قصص قبل النوم ...

احصائياتى
الردود
71
المشاهدات
11K

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
قصص قبل النوم ...


القصة ما قبل النوم تأثير كبير على شخصية الطفل و تكوين أفكاره و ثقافته ، فهي البوابة الأولى للطفل للثقافة الاطلاع على البيئة من حوله
بالإضافة إلى أنها لحظات ممتعة تشعر الطفل بقرب والديه منه و يسعد بالتحدث معهما و سماعهما

فما رأيكم بأن نجمع في هذه الصفحة أحلى و امتع قصص الأطفال ، حتى نستفيد منها و يستفيد منها جميع الآباء و الأمهات ؟

أرجو أن تدخل كل عضوه منكن بقصة ، و الأجمل أن تكون مصورة

جزاكم الله كل خير
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : قصص قبل النوم ... | المصدر : الأمومة والتربية

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
خالد بن الوليد

{سيف الله المسلول}



إن أمره لعجيب .. هذا الفاتك بالمسلمين يوم أحد والفاتك بأعداء الإسلام بقية الأيام . ألا فلنأت على قصته من البداية ولكن أية بداية ؟ انه هو نفسه , لا يكاد يعرف لحياته بدءاً إلا ذلك اليوم الذي صافح فيه الرسول مبايعاً .. ولو استطاع لنحّى عمره وحياته , وكل ما سبق ذلك اليوم من سنين , وأيام . فلنبدأ معه إذن من حيث يحب .. من تلك اللحظة الباهرة التي خشع فيها قلبه لله , وتلقت روحه فيها لمسة من يمين الرحمن , فنفجّرت شوقاً إلى دينه وإلى رسوله , وإلى استشهاد عظيم في سبيل الحق , ينضو عن كاهله أوزار مناصرته الباطل في أيامه الخاليات . لقد خلا يوما إلى نفسه, وأدار خواطره الرشيدة على الدين الجديد الذي تزداد راياته كل يوما تألقاً وارتفاعاً , وتمنّى على الله علام الغيوب أن يمدّ إليه من الهدى بسبب .. والتمعت في فؤاده الذكي بشائر اليقين , فقال : والله لقد استقام المنسم .. وان الرجل لرسول .. فحتى متى ؟ أذهب والله , فأسلم . ولنصغ إليه رضي الله عنه وهو يحدثنا عن مسيره المبارك إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام . وعن رحلته من مكة إلى المدينة ليأخذ مكانه في قافلة المؤمنين : يقول رضي الله عنه وددت لو أجد من أصاحب , فلقيت عثمان بن طلحة , فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة , وخرجنا جميعاً فأدلجنا سحراً .. فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص , فقال مرحباً يا قوم , قلنا : وبك .. قال : أين مسيركم ؟ فأخبرناه , وأخبرنا أيضاً أنه يريد النبي ليسلم . فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان .. فلما اطّلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه بالنبوّة فردّ علي السلام بوجه طلق , فأسلمت وشهدت شهادة الحق . فقال الرسول : قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير .. وبايعت رسول الله وقلت : استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صدّ عن سبيل الله . فقال : إن الإسلام يجبّ ما كان قبله .. قلت : يا رسول الله على ذلك .. فقال : اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صدّ عن سبيلك .. وتقدّم عمرو بن العاص , وعثمان بن طلحة , فأسلما وبايعا رسول الله . أتذكرون أنباء الثلاثة شهداء أبطال معركة مؤتة ؟ لقد كانوا زيد بن حارثة , وجعفر بن أبي طالب , وعبد الله بن رواحة .. لقد كانوا أبطال غزوة مؤتة بأرض الشام .. تلك الغزوة التي حشد لها الروم مائتي ألف مقاتل , والتي أبلى المسلمون فيها بلاء منقطع النظير .. وتذكرون العبارة الجليلة الآسية التي نعى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قادة المعركة الثلاثة حين قال : أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً . ثم أخذها جعفر فقاتل بها , حتى قتل شهيداً .. ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً . ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله , ففتح الله على يديه . فمن كان هذا البطل ؟ لقد كان خالد بن الوليد .. الذي سارع إلى غزوة مؤتة جندياً عادياً تحت قيادة القواد الثلاثة الذين جعلهم الرسول على الجيش : زيد , وجعفر وعبد الله بن رواحة , والذين استشهدوا بنفس الترتيب على أرض المعركة الضارية .. وبعد سقوط آخر القواد شهيداً , سارع إلى اللواء ثابت بن أقوم فحمله بيمينه ورفعه عالياً وسط الجيش المسلم حتى لا تبعثر الفوضى صفوفه .. ولم يكد ثابت يحمل الراية حتى توجه بها مسرعاً إلى خالد بن الوليد , قائلاً له : خذ اللواء يا أبا سليمان .. ولم يجد خالد من حقّه وهو حديث العهد بالإسلام أن يقود قوماً فيهم الأنصار والمهاجرون الذين سبقوه بالإسلام . هنالك قال مجيباً ثابت بن أقرم : لا آخذ اللواء , أنت أحق به .. لك سن وقد شهدت بدراً .. وأجابه ثابت : خذه , فأنت أدرى بالقتال مني , ووالله ما أخذته إلا لك . ثم نادى في المسلمين : أترضون إمرة خالد ؟ قالوا : نعم .. واعتلى العبقري جواده . ودفع الراية بيمينه إلى الأمام كأنما يقرع أبواباً مغلقة آن لها أن تفتح على طريق طويل سيقطعه البطل وثباً .. في حياة الرسول وبعد مماته , حتى تبلغ المقادير بعبقريته الخارقة أمراً كان مقدوراً
ولّي خالد إمارة الجيش بعد أن كان مصير المعركة قد تحدد . فضحايا المسلمين كثيرون , وجنبهم مهيض .. وجيش الروم في كثرته الساحقة كاسح , ظافر مدمدم .. ولم يكن بوسع أية كفاية حربية أن تغير من المصير شيئاً , فتجعل المغلوب غالباً , والغالب مغلوباً .. إلا توفيق الله ونصره . وكان العمل الوحيد الذي ينتظر عبقرياً لكي ينجزه , هو وقف الخسائر في جيش الإسلام , والخروج ببقيته سالماً , أي الانسحاب الوقائي الذي يحول دون هلاك بقية القوة المقاتلة على أرض المعركة . بيد أن انسحاباً كهذا كان من الاستحالة بمكان .. ولكن , إذا كان صحيحاً أنه لا مستحيل على القلب الشجاع فمن أشجع قلباً من خالد , ومن أروع عبقرية وأنفذ بصيرة ؟ هنالك تقدم سيف الله يرمق أرض القتال الواسعة بعينين كعيني الصقر , ويدير الخطط في بديهته بسرعة الضوء .. ويقسم جيشه , والقتال دائر , إلى مجموعات , ثم يكلف إلى كل مجموعة بمهامها .. وراح يستعمل فنّه المعجز ودهاءه البليغ حتى فتح في صفوف الروم ثغرة فسيحة واسعة , خرج منها جيش المسلمين كله سليماً معافى . بعد أن نجا بسبب من عبقرية بطل الإسلام من كارثة ماحقة ما كان لها من زوال . وفي هذه المعركة أنعم الرسول على خالد بهذا اللقب العظيم . وتنكث قريش عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة .. وعلى الجناح الأيمن من الجيش , يجعل الرسول خالداً أميراً .. ويدخل خالد مكة , واحداً من قادة الجيش المسلم , والأمة المسلمة بعد أن شهدته سهولها وجبالها قائداً من قوّاد جيش الوثنية والشرك زمناً طويلاً .. وتخطر له ذكريات الطفولة , حيث مراتعها الحلوة .. وذكريات الشباب , حيث ملاهيه الصاخبة .. ثم تجيشه ذكريات الأيام الطويلة التي ضاع فيها عمره قرباناً خاسراً لأصنام عاجزة كاسدة .. وقبل أن يعضّ الندم فؤاده ينتفض تحت تحت روعة المشهد وجلاله .. مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل آثار التعذيب والهول , يعودون إلى البلد الذي أخرجوا منه بغياً وعدواً , يعودون إليه على صهوات أجسادهم الصاهلة , وتحت رايات الإسلام الخافقة .. وقد تحوّل همسهم الذي كانوا يتناجون به في دار الأرقم بالأمس , إلى تكبيرات صادعة رائعة ترجّ مكة رجّاً , وتهليلات باهرة ظافرة , يبدو الكون معها , وكأنه كله في عيد
ويرفع خالد رأسه إلى أعلى .. ويرمق في إجلال وغبطة وحبور رايات الإسلام تملأ الأفق .. فيقول لنفسه : أجل إنه وعد الله ولا يخلف الله وعده . ثم يحني رأسه شاكراً نعمة ربه الذي هداه للإسلام وجعله في يوم الفتح العظيم هذا , واحداً من الذين يحملون راية الإسلام إلى مكة .. وليس من الذين سيحملهم الفتح على الإسلام .. ويظل خالد إلى جانب رسول الله , واضعاً كفاياته المتفوقة في خدمة الدين الذي آمن به من كل يقينه , ونذر له كل حياته . وبعد أن يلحق الرسول بالرفيق الأعلى , ويحمل أبو بكر مسؤولية الخلافة , وتهبّ أعاصير الردّة غادرة ماكرة , مطوقة الدين الجديد بزئيرها المصمّ وانتفاضها المدمدم .. يضع أبو بكر عينه لأول وهلة على بطل الموقف ورجل الساعة .. أبي سليمان , سيف الله , خالد بن الوليد .. وصحيح أن أبا بكر لم يبدأ معارك المرتدين إلا بجيش قاده هو بنفسه , ولكن ذلك لا يمنع أنه ادّخر خالداً ليوم الفصل , وأن خالداً في المعركة الفاصلة التي كانت أخطر معارك الردة جميعاً , كان رجلها الفذ وبطلها الملهم . فعندما بدأت جموع المرتدين تتهيأ لانجاز مؤامرتها الضخمة , صمم الخليفة العظيم أبو بكر على أن يقود جيوش المسلمين بنفسه , ووقف زعماء الصحابة يبذلون محاولات يائسة لصده عن هذا العزم . ولكنه ازداد تصميماً .. ولعله أراد بهذا أن يعطي القضية التي دعا الناس لخوض الحرب من أجلها أهميّة وقداسة , لا يؤكدها في رأيه إلا اشتراكه الفعلي في المعارك الضارية التي ستدور رحاها بين قوى الإيمان , وبين جيوش الضلال والردة , وإلا قيادته المباشرة لبعض أو لكل القوات المسلمة .. ولقد كانت انتفاضات الردة بالغة الخطورة , على الرغم من أنها بدأت وكأنها تمرّد عارض . لقد وجد فيها جميع الموتورين من الإسلام والمتربصين به فرصتهم النادرة , سواء بين قبائل العرب , أم على الحدود , حيث يجثم سلطان الروم والفرس , هذا السلطان الذي بدأ يحسّ خطر الإسلام الأكبر عليه , فراح يدفع الفتنة في طريقه من وراء ستار .. ونشبت نيران الفتنة في قبائل : أسد , وغطفان , وعبس , وطيء , وذبيان .. ثم في قبائل : بني غامر , وهوزان , وسليم , وبني تميم .. ولم تكد المناوشات تبدأ حتى استحالت إلى جيوش جرّارة قوامها عشرات الألوف من المقاتلين .. واستجاب للمؤامرة الرهيبة أهل البحرين , وعمان , والمهرة , وواجه الإسلام أخطر محنة , واشتعلت الأرض من حول المسلمين ناراً .. ولكن كان هناك أبو بكر
عبّأ أبو بكر المسلمين وقادهم إلى حيث كانت قبائل بني عبس , وبني مرّة , وذبيان قد خرجوا في جيش لجب .. ودار القتال, وتطاول , ثم كتب للمسلمين نصر مؤزر عظيم .. ولم يكد الجيش المنتصر يستقر بالمدينة . حتى ندبه الخليفة للمعركة التالية .. وكانت أنباء المرتدين وتجمّعاتهم تزداد كل ساعة خطورة .. وخرج أبو بكر على رأس هذا الجيش الثاني , ولكن كبار الصحابة يفرغ صبرهم , ويجمعون على بقاء الخليفة بالمدينة , ويعترض علي بن أبي طالب طريق أبا بكر ويأخذ بزمام راحلته التي كان يركبها وهو ماض أمام جيشه الزاحف فيقول له : إلى أين يا خليفة رسول الله ؟ إني أقول لك ما قاله رسول الله يوم أحد : لمّ سيفك يا أبا بكر لا تفجعنا بنفسك . وأمام إجماع مصمم من المسلمين , رضي الخليفة أن يبقى بالمدينة وقسّم الجيش إلى إحدى عشرة مجموعة .. رسم لكل مجموعة دورها .. وعلى مجموعة ضخمة من تلك المجموعات كان خالد بن الوليد أميراً .. ولما عقد الخليفة لكل أمير لواءه , اتجه صوب خالد وقال يخاطبه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نعم عبد الله وأخو العشيرة , خالد ابن الوليد , سيف من سيوف الله سلّه الله على الكفار والمنافقين . ومضى خالد إلى سبيله ينتقل بجيشه من معركة إلى معركة , ومن نصر إلى نصر حتى كانت المعركة الفاصلة .. فهناك باليمامة كان بنو حنيفة , ومن انحاز إليهم من القبائل , قد جيّشوا أخطر جيوش الردة قاطبة , يقوده مسيلمة الكذاب . وكانت بعض القوات المسلمة قد جرّبت حظها مع جيوش مسيلمة , فلم تبلغ منه منالاً .. وجاء أمر الخليفة إلى قائده المظفر أن سر إلى بني حنيفة .. وسار خالد .. ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق إليه حتى أعاد تنظيم جيشه , وجعل منه خطراً حقيقياً , وخصماً رهيباً . والتقى الجيشان : وحين تطالع في كتب السيرة والتاريخ , سير تلك المعركة الهائلة, تأخذك رهبة مضنية , إذ تجد نفسك أمام معركة تشبه في ضراوتها وجبروتها معارك حروبنا الحديثة , وإن اختلّفت في نوع السلاح وظروف القتال .. ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة , وأقبل مسيلمة في خيلائه وبغيه , صفوف جيشه من الكثرة كأنها لا تؤذن بانتهاء .. وسّلم خالد الألوية والرايات لقادة جيشه , والتحم الجيشان ودار القتال الرهيب , وسقط شهداء المسلمين تباعاً كزهور حديقة طوّحت بها عاصفة عنيدة .. وأبصر خالد رجحان كفة الأعداء , فاعتلى بجواده ربوة قريبة وألقى على المعركة نظرة سريعة , ذكية وعميقة
ومن فوره أدرك نقاط الضعف في جيشه وأحصاها .. رأى الشعور بالمسؤولية قد وهن تحت وقع المفاجأة التي دهمهم بها جيش مسيلمة , فقرر في نفس اللحظة أن يشدّ في أفئدة المسلمين جميعاً إلى أقصاه .. فمضى ينادي إليه فيالق جيشه وأجنحته , وأعاد تنسيق مواقعه على أرض المعركة , ثم صاح بصوته المنتصر : امتازوا , لنرى اليوم بلاء كل حيّ . وامتازوا جميعاً .. مضى المهاجرون تحت راياتهم , والأنصار تحت رايتهم .. وهكذا صار واضحاً تماماً , من أين تجيء الهزيمة حين تجيء واشتعلت الأنفس حماسة , اتّقدت مضاء , وامتلأت عزماً وروعة .. وخالد بين الحين والحين , يرسل تكبيرة أو تهليلة أو صيحة يلقى بها أمراً , فتتحوّل سيوف جيشه إلى مقادير لا رادّ لأمرها , ولا معوّق لغاياتها . وفي دقائق معدودة تحوّل اتجاه المعركة وراح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات , فالمئات فالألوف . لقد نقل خالد حماسته إلى جنوده , وحلّت روحه في جيشه جميعاً .. وتلك كانت إحدى خصال عبقريّته الباهرة .. وهكذا سارت أخطر معارك الردة وأعنف حروبها , وقتل مسيلمة .. وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال , وطويت تحت التراب إلى الأبد راية الدّعيّ الكذاب . وفي المدينة صلى الخليفة لربه الكبير المتعال صلاة الشكر , إذ منحهم هذا النصر , وهذا البطل . وكان أبو بكر قد أدرك بفطنته وبصيرته ما لقوى الشر الجاثمة وراء حدود بلاده من دور خطير في تهديد مصير الإسلام وأهله .. الفرس في العراق .. والروم في بلاد الشام .. إمبرطوريتان خرعتان , تتشبثان بخيوط واهنة من حظوظهما الغاربة وتسومان الناس في العراق وفي الشام سوء العذاب , بل وتسخرهم , وأكثرهم عرب , لقتال المسلمين العرب الذين يحملون راية الدين الجديدة , يضربون بمعاوله قلاع العالم القديم كله , ويجتثون عفنه وفساده
هنالك أرسل الخليفة العظيم المبارك توجيهاته إلى خالد أن يمضي بجيشه صوب العراق .. ويمضي البطل إلى العراق , وليت هذه الصفحات كانت تتسع لتتبع مواكب نصره , إذن لرأينا من أمرها عجبا . لقد استهلّ عمله في العراق بكتب أرسلها إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه : "بسم الله الرحمن الرحيم .. من خالد بن الوليد .. إلى مرازبة فارس .. السلام على من اتبع الهدى .. أما بعد , فالحمد لله الذي فضّ خدمكم , وسلب ملككم , ووهّن كيدكم .. من صلى صلاتنا , واستقبل قبلتنا , وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم , له ما لنا وعليه ما علينا .. إذا جاءكم كتابي فابعثوا إليّ بالرهن واعتقدوا مني الذمّة وإلا , فوالذي لا اله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة" . وجاءته طلائعه التي بثها في كل مكان بأنباء الحشود الكثيرة التي يعدها له قوّاد الفرس في العراق , فلم يضيّع وقته , وراح يقذف بجنوده على الباطل ليدمغه .. وطويت له الأرض طيّاً عجيباً .في الأبلّة , إلى السّدير , فالنّجف , إلى الحيرة , فالأنبار , فالكاظمية . مواكب نصر تتبعها مواكب .. وفي كل مكان تهلّ به رياحه البشريات ترتفع للإسلام راية يأوي إلى فيئها الضعفاء والمستعبدون . أجل , الضعفاء والمستعبدون من أهل البلد الذين كان الفرس يستعمرونهم , ويسومونهم سوء العذاب .. وكم كان رائعاً من خالد أن بدأ زحفه بأمر أصدره إلى جميع قوّاته : لا تتعرّضوا للفلاحين بسوء , دعوهم في شغلهم آمنين , إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم , فآنئذ قاتلوا المقاتلين . وسار بجيشه الظافر كالسكين في الزبد الطريّ حتى وقف على تخوم الشام . وهناك دوّت أصوات المؤذنين , وتكبيرات الفاتحين . ترى هل سمع الروم في الشام ؟ وهل تبيّنوا في هذه التكبيرات نعي أيامهم , وعالمهم ؟ أجل لقد سمعوا .. وفزّعوا .. وقرّروا أن يخوضوا في أتون معركة اليأس والضياع .. كان النصر الذي أحرزه الإسلام على الفرس في العراق بشيراً بنصر مثله على الروم في الشام .. فجنّد الصدّيق أبو بكر جيوشاً عديدة , واختار لإمارتها نفراً من القادة المهرة , أبو عبيدة بن الجراح , وعمرو بن العاص , ويزيد بن أبي سفيان , ثم معاوية بن أبي سفيان .. وعندما نمت أخبار هذه الجيوش إلى إمبراطور الروم نصح وزراءه وقوّاده بمصالحة المسلمين , وعدم الدخول معهم في حرب خاسرة
بيد أن وزراءه وقوّاده أصرّوا على القتال وقالوا: والله لنشغلنّ أبا بكر على أن يورد خيله إلى أرضنا . وأعدوا للقتال جيشاً بلغ قوامه مائتي وأربعين ألف مقاتل . وأرسل قادة المسلمين إلى الخليفة بالصورة الرهيبة للموقف فقال أبو بكر : والله لأشفينّ وساوسهم بخالد . وتلقى خالد أمر الخليفة بالزحف إلى الشام , ليكون أميراً على جيوش الإسلام التي سبقته إليها .. وما أسرع ما امتثل خالد وأطلع , فترك على العراق المثنّى بن الحارثة وسار مع قواته التي اختارها حتى وصل مواقع المسلمين بأرض الشام , وأنجز بعبقريته الباهرة تنظيم الجيش المسلم وتنسيق مواقعه في وقت وجيز , وبين يدي المعركة واللقاء , وقف في المقاتلين خطيباً فقال بعد أن حمد ربه وأثنى عليه : إن هذا يوم من أيام الله , لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي .. أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم , وتعالوا نتعاور الإمارة , فيكون أحدنا اليوم أميراً , والآخر غداً , والآخر بعد غد , حتى يتأمّر كلكم . ولم تنقص القائد العظيم الفطنة المفعمة بالإيثار , فعلى الرغم من أن الخليفة وضعه على رأس الجيش بكل أمرائه , فانه لم يشأ أن يكون عوناً للشيطان على أنفس أصحابه , فتنازل لهم عن حقه الدائم في الإمارة وجعلها دولة بينهم .. اليوم أمير , وغداً أمير ثان .. وبعد غد أمير آخر .. وهكذا .. كان جيش الروم بأعداده وبعتاده , شيئاً بالغ الرهبة .. لقد أدرك قوّاد الروم أن الزمن في صالح المسلمين , وأن تطاول القتال وتكاثر المعارك يهيئان لهم النصر دائماً , من أجل ذلك قرروا أن يحشدوا كل قواهم في معركة واحدة يجهزون خلالها على العرب حيث لا يبقى لهم بعدها وجود . وما من شك أن المسلمين أحسّوا يوم ذاك من الرهبة والخطر ما ملأ نفوسهم المقدامة قلقاً وخوفاً .. ولكن إيمانهم كان يخفّ لخدمتهم في مثل تلك الظلمات الحالكات , فإذا فجر الأمل والنصر يغمرهم بسناه . ومهما يكن بأس الروم وجيوشهم , فقد قال أبو بكر , وهو بالرجال جدّ خبير : خالد لها . وقال : والله , لأشفينّ وساوسهم بخالد
عبأ ابن الوليد جيشه , وقسمه إلى فيالق , ووضع للهجوم والدفاع خطة جديدة تتناسب مع طريقة الروم بعد أن خبر وسائل إخوانهم الفرس في العراق .. ورسم للمعركة كل مقاديرها .. ومن عجب أن المعركة دارت كما رسم خالد وتوقع , خطوة خطوة , وحركة حركة , حتى ليبدو وكأنه لو تنبأ بعدد ضربات السيوف في المعركة , لما أخطأ التقدير والحساب . كل مناورة توقعها من الروم صنعوها .. كل انسحاب تنبأ به فعلوه .. وقبل أن يخوض القتال كان يشغل باله قليلاً , احتمال قيام بعض جنود جيشه بالفرار , خاصة أولئك الذين هم حديثو العهد بالإسلام , بعد أن رأى ما ألقاه منظر جيش الروم من رهبة وجزع . وكان خالد يتمثل عبقرية النصر في شيء واحد , هو الثبات .. وكان يرى أن حركة هروب يقوم بها اثنان أو ثلاثة , يمكن أن تشيع في الجيش من الهلع والتمزق ما لا يقدر عليه جيش العدو بأسره .. من أجل هذا , كان صارماً , تجاه الذي يلقي سلاحه ويولي هارباً . وفي تلك الموقعة بالذات موقعة اليرموك , وبعد أن أخذ جيشه مواقعه , دعا نساء المسلمين , ولأول مرّة سلّمهن السيوف , وأمرهن , بالوقوف وراء صفوف المسلمين من كل جانب وقال لهن : من يولّي هارباً فاقتلنه .. وكانت لفتة بارعة أدت مهمتها على أحسن وجه . وقبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز إليه خالد ليقول له بضع كلمات .. وبرز إليه خالد , حيث تواجها فوق جواديهما في الفراغ الفاصل بين الجيشين .. وقال ماهان قائد الروم يخاطب خالداً : "قد علمنا أنه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجوع والجهد .. فان شئتم , أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاماً , وترجعون إلى بلادكم , وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها". وضغط خالد الرجل والبطل على أسنانه , وأدرك ما في كلمات قائد الروم من سوء الأدب .. وقرر أن يرد عليه بجواب مناسب , فقال له : "انه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت , ولكننا قوم نشرب الدماء , وقد علمت أنه لا دم أشهى وأطيب من دم الروم , فجئنا لذلك". وشد البطل زمام جواده عائداً إلى صفوف جيشه . ورفع اللواء عالياً مؤذناً بالقتال
كان جيشه يندفع كالقذيفة المصبوبة . ودار قتال ليس لضراوته نظير .. وأقبل الروم في فيالق كالجبال .. وبدا لهم من المسلمين ما لم يكونوا يحتسبون .. ورسم المسلمون صوراً تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم .. فهذا أحدهم يقترب من أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه والقتال دائر ويقول : إني قد عزمت على الشهادة , فهل لك من حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغها له حين ألقاه ؟ فيجيب أبو عبيدة : نعم قل له : يا رسول الله إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً . ويندفع الرجل كالسهم المقذوف .. يندفع وسط الهول مشتاقاً إلى مصرعه ومضجعه .. يضرب بسيفه حتى يرتفع شهيداً .. وهذا عكرمة بن أبي جهل .. ينادي في المسلمين حين ثقلت وطأة الروم عليهم قائلاً : لطالما قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهدني الله للإسلام , أفأفرّ من أعداء الله اليوم ؟ ثم يصيح : من يبايع على الموت . فيبايعه على الموت كوكبة من المسلمين , ثم ينطلقون معاً إلى قلب المعركة لا باحثين عن النصر , بل عن الشهادة .. ويتقبّل الله بيعتهم وبيعهم , فيستشهدون . وهؤلاء آخرون أصيبوا بجراح أليمة , وجيء لهم بماء يبللون به أفواههم , فلما قدم الماء إلى أولهم , أشار إلى الساقي أن أعط أخي الذي بجواري فجرحه أخطر , وظمؤه أشد .. فلما قدّم إليه الماء, أشار بدوره لجاره . فلما انتقل إليه أشار بدوره لجاره .. وهكذا , حتى جادت أرواح أكثرهم ظامئة .. ولكن أنضر ما تكون تفانياً وايثاراً .. أجل.. لقد كانت معركة اليرموك مجالاً لفدائية يعز نظيرها . ومن بين لوحات الفداء الباهرة التي شهدتها معركة اليرموك ، تلك اللوحة الفذة التي تحمل صورة خالد بن الوليد على رأس مائة لا غير من جنده , ينقضّون على ميسرة الروم وعددها أربعون ألف جندي , وخالد يصيح في المائة الذين معه : والذي نفسي بيده ما بقي مع الروم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم . مائة يخوضون في أربعين ألف .. ثم ينتصرون
لقد بهرت عبقرية خالد قوّاد الروم وأمراء جيشهم , مما حمل أحدهم , واسمه جرجه على أن يدعو خالداً للبروز إليه في إحدى فترات الراحة بين القتال . وحين يلتقيان , يوجه القائد الرومي حديثه إلى خالد قائلاً : يا خالد , أصدقني ولا تكذبني فان الحرّ لا يكذب .. هل أنزل على نبيّكم سيفاً من السماء فأعطاك إيّاه , فلا تسلّه على أحد إلا هزمته ؟ قال خالد : لا . قال الرجل : فبم سميّت سيف الله ؟ قال خالد : إن الله بعث فينا نبيه , فمنا من صدّقه ومنا من كذّب .. وكنت فيمن كذّب حتى أخذ الله قلوبنا إلى الإسلام , وهدانا برسوله فبايعناه فدعا لي الرسول وقال لي : أنت سيف من سيوف الله , فهكذا سميّت .. سيف الله . قال القائد الرومي : وإلام تدعون ؟ قال خالد : إلى توحيد الله , وإلى الإسلام . قال : هل لمن يدخل في الإسلام اليوم مثل ما لكم من المثوبة والأجر؟ قال خالد : نعم وأفضل .. قال الرجل : كيف وقد سبقتموه ؟ قال خالد : لقد عشنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا , وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر .. أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه , ثم آمنتم بالغيب , فان أجركم أجزل وأكبر أصدقتم الله سرائركم ونواياكم . وصاح القائد الرومي , وقد دفع جواده إلى ناحية خالد , ووقف بجواره : علمني الإسلام يا خالد . وأسلم وصلى ركعتين لله عز وجل .. لم يصلّ سواهما , فقد استأنف الجيشان القتال .. وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتاً في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها . وبينما خالد يواصل اكتساح جيوش الروم إذا به يفاجأ بالبريد القادم من المدينة من الخليقة الجديد , أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. وفيه تحيّة الفاروق للجيش المسلم , نعيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه , وتولية أبي عبيدة بن الجرّاح مكانه . قرأ خالد الكتاب , وهمهم بابتهالات الترحّم على أبي بكر والتوفيق لعمر .. ثم طلب من حامل الكتاب ألا يبوح لأحد بما فيه وألزمه مكانه أمره ألا يغادره , وألا يتصل بأحد . واستأنف قيادته للمعركة مخفياً موت أبي بكر , وأوامر عمر حتى يتحقق النصر الذي بات وشيكاً وقريباً . ودقّت ساعة الظفر , واندحر الروم .. وتقدّم البطل من أبي عبيدة مؤدياً إليه تحيّة الجندي لقائده .. وظنها أبو عبيدة في أول الأمر دعابة من دعابات القائد الذي حقق نصراً لم يكن في الحسبان .. بيد أنه ما فتئ أن رآها حقيقة وجدّاً , فقبّل خالد بين عينيه , وراح يطري عظمة نفسه وسجاياه .. وثمّت رواية تاريخية أخرى تقول : إن الكتاب أرسل من أمير المؤمنين عمر إلى أبي عبيدة , وكتم أبو عبيدة النبأ عن خالد حتى انتهت المعركة . وسواء كان الأمر هذا أو ذاك , فان مسلك خالد في كلتا الحالتين هو الذي يعنينا .. ولقد كان مسلكاً بالغ الروعة والعظمة والجلال
ولقد هيأ له هذا الانتصار العظيم على النفس , كما هيأه لغيره , طراز الخلفاء الذين كانوا على رأس الأمة المسلمة والدولة المسلمة يوم ذاك .. أبو بكر وعمر .. اسمان لا يكاد يتحرّك بهما لسان , حتى يخطر على البال كل معجز من فضائل الإنسان , وعظمة الإنسان .. وعلى الرغم من الودّ الذي كان مفقوداً أحياناً بين عمر وخالد , فان نزاهة عمر وعدله , وورعه وعظمته الخارقة , لم تكن قط موضع تساؤل لدى خالد .. ومن ثم لم تكن قراراته موضع شك , لأن الضمير الذي يمليها , قد بلغ من الورع , ومن الاستقامة , ومن الإخلاص والصدق أقصى ما يبلغه ضمير منزه ورشيد . ولم يكن أمير المؤمنين عمر يأخذ على خالد من سوء , ولكنه كان يأخذ على سيفه التسرّع , والحدّة .. ولقد عبّر عن هذا حين اقترح على أبي بكر عزله اثر مقتل مالك بن نويرة , فقال : إن في سيف خالد رهقاً . أي خفة وحدّة وتسرّع .. فأجابه الصدّيق قائلاً : ما كنت لأشيم سيف سلّه الله على الكافرين . لم يقل عمر إن في خالد رهقاً .. بل جعل الرهق لسيفه لا لشخصه , وهي كلمات لا تنمّ عن أدب أمير المؤمنين فحسب , بل وعن تقديره لخالد أيضاً .. وخالد رجل حرب من المهد إلى اللحد .. فبيئته , ونشأته , وتربيته وحياته كلها , قبل الإسلام وبعده كانت كلها وعاء لفارس , مُخاطر , داهية . ثم إن إلحاح ماضيه قبل السلام , والحروب التي خاضها ضد الرسول وأصحابه , والضربات التي أسقط بها سيفه أيام الشرك رؤوساً مؤمنة , وجباه عابدة , كل هذا كان له على ضميره ثقل جعل سيفه توّاقاً إلى أن يطوّح من دعامات الشرك أضعاف ما طوّح من حملة الإسلام .. والسيف حين يكون في يد فارس خارق كخالد بن الوليد , ثم يحرّك اليد القابضة عليه ضمير متوهج بحرارة التطهر والتعويض , ومفعم بولاء مطلق لدين تحيط به المؤامرات والعداوات , فإن من الصعب على هذا السيف أن يتخلى عن مبادئه الصارمة , وحدّته الخاطفة .. وهكذا رأينا سيف خالد يسبب لصاحبه المتاعب . فحين أرسله النبي عليه الصلاة والسلام بعد الفتح إلى بعض قبائل العرب القريبة من مكة , وقال له : إني أبعثك داعياً لا مقاتلاً . غلبه سيفه على أمره ودفعه إلى دور المقاتل .. متخلياً عن دور الداعي الذي أوصاه به الرسول مما جعله عليه السلام ينتفض جزعاً وألماً حين بلغه صنيع خالد .. وقام مستقبلاً القبلة , رافعاً يديه , ومعتذراً إلى الله بقوله : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد . ثم أرسل عليّاً فودى لهم دماءهم وأموالهم . وقيل إن خالدا اعتذر عن نفسه بأن عبد الله بن حذافة السهمي قال له : إن رسول الله قد أمرك بقتالهم لامتناعهم عن الإسلام
كان خالد يحمل طاقة غير عادية .. وكان يستبد به توق عارم إلى هدم عالمه القديم كله .. لو أننا نبصره وهو يهدم صنم العزّى الذي أرسله النبي لهدمه . لو أننا نبصره وهو يدمدم بمعوله على هذه البناية الحجرية , لأبصرنا رجلاً يبدو كأنه يقاتل جيشاً بأسره , يطوّح رؤوس أفرداه ويبتر بالمنايا صفوفه . فهو يضرب بيمينه , وبشماله , وبقدمه , ويصيح في الشظايا المتناثرة , والتراب المتساقط : يا عزّى كفرانك , لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك .. ثم يحرقها ويشعل النيران في ترابها . كانت كل مظاهر الشرك وبقاياه في نظر خالد كالعزّى لا مكان لها في العالم الجديد الذي وقف خالد تحت أعلامه .. ولا يعرف خالد أداة لتصفيتها إلا سيفه .. على أننا إذ نتمنى مع أمير المؤمنين عمر , لو خلا سيف خالد من هذا الرهق , فإننا سنظل نردد مع أمير المؤمنين قوله : عجزت النساء أن يلدن مثل خالد . لقد بكاه عمر يوم مات بكاء كثيراً , وعلم الإنس فيما بعد أنه لم يكن يبكي فقده وحسب , بل ويبكي فرصة أضاعها الموت عن عمر إذ كان يعتزم رد الإمارة إلى خالد بعد أن زال افتتان الناس به . ومحيت أسباب عزله , لولا أن تداركه الموت وسارع خالد إلى لقاء ربه . نعم سارع البطل العظيم إلى مثواه في الجنة .. أما آن لجسده المجهد أن ينام قليلاً .. هو الذي كان يصفه أصحابه وأعداؤه بأنه : الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحداً ينام . إن روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائماً وأبداً , حيث تصهل الخيل , وتلتمع الأسنّة , وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة . وأنه ليقول : ما ليلة يهدى إليّ فيها عروس , أو أبشّر فيها بوليد , بأحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد , في سريّة من المهاجرين , أصبح بهم المشركين .. من أجل ذلك , كانت مأساة حياته أن يموت في فراشه , وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده , وتحت بريق سيفه .. هو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم , وقهر أصحاب الردّة , وسوّى بالتراب عرش فارس والروم , وقطع الأرض وثباً , في العراق خطوة خطوة , حتى فتحها للإسلام , وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للإسلام .. أميراً يحمل شظف الجندي وتواضعه .. وجندياً يحمل مسؤولية الأمير وقدوته .. كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه .. هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه : لقد شهدت كذا , وكذا زحفاً , وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح , أو رمية سهم .. ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير , فلا نامت أعين الجبناء
كلمات لا يجيد النطق بها في مثل هذا الموطن , إلا مثل هذا الرجل , وحين كان يستقبل لحظات الرحيل , شرع يملي وصيّته .. أتدرون إلى من أوصى .. إلى عمر بن الخطاب ذاته .. أتدرون ما تركته .. فرسه وسلاحه .. ثم ماذا ؟ لا شيء قط , مما يقتني الناس ويمتلكون .. ذلك أنه لم يكن يستحوذ عليه وهو حيّ , سوى اقتناء النصر وامتلاك الظفر على أعداء الحق . وما كان في متاع الدنيا جميعه ما يستحوذ على حرصه .. شيء واحد , كان يحرص عليه في شغف واستماتة .. تلك هي قلنسوته . سقطت منه يوم اليرموك . فأضنى نفسه والناس في البحث عنها .. فلما عوتب في ذلك قال : إن فيها بعضاً من شعر ناصية رسول الله وإني أتفاءل بها , وأستنصر . وأخيراً , خرج جثمان البطل من داره محمولاً على أعناق أصحابه ورمقته أم البطل الراحل بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودّعه

أنت خير من ألف ألف من*****القوم إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع ؟ فأنت أشجع من*****ليـث غضنفر يذود عن أشبال
أجواد ؟ فأنت أجود من*****سيل غامر يسيل بين الجبال

وسمعها عمر فازداد قلبه خفقاً .. ودمعه دفقاً .. وقال : صدقت .. والله إن كان لكذلك . وثوى البطل في مرقده .. ووقف أصحابه في خشوع , والدنيا من حولهم هاجعة , خاشعة , صامتة .. لم يقطع الصمت المهيب سوى صهيل فرس جاءت تركض بعد أن خلعت رسنها , وقطعت شوارع المدينة وثباً وراء جثمان صاحبها , يقودها عبيره وأريجه .. وإذ بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوت برأسها كالراية , وصهيلها يصدح .. تماماً مثلما كانت تصنع والبطل فوق ظهرها , يهدّ عروش فارس والروم , ويشفي وساوس الوثنية والبغي , ويزيح من طريق الإسلام كل قوى التقهقر والشرك .. وراحت وعيناها على القبر لا تزيغان تعلو برأسها وتهبط , ملوّحة لسيدها وبطلها مؤدية له تحية الوداع .. ثم وقفت ساكنة ورأسها مرتفع .. وجبهتها عالية .. ولكن من مآقيها تسيل دموع غزار وكبار . لقد وقفها خالد مع سلاحه في سبيل الله .. ولكن هل سيقدر فارس على أن يمتطي صهوتها بعد خالد ؟ وهل ستذلل ظهرها لأحد سواه ؟ ودعنا .. نردد مع أمير المؤمنين عمر كلماته العذاب الرطاب التي ودّعك بها ورثاك : رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير مما كان فيه ولقد عاش حميداً ومات سعيداً



 

هدهد

New member
معلومات هدهد
إنضم
4 فبراير 2007
المشاركات
1,478
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
تحت رحمه ربي ورحمه ربي وسعت كل شيء
حكايه قبل النوم خطيره لان صناعه العظماء تبداء من هناك ...هذا مش كلامي ولكن كلام المختصين...
حقيقه احتاج قصص لعيالي اقولها بصوتي قبل لا ينامو...
ياليت الاقي قصص للاطفال دون سن المدرسه ...
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
الكتكوت المغرور



صَوْصَوْ كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.

غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ.

قابل الكتكوت في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك.



قال لها: أنا لا أخافك .. وسار في طريقه.

وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك.



ثم سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار .... وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني .. كما ترى لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف.



ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.



سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.

ومرّ على بيت النحل..



فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.




قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرفتني قدر نفسي.

 

albdoor

New member
معلومات albdoor
إنضم
27 أكتوبر 2006
المشاركات
64
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
38
الموقع الالكتروني
www.4shared.com
عندي سؤاال
من اي عمر ابدا اقرا قصص لولدي ؟؟؟؟؟
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
قصة طفولة النبي - صلى الله عليه و سلم -



بدأ الليل يرخي سدوله على "مكة" وقد جللها سكون مهيب، لا يقطعه إلا أصوات طيور الليل،


أو نباح كلاب بعيدة يتردد صداه وكأنه قادم من الصحراء، وعلى ضوء القمر الذي يكاد يكتمل

في استدارته، ظهر مجموعة من الرجال وقد اتخذوا مجلسا لهم على مقربة من الكعبة.

و وسط المجلس كان هناك شيخ جليل ، وقد بدت عليه الحيرة كأنه يترقب حدثًا عظيمًا.

لفتت حيرة "عبد المطلب" أنظار الحاضرين ، فسأله أحدهم باهتمامٍ:

ـ ما لك يا سيد "قريش"؟! .. إنك تبدو الليلة شاردًا كأنك تنتظر أمرًا خطيرًا ..



رد "عبد المطلب" باقتضاب دون أن يحول بصره عن الكعبة:

ـ هو ذاك يا "زهير" .. فإن "آمنة بنت وهب" تنتظر مولودًا الليلة ...

ـ "آمنة" زوج ولدك "عبد الله"؟!

ـ نعم .. هذا الوليد سيخرج إلى الحياة دون أن يرى أباه !!

ـ هوِّن عليك يا "عبد المطلب" .. فلعلك تعوضه عن أبيه "عبد الله" !!

ـ مات "عبد الله" منذ شهورٍ قليلة، وهو في طريق عودته من رحلة تجارية إلى "الشام"،

فَدُفِنَ في "المدينة" عند أخواله من "بنى النجار".

وفجأة هبَّ أحد الجالسين واقفًا، وقال وهو يشير إلى امرأة قادمة من جهة بعض الدور القريبة:

ـ انظر يا أبي .. هذه جاريتي "ثويبة" قادمة نحونا.

ـ لعلها تحمل إلينا البشارة.

نهض "عبد المطلب" وهو يتوكأ على عصاه، كأنما يتعجل الجارية على الإسراع

نحوه لتزف إليه البشارة، واقتربت الجارية من مجلس القوم، وهي تقول بصوت لاهث:

ـ أبشر يا سيدي فقد وضعت سيدتي "آمنة" غلامًا جميلاً لم أر أجمل منه في حياتي.

صاح "عبد المطلب" بسعادة غامرة:

ـ أحقًا ما تقولين يا "ثويبة"؟!..

ثم التفت إلى ولده، وقال وهو يمسك به بكلتا يديه في انفعال:

ـ هيا يا "أبا لهب" .. لنذهب إلى "آمنة" كم أنا في شوق إلى رؤية ابن "عبد الله" !!

نظر "أبو لهبٍ" إلى "ثويبة" وهو يهتف بسعادة:

ـ لقد أتيت ببشرى عظيمة .. أنت منذ الآن حرة يا "ثويبة"..

* * *

جلس "عبد المطلب" في صمت وهو يستمع بدهشة وعجب إلى "آمنة":

ـ منذ أن حملت بهذا الوليد المبارك ما وجدت له مشقة حتى وضعته، فلما ولدته

خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب .

ظلَّ "عبد المطلب" يحملق مذهولاً كأنه لا يصدق شيئًا مما يسمعه، وتناهى

إلى سمعه صوت "ثويبة" وهي تقول:

ـ كان النور يغمر كلَّ شيء حولنا، فما شيء أنظره في البيت إلا نور.

ظل "عبد المطلب" يردد كأنه يحدث نفسه:

ـ أمر عجيب !!.. ليكونن لابني هذا شأن عظيم .. سأسميه "محمدًا".

قالت "آمنة" متعجبة:

ـ "محمد" ؟!.. هذا اسم غير منتشر بين العرب!!

هزَّ "عبد المطلب" رأسه موافقًا وهو يقول:

ـ أردت أن يحمده الله تعالى في السماء، وخلقه في الأرض.

* * *

كان من عادة العرب أن يرسلوا مواليدهم إلى البادية مع المرضعات لينشؤوا أقوياء

الجسم فصحاء اللسان.

وكانت المرضعات يأتين من البادية إلى "مكة" يأخذن الأطفال الرُّضَّعَ معهن إلى ديارهن،

وأقبلت مجموعة نسوة من "بني سعد" ، وفيهن "حليمة" على أنثى حمار ضعيفة ومعها شاة

هزيلة لا تكاد تدر لبنًا، فلما وصلن إلى "مكة" عُرِضَ عليهنَّ "محمد" فكانت كلُّ واحدة منهن

تتركه حينما تعلم أنه يتيم، وما انتهى النهار حتى كانت كُلُّ واحدةٍ منهن قد أخذت رضيعًا

إلا "حليمة"، فلما لم تجد غيره قالت لزوجها "الحارث بن عبد العزى":

ـ والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، سأذهب إلى ذلك اليتيم فآخذه.

فقال لها مستسلمًا:

ـ خذيه فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة.



فأخذته وعادت به إلى زوجها، فلما انصرفوا راجعين إلى ديارهم، كانت حمارتها الهزيلة الضعيفة

تسبق الجميع، حتى إن صاحباتها صرن ينظرن إليها في عجبٍ ويقلن:

ـ ويلك يا "حليمة" هذه حمارتك التي خرجت عليها معنا؟!..

وحينما قام زوجها إلى ناقة ليحلبها فإذا بها ممتلئة باللبن، فحلب وشربوا حتى ارتووا جميعًا.

فقال لها زوجها وقد أخذه العجب:

ـ يا "حليمة" والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة، ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير

والبركة حين أخذناه؟

* * *

عاش "محمد" -صلى الله عليه و سلم- في ديار "بنى سعد" نحو أربع سنوات،

وكان وجوده بينهم سبب خير وبركة كثيرة لهم، ثم عاد بعد ذلك إلى "مكة" ليعيش

في أحضان أمه شهورًا قليلة، وكأنه يودعها قبل أن ترحل عن هذه الدنيا.

عادت "حليمة" إلى مكة ومعها "محمدُ" لتعيده إلى أمه، وكانت دهشة السيدة "آمنة"

شديدة حينما دخلت عليها "حليمة" ومعها "محمد"، فنظرت إليها في عجبٍ وقالت:

ـ ماذا حدث يا "حليمة"؟ لقد كنتِ حريصةً على بقاء "محمدٍ" معكِ .. والآن تأتين به

فجأة لترديه إليَّ؟!.. لابد أن في الأمر سِرٌّ !!..

قالت "حليمة" بهدوءٍ:

ـ لا شيء يا سيدتي.. فها هو "محمد" بين يديك في أتم صحة وخير حال.

سألتها "آمنة" وهي لا تخفى لهفتها وقلقها:

ـ ماذا حدث؟!.. أخبريني يا "حليمة"!!

قالت "حليمة" وهى تنظر إلى "محمدٍ" في حبِّ وحنانٍ :

ـ في الحقيقة لقد حدث أمرعجيب لمحمد دفعني إلى التعجيل بإعادته إليك.

نظرت "آمنة" إليها في دهشة، بينما راحت "حليمة" تقول :

ـ لقد كنت جالسة مع زوجي "الحارث"، وفجأة دخل علىَّ ابني "عبد الله" وهو يصرخ ويقول :

ـ أدركوا أخي .. أدركوا "محمَّدًا"!!

فلما سألناه عما حدث أخبرنا أنه رأى رجلين عليهما ثياب بيض، قد أخذا "محمداً"

فأرقداه على الأرض، وشقا صدره، ثم أخرجا شيئًا منه، ثم استخرجا منه شيئًا فألقياه،

ثم رداه كما كان.

نظرت"حليمة" إلى "آمنة" لترى أثر كلماتها عليها، لكنها لم ترَ عليها أيَّ أثرٍ للخوف أو القلق،

فأكملت بنبرة هادئة:

ـ أسرعت أنا وزوجي على الفور إلى "محمد"، فوجدناه قد تلوَّن وجهه من الخوف والفزع،

فأخذنا نطمئنه ونهدئ من روعه، حتى ذهب عنه الخوف، ثم رأينا أن نعيده إليك،

فإنا لا نأمن عليه، ونخاف أن يتعرض لسوء أو يصيبه مكروه.

اقتربت "آمنة" من "محمد"، ثم قالت وهى تحتضنه بحبٍّ وحنانٍ:

ـ واللَّهِ إن ابني هذا مباركُ .. وقد رأيت فيه من الدلائل والبشارات ما يملأ نفسي أمنًا

وسكينة عليه.

وانصرفت "حليمة" عائدة إلى ديار قومها، بعد أن أعادت "محمَّدًا" إلى أحضان أمِّه.

* * *

حينما بلغ "محمد" السادسة من عمره، أرادت أمه "آمنة" أن تأخذه معها لزيارة أخواله من "بنى

النجار" في "المدينة"، وكانت فرحة "محمد" غامرة وهو يشعر بحنان أمه وحبها له وعطفها عليه،

فلم يفارقها لحظة طوال تلك الرحلة الشاقة عبر الصحراء الطويلة الموحشة، حتى وصلوا

إلى ديار "بنى النجار"، وهناك استقبله أخواله بالود والحفاوة .

انقضت أيام "آمنة" و"محمد" في "المدينة"، فقَّررت العودة به إلى "مكة" لكنها توفيت

في الطريق، ودفنت بالأبواء بالقرب من "المدينة".

وعاد "محمدٌ" وحيدًا إلى مكة بعد أن فقد أمه، يبكى ألمًا لفراقها، وقد امتلأ قلبه

بالحزن والأسى .

أراد "عبد المطلب" جَدُّ "محمد" أن يخفف عنه آلام الوحدة واليتم، فأحاطه بحبه ورعايته،

ليعوِّضَه بحبه وحنانه عن فقد أبويه.

وتعلق "محمد" بجده، فصار لا يكاد يفارقه حتَّى في مجالسه مع كبار قومه

في منتديات "قريش" ومجالسها.

لكن الأيام كانت تخبئ أحزانًا جديدة لمحمد، فما لبث أن توفى جده "عبد المطلب"،

ولم يكن عمر "محمد" قد جاوز الثامنة، فتجددت آلامه مرَّة أخرى، وعرفت الأحزان طريقها

إلى قلبه من جديد.

بعد وفاة "عبد المطلب" انتقل "محمد" إلى بيت عمه "أبى طالب"،وكان "أبو طالب"

فقيرًا قليل المال، لكنه كان يؤثر "محمدًا" على أولاده، وكان يخصه بحبه وعنايته، ووجد

"محمدٌ" في عمه ما عوضه عما فقده من حنان جده له، وعطفه عليه، ورحمته به.

********​
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
الملكة والحشرة الشريرة


في يوم من الأيام اجتمعت مجموعة من النحل، واتفقت فيما بينها

على أن تبنى بيتًا جميلاً تعيش

فيه، وتعاونت مجموعة النحل، وبنت البيت، وكان بيتًا جميلاً منظمًا وقد فرحوا بهذا البيت الجديد

فرحًا كبيرًا .



نحلة1 : الحمد لله لقد انتهينا من بناء البيت الجديد .

نحلة 2 : هيا نلعب.. هيا نفرح.. هيا نطير حول البيت .

نحلة 3 : إنه بيت جميل .

النحل : هاها .. هاها .. هاها .. هاها .

ملكة النحل : هيا نلعب.. ونغني فرحًا بالبيت الجديد .

بيتي بيتي أحلى بيت .. أقضي فيه أجمل وقت

الآن كفى لعبًا، لقد جاء وقت العمل، فهيا إلى العمل، سأقسمكم إلى ثلاث مجموعات :

المجموعة الأولى تقوم بحراسة البيت، والمجموعة الثانية تنظف البيت، أما المجموعة الثالثة

فعليها أن تذهب لتجمع رحيق الأزهار .

النحل "يغني" :

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

كبيرة الحراس : انتبهوا جيدًا أيها النحل، فنحن مجموعة الحراسة .



نحلة : نحن منتبهون .

كبيرة الحراس : يا إلهي ! ما هذا ؟ إني أرى حشرة كبيرة تقف عند مدخل الخلية، إنها قادمة إلينا

تضرب الحراس، إنها تقضي على كل نحلة تقترب منها، سأذهب إلى ملكة النحل وأخبرها.

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : من ينادي ؟

كبيرة الحراس : أنا كبيرة الحراس .



الملكة : لماذا تركت عملك .

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : ماذا حدث ؟ تكلمي .

كبيرة الحراس (مضطربة): لقد هاجمت حشرة كبيرة بيتنا، وقتلت بعض الحراس

الملكة : يا لها من حشرة شريرة، سأذهب إليها وآمرها بالخروج .

ملكة النحل : اخرجي من هنا أيتها الحشرة الشريرة .. اخرجي .

الحشرة : هاها .. هاها .. لن أخرج من هنا .. لن أخرج فهذا بيت جميل ونظيف ومرتب،

وفيه كل ما أحتاج إليه من الغذاء والشراب .. هاها .. (بسخرية) ابحثوا لكم عن بيت غيره.

الملكة : إنك حشرة شريرة ولن تنفعك قوتك .

الحشرة الشريرة (تضحك) :هاها .. هاها .. هاها .

طلبت ملكة النحل عقد اجتماع عاجل لكل أفراد مملكة النحل .

الوزير : يا سيدتي الملكة .. لقد حضر جميع أفراد مملكة النحل .

الملكة : حسنًا .. إخواني النحل .. لقد دعوتكم للاجتماع؛ لنتشاور في أمر الحشرة الشريرة

التي دخلت بيتنا، وقتلت بعض أخواتكم، واستقرت في غرفة جمع العسل، ورفضت الخروج،

وستأكل طعامنا وشرابنا !!

نحلة 1 : الويل لهذه الحشرة الشريرة !!

نحلة 2 : الويل لها .. سأقتلها .

ملكة النحل : انتظروا .. انتظروا .. فهي قوية جدًّا .. ولن تتغلب عليها نحلة أو حتى مجموعة

من النحل .

نحلة 3 : هل هذا يعني أن نترك لها بيتنا ؟!

الملكة : لا .. لا .. لا .. لا مفر أمامنا من القضاء على الحشرة الشريرة، وقد أعددت خطة لذلك،

سنلتقي جميعًا عند غرفة جمع العسل في المساء بعد أن تنام الحشرة الشريرة، ونبدأ

مهاجمتها في وقت واحد، ومن كل الجهات: من الأمام والخلف واليمين واليسار، وبفضل الله

ثم بتعاوننا سننتصر إن شاء الله .

أفراد المملكة : سننتصر .. سننتصر إن شاء الله .

وفى المساء بدأ الهجوم .

نحلة : لقد حانت ساعة الصفر .. ونحن جاهزون أيتها الملكة .

الملكة : قائد المجموعة الأولى .

قائد المجموعة الأولى : نعم .. أمرك يا سيدتي الملكة .

الملكة :على بركة الله .. ابدأ الهجوم .

الملكة : اضربوا .. اضربوا بقوه .



نحلة 1 : خذي أيتها الحشرة الشريرة .

نحلة 2 : خذي فوق رأسك .

نحلة 3 : خذي فوق صدرك .

نحلة 1 : خذي

الحشرة : آه .. آه .. آه .. بطني، ذراعي، رأسى، رجلي، آه .. آه سأموت .. سأموت.

ملكة النحل : أوقفوا القتال .. لقد قضينا على الحشرة الشريرة، لقد نصرنا الله .

أفراد مملكة النحل : الحمد لله .. لقد عاد لنا بيتنا الحبيب .. وسنحافظ عليه دائمًا إن شاء الله .


*************
 

هدهد

New member
معلومات هدهد
إنضم
4 فبراير 2007
المشاركات
1,478
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
تحت رحمه ربي ورحمه ربي وسعت كل شيء
يالله يا اه يا قلبي ... قصصك حلوه كثير .. تذكرت امي لما كانت تحكي لي القصص.. كنت اعيش القصه بكل تفاصيلها ..
مشكوره يا عسل وباحكيها لاطفالي بارك الله فيك
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
بياض الثلج

والأقزام السبعة



في قديم الزمان كانت تعيش ملكة وقد جلست قرب النافذة تخيط الملابس , فشكت إصبعها بالإبرة فسقطت من إصبعها ثلاث قطرات من الدم على الثوب الذي كانت تخيطة فأعجبها جمال لون الدم الأحمر مع الثلج الأبيض فقالت : ليتني أرزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم وأسود كالليل . وبعد مرور فترة من الزمن رزقت الملكة بطفلة أسمتها بياض الثلج وبعد ذلك توفيت الملكة. تزوج الملك من ملكة جديدة جميلة وكانت شديدة الإعجاب بجمالها , وكانت للملكة مرآة سحرية معلقة على الجدار , وتقول لها أيتها المرآة المعلقة على الجدار من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد ؟ . فكانت تقول أيتها الملكة أنت أجملهن جميعاً وأقسم أن بياض الثلج أجمل فتنة . فغضبت الملكة فطلبت من الصياد أن يأخذ بياض الثلج إلى الغابة ويقتلها هناك . ولكن بياض الثلج توسلت للصياد أن لا يقتلها ويدعها تذهب لحال سبيلها فتركها تذهب بعيداً في الغابة . شاهدت بياض الثلج كوخاً للأقزام السبعة وحكت لهم قصتها وطلبت منهم أن تبقي معهم بشرط أن تنظف الكوخ وتطهي الطعام . وقفت الملكة قبالة المرآة يوماً وسألتها : من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد ؟ لم تصدق أذنيها عندما سمعت الجواب الآتي : أيتها الملكة إنك جميلة جداً ولكنني يجب أن أقول الحقيقة , أقسم أن بياض الثلج لم تمت , وهي لا تزال حية في بيت صغير بعيد , قائم فوق تله . ومع أنك أيتها الملكة جميلة حقاً فإن جمال تلك الفتاة الفائق يجعلها أكثر جمالاً . وحاولت الملكة عدة مرات قتل بياض الثلج ولكن الأقزام ينقذونها في كل مرة , إلا أن آخر محاولاتها نجحت وظلت بياض الثلج فاقدة وعيها بسبب أكلها للتفاحة المسمومة التي أعطتها لها الساحرة . وحسبها الأقزام أنها ماتت ووضعوها في تابوت زجاجي وكان الأقزام يتناوبون على حراستها في كل يوم . إلى أن جاء ابن أحد الملوك ووجد التابوت الزجاجي فلم يستطع أن يرفع عينيه عن تلك الفتاة الجميلة جداً في داخله وحدق النظر إليها لأنه أحبها جداً . لم يستطع أن يرفع عينيه عن تلك الفتاة الجميلة جداً في داخله وحدق النظر إليها لأنه أحبها جداً . فتوسل للأقزام أن يعطوه التابوت ويعطيهم ما يريدون . وفي بادئ الأمر رفض الأقزام طلبه وظل يتوسل إليهم حتى أشفقوا عليه وأعطوه التابوت . وبينما كان الحراس يحملون التابوت تعثروا بجذور إحدى الأشجار فاهتز التابوت وخرج قطعت التفاحة التي كانت في فم الفتاة , وفتحت الفتاة عينيها ورفعت غطاء التابوت وصاحت أين أنا ؟ غمرت الفرحة قلب الأمير عندما رأى الفتاة حية , ثم أخبرها بكل ما حدث وطلب منها أن يتزوجها فوافقت الفتاة وأقام الملك حفل زواج كبير ودعا له كل الناس ومن بينهم الملكة زوجة أبيها , وعندما وصلت إلى مكان الاحتفال عرفت أن العروس بياض الثلج , وأصيبت بنوبة قلبية أوقعتها على الأرض وماتت بعد فترة قصيرة من الزمن . وعاشت بياض الثلج حياة سعيدة ورزقت بأولاد وبنات
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات
أَحْمَدُ بنُ تَيْمِيَة َ "الفَقِيهُ المُعَذَّبُ"


ذات يومٍ طلب منه أبوه وأسرته أن يخرج معهم في نزهة، لكنه اختفى فجأة فاضطروا إلى الخروج

من دونه، وعندما عادوا في آخر النهار عاتبوه على تخلُّفه عن الذهاب معهم، فقال لهم وهو يشير

إلى مجلد في يده: أنتم لم تستفيدوا شيئًا، ولم تضيفوا إلى أنفسكم جديدًا، أمَّا أنا فقد حفظت

في غيبتكم هذا المجلد.

وكان ذكاؤه وما عرف به من قوة حافظته، وسرعة إدراكه، مثار إعجاب أهل "دمشق" وانبهارهم، بل

إن صيته - برغم حداثة سنه- جاوز "دمشق" إلى ما حولها من البلدان، فقد حدث ذات يومٍ أن قدم

إلى "دمشق" أحد علماء "حلب"، فخرج لاستقباله علماء "دمشق" وأعيانها، فقال لهم: سمعت

في البلاد بصبي سريع الحفظ، وقد جئت قاصدًا، لعلي أراه.



فدلوه على الكُتَّاب الذي يتردد إليه لحفظ القرآن، فجلس الشيخ الحلبي قليلاً، حتى مر الصبي

ومعه لوح كبير. فناداه الشيخ. فأقبل عليه. فتناول الشيخ اللوح منه، ثم قال له: اجلس يا ولدي،

حتى أملي عليك شيئًا تكتبه، فأملى عليه عددًا من الأحاديث، وقال له: اقرأ هذا. فراح الصبي ينظر

إلى اللوح، ثم دفعه إلى الشيخ، وقال: اسمعه علي . فأخذ يقرأ عليه تلك الأحاديث من ذاكرته كما

ألقاها عليه. فقال له : يا ولدي ، امسح هذا. ففعل. فأملى عليه عدة أحاديث أخرى ، ثم قال: اقرأ

هذا، فنظر فيه، كما فعل أول مرة ، ثم أسمعه إياها كما فعل من قبل. فقام الشيخ وهو يقول:

إن عاش هذا الصبي ليكونن له شأن عظيم. فإن هذا لم يُرَ مثله.

هذا الصبي هو الفقيه المعذب"أحمد بن تيمية" الذي تلقى العلم على أعلام عصره، ودرس مذهب

الإمام "أحمد بن حنبل"، فلم يكن أحد في مذهبه أنبه منه , كما درس أمهات كتب الحديث

والسنة النبوية، مثل: صحيح "البخاري"، وصحيح "مسلم" وغيرهما .

وكان "ابن تيمية" يكثر من العبادة والطاعة، فلم يجعل شيئًَا يشغله عن عبادة الله- تعالى،

فكان في ليله متفردًا عن الناس كلهم، خاليًا بربه عز وجل، ضارعًا مواظبًا على تلاوة القرآن

العظيم، يكثر من الصلاة والذكر والدعاء والتهجد لله في الليل.

وقد ألَّفَ "ابن تيمية" عددًا كبيرًا من الكتب، تزيد على الثلاثمائة مجلد، فقد كان غزير العلم كثير

التأليف والتصنيف، يكتب في اليوم الواحد نحو أربع كراريس، وقد كتب "الرسالة الحموية"، وهي

تقع في نحو سبعين صفحة من القطع المتوسط في جلسة بين الظهر والعصر، وكل هذه الكتب

صنفها في السجن في مدة سبع سنين، ما عدا كتاب "الإيمان" الذى كتبه وهو بمصر.

وكان "ابن تيمية" حريصًا على كلِّ أنواع البرِّ، فكان في كل أسبوع يعود المرضى، خصوصًا الذي

بالبيمارستان ( المستشفي ).

وعُرِفَ بِميله الشديد للزهد في الدنيا، وحبه للبذل ، يؤثر بما لديه سواء كان قليلاً أو كثيرًا، لا يحتقر

القليل فيمنعه ذلك من التصدق به، ولا الكثير فيصرفه الحرص عليه عن الجود به، كان يتصدق

بما معه، حتى إذا لم يجد شيئا نزع بعض ثيابه فتصدق بها على الفقير.

وعلى الرغم مما كان يعانيه من ضيق العيش، فإنه لم يكن يقبل لنفسه أي عطاءٍ من سلطان

ولا أمير ، ولم يدَّخِر لنفسه دينارًا ولا درهمًا ولا متاعًا ولا طعامًا.

واشْتُهِر"َابن تيمية" بالشجاعة والجرأة والإقدام، فكان إذا خرج مع المسلمين في جهاد فإنه يكون

في طليعة المقاتلين في مقدمة الصفوف، يشجعهم ويبث فيهم الحمية والحماس، وقد شارك

في فتح "عكا"، وأظهر من الشجاعة ما يدل على قوة إيمانه، وحبه للجهاد.

وحينما أسر "قازان" ـ أحد ملوك التتارـ عددًا من المسلمين، ذهب إليه "ابن تيمية" وقابله، وأنكر

عليه ذلك، وطالبه بإطلاق أسرى المسلمين ، ففعل.

وقد عاش "ابن تيمية" حياة شاقة عصيبة، فقد تكالبت عليه الشدائد والمحن وأنواع الابتلاءات،

فما كان ينتهي من محنة إلا ويدخل في أخرى ، ولايخرج من سجن إلا ليوضع في آخر.

وفي آخر حياته دبر له البعض حيلة ؛ بسبب فتواه في مسألة منع السفر إلى قبور الأنبياء

والصالحين، فأشاعوا بين العامة أنه ينتقص من قدر الأنبياء، وأفتى قضاة "مصر" الأربعة بحبسه،

فحبس بقلعة "دمشق".

وقد فتح الله عليه في هذه القلعة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء،

كان كثير من العلماء يتمنونها.

وكان في حبسه في القلعة يقول: "لو بذلت ( أُعطيت ) ملء هذه القلعة ذهبًا،

ما عدل عندي شكر هذه النعمة".

وحينما يُذكر من تسببوا في إيذائه وسجنه يقول: "ما جزيتهم على ما تسببوا إلي فيه من الخير".

وظلَّ "ابن تيمية" محبوسًا في تلك القلعة نحو عامين، إلى أن توفي سنة (728هـ) بها، وعندما

أحضرت الجنازة إلى الجامع، احتاط بها الجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، وقد تزايد

اجتماع الناس حتى ضاقت بهم الأزقة والأسواق.. رحم الله "ابن تيمية".


 

جوري حمرا

New member
معلومات جوري حمرا
إنضم
17 فبراير 2007
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بهرتني قصة خالد بن الوليد .... لأنها تربي الأبطال ... ونريد نماذج ممكن نجمعها إحنا الأمهات في مجلد
وأبتدي بالفعل مع أطفالي وأدخل عنصر التشويق .. مثل شهرزاد .. يعني اكمل ثاني يوم
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
معلومات آه ياقلبي
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
الإقامة
الامارات

سر الجوهرة


يحكى أنه في قديم الزمان كان رجل عجوز ، له ثلاثة أبناء ، وكانوا جميعًا يعيشون في حب وسعادة .

وفى أحد الأيام مرض الأب ، وازداد الألم عليه حتى اقترب من الموت ، وكان الأبناء الثلاثة يتنافسون في خدمة

أبيهم و تمريضه .

فطلب الابن الأصغر من إخوته أن يسمحوا له بأخذ أبيه إلى بيته ؛ ليتفرغ لخدمته وتمريضه، رفض الأبناء في البداية

ولكنهم وافقوا عندما أخبرهم أخوهم أنه سوف يتنازل لهم عن نصيبه من ميراث أبيه، وأخذ الابن الأصغر أباه

إلى منزله، وتعاون الزوجان على رعاية الأب المريض وخدمته حتى مات.



وفى إحدى الليالي رأى الابن أباه في المنام ، فأخبره أنه قد خبأ كنزًا في مكان بعيد، وفى الصباح

ذهب الابن إلى المكان الذي حدده أبوه ، فوجد صندوقًا صغيرًا مملوءًا بالجواهر والأموال ، أخذ الابن الصندوق ،

وذهب إلى إخوته ، فقص عليهم ما حدث، فقالوا له :



لقد تنازلت لنا عن نصيبك في ميراث أبيك ، وليس لك حق في هذه الأموال !

وفى الليلة التالية رأى حلمًا مماثلاً ، وعندما عثر على الأموال ذهب بها إلى إخوته ، فأخذوها منه ،

وقالوا له كما قالوا من قبل .

وعاد الابن إلى بيته حزينًا ، فلما نام رأى أباه في منامه ؛ فأخبره أنه وضع دينارًا في جرة الماء في حقلهم

البعيد ، فذهب الابن إلى إخوته ، فلما أخبرهم بما رأى ، أخذوا يسخرون منه، وقالوا له :

دينار واحد ؟! .. خذه أنت إن شئت .

ذهب الابن إلى الحقل ، فأخذ الدينار وبينما هو في الطريق قابل صيادًا عجوزًا يعرض سمكتين للبيع

فاقترب منه وسأله :

بكم تبيع هاتين السمكتين ؟!

فقال الصياد : لا أريد سوى دينار واحد .

فأعطاه الدينار وأخذ السمكتين ، وحينما وصل إلى البيت أعطى السمكتين لزوجته، وطلب منها أن تعدهما

للطعام .



وما إن شقت الزوجة بطن السمكة الأولى حتى وجدت شيئًا يلمع ، فلما أخرجته ، وجدت جوهرة كبيرة ، ومدت

الزوجة يدها بالسكين لتفتح بطن السمكة الأخرى ، فكانت المفاجأة ، لقد وجدت جوهرة ثانية في بطن السمكة

الأخرى. وتناقل الناس أخبار تلك الجوهرة الثمينة، فلما علم الملك أمر بإحضارها له ، وكافأ الرجل عليها

بأموال كثيرة.




 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه