رأس الطفل في فم الذئب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
1K
معلومات احلام ورديه
إنضم
29 أكتوبر 2006
المشاركات
852
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
رأس الطفل في فم الذئب
أعلم أن العنوان قد شدكم ‏كثيراً , ولكن اعلم أن القصة التي سوف اسردها لكم تحتوي على ما هو أكثر شداً ‏وجاذبية من العنوان .
هذه القصة هي جزء مهم وحساس من سيرة التابعي الجليل ‏( ‏عروة بن الزبير ) وصدق الله سبحانه " لقد كان في قصصهم عبرة "

عروة بن الزبير أحد علماء وعباد التابعين , وهو أحد ‏أبناء الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه ( حواري الرسول عليه الصلاة ‏والسلام ) , وأمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ( ذات النطاقين ) وخالته عائشة ‏بنت أبي بكر رضي الله ( أم المؤمنين زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام ) وأخوه ‏الأكبر عبد الله بن الزبير ( الصحابي العالم المجاهد وهو من طاف بالكعبة المشرفة ‏سباحة حين أحاطت بها السيول من كل جانب )
نعود إلى عروة رحمه الله , وسوف استجزئُ من حياته هذا ‏الموقف العجيب وهذا الجبل من الصبر على قضاء الله وقدره , ثم أختم القصة برأس الطفل ‏الذي في فم الذئب .

كانت هذه القصة في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك , ‏فقد طلب الخليفة الوليد بن عبد الملك عروة بن الزبير لزيارته في دمشق مقر الخلافة ‏الأموية , فتجهز عروة للسفر من المدينة النبوية إلى دمشق واستعان بالله وأخذ أحد ‏أولاده معه ( وقد كان أحب ابناؤه السبعة إليه ) وتوجه إلى الشام , فأصيب في الطريق ‏بمرض في رجله أخذ يشتد ويشتد حتى أنه دخل دمشق محمولاً لم يعد لديه قدرة على المشي .

انزعج الخليفة حينما رأي ضيفه يدخل عليه دمشق بهذه ‏الصورة فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته , فاجتمع الأطباء وقرروا أن به الآكلة ( ما ‏تسمى في عصرنا هذا الغرغرينا ) وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق , فلم يعجب ‏الخليفة هذا العلاج, ولسان حاله يقول (كيف يخرج ضيفي من بيت أهله بصحة وعافية ويأتي ‏إلي أبتر رجله وأعيده إلى أهله أعرجاً ) ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا هذا ‏وإلا سرت إلى ركبته حتى تقتله , فأخبر الخليفةُ عروةَ بقرار الأطباء , فلم يزد على ‏أن قال ( اللهم لك الحمد )

اجتمع الأطباء على عروة وقالوا : اشرب المرقد . فلم ‏يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه دون أن يشعر به . قالوا : فاشرب كاساً من الخمر ‏حتى تفقد شعورك . فأبى مستنكراً ذلك , وقال : كيف أشربها وقد حرمها الله في كتابه . ‏قالوا : فكيف نفعل بك إذاً ؟!؟! قال : دعوني أصلي فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما ‏تريدون !! ( وقد كان رحمه الله إذا قام يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله ‏تعالى ) . فقام يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن ساقه وأعملوا مباضعهم في اللحم حتى ‏وصلوا العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم حتى بتروا ساقه وفصلوها عن جسده وهو ‏ساجد لم يحرك ساكناً , وكان نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على ساقه ‏ليقف نزيف الدم , فلم يحتمل حرارة الزيت , فأغمي عليه .

في هذه الأثناء أتى الخبر من خارج القصر أن ابن عروة ‏بن الزبير كان يتفرج على خيول الخليفة , وقد رفسه أحد الخيول فقضى عليه وصعدت روحه ‏إلى بارئها !!!

فاغتم الخليفة كثيراً من هذه الأحداث المتتابعة على ‏ضيفه , واحتار كيف يوصل له الخبر المؤلم عن انتهاء بتر ساقه , ثم كيف يوصل له خبر ‏موت أحب أبنائه إليه .

ترك الخليفة عروة بن الزبير حتى أفاق , فاقترب إليه ‏وقال : أحسن الله عزاءك في رجلك . فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه ‏راجعون . قال الخليفة : وأحسن الله عزاءك في ابنك . فقال عروة : اللهم لك الحمد ‏وإنّا لله وإنّا إليه راجعون , أعطاني سبعة وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف وأخذ ‏واحداً , إن ابتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى , وإني أسأل الله أن يجمعني ‏بهما في الجنة .

ثم قدموا له طستاً فيه ساقه وقدمه المبتورة قال : إن ‏الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم .

بدأ عروة رحمه الله يعود نفسه على السير متوكئاً على ‏عصى , فدخل ذات مرة مجلس الخليفة , فوجد في مجلس الخليفة شيخاً طاعناً في السن مهشم ‏الوجه أعمى البصر , فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته . قال عروة : ما ‏قصتك يا شيخ ؟ قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك ‏الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ ‏عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد , فهرب ‏البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا ‏برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , ‏فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري !!! .

قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا ؟

فقال الشيخ : أقول الله لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ‏ولساناً ذاكراً .

هكذا قرائي الكرام فليكن الصبر , وهكذا فليكن الإيمان ‏بالقضاء والقدر .

رحم الله عروة بن الزبير وكثر الله من أمثاله الذين ‏عرفوا معنى الإيمان بالقضاء والقدر حق الإيمان , وعرفوا الصبر في المصائب حق الصبر

منقــــــــــــــــول​
 
اسم الموضوع : رأس الطفل في فم الذئب | المصدر : ملاذ الأرواح

نسائيات

New member
معلومات نسائيات
إنضم
3 يوليو 2006
المشاركات
1,076
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد : رأس الطفل في فم الذئب

ماشاء الله
اللهم بلغنى ايمانهم وثبت لنا قلوبنا ولا تضلنا بعد اذ هديتنا
الصبر ينبع من الايمان بالقضاء والقدره
سبحان الله
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه