تذمين الناس وتتهمينهم على تصرفاتهم ثم ماذا ؟؟؟؟ماالحل ؟؟
عن أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعا: إن من ضعف اليقين: أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، [ ج- 2] [ص-58] إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره .
إن من ضعف بفتح الضاد ويجوز الضم: والضعف ضد القوة .
اليقين واليقين هو أعلى درجات العلم .
أن ترضي الناس بسخط الله، هذا من ضعف اليقين، وهذا مثل ما ذكر في الآية: سورة العنكبوت الآية 10
أما إذا جاء العكس فأرضى الناس بسخط الله، فهذا من ضعف اليقين .
وأن تحمدهم على رزق الله أي: ومن ضعف اليقين: أن تحمد الناس على رزق الله، إذا جاءك رزق، وجاءك خير تنسب هذا إلى الناس، وتحمدهم عليه، مع أن الرزق من الله سبحانه وتعالى،
فالواجب: أن تحمد الله لا أن تحمد الناس، إنما تحمد الله عز وجل؛ لأنه هو الرزاق،
وإذا كان لأحد من الناس تسبب في هذا الرزق، فإن هذا المتسبب يشكر على قدر ما فعل، لا أن ينسب الرزق إليه، وإنما يشكر على قدر سعيه وعلى ما بذل من السبب فقط، مع الاعتراف أن الرزق من الله وتعتقد أن هذا الشخص إنما هو سبب فقط .
وفي الحديث:
وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله يعني: إذا سعيت تطلب شيئا محبوبا من أمور الدنيا ولم يحصل لك فلا تذم الناس، ؛ لأن هذا بيد الله، ولو شاء الله لحصل لك، والناس ليس بيدهم شيء، وإنما هذا بيد الله، لو أراد هذا لحصل لك،
فكونه لم يحصل لك هذا دليل على أن الله لم يرده لك، فعليك أن ترضى، وربما يكون امتناع هذا الشيء عنك في صالحك، وأنت لا تدري ماذا تكون الخيرة، فأنت تبذل السبب فإن حصل المطلوب فالحمد لله، وإن لم يحصل المطلوب فإنك ترضى عن الله -سبحانه وتعالى- وتحمده وتحاسب نفسك عن التقصير،
وتعلم أنك ما حرمت هذا الشيء إلا لأحد أمرين: إما لأنك مقصر في حق الله سبحانه وتعالى، وأن الله حرمك هذا الشيء بسبب ذنوبك ومعاصيك، أو أن الله -سبحانه وتعالى- منعه لمصلحتك، وأنه لو جاءك سبب لك شرا، هذا موقف المؤمن عندما لا يحصل له مطلوبه .
ثم قال: إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره مهما حرص الإنسان وحرصت الواسطة التي عمدها، فالحرص لا يجلب لك المطلوب إذا لم يقدره الله سبحانه وتعالى .
ولا يرده كراهية كاره لو أراد الله لك شيئا فلو اجتمع أهل الأرض أن يمنعوه لم يستطيعوا كما قال صلى الله عليه وسلم:
إذا علق قلبك بالله -سبحانه وتعالى- وأحسن المعاملة مع الله: سورة الطلاق الآية 2
وهذا هو حقيقة التوحيد؛ أن يكون العبد معتمدا على الله ومتوكلا على الله، ويعتقد أن الناس مجرد أسباب، والأسباب إن شاء الله نفعت، وإن شاء لم تنفع،
فلا يجعل الحمد والذم للناس، وإنما يجعل الحمد لله سبحانه وتعالى، وإذا لم يحصل له مطلوبه فليصبر وليعلم أن ما قدر له لا بد أن يكون فليحمد الله أيضا .
وليس معنى ذلك أن الإنسان لا يحرص على طلب الخير، قال صلى الله عليه وسلم:
الحرص والاستعانة فالحرص ليس مذموما، وإنما المذموم: الاعتماد على الحرص، واعتقاد أنه يحصل به المطلوب .
وحديث أبي سعيد رواه أبو نعيم في الحلية ورواه البيهقي ، وهو حديث ضعيف ، ولكن الشيخ -رحمه الله- من قاعدته أن لا يذكر الحديث الضعيف إلا إذا كان له ما يؤيده، وهذا الحديث تؤيده الآية التي قبله وهي قوله تعالى: سورة العنكبوت الآية 10
المصدر : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
اسم الموضوع : تذمين الناس وتتهمينهم على تصرفاتهم ثم ماذا ؟؟؟؟ماالحل ؟؟
|
المصدر : المنتدى العام