يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات وكثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح .
حينها تكثر شكوى الأمهات من شقاوة ابنائهم و عدم طاعتهن و يتساءلن عن الطريقة المثلى للتعامل معهم .
والحقيقة ان كلا الوالدين يجهلان فترات ومراحل نمو الطفل ، خاصة نلك الفترة المحير ، فترة الـ " لا " عند الاطفال .
يقول أحد علماء نفس الاطفال : انه ليس هناك طفل هاديء و مطيع معظم الوقت فكل طفل تمر به فترات يكون فيها شقيا او غير مطيع او غير منظم .
ويمكن معرفة ذلك بالعلامات التالية :
- استمرار ثورات الغضب لفترات طويلة .
- نقليات المزاج .
- صعوبة التكيف مع المواقف و الانشطة الجديدة .
- النشاط الزائد .
- عدم انتظام مواعيد تناول الطعام و النوم .
- الحساسية الزائدة للأصوات .
والشيء المطمئن هو انه نادرا ما تظهر هذه الاعراض مجتمعة عند طفل واحد لأنه لو اجتمعت هذه الأشياء في طفل لأصبح ليس صعبا فقط ولكن غير محتمل .
يعترض الاطفال كثيراً على اوامر و اراء الآباء و الامهات . وهذا طبيعي لاختلاف الزوايا و لاننا هنا نتحدث عن خبرات مختلفة ومستوى نضج آخر .
ترى ماهو السبب وراء عصبية الابناء تجاه آبائهم ؟ وما هو الدافع الذي يجعل هؤلاء الصغار ينتهزون بعض الفرص لمضايقة من لم يبخل عليهم بشيء و قدم كل مالديه من حب ومال ومجهود لتنشئتهم و تربيتهم ؟
كثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح ولأبسط الاشياء او يتبع أسلوب اللامبالاة الذي يقف أمامه الأهل حائرين .
د . أحمد خيري أستاذ الطب النفسي يقول : يوجد في مرحلة نمو الطفل فترة الـ " لا " فالطفل ينطق " لا " قبل " نعم " وهو يفعل ذلك إظهاراً للذات و ليقول للعالم : انني أصبحت ابن آدم منفرداً بذاتي ، وانني موجود ثم تختفي هذه المرحلة و ترجع مع البلوغ و المرحلة التي يبحث فيها لنفسه عن دور في المجتمع ، وفي هذه المرحلة يعتبر ان " لا " تسمح له بالنمو النفسي و تكوين شخصيتة ، وبعد ذلك يكتشف أن " لا " و " نعم " لا يتعارضان مع النمو و البلوغ النفسي .
وحول هذه المشكله يقول البرفسور جونز تروت أستاذ علم نفس الأطفال و الشباب الألماني : " ان الزمن قد تغير كثيراً ونحن نعد انفسنا الآن اصدقاء و زملاء لأولادنا لا مجرد آباء ، و عندما نعاملهم على أنهم زملاء فإنهم سوف يعاملونا بالمثل فكما يواجه الطفل زميله في المدرسه بصراحة و يؤنبه و يخالفه فإنه سوف يلجأ لنفس الاسلوب في البيت .
ونحن نعيش في عالم يتطور بسرعة و يدلل الطفل و يعطيه كماً هائلاً من المعلومات و الامكانات التي لم تكن متوافرة قبل 15 عاما مثلاً فهناك مجالات كثيرة منها الكمبيوتر على سبيل المثال ، نجد فيه الاطفال أكثر قدرة على التعامل معها من الكبار كما أن التلفاز و الفيديو و شبكة المعلومات " الانترنت " تمدهم بمعلومات لم تكن متوافرة للأجيال التي سبقتهم . انه عالم يجبر الأطفال على ان يكبروا و ينمو بمعدلات أسرع .
ويضيف تروت : إن الأطفال كثيراً ما يستفزون الكبار عندما لا يكفيهم الرد الذي حصلوا عليه من أولياء الأمور و أنه من الخطأ أن يكون رد الفعل بالتأنيب أو الأمر مثل " اذهب الى حجرتك " " لا أريد أن أسمع كلمة أخرى حول هذا الموضوع "" من أين لك هذا الكلام " .
يجب مناقشة الطفل فيما قاله فإنه من الخطأ تجاهل ما قاله و عقابه عليه دون أن يفهم السبب ، ومن المفيد ألا يكون ذلك في نفس لحظة الشجار .
وهناك نقطة أخرى مهمة في العلاقات بين الوالدين و الأطفال ، فيجب أن تكون هناك إجابات على ما يطرحونه من الاسئلة . حتى لو بدا غريباً و محرجاً و إذا لم يكن لدى الوالدين إجابات فإن عليهما أن يبحثا و ينقبا للعثور عليها ، فإن هذا هو الأصح فالطفل لا يسعده إطلاقاً أن يسمع إجابة مثل ( لا نعرف ) أو ( إن هذا ليس هو الوقت المناسب لهذه الأسئلة ) .
ويضيف د . أحمد خيري أنه يجب ان تكون هناك ألفة بين الآباء و أطفالهم و يجب أن يعلم الآباء أن يتقبلوا الأبناء كما هم و ليس كما يرغبون أن يكونوا أو كما الصورة التي شكلوها في أذهانهم فمن الممكن أن ينشأ الطفل على غير ما أراد أو تخيل كل من الأب و الأم .
و بعض أولياء الأمور لا يرون حقيقة أبنائهم و بالتالي فهم يتعاملون معهم على أساس الصورة الراسخة في اذهانهم فمن الضروري أن تعامل الأطفال كما خلقهم الله و يجب السماح لهم بتكوين شخصيتهم لا محاولة تشكيلهم .
وإليك اخي ولي الأمر بعض النقاط التي وضعها الدكتور توروكي لتعامل مع أكثر الأطفال صعوبة :
– مشكلة عدم انتظام مواعيد النوم و تناول الطعام :
ضع نظام صارم للطفل على الا تجبره على تناول الطعام أو النوم ، بحيث يدخل الطفل سريره و يجلس يقرأ و يلعب كيفما شاء .
2 – النشاط الزائد :
ان الطفل الذي لا يأخذ كفايته من الراحة و النوم يكون غير منتظم و يحتاج إلى روتين ، فمثلاً يمكنك تعويده على أن يأخذ حماماً دافئاً ثم يغسل أسنانه ثم يقرأ قصته في السرير حتى ينام على أن يكون هذا هو النظام المتبع في كل يوم .
3 – مشكلة التكيف مع المواقف الجديدة :
يجب ان لا نحكم على الطفل من أول وهلة بل نتيح له الفرصة لكي يأخذ وقته مع كل موقف جديد في حياته .
4 – واخيراً ، حاول عدم تقديم اختبارات عديدة للطفل و لا تكثر من الإيضاحات و التفسيرات و حاول دائما أن يكون تعاملك مع التصرف السيء و ليس مع السبب الذي أدى إلى حدوثه .
و الشيء الطريف هو أن معظم هؤلاء الأطفال إذا عرف آباؤهم و أمهاتهم كيف يتعاملون معهم نراهم يتحولون تدريجياً ليصبحوا في غاية الطاعة و النظام و الهدوء في سن دخول المدرسة .
كما انهم يكونون إيجابيين في حياتهم و تظهر عليهم بوادر الإبداع فإذا استطعت التذرع بالصبر و الثبات في السنوات الأولى كان جزاؤك عظيماً فيما بعد .