نسائيات
New member
- إنضم
- 3 يوليو 2006
- المشاركات
- 1,076
يا بنات تراني انقل لكم مشاكل حقيقية من ملفات الطب النفسي وحلول حقيقة موجوده في مجتمعنا :-
المشكله
تزوجنا منذ 3 سنوات ونصف، أحبه جدا ويحبني، هو طيب جدا، متدين جدا، ونعبد الله معا ما استطعنا والحمد لله. المشكلة بدأت معي من أول الزواج، كان لابد له أثناء الجماع أن يحكي لي قصصا جنسية وأنا أتخيل؛ لأني لم أكن أستطيع أن أقضي وطري بدونها.
زوجي يثيرني جدا ويمتعني جدا ولكن حتى أشبع لابد أن أتخيل. المشكلة عندي للآن وأحس بتأنيب ضمير بعد كل جماع، تلاحقني التخيلات وأنا معه حتى أنتهي. لا أتخيلني مع شخص آخر أبدا أبدا، فقط أناس لا أعرفهم. أخبرته بهذه المشكلة ولم يغضب، لكن أنا أحس بنوع من الخيانة، ماذا أفعل؟ أفيدوني أرجوكم، وما حكم الشرع؟
العلاج والرد
الحكم الشرعي في موضوع التخيلات الحادثة وقت الجماع من قبل الزوجين على السواء، فقد تحدث فيه الفقهاء قديما، واختلفوا في حكمه، حيث ذهب أكثر الفقهاء إلى حرمة تخيل الرجل امرأة أخرى وهو يجامع زوجته، أو تخيل المرأة رجلا آخر أثناء جماع زوجها لها. وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم نوعا من الزنى، وإثما يعاقب عليه فاعله.
يقول ابن الحاج المالكي، في كتابه "المدخل": "ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنى، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزًا من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حرامًا... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية".
أمَّا الشافعية فالمعتمد عندهم هو جواز ذلك، قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: إذا وطئ حليلته متفكراً في محاسن أجنبية خيل إليه أنه يطؤها فهل يحرم ذلك التفكر والتخيل؟ اختلف في ذلك جمع متأخرون بعد أن قالوا: إن المسألة ليست منقولة، فقال: جمع محققون كالسيوطي وغيره بحلِّ ذلك، واقتضاه كلام التقي السبكي في كلامه على قاعدة سد الذرائع، واستدل الأول لذلك بحديث: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها..." ولكن رده بأن الحديث ليس فيه ذلك، بل في خاطر تحرك النفس هل يفعل المعصية كالزنى ومقدماته أو لا، فلا يؤاخذ به إلا إنْ صمم على فعله، بخلاف الهاجس والواجس وحديث النفس والعزم، وما نحن فيه ليس بواحد من هذه الخمسة، لأنه لم يخطر له عند ذلك التفكر والتخيل فعل زنى ولا مقدمة له، فضلاً عن العزم عليه، وإنما الواقع فيه تصور قبيح بصورة حسن، فهو متناس للوصف الذاتي ومتذكر للوصف العارض.
قال ابن البزري: "وينبغي كراهة ذلك، ورُدَّ بأن الكراهة لا بد فيها من حكم خاص… ونقل ابن الحاج عن بعض العلماء أنه يستحب، فيؤجر عليه لأنه يصون به دينه، واستقر به بعض المتأخرين منا إذا صح قصده بأن خشي تعلقها بقلبه واستأنس له بما في الحديث الصحيح من أمر: "من رأى امرأة فأعجبته فإنه يأتي امرأته فيواقعها" انتهى.
وفيه نظر لأن إدمان ذلك التخيل يبقي له تعلقاً ما بتلك الصورة، فهو باعث على التعلق بها لا أنه قاطع له… ثم ذكر كلام ابن الحاج السابق وقال: ورده بعض المتأخرين بأنه في غاية البعد، ولا دليل عليه، وإنما بناه على قاعدة مذهبه في سد الذرائع، وأصحابنا لا يقولون بها…. انتهى المراد من كلام ابن حجر الهيتمي.
على أن بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب: لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ.
هذا ما قاله الفقهاء في المسألة، والخلاصة أنها مسألة خلافية، ولكن الخلاف قد يحسم لصالح المنع والتحريم، بمعرفة أثر هذا الفعل على نفسية الزوجين وأثره على العلاقة بينهما ومستقبل هذه العلاقة، وهذا هو الشق الثاني للمسألة.
فكيف نتصور لعلاقة ما – أية علاقة- أن تنجح – خاصة لو كانت بين زوجين – وكل منهما يتخيل نفسه يعاشر إنسانا آخر، ولا يحصل متعته ولا يجد سعادته إلا في هذا التخيل؟!!!.
لا شك أن ما تعانين منه هو حالة مرضية، بدأت بمحاولة للبحث عن المتعة بطريق غير تقليدي، ثم ألفتِ الأمر حتى صار عادة لك، وأدمنتِه، وصار صعبا عليك التخلص منه. ومن المؤسف أن يساعدك زوجك – ربما لجهله أو لعدم تقديره عاقبة الأمر –على هذا الفعل، ولا تتحرك بداخله الغيرة عليك، حتى وإن كان الأمر مجرد خيالات منك مع أناس غير محددين.
إنها –أختي الكريمة– دائرة مفرغة يجب أن تخرجي منها أنت وزوجك، فاستمرار الدوران فيها والتيه في أعماقها سوف يعود عليك وعلى زوجك بالضرر الشديد، الذي أقله خطرا هو نفور كل منكما من الآخر مع مرور الوقت، والشعور بعدم الاكتفاء منه، والذي قد يولد مشكلات تتفاقم حتى تصل إلى الانفصال. وأعظمه خطرا أن يخرج الأمر عن طور التخيل، ويسعى بك الشيطان لتحويل هذه الخيالات إلى حقيقة، فيوقعك –والعياذ بالله– في الرذيلة، فتخسرين دنياك وآخرتك.
وما أرى عليكما –أنت وزوجك– فعله للخروج من هذا الأمر، والعودة للعلاقة الطبيعية، لا يخرج عما ننصح به أي إنسان أدمن شيئا ما، ويريد التخلص منه، وهو الآتي:
1- التوقف عن هذا التخيل فورا ودون مماطلة أو تأجيل، وقد تفتقدين المتعة أثناء المرات الأولى بعد هذا التوقف، وتراودك نفسك على المعاودة، ولكن الأمر يحتاج إلى قوة إرادة منك وعزم وتصميم ومجاهدة وصبر، حتى تصلين للمتعة الطبيعية.
2- لا تغمضي عينيك أثناء العلاقة الحميمة بينك وبين زوجك، بل املئي عينيك بملامح زوجك، وانظري في عينيه، وتأملي وجهه، وتحدثي معه، ونادِه باسمه.
3- بيني لزوجك أنك تريدين أن تشعري به هو، وتستمتعي به هو، ولمحي له بشعورك بالضيق لرضاه عن أمر هذه التخيلات، ورغبتك في الشعور بأنه يغار عليك.
4- لو كان هناك ما تفتقدينه من زوجك أثناء علاقتكما، فأخبريه به تلميحا أو تصريحا، ليسعى لاستكماله، والقيام به، ليكون على الصورة التي تجبينها، فيحقق لك وله المتعة الكاملة.
5- عمِّقي الصلة بينك وبين زوجك في أمور الحياة اليومية بأشكالها المختلفة، واشتركا سويا في أعمال وأنشطة مختلفة، كالتنزه سويا وممارسة هواية ما أو لعبة ما سويا، أو القيام ببعض الزيارات العائلية سويا... إلخ.
رد الطبيب النفسي
الأول: ما حكم التخيلات الجنسية التي قد تكونُ لازمة عند البعض للوصول إلى الإرجاز (أي نشوة الجماع) أو ما عبرت عنه أنت تعبيرا ذكرني بوصف إمام الحرمين لعلامة نزول ماء المرأة كما تجدين مشروحا في مقال: الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز، لكن هذا ليس موضوعنا فموضوعنا هو التخيلات الجنسية، وأذكرك هنا بأننا محاسبون على الفعل لا على تخيله، أي على السلوك الظاهر سواء بالقول أو بالفعل، ولكن كثيرين من الناس يعتبرون التخيلات الجنسية حرامًا ويسرفون في محاسبة أنفسهم عليها؛ رغم أنه روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قالعُفي عن أمتي ما حدّثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله تعالى يقول للحفظة: إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ناقشت هذا المعنى من قبل في إجابة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ بالتخيل؟
وأما المحور الآخر فهو محور (الخيانة)، والخيانة في أصلها عكس (الأمانة)، وفي المعجم.. (أن الخيانة تقع إذا تولى أحدنا أمانة فلم ينصح)، هكذا نصا، وبينما المعنى الشائع للخيانة الزوجية هو: (إقامة علاقة خارج إطار الزواج)، فإن الحقيقة هي أن الخيانة ليست مشروطة بهذا، بل هي مشروطة بتضييع الأمانة وتضييع الأمانة هو حجر الزاوية في الخيانة.
وما يظهر مما ذكرته لنا في إفادتك هو أنك منذ بداية زواجك واجهت تلك المشكلة وأشركته فيها معك؛ أي أنك لا تخفين عنه شيئا بما يسقط أي شبهة لتضييع الأمانة أي أنني لا أرى خيانة فهل ما زلت ترينها خيانة؟
ثم إن التخيلات الجنسية سواءً أكانت سويةً أم غير سوية هي أمر منتشر إلى حد كونه قريبًا من الطبيعي؛ ولذلك لا نحاسب عليه، لكن استسلامنا لتلك التخيلات وقيامنا بأفعال تغضب الله بسببها هو ما يحاسبنا الله عليه، والشيء نفسه بالنسبة لجميع أنواع الخيالات الجنسية؛ فالخيال شيء، والاستسلام له شيء آخر.
وأما مسألة أن الأمر -ولو على مستوى الخيال- يحدث عندك وأنت في الجماع مع زوجك فإن الرأي الفقهي الذي أستسيغه هو أن من حقك أنت وزوجك أن تمارسا الجنس معا بأي طريقة وأسلوبٍ تريدانه وتتفقان عليه ليكون الجنس مشبعا، في حدود الشرع بالطبع - أي ما عدا الإتيان في الدبر أو أثناء الحيض- ، وليس حراما أن تتخيلي خاصة وقد أخبرت زوجك شخصيا بذلك، هذا والله أعلم.
المشكله
تزوجنا منذ 3 سنوات ونصف، أحبه جدا ويحبني، هو طيب جدا، متدين جدا، ونعبد الله معا ما استطعنا والحمد لله. المشكلة بدأت معي من أول الزواج، كان لابد له أثناء الجماع أن يحكي لي قصصا جنسية وأنا أتخيل؛ لأني لم أكن أستطيع أن أقضي وطري بدونها.
زوجي يثيرني جدا ويمتعني جدا ولكن حتى أشبع لابد أن أتخيل. المشكلة عندي للآن وأحس بتأنيب ضمير بعد كل جماع، تلاحقني التخيلات وأنا معه حتى أنتهي. لا أتخيلني مع شخص آخر أبدا أبدا، فقط أناس لا أعرفهم. أخبرته بهذه المشكلة ولم يغضب، لكن أنا أحس بنوع من الخيانة، ماذا أفعل؟ أفيدوني أرجوكم، وما حكم الشرع؟
العلاج والرد
الحكم الشرعي في موضوع التخيلات الحادثة وقت الجماع من قبل الزوجين على السواء، فقد تحدث فيه الفقهاء قديما، واختلفوا في حكمه، حيث ذهب أكثر الفقهاء إلى حرمة تخيل الرجل امرأة أخرى وهو يجامع زوجته، أو تخيل المرأة رجلا آخر أثناء جماع زوجها لها. وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية، بل عدَّه بعضهم نوعا من الزنى، وإثما يعاقب عليه فاعله.
يقول ابن الحاج المالكي، في كتابه "المدخل": "ويتعين عليه أن يتحفظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البلوى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأة أعجبته، وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع من الزنى، لما قاله علماؤنا فيمن أخذ كوزًا من الماء فصور بين عينيه أنه خمر يشربه، أن ذلك الماء يصير عليه حرامًا... وما ذكر لا يختص بالرجل وحده بل المرأة داخلة فيه بل هو أشد، لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها، جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني، نسأل الله العافية".
أمَّا الشافعية فالمعتمد عندهم هو جواز ذلك، قال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج: إذا وطئ حليلته متفكراً في محاسن أجنبية خيل إليه أنه يطؤها فهل يحرم ذلك التفكر والتخيل؟ اختلف في ذلك جمع متأخرون بعد أن قالوا: إن المسألة ليست منقولة، فقال: جمع محققون كالسيوطي وغيره بحلِّ ذلك، واقتضاه كلام التقي السبكي في كلامه على قاعدة سد الذرائع، واستدل الأول لذلك بحديث: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها..." ولكن رده بأن الحديث ليس فيه ذلك، بل في خاطر تحرك النفس هل يفعل المعصية كالزنى ومقدماته أو لا، فلا يؤاخذ به إلا إنْ صمم على فعله، بخلاف الهاجس والواجس وحديث النفس والعزم، وما نحن فيه ليس بواحد من هذه الخمسة، لأنه لم يخطر له عند ذلك التفكر والتخيل فعل زنى ولا مقدمة له، فضلاً عن العزم عليه، وإنما الواقع فيه تصور قبيح بصورة حسن، فهو متناس للوصف الذاتي ومتذكر للوصف العارض.
قال ابن البزري: "وينبغي كراهة ذلك، ورُدَّ بأن الكراهة لا بد فيها من حكم خاص… ونقل ابن الحاج عن بعض العلماء أنه يستحب، فيؤجر عليه لأنه يصون به دينه، واستقر به بعض المتأخرين منا إذا صح قصده بأن خشي تعلقها بقلبه واستأنس له بما في الحديث الصحيح من أمر: "من رأى امرأة فأعجبته فإنه يأتي امرأته فيواقعها" انتهى.
وفيه نظر لأن إدمان ذلك التخيل يبقي له تعلقاً ما بتلك الصورة، فهو باعث على التعلق بها لا أنه قاطع له… ثم ذكر كلام ابن الحاج السابق وقال: ورده بعض المتأخرين بأنه في غاية البعد، ولا دليل عليه، وإنما بناه على قاعدة مذهبه في سد الذرائع، وأصحابنا لا يقولون بها…. انتهى المراد من كلام ابن حجر الهيتمي.
على أن بعض الشافعية ذهب إلى التحريم حيث قال: العراقي في طرح التثريب: لو جامع أهله وفي ذهنه مجامعة من تحرم عليه، وصور في ذهنه أنه يجامع تلك الصورة المحرمة فإنه يحرم عليه ذلك، وكل ذلك لتشبهه بصورة الحرام. أ.هـ.
هذا ما قاله الفقهاء في المسألة، والخلاصة أنها مسألة خلافية، ولكن الخلاف قد يحسم لصالح المنع والتحريم، بمعرفة أثر هذا الفعل على نفسية الزوجين وأثره على العلاقة بينهما ومستقبل هذه العلاقة، وهذا هو الشق الثاني للمسألة.
فكيف نتصور لعلاقة ما – أية علاقة- أن تنجح – خاصة لو كانت بين زوجين – وكل منهما يتخيل نفسه يعاشر إنسانا آخر، ولا يحصل متعته ولا يجد سعادته إلا في هذا التخيل؟!!!.
لا شك أن ما تعانين منه هو حالة مرضية، بدأت بمحاولة للبحث عن المتعة بطريق غير تقليدي، ثم ألفتِ الأمر حتى صار عادة لك، وأدمنتِه، وصار صعبا عليك التخلص منه. ومن المؤسف أن يساعدك زوجك – ربما لجهله أو لعدم تقديره عاقبة الأمر –على هذا الفعل، ولا تتحرك بداخله الغيرة عليك، حتى وإن كان الأمر مجرد خيالات منك مع أناس غير محددين.
إنها –أختي الكريمة– دائرة مفرغة يجب أن تخرجي منها أنت وزوجك، فاستمرار الدوران فيها والتيه في أعماقها سوف يعود عليك وعلى زوجك بالضرر الشديد، الذي أقله خطرا هو نفور كل منكما من الآخر مع مرور الوقت، والشعور بعدم الاكتفاء منه، والذي قد يولد مشكلات تتفاقم حتى تصل إلى الانفصال. وأعظمه خطرا أن يخرج الأمر عن طور التخيل، ويسعى بك الشيطان لتحويل هذه الخيالات إلى حقيقة، فيوقعك –والعياذ بالله– في الرذيلة، فتخسرين دنياك وآخرتك.
وما أرى عليكما –أنت وزوجك– فعله للخروج من هذا الأمر، والعودة للعلاقة الطبيعية، لا يخرج عما ننصح به أي إنسان أدمن شيئا ما، ويريد التخلص منه، وهو الآتي:
1- التوقف عن هذا التخيل فورا ودون مماطلة أو تأجيل، وقد تفتقدين المتعة أثناء المرات الأولى بعد هذا التوقف، وتراودك نفسك على المعاودة، ولكن الأمر يحتاج إلى قوة إرادة منك وعزم وتصميم ومجاهدة وصبر، حتى تصلين للمتعة الطبيعية.
2- لا تغمضي عينيك أثناء العلاقة الحميمة بينك وبين زوجك، بل املئي عينيك بملامح زوجك، وانظري في عينيه، وتأملي وجهه، وتحدثي معه، ونادِه باسمه.
3- بيني لزوجك أنك تريدين أن تشعري به هو، وتستمتعي به هو، ولمحي له بشعورك بالضيق لرضاه عن أمر هذه التخيلات، ورغبتك في الشعور بأنه يغار عليك.
4- لو كان هناك ما تفتقدينه من زوجك أثناء علاقتكما، فأخبريه به تلميحا أو تصريحا، ليسعى لاستكماله، والقيام به، ليكون على الصورة التي تجبينها، فيحقق لك وله المتعة الكاملة.
5- عمِّقي الصلة بينك وبين زوجك في أمور الحياة اليومية بأشكالها المختلفة، واشتركا سويا في أعمال وأنشطة مختلفة، كالتنزه سويا وممارسة هواية ما أو لعبة ما سويا، أو القيام ببعض الزيارات العائلية سويا... إلخ.
رد الطبيب النفسي
الأول: ما حكم التخيلات الجنسية التي قد تكونُ لازمة عند البعض للوصول إلى الإرجاز (أي نشوة الجماع) أو ما عبرت عنه أنت تعبيرا ذكرني بوصف إمام الحرمين لعلامة نزول ماء المرأة كما تجدين مشروحا في مقال: الماء والنساء، ماء المرأة في الإرجاز، لكن هذا ليس موضوعنا فموضوعنا هو التخيلات الجنسية، وأذكرك هنا بأننا محاسبون على الفعل لا على تخيله، أي على السلوك الظاهر سواء بالقول أو بالفعل، ولكن كثيرين من الناس يعتبرون التخيلات الجنسية حرامًا ويسرفون في محاسبة أنفسهم عليها؛ رغم أنه روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قالعُفي عن أمتي ما حدّثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله تعالى يقول للحفظة: إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ناقشت هذا المعنى من قبل في إجابة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ بالتخيل؟
وأما المحور الآخر فهو محور (الخيانة)، والخيانة في أصلها عكس (الأمانة)، وفي المعجم.. (أن الخيانة تقع إذا تولى أحدنا أمانة فلم ينصح)، هكذا نصا، وبينما المعنى الشائع للخيانة الزوجية هو: (إقامة علاقة خارج إطار الزواج)، فإن الحقيقة هي أن الخيانة ليست مشروطة بهذا، بل هي مشروطة بتضييع الأمانة وتضييع الأمانة هو حجر الزاوية في الخيانة.
وما يظهر مما ذكرته لنا في إفادتك هو أنك منذ بداية زواجك واجهت تلك المشكلة وأشركته فيها معك؛ أي أنك لا تخفين عنه شيئا بما يسقط أي شبهة لتضييع الأمانة أي أنني لا أرى خيانة فهل ما زلت ترينها خيانة؟
ثم إن التخيلات الجنسية سواءً أكانت سويةً أم غير سوية هي أمر منتشر إلى حد كونه قريبًا من الطبيعي؛ ولذلك لا نحاسب عليه، لكن استسلامنا لتلك التخيلات وقيامنا بأفعال تغضب الله بسببها هو ما يحاسبنا الله عليه، والشيء نفسه بالنسبة لجميع أنواع الخيالات الجنسية؛ فالخيال شيء، والاستسلام له شيء آخر.
وأما مسألة أن الأمر -ولو على مستوى الخيال- يحدث عندك وأنت في الجماع مع زوجك فإن الرأي الفقهي الذي أستسيغه هو أن من حقك أنت وزوجك أن تمارسا الجنس معا بأي طريقة وأسلوبٍ تريدانه وتتفقان عليه ليكون الجنس مشبعا، في حدود الشرع بالطبع - أي ما عدا الإتيان في الدبر أو أثناء الحيض- ، وليس حراما أن تتخيلي خاصة وقد أخبرت زوجك شخصيا بذلك، هذا والله أعلم.