اللذان يعمدان الى قطع الطريق على الشيطان وعلى اسباب الفرقة والخصام ليشيدا معا اسباب زيادة الحب والمودة حتى عند وقوع الخصام وسوء التفاهم الذي لعله يحصل في كل بيت عبر ان يعتذر احدهما للآخر بقوله او قولها :" آسف"، او بلمسة حانية يقول وتقول :" هذي يدي بيدك لا أنام حتى ترضى" فإن هذا مما يئد الخصام في مهده ويشيد صروح الحب والاحترام والمودة بين الزوجين، فإذا حدث وكان الخصام فخيركما الذي يبدأ بالكلام يقول هذي يدي بيدك لا انام حتى ترضى وغفر الله لي ولك.
قل لها ، وقولي له :icon26: :icon26:
ان مما يتوجب على الزوجين الحرص والمداومة عليه وهو لا يكلف الكثير، انها الكلمة الطيبة والابتسامة اللطيفة. فالكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة، فكيف يكون اجر ذلك وأثره اذا كانت هي زوجتك او كان هو زوجك.
نعم، ان العلاقة بين الزوجين هي ليست فقط علاقة طعام وشراب وغريزة جنس بقدر ما انها علاقة مشاعر ومودة ورباط مقدس، وهذه لا بد من تغذيتها بالكلمات الطيبة والابتسامات اللطيفة تحول بين تلك المشاعر وبين الجفاف، ولقد سئلت فتاة عمن تحب ان تتزوج فقالت :" احبه كسوبا اذا غدا ضحوكا اذا اتى".
فما اجمل ان يختار الزوج كلمات وجملا يتودد بها لزوجته بمناسبة او بغير مناسبة، فقل لها :" احبك لا من اجل شهوة عارضة ولكني احبك من اجل انك انت" وقل لها :" اني احبك ولولا ما انا فيه من انشغال لقضيت العمر كله معك".
اما انت فقولي له:" لا ادري ماذا يمكن ان يكون حالي لو لم اكن زوجة لك"
وقولي له:" ان ابتسامة عند ذهابك وعند ايابك تذهب عني تعب النهار كله".
ايها الأزواج، قولوا هذا وأكثر منه لأن مشوار الحياة المركبة والمعقدة بحاجة الى ابداع في ازالة هذه التعقيدات التي تنعكس حتى على العلاقة بين الزوجين ، واياكم ان تجعلوا هذه العلاقة ذات مراسيم وانماط جافة لأن التعقيدات ستزيد ومساحة الجفاف بينكما ستكبر وشجرة الحب ستذوي ومخزون المشاعر سينفد.
وانني اقول لكما ان الكلمات اللطيفة تفعل فعل السحر فاجعلوها دائما على ألسنتكم، وكيف لا وقد دلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير للعلاقة بين الزوجين :" تلاعبها وتلاعبك"
فاغرسوا بذور الحب وانزعوا اشواك الكدر ودائما وابدا قولوا { ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما}.
- منقول للفائدة -
موضوع طويل نوعا ما لكنه أكثر من راائع ويستحق القراءة بتمعن فاقرئيه عزيزتى بمهل و تركيز وصبر لأنه فعلا مهم جدا وإقرإيه بقلبك وعقلك قبل عينيك
قلها ولا تخف
ان كلا الزوجين مطالب بذلك وليست الزوجة مطالبة وحدها ولا الزوج كذلك مطالب وحده، وانما اعتماد كل منهما للمصطلحات والجمل والعبارات ذات المعاني العاطفية التي يمكن ان تساهم في مد جسور المودة بين احدهما تجاه الآخر، وقد تكون هذه كلمة او جملة او بيت شعر يردده او تردده على مسمع من زوجها فلا بأس بكلمات الحب ومصطلحات الغزل تكون هي المراسيل وشيفرا المودة بين الزوج وزوجته لما لها من آثار ايجابية في ترسيخ معاني المودة والحب بينهما، وان هذه العبارات يجب ان لا تكون في اجواء ومقدمات علاقة الفراش والعلاقة الجنسية بين الزوجين فقط بل انها التي يمكن ان تكون ويجب ان تكون حتى في الأوقات العادية وليست هي ضريبة علاقة الفراش ، فقلها ولا تخف ...
اكذب ولك الجنة!!
ان الكذب شر كله وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وان المؤمن يمكن ان يكون بخيلا ويمكن ان يكون جبانا ولكن لا يمكن ان يكون المؤمن كذابا ، واذا كان الكذب ممقوتا ومرفوضا في العلاقة بين الناس بعضهم ببعض، فمن باب اولى ان يكون كذلك بين الأقارب، ولكن الغريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص بالكذب في ثلاث حالات واحداها كذب الرجل على زوجته مجاملة وترضية والعكس كذلك صحيح فقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا يحل الكذب الا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته يرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس".
وفي رواية ام كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في شيء من الكذب الا في ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الاصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها".
والمقصود بالكذب بين الزوجين هو ترضية احدهما للآخر، ومجاملته بالكلمات والعبارات ليشعر كل منهما الآخر انه افضل زوج وانها اجمل زوجة.
اياك والنكد :dunno: : :dunno: :dunno:
يقول صاحب كتاب ( فن صناعة الحب):" ان من الحقائق الثابتة ان الرجل يحب من زوجته ان تغار عليه لأن هذا يشعره بحبها له، ويجعلها دائما تتفنن في اظهار ما عندها من الجمال والحسن والقدرات، ولكن الرجل يكره ان يزيد هذا الأمر الى القدر الذي ينغص عليه حياته ويفسد عليه سعادته".
ان المرأة الطبيعية هي التي تغار والتي لا تغار فهي بليدة!!! اما من كانت غيرتها معتدلة فهي حكيمة، ومن افرطت في الغيرة فهي حمقاء.
ان المبالغة في الغيرة قد تحول البيت الى جحيم ونكد لا يطاق، وكما يقول الدكتور رمزي الحسامي:" ان لدغة الغيرة كلدغة الكوبرا لا شفاء منها". انها تصور غيرتها المفرطة تلك انها من اجل ان تحافظ على سعادتها وهي تعبير عن حبها لزوجها واسرتها، وهي في الحقيقة كمن يسرق ليتصدق.
ان الزوجة التي تثير عواصف النكد في بيتها لأتفه الأسباب فإنها سرعان ما تجعل رياح الخصومة والهجران تعصف في بيتها، انها كلما خرجت مع زوجها ومرا على امرأة فإنها تنبهه لئلا ينظر اليها، او انها تذمها او تسأله عما اذا نظر اليها. ولعل هذه الغيرة ستجعله يرجع سببها الى صفات نقص في زوجته وان ذلك يفتح عليهما باب شر عظيم.
وها هو نابليون الذي جعل زوجته امبراطورة فرنسا اما هي فجعلته اتعس انسان في فرنسا لأن زوجته كانت بارعة في النكد حتى انه كان يتسلل من البيت ينفس عن صدره كابوس زوجته، وكذلك تولستوي- روائي وكاتب روسيا الشهير- الذي دفعه نكد زوجته وتفننها فيه للخروج من البيت في ليلة شديدة البرد، وقد عثر عليه بعد عشرة ايام ميتا من شدة البرد قريبا من محطة القطارات وفي جيبه ورقة اوصى فيها الا تراه زوجته بعد موته وأن لا تشارك في جنازته.
فانزعي قناع النكد واخلعيه عن وجهك، وكذلك انت ايها الزوج فإن الغيرة المبالغ فيها تقودك الى سوء الظن والتضييق على زوجتك اذا تكلمت بالهاتف او وقفت لتنظف شباك البيت او ذهبت الى الدكان. ان رفض هذا ليس معناه التفريط والتهاون ولكن في الوسطية خيرا ، فما دامت المرأة مستقيمة وتصرفاتها منضبطة بالضوابط الشرعية، فيجب على الرجل منحها الثقة فلا يفرط في غيرته على عرضه فيحول الغيرة من المحمودة الى المذمومة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على اهله من غير ريبة".
ان الثقة وحسن الظن والتودد من عناصر شحن مخزون الحب بينكما فلا تترددا في شحنه واياكما من تفريغه وافساده.
كل يوم هي عروس :in_love: :in_love:
ان مما يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين استمرار ظهور كلا الزوجين للآخر في اجمل صورة وأبهى طلة. فإن حسن المظهر يريح النفس، وان شم الرائحة الطيبة يساعد على استقرارها. ولقد قال ابن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اني لأحب ان اتزين لامرأتي كما احب ان تتزين لي".
وكان عليه الصلاة والسلام يرشد اصحابه لأفضل الطيب فيقول:"اطيب الطيب، المسك".
قال ابو الأسود الدؤلي ينصح ابنته:" اياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة فإن ازين الزينة الكحل، وعليك بالطيب فإن اطيب الطيب اسباغ الوضوء".
ولكي يزداد الحب بين الزوجين ويظل مخزونه في ازدياد فينبغي المحافظة على جمالهما وزينتهما كل للآخر، بالنظافة والتعطر والزينة المباحة ولو كانت بسيطة مثل تصفيف الشعر والكحل وغيرها.
يقول الأستاذ فتحي محمد الطاهر صاحب كتاب ( هكذا يبلغ الحب بينهما):" فجمال العين وزينتها من الأهمية بمكان ويجب الاعتناء به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر" والاثمد هو الكحل الأسود. والعيون تصور جميع المشاهد قبل تخزينها في الذاكرة وتستعاد بالتذكير بعد ذلك. ومن المهم جدا حرص كل زوج على تصوير اجمل المشاهد وابدعها فلا يدع عيني زوجته تقع الا على الجمال والنظام في المأكل والملبس والمسكن، كما قال ابن حزم في كتاب ( طوق الحمامة) :
اشارت بطرف العين ضيفة اهلهـــا
اشارة محزون ولم تـــــــــتكلم
فأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيم
الهاتف والهدية، مراسيل للقلب :icon26: :icon26:
ان مما يمكن ان يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين اشعار كل منهما للآخر بأنه يحبه وبأنه لا ينساه ابدا، وان كل المشاكل والهموم ليست سببا في الا يظل في مخيلته وعلى لسانه فيعبر عن ذلك اما من خلال مكالمة هاتفية قصيرة يسأل فيها عن احوال البيت اذا خرج هو الى العمل ويطمئن الى راحتها، ويصبح هذا لزاما اذا كانت الزوجة مريضة او في وضع نفسي غير عادي، فهي احوج ما تكون الى مثل هذا الاتصال. وكذلك الحال من الزوجة حيث ان اتصالا هاتفيا منها للاطمئنان عليه سيساهم في توثيق عرى المودة والمحبة بينهما.
انه الفارق الكبير بين الاتصال للطمأنينة وليكون الهاتف رسالة حب وبين ان يكون الاتصال لملاحقته بالشكوى عن الأولاد وشقاوتهم.
ولا اقصد - وهنا احذر من ان الهاتف في ظرف كالذي نعيشه يجب الا يكون وسيلة للغزل وبث الأشواق بين الزوجين فكل ما يقال يمكن ان يسمعه طرف ثالث اذا اراد ذلك !!! ولهذا فلكل مقام مقال.
ومثل الاتصال الهاتفي في تأثيره تكون الهدية سواء كانت في المناسبات او عند العودة من سفر او من غير سبب لتكون مفاجأة سارة، فهي تكون وسيلة تعبير عن الحب والتقدير وتساهم في رفد مخزون الحب بين الزوجين. وليست الهدية بقيمتها المادية فيكفي ان تكون رمزية ولكنها تكون ذات تأثير عاطفي لا يستهان به ، واسمعوا الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تهادوا تحابوا" فتهاتفوا وتهادوا فإنها شيفرا القلوب.
لا انام حتى ترضى :icon30: :icon30:
ان مشوار الحياة الزوجية لا بد وان تعصف به العواصف الهوجاء او تعترضه بعض العثرات والعقبات ولكن الزوج الناجح والزوجة الحصيفة هي التي تستطيع ان تتجاوز تلك الصعاب والعثرات لا بل انها وانه نعم، ان كليهما قادران على تحويل المحنة الى منحة والشر الى خير وان تتحول اسباب الخصام الى مودة ووئام.
ما اجمل ان يتسامح الزوجان ويغفر كل منهما زلة الآخر عبر التراضي والترضية، خاصة اذا وقع سوء تفاهم وليس كما يقال :" ان يذهبا راس براس" اي ان كل منهما يتحدى الآخر انه سيقهره ويرغم انفه ويجبره على تغيير موقف او رأي . قال ابو الدرداء- رضي الله عنه- لزوجته:" اذا رأيتني غضبت فرضني واذا رأيتك غضبى رضيتك والا لم نصطحب". لا بل ان سيد ابي داود وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:" الا اخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:" النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور اخاه في ناحية المصر لا يزوره الا لله في الجنة... الا اخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله،قال:" ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب زوجها قالت: هذي يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
ان الزوجين العاقلين المتحابين هما اللذان يعمدان الى قطع الطريق على الشيطان وعلى اسباب الفرقة والخصام ليشيدا معا اسباب زيادة الحب والمودة حتى عند وقوع الخصام وسوء التفاهم الذي لعله يحصل في كل بيت عبر ان يعتذر احدهما للآخر بقوله او قولها :" آسف"، او بلمسة حانية يقول وتقول :" هذي يدي بيدك لا أنام حتى ترضى" فإن هذا مما يئد الخصام في مهده ويشيد صروح الحب والاحترام والمودة بين الزوجين، فإذا حدث وكان الخصام فخيركما الذي يبدأ بالكلام يقول هذي يدي بيدك لا انام حتى ترضى وغفر الله لي ولك.
قل لها ، وقولي له :icon26: :icon26:
ان مما يتوجب على الزوجين الحرص والمداومة عليه وهو لا يكلف الكثير، انها الكلمة الطيبة والابتسامة اللطيفة. فالكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة، فكيف يكون اجر ذلك وأثره اذا كانت هي زوجتك او كان هو زوجك.
نعم، ان العلاقة بين الزوجين هي ليست فقط علاقة طعام وشراب وغريزة جنس بقدر ما انها علاقة مشاعر ومودة ورباط مقدس، وهذه لا بد من تغذيتها بالكلمات الطيبة والابتسامات اللطيفة تحول بين تلك المشاعر وبين الجفاف، ولقد سئلت فتاة عمن تحب ان تتزوج فقالت :" احبه كسوبا اذا غدا ضحوكا اذا اتى".
فما اجمل ان يختار الزوج كلمات وجملا يتودد بها لزوجته بمناسبة او بغير مناسبة، فقل لها :" احبك لا من اجل شهوة عارضة ولكني احبك من اجل انك انت" وقل لها :" اني احبك ولولا ما انا فيه من انشغال لقضيت العمر كله معك".
اما انت فقولي له:" لا ادري ماذا يمكن ان يكون حالي لو لم اكن زوجة لك"
وقولي له:" ان ابتسامة عند ذهابك وعند ايابك تذهب عني تعب النهار كله".
ايها الأزواج، قولوا هذا وأكثر منه لأن مشوار الحياة المركبة والمعقدة بحاجة الى ابداع في ازالة هذه التعقيدات التي تنعكس حتى على العلاقة بين الزوجين ، واياكم ان تجعلوا هذه العلاقة ذات مراسيم وانماط جافة لأن التعقيدات ستزيد ومساحة الجفاف بينكما ستكبر وشجرة الحب ستذوي ومخزون المشاعر سينفد.
وانني اقول لكما ان الكلمات اللطيفة تفعل فعل السحر فاجعلوها دائما على ألسنتكم، وكيف لا وقد دلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير للعلاقة بين الزوجين :" تلاعبها وتلاعبك"
فاغرسوا بذور الحب وانزعوا اشواك الكدر ودائما وابدا قولوا { ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما}.
- منقول للفائدة -