زوجها فذبحها ألف مرة
زَوَّجها .. فذبحها ألف مرة
طفلة مفعمة بالحياة كانت ، ترين وجهها فتشعل حمرة خدودها روح الحماس فيك والانطلاق نحو الحياة بكل نشاط..
كانت بشوشة جدا، خفيفة الظل ، محبوبة عند الجميع
وحين بدأت تخطو أولى خطواتها في طريق المراهقة المليء بالمفاجآت..
لم تنقلب خفة ظلها إلى وقاحة ، او عفويتها إلى تمرد ، أو حبها للحياة إلى عناد ،
بل على العكس أصبحت صديقة الجميع
صديقة من هن في مثل سنها إلى من هن في مثل سن والدتها..
كيف كانت علاقتها بوالديها ؟
علاقة طيبة لكنها كحال العديد من علاقات الأبوة والأمومة تفتقد للاحتواء الجيد للمراهق ، بسبب ضيق الوقت أو بسبب الجهل بأهمية هذا الجانب.
والديها كانا شخصين طيبين أحسبهما والله حسيبهما يخافا الله،
الأب طيب ، ودود ، مثقف، متحدث متمرس ، منشغل دائماً
والأم طيبة جدا، لطيفة ، قد لا تملك من مهارات التربية الكثير بقدر ما تملك من التسامح والعفوية.
أما في مدرستها ..
كانت تنتظرها المفاجآت ، كان ينتظرها الأكشن الذي يجذب المراهق ويضفي إلى حياته الألوان المشرقة ، ولأنها تملك من المقومات ما يجعلها اجتماعية ، ولأنها لطالما كبتت روح المغامرة في بيت ذويها الهادئ الروتيني، كانت اولى خطواتها نحو تذوق ملذات الحياة في مدرستها .. بيتها الثاني..
كانت بداية انحرافها الذي لم تلاحظ والدتها أعراضه ربما بسبب بساطة تفكيرها ،
أختي الغالية .. إن كنت تزورين مدرسة ابنتك وهي طفلة في الفصل الدراسي الواحد مرة لتسألي عنها ، عن مستواها الدراسي وحسن خلقها ، تتعرفي على صديقاتها وتقيمي أخلاقهن ، وتلاحظي تعاملهن مع بعضهن أو مع المدرسات..
فأنصحك بأن تجعليها زيارة شهرية حين تصبح مراهقة ..
زيارة لا تجعلها تشعر بأنك الجلاد الذي يريد ان يمسك عليها زلة .. لا بل اجعليها تبدو عفوية ، ابدي افتخارك فيها ، وتوددي إلى صديقاتها وناديها بأحب الأسماء إليها ..
دعي ابنتك تشعر بالراحة إذا ما رغبت أن تخبرك عن آخر أخبار مدرستها ، عن المواقف الظريفة التي حصلت ، وفي نفس الوقت دعي لها مساحتها الخاصة التي تشعر فيها بخصوصيتها لكن تحت إشرافك الخفي..
هذه الفتاة كانت تريد تجربة شيء جديد ، كانت تريد كلمات مديح ، كانت تريد ان تشعر بانها تمتلك من الصفات المميزة ما يجعلها محبوبة ، لأن كلمات الديح والثناء للمراهق هي كالهواء ، لا يستطيع التنفس إلا بها..
تعرفت إلى صديقات سوء أشعروها بأنها أهم ما يملكن ، لا يطقن ابتعادها ، ولا يتحملن الساعات التي تفصل بين يوم دراسي واليوم الذي يليه.. مقابل
مشاركتها لهن التلطخ بمستنقع القذارة الذي كن يتمرغن فيه خفية في بيتهن الثاني..
وتم كشفهن من قبل إدارة المدرسة التي كانت قد بدأت تشك بهن بسبب هروبهن المتكرر من بعض الحصص ، وصداقتهن التي توطدت فجأة ولم ترق للعديد من المدرسات اللاتي كن يعرفن طيب سمعة والديها،
وكان اكتشافهن كالصاعقة التي ضربت ارجاء منزل ذويها..
حقيقة مؤلمة ومرة أن يروا سنوات من التربية على المبادئ والقيم تضيع هباءاً ، يقترن بها أصداء مزعجة من الفضيحة عند المديرة والمدرسات..
وجاء تقدم أحد معارفهم لخطبتها كفرصة ذهبية لوالديها كي يرغموها على الخروج من القذارة التي كانت تعيشها..
دون نقاش ، أو احتواء ، أو محاولة لمعالجة المشكلة بمعرفة أسبابها ، دون وضع احتماليات لتفاقم الوضع بعد الزواج للأسوء..
وليلة زواجها كانت بداية عذاب حقيقي ..
فبعد أن تخلى عنها الصدر الحنون والسند القوي..
وجدت نفسها تصارع عقلية غريبة لزوج لم تتمكن من فهمه ..
هل هو سيء إلى هذا الحد؟
مقصر هو في حقوقها لكنه ليس نمطا نادرا من الرجال..
كثير من مشكلاتها كان بإمكانها بإذن الله ان تحلها ..
لكن العائق كان في كونها بدأت حياتها الزوجية كعقاب على ما اقترفته سابقا..
صعب جدا أن تصبحي يتيمة بعد ان كنت تعيشين مكرمة في كنف والديك..
صعب جداً أن يتخلى عنك الوالد والأخ فلا تجدي رجلا يقف في وجه رجل نسي أن رجل وأن من امامه أنثى لها الكثير من الحقوق الضائعة..
صعب أن تصرخ الروح فيصدر قرار بمنع البكاء على صدر الأم الحنون أو الأخت المحبة..
صعب جداً ان تعيشي وحيدة بعد أن كنت تحيين حياة اجتماعية ناجحة ..
صعب جدا أن تحبي جلادك .. الذي يحرم الحقوق .. ويؤذي الروح قبل الجسد .. ويرفض عشرتك ..
فقد سجنت قبل محاكمتك .. سجنت قبل أن يتعالج المرض الذي غزى قلبك .. وقبل أن تملئي الفجوة الروحية التي سببها ابتعادك عن الدين ..
قرر والديها أن يتركاها فترة من الزمن كي تعتاد على أن الحياة ليست مجرد لعب .. وأنها لم تعد طفلة ترتكب الخطأ ولا تعاقب ..
أرادوها ان تنسى الدلع المفسد الذي ضيعها في سنواتها الدراسية ..
فلم تحصل على الدعم المطلوب .. الدعم النفسي والدعم المادي..
كانت بحاجة لكي تبني أسسا سليمة في علاقتها بالله جل وعلا..
كان لا بد من وجود رجل يقف في وجه زوجها حين يضرب ويهين .. حين يحرم ويقصر دون خوف ..
أخذت هذه الفتاة تتخبط كثيرا في محاولات لاستعادة شتات حياتها..
لكن الدعم وصل أخيراً..
بعد مضي سنين وسنين .. وبعد أن استجدت الكثير من الأمور في حياتها ..
استفاقت بعض الضمائر الحية..
وبدأت صديقتنا برسم خطتها لاستثمار ما تبقى من العمر..
أسال الله لها ولجميع المسلمين والمسلمات التوفيق
ألقاكن على خير بإذنه تعالى
طفلة مفعمة بالحياة كانت ، ترين وجهها فتشعل حمرة خدودها روح الحماس فيك والانطلاق نحو الحياة بكل نشاط..
كانت بشوشة جدا، خفيفة الظل ، محبوبة عند الجميع
وحين بدأت تخطو أولى خطواتها في طريق المراهقة المليء بالمفاجآت..
لم تنقلب خفة ظلها إلى وقاحة ، او عفويتها إلى تمرد ، أو حبها للحياة إلى عناد ،
بل على العكس أصبحت صديقة الجميع
صديقة من هن في مثل سنها إلى من هن في مثل سن والدتها..
كيف كانت علاقتها بوالديها ؟
علاقة طيبة لكنها كحال العديد من علاقات الأبوة والأمومة تفتقد للاحتواء الجيد للمراهق ، بسبب ضيق الوقت أو بسبب الجهل بأهمية هذا الجانب.
والديها كانا شخصين طيبين أحسبهما والله حسيبهما يخافا الله،
الأب طيب ، ودود ، مثقف، متحدث متمرس ، منشغل دائماً
والأم طيبة جدا، لطيفة ، قد لا تملك من مهارات التربية الكثير بقدر ما تملك من التسامح والعفوية.
أما في مدرستها ..
كانت تنتظرها المفاجآت ، كان ينتظرها الأكشن الذي يجذب المراهق ويضفي إلى حياته الألوان المشرقة ، ولأنها تملك من المقومات ما يجعلها اجتماعية ، ولأنها لطالما كبتت روح المغامرة في بيت ذويها الهادئ الروتيني، كانت اولى خطواتها نحو تذوق ملذات الحياة في مدرستها .. بيتها الثاني..
كانت بداية انحرافها الذي لم تلاحظ والدتها أعراضه ربما بسبب بساطة تفكيرها ،
أختي الغالية .. إن كنت تزورين مدرسة ابنتك وهي طفلة في الفصل الدراسي الواحد مرة لتسألي عنها ، عن مستواها الدراسي وحسن خلقها ، تتعرفي على صديقاتها وتقيمي أخلاقهن ، وتلاحظي تعاملهن مع بعضهن أو مع المدرسات..
فأنصحك بأن تجعليها زيارة شهرية حين تصبح مراهقة ..
زيارة لا تجعلها تشعر بأنك الجلاد الذي يريد ان يمسك عليها زلة .. لا بل اجعليها تبدو عفوية ، ابدي افتخارك فيها ، وتوددي إلى صديقاتها وناديها بأحب الأسماء إليها ..
دعي ابنتك تشعر بالراحة إذا ما رغبت أن تخبرك عن آخر أخبار مدرستها ، عن المواقف الظريفة التي حصلت ، وفي نفس الوقت دعي لها مساحتها الخاصة التي تشعر فيها بخصوصيتها لكن تحت إشرافك الخفي..
هذه الفتاة كانت تريد تجربة شيء جديد ، كانت تريد كلمات مديح ، كانت تريد ان تشعر بانها تمتلك من الصفات المميزة ما يجعلها محبوبة ، لأن كلمات الديح والثناء للمراهق هي كالهواء ، لا يستطيع التنفس إلا بها..
تعرفت إلى صديقات سوء أشعروها بأنها أهم ما يملكن ، لا يطقن ابتعادها ، ولا يتحملن الساعات التي تفصل بين يوم دراسي واليوم الذي يليه.. مقابل
مشاركتها لهن التلطخ بمستنقع القذارة الذي كن يتمرغن فيه خفية في بيتهن الثاني..
وتم كشفهن من قبل إدارة المدرسة التي كانت قد بدأت تشك بهن بسبب هروبهن المتكرر من بعض الحصص ، وصداقتهن التي توطدت فجأة ولم ترق للعديد من المدرسات اللاتي كن يعرفن طيب سمعة والديها،
وكان اكتشافهن كالصاعقة التي ضربت ارجاء منزل ذويها..
حقيقة مؤلمة ومرة أن يروا سنوات من التربية على المبادئ والقيم تضيع هباءاً ، يقترن بها أصداء مزعجة من الفضيحة عند المديرة والمدرسات..
وجاء تقدم أحد معارفهم لخطبتها كفرصة ذهبية لوالديها كي يرغموها على الخروج من القذارة التي كانت تعيشها..
دون نقاش ، أو احتواء ، أو محاولة لمعالجة المشكلة بمعرفة أسبابها ، دون وضع احتماليات لتفاقم الوضع بعد الزواج للأسوء..
وليلة زواجها كانت بداية عذاب حقيقي ..
فبعد أن تخلى عنها الصدر الحنون والسند القوي..
وجدت نفسها تصارع عقلية غريبة لزوج لم تتمكن من فهمه ..
هل هو سيء إلى هذا الحد؟
مقصر هو في حقوقها لكنه ليس نمطا نادرا من الرجال..
كثير من مشكلاتها كان بإمكانها بإذن الله ان تحلها ..
لكن العائق كان في كونها بدأت حياتها الزوجية كعقاب على ما اقترفته سابقا..
صعب جدا أن تصبحي يتيمة بعد ان كنت تعيشين مكرمة في كنف والديك..
صعب جداً أن يتخلى عنك الوالد والأخ فلا تجدي رجلا يقف في وجه رجل نسي أن رجل وأن من امامه أنثى لها الكثير من الحقوق الضائعة..
صعب أن تصرخ الروح فيصدر قرار بمنع البكاء على صدر الأم الحنون أو الأخت المحبة..
صعب جداً ان تعيشي وحيدة بعد أن كنت تحيين حياة اجتماعية ناجحة ..
صعب جدا أن تحبي جلادك .. الذي يحرم الحقوق .. ويؤذي الروح قبل الجسد .. ويرفض عشرتك ..
فقد سجنت قبل محاكمتك .. سجنت قبل أن يتعالج المرض الذي غزى قلبك .. وقبل أن تملئي الفجوة الروحية التي سببها ابتعادك عن الدين ..
قرر والديها أن يتركاها فترة من الزمن كي تعتاد على أن الحياة ليست مجرد لعب .. وأنها لم تعد طفلة ترتكب الخطأ ولا تعاقب ..
أرادوها ان تنسى الدلع المفسد الذي ضيعها في سنواتها الدراسية ..
فلم تحصل على الدعم المطلوب .. الدعم النفسي والدعم المادي..
كانت بحاجة لكي تبني أسسا سليمة في علاقتها بالله جل وعلا..
كان لا بد من وجود رجل يقف في وجه زوجها حين يضرب ويهين .. حين يحرم ويقصر دون خوف ..
أخذت هذه الفتاة تتخبط كثيرا في محاولات لاستعادة شتات حياتها..
لكن الدعم وصل أخيراً..
بعد مضي سنين وسنين .. وبعد أن استجدت الكثير من الأمور في حياتها ..
استفاقت بعض الضمائر الحية..
وبدأت صديقتنا برسم خطتها لاستثمار ما تبقى من العمر..
أسال الله لها ولجميع المسلمين والمسلمات التوفيق
ألقاكن على خير بإذنه تعالى
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : زوجها فذبحها ألف مرة
|
المصدر : الأمومة والتربية