كيف نجني علي اطفالنا او نحتويهم نموذجان لتعامل الاهل مع طفل التبول اللا إرادي

[راجيه الرضا]

زمان كان فيه ولد في العيلة مصاب بالتبول اللا إرادي عند النوم لحد سن كبير (11 سنة تقريبا) ، للأسف أمه وأبوه كانوا بيتعاملوا معاه بمُنتهى الجهل والتخلف !! الأب على طول يقول له : انت مش مكسوف من نفسك ؟؟ مش عيب واحد في سنك ده يبقى "بيعملها " على نفسه زي البيبيهات !! والأم كمان للأسف لما كانت بتصحيه وتلاقيه مغرق السرير كانت تفضل تنغزه جامد وتقول له : قوم يا زفت ، جتك القرف .. وتغير الملاية بعصبية وغضب شديد !! الولد ده كان متدمر نفسيا !! رغم إنه ماعملش أي حاجة غلط !! ده حتى اسمه تبول "لا إرادي" !! كنت بشوفه دايما مكسوف ومنطوي وفاقد الثقة في نفسه !! وكنت دايما بسأل نفسي : هو ذنبه ايه ؟؟ كان نفسي أتكلم مع أبوه وأمه لكن كنت ساعتها صغير وممكن يهزقوني أو يسخروا مني !!
الألعن بقا إن أبوه كان بيسخر منه في التجمعات العائلية أدام ولاد خاله وخالته !! .. تيجي سيرة الاستحمام مثلا فيقول : لأ ده إحنا عندنا فلان – ماشاء الله – بيستحمى كل يوم (والكل يقعد يضحك) !! أو مثلا العيال يخشوا يلعبوا في الأوضة فيقول لهم : خدوا بالكم عشان ماتبوظوش المشمّع المحطوط على سرير فلان !!
كانوا بيدمروا نفسيته للأسف وخلوه دايما منهزم وحاسس بالحرج والنقص والعار ، رغم إنه فعلا ملوش أي ذنب !!
للأسف فيه "جرائم" بيرتكبها الأب والأم في حق ولادهم بسبب الجهل والتخلف وسوء التصرف !!
فيه حد يعاير ابنه عشان مريض ؟! ولا أم وجدة يعايروا طفلة عشان سمراء أو شعرها أكرت أو شكلها وحش ومش جميلة زي أختها أو بنت خالتها !! وكإنها هي اللي خلقت نفسها !! أو أب يفضل طول عمر الولد يشتمه ويصفه بالغباء والتخلف عشان مش شاطر زي أخوه وبيجيب درجات نهائية ؟؟ وكإن الذكاء والقدرات الذهنية دي بإيده ؟!!
للأسف أغلب العقد والأمراض النفسية اللي بنشوفها في المجتمع، والناس المُعقدة وغير السوية - لو بحثت وراها هتلاقيها تشوهات نفسية بسبب "الجرائم التربوية" اللي عملها الأب والأم الجهلة مع الطفل في مرحلة الصغر !!
والله الواحد لو كان بإيده يفرض قانون (زي التحاليل والفحوصات اللي بيعملها العروسين قبل الزواج) كنت فرضت عليهم محاضرات في التربية وفهم طبيعة الطفل وطرق التفاهم والتواصل معاه !! وقبلها طبعا محاضرات في فهم (الرجل والمرأة) وطريقة التعامل بين الزوجين من الأساس !!

في المقابل دلوقتي عندنا طفل تاني قريبنا برضه بيعمل على نفسه وهو نايم لحد ماكان عنده (5 سنين) .. لو تعرفوا أبوه وأمه كانوا بيبذلوا جهد قد ايه عشان يحافظوا على نفسيته من الموضوع ده !!
كان ابوه بيدخله الحمام قبل ما ينام ، ويفضل سهران بعد ما ينام ب3 ساعات عشان يدخّله تاني وهو نايم ، وبعد صلاة الفجر يدخله كمان مرة !!
لكن للأسف في الشتاء أحيانا الموضوع كان بيبقى صعب السيطرة عليه ، ويلاقوا الولد صاحي بيعيط في نص الليل غرقان وصعبان عليه نفسه جدا !!
يقوم أبوه يقوم من السرير جري يشيله ويحضنه ، ويفضل يقول له : عادي يا حبيبي ، ايه المشكلة ؟؟ كلنا عملنا كدة واحنا صغيرين !! يلة بينا نستحمى بسرعة !! ويفضل يهزر معاه وهو بيحميه لحد ما ينسى ويضحك ، وبعدين ينيمه جمبه في حضنه !!
ولما بيكون عيان أو عنده برد ، أمه كانت بتستنى لحد ما يروح في النوم وبعدين تلبسه بامبرز حجم كبير عشان لو عمل مايبلش نفسه وهو عيان !!
تيجي على صلاة الفجر تطلع جري تقلعه البامبرز قبل ما يفوق وياخد باله إنه لابسه ، عشان مايحسش إنه زي الأطفال الصغيرين ويتعب نفسيا أو يفقد الثقة في نفسه !!
شوفوا رغم كل اللي كانوا بيعملوه ده ، ورغم إنهم كانوا مفهمينه إن ده شيء طبيعي جدا هياخد وقته ويروح لوحده ؟؟ لقوه مرة وهو في السرير حاطط إيديه الصغيرة على بقه وبيقول حاجة بصوت واطي !!
قالوله بتقول ايه يا حبيبي ؟؟ قال : بدعي ربنا إني أحس وأنا نايم وماعملش على نفسي تاني ?? تخيلوا ؟؟
الطفل يا خواننا رقيق جدا جدا ، ونفسيته هشة جدا !! أمه وأبوه هم مصدر الثقة والأمان الوحيد في حياته !!
والله ياما شوفت أطفال اتعرضوا لمواقف صعبة في حياتهم أو لحالات تنمر في المدرسة – لكن واجهوها بقوة وثقة بسبب حُسن تربية الأب والأم ليهم !! الطفل اللي واخد جرعة كافية من المحبة والثقة واحتواء المشاعر من البيت = بيكون أقدر بكتير على مواجهة تحديات الحياة بعد كدة !! والعكس صحيح !! الطفل اللي عنده المشكلة في بيته ، بيفضل عنده عقد ونقاط ضعف وتشوهات نفسية بتستمر معاه بقية عمره ، مهما كبر واتجوز وخلف ونجح في حياته العملية – بيفضل دايما عنده عُقد ونقاط ضعف ومشاعر سلبية - متراكمة وغير متعالجة – بتكدر عليه صفو حياته كلها !! ولا حول ولا قوة الا بالله !!
ربنا يبارك في أولادنا جميعا يارب ، ويحفظ نفسياتهم وقلوبهم الصغيرة ، ويرزقنا حُسن الفهم والتربية ، ولا يسوؤنا في أحد منهم أبدا يارب العالمين ??


عماد الشريف