تحطم الحلم الان ولكن .........ماذا بعد؟

احصائياتى
الردود
3
المشاهدات
434

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
تحطم الحلم الان ولكن .........ماذا بعد؟
م تكن أحلام "فيكتور فرانكل"..الشاب النمساوي الذي يعمل في مجال علم النفس، لها حد أو سقف.

ولما لا .. والشاب العشريني ينطلق كالسهم إلى عالم التميز والرقي العلمي، حتى باتت مقالاته وأبحاثه العلمية محل ثناء وتقدير أهم القامات في مجال علم النفس آنذاك " سيجموند فرويد" و "ألفريد إيدلر".

بيد أن الرياح تأتي في بعض الأحيان عكس ما تشتهي السفن، ففي عام 1942، وأثناء الزحف النازي على أوربا، كان فرانكل ـ يهودي الديانة ـ أحد ضحايا طموح هتلر، حيث أبيدت أسرته بالكامل، ولم ينج من عائلته سواه وأخته الصغيرة، التي هربت بأعجوبة إلى أستراليا .

بين عشية وضحاها تحطم الحلم، أصبح فرانكل (مجرد رقم) ينادى عليه بـ 117، عارياً، حافياً، شريداً، لا تستره سوى خرقة بالية قذرة، يخفي تحتها كسرة خبز قديمة، يداعبها بين وقت وآخر وكأنها كنز نادر، يُطمئن بملمسها نفسه بأن هناك ما يتبلغ به في رحلة العذاب!.

لا أمل يبدو في النجاة .. ويكون السؤال ..

ما الذي يمكن أن يفعله شخص عارٍ، منهزم، ليس لديه ما يخسره؟!.

ما الذي يمكن أن يفعله سوى أن ينتظر قدوم ملك الموت .. أو يذهب هو إليه!.

مع بزوغ صباح كل يوم، كان كل سجين يلتفت إلى جاره يتحسسه، الموت قريب جداً، وحفلات الإعدام لا تنتهي، لذا كانت المقاومة منعدمة، والانكسار ضاربا بجذوره في وجدان الجميع ..

كان من المشاهد المألوفة للسجناء أن يروا زميلا لهم وهو ينطلق كالسهم ليرمي بجسمه على الأسلاك المُكهربة التي تحيط بالمعسكر. يحترق الجسد الهزيل تماماً. إن مقابلة الموت أهون من انتظار وقع أقدامه المخيفة ..

ثقيلة الأيام .. ثقيلة الخواطر .. ثقيلة الذكريات .. ثقيلة الحياة ..

ووسط هذا الجحيم، ثمة شيء ما لفت انتباه الرجل!.

تأمل فرانكل في مقاومة بعض المساجين للموت، وانهزام البعض الآخر ..

وجد أن هناك صنفاً من البشر تكون مقاومته للهزيمة والذل والانكسار أكبر من غيره وأصلب، يتحمل صابراً ما يتعرض له، ويتخطى بعزمٍ الكبوات والعثرات مهما كانت مؤلمة ومهينة وخطيرة .

هؤلاء هم الذين يملكون شيئاً ما يستحق أن يقاوموا من أجله!.

يملكون شيئاً يجعل لحياتهم معنى وقيمة ..

كان السجناء الذين يحتفظون في قلوبهم بأمل ما، هم الذين ترتفع مناعتهم، ويصبحون أكثر قدرة على التحمل حتى وإن هزلت أجسادهم، بينما يتساقط ويقع من أغلق دون قلبه باب المعنى، ولم يجد في صندوق حياته شيئا ذي قيمة يستحق أن ينتظر الغد من أجله، حتى وإن كان بصحة أفضل، وجسد أكثر قدرة على الجَلد والتحمل!.

إن الأفكار لا تموت .. والأحلام لا تُسجن .. والأمل لا يخبو .. والقيم لا ينالها الهوان مهما فعل الجلاد، طالما بقى أصحابها ينفثون فيها من أرواحهم، فيحيونها وتحييهم.

الحل إذن كي نتغلب على ما نحن فيه هو أن نتمسك بأمل، نتوحد مع فكرة مشرقة، نستمد منها الطاقة والروح والقوة .. هكذا قال لنفسه وهو يبلور فكرته ونظريته.

وبدأ فرانكل يساعد السجناء - من خلال هذه النظرية- على تخطي المصيبة التي يعيشونها، كان يسأل السجين عن حياته إلى أن يقف على شيء ما .. ابن، زوجة، كتاب يريد تأليفه، فكرة يود تطبيقها، مشاعر يتمنى إيصالها لشخص ما، طموح لم يتسنى له تحقيقه من قبل ..وعندما يجد هذا الشيء، يبدأ في إظهاره، ليجعل منه قيمة، تبرق أمام نظر السجين لتمده بالقوة والإرادة ..

حقق فرانكل شهرة لا بأس بها في المعتقل؛ دفعت الحراس أيضاً لأن يستشيروه في مشاكلهم الشخصية، اكتشف حينها أن دائرة المأساة أوسع مما يظن، وأن الكًبد والمشقة والألم ضاربون بأذرعهم في أفئدة الجميع ..

لخص فرانكل نظريته وقتها في أنه لكي تعيش عليك أن تعاني، و كيما تبقى عليك أن تجد معنى للمعاناة، وإذا ما استطعت أن تجد ـ أو تُوجِدـ هدفاً لحياتك فإنه بالتالي سيكون هناك هدف للمعاناة، وبأنه مهما لاقينا من ضربات الحياة فإنها لا تخلو من سبب ومبرر قوي للصمود !.

وبطبيعة الحال فإن الرجل بعدما أُفرج عنه وخرج ليواصل حياته، تابع أبحاثه وجعل من تلك النظرية منهجاً في علاجه لمرضاه، فكان يسأل المريض الذي يطرق باب عيادته سؤالا غريبا:

‹‹لماذا لا تنتحر وتنهي مشاكلك؟!››

ومن خلال الأسباب التي يسوقها المريض كان يستخرج .. ‹‹المعنى›› .

الشئ الجميل الذي يمكن أن يعيش له .. ويتحمل من أجله .

كان يؤكد لمرضاه أنه ما دام في حياتنا شيء ما يستحق أن نموت من أجله، فمن باب أولى أن نعيش من أجله ونوليه رعايتنا واهتمامنا وتركيزنا، ونتحمل في سبيله ما نجد ونلاقي .

ولذلك كان يُعَرف اليأس بأنه "معاناة منقوص منها المعنى".

كان فرانكل والذي يمكن أن نقول بأنه قد هُزم وتعثر ودخل المعتقل، ورأى ما تقشعر له أبدان ذوي النفوس السليمة- أقول كان فرانكل يعيش منتصراً في حياته، والسبب: أنه وقع على سر من أسرار التغلب على الهزيمة وهو أن يكون لك قيمة في حياتك تلهمك كي تتخطى الصعب الذي أنت فيه .

كان يؤكد دائما على أن الحياة يمكن أن تأخذ منك كل شيء، تماماً كما أخذت منه عائلته وحريته ووضعته في معتقل نازي يعاني فيه الهوان، ولكن هناك شيئا هاما لا تستطيع أبداً أن تأخذه منك الحياة مهما حاولت كسرك وهزيمتك ألا وهو "حرية الإنسان في تبني موقف محدد في ظرف معين"، حيث تبقى استجابتك هي "آخر وأهم الحريات الإنسانية"، وذلك لأنها البداية الحقيقة لتغلبك على الهزيمة والانكسار.

عاش فرانكل يساعد الملايين على الخروج من نفق الهزيمة، ولم ينس أن يكتب تجربته القاسية وما استفاده منها في كتيب بعنوان ‹‹الإنسان يبحث عن معنى››Man's Search For Meaning ليوزعه في نطاق محدود على أصدقائه ومرضاه، لكن يشاء القدر أن يحتفي بهذا الرجل ويعطيه ما يستحقه من التقدير والشهرة، لينتشر الكتاب وتباع منه ملايين النسخ ويترجم لأكثر من ثلاثين لغة، ويستفيد منه قطاع عريض من البشرية .
#كريم_الشاذلي
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
هذا تعليقي الشخصي احببت ان يكون منفصلا.....المقال رائع ويتحدث عن الامل والهدف الذي يحيي كل انسان من أجله.فكان الحاضر في ذهني ونحن ما هدفنا الاكبر؟

نحن خلقنا لنعبد الله تعالي وفي عمق الأزمات نحن كمسلمين نستحضر أمام ناظرينا وقلوبنا من قبلها عظمه ربنا وأنه. هو الذي قدر هذا وأنه هو من سيخرجنا منها وأنه هو من سيرزقنا الصبر عليها.

انها عقيدتنا التي تبعث علي الامل فلا يأس فربنا حي لا يموت وقال "ادعوني استجب لكم".انها عقيدتنا التي علمتنا أنه ما شاء الله كان وما لم يسأل لم يكن "انها عقيدتنا التي علمتنا "واعلم أن الله علي كل شيء قدير".تخيلت نفسي مكان هؤلاء المساجين ...لاي فريق كنت سانتمي لهؤلاء. القوانين الذين كانوا يتساقطون ام للفريق الاخر

اتخيلني انني كنت سانتمي لفريق ثالث وارجو أن تكون كذلك في الازمات ذلك الفريق الذي سيأوي إلي ركن شديد الذي كان سيعلم أنه حتي وأن قضي الله تعالي نهايتي بذاك السجن فإنه لن يضيعني ..ساصبر لأنه أمرني بالصبر ..ستصبر لاانه حكيم وساعه يضيق صدري وتتبرم نفسي لاني بشر سارفع راسي واقول يارب ضاقت نفسي فيتردد في أذني ساعتها " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "واوقن أن الفرج آت.

لكن لا بد.اي من مخزون قلبي لتلك الأزمات فتعرف ربي في الرخاء فيعرفني في الشده.

الامل والهدف عندنا هو أن نلقي الله وهو راض عنا ..الوقود الذي يشحذ النفس هو الاتصال بالله ....ولنا اسوه قدفي سير كثير من الصالحين ...نقطه اخيره ..كم.من حلم ظنناه تحطم ولكن الله تعالي يدخر لنا ما هو أعظم أو أن الحلم نفسه سيتحقق ولكن في حينه ولكن من يصبر ومن يعي؟نسال الله تعالي البصيره.

دمتن بود
 
التعديل الأخير:

دانسميز

Well-known member
معلومات دانسميز
إنضم
17 أكتوبر 2011
المشاركات
2,473
مستوى التفاعل
2,569
النقاط
113
جميل جدا راجية لي عودة لقراءته مرة ثانية...
لكن صححي فربنا حي لايموت وليس فربما
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه