معلومات Noufshamri
- إنضم
- 4 مايو 2020
- المشاركات
- 1,036
- مستوى التفاعل
- 1,141
- النقاط
- 113
عيونها فيهم شي غريب.....
تفتح تمارة عينيها بصعوبة بينما تحاول يدها اليمنى البحث عن زر المنبه لإيقافه.. تنظر بنصف عين نحوه لتجد أن الساعة تجاوزت السادسة والنصف.. تتنهد بحسرة.. فاتتها صلاة الفجر مرة أخرى!! .. تنهض من سريرها بسرعة متجهة نحو غرف الأولاد.. آخر شيء تريده هذا الأسبوع هو أن تصل عملها متأخرة مرة أخرى..
تنهي صلاتها على عجل وتبدأ بتحضير الشطائر للأطفال , بينما تحاول فك اشتباكاتهم الصباحية المعتادة.. وبينما تقف على المرآة تعدل قميصها يأتي زوجها من الخلف عاري الساقين.. مرتديا سترة سوداء ويمسك بنطالا أسودا في يده.. ويسألها بامتعاض..
- تمارة انت مش كاوية البنطلون الأسود؟ مش قلت لك مبارح تكويه؟
ترد بارتباك آسف..
- يييي يا حبيبي.. والله إني نسيت! حطيته مبارح بالليل عشان أكويه.. بعدين صارت سماح تعيط.. فرحت أنيمها ونسيت.. ونمت بسرعة بعدها..
- طيب يعني أنا كيف أداوم هسه؟ البدلة الرمادية مبارح حكيت لك ودي الجاكيت تبعها عالدراي كلين ونسيت توديه! والبدلة السودا مش كاوية البنطلون تبعها.. ألبس جكيت أسود على بنطلون رمادي يعني؟ بطريق أطلع عشان حضرتك ترضي؟
- يا حبيبي والله مش قصدي.. أقسم بالله.. مبارح كثير روحت تعبانة من الشغل, قلت بكوي بس أرتاح شوي.. وانشغلت .. وبالليل حطيته أكويه.. بس رحت أشوف البنت وما لقيت حالي إلا ميتة من النعس.. يا حبيبي ما تزعل.. هسه بكوي لك إياه .. دقيقتين وبكون جاهز..
تحاول أخذ البنطال من يده.. فيسحب يده بقوة ويرمي البنطال على السرير..
- تكوي شو وتبطخي شو؟ هو في وقت؟ مهو أصلا مبين نهار زفت من أوله.. خلص.. بلاها البدلة.. ليش يعني لازم أبين مرتب في اجتماع مجلس الإدارة.. مش مهم.. المهم انه انت مرتبة وبتشتغلي وبتروحي تعبانة ولازم ترتاحي.. والله ما أنا عارف شغلك هذا شو جايينا من وراه غير الهم والغم!
تطرق تمارة برأسها بينما يبدأ زوجها بالبحث عن ملابس ليرتديها وهو يتمتم بسخط.. فجأة يُفتح باب غرفة النوم فيظهر ابنها ذو العشر سنوات مرتديا ملابس المدرسة ويقول لأمه..
- ماما أنا جاهز.. بس سماح بتعيط بدهاش تلبس الصندل الأبيض..
ينفجر الأب في نوبة هستيرية من الصراخ على ابنه..
- ولك يا كلب يا ابن الكلب! أنا كم مرة قلت لك تدق على الباب قبل ما تدخل! بدكاش تبطل هالعادة يا عديم الترباية!!
يتجمد الطفل في مكانه خائفا بينما تمسكه أمه من يده .. وتخرج به من غرفة النوم بسرعة لتنهي الموقف.. تغلق الباب بينما يكمل الزوج شتائمه..
***
- حاضر ماما.. والله غير أجيب لكم اللي بدكم إياه.. بس يا حبيبيني خليني أروح.. والله تأخرت..
تقبل الأطفال على عجل ثم تنسل إلى سيارتها تحت وابل من أبواق السيارات التي تقف خلف سيارتها.. تقود سيارتها في زحمة الصباح مخفية عيونها الدامعة خلف نظاراتها الشمسية.. تحاول الهرب من التفكير فيما حدث.. فتفتح المذياع ليطالعها صوت المذيع الخشن مطالبا مستمعيه أن يبدأوا نهارهم بحمد الله على نعمة الأمن والأمان وما تقوم به الأجهزة الأمنية التي لا مثيل لها.. تقفل المذياع بغضب..
***
تدخل الدائرة بخطى مستعجلة.. لقد تأخرت ثلاثة عشر دقيقة هذه المرة.. ولسوء الحظ تجد مديرها واقفا في خط سيرها تماما.. ويبدأ بالنظر إلى ساعة يده ثم يبتسم لها إبتسامة باردة..
- صباح الخير أستاذ نضال.. بعتذر على التأخير والله, بس كان في أزمة في شارع المد..
يقاطعها بلهجة مليئة بالسخرية..
- مسا الخير قصدك
- معلش.. حقك علي.. بوعدك إن شاء الله ما ..
يقاطعها بجلافة..
- اليوم في اجتماع عشان لجنة الأداء الحكومي.. ومستني التقرير منك قبل الساعة 11... وإن شاء الله ما أضطر أذكرك..
ثم يتركها حتى قبل أن ترد..
***
تجلس في مقعدها.. لتجد القاعة مزدحمة بالمراجعين.. وتضغط زر الأرقام لتستقبل المراجع الأول لها..
***
في العاشرة تنهي تقريرها وترسله.. ثم تتذكر أنها لم تأكل شيئا منذ الصباح.. القاعة لا تزال مزدحمة.. ستأكل الشطيرة ثم تعود لاستقبال المراجعين مرة أخرى.. تخرج شطيرتها من حقيبتها وتبدأ بالأكل.. بينما تتصفح بريدها الإلكتروني..
- يخرب بيت موظفين الحكومة ما أبلدهم! شايف هاي الناصحة اللي هناك؟ اللي لابسة أسود؟
- مالها؟
- الها ساعة ما أخذت ولا رقم.. وهسه صارت توكل!
- إيه! آه والله بتوكل! شو قلة هالحيا! هو وقت الناس ببلاش؟
- وانت يا روحي بتقول لي أنا هذا الكلام؟ ما تقوم تحكي لها إياه هي ! ولا مراجلك ما بطلعن غير عليَ؟؟
ينهض الرجل الغاضب المطعون في رجولته من كرسي الإنتظار ويتجه نحو تمارة بينما تتابعه زوجته بنظرات تشفي لما هو على وشك أن يحدث..
- يا اختي بس سؤال يعني.. هو يعني احنا كم لازم نستنى عشان يجينا الدور؟ إذا حضرتك بتوكلي.. وزميلك راح وما رجع؟ وأبصر مين أبصر وين! ايمتا بدها تخلص معاملات الناس؟ ولا بس شاطرين تلبسوا الناس ضرايب ورسوم وبلا أزرق وبس نيجي نقدم على ورقة بتمرمروا عيشتنا؟
***
تقترب الساعة من الثالثة .. سينتهي هذا اليوم اللعين أخيرا! .. يرن هاتفها برسالة من أختها تذكرها بضرورة دفع حصتها في هدية عيد ميلاد أمهما التي يجب شراؤها اليوم.. تنهض من كرسيها كأنما لدغها عقرب..
تنهي صلاتها على عجل وتبدأ بتحضير الشطائر للأطفال , بينما تحاول فك اشتباكاتهم الصباحية المعتادة.. وبينما تقف على المرآة تعدل قميصها يأتي زوجها من الخلف عاري الساقين.. مرتديا سترة سوداء ويمسك بنطالا أسودا في يده.. ويسألها بامتعاض..
- تمارة انت مش كاوية البنطلون الأسود؟ مش قلت لك مبارح تكويه؟
ترد بارتباك آسف..
- يييي يا حبيبي.. والله إني نسيت! حطيته مبارح بالليل عشان أكويه.. بعدين صارت سماح تعيط.. فرحت أنيمها ونسيت.. ونمت بسرعة بعدها..
- طيب يعني أنا كيف أداوم هسه؟ البدلة الرمادية مبارح حكيت لك ودي الجاكيت تبعها عالدراي كلين ونسيت توديه! والبدلة السودا مش كاوية البنطلون تبعها.. ألبس جكيت أسود على بنطلون رمادي يعني؟ بطريق أطلع عشان حضرتك ترضي؟
- يا حبيبي والله مش قصدي.. أقسم بالله.. مبارح كثير روحت تعبانة من الشغل, قلت بكوي بس أرتاح شوي.. وانشغلت .. وبالليل حطيته أكويه.. بس رحت أشوف البنت وما لقيت حالي إلا ميتة من النعس.. يا حبيبي ما تزعل.. هسه بكوي لك إياه .. دقيقتين وبكون جاهز..
تحاول أخذ البنطال من يده.. فيسحب يده بقوة ويرمي البنطال على السرير..
- تكوي شو وتبطخي شو؟ هو في وقت؟ مهو أصلا مبين نهار زفت من أوله.. خلص.. بلاها البدلة.. ليش يعني لازم أبين مرتب في اجتماع مجلس الإدارة.. مش مهم.. المهم انه انت مرتبة وبتشتغلي وبتروحي تعبانة ولازم ترتاحي.. والله ما أنا عارف شغلك هذا شو جايينا من وراه غير الهم والغم!
تطرق تمارة برأسها بينما يبدأ زوجها بالبحث عن ملابس ليرتديها وهو يتمتم بسخط.. فجأة يُفتح باب غرفة النوم فيظهر ابنها ذو العشر سنوات مرتديا ملابس المدرسة ويقول لأمه..
- ماما أنا جاهز.. بس سماح بتعيط بدهاش تلبس الصندل الأبيض..
ينفجر الأب في نوبة هستيرية من الصراخ على ابنه..
- ولك يا كلب يا ابن الكلب! أنا كم مرة قلت لك تدق على الباب قبل ما تدخل! بدكاش تبطل هالعادة يا عديم الترباية!!
يتجمد الطفل في مكانه خائفا بينما تمسكه أمه من يده .. وتخرج به من غرفة النوم بسرعة لتنهي الموقف.. تغلق الباب بينما يكمل الزوج شتائمه..
***
- حاضر ماما.. والله غير أجيب لكم اللي بدكم إياه.. بس يا حبيبيني خليني أروح.. والله تأخرت..
تقبل الأطفال على عجل ثم تنسل إلى سيارتها تحت وابل من أبواق السيارات التي تقف خلف سيارتها.. تقود سيارتها في زحمة الصباح مخفية عيونها الدامعة خلف نظاراتها الشمسية.. تحاول الهرب من التفكير فيما حدث.. فتفتح المذياع ليطالعها صوت المذيع الخشن مطالبا مستمعيه أن يبدأوا نهارهم بحمد الله على نعمة الأمن والأمان وما تقوم به الأجهزة الأمنية التي لا مثيل لها.. تقفل المذياع بغضب..
***
تدخل الدائرة بخطى مستعجلة.. لقد تأخرت ثلاثة عشر دقيقة هذه المرة.. ولسوء الحظ تجد مديرها واقفا في خط سيرها تماما.. ويبدأ بالنظر إلى ساعة يده ثم يبتسم لها إبتسامة باردة..
- صباح الخير أستاذ نضال.. بعتذر على التأخير والله, بس كان في أزمة في شارع المد..
يقاطعها بلهجة مليئة بالسخرية..
- مسا الخير قصدك
- معلش.. حقك علي.. بوعدك إن شاء الله ما ..
يقاطعها بجلافة..
- اليوم في اجتماع عشان لجنة الأداء الحكومي.. ومستني التقرير منك قبل الساعة 11... وإن شاء الله ما أضطر أذكرك..
ثم يتركها حتى قبل أن ترد..
***
تجلس في مقعدها.. لتجد القاعة مزدحمة بالمراجعين.. وتضغط زر الأرقام لتستقبل المراجع الأول لها..
***
في العاشرة تنهي تقريرها وترسله.. ثم تتذكر أنها لم تأكل شيئا منذ الصباح.. القاعة لا تزال مزدحمة.. ستأكل الشطيرة ثم تعود لاستقبال المراجعين مرة أخرى.. تخرج شطيرتها من حقيبتها وتبدأ بالأكل.. بينما تتصفح بريدها الإلكتروني..
- يخرب بيت موظفين الحكومة ما أبلدهم! شايف هاي الناصحة اللي هناك؟ اللي لابسة أسود؟
- مالها؟
- الها ساعة ما أخذت ولا رقم.. وهسه صارت توكل!
- إيه! آه والله بتوكل! شو قلة هالحيا! هو وقت الناس ببلاش؟
- وانت يا روحي بتقول لي أنا هذا الكلام؟ ما تقوم تحكي لها إياه هي ! ولا مراجلك ما بطلعن غير عليَ؟؟
ينهض الرجل الغاضب المطعون في رجولته من كرسي الإنتظار ويتجه نحو تمارة بينما تتابعه زوجته بنظرات تشفي لما هو على وشك أن يحدث..
- يا اختي بس سؤال يعني.. هو يعني احنا كم لازم نستنى عشان يجينا الدور؟ إذا حضرتك بتوكلي.. وزميلك راح وما رجع؟ وأبصر مين أبصر وين! ايمتا بدها تخلص معاملات الناس؟ ولا بس شاطرين تلبسوا الناس ضرايب ورسوم وبلا أزرق وبس نيجي نقدم على ورقة بتمرمروا عيشتنا؟
***
تقترب الساعة من الثالثة .. سينتهي هذا اليوم اللعين أخيرا! .. يرن هاتفها برسالة من أختها تذكرها بضرورة دفع حصتها في هدية عيد ميلاد أمهما التي يجب شراؤها اليوم.. تنهض من كرسيها كأنما لدغها عقرب..
اسم الموضوع : عيونها فيهم شي غريب.....
|
المصدر : الروايات