ترهات حياة ...

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
813
معلومات رفيقة الاحزان
إنضم
6 فبراير 2009
المشاركات
242
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
في قلب مشتاق للقاء رب البرية
الموقع الالكتروني
www.blqees.com
ترهات حياة ...
بينما أتأمل محتويات تلك اللوحة التجريدية المعلقة على الحائط .. لامسني شعور غريب باجتياحه قريب باقتلاعه منفر بتعايش مضمونه أخذت بتحسس تلك اللوحة المبهمة لأدقق بما يدور فيها من رسومات مجردة من الحياة لعلها اقتبست من واقع الحياة ولكنها جردت منها بالقوة رغما عنها أرادها الرسام أن تقبع تلك اللوحة اسيرة الورقة البيضاء المعلقة ملكا للغير ليس بيدها أبسط حقوقها لا برسم معالم وجهها أو التلاعب بألوان ألبستها كان الحزن يسودها والسقم يلفها والقسوة تتآمر بحقها سواد حالك وظلمة مخيفة وانذار بالشؤم القادم امتلىء قلبي بالضيق عندما تشبعت من ذاك الاحساس القاهر انزويت لركن بعيد اشرت باصبعي المرتعش نحو الارض وبدات برسم خارطة حياة مجهولة رسمت دربا طويلا له بداية ولكن نقطة النهاية اختفت منه بحثت عنها ولم أجدها سلمت أمري لله وأكملت رسم الطريق واندمجت برسم الخطوط شرقا وغربا فجأة ظهرت أمامي بقعة ضوء حاولت اخفائها ولكنها بقعة ضوء عنيدة واصلت بالظهور مرارا وتكرار لا أدري لما كانت ردة الفعل مني ابتسامة أحببت ظهور ذلك الضوء بدربي المرسوم لعلها علامة رضا من قبلي ولكن متى سيظهر ذاك الضوء المنير لينير ما تبقى لنا من العمر الزهيد ... هناك حيث النور أرى عجوز جالسة على كرسيها المتأرجح للامام تارة وللخلف تارة أخرى يهدهدها كالطفل حتى تغط في سبات عميق وتبدأ باطلاق سيمفونية لا حصر لها من النغمات الصادرة من صفير شخيرها لا تزعجني ولكن تؤرقني مسألة وصولها لذلك العمر الذي خط او بالأحرى نحت معالم التعرية والتجوية على وجهها وآثار الزمن بأشكاله ارتسمت واخذت نصيبها من عمر تلك العجوز بعد ان كانت فتاة يافعة تشع الحياة من عينيها والنضارة من وجهها البشوش لن أقول كم هي مسكينة تلك العجوز بل سأصرخ كم هي قوية ومحظوظة استطاعت أن تكافح وتتخطى مجريات الحياة وعقباتها التي واجهتها لم اكتفي بالنظر اليها بل اقتربت شيئا فشيئا أمسكت يديها كانت التجاعيد تملؤها و النعومة واللين تكسوها وضعت يداي على رأسها نظرت الى البياض الذي يكسو شعرها آلمني التواء رقبتها على ذاك الكرسي ايقظتها حدقت بي طويلا وأشاحت بناظرها بعيدا نحو نافذة غرفتها ولم تنطق بكلمة أعدت ندائي عليها وهممت بمساعدتها على الوقوف ابعدت يداها عني ورفضت القبول واخذت بالتأرجح على كرسيها مرة أخرى عدلت من وضعية جلوسها وكان انحناء ظهرها واضحا وارتعاش حركتها بدت تعلن بردة فعل غير حسنة اعلنت غضبها علي واخذت بمناداتي باسمي مجردا من حبيبتي التي عهدتها منها لما كل هذا الغضب ماذا فعلت ؟!! بادرتني بقولها أين هو ؟؟أين ذهب ؟؟ ماذا فعلت به ؟؟ كان صوتها مهزوزا وهي تكرر علي أسئلتها كأني مجرمة ارتكبت جريمة شنعاء بحقها أخافني تبرمها و غضبها بدأت أتصبب عرقا فلم أعهد منها ذاك التصرف سألتها مالذي تبحث عنه فأجابتني قرآنها الكريم فجأة تغير احساسي غمرتني السعادة فبالرغم من انها لا تعرف القراءة الى أنها تفتحه كل صباح ومساء وتبدأ بتمتمت السور التي حفظتها في الصغر عند شيخ الكتاب (المطوع ) هرعت باحضار قرآنها وبمجرد ان وقع ناظريها على القرآن حتى عادت البهجة والابتسامة واحتضنته بقوة وقبلته وأعادته بجانبها ومسحت عليه بيديها المجعدتين وعند شعوري بالارتياح تناسيت الرسمة التي كنت ارسمها واللوحة التي تأملتها شهيق وزفير متسارع لانهي رسمة حياتي فمع تحديات الحياة وترهاتها وعقباتها سيؤول بي المطاف كتلك العجوز العظيمة ان لم يتوفني الله هنا انهيت مسار الحياة ... آه !! نسيت موعد قهوة العجوز الشعبية بالهيل ناولتها فنجانها يرافقه تمرة ذو مذاق حلو كحلاوة جلستها ... :32:

:20:ودي واحترامي :رفيقة الاحزان ..:20:
 
اسم الموضوع : ترهات حياة ... | المصدر : المنتدى العام
معلومات رفيقة الاحزان
إنضم
6 فبراير 2009
المشاركات
242
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
في قلب مشتاق للقاء رب البرية
الموقع الالكتروني
www.blqees.com
القصة منقولة آسفة تنقل للقسم المناسب لها
حبيبتي كيف منقولة هذا بقلمي أنا خاص فيني انا مشتركة باكثر من منتدى اتمنى انه يرجع لمكانه لانه الكتابة خاصة فيني وحصري لقلم رفيقة الاحزان ودي وامتناني ...
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه