حنين العراق
New member
- إنضم
- 9 أكتوبر 2006
- المشاركات
- 1,836
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ذكريات على جدران الحنين..
في هدأة الليل المتذبذب بالسكون، نصبت خيمة احلامي، واشعلت فانوس آمالي، وهاج الحنين للماضي.. ورحت اسبح في مخيلتي؛ لانشد اجمل ايامي.. عرفت بأنها الذكرى ولا جدوى بنسيان
فهذه سنون مضت بلا رصيد باق. ولم يظل سوى الشوق، وتوقان النفس، والحنين للايام الماضية‘عشنا اياماً قصيرة هي عمرنا كله بحلوه ومره.. وسط حياة هادئة هانئة تزينها ايام عذبة، وتغلفها احلام جمة. ولكن ليس هنا، وانما في قريتي الصغيرة التي احتضنتني بذكرياتها، وآمالها وآلامها؛ فهاج في نفسي ذكريات مازلت اختزنها في ذاكرتي. ولم انس تلك الليلة عندما جاد الغيث ارجاء قريتي.. وتناثر البرد في باحاتها كالدر المنثور، وفاحت عبير بيوت الطين، وتغلغل نسيمها الفواح الى روحي، وخالط ذلك رائحة دخان الحطب الذي اشعله اخي، اتجهت نحوه لانعم بالدفء في هذا الصقيع القارس، واطفئ لسعات البرد من جسدي.. هرعت مسرعة اليه؛ لاحجز مكاني قبل اخوتي، ولكني وجدت المكان محاصر، وكل فرد منهم سيكون ساهر، في هذا الجو الماطر، ولن يتزحزح احد عن مكانه الا بشيء قاهر
فرُحت في افكار لاصطاد مرادي!! وعلى الفور؛ قمت بإعداد القهوة العربي، والرطب. ولم انس الشاي والزنجبيل، ووعاء التسالي. فحملت كل ذلك، ووقفت امام اخوتي بعزة وشموخ.. فشخصوا بأحداقهم نحوي بذهول، ثم تهاطلت كلمات التهليل والترحيب!! وكل عن مكانه يزيح.. بل انهم قد هيأوا لي المقعد المريح.. واخذنا بعدها نعطر جلستنا بالحكايات والفكاهات الى ان علا صوت المنادي: (حي على الصلاة) في ثنايا الفجر الباسم وبعدها بدأ النهار يجلو ظلام الليل. وانتهت بذلك مشاهد تلك الليلة، وبدأ يوم جديد. ومع ذلك مازلت اتكئ على جدران الحنين كل ليلة لأبحر مع الذكريات
نعم، عشنا مع الذكريات، واحببنا احلاماً واهدافاً عظيمة، ولكننا افتقدنا الوصول اليها، بل
خسرناها بغرورنا، وكبريائنا عندما رحلنا رحلة غريبة في عالم النسيان، اعتززنا بهذا العالم العجيب والجديد. وغرقنا في العولمة، ولم نعلم ان الاعتزاز بالماضي، والفخر به ولو كان شيئاً تافهاً هو السند الحقيقي والقوي في الاحساس بوجودنا في قلب الحضارة الإنسانية المعاصرة[/grade]