كيف عالج القران الكريم الوقوع في المصيبة..دروس من معركة احد

احصائياتى
الردود
8
المشاهدات
1K

عين اليقين

New member
معلومات عين اليقين
إنضم
28 فبراير 2009
المشاركات
460
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مملكة الدعاء
كيف عالج القران الكريم الوقوع في المصيبة..دروس من معركة احد
لقد نزل المنهج الرباني ليعالج مصيبة هزيمة المسلمين في معركة احد، ليخرج المسلمين إلى العودة إلى السيادة من جديد. فنحن نحتاج إلى دراسة سورة آل عمران حتى نتعلم منها كيف عالج القرآن الكريم هزيمة أحد رغم الهزيمة ورغم المخالفات الشرعية، وارتكاب الكبائر مثل الفرار من أرض المعركة؟

1- رفع الروح المعنوية للمسلم بلفت نظره إلى أماكن القوة فيه، يقول تعالى: [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:139}. كل إنسان بداخله جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فعليه أن ينظر إلى الجوانب الإيجابية، فالقرآن الكريم يقول: [وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:139}. لقد لفت النظر إلى القوة حتى يقوم من هذه الكبوة التي وقع فيها، فالمسلم لم يفقد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر الذي هو أعظم ما يجعل المؤمن يقوم من كبوته مرة أخرى.
فعندما نرى دولة غير إسلامية قد سادت العالم فلا تجزع فإن عند المسلمين، من أدوات القيام الكثير والكثير، فهناك إمكانيات إستراتيجية، ومادية وبشرية تكفي للقيام من جديد.

2- رفع الروح المعنوية بلفت النظر إلى الجوانب الإيجابية في المصيبة نفسها
فقد لفت القرآن الكريم نظر المسلمين إلى شؤم المعصية، وبيان خطورة المنافقين، وبيان عقوبة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم، وخطورة الدنيا، وإلى انتقاء بعض المسلمين شهداء، فهذه جوانب إيجابية في هذا الحدث تطمئن النفس إليها في العودة مرة ثانية.

3-المصائب سوف تقع مهما حاول الإنسان عدم وقوعها،
فلا داعي للإنسان أن يقول (لو) ويكثر من تكرارها، لأنها تفتح عمل الشيطان، وعلى الإنسان أن يعمل على عدم وقوع هذه المصائب، فهو يأخذ بالأسباب ولكن مع كل هذا فسوف تقع المصيبة، فالحذر لا يمنع القدر، ولكن إذا وقعت المصيبة فعلى الإنسان أن يعالج هذه المصيبة وفق المنهج الرباني، فلا يكسل ولا يفتر، ولكن يعمل لرفع المصيبة.
4-الوعد بالقيام من جديد
[إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ] {آل عمران:160}
فإن نصرنا الله فلنا السيادة والغلبة بشرط أن ننصر الله عز وجل، ونصر الله يكون بتطبيق شرع الله عز وجل، فهذه الآية فيها وعد بالقيام من جديد.
5- التربية بالتاريخ
فما حدث لكم فإنه قد حدث للأمم السابقة لكم فالقيام بعد السقوط حدث كثيرا في السابق قال الله تعالى: [وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ] {آل عمران:146}.
فما حدث لكم قد حدث لمن قبلكم، وأن القيام بعد السقوط هو القاعدة التي ينطلق منها المسلم.

6-توضيح أن الذي أصابك قد أصاب عدوك أيضا

يقول تعالى: [إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] {آل عمران:140}. وقوله تعالى: [إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمً] {النساء:104}.
فقد قتل من المشركين يوم أحد اثنان وعشرون، وفي رواية أصح سبعة وثلاثون، وهذا عدد كبير إذا نظرنا إلى معركة أحد، وقد فقدوا قبل ذلك يوم بدر سبعين من كبار المشركين، وأساطين الضلالة.

7- تداول السلطة

يقول تعالى: [وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ] {آل عمران:140}.
فمن سنة الله في كونه تداول السلطة بين الأمم، وأمة الإسلام لا تخرج عن هذا القانون، فعندما نعلم ذلك لا نجزع وقت نزول الهزيمة بنا.

8- المسلم يستطيع أن يبدأ بداية جديدة وبصفحة بيضاء دون خطايا أو ذنوب مهما يكون ما فعل قبل ذلك، ي
قول تعالى في بداية الحديث عن غزوة أحد: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] {آل عمران:133}.
فهذه الآية تعد المسلمين بالمغفرة ويقول تعالى: [وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ] {آل عمران:135}.
وقال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ] {آل عمران:155}.
وأما قوله: [وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ] فإن معناه: ولقد تجاوز الله عن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان. فقد ذكر العفو مباشرة، بعد ذكر ما حدث من المسلمين يوم أحد، فهذا تحفيز للمسلمين إلى البداية من جديد بصفحة بيضاء.

9- الإنسان لا يحاسب يوم القيامة على النتائج وإنما يحاسب على الأعمال
يقول تعالى: [لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلَادِ(196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ] {آل عمران:196، 197}.
فهؤلاء المشركون مآلهم جهنم وبئس المصير، ربما ينتصرون في معركة أو معركتين، ولكن مصيرهم جهنم يَصَلْونها بما قدمت أيديهم.
أما بالنسبة للمسلمين يقول تعالى: [فَآَتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] {آل عمران:148}. فالثواب الحق هو ثواب الآخرة.

10- التحذير من طول القعود والتكاسل والتباطؤ فالمسلم يكون بين الخوف والرجاء،
فكما أن هناك تبشير فهناك التحذير من المعصية، وهناك العقاب من الله عز وجل إن خالف الإنسان أوامر الله ورسوله، وبهذا المنهج المتوازن بين الخوف والرجاء يسير المسلم في هذه الحياة.
بهذه الأمور عالج القرآن الكريم هذه المصيبة التي ألمت بهم، وأخذ بيدهم حتى يستعيدوا مكانتهم من جديد، فقد غفر ذنوبهم، ووعدهم بالنصر إن هم نصروه عز وجل.

اسأل الله العلي القدير ان نستفيد من هذه الدروس العظيمة وا ن تكون سببا لبث الامل في نفس كل من عنده مصيبة و يظن انه لا يقدر عليها
فدفعته للشعور بالحزن واليأس ... اللهم امين
( منقول)​
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه