كأب أو حتى أم ماذا لو حدث خلاف بين ابنتي وزوجها؟

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
314

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
كأب أو حتى أم ماذا لو حدث خلاف بين ابنتي وزوجها؟
ماذا أفعل إن حدث خلاف بين ابنتي وزوجها؟ وما هو دوري حينها كأب في الإصلاح بينهما و الانتصار للحق؟

قبل أيام قليلة نشر أحدهم مشكلة وقع فيها مع زوجته و أهلها، حيث قامت زوجته برفع صوتها عليه بشكل فج، فلطمها، فتركت البيت دون استئذان و ذهبت لأبيها... ولما حاول الاتصال بأبيها، هدده الأب تهديدات صريحة، ووضح له انه لن يحلم باستعادة زوجته مرة أخرى...

كثير من الناس قد يطرح سؤالا.. ماذا لو لا قدر الله، حصلت حالة خلاف مشابهة بين ابنته وزوجها، اضطر فيها الزوج لضربها أو اضطرت هي للخروج من بيته... ما هو التصرف الصحيح حينها؟

بداية يجب التنويه لنقطة مهمة : الإعلام و المقررات الدراسية من الأسباب القوية لانتشار الفكر النسوي بين بنات المسلمين، لكن يبقى السبب الرئيسي و الأهم هم آباء الجيل السابق، بالضبط جيل مواليد ما بين الخمسينيات و الثمانينيات من القرن الماضي... هذا الجيل الذي تصالح و تقبل كل هذه السموم القادمة من الغرب، و تشرب بقيمها ثم فرضها على الجيل الذي بعده " الأبناء" ... تأخير الزواج،التشجيع على الخروج و العمل، شيطنة الزوج، اعتبار ربة البيت مجرد جارية،التخويف من الزواج، التصالح مع الاختلاط... كلها افكار ستجدها منتشرة بقوة بين أبناء ذلك الجيل " الآباء الحاليين" و يلقوننها لبناتهم منذ نعومة أظافرهن سواء آباء أو أمهات... وها نحن نرى كذلك تعامل هؤلاء الآباء و الأمهات مع أزواج بناتهن، خاصة في حالات الخلاف، والله المستعان.

فالمطلوب منك أولا كأب ، أن تربي ابنتك كذلك منذ صغرها على الفطرة و على ما يريد الإسلام منها أن تكون... امرأة حيية، غير مسترجلة و لا ناشز، تحترم زوجها و تطيعه وتعرف قدره وأيضا ان لا تكشف أسرار بيتها لأي كان الا في حالة الضرورات القصوى... و عليك أيضا بالتوازي أن تختار لها شابا ذو مروءة على الفطرة بدوره، يتقي الله فيها و يحسن إليها و لا يظلمها...

طيب فرضا رغم كل هذا، حدث خلاف قوي بينه وبينها، فضربها و تركت بيته ولجئت عندك لتشتكي؟ كيف تتصرف حينها؟

- طيب خاطرها وواسيها وأعطها الإحساس بالأمان.

- كلم زوجها، واسمع روايته لقصة الخلاف أيضا وافهم منه ماذا حصل.

- لو ابنتك تركت بيت زوجها دون اذنه فاعتذر له و استئذنه أن تظل عندك لمدة يومين أو ثلاث.

- خلال هذه الفترة، عليك التحدث مع ابنتك و اكتشاف إلى أي حد يعكس هذا الخلاف علاقتها بزوجها... هل هو مجرد سحابة صيف؟ أم هو تجسيد لوجود مشاكل أخرى عميقة تهدد العلاقة الزوجية من أصلها لا قدر الله.

قد يقول البعض، لكنها غالبا ستظهر الشكوى و عدم الرضا فكيف اعرف؟ أنت رجل، وهذه ابنتك... المفروض أنك تعرف شخصيتها جيدا و تقرأ بين معاني أفعالها و تصرفاتها...

- تأكدت أن الأمر مجرد خلاف عابر... عليك المساعدة في لم شملها من جديد بزوجها... تكلم مع الزوج مرة أخرى، وعاتبه إن كان قد أخطئ في حقها، واطلب منه أن يلين بدوره و يراضيها.

- قل لابنتك بدورها أن تعتذر إذا أخطأت، وتطيب خاطر زوجها و تراضيه.

- احرص أن يكون لقائهما الأول بعد الخلاف، في مكان محايد خارج بيتك.. مكان اعتادا الذهاب إليه في باقي أيام صفاء العلاقة،فلا هي تذهب إليه مكسورة و لا هو يأتي ليأخذها مكسورا.

- إذا تكرر خروجها من بيتها ولجوئها إليك بدعوى وجود خلافات بينها و بين زوجها، مرات كثيرة على فترات متقاربة... فخيرها بين أمرين.. الطلاق أو أن لا تعود لتشتكي عندك مرة أخرى...

- لو لا قدر الله، تأكدت من استحالة استمرار علاقة ابنتك بزوجها، فسهل أمر الطلاق ما استطعت، و لا تحمل أحدا ما لا يطيق.

أخيرا، من الطبيعي جدا أن نفسك قد تراودك لتنحاز لابنتك، و تتعصب لها حتى لو كانت مخطئة، فعاطفة الأبوة قوية... لكن حينها اطرح على نفسك سؤالا مهما.. هل أنا هنا انحاز لابنتي؟ أم لنفسي؟ واعلم انك لو سعيت لطلاق ابنتك، عند أبسط خلاف، فلا تستغرب إن كرهتك جهرا أو سرا، بعد مرور فترة وجيزة يعود فيها شوقها لزوجها و حنينها لبيتها... فالمرأة تبقى عاطفية.. و غضبها اللحظي لا يعني وجود رغبة حقيقية في الانفصال، خاصة لو زوجها إنسان صالح، ووقع منه أو منها زلل ككل البشر...

تذكر أنه ليس من المروءة و لا الرجولة أن تسعى لتكسر رجلا أمام زوجته،حتى لو كانت زوجته هي ابنتك، فلا بد للرجل أن يبقى دائما كبيرا في عين امرأته... ونحن هنا لا نقصد الحالات التي يكون فيها الزوج مجرما فاجرا جبارا... فهنا المروءة الحقيقية تقتضي الانتصار لابنتك من الظلم، لكن نقصد الحالات و المشاكل الاجتماعية الطبيعية و العابرة، والتي مع الأسف صارت كثيرا ما تؤدي اليوم إلى إنهاء علاقات زوجية طيبة، بسبب تدخل الأهالي و تعنت الآباء.

 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه