معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,542
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
قصة الاسبوع. عندما ينكسر القلب
بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى
عندما ينكسر القلب !
أنا سيدة تجاوزت سن الثلاثين، وقد بدأت حكايتى مع زوجى فى الكلية، حيث أحبنى وأحببته، ولم تكن ظروفه وقتها تسمح له بالتقدم لخطبتى، لكنى أصررت على انتظاره، ورفضت من تقدموا لى بحجج كثيرة، وظللت على هذه الحال خمس سنوات، ثم تمت خطبتنا لمدة أربعة أشهر، وتزوجنا فى حفل عائلى، وكانت فرحتنا كبيرة، وسعادتنا لا توصف، وكنا حديث معارفنا وأقاربنا.. ولم تمض أيام على زفافنا حتى ظهرت مشكلات بيننا من لا شىء، إذ يرى زوجى أن الخطأ الصغير لا يختلف عن الخطأ الكبير، فمن يخطئ فى هذا، سوف يخطئ فى ذاك، وقد «يخاصمنى» بالشهور، ولا يهدأ لى بال، فأظل أتردد عليه فى حجرته «رايحة جاية» وأعتذر له، وأحاول ترضيته، ويكون رده على صنيعى معه: «مادمت قد اعتذرت، تبقى عارفة نفسك إنك غلطانة»، بينما حقيقة الأمر أننى لا أريد النكد».. لقد ظللنا على هذه الحال لمدة عامين، وفى كل الأمور ينحاز إلى أهله، حتى فى المسائل الخاصة بنا، ويقول لى: «أبى وأمى هما اللذان سيدخلانى الجنة، يعنى لا أنت ولا ابنك»، وأستغرب كلامه وتصرفاته، إذ لم أتفوه بكلمة على أهله أبدا، وكنت أحاول استرضاءهم، لكنه ظل على موقفه المعاند لى.
وذات يوم حدثت مشادة بيننا، فإذا به يضربنى بقسوة، وكسر أحد أصابعى، فأخذت حقيبة ملابسى، وحملت ابنى، وذهبت إلى أهلى، ومضت فترة طويلة دون أن يسأل عنا، ثم جاءنا ومعه أهله، وبدلا من أن يتكلموا فى الصلح، إذا بهم يتفاوضون فى الطلاق، فانتابتنى حالة رعب من مجرد ذكر الانفصال الذى لا أجد له أى مبررات، وقلت لهم: «إننى سامحته على ما بدر منه تجاهى، وضربه لى، ولا أريد أن أخرّب بيتى، وقبلت يده»، فإذا به بكل غطرسة يقول لى: «برضه مش حينفع»، وهنا تدّخل أبوه، بأنهم يوافقون على رجوعى بشرط أن أستقيل من عملى، وأن يحدد زوجى إن كنت سأستكمل دراستى للحصول على الدكتوراه أو لا، وأن أقيم فى بيت العائلة، حيث إننا تزوجنا فى شقة بعيدا عنهم، ورفض أبى هذه الشروط، لكنى فاجأت أهلى بأننى موافقة على الشروط، وأن أى مكان يختاره زوجى، سوف أرافقه فيه، حتى لو فى آخر الدنيا.
وأحسست أننى أخطأت فى حق أبى، لكن حبى لزوجى جعلنى أتصرف بلا تفكير، إذ لا أتخيل حياتى دون وجوده معى، واتفقنا على أن يأتى زوجى بعدها بثلاثة أسابيع ليأخذنا، ويكون وقتها قد أعد السكن الجديد، وفى الموعد المحدد، جاءنا، ولم يدخل بيت أبى، ووقف فى أول الشارع، فخرج أبى إليه، وقال له: «يا بنى لها بيت تأخذها منه»، فانفعل على أبى، وقال له: «روح هاتها».. فرد عليه أبى: «يلا امشى مالكش بنات عندى!»، وعندما أبلغنى أبى بما حدث، قلت له: أريد أن أعيش، وجريت وراءه حاملة ابنى وحقائبى، و«كسرت كلام بابا»!
وبمجرد أن وصلنا إلى أهله سألونى عن «شبكتى»، ثم أخذنى زوجى لزيارة أقاربه، ولاحظت أنهم فتشوا حقائبى، وفى اليوم التالى ذهبنا إلى شقتنا التى تزوجنا فيها، وعرف زوجى أن الشبكة ليست معى، فأذاقنى «علقة ساخنة»، وطردنى خارج الشقة، وألقى بملابسى فى الشارع، وتجمّع الجيران، وظللت فى منزل جارة منهم من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى التاسعة مساء، وجاء أهلى من المحافظة التى نقطن بها، وأخذونى.. وكان أحد الجيران قد أبلغ الشرطة بواقعة الضرب، وتحرر محضر لزوجى، لكنى تنازلت عنه، وحاولت أن أعالج الأمور من أجل ابنى، فإذا به يتحدث عنى بما لا يليق أبدا بكلام كله افتراءات وأكاذيب، وأننى أخرج من البيت دون علمه، مع أنى لا أعرف أحدا فى المنطقة التى نسكن فيها، ولا أتحرك إلا إلى السوق لشراء متطلبات المنزل، وأتصل به هاتفيا قبل الخروج، أو أبعث إليه برسالة إذا وجدت الهاتف مغلقا، وكنت قد تحدثت مع صاحبه، وهو متزوج، لكى يصلح الأمور بيننا، فقال لأهلى: «دى بتتكلم مع صاحبى، وتتفوه بكلام جارح عنى».
وعدت إلى بيت أهلى، ودفعنى أبى إلى رفع دعوى «نفقة وقائمة»، وحصلت عليهما، ومرت ثلاثة أعوام حتى الآن، ولم يسأل عنى ولا عن ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة، وكل ما يحدث من حين إلى آخر أنهم يساوموننى على الطلاق، بأخذ نصف حقوقى فقط، وبعثوا لى إنذارا عن طريق محام، بأننى لا أصلح لتربية الولد، فحررت له محضر سب وقذف وتشهير بى، وعندما تم استدعاؤه للإدلاء بأقواله، لم يحضر.. إننى أعيش فى ضغط نفسى كبير، وأخشى الطلاق، والزواج بآخر لأنه سيأخذ الولد، حيث إن والدتى متوفاة، وستذهب الحضانة إلى والدته.
إننى أحاول الاتصال به، لكنه لا يرد علىّ، ولا أستطيع نسيانه، وتعبانة من غيره، وأتذكر الأيام التى كان لطيفا معى فيها، بل إننى أبحث عنه فى وجوه الناس، ولا أرى غيره زوجا لى، وأضع صور زفافنا أمامى، وأظل أبكى، ويسرح بى الخيال، ثم أنتبه، فأجدنى فى الواقع المؤلم الذى أحياه، فبماذا تشير علىّ للخلاص من الحالة المتردية التى وصلت إليها؟.
اسم الموضوع : قصة الاسبوع. عندما ينكسر القلب
|
المصدر : القصص والروايات الواقعية