معلومات وردة مفعوصة
- إنضم
- 17 يوليو 2007
- المشاركات
- 79
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
عندما يبكي القمر
السلام عليكم صديقاتي...
اسمحوا لي بالانضمام اليكم في هذه الصفحات ...
رغم أنني سأكتب يومياتي و لكن لا أعلم ان كنت سأستطيع كتابة قصتي كاملة... و لكن سأحاول أن أشرككم معي في حياتي ... لأنني ليس لي الا الله في هذه الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
" بينما هي جالسة على سجادتها، تضم ركبتيها الى صدرها و تنتحب، شعرت "قمر" بنسمة باردة كالصقيع تلفح وجهها، رفعت وجهها المبلل بالدموع من بين ركبتيها و نظرت نحو النافذة الخشبية المتهالكة، هالها ما رأت ... السماء بيضاء، و الثلج يتساقط كالعصافير، ببطء و بوتيرة متناغمة، فتحت الباب و خرجت الى فناء البيت، يا الهي كم هو جميل هذا المنظر، السكون يلف المكان، و اوراق الاشجار التي تساقطت في الخريف تتناثر على الارض هنا و هناك، حبات الثلج تنزل كالقطن، لتستقر على الاوراق الممزقة، فيذوب بعضها، و يصمد الاخر ليكون طبقة رقيقة... حبة وراء حبة...
يا الهي ما هذا الهدوء المفاجئ؟ّ! و كأن الدنيا قد توقفت... حتى العصافير اختفت، ربما اختبأت بين أغصان شجرة الصنوبر الضخمة...
شجرة الصنوبر الضخمة؟ انها تشبه تلك الشجرة التي كانت في بيت أهلها ...ابتسمت قمر لنفسها، و هي تتذكر تلك الايام، يا الهي كم هي بعيدة و حزينة تلك الذكريات، "انها شجرتي الحبيبة" قالتها و هي تحدث نفسها و تتذكر ذلك اليوم الذي جاءت فيه من المدرسة، تبكي، كانت مثالا للفتاة المجتهدة و المؤدبة، فهي الاولى في ترتيبها على صفها على الدوام و في جميع السنوات.. و لكنها كانت أيضا، مثالا للفتاة المنبوذة، و المكروهة في جميع الاماكن، في ذلك اليوم بالتحديد، كانت مدرستها قد استدعت والدتها، لتخبرها أن ابنتها "قد تراجعت في دروسها، و يبدو عليها الشرود في معظم الاوقات"
خرجت والدتها من عند المدرسة تجر ابنتها جرا، " فضحتيني يا بنت الــ .......، لماذا لا تدرسي جيدا ها؟ ماذا وراءك و ماذا عندك؟ لم أترك لعبة في السوق الا و أحضرتها لك، و لم أترك قلم تلوين الا و اشتريته لك، لو كانت أم ثانية غيري كانت قذفت بك من زمان في أقرب حاوية نفايات يا ........" ضربتها و جرتها من شعرها في الشارع، كانت تكيل لها الكفوف و اللكمات و الركلات حتى تعثرت قمر ووقعت على الرصيف، شدتها من شعرها و أنهضتها لتعطيها لكمة أخرى في البطن، لاحظت قمر من بين دموعها و شعرها المبعثر ان بعض عربات التاكسي و العربات الخاصة قد توقفت او امهلت في سرعتها، بعض الركاب يدعون على أمها، بعضهم يصرخون و يصفقون كمن يتفرج على مباراة، و بعضهم يضحكون و يتغامزون...
يا الهي كم هي وحيدة... يا الهي...
وصلت قمر الى البيت، جرت نحو تلك الشجرة، شجرة الصنوبر الضخمة، تحتضن جذعها الضخم و تبكي... كانت قمر تحكي لشجرتها كل شيء، و تعتبرها صديقتها الوحيدة، حتى عندما كانت تأوي الى النوم، كانت ترى خيال الاغصان من وراء ستارتها الشفافة، و تتخيلها أيدي حانية، تعانقها قبل النوم...
أخبرتها أمها بأنها منذ اليوم، ستكون قيمتها مثل الكلاب، و يجب عليها الاكل في المطبخ وحيدة، و أصرت أمها على أن تكون سلة المهملات هي المقابل لها، "عشان تعرفي قيمتك عندي مثل الزبالة بالضبط" كما قالت أمها
كانت أم قمر، أما حنونة، و كانت تحضر لها جميع الالعاب و الملابس و الكتب و كل ما ييمناه أي طفل في عمر قمر، و لكنها كانت قاسية عليها... تنعتها بأبشع الالفاظ و تضربها دونما أي رحمة...
لم يكن سبب شرود قمر و تراجعها في دراستها سببا عاديا، كان ما تمر به قمر، سببا كافيا لانحراف و جنون أي طفل في عمرها يمر بظروفها...
قمر، كانت فتاة تغتصب، يوميا، بدون علم أحد...
قمر، كانت بنت 8 أعوام، و لم تكن تعلم أصلا ان هذا اغتصاب
قمر، كانت ضحية الاهمال و الجهل...
و قمر أيضا، أصبحت وحيدة تماما في هذه الدنيا، في ذلك اليوم، الذي أخبرت أمها عما يفعله خالها بها... حيث منذ ذلك اليوم، دخلت قمر، عالما لا رحمة فيه، عالم يسوده الذئاب، و حيث أقسى الناس عليك هم أقربهم لك... و حيث البراءة مسلوبة، و حيث الجسم النحيل، يئن تحت الضرب و الجلد...
ابقوا معي....
اسمحوا لي بالانضمام اليكم في هذه الصفحات ...
رغم أنني سأكتب يومياتي و لكن لا أعلم ان كنت سأستطيع كتابة قصتي كاملة... و لكن سأحاول أن أشرككم معي في حياتي ... لأنني ليس لي الا الله في هذه الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
" بينما هي جالسة على سجادتها، تضم ركبتيها الى صدرها و تنتحب، شعرت "قمر" بنسمة باردة كالصقيع تلفح وجهها، رفعت وجهها المبلل بالدموع من بين ركبتيها و نظرت نحو النافذة الخشبية المتهالكة، هالها ما رأت ... السماء بيضاء، و الثلج يتساقط كالعصافير، ببطء و بوتيرة متناغمة، فتحت الباب و خرجت الى فناء البيت، يا الهي كم هو جميل هذا المنظر، السكون يلف المكان، و اوراق الاشجار التي تساقطت في الخريف تتناثر على الارض هنا و هناك، حبات الثلج تنزل كالقطن، لتستقر على الاوراق الممزقة، فيذوب بعضها، و يصمد الاخر ليكون طبقة رقيقة... حبة وراء حبة...
يا الهي ما هذا الهدوء المفاجئ؟ّ! و كأن الدنيا قد توقفت... حتى العصافير اختفت، ربما اختبأت بين أغصان شجرة الصنوبر الضخمة...
شجرة الصنوبر الضخمة؟ انها تشبه تلك الشجرة التي كانت في بيت أهلها ...ابتسمت قمر لنفسها، و هي تتذكر تلك الايام، يا الهي كم هي بعيدة و حزينة تلك الذكريات، "انها شجرتي الحبيبة" قالتها و هي تحدث نفسها و تتذكر ذلك اليوم الذي جاءت فيه من المدرسة، تبكي، كانت مثالا للفتاة المجتهدة و المؤدبة، فهي الاولى في ترتيبها على صفها على الدوام و في جميع السنوات.. و لكنها كانت أيضا، مثالا للفتاة المنبوذة، و المكروهة في جميع الاماكن، في ذلك اليوم بالتحديد، كانت مدرستها قد استدعت والدتها، لتخبرها أن ابنتها "قد تراجعت في دروسها، و يبدو عليها الشرود في معظم الاوقات"
خرجت والدتها من عند المدرسة تجر ابنتها جرا، " فضحتيني يا بنت الــ .......، لماذا لا تدرسي جيدا ها؟ ماذا وراءك و ماذا عندك؟ لم أترك لعبة في السوق الا و أحضرتها لك، و لم أترك قلم تلوين الا و اشتريته لك، لو كانت أم ثانية غيري كانت قذفت بك من زمان في أقرب حاوية نفايات يا ........" ضربتها و جرتها من شعرها في الشارع، كانت تكيل لها الكفوف و اللكمات و الركلات حتى تعثرت قمر ووقعت على الرصيف، شدتها من شعرها و أنهضتها لتعطيها لكمة أخرى في البطن، لاحظت قمر من بين دموعها و شعرها المبعثر ان بعض عربات التاكسي و العربات الخاصة قد توقفت او امهلت في سرعتها، بعض الركاب يدعون على أمها، بعضهم يصرخون و يصفقون كمن يتفرج على مباراة، و بعضهم يضحكون و يتغامزون...
يا الهي كم هي وحيدة... يا الهي...
وصلت قمر الى البيت، جرت نحو تلك الشجرة، شجرة الصنوبر الضخمة، تحتضن جذعها الضخم و تبكي... كانت قمر تحكي لشجرتها كل شيء، و تعتبرها صديقتها الوحيدة، حتى عندما كانت تأوي الى النوم، كانت ترى خيال الاغصان من وراء ستارتها الشفافة، و تتخيلها أيدي حانية، تعانقها قبل النوم...
أخبرتها أمها بأنها منذ اليوم، ستكون قيمتها مثل الكلاب، و يجب عليها الاكل في المطبخ وحيدة، و أصرت أمها على أن تكون سلة المهملات هي المقابل لها، "عشان تعرفي قيمتك عندي مثل الزبالة بالضبط" كما قالت أمها
كانت أم قمر، أما حنونة، و كانت تحضر لها جميع الالعاب و الملابس و الكتب و كل ما ييمناه أي طفل في عمر قمر، و لكنها كانت قاسية عليها... تنعتها بأبشع الالفاظ و تضربها دونما أي رحمة...
لم يكن سبب شرود قمر و تراجعها في دراستها سببا عاديا، كان ما تمر به قمر، سببا كافيا لانحراف و جنون أي طفل في عمرها يمر بظروفها...
قمر، كانت فتاة تغتصب، يوميا، بدون علم أحد...
قمر، كانت بنت 8 أعوام، و لم تكن تعلم أصلا ان هذا اغتصاب
قمر، كانت ضحية الاهمال و الجهل...
و قمر أيضا، أصبحت وحيدة تماما في هذه الدنيا، في ذلك اليوم، الذي أخبرت أمها عما يفعله خالها بها... حيث منذ ذلك اليوم، دخلت قمر، عالما لا رحمة فيه، عالم يسوده الذئاب، و حيث أقسى الناس عليك هم أقربهم لك... و حيث البراءة مسلوبة، و حيث الجسم النحيل، يئن تحت الضرب و الجلد...
ابقوا معي....
اسم الموضوع : عندما يبكي القمر
|
المصدر : الروايات