قصة الاسبوع...النهاية المحتومة

احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
352

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
قصة الاسبوع...النهاية المحتومة
بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى
النهاية المحتومة !

فكرت كثيرا فى أن أكتب إليك بحكايتى لكى أسترشد برأيك فيما يمكن أن أفعله حتى أتخطى المتاعب التى تواجهنى، لكنى كنت أتراجع وأؤجل كتابتها، إلى أن استجمعت عزيمتى، وها أنا أرويها لك، فأنا سيدة فى الخامسة والثلاثين من عمرى. ولدت فى أسرة بسيطة لأب يعمل فى أكثر من وظيفة ليوفر لأسرته متطلبات المعيشة. وأم ربة منزل وأربعة أشقاء. وترتيبى الصغرى بينهم. أو كما يقولون «آخر العنقود». ولمست منذ سنواتى الأولى حنان أبى الذى احتضننا وأحبنا وكان يحرم نفسه من أشياء كثيرة ليشترى لنا ما نريده.، وكانت تكفيه علامات السعادة التى ترتسم على وجوهنا كلما أتى بشىء مما نرغب فيه، ولم يضرب أحدا منا أبدا، فبرغم انه لم ينل أى قدر من التعليم، فإنه اتبع اسلوب الحوار فى تربيتنا، وكان نعم الأب والزوج أيضا، فعامل أمى بحب واحترام، وعاشا معا فى تفاهم تام، ولم نجد منه إلا الكلمة الحلوة والعشرة الطيبة، وإذا ألم بأحدهما مرض بسيط، عاش الثانى فى قلق وتوتر وخوف، ولايعرف النوم سبيلا إليه حتى يطمئن على نصفه الآخر، ونظرا لظروف الحياة الصعبة فإن أبى كان يعمل صباحا فى وظيفته الأساسية، ثم يحضر بعد الظهر، حيث يتناول معنا طعام الغداء، ويرتاح لمدة ساعتين، ويخرج إلى عمله الثانى الذى يدر عليه دخلا اضافيا يساعده فى توفير متطلباتنا.. أما يوم الجمعة فكان عيدا اسبوعيا يلتئم فيه شمل العائلة، حيث يزور أبى أعمامنا وأقاربنا، ونحن نلعب ونلهو حولهم فى جو مفعم بالحب والسعادة، وهى عادة البسطاء أمثالنا، وكان بارا بوالديه، وماتا وهما راضيان عنه، وكنت أسمعهما وأنا طفلة يدعوان الله لنا ولأمنا بالسعادة وراحة البال.
وبينما كنا نعيش هذه الأجواء الجميلة، إذ بأبى يرحل عن الحياة فجأة، وهو فى الثانية والخمسين من عمره، وكانت أمى وقتها فى سن الرابعة والأربعين، وخيم الحزن على منزلنا، وغابت عنه الابتسامة التى لم تفارقنا منذ أن وعينا على الدنيا، وأصاب أمى الذهول، وظلت فترة طويلة غير مصدقة أن رفيق عمرها غادر الحياة.
ومرت الأيام. وحصلت على مؤهل فوق المتوسط، بينما حصل كل إخوتى على مؤهلات عليا، ورضيت بما قسمه الله لى، وحافظت على «الخط» الذى انتهجه كل إخوتى، فلم تربطنى علاقة عاطفية بأحد، وادخرت كل ما أكنه داخلى من مشاعر وأحاسيس لمن سيشاركنى حياتى فى المستقبل، وتقدم لى كثيرون من الشباب لما لمسوه فىّ من طيبة و حسن الخلق ـ على حد تعبيرهم ـ وهم يتحدثون عما دفعهم لطرق بابى، علاوة على قدر من الجمال كنت أنا الوحيدة الذى لا أراه، والحقيقة اننى لم أجد فى أى منهم من أطمح للارتباط به من خلال سردهم أوضاعهم وطموحاتهم، ولم تكن لى مواصفات لفتى أحلامى سوى أن يكون على خلق، ويستطيع أن يتولى مسئولية بيت بسيط، ويكون لى كل حياتى مثلما كان أبى هو كل حياة أمى، ولذلك رفضتهم جميعا، وبعد فترة تقدم لى صديق لأحد أشقائى وتمت خطبتنا، ولكن بعد أسابيع لم ارتح لأخواته اللاتى تدخلن فى كل شىء، وبدت غيرتهن منى واضحة، فآثرت أن أفسخ الخطبة فى هدوء، وأعدت إليه شبكته وهداياه، ثم طرق بابى شاب، قال لأهلى إنه رآنى وأنا أشترى بعض طلبات «البيت» من «السوبر ماركت» القريب منا، وسأل عنى الجيران، فأرشدوه إلينا، فروى لأمى وإخوتى ظروفه، وأكد لهم إنه ارتاح إلى «وجهى الملائكى»، وسيوفر لى حياة كريمة، فأمهلوه بعض الوقت، وسألونى عن رأيى فيه، فلم أجد فيه ما يعيبه ظاهريا، فوافقوا على زواجنا، وهنا طلب «عقد القرآن» حتى يصبح فى مقدوره زيارتنا بلا حرج، لأنى سأكون حينئذ زوجته، وأقنع الجميع بموقفه، وتحملت أسرتى تكاليف حفل «عقد الزواج»، وجاءنا محاطا بأهله وأصدقائه، بلا هدية ولا حتى علبة شيكولاته ولم يكتب قائمة منقولات كالتى تكتبها أسر العرائس دائما، واكتفى فقط بقائمة بسيطة شكلية، ولم يعترض أهلى، كما أهدانى شبكة متواضعة، سرعان ما أخذها منى بعد شهرين فقط لتجهيز شقة الزوجية، وأعطيتها له بارتياح شديد، وعندما حان موعد الزفاف، لم يدفع سوى ثلاثمائة جنيه لاغير نظير تأجير الفستان والكوافير، ولم يقدم للمعازيم ولو كوب ماء، بل وانتظر أهلى أن يستضيفوهم، كما فعلوا فى «عقد القران»!
وسرعان ما تكشفت حقيقته، فهو كاذب فى كل ما يقول، ويمتلك مالا كثيرا عرفت فيما بعد أنه يدخره فى صورة ودائع بأحد البنوك، وانه يعمل بالتجارة إلى جانب وظيفته الحكومية، ويقضى اليوم كله خارج المنزل، ولا أراه إلا قليلا، وشيئا فشيئا تبين أن المرأة بالنسبة له كقطعة الأثاث يحركها كيفما شاء، فهى خادمة له ولأولاده، وليس لها سوى أن تأكل وتشرب فقط، أما هو فيعيش فى غرفة مستقلة، ولا تعلم زوجته أى شىء عن تفاصيل حياته، وقد أنجبت طفلى الأول بعد عام، ولم أجد حولى سوى أمى، ولم يشفع لى مرضى أن يقف بجوارى حتى فى هذه اللحظة التى ينتظرها كل أب، بل إنه طالبنى بأن أؤدى كل ما يطلبه منى، والا أذهب الى بيت أهلى، مستنكرا أن «آكل بغير أن أعمل»!!
وعلى مر الأيام لم أسمع منه إلا كلمات جارحة، وألفاظا أعف عن ذكرها، وبحثت عن الشخصية الورعة الطيبة التى ارتدى قناعها عندما تقدم لخطبتى، فلم أجدها! وهو لا يعترف بالعاطفة، ولا بمشاعر الحب، ومنهجه فى الحياة قائم على المنفعة والمصلحة الشخصية فقط، وقد أنكر نعمة الله عليه، وضنّ على البسطاء بالزكاة التى فرضها الله سبحانه وتعالى.. ولم أجد بدا من أن أتعايش مع الأمر الواقع، وأنجبت ابنى الثانى، وزاد فى غطرسته وجبروته، وتبين لى أن أسرته وأصدقاءه وجيرانه يعرفون أنانيته الشديدة، واننى أعيش فى عذاب معه، لدرجة أن أمه قالت لى عنه حين وجدت الدموع تنساب من عينى حسرة على نصيبى وبختى، إن ابنها طول عمره بهذا الأسلوب الذى ورثه عن أبيه، الذى كان قاسى القلب، ولم تعرف الرحمة، ولا اللين طريقا اليه، برغم أنه كان رجلا جامعيا، وتذكرت أبى الرجل البسيط الذى لم ينل أى قدر من التعليم، وكيف عامل أسرته بحب، ورجاحة عقل لاتتوفران فى كثيرين ممن تلقوا تعليما عاليا، وأسرت لى والدته بذلك بعد أن وجدتنى قريبة منها أرعاها، وأحترمها، لكنها لم تجرؤ على ان تتحدث معه بكلمة واحدة لكى لا تنال عقابه وأذ
لقد سرقنى الزمن، وإذ بخمسة عشر عاما قد مرت على زواجنا، وأنا أسيرة المنزل، وكل عالمى هو جدرانه الأربعة، فلم يخرج زوجى معنا فى نزهة، ولو لساعات معدودة كما يفعل كل الناس للترويح عن ذويهم، خصوصا فى الإجازة الصيفية، ففى قناعته أن الإجازة راحة من مصاريف الأولاد.. أما مصاريفه الشخصية فهى شأن خاص به، ولكى يهرب من الحديث عن «الفسحة» التى ستكلفه الكثير من وجهة نظره، فإنه يوافق على أن أصطحب ابنىّ الى بيت أسرتى لكى يلعبا ويروحا عن نفسيهما هناك.. أما الملابس الجديدة فلم تعرف طريقها إلىّ وظللت طول هذه السنوات استخدم الملابس التى أحضرتها معى عند الزفاف!
وفى شجاراته التى لا تنتهى يحدثنى عن أنه «العلامة» الحاصل على مؤهل عال لم أحصل أنا عليه، واننى لا أناسبه، ونسى أنه ساق علينا الكثيرين من أجل الموافقة عليه وان معظم من تقدموا لى لم يقلوا عنه فى شىء، لكنه النصيب،، كما أن الفارق بين مؤهلى ومؤهله ليس كبيرا الى الدرجة التى يرمينى فيها بالجهل!
وهكذا تفاقمت أزمتنا، وصار الشجار بصوت عال، هو وسيلته فى التعامل معى، ووصل الأمر الى حد الطلاق، لكنه تراجع عنه لكى لا يفقد الشقة، حيث ان ابنىّ مازالا فى سن حضانتى، ولجأ الى «الانفصال» داخل المنزل، بحيث أؤدى له طلباته مقابل ان يصرف على المنزل دون حوار أو كلام!.. وانتقلت حياتنا إلى هذا «الطور الجديد» من أطوارها العجيبة، وأنا أراقب تصرفاته وأفعاله وعرفت أنه على علاقة بأكثر من سيدة، وتزوج إحداهن عرفيا لعدة أشهر ثم طلقها وأن هناك من تأتى له بالنساء مقابل المال! وتكالبت علىّ المتاعب وأصبت بمرض ضغط الدم، وأتلقى له علاجا منتظما.
إن الحياة التى أحياها الآن لا تستقيم أبدا، وأعرف تماما أنه بعد انتهاء فترة حضانتى للولدين سوف يطردنى شر طردة، وأمى تعدت سن السبعين، وتعيش فى شقة بالإيجار الجديد، وليس لها مورد رزق سوى المعاش البسيط الذى تتقاضاه مع مساعدات إخوتى لها ولن يقبل أحدهم بالصرف على أبناء غيره، خصوصا وأن والد ابنىّ ميسور الحال، وله تجارته الواسعة بالإضافة الى وظيفته الحكومية الكبيرة، وقد فكرت فى الخروج الى العمل فى أى وظيفة بمؤهلى فوق المتوسط، لكى لا أكون عالة على أحد، واستطيع أن أواجه متطلبات الحياة بعد الطلاق الذى اقترب منه يوما بعد آخر، فهل ترانى على صواب فى نظرتى وتقديرى لمشكلتى؟ وهل أجد العمل الذى يضع حدا لمتاعبى؟

من بريد الجمعة
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
وكان هذا رد المحرر

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

حين لا تكون الطرق المباشرة ملائمة لتعامل الزوج مع زوجته وحصوله على ما يريده منها، أو حصولها هى على ما تطلبه منه، وحين يحاول أحدهما تغيير أسلوب الآخر، أو كسب مساندته وتأييده له فى موقف ما.. فإن الدهاء والتمثيل والكذب تصبح الوسائل التى يلجأ إليها أى منهما لكى يحصل على ما يريد من الآخر، وهذا ما فعله زوجك منذ إصراره على «عقد القران» دون أن تكون لكما معرفة سابقة ببعضكما أو صلة قرابة تشفع له هذا الإصرار، فلقد أراد أن يضعك أمام الأمر الواقع لكى تنساقى وراءه فى استكمال مشوار الزواج،

لقد توقفت أمام قصتك طويلا، ووجدت أن نهايتها المحتومة هى الطلاق الذى يؤجله زوجك إلى حين انتهاء فترة حضانتك لطفليك، ومادام الأمر كذلك، وبعد كل ما وقع بينكما من خلافات صار رأب الصدع عسيرا، إن لم يكن مستحيلا، وليس هناك بديل عن العزم والجزم، مادام قد لمع لك بارق الصواب، وظهر غالب الظن، فأقدمى على الطلاق بلا التواء أو تأخر ويحضرنى هنا قول الشاعر :

علاج ما لا تشتهيه
النفس تعجيل الفراق

هذا هو الحل النهائى للخلاص من زوج وأب أصر على إهانة زوجته التى اتبعت كل السبل لإرضائه لكنه يتمادى فى غيه، وظلمه لها، وتستطيعين أن تستقلى بحياتك بعيدا عنه، وأن تخرجى إلى العمل، ومادامت لديك العزيمة والإصرار فسوف تجدين من يقف إلى جانبك، ويأخذ بيدك بتوفير فرصة عمل شريفة تقيلك من عثرتك، ووقتها سوف تحققين ما تسعين إليه من الاستقرار النفسى.. أما ابناك فلتكن هناك طريقة للتواصل معهما بعد أن تنتهى فترة حضانتك لهما، وفقا لما يقضي به القانون، ومن خلال مساعى أهلك للتوافق معه على الأسلوب السليم الذى تتواصلان به معهما بعيدا عن المشاحنات والمشاجرات فلا تيأسي يا سيدتى، إذ لا يحزن من عنده رب يقدر ويغفر، ويستر ويرزق، ويرى، ويسمع، وبيده مقاليد الأمور.

منقول بتصرف
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه