في هدأت الليل

احصائياتى
الردود
3
المشاهدات
743

اسر سعيدة

New member
معلومات اسر سعيدة
إنضم
1 نوفمبر 2009
المشاركات
35
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
في هدأت الليل


في هدأت الليل سارت في الرصيف بجانب صفوف الأشجار الممتدة ..مطأطئة الرأس تتخبط في مشيتها وأفكارها ضامة إليها معطفها على أثر نسمة باردة أطلقتها السماء ...
حفيف الأشجار بدا لها ..عواء ..أنين
أضواء السيارات ..كأنها عيون لسباع مفترسة
السماء الصافية ..البدر .. النجوم..كأنها شبح أسود قاتم يريد أن ينقض عليها ..
أغمضت عينيها لتكبح خيالها المختال إلا أن أحاسيسها المتمردة تتشبث بالأسى والحزن

دخلت المتجر فارة من أفكارها لتبتاع ما يرفع هرمون السعادة لديها ..وقفت أمام المحاسب واضعة أوراقها المالية على الطاولة ليفتح الباب فتتسلل منه موجة ريح كادت تطير بأوراقها المالية هوت بيدها على الطاولة بانفعال "حتى الريح تعاندني"

انطلقت إلى مسكنها "قبرها "على حد قولها ولن تجد تسمية أنسب منها لأنة دفن أحلامها طموحها
تساءلت في طريق عودتها:
لماذا يتجهم لها الحظ فجميع صديقاتها قبلن في تخصصات مناسبة جدا وهي يضعها الزمن في رفوف النسيان؟
حلمت منذ صباها بهندسة الديكور إلا أن أحلامها وأدت في مهدها هذا الصيف ولأنه كان صيفا مليء بالنكبات أيضا لم تتحقق رغبتها الثانية في دراسة الحاسب لذلك قررت تنتظر فرصة أخرى على أن تضيع سنوات عمرها وتتسرع في دراسة تخصص لا تحبه

نظرت إلى السلالم وهي تستعد للصعود وهي تأكد على نفسها أنها لن تصعد سلم المجد والشهرة إلا من خلال تحقيق حلمها

تقول لها جدتها مواسية :
"مستقبل البنت في نصيبها يا ابنتي"
ترد بحنق وهي تصعد الدرج:
أي نصيب هذا؟
وأن كان سيئا؟
هذا إذا جاء أصلا!

دخلت غرفتها تكبلها قيود اليأس والإحباط ...باتت كزهرة ذبلت قبل أوانها ...تشعر أنها ميتة في صورة إنسان حي
ضغطت زر المسجل ليظهر صوت القرآن ..تعلقت به فهو أنيسها الذي لن يتركها وحيدة في محنتها

************

جلست بينهن تحدثن عن دراستهم ..وأزياء الدراسة ..تستمع إليهن وهي تزدرد قهوتها التي لم تشعر بمراراتها فحديثهن أمر منها بأضعاف هي بشخصيتها القيادية تجد نفسها في الهامش بل على حافة الهامش.
أخذتها صديقتها المقربة في حديث جانبي:
وإذا لم تقبلي يا زينب...
هل تطفئي كل شموع الأمل ؟
هل تتجرعي كأس اليأس حتى الثمالة؟
وإذا انتظرت سنه أخرى ما لذي يضمن لكي تحقق حلمك؟

كلام صديقتها هزها أثارها ...غرقها في دوامة الحزن جعلها تنسى نقاط قوتها....حياتها يجب أن تغير طريقها ذو المصير المبهم المجهول .
انطلقت تدرس القران حفظا وتفسيرا وبعدها بسنة درست الحاسب بنظام الأنتساب.

وكان أسعد يوم في حياتها يوم وقفت كمعلمة قران وصديقتها المقربة أحدى طالبتها .بعد أن أعياها الجري وراء سرا ب الوظيفة قررت أن تستغل وقتها في دراسة أفضل الكتب.

تمت



 
اسم الموضوع : في هدأت الليل | المصدر : الروايات

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه