صانعو الفرحه ..للحياه قصه ونهايه ثم الحساب

احصائياتى
الردود
5
المشاهدات
620

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,553
مستوى التفاعل
9,651
النقاط
113
صانعو الفرحه ..للحياه قصه ونهايه ثم الحساب
تأتي مع والدتها المكافحة التي تساعد في تنظيف البيوت في المناطق "الراقية"، عمرها سبع سنوات، طيبة وهادئة للغاية، تجلس في مكانها صامتة ولا تعبث فى أي شئ كما تطلب منها والدتها، كانت فيما سبق تلعب مع أطفال البيوت الراقية ولكنها كبرت الآن وتعلمت من تجاربها وتفهم الفروق الطبقية والعنصرية! لم تكن تفهم تعلقيات الأطفال بأنها ترتدي ملابسهم القديمة والتى ظنت أن والدتها اشترتها لها، أو أن والدتهم حذرتهم من "القمل" في شعرها والذي يصيب الفقراء فقط!! أو أنها لاتستطع أن ترد الأذى والضرب بمثله وهى التي يجب أن تعتذر لأطفال البيت "الراقي"، لكنها الآن تفهم... !

نادراً مايبقى صديقي الغامض في المنزل أثناء التنظيف، وفي هذا اليوم شاهد الصغيرة جالسة هادئة لاتفعل أي شئ، اقترب منها وتحدث معها، ابتسمت ودعاها لتلعب مع أطفاله، أطفاله يشبهونه تماماً، هو أحد أبطال الحياة المجهولين الذين يصنعون السعادة وينشرون الفرحة، يملك قلباً من ذهب! اندمجت معهم وتعالت ضحكاتها ... سألته بحياء إن كان ممكنناً أن تستخدم هذا الجهاز السحري الملقى جانباً؟ ابتسم وأحضر لها "اللابتوب" وفتحه وطلب منها أن تلعب به كما تشاء، أشرق وجهها بسعادة غير عادية واخبرته أنها تحلم بهذا الأمر دائماً! هذا الجهاز قديم نوعاً ما وملقى كما هو منذ شهور، فقد مل الأطفال من استخدامه في ظل وجود "التابلت" والـ "إكس بوكس"! اخبرها انه هدية لها وأنها تستحقه تماماً، توقف الزمن للحظات ونطق وجه الصغيرة بأشياء لايمكن وصفها بالكلمات وقامت واحتضنته وهى تبكي ... نعم، كانت تبكي من السعادة!

للحياة قصتها، ولها نهايتها أيضاً! وهناك سؤال مخيف بين يدى الخالق، أتظنه أعطاك ومنع غيرك لأنه يفضلك؟! لا والله، إنما هو الاختبار والبلاء والوقوف الطويل ... شارك في صنع الفرحة والسعادة وانفق مما أعطاك الله، وعلم أولادك التواضع وحسن الخلق، فالحياة متقلبة ولاشئ مضمون ... ابتسمى ياصغيرتي وتفائلي واسعدي بتحقق أحلامك "الصغيرة"، فالله يراك ويسمعك ويرحمك ... أما أنت ياصديقي، فلا خوف عليك ولاحزن، اسعد بحياتك وعش هانئاً، وإن كنت مجهولاً بين البشر فإن الأرض تحبك وتسعد بسيرك عليها وتبكيك عند رحيلك... وأهل السماء يعرفونك جيداً ويدعون لك ويستقبلونك بفرحة عند اللقاء الأخير، وكفى به فوزاً عظيماً ... كفى به ياصديقي!
||
مازالت الأحلام "ممكنة" مادامت النفوس "مؤمنة"!
||
وسام الشاذلي
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه